تململت في الفراش قليلا و هي تسمع صوت والدتها المتذمرة و هي تحاول أن توقظها .....لم تنم إلا القليل .....
_هيا يا ابنتي ...سنتأخر علي موعد مُسرحة الشعر ..
_أرجوكِ أمي لم انم كثيرا ....
_هيا سيدرا .....لقد جلبت خالتك الفستان بعد أن أعطيتها مقياسك ....هيا استيقظي و تناولي فطورك ...لا نريد أن تفقدي وعيك في قاعة الاحتفال ...
_حسنا أمي ...
جلست علي السرير و هي ترفع شعرها البني بخصلاته العسلية الرائعة عن وجهها ....و فتحت عينيها علي صوت أختها تقول
_صباح الخير عروسنا ....انظري سندللك اليوم هذا فطورك جلبته لك ....
_شكرا عزيزتي .....هل ستأكلين معي ؟
_بالطبع ...فانا من صنعته ..و جلبت كاسين عصير لأشجعك علي الطعام .
ابتسمت و هي تأخذ الخبز المحمص من أختها .....لتقول الاخري بمرح
_إن غصت اللقيمات في حنجرتك فلا تقلقي ...فجميع من في البيت من أبي و حتى أخوك عادل يتمني هذا الفطور ..."ثم أكملت بغرور مصطنع" ...تناولي طعامك فهذا يوم سعدك عندما تتنازل الملكة ميس و تعد لك فطورك .....
_شكرا أيتها الملكة لكرمك......
_لا باس حبيبتي ...انه نوع من الخدمات للرعية ....حتى أرد العين عن نفسي ....
ابتسمت سيدرا و هي تقول
_يا لغرورك الكبير ....
لتصمت قليلا ثم قالتا بصوت واحد
_انه ليس غرور انه الثقة بالنفس ....
نظرا لبعضهما لحظة ثم انفجرتا بالضحك ....فتح الباب بقوة ليروا اندفاع أختهم الصغرى و هي تقول
_أختي سيدرا عروس ....
فتحت الخزانة و أخرجت ثوب يشبه أثواب العروس باللون الزهري
_هذا ثوبي سيدرا انه جميل....أمي أخبرتني أنني أجمل من سندرلا و الأقزام السبعة ....
ضحكتا الأختين الكبيرتين لتلوي الصغرى شفتيها بغيظ منهن فقالت سيدرا بحنان
_ لا تحزن طفلتي ... و لكنكِ أخطأت سندرلا ليست مع الأقزام السبعة .....إنها سنوايت التي كانت مع الأقزام السبعة ...
ردت الصغيرة
_و لكنها ميس من أخبرتني....
نظرت سيدرا لميس بعتب لتري الاخري تنظر إلي السقف بمرح .....هذه عادتها دائما ما تؤلف القصص الخيالية بصورة مختلفة و تقصها علي الأطفال ...
-لا حلا ....ما أخبرته لك صحيح ...
سمعن صوت والدتهن تتعجلهن في النهوض و ارتداء ثيابهن ليهبن إلي صالون التجميل .... نهضت ميس و هي ترفع صينية الإفطار و تقول لحلا _هيا حلا بسرعة بدلي ثيابك و لكن لا ترتدي الثوب فالثوب سترتديه في الصالون ....و أنت سيدرا بسرعة قبل أن تقتلنا أمي .....
نهضت سيدرا و ذهبت إلي الحمام و شكرت أختها في عقلها لإشغال عقلها عن التفكير و نشلها من التوتر و قد نجحت في ذلك ....شعرت بالماء الساخن علي جسمها و هي تفكر بأدهم و التوتر عاد بسرعة لها ....حاولت أن تفكر في الثوب كيف سيبدو شكله و لكن المحاولة باءت بالفشل ....فليس سهلا أن تشعر بالهدوء و هي تعلم ما هي مُقدمة عليه .....خرجت من الحمام بعد أن ارتدت ثيابها و لبست قميص اصفر ....و سروال من الجينز الأسمر ....و سرحت شعرها و ارتدت الحجاب ...ثم ارتدت سترة طويلة تصل إلي منتصف الساق ....فوق القميص .... خرجت لتري الجميع بانتظارها ....نظرت لوالدها الذي نهض عن الأريكة و تقدم منها .....نظر لها بحب أبوي...و هو يقول
_ طفلتي لم تغضب لما فعلته ...
نظرت له لتري في نظراته بعض نظرات تأنيب الضمير لنفسه فابتسمت له _لا أبي ..اعلم انك تريد مصلحتي ... فلن ترميني لشخص سئ ....
_اجل يا ابنتي .....و لا تنسي انك طفلتي المدللة ....
شعرت بدموعها علي وشك الهبوط ....فسمعت أختها تعترض مازحة
_و أنا يا أبي
_و أنت أيضا ...يا عزيزتي ....
احتضنهما معا .....فشعروا بمن تندس بين الأقدام ...ليروا إنها حلا ....
_وأنا أبي ؟
_أنت قلبي .....
احتضنها بشدة .... فسمعوا والدتهم
_الم تنتهوا ؟
فقال الوالد بمرح
_يبدوا أن هناك من يشعر بالغيرة ؟
فقالت معترضة
_أنا لا اشعر بالغيرة ...
فرد زوجها
_من قال انك تشعرين بالغيرة ....
فردت ميس بسرعة
_كيف تشعر بالغيرة يا أبي لقد أصبحت عجوزا و ابنتها علي وشك الزواج.
تقدمت والدتها بتهديد لتندس ميس في حضن والدها هربا من والدتها .....
_خطا ميس إنها ليست عجوزا ....هي من تملكني و تعلم جيدا ما هي بالنسبة لي .....
شعرت الأم بالخجل من كلام زوجها الصريح ..لتقول
_هيا بنا قبل أن نتأخر ....
خرجوا جميعا من المنزل , و أوصلهم والدهم إلي صالون التجميل ....ثم ذهب مع الأولاد ليروا ما بقي لم يتم انجازه ......
دارت حول نفسها و هي تري صورتها المنعكسة علي المرآة الموجودة بغرفة التبديل في صالون التجميل..... ملامحها الرائعة عينين عسليتين واسعتين مضللتين بأهداب كبيرة و كثيفة .....وضعت القليل من مساحيق التجميل بناء علي رغبة والدتها .....فستان الخطوبة الذي جلبته لها خالتها .....باللون الأخضر العشبي مموج بالأصفر ...مشدود علي الصدر بكتفين عريضين ....و يضيق عند الخصر ليبدأ بالانتفاخ اعلي الفخذين بصورة قليلة .......و شعرها مسرح علي شكل خصل ملتوية بأزهار صغيرة متناثرة علي جانب شعرها .....دخلت والدتها و خالتها .....أخذت والدتها تقرا آيات القران و دعاء التحصين .....
بهدوء و اهتمام
_يا ابنتي لقد أتت السيدة ميادة لتراكِ...
باستغراب
_من السيدة ميادة ؟
_أنها حماتك ... والدة أدهم....
بتوتر ظهر علي ملامحه
_ماذا ؟و لكن .....
_يكفي سيدرا ....إنها أمه و ليس هو .. لما كل هذا التوتر...
_أنت تعرفين أنني أخاف من الأغراب....
_لم تعد غريبة .....ادعيها للدخول يا أختي.....
خرجت خالتها لتدخل بعد فترة مع سيدة ترتدي دراعة باللون الأزرق القاتم و حجاب يغطي رأسها ....ملامح يبدو عليها الكبر ....
تكلمت بوقار
_السلام عليكم ...أنت سيدرا علي ما يبدو .....
هزت رأسها بارتباك علي لهجتها الباردة و الرسمية لتردف الاخري
_كيف حالك ؟
تكلمت بتوتر شديد _بخير ...
أخذت تنظر لها لفترة طويلة شعرت إنها الدهر .....ثم تذكرت ما قاله لها ابنها عندما أصرت أن تزوجه من بنت أخيها لكنه رفض لأنه يعتبر ابنة خاله كأخت له ....و اخبرها انه هذه الفتاة التي تقف أمامها كخروف يجر إلي المذبح هي ما يريد .....و لن يتزوج غيرها.....عندها رضخت أمام رغبة ابنها الوحيد .....انه أحسن الاختيار ...لا تستطيع إنكار ذلك عند ذلك ابتسمت لها بصدق ....
_لقد أحسن ابني الاختيار......
قالت والدتها
_اجلسي يا أم أدهم ....سننتظر قليلا حتى تنتهي أختها إنها علي وشك الانتهاء...
_حسنا .....
جلست مع والدتها و هي تشعر بالتوتر الشديد ......دائما تكره التغير الذي يحدث في حياتها تخافه تقلق منه تشعر دائما بتوتر شديد .....و كل حدث جديد في حياتها الروتينية .....تشعر منه بالخوف .....ابتسمت بتوتر عندما دخلت حلا كإعصار كعادتها ...و هي ترتدي فستانها الوردي .....لفت حول نفسها بشقاوة وهي تقول
_الست سندريلا .....
ضحكن جميعا عليها .....
_اذهبي لتلقي التحية علي خالتك أم أدهم....
ابتسمت بخجل سرعان ما سيتحول إلي شقاوة
_مرحبا ...
أمسكتها أم أدهم و هي تقبل وجنتيها
–أهلا حبيبتي....كم عمرها أم عادل ؟
_أنها بالخامسة من عمرها ...
_ما شاء الله ...فليحميها الله لك ....كم هي خجلة كحال أختها .....
احمرت وجنتي سيدرا لكلام حماتها .....
لترد والدتها
_إن حلا سرعان ما ستتحول عندما تعتاد عليك قليلا .....و لكن سيدرا هي أكثر بناتي خجلا و خوفا ....و هي قلقة من هذا اليوم كحال جميع الفتيات ...
_لا تقلق ستعتاد بعد لحظات ..... |