عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-14, 01:00 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الثاني





» صفت قلوبهم فابيضت «




غيداء : اااااااااااخ ..

رجاء بتهديد : بلا حجج هسا قولي شو صار من مبارح و انت بتتحججي , ساعة الوقت المتأخر , وساعة الصباح رباح , و هسا الاولاد بالمدرسة و اعملنا لك فنجان قهوة , يلا قبل ما يأذن الظهر قري شو عملتي ؟؟!!

غيداء : و الله اذني بتزني , خير اللهم اجعله خير ..

نداء بمزاح : قلت ناس ظالميتهم , هههههههه , هسا بالله قولي نشفت ريقنا و احنا نسأل من مبارح ..

غيداء : يعني هسا انت مو كاتبيته ؟!! ليش ما نقرأه احسن ؟!!

نداء : لا و الله مو كاتبته , حكت لك شو قرأت ..

غيداء : و شو كاتبه كمان ؟؟!!

نداء : هسا بقولك , بس انت احكي لي شو عملت ؟؟!!

رشفت غيداء رشفة من فنجان القهوة ثم بدأت تتحدث قائلة : بعد فترة من لما فقدت اجري ..

الاء بتسأول : بدك تحكي من اول حياتك ؟؟!!

غيداء بتبرير : لازم قبل احكي ليش بالذات جعفر يلي شدني , و وصلت و عملت يلي بدكم تعرفوا ..

نداء بحماسه : لأ قولي , قولي كل شي , انا نفسي اعرف كل شي ..

اكملت غيداء : المهم بعد فترة من بتر رجلي , اجى عمي احمد على الحارة و معه ولده تايه , الولد معالم وجه كانت جامده , يعني ما كان يبكي مثلا , هو صح مو صغير و عمره 13 سنه , بس برضه كان لازم اقل ما فيها يكون خايف , بس هو كان ابدا ..

رجاء : اه و الله , جد من اولته و جعفر طبعه جاف

قاطعتها غيداء قائلة : المهم عمي سأله عن بيته و الولد ما كان يجاوب , سأله عن اسمه و كذلك الامر , و كأنه مو هامه شي , تيته طلبت منه يبعثه على الشرطة , بس عمي و قلبه الحنون ما قدر يعمل هيك , و حكى من هون لساعتين بحكي كل شي ... بصراحة الولد كانت اثيابه غاليه , و باين انه مرتب , و كانت تيته خايفه اهله يتهموا عمو انه خطفه , على كلا الولد ما كان يقبل يقول او حتى يتفاعل , سأله عمي اذا بدك نوديك على الشرطة , بس جعفر وقتها هدده اذا عمل هيك رح يهرب منه , و وقتها عرف عمي انه هارب من البيت , قرر انه رح يتصرف , و فعلا بلغ الشرطه يلي طلبت انه يضل الولد عندهم لحد ما يلاقوا اهله ..

نداء : هسا المهم , شو صار بينك و بينه ..

غيداء : جايتك بالكلام , كنت بس بدي فهمك وضعه ..

نداء : طيب افهمت , يلي بعده ..

غيداء : بعد ما مر يومين و الولد عندنا , و اهله مو مبينه اراضيهم , قررت اني اروح و اسأله , مع انه جربت رجاء و طنشها , بس انا قلت خليني اروح ...




» فجوة زمن «




تقدمت الطفلة الملقب بكماشة و هي تتعثر بخطواته , فبعدما بترت رجلها استعاضت عنها بعصا تعرج عليها , من ذلك الفتى الجامد , و خاطبته بود : ما بدك تحكي شو اسمك ؟!!

واججه صمت و نظرت عدم اكتراث , فعاد لسؤاله : خايف من شي ؟؟ اسمع عمو ما رح يخلي اهلك يضربوك او يأذوك , اساسا هو ..

قاطعها الفتى قائلا : مطوله و انت تحكي ؟!! صرعتي راسي ..

نظرت اليه الفتاة بتعجب : انا كنت بدي اطمنك و ما تخاف ..

الفتى بجفاف : و ليش بدي اخاف ؟!!!

صمتت كماشة بحيرة , ثم قالت : شو رأيك تطلع تلعب معنا ؟!!

الفتى بسخرية : معكم ؟؟!! ليش انت بتقدري تلعبي ؟!!!

