مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام ? العضوٌ???
» 216 | ? التسِجيلٌ
» Dec 2007 | ? مشَارَ?اتْي » 87,659 | ?
نُقآطِيْ
» | | الفصل الثالث الجزء الاول سر الاقدار , مصطلح يتردد كثير حولنا , منا من تعمق به و منا من تجاهله , اما من تعمق به , فهو اما حمد ربه عليه , و رضى بما كتبه الله له , وايقن بان الله احكم الحاكمين و أعلم منا بخيرنا و شرنا , و هذا النوع من البشر لا بد ان يرتاح بحياته و يكسب دنياه و اخرته ؛ او انه استنكر القضاء و القدر و تسال حوله , فكأنه شكك بحكمة الله او انكرها , جحد بفضل الله عليه , فامره واضح فهو فقد احد اركان الايمان , لذلك لا بد ان تشغله الهموم , فتحرمه راحة البال , اما من تجاهله و لم يتدبر سار كالتاه في الدنيا , لا يعلم مغزى ما يصادفه و حكمة خالقه , فتشتت امره , ففي افضل احواله خرج من الدنيا كما دخل اليها , و الا كان اداة بيد اهواء غيره يسيرونه لما يريدون ..
تعلم لو كان شي معلوم او مساره مكشوف لنا , مثلا كأحجية حلها معنا , من الطبيعي ان يصيبنا الملل , تجدنا ننفذها ببرود او قد حتى نتركها , فالتشويق اهم متع البشر , و الاجمل منه الامل , فنحن كبشر جبلنا عليه , لذلك لو استشعرت ذلك علمت حكمة اخفاء قضائك و قدرك , بالاضافة لحكمة اعمق , و هي لو علمت مثلا انك فاليوم الفلاني سوف ترزق بمال , فانت سوف تنتظره و لن تعمل او تجتهد , او حتى تختبر نفسك ..
اما حجة كل شخص يفشل او يعمل جرم او اثم , انه قضاء الله و قدره , فهذا خاطئ , فالله كتب له مثلا ان يرزق بمال , و لكن الانسان مخير بكفيته , فقد يسرقها , او يربحها من غير تعب كاليانصيب , او يأخذ قرض , او يعمل و تكن مكافئة له , و الكثير من الاحتمالات , و هي ما يحاسب عليه , ايضا يحاسب على كيفية صرفه , و على ماذا صرفه , فللانسان محرمات و مباحات , و حتى المباحات هنالك بها اولويات ..
لذلك كن على يقين انك مهم تعمقت بنفسك , و تجولت بادغالها , فانت لن تصبغ غورها , و لن تحدد تقلباتها بدقة خالقها , فهو يعلم ما هو افضل لك اكثر منك , لا بل هو احرص على خيرك منك , فان اصابك ما لا ترغب , احتسبه لربك و ابقيه في بالك , فلا بد ان يأتي يوما لتفهم حكمة خالقك بسوق تلك الاقدار لك , فهذا عالم اقيم على ادق الدقائق , و لن تستثنى مسيرة حياتك من ذلك , و كل ما عليك ان تتقن خياراتك بهذه الحياة .. ̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰
ما ان اشرقت الشمس , و اسدلت اشعتها بالارجاء , تقافز الاطفال باركان الحي , متعالية اصواتهم فرحة بقدوم العيد , و منهم تلك الفتاة المشاكسة الملقبة ب رامبو " , و اليوم على غير عادتها , فقد ارتدت ثياب ليست فقط نظيفة و جديدة , لا بل ايضا استعاضت عن البنطال بتنورة جميلة زاهية الالوان , خرجت من بيتها بفرحة غامرة , لم يكن احد معها من الفتيات , فهن لا يذهبن للمسجد بالصباح كالاولاد , على عكسها تماما ..
تعالت ملامح الانزعاج و الامتعاض على محيا " رامبو" عندما رأها , سألته : وين زنبرك ؟؟
تجاهلها سألا زورو : وين رايحه ؟؟؟
رامبو بضيق : ما الك دخل , ابعد عن الباب بدي ادخل ..
ثبت زورو نفسه مع الباب , ثم سألها : بالاول جاوبني , شو بدك ب زنبرك ؟؟ و وين رايحه ؟؟
رامبو : يعني وين ؟؟!! بدنا نروح نكبر بالجامع مع ولاد الحارة , يلا هسا بنتأخر , ابعد عن الباب ..
زورو بقهر : نعـــــــــــــــــم ؟؟!! بدك تروحي على الجامع ؟؟ ليش مفكره حالك صغيرة , ما انت قد البقرة , يلا انقلعي على بيتكم ..
صرخت بوجهه : انت ما الك دخل , و انت البقرة مو انا ..
دفعها زورو قليلا , ثم قال : يلا على بيتكم , و الله لاقص رجليكي اذا لقيتك رايحه على الجامع ..
رامبو بصراخ : لا خوفتني , يا ماما ... مين مفكر حالك , هسا بدعس بطنك ..
زورو : ولك زي بنات الشوارع بتحكي !!! بقول انقلعي روح على بيتكم , هسا جد بكسر راسك ..
قطع عليهم صوت اتي من خلف زورو , بالاصح مطل عليهم من الباب قائلا : يا صباح يا فتاح , الدنيا صبح و لا فوق هيك عيد , و انتوا صرعتونا باصواتكم , خير ليش الهوش على الصبح ؟؟!!
ركضت رامبو للرجل قائله : عمو احمد , صباح الخير ..
قبلها احمد , ثم قال : يا صباح الانوار بنوارتنا ..
رامبو بدلع لا يظهر الا لاحمد : كل عام و انت بخير عمو ..
احمد ببسمة عريضة : و انت بخير يا روح عمك , شو بشوفك من الصبح هون , شو بتعملي ؟؟!!
رامبو : بدنا نروح انا و زنبرك نكبر مع الاولاد بالجامع ..
احمد : بدكم تروحوا هسا للجامع ؟؟!! بخاف عليكم تروحوا لحالكم , استني شوي بلبس و باجي معكم ..
قاطعه زورو الذي يظهر على ملامحه الغضب و القرف و القهر : بس يابا سارت كبيرة , ليش تاخدها مع الولاد بالجامع ..
قاطعه احمد : انت ما الك دخل ..
زورو بقهر : شوف كيف لابسه , و الله عيب رح تفضحنا ..
ابعدها احمد عنه , ثم نظر لثيابها : شوه الحلو هاد , اووووووووووه لابسه تنوره يا مزيونه ..
بينما اعتلا احمرار الخجل رامبو , كان احمرار الغضب من نصيب زورو : يابا لا تكبر راسها , هسا بتصدق انها حلوه , و هي زي القصيب , خليها تنقلع تنطم بالبيت مع البنات , ما بكفي لسا بتلعب مع الاولاد زي حسن صبي ..
بينما ارتفعت ضحكت احمد , تعالى صوت رامبو قائله : اخــــــــــــــرس يا نذل ..
قال احمد بمزاح : شو شكلك بتغار على مرتك من هسا ..
صرخ زورو بقرف : مرتي , فشـــــــــــــــــر , هاي ما بشغلها عندي خدامه ..
ردت رامبو بحقد : انت الخدام مو انا ..
تعالى صوت تكبير الشيخ مع الاطفال , فقطع الشجار , و تعال صوت رامبو مطالبه من عمها الاستعجال بالذهاب للمسجد ... ̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰
صوت عالي يعم بالارجاء , جذب اهتمام اطفال الحي جميعهم , تراكضوا حول المتشاجريين الساقطين على ارض الشارع , حاول بعض الفتية ان يبعدهما عن بعضهم , و لكن هيهات , و كأنهما التصقا ببعضهم , انهالت اللكمات بينهم و صراع يشتد , بدأ الدم ينزف و القتال باوجه , تعالى صوت رجل ينادي احدهم بصراخ ..
احمد : ولك وســـــــــــــــــــــيم ..
لم يعره الفتى اي اهتمام و اكمل شجاره بينما تتعالى منه اصوات اللهاث ,و كأنه سبع يهجم على فريسته ..
اقترب منه احمد , و امسكه بعزم , حاول الفتى الافلات منه , ولكنه لم يستطع , بينما كان احمد يخاطبه قائلا : ولك خلص , انا بقولك بكفي , عيب عليك , كيف لو مو جيران و حبايب , هيك علمتك و ربيتك ..
بينما وقف الشاب الاخر يترنح , و رغم انه الاكبر عمرا الا انه قد اخذ نصيبه من اللكمات الشديدة الموجعه , صرخ وسيم بقوة : اتركــــــــــــني ..
هزه احمد بعنف قائلا : بقول خلص , و بعدين معك ؟؟!!
ثم التفت نحو طارق سائلا : شو صاير يا طارق ؟؟ و كيف بتخلي اخوك يعمل هيك ؟؟
طارق بتبرير : هو انا اقدرت عليه يا عم , و الله حاولت في , بس عبث , ما بعرف ليش اجى زي الثور الهايج , و مسك ابراهيم و نزل فيه ضرب ..
التفت احمد نحو وسيم , الذي ما زال ممسك به : ليش عملت هيك بابراهيم ؟!!
ازاح وسيم وجهه نحو الاتجاه الاخر و التزم الصمت , فعاد احمد لسؤاله : شو ما بدك تحكي ؟؟!!
عندما واجهه مره اخرى صمت وسيم , التفت احمد نحو طارق و ابراهيم , الذي يكح بالم و يتكأ على كتف طارق: هاتو و تعال على بيت جدتك ..
ثم توجه نحو ذلك المنزل , و عند وصولهم , واجهته اسألة المرأة العجوز : خير يا احمد , شو في ؟؟ ماله وسيم ؟؟ مين عمل فيه هيش ؟؟
حاول احمد ان يطمأنها قائلا : ما في الا كل خير , بس هوشه بسيطه بينه و بين ابراهيم , و الله يستر ما يكون الحق على حفيدك ..
زورو : انا ما غلطت على حد , و يلي اجاه قليل ..
حاول احمد اجابته و لكن قاطعته الجده بلهجتها البدوية قائله : وسيم ما يغلط , اكيد انه حد ضايقه ..
احمد بصبر : هسا بنشوف ..
و ما ان اكمل احمد كلامه حتى دخل طارق و ابراهيم , اسند طارق ابراهيم الى المقعد بالجهة المقابلة لوسيم , ثم قال : و اخيرا اوصلنا , ولك شو عامل بالولد , شكلك راض رجله ..
ظهر الامتعاض جليا على محيا وسيم و هو يلتف نحو الاتجاه الاخر متجنبا النظر نحو ابراهيم ..
سأل احمد بحزم : هسا بدي اعرف شو القصة ؟؟ ليش تضاربتوا ؟!!
عم الصمت , ثم قاطعه ابراهيم قائلا : اسأله يا عم , انا ما بعرف شو ماله , ما حسيت الا و هو جاي من بعيد هواش , حتى ما اعطاني مجال اسأله ..
احمد باستفهام : اه يا وسيم , ما بدك تقول ؟؟
عندما صمت , استحثته جدته قائله : قول يا وسيم , قول و ما عليك و انا جدتك ..
ابتلع ريقه وسيم , ثم قال : اسأله شو معطي رامبو ..
الجده باستفهام : رامبو ؟؟!!
وسيم بتصحيح : نداء ..
نظر احمد مدققا نحو ابراهيم : شو اعطيتها يا ابراهيم ؟؟!!
ابراهيم بارتباك : دبدوب صغير , شو فيها ؟؟!!
وسيم بعصبيه : قال شو فيها قال , و غير الدبدوب ؟؟!!
سكت ابراهيم و نظره محدق بالارض , بينما هذه المره اتى السؤال من طارق : ابراهيم , شو اعطيت نداء ؟؟!!
ابراهيم : مدالية , مو عارف ليش اخوك مكبر الموضوع ..
حاول وسيم الوقوف بغضب و الهجوم عليه , و لكن كبلته يد ابيه الضاغطه , بينما قال وسيم بصراخ : ليش ما تقولهم انه مكتوب عليها بحبك ..
نظر احمد الى ابراهيم بانصعاق : ابراهيم ليش تعمل هيك ؟؟ انت اسم الله شب و السنه الجاي بتبلغ , انت عارف انها بنت صغيره , و غلط تفتح عقلها على هيك شغلات , عدا انه حرام ..
قالت الجده بقهر : و خزيااااااااااااااه , هذا اخر التلفزيون ...
ابراهيم : و الله مو قصدي شي , اساسا انا بحبها و ان شاء الله بس اكبر رح اتزوجها ..
افلت وسيم يد والده و هجم على ابراهيم , الذي لم يحاول ابعاده , بل من تولى هذه المهمة احمد و طارق , ابعداه , ثم طلب احمد من طارق اخراج وسيم , و ما ان خرجا حتى واجههما وجه لفتاة صغيرة تنظر لهما بغرور و مكر , و الابتسامة تنير وجهها ..
سألها طارق بارتباك : رامبو شو بتعملي هون ؟؟!!
رامبو : لحقتكم بدي اشوف زورو و هو مطبش ..
صرخ عليها زورو بغضب : اخــــــــــــــــرسي يا حيوانه , و الله لاكسر ايديك اذا اخذتي من حد شي ..
رامبو ببرود : انا حكت لك انا ما اخذتهم , سناء جابت لي اياهم , و بعدين انت ما الك دخل ..
طارق بتأنيب و صيغة زجر : رامبو روحي من هون ..
زورو : انقلعي يا حيوانه على بيتكم , ما تضلي بالحاره , و اذا العبتي مع الاولاد لاكسر رجلك , انا بفرجك ..
خرجت الجدة , التي جذبها الصوت المتعالي بالحديقة الامامية للمنزل , ثم نادت : نداء , يا مقصوفة الرقبة , تعالي جاي ..
اقتربت منها نداء بملل : شو في تيته ..
امسكتها بعزم , ثم قرصتها بيدها , و بدأت بضربها على يديها قائلة : اه يا قليلة الحيا , تاخذين هدايا من الرجال , وش لك فيها , لين متى و انا اعلم فيش , ليه ما تستحين ...
تعالى صراخ نداء , بعدما زادت الجدة من ضربها , بينما ابتسامة وسيم تتألق , و كأنه حقق نصرا ما و هو يراها تتعذب , و شجع الجدة قاله : عفيه يا جده , زيديها , خلها تتعلم الاصول ..
و بعد مده استطاعت رامبو الهراب , بينما دموعها تشق طريقها على خدها متلاحقة , و لكن لم تنسى ان تزيد الحقد بقلبها على ذلك المسمى ب وسيم .. ̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰
سألت غيداء بعدما جلست على الكنبة : شو هو الشي يلي بدك تطلبي نداء ؟؟!!
نظرت نداء لهن بتردد , فشجعتها رجاء ببسمة : احكي حبيبتي , ما تخلي اي حواجز بينا
تكلمت بخجل : انا بدي اكتشف حالي معكم ..
ظهرت نظرات التعجب على وجههن , فبادرت غيداء بالسؤال : كيف يعني ؟؟ بدك تعرفي كيف كنت معنا ؟؟!!
ابتسمت نداء بود , و ربما محبة وليده بالقلب : انا متأكده اني مو بس كنت بحبكم , انا بموت فيكم , و مو مهم كيف كنا اول , لانه انا حاليا معكم موح اسه اني ضايعه او ناقصني شي ..
رجاء بود : الحمدلله , لكان وين حاسه انك ضايعه ؟؟!!
نداء : مع حالي , و مين انا ..
قالت الاء و لاول مره , و كعادتها بهدؤ : ما في داعي تضغطي على حالك , بكرا بتعرفي كل شي ..
نداء بثقة : بس انا في اعرف ..
غيداء بتحليل : كيف ؟؟!! منا ؟؟!!
نداء : لا من حالي ..
غيداء بذهول : كيف هاي ؟!!
نداء بثقة : اول شي بدي احكي لكم , انه اليوم و انا بدور باللاب توب , لقيت كتابات و قصص ..
قاطعتها غيداء موضحه : شي طبيعي , ما انت كاتبه ..
نداء ببسمة : بعرف , هاد الشي , بس يلي لقيته كمان , كتابه غريبة من نوعها , و اتوقع انها بتحكي عن زواجي ..
جميعهن بصوت واحد : كيـــــــــــــــــــــــ ـــف ؟!!!
ثم قفزت غيداء قائله : بالله جد , وينها ؟؟!! خليني شوفها ..
نداء بتردد : رح تشوفيها , و مو بس هيك رح اقرأها معكم , بس بشرط ...
نظرت اليها غيداء بذهول : شرط ؟؟!!
رجاء بود : اذا ما بدك نقرأها معك ما في داعي نشوفها , ممكن في اسرار او شي ..
نداء : يلي اكيده منه , اني مو حابه اعرف حالي لحالي , بدي ناس معي تسمع و تشوف و تفهمني بشو كنت افكر او كيف كنت افكر ..
الاء بعملية و حسم للموضوع : و شرطك شو هو ؟!!
نداء : قبل ما اقرأ شي من يلي كاتبيته , لازم تحكوا لي كمان عنكم , و عن يلي صار معكم , انا بدي حس اني مو لحالي كنت بعيش مشاكل , بدي اقوى بقوتكن , كيف تحملتوا اغلاطكم او مشاكلكم و واجهتوها , بدي اطلع من نقطة الضعف يلي خلتني اوصلت لهون ..
ساد الصمت بالغرفة , لم تقاطعه اي منهن لثواني , ثم قالت الاء و هي تقف : انا عمري ما كنت قويه , و لا رح تستفيدي مني , بالعكس انت طول عمرك احسن مني , لهيك انا ما رح اسمع كيف كانت حياتك , و لا بدي احكي عن حالي شي , لانه ما في شي ينحكى ..
بينما الخيبة ظهرت على وجه نداء , اوقف صوت رجاء الحازم خروج الاء , التي قالت : وقفي الاء , لو سمحتي ممكن تقعدي ..
الاء ببرود : ما عندي شي اقوله , و ما في داعي اطفل على اسرار غيري ..
رجاء بحزم : ارجعي اقعدي , لسا النقاش قائم و ما اوصلنا لقرار ..
ظهر الامتعاض على وجه الاء , و لكنها نفذت الامر , بينما خاطبت رجاء نداء قائله : حبيبتي ليش مفكره انك كنت ضعيف ؟؟!! و الله انت كنت كثير قوية , بالعكس ما بتسكتي عن حقك , و بتواجهي للاخر ..
نداء بهدؤ : بجوز بحالتي هاي , كأني زي يلي انولد من جديد , بس يلي متأكده منه , مو القوي يلي بصرخ و بحكي و بكون بالظاهر متماسك , لا القوي يلي متصافي مع حاله و نفسيته مستقره , و هاد الشي اكيد انا كنت فاقديته ..
مره اخرى عم الصمت الغرفة , قاطعته هذه المرة غيداء قائلة : انا ما عندي شي خبي , قصصي انا و جعفر دايما مكشوفه , لهيك موافقه ..
نداء بتحدي : وعد , رح تحكي كل شي ؟؟
غيداء بثقة : وعد ..
رجاء بتردد : انا بجوز دائما كنت بعيد عنكم , بحكم فارق السن , و كنت جد احس انكم بناتي اكثر من خواتي , بس صدقوني هاي الايام محتاجتكم اكثر من قبل , محتاجتكم كاخوات و صديقات و كل شي , بجوز لو ما طلبت نداء هاد الطلب , ما كنت لقيت القوة او الشجاعة لفضفض الجرح يلي بقلبي ..
غيداء بحزن : انت دايما مكبره حالك بالعمر , همومك الك , ولا مين يلي بتفضفض لها , يلي ما تتسمى ..
قلصت نداء عينيها بتأنيب لغيداء على اسلوبها الحجومي , ثم قالت : رجاء لا تاخدي على كلامها , المهم هسا , بتوعديني ؟؟
رجاء ببسمة هادئة : وعد ..
نظرن جميعهن نحو الاء , فقالت : شو في ؟؟!! انا حكت لكن , ما عندي شي , انتن حرات ..
قالت نداء بود : طيب شو رأيك , انه انت تسمعينا , و ما ضروري تحكي شي , بس لو يوم اتعبتي , و حبيتي تحكي , لو شي تافه و مو مستاهل , احكي , المهم لا تبعدي عنا , شو رأيك ..
اسلوب نداء , و ربما ملامحها , التي لاول مره تراها الاء , جعلتها تنحرج من اسلوبها السابق , و الجفاف الذي تعمدته , لم تستطع رفض الاستعطاف الذي القته نداء لها , فالت بتردد : ان شاء الله خير ..
نداء برجاء : وعد ؟؟!!
بعد صمت وجيز , الاء : وعد ..
غيداء بضحكه : حلووووووووووووو , يالله مين تبلش ؟؟!!
نداء بمكر : انت ..
غيداء : اه يا ستي شو بدك تعرفي ؟!!
نداء : كيف اتزوجتي جعفر ؟؟!!
غيداء : عادي مثلي مثل الناس ..
نداء بمكر : تؤ تؤ تؤ .. شو طلبتي من عمي احمد ؟؟ و كيف جبره ؟؟!!
غيداء بذهول : شوووووووووووووو ؟؟!! اي طلب ؟؟!!
قالت نداء بثقه : انا مكتوب باول ورقه عندي , انه زي ما انت اعملت انا عملت , و قدرت انفذ خطتي بنجاح , مع انه عمي صدم فينا التنتين ...
بعد صمت , تعالت الضحكات بالغرفة , من قبل نداء و رجاء و الاء , فملامح غيداء ترجمة الضحكة على الشفاه , بينما قالت رجاء بسخرية : انا ما عندي شي خبي , كل شي بتعرفوا ..
بينما قالت نداء : عادي مثلي مثل الناس , هاد هيك من اوله , هههههههههه ..
رجاء بمزاح : الله يقطع الوعد يلي بتعرفي ..
غيداء بتهديد : هاي , هاي , انت و هي , انخرسن ..
ثم امسكت بعض الوسائد الصغيرة من على الكنب , و القتهن على نداء و رجاء : بلا زناخه ..
نداء بضحك : خلص , خلص , بنمزح معك , بس جد لا تقعدي تخفي و تتصنعي , احكي كل شي , ههههههههههه ..
ابتسمت غيداء بجانب فمها : و الله كنت ناويه احكي كل شي , بس جد هاد الشي كل ما اتذكره بستحي من حالي , و جد بتمنى الارض انشقت و بلعتني و لا عملتها .. و بعدين هاي ذكرياتك , و ليش جايبه سيرة ذكريات غيرك ؟!!!
رجاء بذهول : لهدرجه الموضوع كبير ؟؟!! و الله شوقتينا , يلا بلا تهرب و احكي شو عامله , بعرفك اساس البلا ..
نداء بذهول اكبر : ولا انا مقلديتك كمان ...
غيداء : صدقي هاد يلي صدمني , انا كنت حكيت لك عن الموضوع و خطتي , بس انت تعمليها , و لا عشان مين عشان ..
قاطعتها رجاء زاجرة : غيدااااااااء ...
نداء بهدؤ : لا عادي رجاء , خليها تحكي يلي بتفكر في , ما انا هيك هيك رح اعرف , اكيد كاتبه كل شي ..
رجاء : كل شي بوقته حلو , بعدين هي احيانا بتزودها ..
نداء كتغير للموضوع : هسا نرجع لموضوعنا ..
غيداء : كيف تزوجت ؟؟!!
نداء : بالاول , كيف عرفتي ؟؟؟ و ليش تعلقتي في ..
غيداء بذهول : شو عرفك اني كنت متعلقه في ؟؟
نداء ببسمة : باين و واضح , بس ضل التبرير .. » تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل « نظر بتمعن لوجوه من حوله , بلحظة من اللحظات اصابه التردد , لا بل الضياع , و بدأت الاسئلة تتلاحق عليه , " ماذا يفعل هنا ", كان اكثرها تكرارا , " و هل هذا الطريق الصحيح" , سؤال الح عليه , بالحقيقة , يتجاذبه شعوران , احدهم القرف , القرف من نفسه , و القرف من الظروف التي اجبرته ليكون هنا , و الاهم القرف من الذين حوله و يترددون على هذا المكان , ام الشعور الاخر القهر , فجرح قلبه لا يشفى الا بعدما يشفي غليله و غليلها , يريد ان يبرأ نفسه , ان يثبت وجوده , و لن يحدث هذا طالما لم يسعى اليه , يجب ان يعرف الحقيقة , يجب ان يعرفها قبل فوات الاوان , فلن يستطيع ان يعيش نار كرهها بعدما ذاق هواء حبها ...
قطع عليه افكاره صوت قادم من البار امامه , و كان النادل : يا سيد بدك شي ؟؟!!
نظرات المكر و المعنى الخبيث المنعكس بكلام النادل , جعل القشعريرة تغزو جسده , و لكنه حافظ على اعصابه و اجاب بهدوء : لا , ما في شي ..
عاد النادل ليخاطبه : بس انا ملاحظ انك بتدور على شي ..
اجابه الرجل بسخرية : مثل شو ؟؟!!
قال النادل بمكر : بدك شب ؟!!
توقفت خفقات قلبه لدقيقة , شك للحظه انه يعرفه , و لكن طمئنه و بنفس الوقت اثار اشمئزازه : باين انه البنات و النسوان مو بعينك , بس ما تخاف , عندنا طلبك , هو صح مو بهاي الصالة يلي بدك اياه , بس زباينا بندخلهم على نادي تاني , في يلي بدك اياه و على زوق زوقك ..
ما ان انهى كلامه النادل و ادرك مكنوناته , كانت اعصاب الرجل المقابل له مستنفره لأخر درجاتها , اراد و بكل شده ان يلكم و يوجه له ركلات , و لكنه تماسك قائلا : كيف يعني ؟؟!!
بتلك الجملة اراد ان يعطي لنفسه وقت لتفكير , " تسأل بنفسه هل من المعقول ان يكون ضالته هناك ؟؟!!" , النادي الذي يشير اليه النادل , غالبا ما يكون خاص بالشواذ و الجنس الثالث , ثم تذكر شيء مهم جعله يوافق و يبدي حماسة للانضمام ..
قاطع شرح النادل سألا : بتعرف انك شب لماح و عجبتني , و انا هاد طلبي , بس بدي اسألك كيف رح اقدر ادخل هناك ؟؟!!
النادل : شوف هو مو شي سهل , بس الك مده و انا بشوفك , و الصراحة احنا بعجبنا الزباين يلي مثلك , دفيعه و بتعرف شو بدها , انا رح اطلب من الباشا انه تنظم و تقدر تروح هناك , بس بدك تحسب حسابك من الذي منه ..
ابتسم بسخرية و هو يشير بالموافقة.. » تشتعل القلوب فتحمر متوهجة « جعفر بصوت مرتفع : نادين ..
تمتمت نادين لنفسها قائلة : و الله ما انا عارفه ليش مركب تلفون بيني و بينه , نص حكيه الي صراخ , ما بعرف ينادي زي الاوادم , و هديك الغبية مو عارفه على شو حبته ...
عاد جعفر للصراخ بصوت مرتفع : ناااااااااااادين ..
اجابته نادين على استعجال : نعم سيد جعفر ..
اجابها بغضب : ساعه لتردي , خدي هاي الورق وقعتها فمشي معاملتهم , اما هادول تبعثيهم للأقسام المخصص ..
بدأ بألقاء الأوامر , بينما هي بين تسجل و تدون ما يكتبه , و بين تنظيم المستندات بين يديها ؛ و بينما هو يلقنها احد النصوص , التي سوف تطبعها ..
خاطب جعفر نادين المستغرقة بالعمل, بعدما تمعن بها, ثم سألها: نادين..
اجابته بشرود : نعم ؟؟
طرح جعفر سؤاله ببرود : انت ليش ما تزوجتي ؟؟
تجمدت يد نادين على القلم , ثم قالت بهدوء : ما في نصيب ...
عاد جعفر للهجوم : لسا بتحبي ابراهيم ؟؟
تكسر الهدوء الظاهر على محياها , ليشق الغضب طريقه : اولا انا ما بحب حد , و عدا هيك , اتوقع مو من حقك تسأل شي شخصي ..
جعفر : بس الكل بعرف انك ..
قاطعته نادين : اوهامك ما في داعي تناقشها , ولا ناوي حاليا تظمني للائحة البنات يلي بتعرفهم ؟؟
ابتسم جعفر : يعني مجرد ما سألت سؤال مباشر الك اتذيقتي , طيب ليش ما بتقييسي هاد عليك ؟؟
ارتبكت نادين , فسألته بحيره : نعم ؟!!
تحولت بسمة جعفر للسخرية , ثم قال : ليش بتنقلي لغيداء كل شي بصير بالمكتب ؟؟
تجمدت اوصال نادين , ثم انكرت : انا !!!! ابد , و لا بنحكي مع بعض , انت عارف اني ما بطيق عيلتهم ..
رفع حاجبيه باستنكار , ثم قال : شوفي نادين ما تنكري , و انا كنت حاس انه انت و هي على تواصل , و شو ما تنقلي لها ما بهمني , بس ملفات الشغل لا تدخلوهم بقصصكم ..
ابتلعت نادين ريقها , ثم اجابته بحذر : بس انا ما بحكي معها ..
جعفر بتأكيد ساخر : طبعا , و اذا بدك اي اخبار برا المكتب و بحياتي الخاصة ما عندي مانع احكي لها اياهم , و احكي لها على لساني , زي ما طلعت من البيت لحالها بترجع لحالها , و قصة طلاق مو مطلق , و اذا احترمت عمي و اقبلت اتزوجها , ما رح طلقها ..
نادين بغضب : بس انت وعدته تطلق ..
ضحك جعفر بمرح : هههههههههه , و بتحكي لي ما بنحكي مع بعض !!!
صدمت نادين , بينما اكمل جعفر : مو انا حقير و ما عندي ذمة و ضمير , فشي عادي اخلف بالوعد , و احكي لها بلا ولدنه خليها ترجع ..
تنهدت نادين , ثم وقفت و سألته : بدك شي تاني سيد جعفر ؟؟
ابتسم نصف ابتسامة و قال : غير انه تسمعيني صوتها , لا ما بدي ..
استفسرت نادين بذهول : نعم ؟؟
قال جعفر بأسف: سلامتك..
يتبع |