عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-14, 08:16 PM   #2853

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

بينما سيارته الفارهة تنهب شوارع عمان في عتمة الليل الذي يتأخر كثيرا في شهور الصيف الحارقة كان كرم سارحا في أفكاره بعيدا عن شقيقه المرهق بجانبه من مرافقته له منذ الصباح الباكر...
اذا عماد غادر بذات الفترة التي تزوج هو بها من غزل... ترى أظنون عمته مصيبة وأنّ ذلك التافه قد ترك البلاد غضبا وحزنا لفقدانه غزل أم أنّ هناك ما هو أكبر؟!! ويله منه لو كانت ظنونه صحيحة... لا بل... ويلهما معا... لماذا سكتت لو كان ذلك النذل الحقير هو من فعلها... أكانت تحبه... أتعشمت به خيرا فأدخلته المنزل.. أم تراه هو فعلها ليضعهم تحت الأمر الواقع.. اذا فلماذا هرب؟ أفقد اهتمامه حال ان أخذ منها ما يهمه؟
لا لا لا... لقد كانت مغصوبة هو واثق... وان كانت تحبه لا بد أنّها قد غضبت منه وحقدت عليه عندما فعل بها ما فعل... اذا لماذا؟ لماذا لم تقل ليزوجوه لها رغما عن أنفه؟ أم ترى هذا ما منعها من البوح... كرهت أن يكون عماد لها زوجا فابتلته هو... أيسعد بذلك أم يغضب... آه لو أخبرته بوقتها... يقسم أنه لم يكن ليسلمها له زوجة... تلك الحمقاء... لو قالت له فقط... لما كان له الا القبر زوجة!!
وضع كرم قبضته المسكينة بين فكيه بينما يفكر... فعلها أم لم يفعلها فالموت هو ما يستحق... فيكفيه أنه قد فكر بها يوما أن تكون له زوجة!
كانت غزل في هذا الوقت جالسة بجانب خالتها في غرفة الجلوس الصامتة الا من صوت المقدم باحدى القنوات الاخبارية التي كانت مفضلة لوالدها رحمه الله، بجانبها كتابا مفتوحا على ذات الصفحة منذ الأمس، تحاول مجاهدة نفسها على الدراسة فلا تجد الا عقلها سارحا في هذا وذاك فيما هذا وذاك لا يبتعد في دورانه عن فلك كرم لايفارق ذهنها أبدا منذ تلك الليلة التي سكبت فيها ألمها وحزنها في جوف صده الملكوم أصلا، تذكر كيف غفت بوقتها بين ذراعيه مستسلمة لأنفاسه الساخنة التي كانت تداعب بشرة وجهها فعنقها أحيانا فيما أصابعه لم تتوقف عن التخلل بين خصلات شعرها العسلي... ولكم كانت شاكرة صباحا عندما استيقظت قبله لتجد نفسها لا زالت مكبلة بين ذراعين من حديد متضعضعة الجسد من قوة ضغطهما فوق جسدها الغض.. بصعوبة تفلتت من بينهم هاربة خارج الشقة مخلفة اياه وراءها هو وضيفتاها، فكل ما كانت تبغيه وقتها هو الهروب من عينيه اللواتي أصرتا منذ وقتها على ملاحقتها باصرار رهيب، فيما هي تكاد تذوب خجلا كيف... كيف وهي التي تكاد تذوب رعبا من أي لمسة عابرة تكاد تقاربها... كيف غفت بحضنه لتستيقظ فتجد رعبها قد انقلب خجلا!!
زفرت بحدة تنفض من غمام عقلها تلك الذكرى الملاصقة، لتعاود مسك كتابها علّها تقرأ كلمة تفيدها بامتحاناتها القادمة قريبا، لكم تشعر بالغيظ منه، فلولاه لما كانت تجري محاولات عبثية للدراسة... لقد أرادت تأجيل الفصل هذا فوضعها النفسي بالاضافة لظروف منزلهم تعاكسها، ولكنه حين أخبرته بذلك رفض قرارها رفضا قاطعا...
هاه.. قرارها... ياللسخرية!! فبأي حق بتدخل بخصوصية حياتها وكيف سمحت لنفسها بالرضوخ له!! وكأنه قد سمح لها بالرفض... او بالأحرى وكأن لها القوة الكافية على مناطحته تذكر كيف أنّه في اليوم الثالث لموت والدها وبعد أن فرغ المنزل من المعزين أخبرها أنه سيوصلها غدا للجامعة ويعاود أخذها عند انتهائها كما اعتاد أن يفعل منذ بداية الفصل، أخبرته وقتها أنها لا نية لها لاكماله وأنّ كل ما بقي لها هم ثلاثة مواد ستقدمهم لاحقا، رفض فكرتها تماما بوقتها وقال: ما هم لأنهم تلات مواد مش مستاهلة تضلي تأجلي فيهم خديهم عشان تتخرجي وتخلصي... أبوي الله يرحمه خلص... ما في داعي تأجلي مستقبلك لأنه مات!!
