الجزء الرابع معا في ضوء القمر أمضت جينيفر عصر اليوم التالي في زيارة أحد زبائنها و عندما عادت إلى مكتبها وجدت عدة رسائل هاتفية تنتظرها على الجهاز . قالن السكرتيرة : اتصل دايفيد كونر خمس مرات . لا أظنه صدقني حين أخذت أردد على مسمعه أنك غير موجودة. منذ تلك الحفلة فكرت في دايفيد و تسائلت إن كان يرغب في رؤيتها و كم قاومت إغراء الاتصال به و ها إنها تكافأ الآن على صبرها. - دايفيد. خاطبته و هي تسمع صوته على الهاتف بمرح يتخلله العتب : شكرا لعودتك إلي أخيرا . - كنت في الخارج و قد عدت الآن . - فكرت أن نتناول شرابا في مكاننا المعتاد. - ترددت فستيفن و أخته قادمين الليلة و عليها ألا تتأخر و أخيرا حسمت الأمر : على أن تكون جلسة سريعة. - هل أنتي مرتبطة بموعد ؟. - قفز قلبها و هي تشعر بغيرته: ليس موعدا طبعا بل علي أن اعود إلى البيت - في مقهى التاج إذن ، لعدة دقائق فقط بعد ذلك بساعة ، دخلت إلى المقهى ، الخافتة انواره . مازال كل شئ على حاله . لقد نجح الأمر و دايفيد يريدها ان تعود إليه . و عندما تنتهي حفلة العشاء الليلة ، ستتمكن من التحرر من ستيفن بكل هدوء كان دايفيد ينتظرها على مائدتهما المعتادة في زواية و ما إن أقبلت نحوه ، حتى منحها تلك الابتسامه الرقيقة المترددة التي طالما مست قلبها وقف ليحيها ثم تكلما لدقائق و هما يتجنبان الإشارة إلى خصامهما أو إلى احداث الحفلة الأخيرة و أخيرا قال دايفيد : شكرا لحضورك . خفت الا تتحدثي إلي مجددا ...لقد قلت ، حينذاك ، أشياء ما كان ينبغي لها أن تقال فابتسمت سعيدة لعودتها إليه. -لقد نسيتها. - أحقا ؟ و لكن لما لم تجيبيني اليوم ؟ - كنت في الخارج ، يا دايفيد سألها بهدوء : اليس عذرا لتجنبي ؟ - كلا فلا علاقة له بالأمر بدت على شفتيه ابتسامه جافة غير مصدقة و لأول مرة تكتشف جينيفر أنها تشعر بالضيق معه . صحيح أنها تنجذب إلى جاجته إلى الاطمنان ، و لكن ألا يبالغ في ذلك قليلا ؟ و عادت كلمات ستيفن ترن في ذهنها : يبدو أنانيا معتوها لا يفكر إلا بنفسه ، و هو يظن أن كل الطرق تؤدي إليه لكنها سرعان ما أسكتت ذلك الصوت . - صدقني يا دايفيد ، لم أكن اتجنبك ، فخصامنا مر و انتهى - هل أسبب لك الإحراج ؟ لا سيما الآن و قد وجدتي شخصا آخر ؟ أحست بغيرته ... مازال يحبها إذن ؟ فقررت أن تداعبه - و أنت أيضا وجدت فتاة أخرى - بيني ؟ إنها سكرتيرتي و هي لم تخرج معي بصفتها مرافقتي ، أما أنت فقد نجحتي في إحداث مفاجأة عنيفه بضهورك مع ستيفن ليري . - هل تعرفه ؟ أعرفه تلك الليلة . و لكن منذ ذلك الحين أخبرني واحد أو اثنان عنه .... إذن كان يسأل عن ستيف ليري قال : لابد أن علاقتكما وثيقة إلى درجة أعطيته أزرار القميص ؟ اشترت تلك الازرار بعد أن أعجب بها دايفيد في الواجهة ، و يبدو أنه انتبه إليها في الحفلة . كيف تشرح له السبب من دون أن تكشف عن سر استئجارها لمرافق ؟ لا تريد أن تفعل ذلك طبعا ..... و فجأة رن هاتفها الخلوي . كان المتصل أخوها . سألها: أين أنتي ؟. - أتناول فنجان قهوة و سأحضر حالا. - أرجو السرعه . كما تعلمين علينا أن نزور جدنا لأجل ليري ذاك . كان صوت تريقور مسموعا . فتسمر دايفيد مكانه و وضع كوبه من يده بينما أسرعت جينيفر تنهي المكالمة. تمتم دايفيد بصوت مثقل : فهمت . - ليس الأمر كما تظن . إنه و أخته مدعوان لتناول العشاء عندنا . - ما اجمل هذا - إنه عشاء عمل يا دايفيد سألها متهكما : أحقا ؟ و تلاقت أعينهما ، لشد ما اشتقات إليه في الأسابيع الماضية ! و ها هي الآن تعود إليه عندما وقف دايفيد تملكها شعور غريب و كأنها فقدت شيئا ما و لكن من الحماقة ان تحكم على دايفيد أو أن تقارنه بستيفن . و هذا حبيبها دايفيد هو الرجل الذي تحب فتمالكت نفسها قائلة : إلى اللقاء حبيبي ابتسم و هو يرمقها بلطف و حنان أما هي فتركته بقل مرح . دهشت قليلا لأنه لم يطلب رؤيتها مرة أخرى ، لكنها عزت ذلك إلى عجلتها....بالتاكيد لم تسنح له فرصة لذلك كان منزل بارني عبارة عن قصر يقوم في ضاحية من ضواحي لندن ، وصلت إليه جينفر مبكرة . فاسترخت في (( البانيو )) و غسلت مع الماء همومها |