في هذا الوقت دعاها ستيفن إلى عرض مسرحي فوافقت و مع أنها غضبت لمجرى الأحداث لإلا أن ستيفن كان متعاطفا مع وجهة نظر الكاتب. و على العشاء أخذا يتناقشان بحرارة و استمر في ذلك و هما في الطريق إلى البيت و عندما افترقا كانا هما الاثنين قد تحدثا في غاية الصراحة و لم تستطع جينيفر أن تتذكر سهرة ممتعة كهذه السهرة . اتصل بها في اليوم التالي و تناولا معا العشاء في المساء التالي . لكنها اختلقت عذرا لذهاب إلى بيتها مبكرة . أما الحقيقة أنها قد استمتعت بصحبة ستيفن أكثر من اللزم و كلما أسرعت في إنهاء هذه العلاقة كان ذلك أفضل فهي ضائعة بين اثنين .. عقلها و احاسيها .. من الجنون أن تتورط بعلاقة مع ستيفن مهما بلغ الإغراء ..فهي تعلم نتيجة هذه العلاقة . إنها أشبة بالإثارة التي تصيبها عند عرض الألعاب النارية . صحيح أنها لحظات لا تنسى لكن الألعاب النارية تتألق ثم تموت . و سرعان ما ينتهي العرض و يتحول الحفل باردا مهجورا و يرحل المتفرجون إلى بيوتهم وحيدين و هي لم تنس بعد تلك الفتاة الصغيرة التي تركت مرة للوحشة و الهجران بل ما زالت حية تنبض في ذاكرتها لذا تراها تريد شيئا واحدا فقط ... تريد جذورا ...حياة مستقرة مضمونة و زواجا طويل الأمد ...و بكلمة أخرى دايفيد. ثم تذكرت ابتسامة ستيفن المداعبة و استعادت تلميحاته الماكرة فسرى الدفء في جسمها حتى نسيت كل شئ آخر ثم استيقظت من تلك النشوة مصممة على أن تكون قوية و تنبذه من حياتها. و أخيرا عاد دايفيد و طلب رؤيتها في مقهاهما الصغير المعتاد كاذ يتعذر عليها المجئ فأنذرته أنها ستتأخر لكنه بدا متلهفا مصرا على رؤيتها. - أريد رؤيتك حقا و سأنتظر مهما تأخرتي. و تمنت لو ان ستيفن يسمع انتصارها هذا. كان دايفيد جالسا ألى ما ئدتهما المعتادة حياها قائلا: خفت ألا تأتي الموضوع في غاية الأهمية. سألته بلهفة ما الأمر يا دايفيد. - مكتب ( هندسة مارتسون ). - ماتسون ؟ - إنهم يراوغونني تماما كما سبق لك ان تنذؤيني . كنتي على صواب مع أنني اكره الاعتراف بهذا . لم تستطع في الباية أن تفهم قصده لكنها ما لبثت أن تذكرت أن خلافهما بدأ مع مارتسون. قال يعتذر: كان علي أن أعمل بنصيحتك لقد أحضرت معي المراسلات. أثبتت الأوراق صحة ما حاولت ان تحذره منه .... و لكنها حذرته بشكل أخرق غير مناسب و إلا لماذا جرحت كرامته ؟. و فجأة قال دايفيد عفويا : رايتك في اجتماع ديلاكورت ... يبدو أن العلاقة أصبحت جدية بينك و بين ليري ؟. فردت بسرعة : ما من شئ بيننا كون البعض أفكارا خاطئة ليلة الحفلة ثم كتبوا مقالات رفعت من سعر الأسهم و أنا في انتظار اللحظة المناسبة لكي أتركه. - اتعنين أن هذا كل شئ ؟. - هذا كل شئ. - ليس هذا ما ... انتظري لحظة ! هذا الرجل في نهاية القاعة مدين لي ببعض النقود أحاول العثور عليه منذ أيام سأعود فلا تذهبي . بعد ذهابه أخذت جينيفر ترشف كوب المياه و تنظر حولها و ما لبثت أن لحظت شابا غاية في الوسامة يتقدم نحو مائدتها و قد بدا عليه شئ من التوجس أخيرا سأل الآنسة نورثون ؟. - نعم أنا جينيفر نورثون . - ذهبت إلى مكتبك و لكنك كنت قد خرجت ... أخبرتني سكرتيرتك أنك غالبا ما تأتين إلى هذا المكان : اسمي مايك هاركر . هتفت : رباه !. - ربما تجدينني جريئا و وقحا .. - لا و إنما أذهلني أن أكتشف أنك موجود حقا في هذا العالم أجلس . قال و هو يجلس بجانبها : شكرا . - هل شفيت من الأنفلونزا؟. - آه لقد اخبرك ستيفن عن هذا ... في الحقيقة لا اعرف مقدار ما تعلمين. - لقد عرفت الحقيقة في الصباح التالي . رد بسرعة : كان يقصد أن يسدي إلي معروفا فيما أنا في مازق ثم ... ثم من عادته أن يفعل أي شئ لأجل صديق . - هل أخبرك كيف كانت السهرة ؟. - لا . لكنه يضحك حين عاد لم يشأ أن يخبرني عن النكتة التي أضحكته . هل أزعجك كثيرا ؟. - أنا لا ألومك و لن اقدم شكوى لإلى المكتب إذا كان هذا ما يقلقك. - لا ليس ذلك إنما هذه. و مد مايك يده إلى جيبه يخرج أزرار القميص الماسية و يضعها على المائدة . فقالت: لم لا تحتفظ بها ؟ لقد قدمتها لك. - لكنك لم تقصدي ذلك . و هي أثمن من أن أقبلها. قالت بحرارة: إقبلها أرجوك .... إنني لا أقدم الهدايا لأعود فأستردها لا أصدق أنك قمت بكل ذلك المجهود لتعثر علي . - كنت أتصرف و كأنني أمشي على قشور البيض لا أدري ماذا سأجد و لكن لا بأس .... أنت ترافقين ذلك الشاب هناك أليس كذلك ؟. - نعم ، و لكن مايك إذا كنت تظن أنني تورطت بعلاقة مع ستيفن فإلى ماذا ستنبهني ؟. أجاب بابتسامة عريضة: حسنا لقد عرفت ستيفن.... - هذا هو سبب سؤالي ... - أنا مسرور لأنك لم تتورطي بعلاقة معه ... لم أره كثيرا خلال السنوات الخم الماضية لكنني لا أظنه تغير . - هل تعرفه منذ مدة طويلة؟. |