جادلته وقتها بسخرية ممتدة من مشاعرها الكارهة لدناوة الدنيا وقرب الأجل فيها: ويتأجل يعني شو بده يصير كلها شهادة راح آخدها وأعلقها على هالحيط!!
رفع حاجبيه بغيظ من منطقها الأعوج وقال: وطالما أنك ناوية تعلقيها على الحيط ليش أساسا تدرسي!! أنت لما قررت تدرسي تغذية شو كان ببالك وقتها لتختاري هالتخصص؟!!
هزت كتفيها بلا مبالاة ولّده ما هم فيه... فكأنها باتت تشعر أنّ كل ما في الحياة تافه ولا يستحق البكاء لأجله... الا ذلك الذي يموت فداءا له كثيرون... محافظة عليه ... أو يقتل لاهداره والتفريط فيه آخرون.... الشرف
ومن بين مرارة الذكرى لاحظت نظراته المترقبة وارتفاع الحاجبين فعلمت أنّه بانتظار اجابتها، فنفضت قذارة الأفكار وقالت: التغذية ثقافة بتنفع على الصعيد الشخصي... على الأقل الواحد بيعرف شو ياكل وكيف ياكل... بيفهم شو اللي بيضرو وشو بينفعو
سألها بمحاولة منه لفهمها بعقله الغربي الذي حضرمتأهبا رافضا لكل ما فيه اهدار للوقت والجهد: يعني ما فكرت شو المجال اللي حابة تشتغلي فيه بدراستك؟
بهتت غزل يتساؤل محتار أشعره أنه يسألها عن شيء عجيب بلغة أعجب: أشتغل؟!!
أجابها باستغراب أكبر: آه تشتغلي.. الشغل متعة حلوة كتير، بتفتحلك طاقة جديدة على عالم جديد بعيد عن البيت والمدرسة والجامعة وتجربة بتختلف عنهم كتير... بتصقل شخصيتك وبتقويها... وبتعيد تشكيلها أحيانا
وكأنها تريد أن تنفتح على عوالم أخرى... وكأنها لم يكفها ما جلبه لها عالمها المغلق هذا... ان كان حصل لها ما حصل وهي بعقر دارها فكيف بما قد تجابهه خارجا... وما أدراه هو... ما أدراه بما في قلبها... بما ينخر بروحها...
لم تكن تعلم تلك الغزال الكسير أنه يعلم ويفهم ويدرك... لم تكن تعلم أنه أخبرها ذلك عالما ما يجول في جنبات عقلها... فهو لم يكتف بأن يقرر أخذها لطبيب... بل قرأ كثيرا وثقف نفسه في عقدتها تلك، حتى أنه بدأ يشعر أنه هو بنفسه قد أصبح قادرا على معالجتها بنفسه... فقط لو ترضى!
دخل كرم المنزل قبل التاسعة ليلا بقليل مرهقا يتآكله التعب فاهماله لشركته في الفترة الماضية جعل من عمله في هذين اليومين مضاعفا... وما ان خطى بأولى خطواته للداخل حتى تغلغلت في خياشيمه منتشية في روحه مداعبة عقله الباطن، ذات الرائحة المسكية العطرة المرتبطة بطريقة عجيبة بوالده.... رائحة لطالما حاول استحضارها في بعاده صغيرا وشابا ورجلا لعلها تدفيء روحه المقحطة الجدباء... وككل ليلة، وبمنتهى العشم، الأبله وجد نبضة من قلبه تتعثر بينما عيناه تبحثان بما ينكره العقل... وككل ليل وجد ظلا أنثويا لطالما كان مرافقا لوالده يتوسد مكانه الذي كان... وككل ليلة شعر بهتافات ثورة احتجاجية تقوم في جنبات قلبه على تلك التي تقبع بجانب خالته لا تفارقها لا نهارا ولا... ليلا!!!
منذ أن فض العزاء وبيته قد فارقته الروح لاحقة بروح والده، فتلك العنيدة قد أصرت على ملازمة خالتها طوال الوقت، هاجرة بيتها وكأنها تعاقبه ونفسها على تلك السويعات القليلة المسروقة من بين براثن الحزن والألم والتي أمضتها في تلك الليلة غافية في حضنه... دافئة... متململة... مكبلة باصرار... أما هو فلأول مرة يقرر أن لا ينام... مفضلا عليه التهام قربها حتى التخمة... ولأول مرة منذ أربع سنوات، ورغما عنه... نام... كطفل هدّه التعب هانئا بقرب والدته!!
حيّاهم وجلس بجانبها مادّا ذراعه بطريقة بدت عفوية لمن يلحظها بينما هو في الحقيقة كان يخادع نفسه باحتواءها بجانبه ولو ظاهريا... بدأ حواره مع خالته، مطمئنا عنها ومحاولا جرّها لحوار يخرجها مما هي فيه... عبثا!! ثم وجه اهتمامه لتلك القابعة بجانبه هاربة منه بعينيها ليسألها باهتمام حقيقي: درست اليوم؟
راقب كرم تقطيبة حاجبيها المتكدرة ليسمع بعدها همسها وهي تقول: قلتلك ما راح اقدر أدرس ما صدقتني
وماان انهت جملتها حتى رفعت له عينيها لتلتقي بعينيه المحدقة فيها بطريقة تدغدغ فيها أنوثة ميته، عينين... باتتا غريبتين... لا تفهمهما... تكاد لا تميزهما بهدوء أمواجهما السوداء الخالية من تلك القسوة اللتي لطالما اصطبغتا بها حتى ظنت أنها جزء لا يتجزأ منهما... انتزعت نفسها من بحور عينيه بينما تسمعه يجيبها ببرود: ليش شو وراك.. قاعدة ما بتعملي اشي.. بدل ما تضلي سرحانة بخالتي وكل ما دموعها تنزل تآزريها بكمان شوية دموع... اطلعي على بيتك وبتقدري تركزي
أجابته بينما تهز رأسها رفضا: ما راح أقدر اتركها وكأن أم احمد قد وصلها في هوتها السحيقة المطمورة بها صدى لآخر الكلمات، لتنظر بعدها لغزل وتقول بحزمها الحاني: غزل... الله يرضى عليك يا ماما... قومي اطلعي مع جوزك على بيتكم... بكفيك الك اسبوعين تاركتيه...
اعترضت غزل التي كان لها تخطيطا آخر وقررت تنفيذه... بل وتفجيره الآن وحالا وبعشوائية غير محمودة العواقب: بس... بابا الله يرحمه... امممم خلص.... يعنييي... ما في داعي...
فهم كرم ما تحاول تلك الحمقاء قوله فسمحت بغباءها لأحد عفاريته بالتسلل على غفله منه من حبسه القهري بينما يصرخ فيها: غزل!!! هسة بتطلعي على بيتك... لا تطوليها وهي قصيرة... لا تخلي عفاريتي كلها تطلع عليك... وانت عارفتيني كتير منيح لما بفقد أعصابي!!!
راقب ترقرق الدموع التي بدأت التكاتف ضده في ربيع مقلتيها بينما يسمع خالته تقول: روق مالك تكهربت مرة وحدة هيك... صلّي على النبي يا ابني واستهدي بالرحمن...
وبينما تسمع ترديده للصلاة على النبي والاستغفار، نظرت لغزل المحتقنة قائلة: وانت ماما ما بصير الوحدة تترك بيتها أسبوعين بحالهم... يعني يكتر خيرو جوزك اللي مراعي حالتي وسامحلك تضلي هون تونسيني طول هالفترة.. بس هلأ خلص أنا الحمدلله صرت منيحة وأنت كمان صار لازم تركزي بدروسك.. الله يرضى عليك لملمي غراضك وبتطلعي تنامي الليلة عند جوزك
نسمات ساخنة هي تلك ما تخللتهم مبعثرة فيهم كل ما فيهم... أحرقت وجنتيها و قرعت بطبولها جدران قلبه... " تنامي الليلة عند جوزك " حميمية جدا هي تلك الجملة لمن لا يمتلكان من الحميمية الا ذكرى ليلة عذرية بكل ما فيها... أخرست اعتراضاتها وأخرست غضبه ليصبحا في ظلالها حملين وديعين!
بارتباك واضح وخطوات متعثرة خرجت من الغرفة يلحقها هو بخطوات عجولة لترتطم عينه بساعة الحائط مذكرة اياه بموعد مهم ضاع منه في محراب الغزل... لاحظت هي توقف خطواته لتبادره بخجل الحروف: شو ما بدك تطلع؟!!
أجابها بارتباك شعره ولم يظهره: مبلى... هيني طالع.. بس...
رفعت حاجبيها فأكمل بينما ولأول مرة هربت عيناه هو من أشعة عينيها المغناطيسية: راح أتحمم وأطلع مستعجل عندي موعد مهم
أمالت رأسها دون شعور منها وحطت بعينيها على ذات الساعة وراءه لتقول بينما نبرة صوتها تعلو درجة وأختها: موعد!!
أي جلبة تلك التي تعيث في حجرات قلبه الأربع الفوضى والتي يقبض على يده الآن مانعا اياها أن تطرق على جدرانها مطالبة اياها بالصمت فلا تفضحه... أغيرة تلك أم شك أم اهتمام... لا تهم التسميات... بل معالم الأنثى التي زينت كلمتها هي ما تهم... قال: بدي أطلع عالمطار أستقبل.. ناس!
ولأول مرة تشتعل فطنتها فلم تغفل عن ذلك التردد البسيط الذي سبق كلمة ناس، فلم تستطع أن توقف لسانها من قول: ماريا؟!!
رفع كرم حاجبا مستعجبا حقا من ذلك الاسم الذي خرج من بين حبتي الكرز الشهيتين باقرار أكثر منه سؤال ليقر دون مواربة لا يستهويها قبل أن يتجاهلها صاعدا الدرج بعجلة بدت لها بالغة: ماريا!

.................................................. .................................................. .................



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:32 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس