عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-13, 07:25 PM   #1406

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

ما ان غادر بيت أبو مجد حتى طلب أبو كرم من أبناءه التجمع في غرفة المعيشة الصغيرة الخاصة بهم، وكانوا كلهم يجلسون الآن ينظرون لبعضهم بتوتر منتظرين ما يريد والدهم أن يقوله لهم، تأملهم أبو كرم فردا فردا بخليط عجيب من حزن يخالطه فرح و حنان يخالطه اشتياق... نعم هو يشتاقهم قبل حتى أن يفارقهم ويدعوا ربّه جاهدا أن يكون قد وفّى أمانته على قدر ما أعطاه من سعة وعمر... يتساءل بينه وبين نفسه بل يدعوا ويجتهد بالدعاء أن يراهم حقا بعد أن يموت يرجوا الله ان تطوف روحه بهم تطمئن عليهم وعلى أحوالهم بعد فراقهم... يريد أن يطمئن عليهم فقط... يريد أن يطمئن على صغيره أكثرهم... وعلى شريكة عمره التي يشفق عليها منذ الآن، فما أقسى أن تبقى وحيدا في آخر العمر فلا تجد لك رفيقا يؤنسك في كبرك ولا جسدا يغمرك ليدفئك والبرد ينخر بعظامك التي أهلكها المشيب!! خائف على تلك الصغيرة اليتيمة... يخاف عليها من ابنه... يتمنى أنه يوما ما سيستطيع ان يسامحها فتشفع لها ظروفها النفسية وقتها ويرأف بصغر سنها الذي كان... نادم هو.. نادم على ظلمه لولده فهل تراه سامحه من قلبه؟ هل ستجد روحه يوما السكينة مع تلك الحبيبة التي كانت؟ ينقل نظراته المغموسة باللهفة والحنان والفخر لذلك الحنان المتدفق... أحمد.. ويرجوا أنّ عاطفته الهادرة وحنانه المتدفق سيجد ملاذه الآمن يوما!! يعلم بأنه مع كرم سيقسط المكيال فان كان هو اللين فالآخر الشدة وان كان هو القلب فالآخر العقل وبكلاهما ستستقيم أمور الأسرة!! يوسف آآآه يا ولدي ترى هل ستطوف روحي يوما تراك عريسا متوجا على عرش قلب انثى تستحقك؟
لم أشبع منهم... يا الله لم أشبع منهم... قليلا من العمر بعد هو كل ما أريد!! كسر أبو كرم وتيرة الصمت الحاد عند هذه الفكر ليقول من قلب: أستغفر الله العظيم يا رب.. اللهم أني لا أسألك ردّ القضاء ولكني أسألك اللطف فيه.. يا رب رضني بما قسمته لي!
كرم الجالس بجانبه كما دوما منذ عاد للأردن أمسك كفه ليقبلها قائلا: خير يا حج مالك شو اللي مدايقك؟
ليجيبه أبو كرم بغصة واضحة: فراقكم!!
وما بين الشهقات والهمهمات المعترضة انتفض كرم قائلا بصوت مبحوح: يابا حرام عليك ليش هالحكي هاد هسة؟ الله يطوللنا بعمرك وما ننحرم حسك من الدنيا!
أمال أبو كرم رأسه نحو رأس ابنه المحني على يده ليقبله بحنو شديد ودمعة غادرة تهدد بالخيانة ليكبحها هو بكل ما بقي به من رجولة جبلت على مبدأ قاسي واحد أهلك الرجال وصرعهم، رفع وجه كرم المسود بكدر لبقول له بصوت متحشرج: سعادتي اليوم ما بتنعطا لحدة.. ولادي ربنا الله هداهم ورجع لم شملهم!!
قالت أم أحمد بصوت مبحوح ودموعها تكتفي بغسل وجهها دون قلبها: الله يتم عليك سعادتك ويديمك تاج مزين روسنا كلنا من صغيرنا لكبيرنا
ابتسم لها أبو كرم وقال: يشهد علي ربي يا غالية أنو قلبي رضيان عليك ليوم الدين
ثم نظر لأولاده قائلا : ترى أمكم أمانتكم.. جنتكم وناركم.. وهيني انا بحكيلكم من قلب خايف عليكم من غضب رب العالمين اللي رضاه من رضاها.. امكم ثم أمكم ثم امكم!! لا تخلّو الدنيا تلهيكم عنها ولا دفا نسوانكم ومشاغل ولادكم والجري ورا الدنيا ينسيكم اياها... الله يبعد عنكم بنات الحرام وشرهم!
ونقل بصره لكرم قائلا: كرم أم أحمد صحيح مش أمك لكن ربنا شاهد انها ما في يوم ظلمتك ولا ميزت بينك وبين اخوانك بقصد.. و حط ببالك.. رضاي من رضاها!!
قام كرم وتوجه اليها آخذا يدها مقبلا اياها: يابا شو هالحكي خالتي الله العالم بغلاتها والله انها امي أكثر من أمي اللي جابتني... لا تخاف عليها بكفي انها وصايتك
همس أبو كرم باطمئنان: الله يرضى عليك.. الله يرضى عليكم كلكم
ليناظر بعدها صغيره الناظر اليه بوجوم وقال له: عموري حبيبي حركات الدلال والولدنة عأمّك خلص ما بدي اياها.. انت ما شاء الله كبرت وصرت زلمة بدي تحط امك بعيونك وقد ما دللتك بدك تدللها...( أكمل بينما يرى عمر يهز رأسه بصمت واحمرار واضح يحرق عينيه ليفضح حاله الذي يحاول مداراته برجولته الحديثة) ودروسك يابا.. ما بدي أشي يأثر عليها فاهمني أنت... مزبوط؟
