- تكهنت بأنه هو .ماذا عن أبيك ؟. - و هذه صورتي مع تريفور عندما كنا صبيين. - أين .... ؟. لكن جينيفر عادت إلى المطبخ . و عندما احضرت الطعام بعد دقائق كان ستيفن قد أطفأ كل الانوار ما عدا مصباح المائدة. ثم ركع بجانب القطة متمتما : هيا يا فتاتي الماهرة ... قد أوشكت على الانتهاء. ما إن سمع خطوات جينفر حتر رفع بصره. - في العتمة يزداد سرورها . هل يمكنك أن تهتدي إلى طريقك ؟. - تقريبا . لا تقلق. وضعت الخبز و السلطةعلى المائدة ، و ذهبت تحضر (( البفتيك )) بينما جلس ستيفن من بعيد ليراقب القطة. رن جرس الهاتف ، فاختطفت جينيفر السماعة و إذ بالبيطري يقول : أنا آسف جدا . لقد تعطلت سيارتي ...لن أستطيع الحضور قبل ساعة على الأقل. - لا تهتم ، القطة في ايدي أمينة . - فقال ستيفن ساخرا : شكرا لهذه الثقة. سألته بلهفة: إنها بخير ، أليس كذلك ؟. - بحالة ممتازة حسب رأيي إنك تهتمين لها حقا . أليس كذلك؟. - حسنا ، إنها حيوان صغير لطيف - و هل هي رفيقتك الوحيدة في هذا البيت ؟. - سبق و اخبرتك أنني احب هذا المكان. - هل ستقيمان ، أنت و دايفيد ، هنا حين تتزوجان ؟. - أظن من الآفضل ان نترك دايفيد جانبا . - ألم يتصل بك بعد تلك الليلة ؟. - قلت إن هذا يكفي . قالت ذلك و التحذير في صوتها. - أظنه لم يتصل . رفضت جينيفر:الإجابة . لا تريد الشجار معه ، خاصة لأجل القطة . لكنه ضرب على الوتر الحساس فهي حقا لم تسمع شيئا من دايفيد . قال بلطف: هل يمكنني الحصول على المزيد من السلطة ؟. أجابت بجمود: بكل تأكيد. ثم تابع و هو يتحداها بابتسامتة خبيثة : استمري . نفسي عن مشاعرك. أفرغيها علي. فقالت بتكلف: كل ما أشعر به نحوك حاليا هو عرفان الجميل لأجل مخالب. - لأجل مخالب ؟ إنك تحبين حقا تلك القطة ما دمت تصفحين عني لذكرى دايفيد. - أيمكننا تغير الموضوع الآن؟. - لا بأس . أخبريني لماذا لا تضعين صورة لوالدك؟. - لأنه هجرنا عندما كنت في العاشرة من عمري ، و لم نسمع خبرا منه منذ ذلك الحين. - آه أنا آسف صحيح أنه ليس من شأني لكني لا أفهم . أظنني سمعت باسم بارني نورثون لكنني لم اسمع أن له ابنا فقط . - ليس له ابن بل ابنة وحيدة و هي امي . - و لماذا تحملين اسم نورثون إذن ؟. - كان اسمى العائلي (( ويزلي )) و لكن عندما ماتت امي حضننا جدي و منحنا اسمه. - هل استشاركما في ذلك أولا ؟. - كلا بل قام بذلك من نفسه. - كلا ، أبدا خذ مزيدا من القهوة. - غيرت الموضوع عمدا . امتشفت انها الآن تشعر بمودةنحو ستيفن أكثر مما تتصور.لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع أن تصف له شعورها عندما فقدت هويتها. - كانت جينيفر نورثون حفيدة بارني نورثون و طالما استمتعت بحبه لها أما جينيفر ويزلي في تلك التي ظنت أنها حبيبة ابيها ، لكنها ما لبث أن نبذها و رحل دون عودة . كم من الليالي أمضتها تبكي تلك الخيانة التي لم تفهم سببها ، ذلك الجرك الذي لم يندمل بعد . أنبأتها ساعة الجدار بأن موعد اتصال دايفيد المعتاد قد حان و لكنها أيام رحلت ... و فجأة صدح الهاتف بالرنين قفزت من كرسيها و اندفعت إلى التليفون متجاهلة ستيفن . فقطب حاجبيه و أخذ ينظر إلى وجهها ، و سرعان ما قرأ فيه خيبة الأمل حين عرفت جينيفر المتصل . قالت : فهمت . شكرا لإعلامي بذلك. أقفلت السناعة و وقفت لحظة و هي تحاول التعود على الفراغ الكئيب الذي لفها من رأسها حتى اخمص قدميها ... لطالما دغدغ صوت دايفيد سمعها . أما الآن فقد انتهى كل شئ ، عادت مرة أخرى تلك الفتاة الصغيرة التي لم تصدق أن بابا رحل للأبد . عادت تلك الطفلة التي كلما دار المفتاح في القفل ، توقعت من لم يجئ قط و لن يجئ أبدا . رأت ستيفن يراقبها، فتكلفت ابتسامة إنه البيطري مرة أخرى . يقول إنه يبذل جهده للقدوم. أجاب برقه: فهمت. - لماذا تحدق في؟. - أأفعل هذا حقا ؟ آسف ، دعينا نلقي نظرة على الأم . كانت مخالب قد وضعت مولودها الرابع. قال : دوما كنت اجهز حليبا دافئا في هذه المناسبة فالوضع يستلزم جهدا يحعل الأم ضعيفة و بحاجة إلى ما يقويها. |