انتهت الزياره ..وماتحمله من سماجه ..وكلام يحمل معنين ..ليشتعل بقلبي ..نارا لا تطفئ ..نارا احالت تماسكي خلال الزيارة ..الي اتون ..لا يخمد ..انهيت تنظيف المطبخ ..واتجهت الي غرفة النوم ..لاجده جالسا على السرير ..ينتظر وصولي ..تجاهلته .. اتجهت الي منضد الزينه ..نزعت خاتم الزواج ..وبعصبيه واضحه ..مددت الكريم المرطب على كفاي ..لافركه بكل ما يعتملني من غضب ..لدرجه تحول كفاي الي الون الاحمر ..
" مالك يا بيبي.."..
" ماليش.."..
" عارف ان كلام خالتي ..والزيارة كلها ..تقيله على قلبك..بس متتقمصيش عليا انا ..انا مالي .."..
"لا فعلا ..وانت مالك ..ما هو الكلام كان بيدبح فيا لوحدي .."..
" ندا .."..
" نام يا اسامه .."..
" مش هتنامي .."..
" مش هتخمد ..سيبني في حالي .."..
" ندا ..ايه لازمة العصبيه دلوقتي .."..
" عشان انت ولا فارق معاك ..كلامها الي زي السم .. نازل دبح فيا ..وانت ..وﻻ فكرت ترد عليها ..وعادي ..المفروض مزعلش .."..
"كلام ايه ..وعاوزاني انزل لمستوى الستات وارد على كلام فارغ .."..
" كلام فارغ ..تلقيحها بتأخر الحمل عندي ..وبنتها الي من اول ليله حملت ..كل ده عادي .."..
" متكبريش الامور ..كلام ..لا هيقدم ولا هيأخر .."..
" مكبرهاش ..انت بارد كده ليه.."..
" ندا ..ايه الي جد ..ما انت عارفه رأي في موضوع الحمل ..كل ما اتأخر ..كل ما انبسطنا شويه قبل المسؤليات ..."..
" اسكت ..خالص ..انت ولا فاهم ..ولا حاسس ..اسكت ومتبررش موقفك بكلام يدبح اكتر .."..
" موقف ايه ..انت مالك مكبره المواضيع كده ..ايه الي جد .."..
" دا الي جد .."..
" ايه دا مش فاهم .."..
" ..........."..
" دي تحاليل واشعه لايه بالضبط ..وعملتيها امتى .."..
" تحاليل عشان الحمل ..ومش مهم عملتها امتى .."..
" مش انت الي تقرري ..ازاي تروحي تعملي حاجه زي دي لوحدك ..ومن غير علمي ..انت بتستهري بيا .."..
"دا الي فارق معاك .. مش تعرف النتيجه ..وبعدين تحاسبني.."..
" ولا يهمني اعرف حاجه ..طول ماانت مش حطالي اعتبار ..وبتمشي من دماغك.. بتستغفليني ..وبتقولي تعبانه ..وانت راحه تعملي كشف واشعه وتحاليل ..وانا اخر من يعلم .."..
" هههههههه .. والله ما عارفه اضحك على ايه ..ههههه على جوزي الي بيحاسبني على تصرف عملته ..ولا على الهم الي ركبني ..وانت مش فارق معاك الا خروجي من غير معرفتك ..."..
" من حقي اعرف حاجه زي دي .."..
" وانا من حقي اطمن عشان مسمعش كلمه تجرحني ..من الي يسوا والي ميسواش.."..
" وعرفتي يا ست هانم ..اطمنتي .."..
" اه ..اطمنت .."..
" دكتور ولا دكتوره .."..
" هه ..دكتورة ..متخافش.."..
"قالت لك ايه .."..
" ولا حاجه ..ورم ..وجودة زي عدمه ..مفيش حمل .."..
" ورم !!.." ..
" اه ..حميد .."..
"ازاي ..لازم دكتور كبير يشوف الحكايه دي..مش هعتمد على رأيها بس.."..
" مش فارقه كتير ..انا مش هعرف احمل ..لان مكانه ..حساس ..لو شلته هيترتب عليه حاجات كتير غلط ...ولو سبته ..مش هتفرق كتير ..كده كده النتيجه واحده.. مفيش حمل .."..
"مفيش حمل .."..
" روح بقى ..فرح خالتك ..قولها يا رتني اتجوزت بنتك ..".. " ايه الكلام الفارغ ده .."..
" انا مخنوقه .. عاوزه اخرج .."..
" استني ..البس ونخرج .."..
" لا ..لوحدي .."..
" اتهبلتي ..تخرجي الساعه12 بليل ..تروحي فين لوحدك .."..
" معرفش ..سيبني بلييز .."..
" مفيش خروج من البيت ..واتهدي بقى .."..
" انت ..انت ..بقولك مخنوقه ..سيبني في حالي .."..
" اهدي وتعالي ..اقعدي .."..
" بطل تتعامل معايا ببرود ..انا جوايا نار ..وانت بتزودها ببرودك ده .."..
" والمطلوب ..اقعد اصوت واعيط جنبك ..ولانشوف ونفكر في حل .."..
" حل ايه . بقولك ..مش هحمل ..مفيش حل ..."..
" مفيش حاجه ملهاش حل ..واكيد الدكتورة دي مش فاهمه حاجه .."..
" كان نفسي ..كان نفسي في بيبي منك .. ليه ..؟ ..انا..."..
" هشششش ..بس ..اهدي .. "..
" انا مش عاوزة حد يعرف حاجه .."..
" ماشي ..اهدي بس.."..
" مامتك ..مش هتوافق ..نكمل .."..
" محدش له دعوة بينا ..وبعدين ماما بتعشقك .. وانت خلاص اجزمتي مفيش حمل .."..
" مش ععمل العمليه ..واجازف .."..
" هعرضك على اكبر دكاتره في المجال .."..
" مش هروح لحد .."..
" مش بمزاجك .."..
" هتكتفني يعني وتوديني .."..
" لا هنتناقش ونتفق.."..
" انت مبتسمعش غير نفسك ..بقولك مش هروح لحد .."..
" وقتها يحلها حلال.."..
" متخدنيش على قد عقلي .. انا مش بيبي .. دا قراري .."..
" المطلوب مني اوافق عليه ببساطه كده .."..
" بقولك هيترتب على العمليه ..نتايج توصل اني ممكن اشيل الرحم ..انت مش فارق معاك .."..
" لا فارق ..انا كمان نفسي في بيبي ..وحقي ..واعتقد لما اقولك نشوف استشاري كبير مأجرمتش .."..
" قول كده ..مش فارق معاك حالتي ..قد ما فارق معاك البيبي .."..
" فسريها زي ما تحبي .. القرار مش قرارك لوحدك.."..
" وديني لبيت بابا .."..
" نعم .."..
" زي ما سمعت ..وديني .."..
" اعقلي ..وبطلي شغل الافلام ده .."..
" انا عاقله ..وهروح لوحدي .."..
" نداا ..متستفزنيش ..نامي.."..
" مش هنام ..ووديني حالا ..لانزل من هنا لوحدي ..بس ساعتها ..اتحمل الي هيجيلك مني .."..
" بتهدديني يا ندا .."..
" افهمها زي ما تحب .."..
"طيب ..مفيش خروج.."..
" هتحبسني مثلا .."..
" انت لسعتي رسمي .."..
" انا مش مجنونه ..احترم نفسك .."..
" نامي.."..
" عاوزة اروح لبابا ..حالا .."..
" ندااااااا.."..
" متزعقليش ..انت مش حاسس بيا ..ولا هتحس ..عاوزة وقت لوحدي افكر من غير ضغط ..وانت رافض حتى تديني المساحه دي ..".
" تفكري في ايه .."..
"في كل حاجه ..في العمليه ..ونتايجها ..وعلاقتنا.."..
" علاقتنا ..هي دي محتاجه تفكير .."..
" اه ..الترتيبات كلها ..اختلفت ..لازم افكر .."..
" افهم . تفكير ايه ..يعني ..ازاي هنتخطى الازمه دي ..ولا ..تفكير بالانفصال .."..
" وارد ..الفكرتين .."..
" ......عاوزة تنفصلي عني .."..
" مش هنضحك على بعض ..الخطوة دي جايه جايه .."..
" دي قيمتي عندك .."..
" انا قولت بفكر .."..
" مجرد تفكيرك فيها .. اذاني .."..
" انا قولت وارد .."..
" نامي ..والصبح ..خدي المساحه الي انت عاوزاها .."..
لملم احتياجات النوم ..واتجه خارج الغرفه ..صافقا الباب خلفه بغضب ..لاتجه انا الي السرير ..اجلس على طرفه ..مستنده بمرفقاي على ركبتاي .. شهقات متلاحقه ..احالت دموعي الى بكاء شديد .. لتنهار مقاومتي كلها دفعه واحده ..وتنهمر دموعي كالامطار ..تغرق وجنتاي وذراعي وساقاي .. هل انتهى كل شئ ..السعاده التي لمستها ...وتحققت لي على طول الشهرين المنصرمين ..والحب الذي فاض من قلبي تجاهه ..ليغرقنا في موجات العشق المتتاليه ..والاستقرار الذي نعمت به بين احضانه ..كل هذا انتهى ..والاهم ..حلمي ..حلم اي فتاه ... بالانجاب والامومه ..طار بالهواء ..كذرات الرماد الناتجه عن احراق الحلم .. فتلونت السماء بلونها الرمادي الداكن ..ليس كاسحابه عابره ..ستمر مهما اخذت من وقت ..انما كا لون ثابت ..تاهت بينه الوان النهار والليل ..واختلفت معه معالم الكون .. ببطء اتجهت الي خزانة الملابس ..اخرجت حقيبتي ..وشرعت بلملمة اغراضي .. ومع كل غرض اضعه بها ..يزداد بكاءي ..الذي تحول لشهقات مكتومه .. كل غرض ..له موقف ..له ذكرى ..لن تنمحى بسهوله ..تركت الحقيبه ..وتناولت احد ملابس الخروج القديمه ..والتي احضرتها معي من منزل والدي ..لا اعلم لم تمسكت بها ..لكنني الان ممنونه لوجودها هنا ..ارتديتها..وسحبت كرسي صغير ..الي جوار نافذه الغرفه ..جلست فوقه بعد ان فتحت النافذه على مصرعيها ..اطالع نجوم الليل تبرق بأستحياء الي جوار ضوء القمر ..وكأنه يبلغهم ..انه مهما زاد بريقكم ..انه القدر ..سيعمل جاهدا ..على اخفئ لمعانكم ..مقابل اضائته..
ظللت مقابل النافذه ..الي ان حل الصباح .. عزمت امري ..وتوجهت الي حقيبة يدي الصغيره ..وخرجت .. لاجد انه لم يبت اصلا بالبيت ..وسادته ..واغطية السرير ..ملقاه الي جانب باب الغرفه ..بأهمال ..وهو ..ليس بالشقه بأكملها ..بحثت عنه بعيني ..في ارجاءها ..فلم اجده ..اتجهت الي باب البييت ..وحين هممت بفتحه ..فتح فجأه ..لارتد ااي الخلف ..متعثره قليلا ..ليطالعني ..بهيئه مرتبكه ..غير مرتبه ..شعره غير ممشط ..وعيناه منتفختان ..وذقنه غير حليقه ..بملابس بيتيه ..بنطال مربعات متقاطعه ويعلوه قميص قطني خفيف من اللون الابيض ..
" رايحه فين ؟.."..
" بابا ..هقعد هناك فتره ..افك..."...
" متنطقيش الكلمه دي .."..
" سيب دراعي .."..
" ادخلي جوه ..مفيش نزول . "..
" اااه ..مش بمزاجك ..انا محتاجه الفتره دي .."..
" ندااا ..ادخلي .."..
" وطي صوتك ..بلاش فضايح .. الجيران هيسمعونا.."..
" انت لو فارق معاكي فضايح ..مكنتيش تصممي على المرواح لبيت اهلك .."..
" محتاجه الفتره دي ..افهمني..."..
" مش هفهمك ..ادخلي .."..
" اااي ..اوعي ايدك ..دراعي وجعني .. وبعدين انت قولت لي خدي الفتره .."..
" متجننيش .. ادخلي اودتك ..انا مش طايق نفسي ..كفايه عند فيا ..وارحميني.."..
" ارحمني انت ..مش قادره..مخنوقه .."..
" وانا ..مش فارق معاكي ..مش حاسه بيا ..كل الي فارق معاكي نفسك وخلاص ..انت انانيه قوي كده .."..
" مش انانيه ..انا المجروحه ..انت ممكن تتجوز غيري ..وتخلف وتجيب بيبي ..انما انا ..خلاص .. مت..انتهيت .."..
" انت غبيه ..وحماره ..ومبتفهميش.."..
" اسامه...."..
" طول الفتره الي فاتت بحاول ااكد لك حبي وعشقي ليكي ..وانت مثلتي عليا انك بتحبيني ..لو كنتي حبتيني بجد ..او حتى ربع الحب الي جوايا ليكي ..كنت عرفتي اني عمري ماهتخلى عنك ..لو فيكي مشاكل الدنيا ..لو عمري ما هسمع كلمة بابا .. لو خيروني بينك وبين نفسي ..هختارك ..وانت بكل غباء ..بتبيعيني ..عشان حجج تافهه وسطحيه ..متعرفيش ان الجرح الي جواكي ..دبحني ..وان الدمعه الي بتنزل من عينك ..بتوجعني ضعفك عشر مرات ..متعرفيش ان صوتك الموجوع من كتمه العياط ..بيجلدني الف مره مع كل حرف بتنطقيه ..وبعد دا كله ..عاوزة تروحي لاهلك ..اتفضلي ..الباب يفوت جمل .."..
"اسامه.." ..
" امشي.."..
" انا اسفه .."..
" وانا كمان .."..
" ........ سامحني...."..
" مش مهم دلوقتي .."..
" اسامه.."..
" استني ..هجيب مفاتيح العربيه ..هوصلك .."..
" ملوش ..."..
" ........من غير جدال ..مش هتركبي تاكسي الساعه 7 الصبح لوحدك ..ثواني ..."..
كنت دائما ما اتسأل ..متى تحل نهايه الحلم ..متى تنتهي كل احداثه ..ومتى يسدل الستار ..ركبنا السياره ..في سكون تام ..تحركنا .. يرفض النظر الي ..اما انا كنت استرق النظرات اليه ..اودعه بصمت ...اشبع عيناي منه .. دون الاكتفاء منه .. لاغادر ..تحت نظراته ..التي تهت في تحديد ماهيتها ..فكانت خليط من حزن وخيبه امل ..والم ينبع من اعماقها مختلط بدهشه من ...من..لا اعلم ..تصرفي ..ام اصراري على المغادره .. تركته ..وتركت كياني ..وقلبي معه ..غادرت السياره ..وتركت بها روحي وقلبي ..ان سألتموني لم اصررت على المغادرة ..لن اجيب ..لا اجد جواب محدد ..انما شعوري بوجوب الانعزال فتره عنه ..هو ما دفعني على الاصرار على موقفي ... اسموه غباء ..او انانيه ..او اي شئ ان اردتم ..لكني بحاجه ..وبشده ..لتلك الفتره .. ما ان غادرت السياره ..انطلق بسرعه ..وكأن عفاريت الكون تلاحقه ..تختفى تماما ..لاتجه الي البنايه ..مهزومه ..منكسره ..وباكيه ....