- ماذا تعني بكلمة اختبار؟. - هذا أول لقاء يجمعكما بعد الخصام ، فكنت أنت أول من تهافت . أراهن على أنه كان يتحدث عن نفسه . ليس عنك أو عنكما معا بل عن نفسه فقط . إنه يبدو من أولئك المعتوهين الذين يظنون أن كل الطرق تؤدي إليهم . فضلت الموت على الاعتراف بأنه على صواب . لكن قلبها يتلوى ألما و خيبة ، فدايفيد كما توقعت و جرحت كرامتها بعد ان شهد ستيفن على ذلك. - لماذا تقع امرأة مثلك في غرام رجل ضعيف ؟. - ليس ضعيفا . لكنه ليس متغطرسا ،إذا كان هذا ما تعنيه . بعض الرجال لا يشعرون بالحاجة للغطرسة ، المسألة تتعلق بالنفس. - و ماذا فعلت لكي تدمري ثقته بنفسه؟. قالت بحدة : هذا كلام حقير!. - و أقرب إلى الحقيقة!. و فجأة شعرت بأنها نالت هذه الليلة أكثر مما تتحمل، فقالت : أظن وقت الرحيل قد حان. - حسنا . سنخرج بعظمة . ارفعي رأسك !. قادت جينيفر السيارة بصمت و قطعت قرابة الميل قبل ان تسأله : أين تريدني أن أوصلك؟. - أنزليني فقط عند محطة الباص التالية. - أنا مستعدة لأخذك إلى بيتك. - شكرا ، لكن الباص سيقوم بالمهمة. فقالت بصبر: لا حاجة بك للمعاناة . أخبرني بمكان إقامتك. - هل علينا أن ننهي تعارفنا بالجدل ؟. فقال باكتئاب: و ما اهمية ذلك ؟ فالسهرة كلها كارثة. - ليس السهرة كلها. فقد مرت لحظات من التسلية. ذعرت و هي تشعر بوجنتيها تلتهبان للذكرى . و لتتأكد من انه لن يلاحظ ذلك ، قالت: إنسها ، يا سيد ليري . فقد سبق و نسيتها أنا. هذا ما لا أصدقه. هذه أمور تحدث ، فينجرف الناس معها . لكنها لا تعني شيئا. - هل تتصرفين هكذا مع كل رجل تلتقينه ؟ عار عليك. انتبهت إلى السخرية في صوته ، فجاهدت لتصون كرامتها. - تعلم ما اعني . لقد انتهت الليلة و لن نجتمع مرة اخرى أبدا. - أتظنين؟. - نعم ، ما دمت أستطيع أن امنع ذلك. - قد يرى الرجل المتهور في ذلك تحديا له. - لا تجرب. - أراهن على أنك ستتصلين بي قبل نهاية الأسبوع. - لقد وصلنا إلى محطة الباص ، تصبح على خير يا سيد ليري. و عندما وقفت عند المنعطف ، أخذ ستيفن ينزع أزرار كمي القميص الذهبيين: الأفضل أن تستعيدي هذه. لم تشأ ذلك فهي لن تهديمها إلى دايفيد بعد الآن ، فردت بمزيج من الضعف و الخيبة : لا حاجة بي إليها . احتفظ بها لتعزيك بخسارتك للرهان . ستجلب لك ثمنا جيدا. كان ستيفن قد فتح الباب الآن ، فقال لها ببرودة:بل أحتفظ بها كتذكار منك. - أفضل ألا تفعل هذا . أريد أن أنسى كل شئ عن هذه الليلة. قالت ذلك و هي تتمنى لو يذهب و يتركها لأحزانها ، فأجابها بحزم : لكنني لا أريدك ان تنسيني. همست بصوت مبحوح: كفى. - لا أريد أن أنتهي ، و كذلك انتي. حاولت ان تنكر هذا ، أن ترفض سيطرته التي اعتبرتها أمرا مسلما .... لكن قلبها عاد يخفق بشدة و ضاعت منها الكلمات . ودون وعي تنظر إليه شعرت به يتوتر ، ثم سمعته يقول : كيف لرجل مجهول أن يكون له هذه القدرة على التأثير فيك ؟. فصرخت به : ليس مفروضا منك .... فقال بغضب: تعنين أنه لا يجدر بالمرافق المستاجر أن يقترب منك ، أليس كذلك؟. صرخت بصوت مرتجف : اخرج من السيارة ، اخرج حالا . هل تسمع ؟. - نعم ، ربما من الأفضل أن أهرب ما دمنا سالمين. خرج و اغلق السيارة ، و ظل ينظر إليها من خلال النافذة المفتوحة ثم تابع: إلى أن نتقابل مرة أخرى. - لن نتقابل أبدا. - فرد بخشونه: لا تكوني حمقاء . إنك أكثر حمكة من ذلك . لم تملك سولا طريقة واحدة لإسكاته ، فداست على البنزين و انطلقت بالسيارة ، و عندما نظرت من المرآة الخلفية رأته ما زال واقفا هناك ينظر إليها و العبوس يكسو وجهه. |