عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-14, 03:47 AM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
قالت جينا لدانيال بهدوء :"ألا تظن من الأفضل أن تأتي ايرينا معي إلي منزلي ؟فأنت تعرف كيف يتصرف بعض المراسلين الصحفيين ......فقد ترسل أحدى الصحف التي تنافسنا شخصا إلي شقتك , وأنت لا تريد أن تتعرض ايرينا إلي اهتمام الإعلام ,أليس كذلك ؟"
" نعم ,انك علي حق ."وافقها دانيال علي ذلك بذهن شبه غائب ,فقد كان جلده ينضح عرقا وهو يفكر في روز .لم يكن يستطيع أن يفكر بوضوح أو يشعر بالراحة .كانت روز تحتل كل تفكيره ,وقال :"شكرا لدعوتك هذه, يا جينا ."
قالت جينا :"وهكذا , إذا أردت الاتصال بها ,فتذكر أنها في منزلي ."كانت تقول ذلك وهي تنظر إليه ,مدركة انه لم يكن يفهم أو يستوعب ما تقول .
فتمتم نيكولاس يقول لها :" سأذكره بذلك حين يتصل بي من قبرص ."
عانقت ايرينا دانيال والدموع تنهمر من عينيها ,وهي تحاول أن تقول ما يخفف عنه,
ولكن لغتها الانكليزية خانتها أمام حدة عواطفها .
فاخذ هو يربت علي كتفها بخشونة :"سيكون الأمر علي ما يرام ,يا ايرينا ولا تقلقي علي روز .فقد اعتادت علي مثل هذه الأمور من قبل . وجينا سترعاك ,فهي تسكن في نفس البناية التي اسكنها أنا ."
ومن فوق رأسها ألقى إلي جينا بنظرة متوسلة ,فتقدمت هذه تحيط ايرينا بذراعها , وهي تقول برقة زائدة :"الأفضل أن تذهب الآن . إن دانيال و الآخرين لديهم الكثير من العمل ."
فأومأت ايرينا برأسها وسارت معها بعد أن ألقت نظرة علي وجه دانيال الشاحب متمنية لو أن بإمكانها الذهاب معه .
أخذتها جينا بسيارتها عائدة إلي البناية حيث دخلت ايرينا إلي شقة دانيال لكي تحضر بعض الحاجيات لقضاء الليلة .ولم تكن البناية ناطحة سحاب , وهكذا سرعان ما توقف بها المصعد عند الطابق الأخير وكان الساكن في البناية يحتاج عادة ,إلي مفتاح خاص يستعمله للمصعد وللسلم معا ,وذلك للطوارئ .
قالت جينا :" لا يستطيع احد الدخول إلي البناية بسهولة ,إذ عليه أولا أن يتصل هاتفيا من مركز الاستقبال ,حيث يصحبهم البواب إلي أعلى ."
كان في الطابق الأخير شقتان فقط ,كما قالت لها جينا , والشقة الثانية تعود إلي صاحب البناية , ولكنه يعيش في جزر كيمان معظم السنة .
ثم ابتسمت قائلة وهي تجول بارينا أنحاء شقتها :"أنني لم أره قط . هذه غرفة الجلوس"
فقالت ايرينا بأدب :"أنها أنيقة للغاية ."فقد كانت ترغم نفسها علي الابتسام وان تكن الحقيقة إن الغرفة كانت أنيقة حقا فقد كانت مؤثثة بشكل متقن ,ولكن كان عليها تظهر شيئا من اهتمام لم تكن تشعر به حاليا.
نظرت إلي جهاز التلفزيون الموضوع في الزاوية وقد تنازعها الخوف والرجاء من أن تفتحه لسماع الأخبار .
وكانت جينا تقول :" أنني لم أؤثثها بنفسي,وإنما ورثت كل شيء في هذه الغرفة من جد زوجي .وهكذا لم يكن ثمة ما يوجب شرائي لأثاث جديد .فوجود أشياء مألوفة حولي يجعل الشقة تبدو أشبه بالبيت الحقيقي ."
"جد زوجك ....؟"وتذكرت ايرينا كل ما كان والدها اخبرها به ,فتابعت تقول :"تعنين السير جورج ......"
فأومأت جينا :" نعم ,جورج تيريل . ويا ليتك تعرفت إليه ....كم كان عزيزا علي لقد كنت أحبه كثيرا ."
أخذت ايرينا تنظر حولها :"هل تسكنين هنا بمفردك ؟"
و أدركت فجأة مبلغ اتساع ورفاهية هذه الشقة , حيث أن غرفة الجلوس هذه وحدها كانت اكبر من شقة والدها في باريس بأكملها .
فابتسمت جينا لها بأسى :" اعلم ذلك ,فهي كبيرة جدا بالنسبة لشخص واحد.ولكن كان عليك أن ترى المنزل الذي كنت أعيش فيه قبل انتقالي إلي هنا .لقد ترك لي السير جورج ذلك المنزل أيضا ......وكرهت بيعه لأنني كنت اعلم كم كان يحبه ....
ولكنه كان عبارة عن قصر صغير , وهو كبير جدا بالنسبة لشخص واحد ."
" هل تقومين بأعمال المنزل بنفسك ؟" ألقت عليها ايرينا هذا السؤال بعد آن رأت إن الأثاث كان فخما قديم الطراز ,والكراسي والأرائك من طراز القرن الثامن عشر , والمناضد بالغة اللمعان ,وكذلك المرآة الذهبية علي احد الجدران.
كما كان هناك لوحات فنية علي جدار آخر ,كانت الغرفة بالغة النظافة والنظام .ولا بد أن هناك من يبذل غاية الجهد لكي يجعلها تبدو كذلك .
فهزت جينا رأسها :" كلا,بل هناك امرأة تأتي يوميا عند الصباح ,ولكن بما أنني اسكن وحدي ,فالشقة تبقى منظمة ونظيفة علي الدوام.تعالي اريك غرفتك ."
نظرت ايرينا إلي جهاز الهاتف ,وفتحت فمها لكي تحتج ,ولكن جينا كانت قد أصبحت خارج الغرفة , وهكذا تنهدت ايرينا ثم تبعتها إلي غرفة نوم جميلة بلونيها الوردي والأبيض .فقالت :" ما أجملها ."
لكنها لم تكن تنظر إلي الأثاث , فقد أخذت تحدق إلي جهاز تلفزيون صغير ابيض اللون موضوع علي منضدة أمام السرير.
فابتسمت جينا :"هذا حسن . اجلسي هنا ريثما اصنع فنجاني كاكاو ساخن لنا معا.ارى إن تذهبي إلي فراشك مبكرة ,أليس كذلك ؟فقد أمضت نهارا شاقا مجهدا ."
كانت قد نقلت حقيبة ايرينا الصغيرة ووضعتها بجانب السرير ,فجاهدت ايرينا في أن تبتسم لها,رغم ارتجاف شفتيها والكآبة التي تطل من عينيها .
خرجت جينا من الغرفة مغلقة الباب خلفها , فاندفعت ايرينا نحو التلفزيون ففتحته ثم أخذت تنتقل من محطة إلي أخرى إلي ان وجدت برنامجا إخباريا , فوقفت تستمع وهي تقرض أظافرها كالأطفال, وقد تسمرت نظراتها علي الشاشة .كان هناك مشهد طائرة قد صورت من بعيد ما جعلها تبدو كلعبة أطفال . ولكن هذه لم تكن لعبة ,فقد كانت جدية إلي حد بالغ .
لم يكن ثمة أخبار حقيقية .فقد هبطت الطائرة في قبرص ,وكانت الشرطة تتحدث إلي الإرهابيين علي راديو الطائرة . لم يكن يحدث شيء .ولم يكن الرصاص اطلق علي احد منهم بعد ,وكان ذلك أهم شيء بالنسبة إلي ايرينا . عند ذلك تنهدت بارتياح , ثم تركت التلفزيون مفتوحا وأخذت تخرج حاجياتها من الحقيبة , ملقية بقميص منزلي في الخزانة , هذا بينما كان الاضطراب يتملك ذهنها المشغول بالتفكير في شقيقتها .
كان كلام جينا صحيحا,ولكن ايرينا كانت تعلم ان النوم لن يطرق جفنيها هذه الليلة,
وهي لا تعلم ان كانت شقيقتها حية أم ميتة . أنها ستكون سخرية بالغة من الحظ ان تعلم , بعد كل تلك السنوات , أن لها شقيقة , ثم إذا بها تفقدها في مثل هذه الظروف المفجعة .
أزاحت الستائر لتنظر إلي مشهد لندن في الليل ,إلي الأنوار المنبعثة من مصابيح المباني المتألقة ,والمنعكسة علي مياه النهر المظلمة .
تمنت لو أنها في اسبانيا الآن ,واقفة في غرفتها في منزلهم القروي ,تنظر إلي الظلام والسكون في الخارج , فلا ضوء هناك لبيت آخر في المنطقة .....لا شيء سوى لمعان النجوم في سماء الليل , وانحناءات الجبال السوداء في الأفق . لأول مرة , تشعر ايرينا بحنين إلي موطنها , فقد شعرت بالضياع .......بالغربة , وبأنها في غير مكانها الطبيعي .
و اغمضت عينيها تتخيل أنها في منزلها في الوطن . تستمع إلي نواح قطة وحشية يخترق سكون الليل حول مخازن الغلال,ما يبعد عنها الجراذين و الفئران .او صفير الريح بين أغصان شجر الزيتون ,كلب ينبح في الوادي ,حفيف فسائل أشجار البرتقال المغروسة في أصص فخارية ضخمة .
كانت المزرعة تقوم في الداخل ,بعيدة حوالي الخمسين ميلا في الشريط الساحلي بفنادقه البيضاء وحدائقه الاستوائية ,ومبانيه وشققه المخصصة للأجانب ,وكذلك مطاعمه و نواديه .تلك كانت اسبانيا التي لم تعرفها ايرينا .
فقد كانت نشأت في اسبانيا القديمة والتي نقع ترابها بالدم أثناء الحرب الأهلية المرة......تلك التي عرفت الجوع والموت ,والبرد القارس والرياح الهوجاء أثناء فصل الشتاء,وحرارة الشمس المحرقة أثناء فصل الصيف .
كانت لندن غريبة مخيفة .وهذه الليلة كان منظرها مخيفا ,فأضواء مصابيح الشارع تنعكس علي السحب المتراكمة ,وأبراج المباني العالية تلوح في الأفق .حتى صوت حركة السير الرائجة ,كانت الآن تبدو وكأنها زئير أسد غاضب .
تمنت لو تذهب إلي والدها تلتمس عنده السلوان ,كما تسري عنه هو أيضا .....ولكنه كان في طريقة إلي فيتنام الآن ,ولا مجال للوصول إليه في الطائرة ,ولن يعلم ما حدث لابنته ألا بعد وصوله . وشعرت ايرينا بألم بالغ لأجله فهذا سيسبب له صدمه كبرى , اكبر كثيرا مما حدث لها هي .
مضى وقت كانت ايرينا تشعر فيه بالمرارة من والدها .....ولكن ذلك كان قبل ان تلقاه فتشعر نحوه بحب لم تكن تتوقعه .
ثم أصبحت شغوفا به, وقد ابتدأت تشعر نفس الشيء نحو شقيقتها روز . عندما سمعت بها لأول مرة ,شعرت بالغيرة لان روز عاشت دوما مع والدها ,وكان الواضح ان الصلة بينهما وثيقة جدا .فوالدها دائم الذكر لها ما جعل ايرينا تشعر بالهجران ,والاستبعاد من هذه الأسرة الصغيرة التي كانا يؤلفانها .إلي أن قابلت روز أخيرا ,فكان تأثير ذلك عليها كبيرا حين تصرفت روز معها علي الفور تصرف شقيقة مع شقيقتها ,دون أي بادرة نفور أو عداء .
كانت زيارتها هذه إلي لندن فرصة سانحة لها لكي تتعرف إلي روز بشكل كامل ,أنما الآن قد لا يحدث هذا علي الإطلاق .
وشعرت ايرينا بعينيها يغرورقان بدموع محرقة لم تنهمر .
" الكاكاو جاهز ."جاء صوت جينا من خلفها دون أن تسمعها ايرينا تفتح الباب .
فتمتمت تقول وهي تمسح عينيها بيدها :"أنني قادمة ."
قالت جينا وهي تتنهد :"إذا كنت تريدين أن تنظر ي إلي التلفزيون فالأفضل أن يكون ذلك معي . هيا بنا ....وان كنت لا أظن جيدا سيحصل قبل مدة طويلة ."
*********
وفي قبرص , كانت الطائرة قد هبطت ,ثم سارت إلي منتصف المدرج , حيث توقفت وقد هبط الليل الآن ,ولكن قوس الأضواء الكبير كان ينير المطار بأكمله بطريقة مخيفة .
فإذا ما نظرت روز جانبيا ,أمكنها أن ترى محيط المطار ,والشرطة والسيارات العسكرية التي كانت تقف في مسافة آمنه . ورجالا يراقبون الطائرة بالمناظير المقربة وبين لحظة وأخرى كان رجل يندفع من تحت غطاء ساتر , ثم يعود إليه مرة أخرى . كما وقف رجل يرتدي بنطلونا اسود وقميصا ابيض , يتفحص الطائرة بمنظاره المقرب .
إلي أي حد يستطيع أن يرى ؟ أتراه ينظر إليها كما تنظر هي إليه ؟انه يشبه دانيال من بعيد . فهو نحيف طويل القامة مثله وذو شعر اسود . واغرورقت عيناها بالدموع فأخذت تغالبها بسرعة , فهي لا تريد أن تبكي .ورفعت رأسها ثم أخذت تحدق أمامها بجمود .
كانت امرأة أمامها تحتضني طفلتها التي كانت تبكي وهي تتمتم ملاطفة وصرخ فيها اصغر الإرهابيين سنا لكي تسكتها , فأجفلت وانحنت فوق الطفلة تضع يدها علي فمها وهي تهمس لها بسرعة باللغة الايطالية ,فدست الطفلة رأسها في صدر أمها وهي تشهق.
وجاء الرجل الذي يتكلم الانكليزية وتمتم بشيء لرفيقيه بلغة بدت لروز أشبه بالعربية .وتمنت لو كانت تعلمت المزيد من هذه اللغة . ولكن المشكلة هي انه في هذه البلاد العربية التي كانت زارتها مع والدها, وجدت من السهل عليها التحدث
بالفرنسية والتي هي لغة شائعة في بلاد المغرب مثل مراكش والجزائر حيث أنها كانت تحت حكم الفرنسيين من قبل .
وفجأة , زعق قائد الإرهابيين بأمر هو :"احضروا جوازات سفركم ."
تحرك الجميع وقد شحبت وجوههم وتملكهم التوتر , شاعرين بالراحة للسماح لهم بالحركة ......للقيام بعمل ما,ولكنهم كانوا يتساءلون عن معنى ذلك ,وعما إذا كان ثمة أمل في إطلاق سراحهم , أم أن هناك المزيد من الشؤم خلف ذلك ؟
وكان جواز سفر روز في حقيبة يدها , فأخرجته بسرعة وأمسكت به بيدها ,شاعرة بالعرق يسيل من ظهرها ما جعل قميصها يلتصق بها ,بينما التمعت علي جبينها أيضا.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس