عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-14, 07:08 PM   #1582

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

الفصل السابع
قسوة الذكريات
كان كرم يجلس أمامها يتأملها بعيني ذئب في سروالها الجينز الأسود وبلوزتها الصفراء الباهتة الفضفاضة المختارة بعناية... فلا هي تغريه ولا هي تعرض عليه أي من جسدها الملوث المثير للاشمئزاز!!
راقبها تعصر يديها سارحة العينين بوجه شاحب بينما يحرق صدره بدخان سيجارته متجرعا مرارة القهوة التي أعدها بنفسه بينما كانت تصلي وتبدل ملابسها، فلا نيران صدره أوهنت نيران قلبه ولا مرارة القهوة خففت من علقم أوجاعه!!!
يدرك كم أفزعها وجوده عند استيقاظها ولكنه لم يستطع أن يجاهد نفسه أكثر فهو ليس الا بشر أنهكه الانتظار و الجهل ولولا صدى شهقاتها التي أحرقت قلبه عليها لما ترك ليلتها تمضي بسلام، رجته حال أن استيقظت وهي بحالة من الرعب أن يعطيها وقتا لتصلي وتنعش نفسها والحقيقة هي أنه أرد بشدة أن يرفض ولكن لا طاقة له على حمل أوزار غيره فما لديه من أوزار يكفيه!! والآن ها هو يصل لأقصى أقاصيه في الصبر فصاح بها مباغتا: غزل ترى روحي واصلة معي لهون!!
قالها مشيرا لأنفه وأكمل بنرفزة: أعتقد ما ضل الك حجة صلاة وصليتي وأواعيكي وغيرتيها كل اللي بدك اياه عملتيه.. هسة بتحكيلي كل اشي صار بهديك الليلة... مين وكيف ليش ويا ويلك يا غزل لو طنشتي اشي وما حكيتي
نظرت له غزل بوجه مرتجف وعيون محمرة وأخذت تهز برأسها يمينا ويسارا رافضة اعادة شريط الذكريات... رافضة اعادة تجرع الألم والذل والقهر... راقبت نفاذ صبره بخوف فحاولت بلع ريقها عدة مرات لتبدأ من الخاتمة فتقول: أنا... أنا... أأأ.. أنت يعني... خلص... خلص... طلقني... شو بدك فيي... أنت ما الك ذنب.. أنت...
وقف كرم بسرعة وقوة راميا عقب السجائر بالمنفضة صارخا بها: ما الي ذنب!! ؟ هسة عرفتي انه ما الي ذنب!! هسة تذكرتي؟ وين كنتي لما أبوي اتهمني؟ وين كنتي لما أبوي ضربني كف وأنا زلمة أطول منه!!
فتحت غزل عينيها وهي تستوعب ما يقول، ضربه!! يا الله لا عجب أن يحقد عليها كل ذلك الحقد.. حاولت افهامه حاولت وبدأت بفتح فمها لتغلقه مرة اخرى عاجزة عن قول أي شيء فماذا تقول وكيف تشرح!! فلا كلمات تنفع للشرح وان حاولت من سيفهم؟!!
أخفضت غزل رأسها تغطي وجهها بكفيها ليأتيها صوته موجوعا، موجوعا برؤية انكسارها وعجزها ولكن ما حيلته وهو بنفسه مكسور عاجزا عن ترميم روحة وفاقد الشيء لا يعطيه!!
قال: ليش؟ بس فهميني ليش؟ عمري أذيتك أنا؟ من يوم ما حملتك باللفة عمرك أشهر عاهدت حالي أحميكي... وعدت عمي ما أسمح لانسان يضرك وأنا موجود.... بحياتي ما سمحت لحدة يزعلك ولو بكلمة خليت سعادتك كل همّي ... كنت أضرب اخواني لو حد فيهم دايقك لو بكلمة!!
قالها كرم متذكرا ذلك اليوم منذ أقل من اثنين وعشرين عاما عندما جاء من الولايات المتحدة للأردن بزيارة في اجازته الدراسية وهو ابن الاحد عشر عاما، يومها جاء عمه و زوجته لرويته يحمل بين يديه لفة وردية ، وعندما سأل عمه بفضول عمّن يحمل أعطاها له ليرى بين يديه أجمل كائن ممكن أن تراه عيناه، ملاك بشعر عسلي يعاند البكلة الوردية الصغيرة فيتهدّل على عينين خضراوتين ملائكيتين تنظران له بوداعة متوسلة!! قال له عمّه وقتها ان كانت أعجبته فهو سيزوجها له!! قالها ممازحا وأصرّها هو بنفسه جازما ليقترب منها متأملا الشفتان الكرزيتان المزمومتان تتوسلانه الرأفة فيهمس بأذنها يعدها خفية عن الآخرين أن لا تخاف فهو لن يسمح لأحد بأذيتها يوما!!
ومن بين ضباب أحزانه وذكرياته والجمر المحمر بنظراته أكمل بصوت يرتفع يزاحم الغصة التي تحرق جوفه ويفور بحممه صارخا دون سيطرة على أفكاره: ولك أنا بمجرد ما شفتك بتتفتحي قدامي زي الوردة وبتحلوي خفت!! قضيت سنين نافي حالي بأميركا عشان أحميكي حتى من حالي!!
وكأن الجروح المتقرحة قد تفتقت كلها نازفة دمها الصديء المسموم لتتركه يصارع ألما قويا لا يسكّنه الا تلك المتكورة أمامه تنأى بوجهها ووجعها عنه ترتجف بقوة وتهز رأسها برفض قوي لما تسمعه منه لأول مرة بعقل مستعصي الفهم، لم تشعر الا ويد قاسية تقبض على ذراعها وتسحبها بقوة من مكانها فيمسك بكلا ذراعيها يرفعها قريبا منه حتى كاد وجهها يلتصق بوجهه الذي انتزعت من خلاياه كل مظاهر الانسانية والتمدن ولا ترى الا فمه يصرخ ويصرخ ولا تفهم مما يقول الا كلمة واحدة عاد لينهي بها ما بدأ بينما يهزها ويهزها حتى لكأن عظام صدرها تداخلت واشتبكت بينما يكرر ويكرر: ليش... ليش... ليييييييش
لتصرخ به بصوت أعلى من صوته دون شعور ودموعها تجري على خدها: خفت! خفت! خفت!
وارتخت بجسدها وكأن تلك الكلمات الثلاث قد امتصت كل ما بجسدها من قوة فتنشج وتقول: أولها ما عرفت!! والله العظيم ما عرفت... ما كنت بوعيي... ما كنت فاهمة شي... ما كنت صاحية على شي... وبعدين...
بهت كرم قليلا ليعود فيلقيها على الكنبة وراءها مقاطعا اياها قائلا بقسوة وبصوت يرتفع تدريجيا مع كل كلمة: كذابة!! أنت كنتي تحكي كرم وكل ما سألوكي تحكي كرم... كرم كرم كرم ما في على لسانك غير كرم!!
نظرت له غزل بنظرة تنازع بجراحها بينما تشهق وتتنشق معترفة تحت الصدمة بما لم تكن لتجرؤ على قوله بوعيها: كنت أشكيلك... تيجي تشوفني... يمكن تساعدني... تنجدني... تعمل أي شيييي
زادت شهقاتها بينما تكمل بكلماتها المبحوحة: أنت كنت... كنت... ما بعرف... يمكن أبوي ويمكن أخوي ويمكن...
هدأت شهقاتها قليلا بينما تحاول جمع القليل من المنطق بكلماتها لتكمل: كل اشي!!
نظر لها كرم بأسى بينما كلماتها القليلة تحاول التسلل لروحة تداويها ليعاندها بمنطه الذي لا يليلن قائلا: نفسي أصدقك بس للأسف... أنت كذابة غزل... كذابة... ما بحياتك شكيتيلي... طول عمرك بتشكي لأحمد مع انك عارفة انه أنا اللي راح آخدلك حقك مش هو!!
نكست غزل رأسها وأغمضت عينيها تعتصر ما علق بها من دموع عاجزة عن الشرح!! معه كل الحق!! طوال سنين حياتها لم تستطع أن تتعامل معه بذات الأريحية التي تتعامل بها مع باقي أولاد أعمامها ولم تحاول يوما تفسير الأسباب!! قد يكون بسبب غيابه بكثرة في أميريكا منذ طفولته لشهور طويلة وأحيانا كانت سنين مع أمه الاميريكية زوجة عمها السابقة!! وقد يكون لنظرته المحيطة بها دوما بطريقة لم تفهمها يوما.. لم تعرف ولم تحاول أن تفهم!! لكن يومها... وفي تلك اللحظات القاتلة لم يكن يتردد في داخلها سوى صدى اسمه ليخرج عاليا مترجما بحروف منطوقة خارجا من حدود روحها المصدومة مترافقا بانتفاضات عنيفة حال رؤيتها بوجهه مصعوقا متألما!! ربما لأنها شعرت أنه يشاركها المصيبة وربما لأنها مأساة حقيقية احتاجته بها وليست مناكفات خفيفة مع أولاد عمها أو أقاربها مدركة أنّه هو حاميها وسندها و ربما...
فتحت عينيها تنظر لألمه ينبض بوجهه المسود يخترق دخان سيجارته متسللا لصدرها فينحرها نحرا!! أتقول له أنها رأت أحلامها التي زرعت في رحم قلبها في الليلة التي سبقتها بعد كلماته المتملكة التي بثها في أذنها تجهض... مبكرا جدا!!
"ما بحب حد يلمس ممتلكاتي الخاصة... حتى لو ببراءة وحتى لو كان أحمد"
صدى هذه الجملة التي أسهرتها الليل تناغش أنوثتها وتسقي بذرتها بسعادة مراهقة تسمع أولى كلمات الغزل المتملك كان يتردد بأذنها بتكرار مؤلم بينما تلك الشفاه القاسية تتعدى على براءة بشرتها... بينما الأصابع الوحشية تغتال كل مقدسات جسدها... بينما... ينتهك عذريتها... بألم ووحشية وقسوة!!
و الآن بينما تنظر له تتسائل وتعقد جبينها لتجبر نفسها على التذكر بمازوشية... ترى هل بقي فيها شبر واحد... واحد فقط تستطيع أن تهديه أياه فتخبره أنها حافظت له عليه غير... موسوم!!
.................................................. .................................................. .................



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:28 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس