قالت مرتبكة:" الذنب ذنبي فأنا لا اعرف ماذا افعل."
-لندع هذا الجدال العقيم، لا اظنني اتحمل هذا حاليا.
وضحك متوترا:" ليس من عادتي ان اخطئ في تقدير الاشياء الى هذا الحد."
فقالت متعلثمة:" لست المذنب.... بل انا... انا التي غيرت رأيي... لا ادري لماذا.."
-سأذهب الان إذا شئت..
-نعم... الافضل ان تذهب.
تمنت لو تدعوه للبقاء، لكن لا! عليها الا تقوم بذلك . بعد لحظة سيكون خارج البيت وتنتهي علاقتهما وهذه المره ... الى الابد!."
واذا برنين الباب يجفلهما فأخذا ينظران متسائلين، ثم تمالكت جينيفر نفسها وفتحت الباب فظهر رجل وامرأه في الاربعينات من العمر، ومعهما فتاة في حوالي العاشرة.
قالت المرأة:" نأسف لازعاجكما في مثل هذه الساعة. اتصلنا بك مرات كثيرة هذا المساء لكننا لم نجدك. ينبغي ان تكون "يربندا" في فراشها منذ ساعات... لكننا لم نستطع ان نكسر قلبها مادام هناك امل في استعادة" ثلجية"
سألتها جينيفر وقلبها يهبط"ثلجية؟"
ففسرت الفتاة:" ان مخالبها بيضاء كالثلج رغم انها سوداء برمتها".
ثم اشرق وجهها بابتسامة مبتهجة وهي تصيح:"ثلجية!
واندفعت الى الداخل تحتضن " مخالب" التي هرعت نحوها هي الاخرى.
وبابتسامة منكسره، ادخلت جينيفر الوالدين.
جرى تعارف سريع. كان السيد والسيدة " كرانمر" مسلحين بصور عائلية تظهر القطة " مخالب " او " ثلجية" بين ذراعي فتاة, مامن شك....
انهم اصحاب القطة الاصليين! وما ان كتشفت الصغيرة بريندا القطيطيات الاربع حتى احتضنتها بسعادة غامرة.
قالت السيدة كرانمر:" اننا نعيش على بعد اربعة شوراع من هنا. وقد اخبرنا احد جيراننا ان شخصا ما في هذه المنطقة قد آوى في بيته قطة سوداء ذات مخالب بيضاء... لكنه لم يكن واثقا من اسمه فرحنا نطرق الابواب في جميع الانحاء حتى اخبرنا البعض عنك. الحمدلله انها كانت آمنة معك"
قال السيد كرانمر:" اسمحي لنا ان نسدد اجرة البيطري."
فأجابت جينيفر:" لقد وصل البيطري بعد الوضع لكن ستيفن قام بكل شيء."
حول اكواب من القهوة تحدثا عن قصة تلك الليلة وضحكوا كثيرا. لكن ستيفن لاحظ ان ابتسامة جينيفر كانت مصطنعة نوعا ما. تلاقت اعينهما فبدت عيناه مليئتين بالعطف والتفهم.
عندما حان وقت انصراف الزائرين، قفزت "ثلجية" الى حضن جينيفر واخذت تلامسها برأسها وهي تموء مواء لطيفا.
قالت بريندا :" انها تشكرك... انها تحبك."
فردت جينيفر بصوت ابح:" وانا ايضا احبها، وانا سعيدة جدا لانها عثرت على اسرتها."
فقالت بريندا:" لكنك ستكونين وحدك . اتريدين واحده من قطيطاتها."
ورفعت الذكر الذي كان لونه يماثل لون ثلجية تقريبا وهي تقول:"سأحضره اليك عندما يستطيع ان يستغني عن امه.
هزت جينيفر رأسها مكرهه:" اود ذلك من كل قلبي. ولكن ليس من العدل ان اتركه وحده في البيت بينما انا اعمل طوال النهار. كان الامر متخلفا مع مخا.. ثلجية . فهذا المكان افضل لها من الشارع لكن لهذا الصغير خيارات افضل."
سألتها بريندا:" الاتريدينه؟"
-نعم ، اريده طبعا.ولكن...
وتهدج صوتها فقالت السيدة كرانمر برقة:" اننا نتفهم ذلك."
نظر اليها ستيفن وهي تقفل الباب خلفهم، فرأى كيف انحنت كتفاها لم تلتفت اليه بل ذهبت سريعا الى المطبخ. |