عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-14, 01:58 AM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



بدي شوف تعليقات كثييييييييييييييييييييييي ييييير , رجاء حتى لو نقد , انا صدري رحب
و طبعا اسفه على التأخير , بس الجزء يلي بنزله مو قليل كل مره





الفصل الثامن




الوقت و الاولويات , كلمتان تحددان الكثر من امور حياتنا , ربما نشأ جيل لا يقدرهما , و لكن ذلك لا ينقص من اهميتهن ابدا , تأمل قليلا , ديننا الحنيف مبني على هذان الاساسان , فلصلاتك وقت محدد و لصيامك وقت و لحجك وقت وسجل اعمالك يبدا بوقت معين فتحاسب بدئا منه , اما الاولويات لم تكن ببعيدة عن ديننا , فحدد منازل من تحب و من تطيع و كيف تتنقل الاولوية من شخص للأخر , فمثلا اولوية بعد حب الله ان تتنقل لما حرمه و اباحه ؛ و ايضا اخذت الأولوية منحى , كيف تتعامل بعلاقاتك التجارية و الاسرية و الخ , حتى بالورث والفرائض و السنن , و لسنن درجات تحدد الاوليات بينها, و بالصدقة من الاولى بها , هذا و غيره في دين منظم دقيق يرسل لك رسائل على مدى عمرك , لتكون شخص سليم مسؤول جاهز لتقبل العالم و التعامل معه ...

و تتعمق اهمية الوقت بالنفوس بربطها بان الله اقسم بالوقت بعدة مواضع بكتابه المنزل " والليل إذا عسعس(17)، والصبح إذا تنفس " التكوير (17-18) , " والفجر(1)، وليال عشر " الفجر (1-2) , و ذلك ان دل فهو يدل على انها من اعظم آيات الله , لذلك قسم لنا يومنا و شهرنا و سنتنا من راحة و اعمال و عبادات .

اما الاولويات , فهي تكمن عندها نجاح الفرد او اخفاقه , فالذي يركز على غيره قبل نفسه يخسر كل شيء , و كذلك الذي يركز على البعيد قبل القريب , و من هذا الباب اصلح قلبك قبل جوارحك , أي هناك دائما ما هو خير و الاخير , و هنالك ما هو شر و الاشر فكما يقال: "ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر، ولكن العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين".

و هذان العاملان يستنكران عامل الاستهتار و اللامبالاة , فتجد الذي لا يعرف ما يفعل و متى يفعله و من يجب ان يكون اولى بكرمه و حسن معاملته , ضائع بالحياة و ضميره مثقل , و الذي يدقق على توافه الامور و يترك كبائرها يصل للتعصب ؛ و لم اقرنهما معا الا لأنه في لحظة ما يكون الأولوية لأمر ما اعلى من الاخر , و في لحظة اخرى تعكس الاولويات , لذلك تلك امور جعلت امتحان لمقياس تفهمك و انفتاحك و توسع بصيرتك , فكن على قدر عالي من التركيز و تحليل الامور و تمسك بالأساسيات و لينا بالثانويات , فهذا هو ديننا ...



̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰

وقفت بجرأة على سور بعدما عانت بالصعود من فوق البرميل , الذي كان بجانب الحائط , تعالت اصوات الاولاد بالأسفل , ولكنها لم تبالي استمرت بالتركيز على وجهتها و السير ببطء..

قالت كماشة بخوف : رامبو انزلي , بلاش حد يحكي لأمي و تصير مصيبة ..

قالت لها رامبو : ليش خايفة , هسا بوصل اخر السور و بصير قريبة من شجرة الرمان , مو بدكم تاكلوا رمان ؟؟؟

قال لها زنبرك بخوف : لا ما بدنا ناكل , بس انزلي ..

قالت له رامبو بعدما وقفت لتنظر اليه : مو على اساس من زمان ما كلت رمان ؟؟!!

زنبرك : انا حكيت هيك بس شفت الرمان على الشجرة , بس ما كان بدي تروحي تجيبي ..

قال زهير بشجاعة : رامبو خليني اطلع عندك , و الله ما بخاف ..

قالت رامبو بحزم : انا حكت لكم من اول هاد سور تيته و ما حد بتسلقه غيري ..

زياد : عادي تيته ما بتحكي لي شي ..

كماشة بسخرية : قال ما بتحكي لي , لو تشوفك انت او هي , صدق لتقصف عمركم , و لا ام صفوان لو تعرف انكم بتسرقوا من شجرتها ..

نظرت الها رامبو بسخرية و قالت : هاي مو سرقة هاي تذوق ...

ثم قالت بفخر : قربت اوصل , زنبرك هسا رح تاكل احلى حبة رمان ..

قال زياد : و انا رامبوا بدي وحده ..

رامبو : رح جيب لكم كلكم ما تخافوا ..

كماشة : طيب يلا بسرعة قبل ما حد يشوفنا ..

جلست رامبو على السور و قالت : لا تكوني جبانه ..

اتى صوت من الجهة الاخر من السور قائلا : لا , كوني جبانه و لا تطلعي تاني مرة على السور ..

جمدت المفاجأة اوصالها , تشبثت بالسور جيدا , ثم نظرت نحو الصوت , الذي اكمل مخاطبتها : انت ليش طالعه عندك ؟؟!! و مين يلي تحت بستناكي ؟؟!!

تنقلت نظرتها منه الى خلفها , لتجد الجميع تلاشى , شعرت بالنقمة عليهم , رغم انها لم تكن لتعترف من معها , خاطبته بثقة : بدي اقطف رمان ..

اجابها بحزم : الك الرمانه شي ؟؟!! و الاهم من هيك , انت ما بتخافي توقع تنقصف رقبتك و تموتي , او تنشلي و تصيري معاقة ؟؟!! ليش ما بتستخدمي عقلك شوي , حتى لو من باب التغير ؟؟!!

قالت له بكره : انت شو دخلك , انا حره بعمل يلي بد اياه ..

نظر اليها , ثم قال بتحدي : و الله ؟؟!! اشوف كيف رح تنزلي من عندك ..

قالت له بلامبالاة : زي ما اجيت برجع ..

وقفت ولكنه منعها من التقدم عندما امسك قدميها و هزها , خافت بشدة , فعاد مجددا لثني ركبتيها لتجلس على السور , قالت بتهديد : اترك رجلي ..

اجابها بعنف : قبل ما اعاقبك ما في ..

قالت بخوف : و الله اذا وقعت لتشوف ..

قال بمكر : شو رح تعملي ؟؟!! انت الغبية يلي طلعت هناك انا ما جبرتك ..

ترك قدمها و اتكئ على سور المقابل , بقيا على هذه الحالة و نظرات المتحدية مشتعلة , الى ان قال بنصف بسمة : كل مره بحكي كبرتي , بلاقيك اهبل من اول ..

لم تعلم لما انزعجت من كلامه هذا , رغم ان شتائمهما تتعدى ذلك , و لكن تلك الجملة حفرت بصدرها مع نظرته الم عميق ..

قالت له : وسيم بدي انزل ..

اتسعت ابتسامته , ثم اجابها بود : ليش ؟؟!!

نظرت اليه بحيرة , ففي الآونة الاخيرة لم تعد تفهمه جيدا , لذلك قالت : كيف ليش ؟؟ تعبت و انا ماسكه السور ..

قال لها بمرح , استني شوي , اختفى داخل منزلهم , اعتقدت انه سوف يجلب لها ما تنزل عليه , و فعلا عاد بكرسي , ربما من الصعب النزول اليه , و لكنه افضل من لا شيء , و لكن ما زاد من ذهولها انه اسنده للحائط المقابل لها , ثم اقترب منها و ناولها بوظة , لشدة ذهولها , امسكتها منه و لم تسأله عن ما ينويه , الى ان استقر على المقعد و فتح حبة البوظة الخاصة به , ثم بدأ بتناولها ..

