ثم ألقت نظرة على الصحيفة بجانبها فاتسعت عيناها تعجبا .. ارتدت ثوبا أخضر بلون الزيتون . تزينه سلسة ذهبية طويلة حتى الصدر تزدان بياقوته كبيرة ... إضافة إلى ياقوتتين تتألقان في أذنيها . كانت سعيدة لتبدد الفجوة بينها و بيم دايفيد سعيدة أكثر لأنه يحبها حتى الغيرة . نزلت إلى الطابق الأسفل فوجدت تريفور هناك أنيقا رزينا يشع قوامه الممتلئ قوة و رزانة و وقار و ما إن أبصر أخته حتى أومأ برأسه. قالت بهدوء و هي تناوله الصحيفة : أود لو أتحدث إليك لحظة على انفراد . هل رأيت هذا ؟. قرأ تريفور: تغريم شخص بسبب التسكع و التحرش بالمارة . فسألها : ما الجديد في هذا ؟. نظر ثم صفر متعجبا : فريد ويزلي .قال : انه اسم ابينا . - ربما هي مجرد مصادفة . كثيرون في هذا العالم يحملون اسم فريد ويزلي . - لعه هو نفسه . لعله يتسكع في هذه الانحاء. - لكننا لم نسمع منه كلمة واحدة منذ سنوات جينيفر حتى أننا لا نعرف إن كان حيا أم ميتا ، كما لا نريده أبدا أن يعود إلينا . - ألا نريده ؟ - كنت أصغر من أن تعلمي الحقيقة . لكنه فعلا رجل سئ للغاية و كما قال جدنا لاحق أمنا لأنها ابنة رجل غني ، و عندما تزوجا أخذ يعبث خارج بيت الزوجية و عاش عالة على الأموال التي كان جدي يدفعها لأمي . كنت اسمع مشاجراتهما . أتعلمين ما قاله لي مرة ؟ ( عندما تكبر يا ولدي لا تنس أن العالم ملئ بالنساء ) منت في الرابعة عشرة و بعد ذلك بأسبوع قطع جدي عنه النقود و طلب منه أن يجد لنفسه عملا و هكذا هجر البيت . و نرغب أبدا بعودته .... قالت متأملة : كلا ل أظن ذلك . كانت تعلم أن ما قاله تريقور صحيح . كانت حينها صغية السن إلا أنها كثيرا ما سمعت شجارتهما نبذت هذه الذكريات لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها في السؤال : هل تعلمت الدرس ذاك من أبيك ؟. - أي درس ؟. - أن العالم ملئ بالنساء ؟. فأجاب بصرامة : أعمال كثيرة تنتظرني و لا وقت لدي لذلك النوع من العلاقات التي كان والدنا يعتبرها طبيعية . داعبته بخبث : نعم يبدو أنك سبحت عكس التيار و أصبحت متطهرا لسوف سشعر أبونا بالخجل بك. - أرجو ذلك فأنا أخجل به أيضا أرجو ألا يتأخر ضيوفنا . قالت متأملة ترى ما شكل شقيقة السيد ليري ؟. امرأة عاملة حسب قوله . دخل الجد بارني مرتديا ملابس العشاء لم يكن مظهره يوحي بالهيبة بل هو قصير القامة نحيف البنية . اكتسح الشيب مفرقه فيدا لطيفا طويل الوجه بينما الرقة مرتسمة في عينيه الباسمتين ...و هذه الليلة أخذت عسناه تلمعان ابتهاجا و ترقبا لحفلة العشاء و فجأة رن جرس الباب ففتحته جينيفر و إذا بستيفن يقف عنده . -مشاء الخير يا سيد ليري . -مساء الخير يا آنسة نورثون . هل لي أن أقدم أختي ماود ؟. كان يتحدث بلهجة رسمية تدعو إلى الإعجاب ، و لكنها تناقض تماما لمعان نظرات القرصان في عينيه و ما إن تنحى جانبا حتى انكشف المنظر عن المرأة الشابة التي ترافقه . ومضت امحة صمت ... كانت في منتصف العشرينات من عمرها ، ذات جمال أخاذ شامخ بكبرياء . تكاد توازي أخاها طويلا . و لعل ذلك إلى تسريحة شعرها فهو منسق بعناية ليزين قمة رأسها . أما ثوبها فطويل يلامس الأرض و بفضل قماشه الرقيق تألق قومها أهيفا ممشوقا . جذب تريفور نفسا عميقا ثم تقدم شارد النظرات ليحي هذا الطيف الجميل. هتف بصوت أجش : أهلا و مرحبا . فأجابت بصوت أبح : أهلا و مرحبا بك . تقابلت عينا ستيفن بعيني جينيفر فابتسمت له و هي تهمس : أرى أنها ستكون سهرة حافلة . قال بابتسامة عريضة : لا أدري إن أصبت في إحضار ماود. - أتظنه سيضجرها ؟. - كلا أخاف أن تأكله هي حيا . إنها هوايتها . -لا تقلق على تريفور فالريح نفسها لا تهزه قل لي كيف تبدو بهذه الروعه ؟ - - تكرس حياتها لجمالها إنها عارضة أزياء. - لكنك أخبرت تريفور بأنها تكرس حياتها لعملها . - كلا بل قلت تكرس حياتها لتحصيل المال ...إنها تكسب مبالغ طائلة . - لاشك انك لم تصفها كما يجب. و اشرق وجه ستيفن فجأة بابتسامته العريضة : لم أستطع سوى ذلك . إن أخاك أبله مغرور و حماقته دفعتني لهذا التصرف آسف إن جرحك هذا الكلام. فضحكت جينيفر : كلا علي أن اعترف بأنني غالبا ما افكر في الشئ نفسه . - بالمناسبة كيف حال الأم الجديدة و الجراء ؟. - في احسن حال ...لقد أنجبت ثلاث إناث و ذكرا واحدا . و الجميع في افضل حال ... لم تسنح لي فرصة بالشكل المناسب |