عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-14, 03:52 AM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
تملك ايرينا الاضطراب وهي نائمة تتقلب من جانب لآخر بسبب أحلام غريبة راودتها وبدت الليلة وكأنها لن تنتهي ولكنها استيقظت علي صباح انكليزي كانت تغاريد الطيور تملاء فيه الجو , ومن خلال الستائر ,تسربت الأشعة الذهبية منعكسة علي الجدران .بقيت مستلقية في سريرها تحدق حولها إلي ما يحيط بها من أشياء غير مألوفة,وما لبثت أن أخذت تتذكر ببطء كل ما حدث منذ وطأت قدماها ارض لندن.
هل كان ذلك قبل أمس فقط ؟ بدا لها وكأنها كان منذ أيام لو أسابيع .
ووخزها الألم فجأة ....أن روز مازالت علي متن تلك الطائرة , وفي خطر بالغ.كانت ايرينا تعلم أنها ما كان بإمكانها أن تواجه الأخطار التي تواجهها روز , وارتجفت لهذه الفكرة , ثم عادت ورفعت رأسها تستمع وقد أدركت ما الذي أيقظها في هذه اللحظة .
كان هناك من يقرع جرس الباب ....كان رنينا طويلا متواصلا ....فنظرت إلي ساعة يدها والتي كانت ملقاة علي المنضدة الجانبية للسرير .
كانت السابعة والنصف . ومن تراه يأتي إليهم في هذه الساعة ؟
سرى الذعر في كيانها ....روز.....لا بد أن شيئا قد حدث لروز .وماذا يكون غير ذلك ؟
وكادت تقع عن السرير وهي تقفز لتخطف معطفها المنزلي ثم تضعه علي كتفيها بينما تهرع خارجة من الغرفة نحو الردهة ومن ثم إلي الباب الخارجي .
وخرجت جينا من غرفتها هي الأخرى عندما مرت ايرينا بها .كانت هي أيضا ترتدي معطفها المنزلي وقد شحب وجهها .وتلاقت أعينهما بقلق مشترك .ولكنهما لم تتكلما .
وتبعتها ايرينا إلي الباب وفتحته .
كان استيبان واقفا عند العتبة وقد شحب وجهة وبان عليه الإرهاق .ورأت من ملامحه انه احضر خبرا سيئا .
" اجلسي أولا ."قال لها ذلك فازداد قلقها .
فهمست :" هل ماتت ؟"
" كلا , كلا ."ووضع ذراعه حول كتفها يدفعها بقوة إلي غرفة الجلوس حيث أجلسها ثم انحنى أمامها يفرك يدها الباردة وكأنها طفلة ,بينما كان يقول بصوت هادئ يطمئنها: " أهداي يا ايرينا لا ترتجفي بهذا الشكل .ان روز لم تمت صدقيني ......" سكت وهو ينظر إلي جينا التي كانت جلست بدورها وكأنها لم تعد تستطيع الوقوف ,ثم تابع يقول بخشونة :" حسنا ,لقد قررت السلطة اقتحام الطائرة أثناء الليل حيث يفاجئون الإرهابيين علي حين غرة وهم في أدنى حالات التيقظ ."
فصرخت ايرينا ذاهلة :" آه , كلا,كيف يتصرفون بهذا الشكل الطائش ؟لماذا لم ينتظروا ويستمروا في المفاوضات معهم حتى ينهكوهم ؟"
" لا ادري , إذ من الصعب القول ما الذي كان ينبغي القيام به في مثل هذه الظروف . أننا لا نعلم كل الحقائق ولكنهم اتخذوا هذا القرار , وأثناء القتال أصيبت روز بالرصاص...."
أصبح وجه ايرينا كوجوه الموتى وهي تحملق فيه :" هل حالتها سيئة ؟يجب أن اذهب إليها ......أريد أن اذهب إليها الآن لأكون معها ."
فهز استيبان رأسه بسرعة :" كلا , يا ايرينا . لا يمكنك ذلك . من المستحيل عليك أن تذهبي إلي هناك . أن نيكولاس يعالج الأمور وهو في مكتبة الآن , فقد ذهب إلي هناك حالما اتصل به دانيال بعد اقتحام الطائرة مباشرة وسماعة بان روز جريحة . أن نيكولاس يقوم بكل الترتيبات اللازمة لإحضارها إلي هنا بالطائرة وذلك حالما يمكنها السفر . وسيكون بإمكان دانيال أن يزودنا بأخر مستجدات الأخبار عندما يتصل بنا مره أخرى .فقد تحدث معه نيكولاس هاتفيا منذ ساعة , وهو معها في المستشفى الآن.
لم يجروا لها عملية بعد ,ولكنني أخشى أن من الضروري إجراء ذلك لها .فهم ينقلون إليها دما حاليا لتقويتها ......"
" آه ...." صدرت هذه الآهة عن ايرينا وهي تغمض عينيها وتتخيل ذلك . بدا هذا الأمر لها بالغ الخطورة بالرغم من محاولة استيبان التخفيف من ذلك .
اخذ استيبان ينظر إليها مقطب الجبين .
" سيتصل بنا دانيال حالما يتغير الوضع من أي ناحية كانت .وقد سأله نيكولاس عما إذا كان عليك الذهاب إلي هناك ,فقال دانيال كلا . فالفوضى هي السائدة حاليا ولن تسببي لهم سوى الارتباك ."
أجفلت وهي تقول :" ولكن لي الحق بان أكون هناك . أنها أختي ."
فقال لها برقة :" ايرينا ,أنني أدرك تماما مبلغ قلقك , ولكنني أظن أن عليك أن تفعلي ما يقترحه دانيال . فهو في مكان الحدث ,وبالتالي يعلم تماما كيف تجري الأمور."
نظرت إليه بعداء وعيناها تلتهبان :" لا تأمرني ,وما شانك أنت بكل هذا ,علي كل حال؟ ليس لروز علاقة بك فاهتم بشؤونك الخاصة .آه ,لماذا لا تخرج من هنا ؟"
وقف بقامته الفارعة وقد تحجرت ملامحه فجأة ,ثم قال ببرودة :" لقد طلب مني نيكولاس أن أبلغك الخبر بنفسي بدلا من أن تسمعيه من التلفزيون والآن , بعد أن انتهيت من هذه المهمة , فسأعود إلي مكتب نيكولاس. أظن أن عليك تذهبي إلي سريرك وتبقي فيه ......و أنا واثق من أن السيدة تيريل ستطلب لك طبيبا يعطيك بعض المهدئات ."
نظرت إليه عابسة وهي تقول :" لا أريد العودة إلي سريري ."
فهز كتفيه :" هذا عائد إليك . فقد أعطيتك نصيحتي ولكنني لم أتوقع منك حقا أن تتبعيها ."
استدار علي عقبيه وخرج من الغرفة وما أن أنصفق الباب الخارجي خلفه حتى انفجرت ايرينا باكية ."
نظرت إليها جينا بأسى وهي تقول :" أن قدومه لإخبارك بما حدث هو شهامة بالغة منه , كما تعلمين . فهي ليست مهمة سهلة , مسكين هو ."
" أريد أن اذهب إلي روز , يا جينا . لا استطيع احتمال البقاء هنا بينما هي مريضة و
قد ......" سكتت وهي تتنهد .
فتنهدت جينا هي أيضا :" اعلم ما تشعرين به , ولكنني أظن الحق مع دانيال ...فلن تكوني أنت سوى مشكلة أخرى له عليه أن يواجهها . فإذا كان نيكولاس ينوي استقدامها إلي الوطن ,فسيفعل ذلك في اقرب وقت مستطاع , فلا تقلقي ."
" أنني لن أعود إلي السرير أو أخدر نفسي حتى لا اعلم ما يجري ."
فابتسمت لها جينا تسري عنها :"وأنا أوافقك علي هذا ....فان أسوا الأمور بالنسبة إليك هو الجلوس و التفكير .فالعمل يساعدك علي تحويل ذهنك عن القلق . تعالي معي إلي المكتب حيث سنسمع ,علي الأقل ,كل ما يجد من أخبار قبل أن نحصل عليها من التلفزيون . لماذا لا تغتسلين وترتدين ثيابك بينما أجهز أنا الفطور ؟"
" أنا لست جائعة ."
نظرت إليها جينا متأملة , ثم قالت :" لماذا أنت عنيدة بهذا الشكل ؟ولكن كان علي أن أكون معتادة علي عناد أفراد أسرتك . فأنت و روز متشابهتان في العناد ."
ضحكت ايرينا عندئذ ما جعل من السهل أقناعها بالقيام بما طلبته منها جينا. فاغتسلت ,وارتدت ثوبا صيفيا ذا لون وردي مزيج بالأبيض.وبينما كانت تسرح شعرها الطويل ,ابتدأت نشرة الأخبار في التلفزيون وفي المقدمة أخبار الطائرة المخطوفة . كانت الشاشة مليئة بصور جمدت الدم في عروقها .الطائرة جاثمة علي أسفلت المطار والدخان يتصاعد منها والجنود يصعدون السلم , وسيارة إسعاف وأجهزة الإطفاء يتصاعد عويلها في الأنحاء , وآخر فيلم يظهر جثث الإرهابيين المغطاة بالملاءات وهم ينقلونها إذ يبدو أن جميعهم قتلوا .
قال المذيع بهدوء :" أما الركاب الجرحى فقد نقلوا جميعا إلي اقرب مستشفى للعلاج و بإمكان أقاربهم أن يتصلوا للسؤال عنهم علي الأرقام التالية ....."
أخذت ايرينا تبحث في حقيبة يدها عن قلم لتكتب الأرقام رغم أنها كانت تعلم أنها ستحصل علي أخبار أكثر تفصيلا من مكتب الشؤون الخارجية في الصحيفة سنتنال . وعندما انتهت الأخبار , أقفلت جهاز التلفزيون وذهبت إلي المطبخ لاحقة بجينا والتي نظرت إليها متفحصة . كان ثوب ايرينا أنيقا وجميلا ,ولكنه ابرز شحوبها بعدم وضع زينة علي وجهها هذا الصباح وكانت هناك هالات قاتمة تحت عينيها الكبيرتين .كان يجب عليها أن تأكل ولكن جينا لم تشأ أن ترغمها علي ذلك .فكل ما كانت ايرينا بحاجة إليه هو التخفيف عنها وبعث الاطمئنان إلي نفسها ,دون مناقشة .
وهكذا سكبت لها شيئا من القهوة ووضعت قشدة مع السكر ما جعل ايرينا تشربه دون وعي منها ,علي الأقل .
لم تتذكر جينا نيكولاس ألا بعد أن اتجهتا إلي المكتب ,فقالت :" لا ادري كيف دخل نيكولاس إلي شقتي .أتراه قدم رشوه إلي الحارس ؟ إذ أن الصعود إلي طابقي ممنوع دون رخصة مني .يجب أن انظر في هذا الأمر ."
نظرت إليها ايرينا مجفلة :" الم يخبرك نيكولاس ؟ لقد قال انه اشترى الشقة الأخرى الموجودة في طابقك ."
تشنج جسم جينا وشحب وجهها :" ماذا ؟" وتسارع ذهنها إلي ما يعنيه هذا الخبر . ها أن نيكولاس قد غزاها في عقر دارها .
كانت تشعر بالأمان في شقتها العليا هذه خلف الأقفال حيث لا يوجد مستأجر في طابقها سوى رجل يبدو انه لا يأتي أبدا إلي لندن . فبإمكانها أن تقفل بابها مطمئنة إلي أنها وحدها لا يقتحم خلوتها احد . ولكنها لم تعد كذلك الآن . فنيكولاس سيكون هنا يوميا, وأمام بابها مباشرة .
وشعرت بالعجز . فنيكولاس لا يستسلم . لقد ظلت تنسى طبيعته تلك , تنسى انه رجل يلاحق الأمر حتى يفوز به . فهو لا يعترف أبدا بالفشل أو الهزيمة إلى أن يحصل علي ما يريد .
كانت قد أصبح لديها فكرة ثابتة عن طبيعة نيكولاس وذلك حين اخلف وعده للرجل العجوز , محاولا بذلك الفوز بالسيطرة علي صحيفة سنتنال من خلف ظهرها . لقد أصر نيكولاس علي الفور بما يريد وذلك بكل قسوة , جاعلا كل شخص يقوم بما يريد , وهي من جملتهم .....ولكن جينا أصرت علي الوقوف في طريقه بكل معنى الكلمة .
كانت تمر لحظات يتملكها فيها الشك في أن نيكولاس أنما يتظاهر بالانجذاب إليها , ولكنها أدركت الآن أن ذلك كان صحيحا . لم تصدق بأنه يحبها , فهي قد أصبحت واثقة من انه لا يستطيع أن يحب سوى نفسه . ولكنه يرغب فيها فقط . لقد شعرت بالإحباط الذي أصابه الليلة الماضية .
كانت تتمنى أن تنساه , وذلك بالخروج مع فيليب سليد , ولكن ذلك لم يكن سوى إضاعة للوقت .صحيح أن فيليب كان شابا ظريفا , ولكنه لم يكن ناضجا , فلقد كان فتى أنانيا مدللا لم يكبر قط . ولكنها كانت أقسمت علي أن تجعل نيكولاس يدفع ثمن موت السير جورج الذي تسبب هو به .
فكانت بخروجها مع فيليب ترجو أن تثير غيرته علي الأقل . ويبدو أن هذا ما حصل .
عندما وصلت مع ايرينا إلي مجمع باربري وارف دخلتا إلي مكتب الحرس للتفتيش , حيث قال لها رئيسهم وهو ينظر إلي بطاقة إثبات شخصيتها :" أسف , يا سيدة تيريل. ولكننا تلقينا إنذارا بوجود قنبلة , فقرعنا ناقوس الخطر ,ربما كان ذلك مزاحا , ولكن نظرا لما يحصل الآن في قبرص , وإطلاق الرصاص علي زميلتنا روز ايميري بذلك الشكل , يجب علينا أن نتوخى الحذر ."
ابتسمت له جينا, قائلة :" هذا صحيح تماما ,يا سيد براون .انك ما كنت لتقوم بوظيفتك كما يجب إذا لم تلتزم الاحتياط البالغ ."
فنظر إلي ايرينا وقد ضاقت عيناه :" لا أظننا رأيناك من قبل , يا انسه ."
قالت جينا :" أنها أخت روز ايميري ."
فاخذ يحدق في ايرينا بعطف وشيء من الفضول :" مسرور بالتعرف إليك , يا انسه . لقد صدمت حقا عندما سمعت بإطلاق الرصاص علي الآنسة روز , وآمل أن تصلنا عنها أخبار طيبة قريبا جدا ."
فقالت له ايرينا بصوت تخنقه المشاعر :" شكرا لك ."
كانت هي قد اتصلت برقم الطوارئ الذي عمم علي شاشة التلفزيون وذلك قبل أن تترك الشقة مع جينا , ولكن لم يكن لديهم ما يخبرونها به ما عدا أن روز مرتاحة ,وأنها قد تخضع لعملية جراحية. وقد ألقت عليهم ايرينا الكثير من الأسئلة ولكنها لم تحظ بأي جواب . حتى أنهم لم يخبروها كم رصاصة استقرت في جسمها , وفي أي مكان منه.
سعل رجل الأمن ثم سألها :" ولكنني أسف إذ علي أن أرى بطاقة إثبات شخصيتك , فهذا مجرد رسميات إدارية وعلينا أن نخضع للنظام حتى ولو كنا نعرف المرء شخصيا,يا آنسة"
" لم أتزود بعد ببطاقة شخصية , أنما لدي جواز سفري وبطاقة إثبات الشخصية الفرنسية ....."
" بطاقة إثبات شخصية فرنسية ." كرر كلامها هذا بحيرة .
فقالت جينا :" أنها تعمل في فرنسا ,عادة. فلا تقلق . أني اكفلها بنفسي , يا سيد براون ."
فقال حائرا : " حسنا , لا ادري ...."
فقالت جينا متهكمة :" أم لعلك تريد أن ينزل السيد كاسبيان بنفسه إلي هنا لكي يفعل ذلك ؟"
قال السيد براون علي الفور كما كانت تتوقع :" آه , هذا ليس ضروريا ."
كل من يعمل في باربري وارف من اصغر عامل إلي اعلي مدير , كان يخاف من نيكولاس كاسبيان . ويكره التصادم معه.فقد تعلموا الخوف منه بسرعة بالغة , بعد أن عزل عدد لا يحصى من الموظفين , وكان كل من يريد الاحتفاظ بوظيفته مستعدا لفعل أي شيء تقريبا لكي يدخل السرور إلي نفسه . وكانت جينا تفكر , عابسة , بأنها ربما الشخص الوحيد الذي يجرؤ علي مخاصمته ,مهما كانت الظروف , لكنها عادت فتذكرت أن ليس عليها أن تخاف منه إذ ليس بإمكانه عزلها من عملها .
وأضاف السيد براون بلهجة رسمية :" ولكن عليك من فضلك أن تجعليها تحصل علي بطاقة إثبات الشخصية اليوم , إذا تكرمت ."
قالت جينا وهي تبتسم له ملاطفة :" سأفعل ."
تبعتها ايرينا إلي الردهة ذات الأرض الرخامية والمحتشدة بالناس الداخلين إلي المصاعد والخارجين منها.وكانت ايرينا تنظر إلي كل هذا وقد بدا عدم الفهم في عينيها الزرقاوين الكبيرتين . رأت الأبواب الزجاجية مفتوحة في ناحية الردهة ,ومن خلالها رأت أزهارا و أشعة شمس وساحة مكشوفة مبلطة .
قالت لها جينا تذكرها :" أنها ساحة بلازا حيث تناولت الطعام ليلة وصولك . هل تذكرت؟"
فأومأت ايرينا :" الساحة المكشوفة , حيث تناولنا الطعام أنا ودانيال ."
" اترين ستائر نوافذ مطعم بيير ؟ هناك تعشيتما أنت ودانيال ."
ولكن ذكرى تلك الليلة كانت بالغة التشويش في ذهن ايرينا لكثرة الأحداث التي مرت عليها منذ ذلك الحين . حتى أنها لا تتذكر ماذا اكلا في ذلك العشاء ,ولكن أمرا واحدا لم يفارق ذاكرتها .....تلك العينان السوداوان العنيفتان اللتان كانتا تنظران إليها بازدراء .
استيبان ...كان هذا اسما طالما أحبته فهو يعني استيفان باللغة الاسبانية .فيا له من اسم شاعري فهو يناسبه تماما.
فهو رجل ذو جاذبية بالغة بالرغم من جو الكآبة الذي يحيط به,وما أحست به من غضب كامن في نفسه .
لقد سبب لها الحيرة في البداية , إلي أن انفجر باتهاماته , ولكنها مازالت لا تفهم ما الذي جعله يظن أن بينها وبين دانيال علاقة ,ولماذا تغضبه هذه الفكرة بهذا الشكل.
أن كل من يعرف دانيال و روز , يدرك مبلغ متانة العلاقة التي تربطهما معا . وحيث انه هو نفسه يعرفهما بشكل جيد ,فقد كان غضبه ذاك غريبا , ألا إذا ....
وعقدت ايرينا حاجبيها. أترى كان استيبان مفتونا سرا بروز ؟
ولأمر ما ,تملكها الانزعاج لهذه الفكرة ....ولكن أي تفسير آخر يمكن أن يفسر غضبة تلك الليلة ؟
كان رجلا اسبانيا ,بطبيعة الحال ,وبالتالي بالغ الرزانة . وحتى في هذا الجبل ,الرجل الاسباني شديد الاعتداد بكرامته كرجل .فهو مازال متعلقا بالفكرة القديمة عن الطريقة التي يتصرف فيها الرجل بالنسبة إلي الشرف والتقاليد واحترام العائلة . و ايرينا لديها احترام وتعاطف مع هذه المواقف , فقد نشأت معها .
لقد تغيرت أمور كثيرة في اسبانيا , ولكن طريقة تفكير الرجال لا يمكن تغييرها بين يوم وليلة . وقد يكون استيبان اخذ فكرة خاطئة عنها وعن دانيال لان في أعماقه تكمن فكرة معينة عما تعني العلاقة بين رجل و امرأة . فرؤيته لدانيال مع امرأة أخرى في جلسة حميمة يمكن أن توحي إليه بسهولة بأنه يخون روز.
حسنا ,انه , علي الأقل , قد أدرك خطا شكوكه الحمقاء , تلك واعتذر عنها بلباقة .
كانت هذه الأفكار تجول في ذهن ايرينا والغضب مازال يتملكها .
هذا بينما كانت جينا مسترسلة في الحديث غير منتبهة إلي أن ايرينا لم تكن تستمع :" وهناك يوجد مقهى للأطعمة الخفيفة يدعي مطعم ترولي يمكنك أن تشتري منه أطعمة تأخذينها معك إلي أماكن أخرى , مثل الشطائر والسلطات والفاكهة . والسيدة ترولي هناك غالبا ,أو ابنها روبرتو . وهما شخصان ودودان جدا . ونحن , أحيانا, نشتري شيئا من هذا ونذهب لنأكلها في حدائق رانكليف .ويمكنك أن تأخذي تاكسي من نورث ستريت كما أن هناك محطة باص في شارع سيلفر ."
نظرت جينا حولها وهي تقول لايرينا ضاحكة :" لا بأس ,سرعان ما تتعلمين كل شيء عن رواحك ومجيئك ."
وسارت نحو المصاعد تتبعها ايرينا ,وبعد ذلك بلحظة كانا في طابق المدراء .
قالت جينا وهي تدفع بابا هناك تفتحه :" هو ذا مكتبي ."
وكانت فيه فتاة تقف بجانب نافذة واسعة تسقى بعض النباتات .فالتفتت باسمة وقد صبغت أشعة الشمس شعرها البني اللون ببريق ذهبي .
أحبتها ايرينا من أول نظرة , فقد كانت تنظر إلي الشخص بشكل مباشر,وكانت عيناها زرقاوين متألقتين وابتسامتها دافئة ودودا .
" هذا ايرينا أخت روز , يا هزل ." قالت روز هذا فأجفلت هيزل ونظرت إلي ايرينا بعطف , ثم قالت :" لقد سمعت طبقا انك قادمة إلي هنا للعمل أثناء فصل الصيف مسكينة أنت إذ لم تكن بدايتك معنا سعيدة , أليس كذلك ؟ أنني بالغة الآسف لما حدث لروز . ولكن دانيال اتصل منذ لحظة قائلا أنها خرجت من غرفة العمليات ,وان أمل الأطباء كبير في شفائها . انه خبر جديد , أليس كذلك ؟"
حملقت ايرينا فيها وقد اخذ وجهها الشاحب يسترد لونه الطبيعي :" هذا رائع ,آه, يا ليتني كنت هنا فأتكلم مع دانيال. هل ترك رقم الهاتف ؟ هل بإمكاننا الاتصال به ؟"
" آه ,آسفة جدا , لقد قال دانيال ألا نحاول الاتصال به , فهذا مستحيل حاليا ,فالفوضى تسود المستشفى كما فهمت , وهو سيبقى هناك ليكون موجودا عندما تستعيد روز وعيها . ولكنه قال انه سيعود إلي الاتصال في غضون ساعتين ,وقد ترك لك رسالة , وهي ألا تقلقي فهي في حالة جيدة وهو سيداوم علي الاتصال بنا ."
تنهدت ايرينا :" آه , حسنا ,علي أن أصبر , أليس كذلك ؟"
فابتسمت لها هيزل تطمئنها :" هذا ما أظنه ."



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس