آخر 10 مشاركات
خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي (مميزة) (الكاتـب : لامارا - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          خادمة القصر 3 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رواية / قبلة الموت ..../مجدد .. فجر عبدالعزيز (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )           »          عنـــاق السحــاب (الكاتـب : تيّـرا* - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-19, 12:20 AM   #1

حسن التازي

? العضوٌ??? » 439344
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 61
?  نُقآطِيْ » حسن التازي is on a distinguished road
Rewity Smile 2 طفل يركب جناح الريح



أذكر أنها كانت برودة غير عادية للغاية , بل وطقسا قطبيا ذلك الذي حل بقريتنا..................في ذلك التاريخ.
هناك......
بسفح الجبل حيت تنتشر منازلنا المتفرقة على مرأى العين ,وهي جميعها تشترك في طابع بؤس وفقر غير مخفي أبدا , وبالكاد كانت تتعالى الأدخنة منها معلنة فترات دفئ مبتورة لقلة حطب التدفئة
والدتي (الماما) كما تعلمت مناداتها, كانت تعدل ساعتها ملابسي بباب المنزل , وتغلق علي من كل الجوانب منافذ البرد, فيما كنت ألعب بقدمي أمامها, وحين أزعجتها حركتي وأعاقتها قالت غاضبة:
-هل تتوقف قليلا لأصلح هندامك ما كل هذه الشقاوة
ميلود هو والدي, وهكذا تعلمت مناداته دوما حتى صرخ في وجهي يوما وهو رفقة بعض أصدقائه:
-ألا تقول أبي أو بابا كالأولاد هل أنا صديقك أم والدك .
وهربت منه إلى الماما ,وعدت لأناديه دوما ميلود,لا لشيء إلا لأنه أسم حفظته ويعني بالنسبة لي والدي لا غير.
كان شابا قرويا يافعا لم يوخط الشيب رأسه بعد وكان محبا بشدة للماما المتعلمة
أكملت الماما تعديل لباسي واطمأنت على دفئي , ثم أضافت معطفا بلاستيكيا غطتني به وغطت به المحفظة الدراسية المعلقة على ظهري , وحزمت خيطا أخيرا أسفل ذقني , ووضعت يديها على كتفي الصغيرين وقالت:
-خد بالك جيدا في الطريق وكن رجلا.
وقال ميلود وهو يضع يديه داخل جلبابه :
-تأكدي أنه أخد معه طعامه فكم من مرة نسيه فوق الحصير.
ورفعت الماما طرف المعطف البلاستيكي وفتحت المحفظة ولوحت لميلود بكيس بلاستكي صغير به خبز ,وبرتقالة, وقارورة شاي صغيرة ,فأنفجر ضاحكا من حجم البرتقالة الكبير وقال :
-هل سيأكل برتقالة بحجم رأسه
-تعرف أنه يحب كثيرا البرتقال
ثم ردت المعطف البلاستيكي ليغطي كل جسدي العلوي وطبعت قبلة على خدي وقالت:
-هيا أنطلق قبل أن يفوتك الوقت ولا تنسى زهرة في طريقك
وقال ميلود وهو يدفع كلبتنا ليندا بقدمه ليبعدها عن جلبابه , ويحزم الحبل جيدا على ظهر حمارتنا التي سيتوجه بها إلى السوق الأسبوعي :
-لا تركب مع أي شخص وابتعد عن طريق ا لسيارات ...سر بالمحاذاة أسفل الطريق
وأجبته قائلا :
-لا تنسي إحضار بطاريتين صغيرتين معك من السوق لتشغيل اللعبة.
وقالت الماما بعيون دافئة مخاطبة ميلود :
-هو يعرف جيدا ما عليه فعله ..أليس رجلا صغيرا ؟وستحضر له البطاريتين أليس كذلك ؟
- لا زال طفلا وحبك له لابد سيفسده
وقالت الماما غير مبالية بميلود وكلامه وقد بدأت زخات مطرية بالهطول :
-هيا لا تزل الغطاء عن رأسك وأبتعد عن الطريق , وإذا توقفت سيارة بالقرب لا تركب أبدا .
-بل يهرب إلى حقول الزرع وإلا خطفوه وباعوا كليتيه
-لا قدر الله علينا هذا ..أصمت قليلا ميلود أنت تخيف الولد
-دعيه يخاف ليلتمس طريق النجاة
-بإذن الله لن يصيبه مكروه
وعادت لتقبلني من جديد ففتحت ذراعي وعانقتها كما ألفت وأنا أردد:
-كوني طيبة الماما لن أركب مع أحد
وانطلقت مشيا على قدماي فسمعت ميلود يقول :
-ألن تعانقني كما عانقت الماما..... إذا مساءا خد البطاريتين من الماما
ولوحت بيدي غير مبال , وانطلقت إلى طريق يزيد عن الأربع كلمترات بين منزلي وبين المدرسة الابتدائية الجماعية, وهي مسافة أقطعها عادة في ظرف يصل إلى ساعة وأكثر , وفي طريقي وعلى بعد ثلاث كلمترات , قد أجد زهرة بنت علال واقفة في انتظاري لتنطلق إلى جانبي .. أو أجدها رفقة أمها فاطمة ,و الأمر دوما على حسب صحة فاطمة , فإن كانت بصحة مستقرة فهي ترافقنا معا إلى المدرسة ,وتنتظرنا مساءا لتودعني أمام منطلق الثلاث كلمترات الباقية, أما إن عادت إليها آلام الظهر فترسل زهرة إلى المفترق لانتظاري و أنوب عنها في مرافقتها .
كنت في القسم الرابع الابتدائي وزهرة في القسم الثاني , و وبمجرد وصولنا للمدرسة أبتعد عنها , وأتركها مع الفتيات وألتحق بصف الّأولاد ..كانت تخجلني دوما بصندلها البلاستكي الوردي الذي يظهر قدميها شتاءا وصيفا , وشعرها المنكوش , والماما كانت دائما تردد : علال أبو زهرة بالكاد يتدبر المصروف لشراء المسكنات لزوجته لفاطمة ...أحسن الله عونه
تسارعت الزخات بشدة وقد أبتعدت عن منزلي , واشتدت قطراتها ,فالتفت إلى الماما ووجدتها دائما على مرأى العين واقفة بالباب تراقبني إلى أن أختفي عن ناظريها ,وشاهدت إشارتها لي بالابتعاد عن الطريق ,فنزلت وأسلمت قدماي للطريق كعادتي ببهجة طفولية لا تنقضي .
كنت سعيدا للغاية بالبوط الصغير (حذاء بلاستكي سميك) الذي أحضره لي ميلود من السوق الأسبوعي مع بداية فصل الشتاء , ووجدت أنه فعال للغاية في البرك المائية , فكنت أعبرها دون خوف من البلل , وأضرب فيها بقدمي انتقاما لسنوات البلل, وأشكر في خاطري الماما التي وفرت لي ثمنه وثمن المعطف البلاستيكي من مصروف المنزل.
وحين اختفيت تماما عن الأنظار, ولم يعد المنزل مرئيا هبت ريح قوية للغاية , وتحركت أغصان الأشجار بجانبي الطريق ,واشتدت العاصفة المطرية , وهلت قطرات قوية سمعت وقعها الشديد على معطفي البلاستيكي لدرجة حجبت الرؤية الواضحة عني , وكنت بالكاد قد قطعت نصف المسافة .
احترت في أي شيء قد أفعله, وبدا لي أن السيارات على الطريق بدأت تخفض من سرعتها وتضيئ أنوارها , فتوقفت من شدة المطر وقد جرت المياه أسفل الطريق و صعدت إلى الحافة لتفاديها وأكملت طريقي في صعوبة لم أعهدها سابقا .
كانت أمطارا قوية لا أذكر أنها حاصرتني من قبل ,وبالكاد كنت أشاهد ما أمامي , لكن المعطف البلاستكي أبهجني للغاية و قام بدوره كما ينبغي , ولم تتسرب أي قطرة إلى جسدي أو إلى محفظتي.
وعلى مقربة مني وأنا أسير بجسدي الصغير بمحاذاة الطريق , توقفت سيارة سوداء ,ونزل زجاج باب الجهة اليسرى وأطلت منه سيدة جميلة للغاية وتنبعث منها ملامح دفئ أبدي وأشارت لي بيدها وقالت باسمة :
-إلى أين تتجه أيها الولد الصغير في هذا المطر القوي ؟
ثم تسربت زخات المطر إلى السيارة عبر الزجاج المفتوح فقال السائق الراكب جانبها وهو يطل برأسه من جانبه ويخاطبني :
-هيا أصعد بسرعة لنوصلك معنا قبل أن تبتل السيدة معك
ونظرت إليهما نظرات مرتابة للغاية , وتذكرت قول الماما وتحذيرها المستمر , مع أني سمعت دوما من زملائي أنهم يستوقفون السيارات بالطريق لنقلهم إلى المدرسة , وشاهدتهم مرارا ينزلون منها أمام المدرسة في أمان دون خطفهم , ولا أحد منهم سرقت كليته.
السيدة بدت طيبة للغاية , وابتسامتها كانت ناعمة , وفي زحمة ترددي دارت عيناي داخل غطاء رأسي البلاستكي , ففتح السائق باب السيارة الخلفي ودعاني للصعود ,ولا أدري كيف صعدت مبهورا بكرسي دافئ لا قبل لي به , وأخذت مكاني في الزاوية قرب الباب
وقال السائق وهو ينطلق بالسيارة وبي:
-ربما سيبلل المقعد الخلفي فمعطفه مبتل عن أخره.
وأجابته السيدة وهي تتنهد بأسف عميق وتراقب عيني التائهتين في دفئ كوني :
-لا عليك ...ليس الأمر شيئا
وسألتني قائلة :
-أين تدرس
وبالكاد نطقت قائلا وأنا أضم ركبتي الواحدة إلى الأخرى :
-بالمدرسة الابتدائية الجماعية.هناك
وقالت مخاطبة السائق :
-هل عرفتها
وأجاب وهو يشير بيده إلى الأ مام
-نعم إنها أمامنا على بعد كيلومترين
وتذكرت زهرة فقلت:
-علي أن أخد معي زهرة بنت علال
وضحكت السيدة قائلة:
- ومن أين تأخذ هاته الزهرة يا زعيم
وأشرت بيدي وأنا لا أرى شيئا في الجوانب بفعل شدة المطر وقلت :
-هناك في الطريق بالأمام على اليمين
-لننتبه لها أيضا....محمود
ثم قال السائق و هو يشير بيده ناحية أسفل الطريق
-لابد أنها تلك الفتاة الصغيرة الواقفة هناك
وأنزلت السيدة زجاج الباب من ناحيتها ,فشاهدت زهرة تحت المطر الشديد حامية رأسها بمحفظتها , واقفة بمكانها المعهود , وبصندلها الوردي المكشوف عن أصابع قدميها والذي لا يفارقها , وقلت أن والدتها فاطمة لابد مريضة اليوم وعلي مرافقتها كما توصي الماما دوما ,وبدا أن عيني زهرة تركزتا على السيارة بمجرد وقوفها أعلى الطريق ,وتراجعت للخلف قليلا بذعر كبير , حتى أصبحت واقفة وسط بركة المياه, ثم نادت السيدة عليها قائلة :
-هل أنت زهرة هيا تعالي لنوصلك معنا
وكنت بالخلف بحيث لا تشاهد ني زهرة أبدا فرأيت شدة الفزع التي ارتسمت على محياها بمجرد سماع اسمها ,وشاهدتها وهي تلتفت إلى الخلف في حيرة وتوجس وحين كررت السيدة قولها
(زهرة لا تخافي سنوصلك معنا) فرت بجسمها الصغير ورمت محفظتها إلى البركة وجرت بكل جهدها جهة حقول الزرع , وزادت سرعتها حين كررت السيدة النداء, وأطلقت ساقيها للريح في هلع كبير ...... سقطت وسط الحقل , و عاودت النهوض ..وجرت من جديد دون أن تلتفت حتى اختفت وسط النباتات...
فتحت فمي بدهشة كبيرة وخوف مكنون وقلت في خاطري :
-هذا ما علمني ميلود دائما وما أوصتني الماما ما كان علي أن أركب
وبدا أن السيدة تأثرت لما فعلته زهرة فسكتت ووضعت وجهها بين يديها وقالت أسفة :
-المسكينة هل خافت منا
وخاطبتي قائلة :
أما كان الأجدر أن تطل برأسك لتطمئنها
وراقبتها صامتا بعينين هلعتين وركبتاي الواحدة ملتصقة بالأخرى
وقال السائق
-المساكين معذورون .. فأهلهم يوصونهم بالهروب خوفا من خطفهم
-ولماذا لم يخف هذا الصغير
وألتفتت جهتي فوجدتني أرتعد من شدة خوفي ,وأعزي نفسي بتدوير رأسي في زوايا السيارة وفي الجهة الأخرى زهرة مختفية وسط نباتات الزرع في جهة ما ,ومتوسدة الأرض في عاصفية مطرية شديدة كما أوصانا أهلنا فدمعت عيناها بشدة وقالت :
- المسكينة ربما لا يزيد عمرها عن تماني سنوات ولا بد أنها ستبتل عن أخرها وهذا الصغير أنظر كم هو خائف
وقال السائق
-هناك من هم أصغر منهم بكثير ..الظروف هنا صعبة للغاية ولا أعرف لماذا لا يبنون لهم مدارس قريبة
وقالت السيدة :
-هل ستبني الدولة مدرسة عند باب كل منزل ألا ترى كم هي متفرقة المنازل هنا
-إذن لا حل وهناك من سيسقط هاربا ليتوسد التراب , وهناك من سيركب ويعرض نفسه للخطر
-الخوف واجب في هذا الزمن الأغبر
وألتفت السيدة إلى وقد تسارعت دقات قلبي للغاية واحمر وجهي فقالت :
لا تخش شيئا أيها الولد الصغير سنأخذك لباب المدرسة
وقلت خائفا :
-أريد أن أنزل من فضلك
-لا تخشى شيئا
- أريد أن أنزل
-والله لن نؤذيك سنوصلك للباب ونغادر
وألتفت السائق جهتي قائلا:
طب خاطرا ولا تخشى شيئا أيها الرجل الصغير
وانطلقت دموعي بشدة وقلت:
-أريد أن أنزل
وبدأت أصرخ :
الماما أريد الماما
وقال السائق
-لننزله قبل أن يورطنا في مشكل
وأجابت السيدة لا تخشى شيئا , تحملت مسؤوليته حين أخذناه معنا ولن أنزل طفلا في هذا المطر إلا أمام باب مدرسته.
-قد يسكت قلبه من الهلع
- أسرع قليلا و لم يتبق الكثير
وأنطلق السائق وسط توسلي لهم بإنزالي وقد أحسست بسائل ساخن ينزل على فخدي وساقي دون أن أستطيع حبسه
ثم توقفت السيارة أمام باب المدرسة الجماعية ,ونزل السائق وفتح لي الباب مسرعا من جهة المدرسة, وأنزلني برفق قائلا وهو يشتم رائحة غريبة بالسيارة :
أليست هذه مدرستك ما ذا أصابك الآن
وابتعدت عنه قليلا وقلت وأنا أتنفس بعمق :
-شكرا لك سيدي
وقالت السيدة هل تأخذ قطعة البسكوت هاته إنها لك ,وإن شاهدت زهرة أعطها هاته وسلمتني قطعتين كبيرتين ثم غادرت إلى مدرستي .
زهرة لم أرها إلا في النصف الثاني ,من اليوم لأني سألت عنها بعض صديقاتها وأخبرنني أنها تغيبت للنصف الأول, ومع أن الدراسة تنتهي على الساعة الثالثة زوالا فقد شاهدت الماما وفاطمة خارجا ببهو المدرسة على الساعة الحادية عشر , وأطلت علي الماما بالقسم رفقة المدير قبل أن تنسحب وتنتظرني بباب المدرسة ...إلى غاية الساعة الثالثة
وقالت وهي تضمني والكلبة ليندا خلفها, ونحن نغادر المدرسة:
-حمدا لله أنك بخير
-ما الذي حدت
-لماذا لم تمر بزهرة اليوم ؟
وأدركت أن الأمر عظيم فلزمت الصمت
وقالت فاطمة وهي تضم زهرة وتخاطب الماما:
-لو أن المسكين حضر بوقت أقل لخطفوه أولا
-الله يستر من عنده
وسألتني الماما
-ألم يتعرض لك أحد في لطريق؟
وأجبت بالنفي
-أي طريق سلكت
-الطريق المألوف
وقالت وهي تخاطب فاطمة لابد أنه حضر حين فرت زهرة وغادرت السيارة
وضمتني إليها بقوة قائلة:
- ألا تعرف ما حدث .....
ودرت بعيني في أستغراب فأضافت وهي تصلح هندامي وتغلق منافذ البرد على جسدي
-زهرة المسكينة كانوا سيخطفونها اليوم ونادوا عليها باسمها .
وقالت فاطمة :
-لابد أنها عصابة متخصصة في الأطفال .
واصطنعت دهشة وخوفا طفوليا فقالت :
-من الآن لن أتركك وحدك أبدا ....كم كنت مخطئة
وأخذت محفظتي وأخفتها تحت ردائها الصوفي وأنطلقنا ,ومع شدة المطر لم يكن للماما معطف بلاستكي, ولا لفاطمة وزهرة وكن يحتمين بورقة بلاستيكية أحضرتها فاطمة ووضعن زهرة أمامهن , فيما قصدت برك الماء ببوطي السميك لأنتقم منها , وقطعن بنا المسافة إلى نقطة وقوف زهرة , وافترقن هناك , ثم أكملت رفقةالماما وقد قسمت معها فاطمة الورقة البلاستيكية , وفي طريقنا صادفنا ميلود في طريقه إلينا مجزوعا وهلعا على ظهر حمارتنا , وهو يستحتها بقديمه لتسرع أكثر وقد وصله الخبر الذي شاع في المدرسة و المنازل المجاورة عن عصابة متخصصة كانت ستخطف الطفلة زهرة.
وأول ما فعل أن قصدني ورفعني إليه وعانقني قائلا:
-ها أنت بخير ولك الحمد يا رب
فسألته قائلا وأنا أفتش في جيوبه
هل أحضرت البطاريتين ... ميلود
ودمعت عيناه وهو يضمني إليه ويركبني عل ظهر الحمارة رفقة الماما المبتلة عن أخرها وقال:
-أحضرت لك أربعة كاملة ياشقي
ورفعت يدي مهللا وفرحا فقال مخاطبا الماما وهو يمشي إلى جانبنا على قدميه, ويحتمي بيديه معا من شدة المطر, فيما الكلبة ليندا تسبقنا ثارة وتتأخر عنا الثارة الأخرى :
-من اليوم سنتناوب على مرافقته ولن نتركه لوحده أبدا .
ومن يومها لم أرى زهرة أبدا لوحدها ,ومع ألامها الشديدة ومرضها حرصت والدتها فاطمة على مرافقتها إلى ملتقى الطريق لتسلمها لنا , فتركبها الماما خلفي على ظهر الحمارة , وتمشي جنبنا على قدميها ............... تحرسنا جميعا الكلبة ليندا من العصابة .
أنتهى


حسن التازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-19, 12:03 AM   #2

صلاح العامري

? العضوٌ??? » 261391
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » صلاح العامري is on a distinguished road
افتراضي

قصة جميلة استاذ حسن...يعجبني اسلوبك السردي فهو يذكرني بمدرسة عمالقة الادب الروسي التي اعشقها.....الواقعية مع التعمق برسم اختلاجات المشاعر والانفعالات النفسية للشخصيات...تحياتي

صلاح العامري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:17 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.