عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-09, 01:25 AM   #7

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


الفصل الأول


" إنه حل مناسب تماما . يمكنك أن تذهبى لتأخذى مكانى . "


ولكن قول مارغوت ترانت المرح هذا , قوبل بصمت عميق . وتمتمت ميغ لانغترى : " دعينى أستوضح الأمر تماما . إنك تريدين منى أن أسافر إلى جنوب فرنسا , فى الشهر القادم , وأمكث مع خالتك فى قصرها , منتحلى شخصيتك " وسكتت وهي تلقى على أختها غير الشقيقة نظرة طويلة متأملة , لتتابع بعدها قائلة : " هل هذه هى العناصر الأساسية فى التمثيليلة ؟ "

سألتها مارغوت : " وما الخطأ فى هذا ؟ إن تلك العجوز تريد من يمكث معها لمدة أربع أسابيع لكى تتمكن مرافقتها المستعبدة تلك أن تأخذ فرصة ترتاح فيها , فما هى المشكلة فى ما لو ادعت فتاة بأنها مارغوت ترانت ؟ "

فردت عليها ميغ بسخرية بالغة : " ليس ثمة مشكلة طبعا . حتى عدم الشبه بيننا , ليس له أهمية على الإطلاق "

فهزت مارغوت كتفيها قائلة : " إننى شقراء ., وأنت سمراء . " وألقت نظرة استخفاف على شعر ميغ البني المسترسل البسيط الطراز , وهى تتابع : " وهذا يمكن تعديله بسهولة . أما بالنسبة للأشياء الأخرى , فهى عمياء تقريبا وهذا هو السبب فى حاجتها إلى مرافقة دائمة , فهى لن تتمكن من رؤيتك بوضوح ."

تمتمت ميغ : " هذه هى نهاية طموحى "

مالت مارغوت إلى الأمام قائلة بحدة : " هيا يا ميغ , يمكنك القيام بذلك بكل سهولة , ذلك أنه ليس ثمة وظيفة لك تقلقين بشأنها ما دامت المكتبة التى تعملين فيها ستقفل أبوابها فى نهاية الأسبوع . يجب ان تدركى هذا . "

قالت ميغ معترضة : " ولم لا ؟ إن البرلمان يمنح لاعضائه إجازة فى الصيف . من المؤكد أن ستيفن سيعطيك اجازة . "

اجابت مارغوت وقد ظهر على وجهها الجميل انفعال مفاجئ : " ربما سيفعل إذا أنا طلبت منه ذلك , ولكنه على وشك طلب أن يطلب الطلاق من زوجته , وأنا لا أريد أن أتركه فى هذا الوقت بالذات . "

تمتمت ميغ بجفاء : " لقد فهمت " ذلك أنه , مهما كان رأيها فى هذا العمل المقيت , فقد كانت أختها بسبيله منذ وجدت عملا كسكرتيرة عند ستيفن كيرتيس عضو البرلمان الشاب الذى كان مرشحا لرتبة وزارية فى الحكومة المقبلة .

قالت مارغوت باستياء : " ثم أنه ليس لديه الحق فى استدعائي بهذا الشكل المفاجئ , إننى لم أرها منذ كنت فى التاسعة من عمرى . "

قالت : " إننى أعجب لعدم سماعى بها حتى الآن . "

هزت مارغوت كتفيها قائلة : " إنها فى الواقع , عمة أبى , وكانت تحبه كثيرا . وقد أطلق علي اسمها . وهكذا , نحن الثلاثة , بنفس الاسم . أليس هذا شيئا جميلا ؟ "

أجابت ميغ وهى تهز رأسها : " هذا غريب , ولكنه خارج عن موضوعنا الآن , ألا يمكنك أن تكتبى إليها لتخبريها بعدم تمكنك من الذهاب إليها . "

أجابت مارغوت بحدة : " كلا , إن هذا فى منتهى الغباء . ذلك أن ليس لها أولاد ولا أقرباء حسب ما أعرف . وإرث مثل قصر في لانغيدوك هو شئ لا يمكن الاستهانة به . وهكذا ترين أن من الضرورى أن أكون بجانبها " ونظرت إلى ميغ بابتسامة متوسلة وهى تستطرد : " أو تقومين أنت بذلك باسمى . "

عضت ميغ شفتيها قائلة : " لا سبيل إلى ذلك . لأننا لن نستطيع الافلات من سوء النتيجة , هذا عدا عن الاعتبارات الأخلاقية . "

أجابتها مارغوت : " ليس ثمة ضرر فى ذلك . الأمر هو أن مارغوت ترانت قد استدعيت . ومن المفروض أن هذه ستصل فى الوقت المعين . وأنت مناسبة , أكثر منى للعناية بعجوز كئيبة . اجعليها راضية لأجلى , وسأكون شاكرة لك إلى الأبد . "

قالت ميغ وهى تدفع شعرها إلى الخلف : " أهذا إذن , هو الحافز الذى يدفعنى للقبول ؟ إنك حقا , عديمة التفكير يا مارغوت . وعليك أن تقومى بعملك القذر هذا بنفسك ."

قالت مارغوت وهى تنظر إلى أظافرها : " هل أنت ذاهبة ؟ كنت أظن أن المكتبة تقفل أبوابها يوم الأربعاء . "

أجابت ميغ : " هذا صحيح . وأنا أمضى هذا النهار مع مربيتي تيرتر كالعادة ."

قالت مارغوت : " طبعا فى كوخها الجميل , أم على أن أقول كوخنا ؟ "

ضاقت عينا ميغ لتقول بعد برهة : " إن كوخ بريدونس هو لإقامة المربية طوال حياتها . لقد أوضح أبى ذلك بعد موته . "

قالت مارغوت : " نعم , ولكنه لم يقرر ذلك كتابة , يا حبيبتى , وليس هناك وثيقة قانونية بذلك . ومنذ أيام قامت أمى بزيارة خاطفة إليه . ذلك أن أصدقاءها , آل نيستور , يبحثون عن مكان يمضون فيه عطلة نهاية الأسبوع . ويبدو أن هذا المكان ملائم جدا ."

حدقت ميغ فيها قائلة : " إنك , طبعا , غير جادة بذلك . إن المربية مولعة جدا بالكوخ ."

أجابت مارغوت بجفاء : " طبعا لابد أنها كذلك , فهو مكان مرغوب جدا ."

قالت ميغ : " ولكن , ليس ثمة مكان آخر لتذهب إليه ."

فأجابت مارغوت والحقد يكسو ملامحها : " هنالك ملجأ العجزة . إن لأمى أصدقاء في جمعية الخدمات الاجتماعية وأنا واثقة من أنهم سيساعدونها فى ذلك ."

ارتجفت ميغ وهى تتنفس بصعوبة قائلة : " إن هذا سيقتلها , والإقامة فى ملجأ يرعبها . وهى بإمكانها أن تخدم نفسها بنفسها ."

قالت مارغوت ببرود : " إن الأمر , فى هذا , بيدك أنت , ذلك أنه إذا قبلت بالذهاب إلى لانغيدوك فسأقنع أمى بأن طرد المربية من الكوخ سيكون خيانة لذكرى أبيك ."

سألتها ميغ بخيبة أمل : " وهل هذا يغير من الأمر شيئا ؟ "

أجابت مارغوت : " بالطبع , فقد كانت مولعة بأبيك جدا , رغم أنها لم تكن تحب المربية وطريقتها فى السيطرة , هذا إلى جانب أن كلمتى الآن مسموعة عندها , فأنا أوجهها أينما وكيفما شئت , ذلك لأنها مستميتة كي يكون لها صهر فى البرلمان ."

فكرت ميغ عابسة , إن معنى هذا أن تذهب زوجته كيرين وأولاده إلى الجحيم .

تابعت مارغوت بدهاء : " حتى ان فى استطاعتى أن اجعلها تكتب شيئا باسم المربية , هذا إذا ذهبت أنت للمكوث مع خالتى لمدة شهر . إننى بحاجة إلى معونتك , يا ميغ , إذ على أن أبقى هنا لكى استمر بالضغط على ستيفن ."

قالت ميغ ببرود : " إن قمت أنا بهذا الأمر , فلأجل المربية وليس لأساعدك فى الحصول على هذا الرجل المتزوج ."

تمطت مارغوت بسرور وهى تقول : " دعى عنك هذا الغرور . فأنت ستذهبين إلى فرنسا لمدة شهر كامل وكل التكاليف مدفوعة . ماذا تريدين غير ذلك ؟ " وابتسمت راضية وهي تتابع : " كذلك سأعيرك سيارتي لكي تذهبي بها إلى فرنسا . وعليك أن تبدأى بالتمرين على القيادة منذ الآن ."

أطبقت ميغ أسنانها بشدة وهى تقول : " إننى لم أقل بعد إننى سأذهب ."

فارتسمت على شفتى مارغوت ابتسامة الثعلب وهى تقول : " ولكنك ستذهبين , وإلا فإن المربية العجوز المسكينة ستصبح دون مأوى, فالخيار فى ذلك يعود إليك ."

وبعد ذلك بأسبوعين . كانت ميغ فى طريقها مرغمة إلى جنوب فرنسا .

لم تكن تريد أن ترضخ لهذا , ولكن نظرة منها إلى مربيتها وهى تجول فى أنحاء الكوخ سعيدة نشيطة , غافلة عما ينتظرها من أصدقاء السيدة لانغتري , جعلتها تغير رأيها .

والسيدة ايريس لانغتري , نفسها ., لم تكن مسرورة بهذه المساومة , ولكنها قبلت بالأمر مرغمة , هى الأخرى .
وتنهدت وهى تقول : " إن مارغوت تستحق السعادة . كما أن ستيفن هو رجل رائع بينما زوجته امرأة لا تعرف سوى الخدمة في بيتها . انه بحاجة إلى امرأة تقف بجانبه وتدفعه إلى الأمام فى مهنته السياسية هذه ."

وفكرت ميغ متهكمة فى أنه لا عجب إذا كانت البلاد فى مثل هذا التدهور , إذا كانت نظرة ستيفن إلى مارغوت تحوى هذا الرجاء . أما بالنسبة لأعمال البيت , فليس ثمة من يمكنه القول إنها تصلح لشئ ماعدا غلى الماء على الأرجح .

تلقت من ايريس لانغترى بعض الملابس الجديدة التى أصرت هذه على دفع ثمنها قائلة تسكتها عن الاحتجاج :
" من المفروض أنك بمثابة ابنتى ولهذا , فلا يمكنك أن تسافري بمثل هذه الملابس ."

كذلك كان لون شعرها الجديد ناجحا بشكل غير متوقع , فقد أصبح أشقر داكنا . ولم تجد الوقت لكي تبكي على عملها فى المكتبة والذى زاولته طيلة الثمانية عشر شهرا الماضية , بعد تقاعد صاحب المكتبة . أو تقلق , أثناء انتظارها أن تمر هذه المغامرة الفرنسية بسلام , ذلك أن مشكلاتها الحالية تكفيها .

ودهشت وهى ترى مخدومها , السيد أوتواي يؤمي برأسه وهي تخبره بوجهة سفرها , راضيا وهويقول : " آه , لانغيدوك أرض إانى التبروبادو الشاعرية , والكاثار ."

سألته ميغ : " وما الكاثار ؟ "

فأجاب : " إنها طائفة دينية باقية من العصور الوسطي , وهي تعتقد أن الحياة بأجمعها آثمة , ولابد من الاستمرار في البحث عن النور . إن كل مقاطعات اللانغيدوك كانت غنية ومستقلة عن ملك فرنسا الذى كان يكره رايموند أوف تولرز أكبر أسياد الجنوب ويحسده على ثرائه وجمال وحضارة حياته فى الجنوب , فكان أن فكر فى اتخاذ الكاثار ذريعة لغزوه ومحاربته وسلبه أملاكه . ولكنك ستعشقين تلك المنطقة . فهى بلاد شاعرية مليئة بالمتناقضات , فترين فيها الضحكات السعيدة الدافئة إلى جانب الدموع . الحب الصادق إلى جانب الكراهية والحقد الذى لا يعرف التسامح . الشمس اللاهبة والعواصف الثائرة عندما تفلت الطبيعة من عقالها ."

وابتسم بخبث وهو يرى الخوف يكسو ملامح ميغ واستطرد بعنف : " ربما فى إمكان كل هذا أن ينفض عنك قليلا هذا الجمود الذى يحيط حياتك رغم صغر سنك ."

قالت باحتجاج : " ولكننى سعيدة بذلك ."

قال : " كلا , إنك راضية فقط .. وهذا شئ مختلف تماما . ولكننى متأكد , يا طفلتى , من أنك لن تكونى نفس الفتاة عند عودتك من لانغيدوك ." وأطلق ضحكة جافة وهو يتابع : " كلا , ليس نفس الفتاة مطلقا . " وربت على كتفها : " إننى أتنبأ بأنك لن تعودى إلى مجرد قناعتك تلك فى حياتك . وستتمتعين بدفء الجنوب كاملا ."



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس