تعالت الاصوات , و انهال الصراخ من كل مكان , بين الدخان و النيران المشتعلة , تعلقت انظاره منصدمة , قادته قدماه نحوها , و بدأت وتيرة سرعته تتعالى عندما بدأت تنقشع غشاوة ادراكه , تعالى صراخه باسمها , قفزت دقات قلبه مع قفزات خطواته , تجاوز زملائه من الجيش , تخطى العقبات جميعها الى ان وصل للباب المقصود , صدم عندما وجده مفتوح , ركض كالمجنون بالأنحاء يبحث يمينا و يسارا ينادي عليها , عاجلته افكاره , فظن انها ربما خرجت , قادته مجددا قدماه خارجا , و اثناء صراعه مع بعض الركام تعالى صوت استغاثة من المصعد , لا يعلم لما اتاه يقين انها هي , لا بد ان تكون هي , هو اعلم بها و بتصرفها غير المسؤول , زاد لهاثه و هو يتجه نحو المصعد , صرخ باسمها بأعلى ما يملك , لم تأتيه الا تمتمات تأكد لخلجات قلبه زيادة سرعتها , حاول فتح ذلك الباب اللعين , لم يفلح , اولا الباب زادت درجة حرارته و الاهم انه مطبق افواهه بأحكام على مليكة قلبه , قاده عقله و وجه للعودة نحو الشقة , توجه سريعا نحو المطبخ بحثا عن مطرقة او عتلة لتحطيم ذلك اللعين , وجد ضالته , عاد بأسرع ما يملك , حاول بدأ نفسه يضيق , و لكنه لم يتخاذل , ثم بدأ الشق يتسع , استغنى عن العتلة و اكمل فتحه بجسده , توجهت انظاره لتلك المنزوية على نفسها , حملها بأسرع ما يملك , كل ما سمعه تمتمات بين ..
فتاة شبه مغمى عليها كانت تقول بين صوت سعلاتها و سعلاته, ربما عدم تركيزه و ذهوله و التشتت المسبب له من الدخان, لم يكن يفيق لتلك الكلمات: ليش تركتني... انا هون .. هي راحت .. انا حكت لها لا تروحي .. ما بدي اتركها ... ليش وسيم, ليش ؟؟!! هي بتحبك ... ليش هي راحت.. انا شفته و الله شفته ... هو قتلها, هي ما وقعت.. ما حد صدقني .. انا ما بكذب ... بس انا ما تركتها , انا ضليت اتذكرها , ما بقدر اقتله ... بس مو هو , لا انت وسيم , هي زعلت منك انت , مو منه .. بس لا غلط.. كل شي غلط.. انت كنت تحبها , هو غلط , هو غلـ-----ـط ..
تلقتهما ايدي المسعفين , و فقط لحظتها ترك جسده ليرتخي ..
» تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل «
بعد عدت ساعات , استيقظ مدراك لما حوله , اسنده الممرض , ثم ارتشف من يده بعضا من الماء , ما ان زالت الغشاوة عنه , حتى سأل ..
الشاب : زوجتي ,, كح كح , زوجتي شو صار عليها ..
الممرض : ارتاح انت و كمان شوي بتشوفها ..
لم يستمع له , ازال المغذي و قادته قدماه خارجا , تعال صوت الممرض مؤنباً و زاجرا , و لكن لم يعره اي اهتمام بشخصيته العسكرية الثابتة , و رغم تعبه الجسدي , الا انه لم يضعف و استمر يبحث عن احد الاطباء ليسأله , و عندما عجز توجه للاستقبال سأل بضعف عنها , و كانت المفاجأة , دخلت غيبوبة و حالة غير معروفة من الان الى 24 ساعة ...