١١:٣٠ صباحا
عدت الي المنزل.. ليس مباشرة .. لففت بالطرقات عده مرات .. وسرت الي معظم المناطق الموصله للمنزل .. بهدفين .. اولهما .. ان اهدء .. كلما تعجلت بالوصول الى البيت .. في حالتي العصبيه تلك .. كلما كثرت تساؤلات والدتي .. وصدقاً .. لست بحاله تسمح لي بالتحقيق .. والتدقيق .. ثم الولوله .. ثم النواح ... ثم معلش انت معملتيش حاجه غلط .. قبولي لتلك المهمه من الاساس كان خطأ .. رداري الخاص .. اوحى لي بأنني في وضع مريب .. منذ دخولي مكتب الاستاذ بالامس .. كان عليا اتباعه .. الحمد لله هلى كل حال .. اما ثانيهما .. فكان اسامه بحد ذاته .. لاول مره .. اعجز عن الرد على متطفل ما .. عذر قرابته للاستاذ .. اتحجج به لاوهم نفسي بأني مازلت قويه .. وان الكائنات الطفيليه .. التي تتغذى على الفتيات .. لدي منها حصانه .. لطالما لقبتني هند بديتول .. فهل اسامه هو الواحد بالمائه .. الذي افلت من تحت سيطرتي ...
فتحت الباب على مهل .. والدتي غالباً ما تكون نائمه بهذا الوقت .. وضعت مفاتيحي بسلة المفاتيح ... توجهت الي المطبخ .. حتى فطوري لم اهنئ به .. منكم لله .. فتحت الثلاجه .. لاتناول شئ ما .. لاجد ان قابليتي للطعام شبه معدومه .. هممت بإغلاقها .. ليطالعني جسد صغير من خلف الباب .. صرخت من فزعي .. لتتنفض الفتاه رعباً .. فتاه .. ذات شعر عسلي .. مجموع بظفيره .. تشبه سنابل القمح قبل حصادها .. بيضاء البشره .. وعيناها تلمع بشغف وشقاوه .. طولها يصل الي ركبتي .. نزلت الي مستوى طولها .. في محاوله لكسب ودها .. بعد صراخي بوجهها دون قصد .. لاجدها تنكمش على نفسها .. حزنت من فعلتي .. لو كان ( ماد ) ابن عليه .. لكن الان يسبح على ارضيه المطبخ .. لكن هذه الفتاه .. التي لا اعلم من اين ظهرت .. تبدو رقيقه وحساسه .. بعكس الجلف ذاك .. اقتربت من علبه الشوكولاته الموضوعه على منضدة الطعام .. وناولتها واحده .. لتسرع بأختطافها من يدي .. ببرأه ورقه .. ثم عادت لتناولني ايها .. لافتحها لها .. والله سوف اتناولها هي .. وقطعت الشوكولاته تلك .. ماهذه المخلوقه !!.. ناولتها القطعه .. ثم حملتها الي خارج المطبخ .. لتبدأ تناولها بنهم .. اثناء مغادرتنا للمطبخ ... سألتها عن اسمها .. لتجيب بنغمه تأسر القلوب انها ( حلا ) .. لاعاود طرح السؤال .. مستفسره عن اسم والدها ..( حلا بابا ) .... لا .. حقاً .. لم اكن اعلم .. تشرفنا يا ابنت ابيها .. الغريب ان البيت يغط في سكون مريب .. لا احد بالصالون .. ولا غرفه المعيشه .. كيف دخلت حلا اباها هنا .. توجهت الى غرفة والدتي .. لأيقضها .. كيف تنام وهناك اطفال سارحون بالبيت لانعلم ماهيتهم .. وكيف اصلا دخلوا الي البيت .. طرقت الباب .. لاجد صوت امرأه ما .. غير والدتي .. يأمرني بالدخول .. سلاماً قولاً من ربً رحيم ... بيتنا فيه اشباح .. دفعت الباب بتمهل .. لاجد امرأه .. حسنا ... تلك ليست امرأه عاديه .. تلك تأمر القمر بالنزول من مكانه .. لتصعد هي مكانه ... تبدو انها ليست عربيه .. كل ذلك غير مهم .. ماذا تفعل هنا ... في غرفه والداي ... وعلى سريرهما .. لتبادرني بالتساؤل ..
"Who are you ??.."..
"What !! .. Who are you ..??..actually.. What are you doing here ?.." ..
"Wait .. You are nada right ?.."..
"Yes .. And you are ???..."..
" i'm fatma your uncle american wife .."..
" ohhh .. Hi .. I'm sorry .. I've never meet you .. Forgive me.. When you come?.."..
" this morning .. Actually .. Hassan and soaad in our apartment now.."..
دعوني اعرفكم .. تلك فاطمه زوجة خالي حسن .. هي امريكيه .. اسلمت وتزوجت خالي عن قصه حب .. كل ما اعرفه انهما تزوجا رغماً عن خالتي اعتماد .. كانت تصر .. بان تلك الامريكيه .. تريد الزواج من خالي .. طمعاً في ارثه .. ويشتد الصراع .. وتتفاقم المشكلات .. وتتبادل التهم .. ليكسب خالي بالنهايه .. تزوجوا منذ عامين ونصف تقريباً .. وانجبا حلا .. كيف لم اربط بين الاسمين .. الغباء حين يحل على ذاكرتي .. المهم انهم هنا الان .. اشتقت الي سونه كثيراً .. لم اره منذ خمسة اعوام تقريباً .. هو خالي الوحيد .. والاكثر صداقتاً لي .. من بين اولاد خالاتي ... لانه يكبرني بعامين فقط .. تخيلو مدى ارتباطنا ....و نظراً لقربه الشديد من والدتي ... فوالدتي تقريباً هي من تولت تربيته ... اصلا ً كيف تكون اعتماد تلك اختاً لهم .. سونه وسوسو .. ليس لهما مثيل .. واعتماد نقيضهما بكل شئ .. يلا عشان تعرف تتريق عليا تاني .. اتى خالي .. المحامي الخاص بي .. بوجه اعتماد ونسلها و نسيبها .. الحمد لله .. عدت الي فاطمه ..
" hala is talking arabic very good .. How is that?!!.."..
" انا كمان بتكلم عربي .. بس موس هلو قوي .. هسن كان مصمم ان هلا تتعلم عربي قبل الانجلش ..so هي ذكي .. واتعلم بسرعه .."..
" واو انت بربنط .. الواحد لو حب يتكلم قدامك من غير ما تفهمي يتكلم ايه .. فرنساوي !!.."..
" ايه .. انت اتكلم بسرعه .. وانا موس افهمك .. بسويس .. اتكلم بسويس عسان افهمك ندا .."..
" لا ... ابداً .. كنت بقول .. نورتي مصر يا بطه .."..
" بطه .. انت عاوزه اكل بطه .. انت جعان .."..
" لا .. احنا هنا في مصر .. بنقول على اسم فاطمه .. بطه .. زي كريستين .. انتو بتقولو كريسي.."..
" اهااا .. I got it ..طيب انتا بتقول اسمك ازاي .. "..
" ندا بس .. هصغر فيه ايه تاني .."..
" ندا .. انت اتكلم .. بسرعه .. انا موس افهمك .."..
" انت هتشليني .. It's ok .. انا هقوم اشوف سوسو وسونه .. انت نام شويه .. انا خود هلا معايا .. Ok.."
.. " it's ok ...خليه هنا .. عسان مس اعمل دوسه .."..
" ماشي .. بعد اذنك .."..
" اتفضل .."..
خرجت من الغرفه .. مبتسمه .. بصراحه فخوره بخالي .. لم يتزوج بها .. الا بعد اعلان اسلامها .. سعيده بأنه اختار الدين قبل الحصول على الجنسيه .. وسعيده بوجود فاطمه ببيتنا .. لذيذه طريقه تحدثها .. والاكثر روعه .. انني وعمر .. سنعيش يومين .. من احلى الايام .. سنتقاذفها كالكره ... ياااه كم احبك يا سونه .. عند ذكر الشيطان ..
" نداااا .. يخربيتك .. بقيتي عروسه يا قمر .."..
" سونه حبيبي .."..
احتضني خالي .. ليدور بي بالصاله .. في حين كانت والدتي .. مندهشه من وجودي .. الان في هذا التوقيت .. وبعد هدوء العاصفه العاطفيه بيني وبين سونه ..
" بطتك .. لو شافتنا هتغير "..
" شوفتيها .. ايه رأيك في زوق سونه .."..
" حلو يا سونه يا خاين .. والاحلى حلا .. انا عاوزه استلفها منك .."..
" قابلتي حلاي بردو .. سلف ايه .. هي شنطه ولا تي شيرت .."..
" هتمنظر بيها يا سونه .. البنت هند هتاكلها لو شافتها .."..
" ياه البنت دي لسه عايشه .."..
" عايشه وقرد كمان ..شغالين سوا .. في مكتب منير الانصاري .. محامي كبير .. يعني ليك ظهر يا سونه .. بلطج على خلق الله .. لا تقلق .. هحبسك بس .."..
" يا لمظه .. لسانك مترين .. وانت مبتطوليش .."..
" لا طولت .. انا بقيت طولك اهو .."..
" بس يا حسن مش هتخلص من رغيها .. انت ايه الي جابك بدري كده .. حصل حاجه .. ولا تعبانه .."..
" لا محصلش .. بس الشغل كان خفيف .. والاستاذ مشانا .."..
" من امتى .. عمره ماعملها يعني .. انت اترفدتي .. يالهوي .. حسبي الله ونعـــ.."..
" بس .. بس .. مترفدتش .. متدعيش على حد .. انا اخدت نص يوم .. كنت مرهقه وتعبانه .."..
" بتكدبي يا ندا .. بنتي وعرفاكي .."..
" خلاص يا سوسو .. البنت قالت لك تعبانه .. متبقيش قلق كده .."..
" ايوه كده .. دافع عني والنبي يا سونه .."..
" دي ترفد دي .. طيب بس يفكر يعملها .. وانا افتحلها مكتبها الخاص .. ونضيعه في السوق .. مش كده يا متر .."..
" متر الا ربع لو سمحت .. ايون كده وابو كده كمان .. هو احنا بنهزر .."..
" انت قولتي شغاله فين .."..
" مكتب منير الانصاري .."..
" بتهزري .. دا يبقى عم واحد صاحبي .. فاكراه يا سوسو الواد اسامه .. اسامه الانصاري .."..
" لا ولله يا حسن .. مش فكراه .. مين ده فكرني بيه .."..
" اسامه يا سوسو.. الي كان ساكن في ..... ،، كنا بنسهر انا واصحابي كل يوم عنده .. الي باباه عندو فيلا في ال ...."..
" اااه .. افتكرته .. بس مش كان مسافر الواد ده .."..
" ماهو سافر .. خد الثانويه العامه من بره .. ودخل شرطه .. محظوط من يومه .. تلاقيه اتخرج خلاص.."..
" اه افتكرت .. كان فعلا رجع قبل ما انت تسافر بكام يوم .."..
" ندا .. والنبي هاتي نمره الاستاذ منير .. عاوز اطلب منه رقم اسامه .."..
" بنت .. ردي على خالك .."..
" ها .. ما.. ماشي .. بك.. بكره هجيب .. رق... رفم الموبيل بتاع الاستاذ .."..
يا ارض .. رجاءً .. انشقي الان .. وابتلعيني.......