عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-14, 07:17 PM   #1793

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

أنهت أم احمد صلاتها واتجهت حيث زوجها قابعا على السرير شبه مستلق بينما تعبيران اثنان مرتسمان على وجهه... جبين متغضن من ألم يحاول كبته ومداراته بابتسمامة سعادة نابعة من القلب!!
رفعت الغطاء وجلست بجانبه تنظر اليه بتركيز وقالت: بوجعك اشي؟
نظر لها أبو كرم بابتسامة من القلب: تعبان شوي من القعدة الطويلة اليوم بس مع هيك مبسوط
تبسمت أم أحمد بينما تضع رأسها على صدره الذي ينكمش كل يوم عن سابقه لتقول: ان شاء الله دايما
وضع أبو كرم يده على وجهها الذي نجح فيه مرضه هو بترك أثره على ملامحها هي وكأنّ ذلك الخبيث يتآكل روحها كما يفعل بجسده!
تنهد أبوكرم قائلا: كرم تعبان!! هديان بس مش مرتاح... حاسه مقهور وضايع!! بتخبط مش عارف شو اللي بده اياه... زي اللي بفرفط من حلاوة الروح... مش قادر ينسى... كل ما بشوفو بتقطع وأنا بتذكر كيف ظلمته... كيف ايدي هاي انمدت عليه... كيييف!!
ابتعدت عنه زوجته لتقول مقطبة خوفا عليه: الموضوع انتهى وخلص تصافيتو وهيكم أحلى من السمن على العسل... شو اللي ذكرك فيه هسة!!
نظر لها زوجها بعتب وقال: بتفكريني مش عارف انه وضعو هو وغزل مش طبيعي... بس أنا ساكت... بقول خليهم يمكن يقدروا يحلّو مشاكلهم لحالهم... يمكن يقدر يفهمها... ما بدي أظلمه كمان... بكفي من يوم ما انخلق وأنا ظالمه!!
شهقت أم أحمد قائلة بوجع على حال زوجها الذي لا ينقصه مع أوجاعه الجسدية وجع روحي جديد: حرام عليك... أنت أب ما في منك.. بعمرك ما ظلمت حد من ولادك... حتى لما كنت تقسى عليهم كنت تقسى عشانهم... كيف هيك بتقول كيف... اللي صار مع كرم كان غلطة... سوء فهم... تسرع!!
أراح أبو كرم جسده أكثر ليقول بعد بعض الأنات الجسدية: ظلمته لما اخترتله أم مش من دمنا ولا من دينّا... ظلمته لما تركته الها تربيه بكيفها... ظلمته لما خليت سنين عمرو تروح وهو بعيد عن عيني يا أم احمد... راضي بكم شهر أشوفه فيها بالسنة.... كتير مرات كنت لما برجع بذاكرتي لهديك الليلة اسأل حالي يا ترى لو أحمد اللي كان بمكان كرم بوقتها كنت شكّيت فيه... طيب ليش... ليش ما كنت عارف ابني منيح... غلطة مين هاي... اه يا أم أحمد غلطة مييين!!
أغمض أبو كرم عينيه يخفي دمعة كادت أن تخذله: وهسة وهو عندي وبحضني... شايفو زلمة بينشد في الضهر... زلمة لا رباه أبو اما غايب أو حاضر بالاسم بس ولا أم لا همها لا دين ولا أخلاق... زلمه ربى حالو من حالو... بقول ومن قلب... يا حسرة على كل يوم ضاع من عمرك وابنك كان بعيد فيه عن حضنك يا أبو كرم!!
.................................................. .................................................. .................
تململت غزل في نومها بينما يتخلل لسمعها أصوات خافتة قادمة من التلفاز لتقطب جبينها متحسسة الغطاء الذي لا تذكر أنها وضعته عليها... لا بل انها لا تذكر متى نامت أصلا!! حاوت نفض الوسن عن عقلها بينما تحاول أن تتذكر ما حصل بالضبط ليلة البارحة...
*
*
كانت قد أنهت تبديل ملابسها وخرجت لغرفة الجلوس حيث ينتظرها كرم... صنعت لهم ابريقا بشاي النعناع وتوجهت حيث هو يتابع مباراة بين عملاقي التنس " روجر فيدرر" و " رافاييل نادال"
وضعت أمامه كأس الشاي وسمعت همسته الشاكرة الخارجة من شفتيه المشدودتين... رغم ضيقه الواضح من منعها له من مغادرة المنزل الا أنها كانت ممنونة له تواجده... فهي لم تكن لتجرؤ أبدا أن تبقى وحيدة بكل المنزل في هذه الليلة المخملية... فهي رغم أنّها قد تعالجت لفترة عند طبيبة نفسية الّا أنّها لم تستطع تجاوز الكثير من مخاوفها... أقصى ما حققته هو خروجها من المنزل لمتابعة دراستها!!
كانت غزل تسمع همهماته المعترضة أو المتحمسة على مجريات المباراة لتجد نفسها ودون شعورة تندمج معه فيها!! كانت قد تعاطفت مع المدعو نادال فيما تبينت فيما بعد أنّ كرم متعاطف مع الآخر!!
همهمت معترضة على خسارة من تشجعه بعض النقاط لينظر لها كرم متفاجئا ويسألها ان كانت تتابع التنس... أخبرته أنها أول مرة لكنها تجدها لعبة جميلة وراقية...
سألها كرم: وشمعنا قررت تشجعي نادال مش فيدرر
أجابته بصراحة: ما بعرف... يمكن لأنه اسباني... والاسبان أقرب للعرب من السويسريين!!
رفع كرم لها حاجبه مبتسما بخفة: حتى التنس في كمان عنصرية!!
ضحكت غزل وقالت: كل اشي في عنصرية!!
حرك كرم رأسه ليعود ويركز بالمباراة وقليلا قليلا ودون أن تدري كيف وجدت نفسها تصغي لشرحه لقوانين اللعبة وكيفية احتساب نقاطها وما الى ذلك وقبل أن تنتهي المبارة كانت ضليعة باللعبة وتعرف القليل من تاريخها أيضا!!
لكن... من الذي فاز؟ لا تدري فمن الواضح أنها قد نامت قبل أن تنتهي المباراة وقبل حتى أن يغادر هو الغرفة!!
وفجأة صوت حاد شقُ عباءة العتمة... لا لا... الغرفة مضاءة فقط كما كانت ليلا!! صوت هاتف ينادي بنزق... أحست غزل بحركة غريبة معها بالغرفة لتستيقظ بشكل كامل فزعة فتلاحق مصدر الحركة...
بجانبها على الأريكة الثلاثية وجدت أمام أنظارها بالضبط ساقين!! أو... ما بقي من ساقين استفاضت على الكنبة الثلاثية حيث امتدّ جسد كرم غافيا... أو كان غافيا!!
سمعته يتحدث لوالده على الهاتف والذي من الواضح أنّه كان يوقظه لمرافقته لصلاة الفجر... ارتبكت بينما عقلها يدرك أنّه قد أمضى ليلته كاملة نائما معها بذات الغرفة.. نظرت له بينما تصارع الغطاء الملتف على جسدها لتستطيع النهوض ولاحظت محرجة عينيه تتفحصانها بتأمل مدروس!!
كان عقل كرم ما بين الغفوة والصحوة... يحاول تشرب ملامحها المتوردة الدافئة بينما تحاول فهم ما يفعله عندها نائما على كنبة لم تستوعب جسده الضخم هاجرا سريرا واسعا ملتفا بالحرير!!
الحقيقة هي... أنه هو بنفسه لا يعلم ما الذي كان يفعله... كل ما يعرفه أنّه حال أن رآها تغفو كما الأطفال منكمشة على نفسها حتى عدل من نومها وغطّاها خائفا عليها من هواء التكييف البارد...
لكن بدلا من أن يغادر الغرفة وجد نفسه يجلس على الكنبة يتأملها بينما كلماتها تطرق نواميسها في قلبه... " كنت أشكيلك... تيجي تشوفني... يمكن تساعدني... تنجدني... تعمل أي شيييي "...أيعقل أنها نادته في أصعب لحظات حياتها... تلك الصغيرة استنجدت به خائفة... اختارته دون سواه ليكون لها حاميا... لينجدها...
" أنت كنت... كنت... ما بعرف... يمكن أبوي ويمكن أخوي ويمكن..."... ربما ماذا... ماذا يا غزل؟ أكنت يوما شيئا في حياتك... راضٍ أنا والله وان كنت لك أبا أو أخا... كل شيء هو أفضل من أن أكون لك... لا شيء!!
وما بين هذه الأفكار... ما بين خيبة وأمل... ما بين ذكرى وفكرة... غفت عيناه... ليصحوا على وجه ملاكه الذي نام!!!
تحرك كرم من مكانه ليغادر الغرفة ليسمع رنيمها وراءه يسأل بصوت أجش أثار قشعريرة في جميع أنحاء جسده: مين فاز مبارح بالمباراة؟
سكت كرم قليلا يحاول أن يفكك أبجديات سؤالها بذهنه التائه بها... وقتها أدرك متفاجئا أنّه لم يعلم من الذي فاز حقا!!
تنحنح قليلا ليقول لها بينما يتحرك هاربا عنها بعينيه: نادال!!
.................................................. .................................................. .................
بعد أيام
كان أحمد يتجهز للتوجه للمستشفى عندما ابتدأ هاتفه بالرنين، ابتسم بطريقة لا ارادية عالما دون أن ينظر من التي تتصل... اذا يبدو أنها قد افتقدت اتصاله لها الذي يجريه معها يوميا جارا اياها من عالم الأحلام قسرا.... أمسك زجاجة العطر مكملا بها استعداده قبل أن يردّ على تلك المجنونة التي ملأت حياته في ظرف أسبوع: صباح الخير
أجابه صوتها الناعس: تأخرت عليّ بالاتصال حياتي... في اشي؟
ابتسم أحمد مجيبا اياها: لأ حبيبتي ما في اشي بس راحت علي نومة... ما كان عندي وقت أرنلك
سمع همهة مقرونة بتثاؤبها وهو ما اعتاده منها يوميا: امممممممم.... الحق عليك سهرت كتير مبارح
ضحك أحمد يخفوت بينما يمر من باب غرفة والديه قائلا: شو أعمللك ما بمل من الحكي معاكي
أجابته سراب بتثاؤب آخر: والله ما أنا عارفة أنت كيف بتقدر تصحى أنا بنام للضهر وببقى باقي اليوم نعسانة...
أجابها أحمد يحنانه الذي يلفها به دائما: مش بايدي بضل مشتاااق
غمامة دافئة التف بها صوتها بين تقول له محرجة: أحمد!!
ليجيبها أحمد بذات الكلمة التي تعشقها: روحو
أجابته بدفء لذيذ سرى خلال جسده فالروح لتروي قحط سنينه العجاف: بتعرف اني بحبك
ابتسم أحمد منتشيا: بعرف يا عمري بعرف... يلا أنا بدي أسكر هسة بس مش تنسي بس تصحي ترنيلي
وصلته تنهيدتها التي أدمنها في هذا الأسبوع تقول: ليش أنا بقدر أنسى... أصلا يمكن ما أرجع أنام ... طالعة اليوم أشوف صاحباتي... بدهم يباركولي عالخطبة
تغيرت نبرة صوته بينما يقول: يعني ما جبتيلي سيرة مبارح
أجابته سراب بأريحية دون أن تلاحظ اختلاف صوته: ما اجا ببالي حبيبي... يعني ما بتعرف لما بحكي معاك بنسى كل اشي تاني!
لان صوته مرة أخرى بينما يسمع كلماتها الرقيقة: وأنا اللي كنت ناوي أزورك اليوم
سمع لهفتها بينما تقول: عنجد حبيبي... خلص بأجل مشواري ليوم تاني!
بعد دقائق كان أحمد يغادر بسيارته بينما ابتسامة راضية تزين وجهه...
تلاقت أجفان سراب تداعب بعضها تطبق على ما بقي فيها من وسن بينما تنهيدة رضا تخرج من صدرها تخترق فيها صوت الصمت.... أيام من السعادة مرت لم تشبع فيها من حنان أحمد و فيض دلاله... لا تنكر أنها مصدومة به وبتعلقه الشديد بها... لم تتخيل بأكثر أحلامها جنونا أنّ أحمد سيكون لها ذلك المحب العاطفي... فهو برغم طبعه الدافئ الا أنّ الركوز كان له عنوانا... لكن معها تشعر أنّه يعيش فيها حالة حب متأخرة... مراهقة يتكمش بأذيالها!!
أيام مضت لم يفارقها لا ليلا ولا نهارا... تغفو على صوته وتستيقظ عليه... أصبح لها الهواء والماء... تتنفس من خلاله... واحد وعشرون سنة من حياتها عرف كلّ تفاصيلها... سؤال وسؤال ومن بعده سؤال حتى أصبحت له ككتاب!!
.................................................. .................................................. .................



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:29 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس