عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-14, 08:30 PM   #2854

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

دخل أحمد وسراب شقتهم منهكين جدا لكن بخفة روح منتشية... هي محلقة بسعادتها المجنحة باحساس عروس... متأخر، وهو سعيد ببساطة لرضاها وتألقها بخدودها المتوردة وروحها التي تفوح بعبق سعادتها قضيا يوما رائعا أزاحا فيه الكثير من الأحزان والهموم التي كانت تثقل كاهلهما...
لأول مرة منذ زواجهم أعلنا سعادتهما دون خجل.. دون أدنى احساس بالذنب... مشيا في شوارع عمان يدا بيد... يوم بشهر... وليس أي شهر، انما شهر عسل بحق... بقيت فيه أجسادهم داخل حدود المملكة انما حلقت أرواحهم خارجها فتاهت منهم وتاهوا منها! عجيبة هي تلك الساعات كيف كانت تركض تتسابق للانتهاء وعجيب أثرها كيف كان يتعاظم ليملأ فؤادها الممتلئ فيه عشقا فيغسل فيها من الذاكرة كل ما عداه أمسك يدها وتمشى بها في شوارع العاصمة بيوم، اشترى لها كلّ ما تاقت له نفسها وخجل لسانها عن النطق بطلبه بيوم، لقمها بفيها لقيمات الغداء بيوم آخر، وتراشقا الماء مستمتعين برذاذه في القرية المائية حيث لعبا كطفلين مشاغبين بآخر، وأخذ منها قبلات مسروقة بأيام... وهكذا حتى انتهيا في آخر الليل بشهر!!
ارتمت سراب على الكنبة بينما تقول بتعب واضح يناقض الابتسامة التي تشق فيها وجهها الى نصفين وقالت: هلكاااااانة ومرهقة... نفسي أغمض عين وأفتح عين ألاقي حالي متحممة ونايمة بتختي
أحمد الذي كان قد دخل فعلا الى غرفتهم توقفت خطواته فجأة وأرجع رأسه فقط الى الوراء مخرجا اياه من حدود الباب ونظر لها بخبث بينما يرفع لها حاجبيه وابتسامة خبيثة ترتسم على ملامحه، شاهدت هي اختلاجاته لتقول له بمكايدة انثوية رقيقة: على مجال المجاز كنت أحكي حبيبي
هزّ كتفيه واتجه للحمام متمتما بصوت مسموع: الحق علي بدي أخلي كل أحلامك أوامر بتتنفذ.. عالعموم أنت الخسرانة!
ما ان سمعت باب الحمام يغلق حتى رمت برأسها على ظهر الكنبة مغمضة عينيها لتقف فجأة كالملدوغة وتضرب جبينها وتهمس لنفسها: ييييي ما أهبلني نسيت الحبة!! وركضت لدرج كوميدنتها تفتحه فتخرج منه دواءها الذي تواظب على أخذه كل ليلة منذ ليلة زفافها، ابتلعت حبتها بينما تقول: الله يتوب علي من هالحبوب.. قربت تجنني!! .................................................. .................................................. ................. لقد أوشك الفجر على الطلوع بينما وهو لم يعد بعد... زفرت غزل بقوة بينما تغلق ستارة النافذه بقوة للمرة المئة لهذه الليلة وتعود مرة أخرى لذلك الكتاب الذي لم يتزايد عدد الصفحات المفتوحة فيه منذ كان هنا قبل ساعات سوى خمس... خمس مقروءات ولكن مجهولات!!
أمسكت كتابها، قرأت وقرأت وقرأت، وبذهول مفاجيء اكتشفت أنّها لم تكن تقرأ بقدر ما كانت تخربش على هوامش الصفحات باسمين لا ثالث لها... كرم محاطا بقلب مخدوش وماريا بسواد الرصاص الكثيف مشخبط عليه!! رمت الكتاب من يدها بقوة بينما نيران هائلة تتآكل أمعاءها فتلوكها بوجع غير محتمل...
أين هو كرم؟ لقد طال استقباله لتلك الماريا واستطال... ألا يراعي كونه متزوجا ليدور لما بعد انتصافات الليالي وما يليها دون مراعاة لما يمكن أن يقوله الناس؟ ألم يكد يفلت عفاريته عليها ليعيدها لبيتها حيث هو؟ اذا فأين هو!! ألا يراعي خوفها من البقاء وحيدة في عتمة الليل؟ تأففت مرة بعد مرة وما بين شد لشعرها وعض لشفتيها غفت جالسة على الكنبة بجانب الشباك!!
أما كرم المرهق في رجولته المتعطش لقرب من لا تريد له قربا... من تبحث عن سبل الوصل بينهم لتقطعها فقد كان جدا سعيد بتلك الصاروخ التي انطلقت لما بين ذراعيه قاطعة أرض المطار مخلفة وراءها الكثير من العيون المحدقة ماريا... صديقة كانت في كثير من حياته كعفريت لعبة الورق أو مثل ما يطلقون عليه في أوراق اللعبة ب " كارت فرّار"... صديقة طيعة لتحل في الكثير من المناصب.. صديقة، رفيقة، مستمعة، زميلة عمل، وفي بعض الأحيان النادرة... عشيقة!! مسيحية...أميريكية الأب أردنية الأم... مميزة بطريقتها الخاصة... لم تعرف الأردن يوما ولطالما تمنت أمامه زيارتها ولو لمرة، ومنذ قرر العودة اليها حتى أخبرته أنها ستزورها أخيرا حيث سيكون لها فيها من تعرف، وان أعجبتها الأردن قد تقرر الاستقرار فيها ومشاركته في الشركة التي ينشئها حاليا!!

ما ان تشبثت بعنقه بذراعيها حتى أصابه ضيق جعله يتناول ذراعيها ويبعدهما عنه بقليل من القسوة، هي من تعرف جلافته جيدا لم تستغربها وقد ظنت أنّه محرج بسبب انفتاحها العاطفي في دوله عربية حيث لا مكان للشغف المفضوح بين عروبتهم قاد بها في شوارع عمان الراقية ودعاها لأحد أفخم مطاعم عمان حيث أكلا طبق المشاوي الشهي بأنواعها " الشقف والكباب"، ليطلبا بعدها " أرجيلة" أخذت بعقلها وأحبتها جدا...
الحقيقة أنّ ماريا كانت منبهرة بكل ما رأت، نظافة الشوارع والتي وان كانت معتادة عليها لكنها لم تتوقعها هنا حيث العرب وما تسمع عنهم من سوء، رقي البنايات والترف الواضح في أرجاءها... أوضح لها كرم طبعا انّ هذه ما هي الا احدى واجهات عمان ولكن هناك حيث شرقها ستجد النقيض... كما وأنها تعجبت من التفاوت الكبير في المظهر العام للمراة في الشوارع فمن منقبة مخمرة الى شبه كاسية عارية ومن شاب غاض لبصره الى متميع بشبه بنطال!!
وقبل الفجر بسويعات اصطف بسيارته بجراج الفندق وفي عتمتها وقبل نزولها اقتربت منه... تغريه مرافقتها... أرادت هي دفن خيباتها فيه كما اعتاد هو دفن خيباته فيها... شعر كرم بأصابعها واجفا تتخلل شعره بنعومة أصابعها واحترافها... وقبل أن ينطق بحرف اختنقت أحرف اعتراضاته فيما بين شفاهها!!
وبعد ساعة ويزيد دخل كرم المنزل خفيفا جدا... خفيفا من الهموم... خالي الفكر مرتاح الباب، فيما ابتسامته واسعة ترتسم على شفتيه ولمعة سعادة واضحة تنير له ملامحه وفي ترقب يخالطه الخوف اقترب من باب الحجرة حيث اعتادت النوم فوجده مفتوحا ملاحظا الانارة التي لم تخفت في جنبات الحجرة... أتراها ملت عودته وعادت لرعونة تصرفاتها فنزلت لتختبيء كفأرة صغيرة في شقها السفلي؟ وبقلب واجف آمل نظر لأريكتها الحمراء فوجدها خالية مرتبة كما كانت طوال أسبوعين وقبل أن تتبدل الحروف في قلبه وينقلب الأمل الخائب عنده الى ألم وجدها متكورة على الكنبة بجوار النافذة المرفوعة الستار معقودة الحاجبين وشفاه مزمومة...
بخطوات هادئة اقترب منها و ركع أمامها ممسكا احدى كفيها المقبوضتين قريبا من الصدر ليطبع في ظاهرها والباطن قبلة في خفة الفراشة لكن بشغف قلب يركض فيه قطيع من الأحصنه...
أدمعة تلك أم ماذا التي تشوش عليه ابتلاع تفاصيلها التي يعشق... لم يعلم... ولكنه ومن الداخل... وفي قلب قلبه... تنفس... متجرعا الراحة زافرا الكثير من الألم... وهمس وبامتنان بشكر من الاعماق لصديقته... ماريا!!




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:31 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس