عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-14, 03:24 AM   #2

❀| ℓįgнт sPįяįт ~
 
الصورة الرمزية ❀| ℓįgнт sPįяįт ~

? العضوٌ??? » 196100
?  التسِجيلٌ » Aug 2011
? مشَارَ?اتْي » 291
? الًجنِس »
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » ❀| ℓįgнт sPįяįт ~ has a reputation beyond repute❀| ℓįgнт sPįяįт ~ has a reputation beyond repute❀| ℓįgнт sPįяįт ~ has a reputation beyond repute❀| ℓįgнт sPįяįт ~ has a reputation beyond repute❀| ℓįgнт sPįяįт ~ has a reputation beyond repute❀| ℓįgнт sPįяįт ~ has a reputation beyond repute❀| ℓįgнт sPįяįт ~ has a reputation beyond repute❀| ℓįgнт sPįяįт ~ has a reputation beyond repute❀| ℓįgнт sPįяįт ~ has a reputation beyond repute❀| ℓįgнт sPįяįт ~ has a reputation beyond repute❀| ℓįgнт sPįяįт ~ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
افتراضي

01




سبّابة نحيلة ليد معروقة شاحبة،تعبث بحبل طويل خرج من طرف ياقة السترة الثقيلة التي غاص فيها جسد الشاب النحيل،كل نظره كان مركزا على يده هذه.الهواء بارد،رغم كل ذاك الصراخ والغضب الذي ينبعث من محدثه، ذلك الرجل الواقف على مقربة منه،بدا الشاب صامتا،لا يشعر بشيء،لكن الحقيقة أن الخوف والقلق من الداخل كانا ينهشانه.
هدأت نبرة الرجل أخيرا،غير أن عيناه وملامح وجهه المتجعدة لم يزدادا إلا غضبا واتقادا،عقد ساعديه وتكلم :
- هكذا إذا،لا تودّ أن تفتح فمك بكلمة أيها المراهق ؟
تناثر صوته في الهواء كشفرات حادة صغيرة،لكن الشاب لم يحرك ساكنا.تأمله الرجل لثوان،ثم انقلبت سحنته وأظلم وجهه القمحي أكثر :
- حسنا،عرفت منذ البداية أن الكلام لن يجدي معك شيئا.
صرخ ملتفتا نحو الباب :
- كلارك،ائتني بالأدوات،لقد حان إعداد السلطة.
انقبض شيء في صدر الشاب،ضم قبضته وأدخلها خلف السترة وقاوم ابتلاع ريقه
"لن تتكلم يا يمان،لن تفعل هذا،أنت تعرف أنه مهما بلغت وحشية أدواته فلن تفوق وحشية الأخ،أبدا "
أخذ نفسا عميقا،إنه رغم خوفه لا يريد أي بادرة للاستسلام تبدو عليه،سيتحمل ولن يجعل هذا الضابط يتغلب عليه،لقد كان يعلم منذ البداية أن هذا ماسيحصل أخيرا،سيقع بين أيديهم،وكان يعلم أيضا أن إدراكه هذا لن يغير شيئا،وإن كان من ملامة فلن يلوم أحدا غيره،لقد رضي بأن يركض نحو العجلة ويركب فوقها،وستسمر العجلة بالدوران حتى تكسر الريح أضلاعها.




-


- سكر ؟
سألت المرأة بهدوء يعكس مزاجها الرائق،ومضت عدة ثوانٍ ومازال سؤالها يسبح في الهواء،رفعت حاجبها المرسوم متعجبة،وحركت أناملها قليلا فاصطدمت الملعقة اللامعة الصغيرة بطرف الكوب،وأخيرا،خرجت الفتاة من شرودها،وتنحنحت ثم رفعت عينيها المحمّرتين بعض الشيء إلى المرأة التي استرخت بجلستها :
- أعتذر إليكِ نِهال،تعرفين أنّي أرقتُ بالأمس ولم أستطع النوم حتى الآن،انتباهي يتسرب ببطء.
أمسكت بالكوب ورفعته إلى فمها ولم تكد تأخذ رشفة حتى تغضّن وجهها المليح فأعادته بسرعة إلى الطاولة،ومدت يدها وأضافت إليه السكر ،بينما كانت المرأة تضحك بمرح وتقول :
- كنت أعرف أنكِ يستحيل أن تشربي الشاي بدون سكر إضافي،لكنني تعمدت سؤالك قبل وضعه حتى تخرجي من هذا الشرود الفظيع،لا أحتمل رؤيتك هكذا حتى ولو كنتِ متعبة صغيرتي.
ابتسمت بسخرية :
- لا صغيرتكِ ولا شيء،أنانية كالعادة سيدة نهلة.
عقدت نهلة ساعديها وأسندت ظهرها أكثر ولم تفكر بالكلام،لربما هذا بسبب التعب فقط،وإلا فإن آماليا لم تكن مزاجية بهذا الشكل الذي يفقدها أعصابها لو لم تصبر،تنهدت بخفة وأمسكت بكوبها وعاودت الشرب،لقد شردت آماليا مرة أخرى على كل حال،هاهي تجلس صالبة ظهرها وزرقة عيناها صامتة كأعماق المحيط.هذا ما بدا لنهلة،لكن الحقيقة،أن الرعب يعجن بيده السوداء قلب آماليا،وصوت الخوف يصرخ في كل أفكارها المستعرة
" هل سيكون شيء غير الموت أمامنا لو استسلم يمان ؟ "
ليس هينا ذلك الأمر الذي أرّقها بالأمس،ليس هيّنا أبدا.


-


الردهة الوحيدة المظلمة. قدمان قويتان تخطوان على أرضيتها الباهتة بتأن.عينا الرجل الذي يمشي تنظر إلى الباب البعيد في مؤخرة الردهة نظرة رجل يعرف ماسيفعله، إنهما هادئتان،حادتان وباردتان، بلونهما الداكن الذي بالكاد يظهر في هذا النور الضعيف.
توقف على بعد خطوة من الباب.طرق طرقة واحدة وخاطفة ثم دفعه.ودلف إلى الداخل.
الضوء خافت، تعدّى الباب الجانبي الموجود في الجدار على يمينه بعيدا عن الباب الرئيسي بقليل،على السرير الواقع في وسط الغرفة الرحبة والمطابق لأسرّة المشافي،تستلقي امرأة ما إن تقع العين عليها حتى تدرك المرض العضال الذي يعض بمخالبه جسدها كله.لكن هذا لم يمنع العجوز اليقظة من أن تلتفت فورا لترى الداخل الذي لم يلقي كلمة واحدة حتى اﻵن.تفحصته العجوز بحدقتيها الرماديتين الفاتحتين :
- اﻵن يبدو لي بأنهم لم يخطئوا بوضعي هاهنا في هذه الغرفة المنبوذة.
لم تثني هذه الكراهية عزيمة الرجل الذي تقدم أكثر بعد أن أغلق الباب وراءه.ابتسم،وتكلمت العجوز مرة أخرى بصوتها الخشن :
- بالتأكيد لم تأت إلى هنا أنك اشتقت إلى عمتك المنبوذة يا أسود.
اتسعت ابتسامته أكثر.ثم انخسفت تماما تحت وطئة الحقد البارد الذي سقط على وجهه :
- لم أتوقع أن عجوزا مثلك ستذكر اسمي.
مسحت العجوز بكفها النحيلة ككبريت على طرف الفراش اﻷبيض :
- ياللأسف إن ذاكرتي قوية.
وضع أسود يده في جيب بنطاله،وقبض على شيء ما في عمقه :
- جيد،سيخدمنا هذا بشكل لن تتوقعيه يا عجوز.فإني لم آت إلا من أجل الذاكرة.
أخرج الشيء الذي في جيبه إلى النور،ولم تكد العجوز تراه حتى شهقت شهقة قوية أجبرتها على رفع رأسها عن الوسادة،لقد كان الشيء الذي أخرجه إسورة قديمة جدا من حليها،لكن لوجودها الآن هاهنا في يده،معنى ساحق قد يودي بحياتها المتبقية إلى الجحيم،كيف استطاع الحصول عليها هذا الخبيث ؟
إنها عاجزة حتى عن التفكير والنطق من الصدمة.
- ألم تسمعي بالمعمعة التي حصلت في هذا القصر قبل عدة أيام ؟
سألها أسود،عينيه تبدوان كما لو أنهما شعلتا نار سوداء متقدة،بالطبع لم تستطع العجوز أن تجيب،احتّدت نظرته أكثر بينما يده تلعب بالسّوار :
- أكنتِ واثقة لهذا الحدّ بعدم انكشاف حقاراتكِ التي فعلتها سابقا أنتِ وتلك المخلوقة،إلى حدّ أن تتركي عندها هذا الدليل القاطع ؟ سوار متوارث وهو الوحيد من نوعه ؟
كزّ على أسنانه :
- أم أنّك تركتِه عندها لتثبتي لها انسلاخكِ من هذه العائلة وولائك لها حتى تطمئن،أيتها العجوز المتعفنة !
- اصمت
فقط،هذه الكلمة الوحيدة التي استطاعت قولها،وقد احتقن وجهها واحمّر بشكل فظيع،ارتمت على السرير مجددا،وتهاوت يدها اليسرى إلى الأسفل،وعندما عثرت أناملها عليه أخيرا،استطاعت العجوز أن تهدأ وتلملم أنفاسها.
تأمل أسود محياها بسخرية باردة،أدخل يده اليسرى في جيبه الآخر وضغط بإصبعه على شيء ما وتكلّم :
- حقا إن المرء ليدهش من هذا القدر الذي تمتلكينه من النتانة يا بورانْ،بعد كل هذه المصائب التي شهدتها وقد حدثت بسبب بضعة كلمات ورغبات لعينة طلبت تنفيذها من تلك المخلوقة،حتى بعد كل هذا الألم الذي أصاب العائلة جميعها مازلت صامتة،لا شك أنكِ فرحة بهذا المرض الذي جعلهم ينسونكِ ولا يفكرون بكِ كشخص مشتبه به،لكن صدقيني،لن يستمر هذا بعد الآن،ولو على جثتي.
"إذا هو يعرف كل شيء" فكّرت بوران وكفها يعبث بالشيء الذي في الأسفل،لكن تعبيرا واحدا غير الهدوء الغامض لم يظهر على وجهها،وعلى كل لم ينتظر أسود شيئا،بل واصل كلامه ساردا كل التفاصيل التي لم تُمحى من ذاكرتها،متى ذهبت إلى تلك المخلوقة،وماذا قالت لها بالضبط،وكيف بذلت جهدها هي ومن ورثها،فقط ليستمر هذا العذاب في الحدوث،ويتكرر كل مرة في هذه العائلة،بالطرق المختلفة.
انتظرته العجوز،تعبير غامض يكتسح وجهها،لا،ليس هدوءا،ولا انفعالا قويا،بل كان شيئا يشبه الغموض،والانغلاق،والترقب، إنما فقط عندما انتهى أسود من كلامه،عمّت النشوة وجهها،وقهقهت العجوز قهقهة صغيرة وخافتة بعض الشيء،عندما شعرت بكف ذلك الشخص تقبض على يدها التي كانت طوال الوقت تلمسه وتمر عليه كما لو أنها قطة صغيرة محبوبة.تفاجئ أسود،للتو فقط انتبه ليدها التي كانت مختفية خلف السرير الكبير وقد رفعتها أخيرا،وحينذاك،سمع صوت نفس غريب آخر في الغرفة،قطب حاجبيه،العجوز تحدق فيه بعينيها اللامعتين :
- أتعرف يا أسود ؟ طوال هذه السنين التي مضت،لم يفرغ رأسي من احتمال أن يكتشف فعلتي أحد،لكن في الوقت نفسه،لم أتوقع أن شخصا غيرك سيكتشفني،حتى عمّك الضابط الذي يتمتع بمقدرة عالية على كشف المجرمين،لا يملك مخيلة سوداء شيطانية مثل مخيلتك،تخوّل له أن يبحث في كل مكان كالمجنون،يبحث عن فريسة.
- أرى الآن أن ظني لم يخب،إنك الشخص الوحيد الذي يعرف حقيقتي،لأنك مثلي تماما.لا تستطيع صدّ أشباحك السوداء،وظنونك التي تسكنك عن الخروج،حتى ولو استعملت روحك.
- وإذا اكتشفت أنك محقّ،فإنه حينها لا شيء سيكبح شعورك بالمسؤولية.خصوصًا إذا حصلت معمعة كالتي سألتني عنها،وكنت أنت الوحيد الذي يعرف الحقيقة.ولهذا السبب بالذات أتيت إليّ ظانّا بأنك سوف تفحمني وتضعني أمام المصيدة.
لم يستطع أسود أن ينطق بكلمة واحدة،ليس وكأن كلمات العجوز أثرت فيه،بل،ذلك الشخص الذي ظهر أخيرا،خرج من تحت السرير التي تستلقي عليه،مرتديا البياض من رأسه إلى أخمص قدميه،بنطال أبيض،معطف طويل يصل إلى الركبتين،كمامة مرخاة إلى أسفل ذقنه،وحقيبة بيضاء يمسكه بيده،لقد كان طبيبا بلا شك.
" تبّا،مالذي يجعل طبيبها الخاص يستلقي تحت السرير ويخرج فجأة هكذا . .،لحظة،أكان يستمع إلى جميع ماقلته ؟" فكّر أسود وهو ينظر إلى عيني الطبيب الناعستين،إنّه يعرفه،رافاييل،شاب في نهاية العشرينات،لقد طلبته هذه العجوز خصيصا ليرعاها هنا بعد عودتها من مشفى في دولة أجنبية،ولا شك بأنها أعطته بضعة ملايين حتى يترك حياته وعمله ويأتي معها،عجوز أنانية.
- ألن تسلّم على رافاييل يا أسود ؟
قطعت بورانْ أفكاره،وأجاب رافاييل بدلا عنه،إذ تقدم وتعدّى السرير،وعلى وجهه ابتسامة ودودة،مدّ يده هامّا بأخذ كفّ أسود،لكنه أسرع ووضع الإسورة في جيبه بحركة خاطفة قبل أن يسلمه يده حريصا على ألّا يظهر في حركاته ووجهه أي شيء من التوجس :
- أهلا راف.
قالها ببرود،مازال المعني محافظا على ابتسامته التي تكاد تجبر عينيه من اتساعها على الانغلاق :
- مرحبا،أسود . . لقد كانت هذه العجوز الشريرة تحاول طوال الوقت إيقاظي من نومي،والآن فقط عرفت أنها لم تكن مخطئة،أنت شخص يستحق أن أستيقظ من نومي من أجل الترحيب به،عزيزي أسود.
في الثانية التي انتهى بها رافاييل من كلامه،اقتحم الغرفة أربعة رجال بين أيديهم حِبال،وبسرعة البرق اندفعوا إلى أسود،ولوى راف يده بكل ما يملك من القوة،وفي اللحظة التالية كان مُقعدا على الأرض والأربعة رجال يقيّدونه.بينما ينظر إليه راف من الأعلى بنفس نظرته الودودة.
سقط الإدراك فجأة على رأس أسود كفأس لا تعرف اللعب،ياللهول،إن هذه العجوز ليست هينة،حتى ولو كان محققا،مالذي جعله واثقا إلى هذا الحد،حتى يأتي إلى هنا وليس معه سوى مسدس لم يضع في رأسه أن سيضّطر إلى استخدامه أبدا،إلا لأجل التهديد،لا شكّ بأن راف الكذاب استيقظ فور أن نبّهته العجوز واتّصل بهؤلاء الرجال الأربعة حتى يتمكن من النيل منه،لم يتوقع أسود أبدا أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة،تبا،لقد كان يريد فقط أن يخبر العجوز بأنه يعلم وبأنه لن يتركها تنفذ بجلدها،لكن الآن،هو الوحيد الذي حُرم من النفاذ بجلده،وليس بورانْ،عمته الحديدية التي ظن أن المرض أنهكها،وبأنها ستعترف وتخجل من نفسها وتسلمها إلى العدالة،حتى تنتهي هذه المعمعة بعقاب المذنبين من الأول حتى الأخير،لكن لا،يبدو أن الأوان عليه قد فات،هاهو الآن مقيّد ومُلقى على الأرض،وبجانبه جلس رافاييل،وفتح حقيبته وأخرج منها بعض الأشياء ومازالت ابتسامته الودودة على وجهه الوسيم الأبيض.



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 12-06-14 الساعة 07:24 AM
❀| ℓįgнт sPįяįт ~ غير متواجد حالياً  
التوقيع