اشعر وكأنني مقيده .. لا اقدر على تحريك اطرافي .. وبروده غريبه .. تخترق جسدي.. اصوات تتهافت الي مسامعي ... واحساس بأنني محموله على شي ما ينتابني... استمع الي صوته .. من بين الضوضاء المحيطه بي.. اسمعه بتركيز ووضوح. يامرني ان اصمد .. ان ابقى واعيه .. ان لا اذعر .. انا لا اشعر بشي بالاصل .. صوته ينبأني انه .. فزع او قلق.. ما ذا اصابه ... احاول ان اتحدث اليه .. لكني عاجزة عن النطق حتى .. بالتأكيد احد كوابيسي .. على ان افيق . كي لا اصيبه بالذعر .. افيقي .. افيقي ... انظر اسامه انا بخير .. لا تقلق .. مابالك .. انا فقط نائمه ... لا تقلق ... صوت صفير مزعج يقترب مني . عدة ايدي تتحسس مناطقي الحيويه بجسدي .. وشعور بحرقه ما في بطني .. يزداد بالثقل الذي وضعوه عليها .. اغبياء .. تألمني .. ازيحوا ذاك الثقل ... اين اختفى الجميع . .. لم هذا الهدوء... والبروده تزادد ... انفاسي تتثاقل .. اريد امي .. رجاءا .. احظروها الي الان .. او اعيدوا اسامه الي هنا ..الان ....
" ندا ...ندا ..."..
" همممم ..."...
" فوقي يا استاذه .."..
" هممم .. ماما ... اسامه ... انا فين ... "..
" انت بخير.. اسمك والدك ايه .."..
" شوقي .. ااااه بطني بتوجعني.."..
" معلش .. هتاخدي مسكن .. حمد الله على السلامه .."..
" عاوزه اسامه .."..
" طيب .. هيجي ... بس تفوقي اكتر . وندخلهم كلهم .."..
" ماشي ... انا هنام .. تاني.. انا عاوزه ... اس.."..
على احدى المقاعد ... اجلس بأنتظار شئ ما .. في عصر احد الايام .. والطقس ينذر بهطول الامطار ... عدة سيارات .. تسير جية واياب .. وبائع الفاكهه والخظروات .. يبيع على عجل وكأنه في سباق مع الزمن لانهاء عمله قبل الامطار .. وغيمه سوداء تحوم في الاجواء.. رياح ليس بقويه .. تهب من حين لاخر .. لتزيد من بروده الاجواء.. قليل من البشر .. يسيرون بعجل .. للوصول الى وجهتهم قبل انقلاب الاجواء ... والغريب انني ما زالت جالسه .. رغم البروده والصقيع والرياح .. لازلت اجلس منتظره .. ارتدي ملابس لا تلائم طبيعه الطقس .. والم بطني متزايد بطريقه غريبه .. حرقه على الاحساس بشد بسيط .. هذا هو الالم.. حاولت تجاهل الالم .. لارفع رأسي الي السماء .. مغمظه العينين ... لتباغتني .. قطرات المطر الاولى .. تحتظن وجهي .. بدفي غريب .. ورفرفات فراشات تجتاح بشرتي بدغدغه لذيذه ... ابتسمت بخفه .. وفتحت عيني ... لاطالع عيناه .. وصوته اخترق .. اجاوء البروده ليحيلها دفئ حميم .. لاعيد اغلاق عيني .. مستمتعه بالدفئ الذي احاطني .. ليصل الي مسامعي .. صوت والدتي .. وعمر .. ووالدي .. حسن .. ماذا اتى بهم .. لم يكونوا هنا منذ قليل .. اعدت النظر ما حولي .. ليطالعني .. عدة وجوه .. جميعهم عائلتي .. والدتي باكيه .. وعمر ووالدي .. متأثران .. وحسن الصامد بينهم .. ملامحه تنبض بالقلق .. واسامه .. يجلس الي جواري .. محتضن كتفاي .. ورأسي ترتاح على صدره ...
" ماما .. مالك .. "..
" حمد الله على السلامه يا بنتي .. منهم لله .."..
" حمد الله على السلامه يا ندا .. "..
". حمدالله على السلامه يا منحوسه .."..
" هو .. ايه الي .. حصل.."..
" محصلش حاجه .. انضربتي بالنار بس .. جتك القرف عيله منحوسه .."..
" عمر .."..
" ايه .. بعرفها انها لازم تنزل الفانوس الي معلقاه على دماغها .. نحست الراجل .. ونحست نفسها .. عيله غم .."..
" اتلم يا عمر .. ملكش دعوه بيها .."..
" ماشي يا سي حسن .. انا كنت خايف على صاحبك بس.."..
" متخافش عليا .. ولا على ندا .. احنا ميه ميه .. ولا ايه يا ندا .."..
" بطني ... بتوجعني .. قوي قوي.. "..
" حاضر يا حبيبتي .. حسن هيجيب الممرضه تديكي مسكن .."..
" هو حسن دا شغال عند جنابك ... زيح كده واعتق البنت .. واتلحلح وهات الممرضه.."..
" انا مصاب .. ومراتي كمان .. روح جبها انت .."..
" دا انتوا مكسحين صحيح .."..
" اااه .. بطني بتوجعني .. يا ماما .."..
" امشي يا حسن البنت بتتألم .."..
" عشان خاطرك انت بس يا اونكل .. حاجه تقرف .. هما يتنيلوا يتصابوا .. وانا اقضيها مشاوير.. ماتتهدوا بقى .."..
" بتقول حاجه يا حسن .."..
" لا ... بدعي من قلبي تتجوزوا وتخلصونا قبل ما تموتوا .. يا نحس.."..
" هو .. ايه الي حصل .. انا مش فاكره ..اي حاجه.."..
" مش مهم .. المهم انك بخير دلوقتي.. "..
" بطني بتوجعني ليه.."..
" عشان .. الطلقه .. جت فيها .. بس وقسما بالله ما هسيبهم .. لازم يموتوا .."..
" اهدي .. انا .. كويسه .. ومش عاوزه .. مشاكل يا اسامه .. انسى بقى.."..
" واسيب حقك .. لا انت متعرفنيش.."..
" انت .. هندخل في حورات ملهاش لزمه .. انا بخير قدامك اهو ..عشان خاطري ..انسى.."..
" طيب قومي بالسلامه ويحلها حلال .."..
" متخدنيش على قد عقلي يا اسامه ..عشان خاطري .. انسى.."..
" رعبتيني عليكي .."..
"متخافش ..انا بسبع ارواح ..ولازقالك .."..
"احلى لزقه والله.."..
" ابعد كده عيب .."..
" عيب ايه ..انا هبوس راسك ..دماغك بقت شمال خلاص .."..
" انا ...انت ..انت كداب ..هههه ."..
" بس يا منحرفه .. هههههههه.."..
" بتضحكوا علي ايه ..انا لو مكانك تطلقها واخلص ..بت نحس .."..
" ملكش دعوه انت يا عمر .."..
" انا استغنى عن عمري .. ولا اني ابعد عنها دقيقه .."..
بعد مده ..حظر الطبيب ..عاين الاصابه ..تأكد من وضعي الصحي ..طلب مني الراحه .. وتناول الغداء ..نظرا لفقدي كميه كبيره من الدماء .. غادر الجميع ما عدا ..والدتي ..واسامه .. توجهت والدتي ..للحمام للوضوء والصلاه ..بينما جلس اسامه الي جواري على السرير .. مسندا ضهره الي السرير بجواري..ممددا ساقه المصابه ..
" رجلك عامله ايه .."..
" كويس متقلقيش.."..
" تعبتك معايا .. "..
" متقوليش كده ..انا عشانك ..ممكن اكسر الدنيا ..انن مش عارفه انتي ايه عندي يا ندا.."..
" انا ايه يا اسامه .."..
" انت ..قلبي ..عمري ..كل نفس بيدخل جوايا ..يحيني ..كل نبضة لقلبي ..بتعيشني ..انت ..كياني ..وروحي ..وقلبي ..انت العمر كله يا ندا .."..
" انا ..انا بحبك قوي ..قوي ..يا اسامه .."..
امال بجسده ..نحوي ..وانا ممده على السرير ..ليتلهم شفتاي بكل شوق جارف ..لينهل من حبي الخالص النقاء له ..لابادله عشقا ..لم احلم يوما بان يملكني ..ليزيد من تقبيله ..ويداه تتجرأن في اكتشاف جسدي ..الذي بدا في خيانتي ..والتفاعل معه ..انه بسيطه صدرت مني ..لتزيد لهيب شوقه ..متناسيان والدتي التي بالحمام ..حاولت ان اتفادى قبلاته ..لتحط شفتاه ..على رقبتي ..ليقبلها بجنون ..اوقفته بدفعه عني ..فرفع رأسه المحمر من شدة الانفعال ..بتساؤل ..لاشير بعيني نحو الباب المغلق ..ليعي مدى تهورنا ..ضاحكا .اعتدل ..ليعيد ضبط هندامه .. ويعيد ضبط ملابسي ..كي لا تفضح فعلته ..وانت ..لم اقدر حتى على النظر اليه ..بخجل ليس بعده خجل .. ليهمس قرب اذني ..متجاهلا خجلي ..واحمرار وجهي وشفتاي من هجومه ..
" اول ما تقومي بالسلامه ..هنحدد معاد الفرح ..انا تعبت خلاص ..".......