مسح ستيفن عينيه : يا للمسكينة ماود ! لن تصفح عني ابدا قالت جينيفر و قد اخذت تضحك من جديد: أزهار و ضوء قمر .... و كل ما يستطيع الحديث عنه هو مكتب مو نو بوليس و ميرجيرز لسمسرة؟ رباه ! لن اصبح عمة أبدا إذا استمر على هذه الحال و تبددت غيوم التوتر التي تعكر صفاء الجو بينهما . فسارا على ضفة البحيرة إلى ان وصلا إلى مقعد خشبي و اخذا يتاملان الحباحب المضيئة و أخيرا قالت : اظن الوقت قد حان للتحدث عن أمر افتراقنا لحذر حتى لا تهبط اسعار أسهم أي منا - آه ، و من تحدث عن الافتراق؟ لكن هذا لا يمكن أن يستمر - الأمر ليس بهذه البساظة يجب ان يرانا الناس معا مرة أخرى على الأقل بعد غد ينعقد اجتماع لحملة اسهم (( شركة ديلاكوت المتحدة )) و بما أننا نملك أسهما فيها سيكون طبيعيا جدا أن نحضره معا قالت متأملة : لا أدري ... فرد بمكر: لا تنسي أن دايفيد هو ايضا من اصحاب الأسهم وقد يكون هناك فكري في الاحتمالات المتوقعة جينيفر ...سيرانا معا ، ستخبرينه بأننا زميلان فقط ...بينما تظهرين طبعا بعض المرواغة و إذا حالفك الحظ سيرسل إليك ورودا في الليلة نفسها فقالت : أنت خبير جدا في هذه الأمور - لطالما لقبت بالمناور. بدت ابتسامته العريضة لا تقاوم و لوت جينيفر شفتيها قائلة : حسنا سأحضر ذلك الاجتماع على كل حال فإذا كانت هذه وسيلة للتأثير على دايفيد يمكنني أن أخرج معك بضع ساعات . قال باعحاب: جينيفر عندما تتحدثين بهذا الشكل لا يستطيع أي رجل مقاومتك. - ستيفن سأقوم بذلك الأمر مرة واحدة فقط و بعد ذلك تنتهي علاقتنا. - سنرى من يدري ؟ ربما خطرت لي أفكار اخرى . - لا تغير الموضوع . - إن سحرك هو الموضوع لقد فقدت شهيتي و بت شبحا لا يعرف الرقاد . فقالت و عيناها تلتقيان عينيه المازحتين : و اصبحت كاذبا ايضا أنت لا تهمل نفسك و لا يعقل أن تفقد شهيتك أو نومك . - هذا صحيح لكنني فكرت أن أعبر عن عواطفي ببعض الكلمات ....ثم كفاك غزلا بعينيك فأنا لست دايفيد كونر لكي تغويني. أخذت جينيفر تضحك . و شعرت بالسرور و الثقة بالنفس. - أتظنني قادرة على إغوائك إذا قررت ذلك ؟. - بل أظنك قادرة إذا قررت أنا أن اسمح لك بذلك. - أنا واثقة من أنك قررت ذلك فعلا ...فأنت لست من النوع الذي يتوانى في الحصول على مراده. قال : أقر بأن هذا صحيح . سألته : هل قررت تلك الليلة السماح لي بذلك ؟. - في تلك الليلة كنت امثل دورا. - ليس طوال الوقت كنت أنا التي أمثل لأجل دايفيد . - أتقصدين تلك الطريقة التي ابتسمت فيها بإغراء مع أن دايفيد لم يلحظ ذلك ؟. فردت بسرعة : هذا من تخيلاتك . - أنا رجل من دون مخيلة و ماذا عن مرافقة دايفيد هل كانت تمثل هي الأخرى ؟. - إنها سكرتيرته و عليها أن ترافقه حين يخرج فهذا جزء من عملها. - لكنها معه طوال النهار و كل يوم ، من التاسعة حتى الاخمسة . و بما أنها حريصة على عملها فهي لن ترد له أي طلب عليك أن تقلقي لذلك . - أنا أعرف دايفيد أكثر ممت تعرفه أنت. - لكنك لا تعرفين شيئا عن الرجال يا جينيفر و إلا لما خرجتي معي في ضوء القمر فيما تعلمين أنني لن أتركك دون عناق. كانت تعلم ذلك طبعا لكن كرامتها دفعتها إلى القول : سأعود الآن إلى البيت. - ليس قبل أن أعانقك. حاولت جينيفر أن تحول نظراتها عن عينيه و لكنه مازال يملك تلك السلطة عليها و رغما عنها شعرت بأحاسيس قديمة تجتاحها من جديد. نهضت عم المقعد فجأة و سارت فتبعها حتى لحق بها و هو يقول برقة : اصغي. أصغت جينيفر فسمعت شدو عندليب عذب. تمتم يقول: لو كنت معك في جلية حب ، لبحت لك بمشاعري مع أنك تنكرينها و مع أنني لا اؤمن بها . قالت ببطء كما لو انها في حلم : كلامك غامض ..كيف تشعر بشئ لا ترمن به ؟. - هذا سهل أنتي تثيرين في مشاعر لا وجود لها في الحقيقة . ولو تاكدت من وجودها فعلا لأصبت بهلع شديد . أنتي تسببين لي الاضطراب جينيفر مع أنني أدرك يأن المسألة وهم بوهم. وصلا إلى شجرة سنديان ضخمة . استندت إلى جذعه و اخذت تنظر إلى القمر و النجوم تتألق من خلال اغصانها . بينما النسائم الرقيقة تتلاعب بأوراق الشجر. قالت برقة : ربما ...و مع ذلك ، ستظل قلقا مضطربا ، فبعض الأوهام أقوى من الحقيقة . - أتشعرين بذلك ايضا ؟. - اطمئن ، الأوهام لا تدوم . سرعان ما يعود المرء أرض الواقع . |