- هل ستعودين أنتي؟. - لكنني لم اترك الأرض قط . قالت ذلك و هب تعلم أنها كاذبة. اسند كتفيه العريضتين إلى جذع الشجرة و مضى يراقبها ثم قال : أحدنا يخدع نفسه و لا ادري من . - قد لا نعرف أبدا . -سنعرف يوما ما . فلنأمل ألا يحدث هذا بعد فوات الأوان. وضع يديه على جذع الشجرة و احاطها من كل جانب و كأنها سجينة. ابتسمت له واثقة من أنها ما زالت تمتلك زمام الأمور و عندما يحني رأسه ليعانقها ستكون مستعده له . و إذا بشئ يحدث ...بدا العالم قد انتقل من مكانه و كأنها كانت مخطئة منذ البداية ... ماذا تفعل هنا ؟ كبف تقوم بألاعيب الحب هذه بينما الرجل الذي تحبه حقا غير موجود ؟ دايفيد هو من تربع على عرش قلبها.... أما ستيفن فهي واثقة من أنه لا يملك حتى قلبا ليقدمه إليها . و عندما اوشك أن يعانقها أدارت رأسها جانبا و هي تتنفس بسرعة . توقف ستيفن و هو يتأملها بعينين ثاقبتين . رأى ارتجاف و لمعان على أهدابها ففهم . ابتعد عنها و هو يقول بخشونه: أنت لا تفهمين أبسط الأمور عن الرجال. و أوشكت أن تدافع عن نفسها ، لولا انه كان قد رحل عنها. * * * * * * * * * * * منذ توفي والد ستيفن و ماود قبل سنوات عاش الاثنان معا من دون أقرباء. و رغم السنوات الاربعة عشر التي تفصل بين عمريهما لطالما اعتمد الواحد منهما على الاخر و سلمه كل أسراره . كانت ماود تعجب بنباهة أخيها بينما يحترم هو ذكاءها و فطنتها . قالت له و هما في طريق العودة إلى المنزل. - إذن فهذه جينيفر . إنها فاتنو و تشع بهاء. أجاب ببطء : هذا صحيح . مكالمة هاتفية واحدة من حبيبها تحولها امرأة أخرى. - و لكن ... ألست أنت حبيبها. - ليس بعد. قال ذلك ثم خلد إلى الصمت ، متغاضيا عن تلك النظرات الفضولية التي أخذت أخته ترمقه بها ، و اخيرا سألته : من هو الرجل الآخر؟. - شخص تافه يدعى دايفيد كونر ، لكنه لن يستمر معها. - لكنه موجود الآن ، سيكون عثرة في وجهك .. أنا التي طالما اعتقدت أنك لن تقابل امرأة تناسبك. - وضحكت فقال: و لن أقابل أبدا ....جينيفر امرأة جذابة حقا و أنا متشوق إلى الأسابيع القليلة القادمة لكنني لا أظن أن هناك ما يدعو إلى القلق. - يا أخي العزيز قد لا اكون ماهرة في امور كثيرة لكنني ماهرة جدا في معرفة أفكار الناس. - ما شككت قد في هذا . - لو نشبت معركة ، فسأساندها هي بالتأكيد .. أفضل أن أراك تتخبط في آلام و مشاكل الحب. انفجر ضاحكا بصوت عال : لا تضعي هذا في حسابك ....بالمناسبة ، أنا آسف لهذه الليلة ... لو كنت اعلم أن تريفور سيحضر ، لما اصطحبتك معي لقضاء هذه الامسية معه. - آه لكنني وجدته طيبا ظريفا للغاية. - طيب ظريف ؟ ذلك المغرور الفج؟. - أرجوك ستيفن ! لا أريدك أن تهين الرجل الذي سأتزوجه. |