خاطبته بذهول غاضب : ليش ما قربت الكرسي لأنزل ؟؟!!

قال ببرود : حكت لك , مو قبل ما اعاقبك ..

رامبو : و كيف يعني ؟!!

ابتسم ثم قال : اول ما تخلصي البوظة بنزلك ..

اجابته بذهول : و افرض انه امي طلعت او عمي روح ؟؟!!

قال لها بمكر : مو مشكلتي مشكلتك , و بعدين انت يلي بأيدك تخلصي البوزة بسرعة و ترتاحي , بس نازله نقاش معي ..

قالت له بحقد و هي تحاول فتح البوظة دون ان تسقط : بس انزل انا رح فرجيك ..

نجحت بفتح البوظة و بدأت بتناولها , و بالرغم من انها نوعها المفضل , الا انه شعرت و لأول مرة بالجهد و الرعب و المذاق الطيب بنفس اللحظة و هي تأكلها , كان كل تركيزها بقضمها بغض النظر عن برودتها , و هذا كله لتجعله لا يشعر انه نال منها , او حتى عاقبها , ما ان قاربت على انهائها , و بحركة فرحة منها على الانجاز , صرخت , و لكنها الصرخة بلحظة واحدة تحولت من الفرحة للفزع , عندما كادت تسقط , ولكن يد شخص عادت اسنادها , اكتست حمرة الخجل وجه كل منهما , امسك ذراعيها بعزم , ثم ساعدها بسرعة لتهبط , ابتعد عنها بعدما استقرت على الارض , و الى اول مرة شعر كلاهما بالخجل من بعضهما , بل لأول مرة لم تعد تريد ان تكون رامبو من جديد , كل ذلك لم تعلم سره , و لكن ساقتها تلك المشاعر لتركض مبتعدة و تفتح الباب لتهرب منه ..

و لكن اوقفها صوت قائلا : نداء , ما عاد بدي شوفك على السور , و قد اعذر من انذر , و حاولي تتذكري انك بنت مو ولد ..

خرجت من غير ان تجيبه , و لكن خديها تضرع بالحمرة اكثر , ما ان دخلت بيت الجدة , حتى عالجها صفعة شديدة من امها , نظرت اليها بذهول , ولكن امها خاطبتها بعزم : اول مره و اخر مره بتروحي على بيت عمك و هو مو موجود , انا تساهلت معك كثير , مو يعني بخليك تحكي مع الاولاد يعني تفلتي , يلا انقلعي جوا على غرفتك و لا عاد تتطلعي ..

لم تسقط منها دمعة , بل تحجرت دموعها بعينيها , لفت نظرها من تقف خلف امها مبتسمة بمكر , في تلك اللحظة شعرت بالكره اتجاه سناء , ثم اتخذت قرارها , لن تكون من اليوم اختها , هي و بكل بساطة عدوتها , ربطتها بطفولتها البريئة , بأخوات سندريلا بالقصة الشهيرة , فهي مثلهن تسعى فقط لعذابها , و لكن لم تكون يوما نداء تلك الفتاة الضعيفة لتبقى صامته على افعالها الشنيعة و المؤذية ..



̰ ̴ ͂ تشويش ͂ ̴ ̰


امسكت الاء الليفة و بدأت بتنظيف الشباك , ثم خاطبت غيداء التي تزيل الغبار عن قطع الاثاث : لما اجيت علينا شفتي امي صاحية ولا لسا ؟؟!!

هزت غيداء كتفيها علامة الجهل , ثم خاطبت رجاء التي تنظف حائط الغرفة : جوجو جهزت فطور الهم ؟؟

اجابتها رجاء و هي تركز على الحائط , و تنظفها و كأن بينهما ثأر : بعد ما طلعوا الاولاد على المدرسة ..

الاء باستغراب : بس ملاحظين انه الشباب الاربعة و لا واحد راح على دوامه ؟؟!!

غيداء بقهر : من جهة جعفر , فهو اول كان كاسر عينه عن بيتنا , انه احنا بنات لحالنا , و حاليا زال الشرط , فاذا رح يلزق عندنا , فبدكن تتعودن على خلقته ..

ضحكت كلتاهما , ثم قالت رجاء بتأنيب : يعدم لي شيطانك , هو يلي بنخس فيك ليل نهار , و لا في وحده طبيعية بتحكي عن زوجها هيك ؟؟!!

ضحكت الاء بينما قالت غيداء بتبرير و لكن بصيغة قرف : ما هو يلي بعد العصي مو متل يلي بأكلها ..

قطع صوت مرح من خلفهم : مين يلي مو عاجبك يا ست غيداء , شو رأيك الكلام يوصل ؟؟!!

نظرن بانصعاق نحو الباب , فلم يجدن احد يقف , استدركت رجاء ان وسيم بلباقته حاول ان يقول جملته قبل ان يصل ليترك لهن المجال لأخذ احتياطاتهن من السترة , التي بالأساس قد اخذنها , ولكن ذلك لا يمنع ان اشكالهن تثير الضحك , فالعصب التي يربطنها للعمل , و المتوارثة عن امهن , بالإضافة لدشاديش الواسعة , و التي من اثر زمن عليها بهتة الوانها , جعلت ضحكت وسيم تنطلق بأرجاء المكان بعدما قالت رجاء بصوتها الناعم : تفضل ..

نظرت اليه غيداء بحقد , ثم قالت: يا صباح يا فتاح , الناس بتحكي صباح الخير , كيف اصبحتم , مو تتسمع من ورا البواب و تهدد , و بالأخر ضحك و شماته بكدح غيرك ..

تعالت ضحكات الاء و رجاء بالإضافة لوسيم , بعد تعليق غيداء , ثم خاطبها وسيم : لا تحاولي بأسلوبك هاد تخلني احس بتأنيب الضمير و اتراجع عن حق رفيق دربي ..

قالت غيداء بسخرية : يا زين ما خترت , و درب مبين من العنوان , اخرته جهنم و بئس المصير ..

صرخت عليها رجاء مؤنبة بمزاح : واااااااااال عليك شو لئيمة , انت يلي استهدي بالله , خلي صباح خير ..

قال وسيم بمرح : مشان الله اعدوها انت و الاء شوي , و الله حالة جعفر معها بتصعب على الكافر ..

نظرت غيداء نحو رجاء بحقد , ثم قالت : انا من زمااااااااااااااااااان غاسله ايدي منك , من و احنا اصغار بتعاملي وسيم احسن منا , انا ما الي الا احرش طارق عليك ..

الاء بمرح : ولك اتركي العالم من شرك , شغل فتن بس ..

قال وسيم بمرح : شو وينها نداء عنكم ؟؟

قالت غيداء بمكر : قول هيك من الصبح , بلا جعفر بلا صعبان عليك ..

ضحك وسيم بود : يا بنت الحلال , غلط اذا سألت عن زوجتي , حتى هاي فيها شي ؟؟!!

اجابته الاء بود : لا تسمع منها , هاي مكيوده , انا شفتها صحيت , بس ما بعرف وينها , لأني نزلت هون , بجوز ظلت بالغرفة , روح شوفها ما في حد غريب بالبيت ..

ابتسم وسيم ثم قال بمرح بينما يغمز بعينه عند جملته الاخيرة : طيب الله يعطيكم العافية , ما عرفتكم نشاط و حيوية على الصبح ..

قاطعته غيداء : قول ما شاء الله ..

صرخ بمرح بينما كان يبتعد عنهن : ما شـــــــــــــــاء الله ..

قالت رجاء بيأس : ولك انت ليش ما تحلي عن الرجال , و لا ليكون لسا شاكه انه هو سبب فقدان نداء الذاكرة ..

قالت الاء بسخرية مرحة : المشكلة لحالها بتعمل سيناريو و بتخرجه و لا كمان بتصدقه و بالأخر بطلع معها مقتبس عن قصه حقيقة ..

ضحكت غيداء بمرح : لا يا ويلكم من ربنا , اساسا انا بس قرأت مذكرات اختكم المصونة , حمدت ربي انه لسا صابر عليها ...

الاء بحزن : اه و الله نداء معجبه عليه ..

وصلهن صوت امهن تنادي , فأجابت رجاء بعدما تركت ما بيدها : نعم ماما , في شي ؟؟

عادت بعد ثواني لتقول : بسرعة امكن معصبة , بتقول تعالي و جيب خواتك , بسرعة , الله يستر ...

غيداء بتذمر : هالمره كانت مكبوتة بأول حياتها , و حاليا اي شي بعصبها ..

حاولن اخفاء ابتسامتهن و بلع كلام التأنيب المستحق لغيداء .


» تتلألأ القلوب البنفسجية بالأمل «


بحث عنها بغرف المنزل جميعها و لم يجدها , التفت نحو اخيه طارق مبتسم : صباح الخير ..

اجابه طارق ببسمة : صباح الورد ...

سأله وسيم : شو اخبار زياد ؟؟

تنهد طارق بتعب : مبارح تقريبا ما نمت , ارتفعت حرارته فجأة , ما نزلت الا وجه الفجر , و المسكينة رجاء تلفت و ما قدرت اخليها تسهر جنبه , فقلت باخد اجازه و بسهر معه ..

قال وسيم بود : الله يشفيه و يعطيك العافية و الاجر , و ان شاء الله هسا احسن ؟!!

قال طارق : لا احسن بكثير , وين كنا و وين صرنا , هو لان جسمه هزيل و تغذيته كاينه عدم , لهيك مقاومته مو كل هالقد ..

قال وسيم بمواساة : الله يشفيه و يشدد من حيله يا رب ..

طارق : امين

سأله وسيم رفعا للعتب , لا انتظارا للجواب : شفت لي نداء ؟؟!!

طارق ببسمة مرح : لا هاي بدك تعذرني فيها , و الله اني بلا زوق , حرمتك من زوجتك بعد غياب ..

وسيم بحيرة : كيف ؟؟

طارق بنفسة اللهجة : طلبت منها تساعدني , لأنه دورت على رجاء بالجناح ما لقيتها , كنت بدي اعطي زياد ادويته , و هسا هي عنده لحد ما انزل افطر و ارجع , تعال شاركني ..

لم يدرك طارق تغير معالم وجه وسيم , بينما اجابه وسيم متعجلا باتجاه الغرفة التي بقطنها حاليا زياد : لا صحتين , باكل مع نداء بس ننزل ..

لم يدرك التعليق الفكاهي لطارق , و لم يحاول اساسا ان يسمعه , فدقات قلبه عطلت جميع حواسه ما عدا قدميه المنطلقتين , و ما ان وصل لباب المفتوح , حتى لمحها , تجلس مقابل السرير , على الكنبة بعيدة نسبيا عنه , و لكن رغم ذلك , فقد راها بتلك اللحظة تكاد تلتصق بالسرير , فار دمه , و سألها بغضب مكبوت : شو بتعملي بغرفة زياد ؟؟!!

ارتعدت اواصل نداء عند سماعها صوت وسيم , فهي لشدة تركيزها لم تلحظ دخوله , مما زاد من غضب وسيم , بينما اجابته ببراءة : طارق كان ينادي بصوت عالي على رجاء , رحت احكي له انها مو هون , طلب ساعده , و هاد هو الموضوع ..

قطع عليها شرحها , بعدما امسك يدها و سحبها معه خارجا , حاولت الاعتراض قائلة : بس طارق لسا ما رجع ..

قال بينما يصر على اسنانه : مو مشكلتي هاي , بعدين ما رح يصير عليه شي بهالدقيقتين ..

دخل الغرفة , ثم سحب يده من على ذراعها , و كأنه تعرض لمس كهربائي فانتفض مبتعدا , نظر اليه بتركيز , ثم قال بلهجة تهديد : نداء انت شو اتذكرتي بالزبط ؟؟!!

نظرت اليه بخوف , و لأسباب عده منها لهجة سؤاله و الاهم الحرج و الحياء لذكريات التي عرفتها , قالت : و لا .. و لاااا شـ-----ـي , شو يعني بدي اتذكر ؟؟!!

نظر اليها بشك , ثم سأل باهتمام : متأكدة و لا اشي ؟!!

لتزيل نظرت الشك و تعطيه شيء يتلهى به , و بنفس الوقت لا يعد نقطة حساسة : لا بس هيك شوية ذكريات عنا و احنا صغار ..

زادت حدت نظراته , بل ظهر الكثير من المشاعر على محياه , و لكنها لم تستطيع ترجمتها و فهمها , ثم جاء سؤاله الحذر ليزيد من شكوكها : شي زي شو ؟؟!!

قالت له بحيرة : اشياء , لعب بالحارة , خواتي شوية اولاد , ناس ربطتهم و ناس وجوهم مو واضحة او مشوشة ..

قال بتشجيع : ناس زي مين ؟؟

قالت نداء بيأس : حكت لك خواتي انت وسام و طارق , يعني كلنا ..

اكمل بإصرار : بس هدول ؟؟!!

قالت له ببسمة : اه بس ...

قطعت كلامها و كأنها تذكرت شيء : اه في واحد اسمه ابراهيم , كان كويس..

اكملت بتردد بعد نظرته المحتدة : كأنه كويس .. انا شو بعرفني .. بحكي لك ما في شو واضح .

ارتسمت على شفتيه بسمة , حاول اخفائها , ثم سألها بصيغة امر : و زياد شو تذكرتي عنه ؟؟

قالت بجهل : لأ مو اتذكرت شي معين , بس وجهه على كبر كان مألوف ..

نظر اليها بذهول : على كبر ؟؟!! كيف هاي ؟؟!! اذا احنا يا دوب شفناه بشبابه , كيف انت ميزتي ..

نظر اليها بتركيز , و كانه يحاول تفكيك اجزاء احجة , بينما هي اصابتها الحيرة من كلامه و بدأ رأسها بالتخدر , ثم قال بهدوء : بجوز انت مخربطه ..

انكرت بحزم : لأ , انا بس شوفه و حتى قبل شوي بصيبني احساس غريب , زي كانه حد ضايع و بدو عليه ..

اشتعلت عينيه , ثم قال بفحيح : حد ضايع و بتدوري عليه ..

اشارت بإيجاب بخوف بينما تتراجع و هو يتقدم : ا .. اااا .. اه ..

امسك ذراعيها و ثبتها نحو الباب : هو يلي بدوي عليه .. صح ؟؟!! هو ؟؟!

لم يسمع جوابها او تبريرها , بل انقض على شفتيها مقبلا اياه بعنف , و كأنه يعصر غله بفمها , بينما هي المفاجأة شلت حركتها , و استسلمت لشجون العواطف معه , عواطف كاسحة غريبة عليها , فمنذ فقدان ذاكرتها و وسيم يتجنب اي احتكاك معها , بل لم يسعى يوما لتقرب , رغم استهجانها للوضع , و لكنها خافت و احرجت من سؤاله عن سبب وجود غرف مستقله لكل منهما , و تلك الحيرة انقشعت مع المستجدات التي عرفتها مؤخرا , كل ذلك لم يدر بخلدها الا بعدما صفع الباب وسيم خلفه قائلا : حاولي بعد هيك تدوري على حد تاني لأشوف ..








يتبع








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس