الموضوع
:
بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة*
عرض مشاركة واحدة
31-12-13, 10:31 PM
#
1749
lossil
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة في قصر الكتابة الخيالية
?
العضوٌ???
»
82178
?
التسِجيلٌ
»
Mar 2009
?
مشَارَ?اتْي
»
2,367
?
مُ?إني
»
ajaccio_france
?
الًجنِس
»
?
دولتي
»
?
مزاجي
»
?
نُقآطِيْ
»
¬»
¬»
?? ???
~
لا تفكرفي المفقود كي لا تفقد الموجود.لماذا عندما تغيب الحاء ويبدأ الألف يتحول الحلم لألم؟
?? ???
~
إنها ذاهبة للحفلة مع عثمان...والدته ونرجس...أما أمجد فسيأخذ معه رنيم فقط لأن أمه العزيزة وجدها قد رفضا الذهاب كل بحجة مختلفة...جدها وعلى حسب قوله لايزال مريضا ووالدته تكره السهرلوقت متأخر...حسنا أليست تلك مصادفة رائعة؟
رمت مجفف الشعرالذي كانت تجفف به شعرها بغضب لتقف فجأة وهي تتساءل بذهول...
ما سبب كل ذالك الغضب الذي تشعربه؟...لقد أقنعتها نرجس بالذهاب بل وأهدتها أجمل لباس تقليدي وقع عليه نظرها في حياتها كلها...فما الذي يحدث لها الأن؟...مالذي لا يعجبها في الأمر؟...ما سبب تلك النيران التي تنهش أعماقها؟...إنها لاتهتم ببقاء جدها ووالدة أمجد في المنزل بالتأكيد...كما أنها لا تبالي حتما بذهاب ذالك الأخيرمع رنيم بمفردهما و...حسنا إنه عرس ولبد أنها ستبذل جهدها لتكون جميلة وجذابة و...آه إنها مغتاظة بسببها...غاضبة لأنها ستكون بمفردها معه...شحب وجهها فجأة وقد إكتشفت شيئا مذهلا...شيئا لم تكن تتوقعه قط...إنها غيورة...هي تغارعليه من تلك المدللة وذاك سبب جنونها لكن...لكن لماذا ومتى وكيف...كيف تجرؤ على السماح لنفسها بالإحساس بتلك الطريقة؟...إنها لا تعرفه منذ وقت طويل بل لا تعرف عنه شيئا فكيف بحق السماء تغارعليه؟...كما أنه منهم...جزء ممن حطم حياتها ووالدتها فكيف؟...كيف...
راحت تسير ذهابا وإيابا في غرفتها كما الحيوان الجريح...أحيانا تحدق في لباسها الذي وضعته على سريرها وأحيانا أخرى تسرق نظرات ضائعة لنفسها في المرآة المقابلة...
من يغارعلى شخص ما لبد وأنه يعني له شيئا ما وهي...هو...هو أمجد لا يعني لها شيئا...بل من المستحيل أن يفعل...ذالك سيكون ذالك خيانة لروح والدتها...تدنيس لكل ما أمنت به يوما...خطأ...جنون...جحيم ملتهب سيحرقها حتى الصميم و...و...
تهاوت على فراشها بتعب...إنها لا تدري ماذا تفعل وكيف تواجه تلك المعظلة الجديدة و...إلتمعت عيناها فجأة ببريق إنتصاروقد قفزت فكرة معقولة لرأسها...
إنها تستطيع أن تفعل شيئا ما كبداية...إن عرفت حقيقة ما حدث في الماضي فذاك أكيد سيساعدها على معرفة كيفية التعامل مع الحاضر...أجل...ذاك ما ستفعله...عليها أن تتحدث حديثا عاجلا ومستعجلا مع جدها وستفعل ذالك غدا صباحا أما في تلك اللحظة فعليها أن تجهزنفسها...أن تكون جميلة جدا كي...حسنا من أجل نفسها...كاذبة...هزت كتفيها بحنق وهي تردد...
_كاذبة...كاذبة المهم أن أكون أجمل منها...
(وكانت حقا جميلة وتخطف الأنفاس وذاك ما صرح به عثمان ونرجس عندما رآها أما من كانت تهتم حقا بمعرفة رأيه بها فقد كان قد سبقهما مع مدللته اللحوح...
كان الحفل في أوجه عندما وصلا...
الخيمة الضخمة التي يعتمدونها في أفراحهم كانت تتلألأ بالأنوار...مكتظة بالمدعوين وأيضا تمتلأ بالأهازيج التقليدية التي تمدح العروسين والزفاف بصفة عامة وكان يقوم بترديدها مجموعة شابة مختلطة بحماس وفرح...رحب بهما أهل العروسين الذين وضعت مغلفين فيهما مبلغ بسيط هدية لهم ليجلسوهم جميعا في المقاعد الأمامية باعتبارها أفضل مقاعد...بحثت عينيها بدون شعورعن أمجد ورنيم لكن للأسف لم تجدهما وفي النهاية كانت الخيمة حقا ممتلئة...
حاولت إشغال نفسها بذالك الحدث المثيروالإستمتاع حقا بوقتها لكن عقلها أبى إلا أن يسألها مرارا وتكرارا عن مكان وجودهما و...فجأة رأت رنيم التي كانت تتجه حيث العروسين لتبدأ بالتحرك بطريقة مغرية...فظيعة...لقد كانت ترقص!!
حدقت فيها ديالا بذهول سرعان ما تحول لإعجاب وغيرة...
كانت تتلوى بطريقة مثيرة...مدروسة كأنها صارت جزءا من الأنغام مما حبس أنفاس كل الموجودين بمن فيهم أنفاسها هي...
أوقفت العروسين بدورهما ليتمايلا متشابكي الأيدي بحياء ...ليدب الحماس في الجميع الذين وقفوا ليقتربوا من مكانهم وفي تلك اللحظة إبتعد عنها عثمان ليتحدث مع أحدهم مما جعلها تتحرك بدورها لتستمتع بالعرض لكن ولدهشتها سرعان ما أمسكت يد حازمة بذراعها لتجرها بقوة من وسط باقي المدعوين...وما إن أصبحا خارج الخيمة حتى نظرت بحنق لمختطفها الذي لم يكن سوى قريبها الجذاب الذي كان يتأملها في تلك اللحظة بانتصارجعلها تصرخ فيه ساخطة وهي تحاول جذب ذراعها من يده :
_ماذا الأن؟...مالذي دهاك لتجرني وراءك هكذا؟...ثم أين كنت بحق الله؟
(سألها بنعومة وعيناه تتفحصانها بخبث :
_و هل كنت تبحثين عني؟...(لم تجبه...لم تستطع ثم بما قد تجيبه دون أن تفضح نفسها خاصة وأنها كانت تبحث عنه حقا؟...عاد ليجرها خلفه فجأة وهو يقول :
_تعالي معي.
(تبعته جهة الغابة مرغمة وهي لا تدري أين يقودها ولا حتى بالذي ينوي فعله ليتوقف فجأة وهو يهمس بنعومة :
_إنه هنا.
(نظرت حولها بحيرة وكادت تتساءل عما يقصده عندما وقع نظرها على حصانه الأسود...إتسعت عينيها على أخرهما لتسأله :
_لكن مالذي يفعله خارج الإصطبل؟.
(تركها ليفك الحصان الذي كان مربوطا ليجيبها وهو يمتطيه بخفة :
_أنا أخرجته منه وهو بانتظارنا.
(إلتفت نحوها مما جعلها تتراجع للخلف لتقول بذعر:
_أنت لا تقصد ما أفكرفيه أليس كذالك؟؟
_آه بلى...(تقدم بفرسه منها برشاقة وقبل أن تدرك ما يحصل كان قد رفعها لتجلس أمامه كما سبق وفعل عند البحيرة...إرتجفت رغما عنها لقترابهما الغيرمتوقع لتهمس له بهلع :
_يا إلهي أمجد...أنت حقا مجنون...مجنون...
_إهدئي...إنها ليلة جميلة وأنا وأنت سنقوم بنزهة لطيفة ثم أعيدك إلى إبن عمك العزيز.
(صرخت فيه رافضة :
_لكن أنا لا أريد هذه النزهة ولم أوافق عليها ثم مالذي سيظنه الجميع عندما يلاحظون غيابنا؟.
(تمتم بعجرفة :
_أنت حرة وناضجة وأنا كذالك إذن لا شأن لأحد بنا.
(همست بضعف :
_أمجد...
(قاطعها بصوت منخفض...خشن وهو يشدها لتستند بظهرها على صدره :
_إسترخي واصمتي.
(تململت في حجره بتوترلكنه لم يتأثر بذالك إذ أنه كان يحكم سيطرته على جسدها وهكذا ظلَّ يسيران لدقائق صامتين وشيئا فشيئا بدأت ديالا تسترخي بل وتحب وضعها أيضا...توقف الحصان أخيرا في ساحة كبيرة خالية من الأشجارعلى جانب منحدرمرتفع يطل على بحيرتها الساحرة التي بدت متألقة تحت ضوء القمر...كان المكان رائعا يحبس الأنفاس ولبد أنه أحس بانبهارها إذ سرعان ما سمعته يهمس قرب أذنها :
_حسنا إذن ما رأيك؟؟
(شهقت بإعجاب :
_المكان مذهل...يطل على البحيرة مباشرة لم يسبق لي أن لاحظته.
(تمتم برقة :
_أنا أيضا وقعت تحت سحره الأخاذ منذ أن إكتشفته صدفة.
(ظلا للحظات صامتين يتأملان جمال المكان ويستمتعان بجو الليل وهدوءه لتسأله فجأة باهتمام :
_لماذا جئت للإستقرارهنا؟...لماذا تركت عالم المجد والشهرة؟؟
(أجابها ببساطة لم تتوقعها :
_لأن كل شيئ فيه مصطنع وزائف...لا الصديق صديق ولا النجاح دائم...إظافة لكل هذا أنني مللت تدخل الناس بخصوصياتي...وكرهت إلحاحهم لهذا وفي إحدى الأيام وجدتني أعتزل وأهرب لهذا المكان حيث وجدت نفسي وراحة بالي.
(تابعت تسأله بفضول :
_وأين كنت تعيش؟؟
_في كل مكان ولا مكان...في مهنة كمهنتي السابقة نحتاج دائما للسفروالتنقل...ربما هذا ما شجعني على الإستقرارهنا...(أخذ نفسا عميقا ليردف بثقة :
_هنا سيكون لي منزل ثابت...أسرة...كيان وإنتماء.
(رددت خلفه بشرود :
_إنتماء.
_أجل إنتماء...أليس ذالك ما نبحث عنه جميعا؟؟
(نزلت فجأة عن الحصان بحذرلتسيربالتجاه المنحدر...لفت جسدها بذراعيها كأنها تحميه من برد الليل وربما تحمي نفسها ككل من كلامه...
الإنتماء...الجذور...الأهل والوطن أليس ذالك ما جلبها هي أيضا لذالك المكان؟...أليست تلك المزرعة هي الأرض الوحيدة التي أسمتها أرضها...إدخرت من أجلها وفاءها وانتماءها؟؟...لكن الأن وهي فيها لماذا تشعرأن الإنتماء الحقيقي ليس مجرد أرض وتراب...ليس المزرعة ولا حتى سماءها ولا بحيرتها من كانت تريدهم وتحن لهم طوال حياتها...إنما شيئ أخر...شيئ مختلف تماما...
أغمظت عينيها بيأس لتحس به يقف فجأة وراءها مجرد ثوان قليلة بدت لها كالدهر قبل أن يلفها بذراعيه...إرتجفت بين يديه لكنها عادت واسترخت على صدره كأنه قرأ تعويذة سحرية عليها...لتسمع صوتها الذي بدا غريبا...بعيدا عن صوتها المعتاد :
_لقد عشت دائما ومنذ أن إصطدمت تلك السيارة اللعينة بوالدتي وقتلتها ليتم وضعي في ذالك الملجأ البارد...أنتظرالإنتماء وأتوقى إليه...لقد وعدتها أن لا أخبرالسلطات شيئا عن هويتي وأهلي لكن مع ذالك ظللت أنتظرهم وأحلم بهم كل ليلة...كمن ينتظرحدوث معجزة ما...
(همس باسمها بعطف أثلج صدرها :
_ديالا...
(تابعت حديثها وقد طفقت ذكريات الماضي تطفو على السطح بقوة وعنف :
_بعد رحيلنا...سافرنا أولا لإسبانيا حيث بقينا أياما قليلة مع أحد أصدقائها لنسافرمجددا لفرنسا ومنها للندن حيث وقعت الحادثة...كانت خائفة ومتوترة طوال الوقت كي لا يجدونا...قالت أشياء كثيرة لم أعد أتذكرها حقا لكنني لم أفهم يوما لماذا رحلنا؟...لماذا لم يرغبوا بي مع أنني لحمهم ودمهم؟...ولماذا لست سعيدة ومرتاحة رغم أنني الأن بينهم أخيرا؟...لماذا...لماذا...
(أدارها نحوه فجأة...
القمركان بدرا تلك الليلة وكان يعكس أشعته الفضية على شعره الناعم ...عينيه كانتا تتفحصان ملامحها الفاتنة...المترقبة وارتعاشة جسدها الغض بحنان لا يخلو من اللهفة والشوق مما أربكاها وأنساها كل شيئ ماعاده هو وهي و...سمعته يصرح بلطف أشعرها بوجوده القريب منها بقوة :
_لم يكن الإنتماء الذي تتوقين إليه للأرض والمزرعة بقدرما كان للحب والدفئ...لصدر تحتمين وتثقين به...أرض ثابتة ومنزل تعودين إليه متى ضاقت بك الدنيا...للحب للإخلاص...ونوع ذالك الإنتماء ينبع...(وضع يده على صدرها جهة القلب ليردف بنعومة :
_من هنا وتحددينه أيضا بهذا...أتفهمين الأن معنى الإنتماء الذي كنت تبحثين عنه وكيف تحصلين عليه أيضا؟؟
(رفعت وجهها نحوه لتحدق فيه بحزن وضياع...
وهل تفهم...هل تفهم حقا ما يحاول قوله؟...هل تجرؤ على مجارته و...
_ديالا...
(أخرجها صوته الأجش من أفكارها لتتسع حدقة عينيها عندما لاحظت إحتراق الرغبة في عمق الذهب بعينيه...همست باحتجاج ضعيف مختنق الأنفاس :
_لا تفعل أمجد...لا ...لا...
(فمه الذي كان قريبا منها ومتلهفا لتذوق رحيق شفتيها أخرس كل إحتجاج كانت تهم بالتفوه به...إقتحم حرمتهما كما الإعصار...ليفجربداخلها وبعناق واحد كل تلك المشاعروالأحاسيس التي كبتتها لوقت طويل...طويل جدا...
طارت للسحب...أمسكت بالنجوم...لمست القمر...اشتعلت نيران ملتهبة في قلبها وجسدها وغرقت في قبلته وبين أحظانه بكل براءتها وماضيها الأسود...
أبعدها عنه أخيرا بعد لاحظات بدت لها العمربأكمله ليحدقا ببعضهما البعض مذهولين من قوة مشاعرهما...أنفاسهما متلاحقة وعيونهما مصدومة أو عيونها هي على الأقل كذالك...
_إمنحي لي فرصةً لأعيد الإنتماء إليك ديالا...دعيني أنسيك الماضي أو على الأقل دعينا نحاول معا صنع شيئ ما ننتمي له كلينا...(وضع أصبعا رقيقة على شفاهها عندما همت بإجابته لتسمعه يظيف
:
_ليس الأن...لا تقولي شيئا فكري في الموضوع أولا ثم سنتحدث...(أحاط كتفيها برفق ليتابع بشيئ من المرح :
_الأن سنعود لحفلة العرس كي لا يفوتنا العشاء...
(عادا كما وصلا على ظهرالفحل لكن في تلك المرة كان الصمت حليفهما...وعندما وصلا للخيمة كان الجميع في الخارج النسوة على الأقل...أصواتهن عالية...متشابكة وغيرعادية...إندفعت نرجس فجأة نحوهما لتهتف بقلق :
_أين كنتما...لقد شب حريق في المنزل الكبير؟؟
(شحب وجهها ووهنت ساقيها فجأة وقبل أن تستيقظ من صدمتها كان قد دفعها في أحضان مساعدتها وهو يقول بصوتٍ أمرحاد :
_إبقي هنا مع نرجس وأنا سأذهب لإستطلاع الأمر...(ومجددا وقبل أن تفتح فمها لتعترض أو توافق على أمره الحاد كان قد رحل كأنه لم يكن معها أبدا.
التوقيع
احلى هدية من احلى سما في الدنيا
lossil
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى lossil
البحث عن كل مشاركات lossil