? العضوٌ???
» 6485 | ? التسِجيلٌ
» Apr 2008 | ? مشَارَ?اتْي » 93,121 | ?
نُقآطِيْ
» | | | | | | خاطبت نفسها قائلة , لماذا أنت ضجرة إلى هذا الحد , وأين روح المغامرة فيك ؟ وتأرجحت السيارة فجأة أثر زوبعة مفاجئة , وارتجفت ميغ بالرغم عنها , لتصرخ رعبا وهي ترى الباب إلى جانبها يفتح بعنف لتمتلئ السيارة بالهواء البارد الرطب . وظنت للوهلة الأولى , بأن هذا من فعل العاصفة لترى شبحا قاتما متدثرا بمعطف فضفاض , يقف بالباب يحدق فيها ., فانكمشت فى مقعدها , وهمت بالصراخ مرة أخرى لولا أن الرعب قد أخفى صوتها . وجاءها صوته يقول بهدوء يخفى انفعالا حادا : " لعلك مجنونة تماما . هل تريدين أن تموتى ؟ هيا ابتعدى بهذه السيارة الآن , فى هذه اللحظة ." لم يكن هذا الذى يتكلم , شبحا صورته لها العاصفة , ولكنه كان رجلا غاضبا . وقد تكلم بالفرنسية واجأبته هى بنفس اللقة بصورة آلية , وقد أخذ قلبها يخفق بمزيج من الراحة والحذر , وهى تقول : " وما الذى أعطاك الحق فى أن توجه إلى الأوامر ؟ " فرد عليها بحدة : " إنه حق شخص يعرف هذه البلاد أكثر منك . ذلك أن الوقوف بالسيارة تحت هذه الصخور الشاهقة فى حالة طقس كهذا , ينطوى على خطر شديد أيتها الحمقاء الصغيرة . إذ إنه كثيرا ما تحدث انهيارات أرضية , وفى هذه الحال تدفنين أنت وسيارتك , هيا . تحركى بسرعة ." ومهما كان مقدار الخشونة فى حديثه ذاك إليها , فانه كان يبدو منطقيا فى حديثه . ويعرف تماما ما يقول . وشعرت ميغ بشئ من الضيق , بأن من الأفضل لها أن تمتثل لنصيحته تلك . سألته ببرود : " وأين تقترح , إذن , أن أوقف السيارة ؟" فرد عليها عابسا : " ثمة مكان أكثر أمانا على بعد مئتى متر ., فاتبعينى وسأريك إياه . هيا بسرعة " واختفى بعد أن صفق الباب وراءه , وبعد لحظة رأت ميغ سيارة قاتمة تتجاوز سيارتها بمسافة قريبة . أدارت مفاتح المحرك , وقد انتابها الفزع , ولكن بدلا من أن يدور المحرك كالمعتاد . ساد صمت عميق ينذر بالسوء . حاولت ميغ مرة ثانية وثالثة وقد أحست بالذعر ولكن المحرك بقى على عناده . ومن جانبها جاءها صوت ذلك المتلفح بالمعطف يسألها :" ماذا حدث ؟ " فقالت بالانكليزية بصوت منخفض تبدو الخشونة فى نبراته : " ما الذى تراه أمامك أيها الثرثار , إن محرك السيارة لا يدور ." واخذت تفتش فى ذاكرتها عن كلمات فرنسية أكثر رقة . فقال : " إنك إذن انكليزية . كان يجب أن أتكهن بذلك ." وبدت فى لهجته نبرة ازدراء , وتصلب جسد ميغ غيظا , إنه إذن . يعرف لغتين . وتوردت وجنتيها وهى تتذكر لهجتها الفظة التى تشبه لهجة تلميذات المدارس . وسألها : " ماهى مشكلة السيارة الآن ؟ هل من عادتها أن تسبب لك مضايقات ؟ " فأجابت بضجر : " لقد أستاجرتها هذا النهار فقط , ولكن , ها هو ذا المحرك يبدو كالميت . ربما دخلت المياه فى المحرك ." تمت بكلمات لم تشأ ميغ ان تسمعها , ثم قال بلهجة آمرة : " أتركيها . إذن , هنا , وتعالى معى ." قالت محتجة : " ولكننى لايمكننى أن أتركها هنا , فهى ليست ملكى , ثم اننى .." وترددت برهة , ثم تابعت تقول :" إننى لا أعرف أنى نوع من أبناء آدم أنت ! " قال بلهجة لاذعة : " حسنا , أمكثى هنا يا آنسة , فبقاؤك هنا فيه ما يخيف , أكثر مما لو قبلت ما أقدمه إليك من مساعدة . والآن , أخرجى من السيارة قبل أن يغرقنا المطر نحن الاثنين . " أطاعته ميغ مكرهة وقد جفلت للمطر الذى بلل حذاءها وجوربها تماما . وكان الوصول إلى سيارته أشبه ما يكون بعبور نهر ضحل . لابد أن يبللها المطر تماما قبل أن تجتاز مسافة مترين فقط . وفكرت باكتئاب فى ما عسى أن تكون ردة الفعل عند السيدة دي بريسو فى ما لو وصلت مرافقتها الجديدة وهي مصابة بالتهاب رئوى . وسمعت بجانبها آهة تدل على نفاد صبر , لترى نفسها وقد لفها معه بالمعطف الذى يرتديه , ليقودها بعد ذلك , وكأنه يحملها حملا إلى سيارته , وأفعمت أنفها رائحة عطره الأخاذة التى تفوح منه . وعندما دغعها بخشونة إلى المقعد الأمامى فى سيارته , شهقت وهي تقول ساخرة : " شكرا ." قال وهو يجلس إلى عجلة القيادة : " لنبتعد من هنا . فهذا المكان معروف بخطورته ." وما إن أتم كلامه , حتى سمعت صوتا أشبه بأنة عميقة تبعتها ضجة غريبة . ادارت رأسها إلى الخلف تنظر إلى حيث كانت واقفة , لترى , غير مصدقة عينيها وقد تملكها الرعب , شجرة ساقطة من الأعالى وقد اجتثت من جذورها , لتستقر على سيارتها الرينو محدثة ضجة مفزعة سرعان ما تبعها سيل من التراب والحجارة إنهى على السيارة ليرتد بعدها قافزا إلى الطريق ممثلا نموذجا مصغرا لسلسلة من الانفجارات . ووصلت بعض تلك الأحجار إلى السيارة الثانية التى جلسا فيا مصعوقين دون حراك . تبع ذلك صمت عميق حيث أن المطر قد توقف الآن وكأنه قد اكتفى تماما بما حدث . | | | | | |