قال جملته الاخيرة باستحقار , مما استدعى من كماشة النفور التام , فقالت له : على الاقل ما بعمل حالي مسكينة و قاعده عند ناس ما بعرفهم و محملهم جميلة , انت اساسا مثلك مثل الشحاد ... و انا فقدت رجلي و مو زعلانه , بس انت مو فاقد شي و زعلان , انقلع من عندنا اذا مو عاجبينك ..

التفت الفتاة خارجه و دموعها متحجره بمقلتيها , خرجت و لم ترى نظرة الاعجاب من ذلك الفتى ..




» فجوة زمن «




نداء بحيرة : انا مو فاهمه شي بصراحه , يعني على شو عاجبك ؟؟!! واحد جفص الصراحة ..

غيداء : بتعرفي بوقتها حقدت عليه , بس بعد فترة صرت احمد ربي انه بحياتي ..

الاء بسخرية : تحمدي ربك انه حد بشرشحك ؟!!!!!

غيداء ببسمة : لا يا هبله , جد ما ازنخك , قصدي انه لو ما كان معطيني هاي الشحنة و مسخرته علي , كان ضل موضوع فقدان رجلي موضوع حساس معي ...

رجاء : شو هالمنطق الاعوج ؟!!

نداء : لا انا فاهمتها , قصدها بجوز انه الكل كان خايف عليها و مراعي مشاعرها , و اي حد بفتح الموضوع بشكل مباشر اكيد رح تبكي , و الواحد بضمن اهله ما يجرحوه بس الناس الثانية بدها اي نقطة ضعف لتطعنها ..

غيداء بتشكيك مازح : متأكده انك فاقده الذاكره و لا بتتهبلي علينا ..

نداء : فقدت ذاكرتي مو ذكائي يا غبية ..

ضحكن جميعهن , ثم قالت غيداء : جعفر قد ما كان يتزانخ علي خلاني ابلد و اتمسح كمان ..

نداء : طيب ليش حبتي ؟!!

رجاء : اتوقع يومها طلع و لعب مع الاولاد صح ؟؟

غيداء : اه صح , و ليش حبيته , فلانه ببساطه , انا عمري ما شفت مثلكم جعفر يلي بيصرخ و لسانه جارح و ما بعرف يجامل , بشوف جعفر تاني ..

نداء : يلي هو ؟؟!!

غيداء : شو هاد ؟؟!! نازلين اسأله في .. ليش هو كله عني ؟؟!! يلاه دورك ..

رجاء : لا ما في وقت هسا , يا دوب نجهز الغداء ولا الاولاد واصلين ..

نظرت نداء لساعته : وااااااااااااو كل هاد الوقت صار مار ؟!!!!




» تعكس قلوبهم زرقة هدؤهم «




اخرجه رنين هاتفه من دومة افكاره , فبين شوقا لها , و ندما على فراقهم , و استنكار لرد فعلها , كان تلك الامواج تتقاذفه و تأرجحه , فرحب بذلك الزائر , فالتقطه , و ظهرت معالم التفاجئ على وجهه , ثم بددتها معالم التردد , و اخيرا حسم امره و اجاب ...

طارق بصوت هادئ : شو جابنا على بالك ؟!!

صوت مرح : الواحد ما بشتاق لاخوه ؟؟!!

طارق : و الله يلي بعرفه انك حددت خيارك , و نقيت الطريق يلي بدك اياه , ليش بترن علي هسا ..

اكمل الصوت الرجولي بنفس المرح : الواحد ما بقدر يتراجع عن غلطه ..

واجهه صمت طارق , ثم سأله طارق بحزم : زياد لا تتهبل علي , لشو متصل ؟؟ شو بدك ؟!!

زياد : زي ما قلت لك , انت ليش ما عندك ثقة بخياراتي بالحياة , انت عارف انه مو سهل اترك شي كل عمري يا بشوفه او بساعد فيه او بعمله , بس انا تعبت و محتاجك ..

طارق بتردد : بشو محتاجني ؟؟!!

زياد : انت عارف انا لو تركته و ابعدت رح يرجع يجيبني و يضغط علي لاوافق , و انا بصراحة بدي حد جنبي يقويني , و غير هيك انا متاكد لو اجيت عندك مستحيل يحاول يزورني او يشوفني ..

طارق : طيب سافر برا ..

زياد : لأ انا بدي ضل هون , ما بدي اهرب حتى اعيش , بدي اكون شخص نظيف و واضح , بكفي رعب و خوف ..

طارق : و المطلوب مني ..

زياد : بدي اعيش عندك فتره بس ..

اراد طارق و بشده ان يرفض , لكن بحكم طيبته المعتاده , و ايضا لمح طرف دخول لرجاء و استجدائها لتعود اليه , اجاب : ماشي , متى جاي ؟؟!!

زياد : يعني مو مطول هي فتره مو اكثر ..

طارق : خلص تمام , لما تزبط امورك قولي ..




» اسودت قلوبهم فهي اشد قسوة «



عباس بتساؤل لنادله : يعني كيف شفت رد فعله ..

النادل : كثير اتحمس , و باين عليه انه الفكره هاي عجبته , هاد اذا مو اساسا زي ما قلت لك ليلى , شب ما اله مزاج بالبنات ..

عباس : و احنا بنخدمه بعيونّا , مزاجه علينا , بس المهم يدفع ..

النادل : بيدفع , و فوق هيك بيعجبك رايق و ما شغل مشاكل وجعة راس , يعني زبون نظيف ..

عباس : يعني لوين مداه ؟؟!!

النادل : هو ما بينزل غير مشروب الضيافة , شكله ما اله على الخمر كثير , و ما بحب يروح فاقد , بس بتحسه جاي عشان الشباب ..

عباس : انا ما بعطيك امر التنفيذ , الا لما أتأكد من زهير ..

النادل : خلص و انا ما برد له جواب الا لما تأمرني ..

عباس : اذا زهير وافق , بدي تشتغلوا عليه صح , شكله جدا جذاب , يعني بدي تجندوا و نستفيد منه , فاهمني انت ..

نادل ببسمة خبث : اكيد سيدي ..




» كلما اصفرت قلوبهم زاد بعدهم «




كم كره تلك المعاملة الجافة منها , لم يتصور يوما ان تستنكر وجوده , لا بل جعلت صدمته مضاعفة , استنكرت وجوده و رحبت بوسيم , لطالما كان يعرف ان لا مستحيل مع تلك المعجزة , للحظه تردد بخططه التي اقدم عليها , و لكن الخوف بعيني اخيه جعله يحسم امره , لا يريد ان تعود لتستبد بهم مرة اخرى , فرغم يقينه من سوء فكرها و افعالها الخرقاء , الا انه لم يستطيع يوما ان يوقفها , لا بل لم يطاوعه قلبه ليأخذ اجراء حازم مع تلك الافعال , أثر اسلوب الاقناع , الذي لا يستأخر و لا يستقدم خطوة معها ...

قاطع افكاره صوت مرتفع لعيارات نارية , و صوت يصرخ منادي : كريم بسرعة في هجوم علينا ..

قادته افكاره و سرعة رده , ليسر على الخطة الموضوعة , فواجههم بحزم و اقدام , كان يطلق العيار الناري بلا تهاون , فيصيب به و يتقدم باصرار نحو مكتب رئيسهم , و صل اليه فوجده مفتوح , مع تعالي الاصوات و الصراع المحتدم , لم يشعروا بدخوله , فاطلق على اولهم الذي كان يواجه سلاحه نحو هارون فارداه قتيلا , ثم بكل حزم ضرب الاخر الذي يتصراع مع هارون بمؤخرة سلاحه , فسقط مغشيا عليه , اسند هارون الذي يلهث , ثم حاول اخراجه , و لكنه مانعه بصوت مرتجف ..

هارون : الاوراق ... المستندات ... طلعهم ...

قال بحزم : لازم نطلع , هسا بكبسوا الشرطه على البيت , و عدا انه البيت والع نار..

اصر هارون : طلعهم بالاول ..

ثم اشار بيده نحو الجدار , الذي وجد به فجوة , فتبين له ان احدى حجاره لم يكن الا باب صغير متقن الصنع ليشابه الحائط , تلك الفجوة تحتوي العديد من الاوراق , هيء له ان ما كان يفعله هارون قبل ان يدخل الرجلين , هو اخراج هذه الاوراق , و هي سبب شجاره مع ذلك الرجل ...

اخرجها ثم وضعها بداخل قميصه مثبته بزنار خصره , و عاد مسرعا نحو هارون ليخرجه ..




» تتورد قلوبهم خجلا «




ربما تسر الاعين عندما ترى الفرح , فكم هو جميل خبر الولادة او النجاح او زواج و غيرها من الاخبار السارة , و لكنها جميعها ليست اجمل من مشهد مجموعة من المصلين قد اصطفوا للصلاة وصوت تكبيرهم او تمتمات تعبدهم بالأرجاء , ينشرون طاقة من الايجابية و صفاء الروح , سواء شاركتهم ام شاهدتهم لا بد ان ينالك جانب من هذه الشحنات المفرحة , فالصلاة غذاء الروح , هذا ما كانت تفكر به نداء اثناء تسبيحها و استغفرها بعد صلاة العشاء مع اخواتها , فهي تحب ذلك الوقت عنما يصلينا جماعة , لا بل تشتاق اليه , و صوت رجاء يزيده للصلاة روعه , ظهرت الابتسامة على وجهها حين ادركت انها احبتهن فعلا , فلا يهم هل ستستعيد ذاكرتها ام تبقى هكذا , فهي على يقين انها تمتلك عائلة و لا اورع , و من المستحيل ان تخاطر مره اخرى و تنساهن , في تلك اللحظة حضر ببالها الغائب الحاضر , الذي يستملك معظم اوقاتها بالتفكير , واجهتها مجموعة من الهواجس , و اغلبها حول عدم اتصاله , قلقت جدا عليه , لا بل نبضات قلبها تزداد كلما فكرت بها و تضطرب ان تصورت مكروها حدث له ...

قطع سلسة افكارها صوت غيداء : شو ما بدك تحكي لنا شو كتبتي بدفترك ؟!!

نداء : وين رجاء ؟؟

الاء : راحت تنيم اولادها ..

غيداء : طيب بلشي هسا بترجع ..

نداء : اول شي انت ما حكتي لنا شو عملت كيف رح اقدر اقولك , لازم نعرف ..

غيداء : لا و الله ما انا حاكيه شي , بالاول انت قولي شو كاتبه و انا بعدين بقولكم ..

دخلت رجاء : اوووووووه هاي فيها حلفان , كل هاد خايفه ؟!!

غيداء بثقة : لا مو خايفه , و بعرف انه يلي عملته مو حرام , بالعكس عين العقل , بس بدي اعرف شو كاتبه نداء ..

رجاء : خلص نداء انت احكي شو كاتبه بس اول شي و بنخليها تحكي بعدين ...

نداء : اوك دقيقة , خليني افتح المستند و ابلش لكم من بعد يلي حكت لكم عنه ..

غيداء : ليش ما تقرأي من اول ..

ابتسمت نداء نصف ابتسامة , ثم قالت : كله حقد و غل عليه , و شويت صفات و وصف لكرهي اله ..

عم الصمت بارجاء الغرفة ..

سألت الاء بتردد : يعني رجعتي تكرهي وسيم ؟؟!!

نداء ببسمة : ابدا ..

نظرت اليها غيداء بذهول و قالت : طيب مو خايفه اقل شي منه ؟؟!!

نداء : بالعكس , ما بحس بالامان الا لما يكون معي , يعني صح مرتاحه معكم و الله بحبكم , بس حاسه شي ناقصني بغيابه ..

حضنتها رجاء بود , ثم قالت : قلب المؤمن دليله ..

غيداء بمرح مصطنع : بلا قلب بلا بطيخ , خلينا نعرف شو كاتبه ..

بدأت نداء بالقراءة : من الطبيعي ان يسيطر التردد الشديد على غيداء عندما اقدمت على تلك الخطوة , و لكن عندما فعلتها لم يكن لدي ادنى شك , فان على بعد خطوة من تحقيق حلمي , تلك الرغبة العارمة بالانتقام لم تترك لأي مشاعر اخرى اي فرصة بالنجاة , كانت تبيدها قبل ظهورها , و لا بد ان اتخلص منها فما عدت استطيع التنفس بسببها , فكانت حلول غيداء لحبها الجارف هي حبل نجاتي من كرهي الاعمى , لكن ما كنت متخوفة منه رفض ذلك الشقي , فرغم يقين الجميع بقسوة جعفر و قلبه الصلب و لسانه الجارح , لكني على قين كل صفاته تلك لا تعد قطرة من جحود ذلك اللعين , و لكن ما يعزيني قليلا , يقيني بان عمي الحبيب لن يتنازل عن تحقيق مطلبي حتى لو كانت النتيجة ان يتبرأ من ذلك اللعين , ربما انتقامي لن يكون عالي المستوى , و لن يشفي غليل قلبي , و لكنه افضل من لا شيء , كانت تلك الافكار تسيطر علي بوقتها , و سرقتنا بملكوتها , بينما قدامي تتأرجحان على غصن الشجرة , تلك الشجرة التي طالما استهواني تسلقها ...




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰




فتاة بالربيع من عمرها , و لنكن دقيقين في بداية العقد الثاني من عمرها , تجلس على غصن شجرة صلب , ساعدها على تسلقها بنطالها الجينز , فكرها السارح لم يجعلها تلتقط الزائر للمنزل القديم , بينما هو يتقدم تعلق نظره بتلك الفتاة , التي لم تتوانى يوما عن ان تكون الند الاصلب و الاكثر تماسكا له , توجه نحوها و هو عاقد النية على نقاشها , يريد ان يعلم هل تم وضعها تحت الامر الواقع , ام قد خيروها ..

خاطبها بهدوء : مو كبرت على هيك حركات ..

صوته و رغم هدوئه سبب لها فزعا , جعلها تتأرج مهتزة على الفرع , و عندما لم تستطع التوازن , كان لا بد لها ان تسقط , و لكن منع ذلك الحدث يده الداعمة , ثبتتها ثم انزلتها بحزم نحو الارض ..

قال بتأنيب : انت ما بتتغيري ؟؟!! كم سنه الي ما شفتك ؟!!! و لساتك على ولدنتك ؟!! انت بنت , فاهمه شو يعني بنت ؟!!!!!!

صدمت رؤيته , و خوفها من السقوط , و افكارها السابقة الجمتها , كلها اجتمعت و احلت عقلها لصفحة بيضاء , فعاد لمخاطبتها قائلا : ما بتوقع انه تكوني مؤهلها لتكوني امرأة , فكيف رح تقدري تفتحي بيت و تكوني زوجه ؟؟!! اكيد ابوي خرف ..

تلك الكلمات القليلة جعلت عقلها يعود لوتيرة عمله النشيط , فقالت بهجوم : ليش ما تكون انت يلي مو قادر تتعامل مع زوجه و بيت , و لا خايف مني ؟؟؟!! اكيد بدك وحده تكون ممسحة زفر , لانه اي وحده فيها عقل مستحيل تقبل فيك ..

قال بود : يعني انت ما فيك عقل ..

سألته : نعم ؟؟!! شو قصدك ؟؟!!

اجابها بثقة : يلي عرفته من ابوي انك وافقتي تكوني زوجتي , يعني ما فيك عقل ؟!!

صمتت لم تستحضرها اي فكره لتجيبه , و لكن عادت و استجمعت شتات نفسها قائلة : انا بكره كل الرجال , بس لما افكر من اكثر شخص بكره فيهم بكون انت , فقررت ليش ما اتزوجك و اكرهك عيشتك ..

قال بسخرية : و ليش مفكره رح اتزوجك ؟؟!! انا لما اتزوج بدي وحده مو مسحة زفر , بس اقل ما فيها ما بدي معقدة كارهه للحياة ..

التفت ليخرج , و لكنها اوقفته قائلة : لكان رح اتزوج وسام ..

تلك الكلمات الاخيرة , التي كانت لها اخر حل و ابعد ما يكون عن الواقع , كانت له هجوم صريح , لا بل كانت اكبر لعنه تحيط بحياته , التفت اليها و ملامحه اكتساها الجمود ..

قال بحزم : ما رح تقدري .. انت عارفه انك رح تظلمي ..

اجابت بحقد : بس ما رح يرفض ..

قال : ما رح تعملي في هيك ..

قالت : استنى و شوف ..

قال : ما رح يوافق ..

قالت : تراهن ؟؟!!

صرخ بهستيرية : فهمني اجنانك لوين رح يوصلك ؟؟!!

قالت بسخرية : ما تخاف , اذا في شب بالدنيا كلها رح احبه , ما رح يكون الا وسام .. ما رح اذاي لا تخاف ..

قالت اخر جمله و ضحكت بلؤم , امسكها من ذراعيها , ربما جنون الفكرة التي تتحدث عنها , و ربما قهره من سخريتها و ضحكها , ربما حقارة تفكيرها , اجتمعت لتفقده صوابه , بدأ يهزها بعنف ..

قال : انت ما بكفيك ؟؟!! لوين بدك توصلي ؟؟! عاجبك الوضع يلي انت في ؟؟!! احكي لي شو بدك , قولي ؟؟!!

قالت بين لهاثها و اسنانها التي تصتك من قوة رجه لها : اذا خايف عليه .. و اذا شايف انه لازم حد يوقفني ... فيك توقفني ..

تجمدت يداه , لا بل كل اوصاله , ثم خاطبها بتساؤل : انت ليش مصره تتزوجني ؟!! على شو ناوية ؟؟!!

قالت له بكره : بدي اكرهك حياتك ..

سألها بحزم : ليش كل هاد ؟؟!!

قالت بسخرية : ها ... ليش ناسي ماضينا ؟؟!! بدك اكثر من هيك ماضي ليكون سبب ؟!!!

نظر لها بصمت , ثم قال : انا ما كنت متخيل انك حقوده لهدرجة ؟؟!!

ابتعدت عنه بعنف , ثم قالت : و مستحيل انا انسى بيوم ثأري ..

اوقفها قوله : بعد يلي سمعته متخيل تعملي اسواء المصايب , و ما رح ينضر منها الا يلي بحبهم , لهيك استعدي لتكوني اسيرتي ..

قالها ثم غادر , كانت لها مفتاح الفرج , و له بوابة زنزانة اقفلت ..




̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰




عم الصمت بالأرجاء , بينا اكتسى الذهول وجه كلا من رجاء و غيداء , بينما كان الاصفرار من نصيب الاء , و الحيرة و الضياع استملك وجدان نداء , اخرجهم من صمتهم , سؤال نداء ..

نداء : انا كنت سيئة لهدرجة ؟؟! طيب شو يلي خلاني افكر بالانتقام ؟؟!!

واجهتها وجوه مصدومة , لم تستطع استبيان منها شيء , فهل كرهوها بعدما علموا خفايا نفسها ؟!!

قطع سلسة افكارها السوداء , صوت رجاء الهادئ : يلي متأكده منه , انك كنت اكثر انسان طيب , و مستحيل تحقدي من دون سبب , بس يلي خلانا نتفاجئ انه صح بينكم مشاكل و كنت انت و هو ناقر و نقير , بس مو لدرجة انتقام و صيغة الكره هاي ..

نداء : يعني انتوا ما بتعرفوا ليش كنت ناويه انتقم ؟؟!!

غيداء : انت عمرك ما حكيتي انك ناوية تنتقمي , صح تنقهري او تزعلي اذا جبنا سيرته او مدحنا , بس تنتقمي ؟!!

رجاء : يلي مستغربته , انه انت مستحيل تقبلي تسمعي شي عاطل يصير مع وسام , فما بالك تتهددي وسيم انك رح تأذي ؟!!!!!!! يعني جد بيلي مكتوب حطيتي عقلي بكفي ..

الاء : بجوز جد كنت ناوية تتزوجي وسام ..

نظرت اليها نداء بصدمة : وسام ؟؟!! وسام نفسه يلي هو اخو وسيم , صح ؟؟!!

نظرت نحو رجاء و غيداء سأله , اللواتي كنا ينظرن لالاء بتأنيب : ليش انا كنت احب وسام ؟؟!! طيب ليش تركته و اتزوجت وسيم ؟!!

وضحت لها غيداء : لا حبيبتي لا تصدقيها , انت ما كنت تحبي , وسام ما كان يعني لك اكثر من انه اخ صغير ..

نداء بشك : بس انتوا اشياء كثير ما كنت تعرفوها عني , بجوز ..

قاطعها صوت رجاء المطمئن : اووووووووووش , بلا افكار سوده اليوم , و يلا سكري اللاب توب , بكفي اليوم , بكرا بنكمل ..

ثم سحبته منها رجاء , فطالبتها نداء : لا خلي معي ..

اجابتها رجاء بحزم : مستحيل , لانه رح تبلشي تقرأي و رح تعبي حالك , و ما رح تفرق يوم و لا يومين , كل يوم رح نقرأ مع سوى , اما تقرأي لحالك هاد شي مو مقبول ..





استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

و لنا لقاء باذن الله

لكم كل الود و المحبة







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس