الموضوع
:
بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة*
عرض مشاركة واحدة
31-12-13, 10:31 PM
#
1748
lossil
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة في قصر الكتابة الخيالية
?
العضوٌ???
»
82178
?
التسِجيلٌ
»
Mar 2009
?
مشَارَ?اتْي
»
2,367
?
مُ?إني
»
ajaccio_france
?
الًجنِس
»
?
دولتي
»
?
مزاجي
»
?
نُقآطِيْ
»
¬»
¬»
?? ???
~
لا تفكرفي المفقود كي لا تفقد الموجود.لماذا عندما تغيب الحاء ويبدأ الألف يتحول الحلم لألم؟
?? ???
~
العمل في مستوصف المزرعة مع عثمان أبعد عنها أشياء كثيرة...أحال بينها وبين التفكيرفي الماضي...كما جنبها لقاءات أمجد التي كانت تؤرق ليالها...
المرضى كانو فقط من عمال المزرعة والموظفين...وأمراضهم كانت بسيطة لكنها إستمتعت بعملها هناك وبصحبة نرجس التي كانت عانسا في الخمسينيات من عمرها لكن مرحة ولذيذة بطريقة تضحك المرء حتى ولو كان لا يجيد الضحك بتاتا...
كانت في مكتبها الصغيرمنهمكة في تفحص ملفات بعض المرضى عندما إنفتح الباب فجأة ليتبعه صوت ساخرلم تتوقع أن تسمعه في ذالك المكان أبدا :
_لقد تركت ركوب الخيل ونزهاتك عند البحيرة...ألم تعودي تحبينهما أم أن العمل مع عثمان أنساك كل شيئ؟.
(رفعت وجهها صوب الصوت الأجش والساخرلتحدق به بدهشة...
كان يقف بالباب بملابسه العملية التي تمنحه تلك الجاذبية الوحشية وكان يحدق بالتجاهها لكنها لم تستطع رؤية ملامحه التي إختفى نصفها خلف قبعة رعاة البقرالتي كان يرتديها كما العادة...
كان أول مرة يأتي للمستوصف منذ إنضمامها إليه مما جعلها تتساءل بصمت إن كانت زيارته إجتماعية أو أنه ربما يعاني من خطب ما...لم تدرك أنه كان يراقبها بدوره ويدرس باهتمام ردود أفعالها إلا بعد أن أخرج يده التي كان يحتفظ بها خلف ظهره وقد كانت تنزف بطريقة جعلتها تشهق بصوت مرتفع...
وقفت عن كرسيها لتسارع الخطى نحوه وقد شحب وجهها فجأة كأنها لم ترى جرحا أو دماءا قط في حياتها ...
قادته إلى طاولة الفحص وهي تمسك بيده بلهفة لم تشعربها وما إن فحصت الجرح بعيون خبيرة حتى إبتعدت عنه لتحضرمعقما وبعض القطن ومياها دافئة لتنظيف الجرح وهي تقول ساخطة :
_يا له من جرح بشع كيف أصبت به بحق السماء؟...(نظرت حولها بعصبية لتصرخ منادية على مساعدتها بشيئ من الحدة :
_نرجس أين أنت...أحتاج لعدة التقطيب حالا.
_تبدين مضطربة بالنسبة لممرضة طوارئ خبيرة؟.
(رمقته بحدة قبل أن تعود لإمساك يده وتنظيف جرحها بالماء الفاتر بلطف ونعومه محاولة قدرالإمكان أن تتجاهل دفئ وتأثير بشرته هو عليها...وبين الحين والأخركانت تضغط عليه بقطعة قماش نظيفة لإيقاف نزيفه لتتبعه أخيرا بالمطهر و...أمسكت يده الأخرى فجأة بمعصمها مما جعلها ترفع وجهها نحوه متساءلة ليتوتر كل عصب في جسدها عندما إكتشفت أنه تخلص من قبعته وأصبح قريبا منها...قريبا لدرجة أنها أحست بأنفاسه تلفح وجهها...تشابكت نظراتهما للحظات بطريقة سحرية...غريبة...ثم و كأنهما تحت تأثيرمنوم مغناطيسي...تمايلت رؤوسهما بالتجاه بعضهما البعض و...
_أسفة ديالا إنشغلت بالثرثرة مع...لكن آه أنظروا من هنا؟...أليس هذا رجلي الوسيم الذي قررأخيرا تشريفنا في المستوصف و...
(كانت نرجس التي قاطعتهما في الوقت المناسب تثرثركما العادة بحماس دون أن تنتبه لما يحصل أمامها أو ما كاد يحصل على الأقل...مما جعل ديالا تأخذ وقتها في إعادة السيطرة على أعصابها وأنفاسها لتتخلص أخيرا من يده التي كانت تحبس معصمها...أدارت ظهرها له لتقول بصوت حاولت قدرالإمكان أن تجعله هادئا وعمليا :
_أرجوك نرجس أكملي تنظيف الجرح وأنا سأجهزبنفسي عدة التقطيب.
(كانت تحس بنظراته مسلطتين على ظهرها رغم ثرثرته الوقحة مع نرجس والتي تسببت باحمرار وجنتيها بطريقة ملفتة للنظر...
قطبت جرحه بمهارة وخفة تحسد عليهما لتضع عليه المزيد من المطهرقبل أن تضمده بضمادة نظيفة...ما إن إنتهت حتى تنفست الصعداء بصوت مرتفع وطبعا لم يفته ذالك إذ سرعان ما علق هامسا بخشونة كي لا تسمعه الممرضة العجوز:
_تتحرقين شوقا للتخلص مني أليس كذالك؟؟
(رفضت أن تنظرإليه أو تجيبه حتى ولحسن حظها تدخلت نرجس في تلك اللحظة قائلة بحماس :
_على فكرة عزيزاي هل ستأتيان الليلة لحفلة زفاف إبنة العجوز كمال :
(تساءلت ديالا بفضول :
_من؟؟
(كان هو من أجابها شارحا :
_إنه أحد موظفي المزرعة وابنته تعمل لدينا في المنزل...(إلتفت بالتجاه نرجس ليظيف بحماس :
_بالتأكيد سنأتي نرجس...حفلات الأعراس تكون دائما رائعة فما بالك لو كانت هنا في المزرعة.
(تجاهلت ديالا إجابته نيابة عنها لتقول بأسف صادق :
_لا أعتقد بأنني سأتي نرجس...أنا لا أملك شيئا ألبسه كما أنني...
_هراء...(قاطعها أمجد وعينيه تلمعان بإعجاب على ملامحها و جسدها المختفي خلف معطفها الأبيض:
_أنت ستبدين جميلة جدا حتى ولو كان ما تلبسينه خرقة بالية.
_وهذا رأي رجل خبير...(صرحت نرجس مبتسمة :
_عزيزتي إنهم أناس بسطاء وسيسعدهم مجيئك وكما قال أمجد...(غمزتها بمكر:
_أنت ستكونين رائعة في أي شيئ.
(صرحت بغضب :
_أمجد لا يعرفني وأنا لا أحب حفلات الأعراس .
(وقف فجأة ليتحرك بالتجاه الباب لكن قبل أن يغادررمقها بنظرات ساخرة كأنه يتهمها بالجبن مجددا ليقول بجفاف :
_شكرا للمساعدة وأسف للإزعاج.
_مالأمرعزيزتي لما كل هذا الغضب؟...(أشارت نرجس للمقعد بجانبها ثم تابعت ببساطة تحسد عليها كأنها لم تنتبه حقا للتوترالواضح بينها والكوبوي :
_تعالي...إجلسي هنا بقربي وأخبري الخالة نرجس بكل ما يؤرقك...
(عبست ديالا وعينيها لا تزالان على الباب الذي خرج منه أمجد...
الأمرليس بتلك البساطة التي تتوقعها نرجس أو تتحدث بها...إنه معقد...غامض وغريب واللعنة عليها إن كانت تفهم ما يحدث لها عندما يكون في الجوار...هو دون غيره...ثم بحق الله مالذي كان سيحدث لولا ظهورمساعدتها
في الوقت المناسب؟...كيف نسيت كل شيئ بتلك الطريقة المخجلة لتنجرف في عواطفها معه؟...كيف؟...كيف؟...
تخللت شعرها بعصبية ظاهرة...
إنها هناك في ذالك المكان...عادت لأولئك الناس فقط لتفهم ما حدث في الماضي...ما حدث لوالديها...وبالتأكيد لا تريد قصصا جديدة تؤرقها ولا مشاكل هي بغنا عنها وأمجد هو كل ذالك...إنه يشكل خطرا حقيقيا عليها وعلى مشاعرها وإن أرادت العودة يوما ما للندن...لعالمها الأمن فلا يجب أن تتورط معه...أن تحتك به...أن...لكن مالذي تقوله الأن؟...إنها تتجنبه بالفعل ومنذ أيام...توقفت عن الذهاب للإصطبل...عن التنزه...عن الخروج من غرفتها إلا لأسباب قهرية كالذهاب للمستوصف أو للأكل...وهو...هو من يلاحقها نوعا ما ويتصرف بطريقة تخدرها كما حدث قبل لاحظات وكما سبق واعترفت لنفسها منذ أيام...يشعرها بأنوثتها و...أخرجتها نرجس من أفكارها حين قالت باهتمام صادق :
_مالأمرطفلتي تبدين بعيدة عن هنا بألاف الأميال؟؟.
(رمشت ديالا لعدة لحظات قبل أن تتحرركليا من هواجسها المتجسدة في شخصٍ واحد لتتحرك عائدة لمكتبها وهي تقول كاذبة وبهدوء ظاهري :
_لا تشغلي نفسك بي نرجس...أنا فقط كنت أفكر بحديثك وأمجد عن العرس...وأنا حقا لا أملك شيئا تقليديا مناسبا لمثل هذه المناسبات.
(ظهرالتفكيرالعميق لثوان معدودة على الملامح المحببة لنرجس الطيبة المرحة لتهتف فجأة بحماس :
_أنا لدي الحل...(وقفت فجأة لتتابع وهي تتجه صوب الباب :
_دعينا نستأذن من الطبيب وأنا أعتقد بأنه لدي شيئ مناسب جدا لك.
(حاولت ديالا الرفض بلطف كي لا تجرحها :
_حقا نرجس لا داعي لأكبدك كل هذا العناء أنا...
(قاطعتها وهي تعود نحوها لتجرها معها بمرح :
_إنها حفلة عرسٍ ديالا مما يعني رقص وأغاني وهرج ومرج لذا كفاك إعتراضات لا طائل منها وهيا بنا.
(هزت رأسها موافقة أخيرا وهي تقول ضاحكة :
_ياإلهي نرجس أنت عنيدة كما البغل.
_فقط في القضايا التي تستحق.
(أجابتها بتهكم ساخر وهي تزيل معطفها:
_أجل بالتأكيد...القضايا المهمة فقط !.
(أخذتا الإذن من عثمان الذي ما إن أخبرتاه عن العرس حتى رحب بالفكرة بل وأنه إقترح أن يرافقهما لاحقا بنفسه قائلا أنه يحب إحتفالات الزفاف التي تقام في المزرعة بين كل حين وحين...
منزل نرجس كان بالقرب من المستوصف...
كان عبارة عن كوخ صغيرمحاط بحديقة جميلة...بناءه بسيط وأيضا أثاثه مقارنة مع منزل سيد المزرعة لكن مع ذالك كان دافئا ومريحا ويبعث على الأمان...
التوقيع
احلى هدية من احلى سما في الدنيا
lossil
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى lossil
البحث عن كل مشاركات lossil