وقف عمر وتقدم لوالده ليقبل رأسه بطريقة رجولية وقال: بابا لا تهكل همي المهم رضاك علي!
قال أبو كرم: الله يرضى عليك وعلى كل اخوانك... يابا بدي اياكم ايد وحدة... ايد قوية بالخير مش بالشر... لبعض مش على بعض!! شوركم من بعدي لأخوكم الكبير كرم... وأنت يا كرم شورك من شور اخوانك... سامعين؟
قاموا كلهم مقبلين رأسه مهمهمين بوجوم ... رافضين لما سيكون ولكن... لا رادّ لقضاء الله!!
وقف أبو كرم قائلا: يابا غزل تعالي
وقفت غزل وتقدمت ناحيته تجاهد دموعها المكتومة وما أن وصلته حتى أخذها بحضنه قائلا موجها الحديث لهم كلهم: ترى هاي الغالية بنت الغالي أمانة برقبتكم كلكم
ما ان قال عمها ذلك حتى أجهشت بالبكاء وغمرت نفسها أكثر بصدره الحاني تغسل القليل من سخام سنواتها الأربع الفاحمة... خائفة بل مرعوبة من فقده... لم تشعر للحظة واحدة بحياتها أنها ليست ابنته حتى عندما أخطأت بحقهم وكانت مرعوبة من غضبه عليها تفهمها وسامحها ولكن المصيبة انها هي لم تسامح نفسها فكيف تعوضهم عن سنوات البعد وكيف تعوض ذلك الجالس هناك مراقبا اياها مشعلا غضبه على فتيل هاديء منذ مدة طويلة ... ويا ترى هل حانت ساعة الغليان؟!!
شهقت مرعوبة مدركة بداخل نفسها أنها تستحق أيا ما سيفعل بها.. تستحق.. تستحق!! تعلقت أكثر بعنق عمها لتقول دون وعي ممرغة كلماتها غير واضحة على صدره: سامحني بابا من شان الله سامحني
شدّد عمها من احتضانه لها هامسا بأذنها: اهدي بابا اهدي... الموضوع خلص من زمان وأنا سامحتك... انت معذورة والله معذورة!!
وأدار وجهه ناحية ابنه الذي يشاهدهم من بعيد بنظرات ساهمة حائرة معذبة بينما من داخله يتقطع ولكن على من ولماذا لا يعرف!! ناداه أباه قائلا: كرم غزل أمانة عندك راعي الله فيها ولا تنسى انها قبل كل اشي بنت عمك!
وقف كرم احتراما لوالده واقترب منهم قائلا: ولا يهمك يابا
لم يرد أن يقول أكثر فالكذب ليس من شيمه ولا يحب اعطاء وعود هو غير قادر على الوفاء بها!
.................................................. ................................
جالسة بجوار زوجها بالسيارة وتقطيبة تفكير عميق مرتسمة على سماتها، تنظر من زجاج نافذة السيارة فيتهيأ للرائي تركيزها العميق على تفاصيل المدينة الأقرب الى قلبها لكن الحقيقة هي أنها غافلة عن تلك الشوارع العريضة النظيفة التي تعبرها وتكاد لا ترى مروج الأزهار المصفوفة على جانبي أغلب شوارع عمان ولا تلفتها كالعادة هندسة الطرقات العبقرية بما فيها من جسور وأنفاق تختصر الكثير الكثير من زحمة السيارات!! نظر أبو مجد حوله لأغلى امرأتين على قلبه مستغربا الهدوء الشديد الملتف حوله فهذا ببساطة ليس وضعهن الطبيعي، عادة يصلن الى أعمق أعماق نقطة في رأسه ويحفرن فيها كالبلدوزر لكثرة لغوهن!! يبدوا أنه أدمن صخبهن فهذا الهدوء القاتل أصبح لا يطاق، نظر لزوجته وقال: شو أم مجد وين رحتي ونسيتيني؟!
نظرت له أم مجد ساحبة نفسها من عمق أفكارها المتخبطة الحائرة... المتأملة وقالت بحب صادق: ينساك الموت حبيبي... ما في شي بس سرحت بموضوع شوي؟
تفحصها أبو مجد بنظراته وقال: لا والله أنت الصادقة سرحتي شويتين!! شو الموضوع المهم اللي شاغل بالك لهالدرجة؟
سكتت أم مجد قليلا وقالت له: والله من ناحية مهم فهو أكيد مهم هاد اذا ما كان الأهم!! راح اقوللك أكيد بس أول خليني اتأكد منه!
أبو مجد الذي لم يكن فضوليا بطبعه قال: براحتك حبيبتي واذا احتجتيني أنا موجود
هزّت أم مجد له رأسها موافقة وعادت للنظر مرة اخرى من شباك النافذة تختلس النظرات عبر مرآة السيارة الجانبية لتلك الصغيرة الجالسة سارحة بأفكارها وراءها وابتسامتان حمقاوتان تزينان ملامح كلتاهما!!
.................................................. ................................



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:27 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس