آخر 10 مشاركات
سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          294 - لماذا تهربين؟ - كارول مورتيمر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          1041 - ميراث خطر - ستيفاني هوارد - د.ن (الكاتـب : سنو وايت - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          زهرة النار -قلوب أحلام زائرة- لدرة القلم: زهرة سوداء (سوسن رضوان) *كاملة* (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-02-10, 08:33 PM   #41

اميره باحلامي
 
الصورة الرمزية اميره باحلامي

? العضوٌ??? » 104175
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 52
?  نُقآطِيْ » اميره باحلامي is on a distinguished road
افتراضي


مشكوره ياقلبي على الروايه الرائعه

اميره باحلامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-10, 12:00 AM   #42

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

رآهما بن عن بعد , فأحضر لهما جواديهما , وكعادتها لم تنتظر كولبي أن يساعدها دارت , فأسرعت تمتطي صهوة فرسها وأنطلقا معا ,لفهما الصمت دقائق طويلة , كانت كولبي تسترق بين حين وآخر نظرة خاطفة الى وجه دارت الأسمر الذي كان يعبر بكل ملامحه عن سعادة الرجل الفخور بملكيته , هذه أرضه ,وهذه مزرعته , وهذا قطيعه , بلاده تمتد واسعة كالبحر وفيها التحدي ذاته , كانت أولا وآخرا عالما للرجال بقوتها وقساوتها لكن كولبي كانت تحبها كما يحبها دارت , دماء كينغ تجري في عروقها ,ومعها الأصرار على الحدي وحب الحياة , عنفوان آل كينغ كان يشع من عينيها ويظهر في حيوية حركاتها وشخصيتها , أنها فعلا أبنة عم دارت ! كم كانت روشيل مخطئة ! أنها تنتمي الى هذه الأرض وجذورها مغروسة عميقا فيها , ألم يكن العم سيروس يدعوها بأبنة الشمس؟
ولاحظ درت أبتسامتها الساهمة:
" بماذا تفكرين؟".
أبتسمت له وهي تحمي عينيها بيد واحدة:
" كنت أتذكر الأسم الذي أطلقه علي العم سيروس: أبنة الشمس".
وخلعت قبعتها لتتمتع بأشعة الشمس تتسلل بين خصلات شعرها , وأسرع دارت لأعادة القبعة الى مكانها.
" أنت مزعج حقا يا دارت! هل تظن سأموت نتيجة التعرض قليلا لأشعة الشمس".
وقلد دارت نبرة صوتها وهو يجيب:
"أنت مزعجة حقا يا كولبي! كنت أعتقد أنك تعرفين أكثر من غيرك أن التعرض لحرارة الشمس في هذه المنطقة مؤذ للغاية , وأستغرب فعلا أنك لم تقدري بعد أهمية ملاحظتي , في أي حال أنا السيد هنا وعليك أطاعة أوامري".
جدية كلماته ناقضها البريق المرح في عينيه اللتين أستقرتا على بشرتها:
" أنت فتاة محظوظة فعلا , لأنك تملكين بشرة صافية كهذه , حمراوات الشعر معرضات عادة للأصابة بسرطان الجلد , خاصة اللواتي يتنزهن في حر الظهيرة بدون قبعة".
" بما كنت على حق".
وشدت قليلا على لجام سورشا التي أسرعت الخطى تلبية لرغبة فارستها , النهار كان حارا وجافا كما توقعت بيللا.
ناداها دارت لتتمهل قليلا , لكنها أصرت على المضي قدما وهي تشعر بشبابها يكاد يتفجر حيوية في عروقها , وأمام قساوة الطبيعة أحست عدم الثقة بالنفس وكأنها حيوان بري يبحث عن ملجأ بعدما كشف مكانه الصيادون.
وتركها دارت تنطلق وحيدة حتى أقتربا من القطيع , فلحق بها في لحظة :
" كنت تتصرفين كطفلة عنيدة وصعبىة أليس كذلك؟".
وشعرت كولبي وكأن قلبها يقفز من مكانه عندما سمعت صوت دارت وأنتظرت أن يهدأ خفقانه قبل أن تلتفت الى أبن عمها وعلى شفتيها أبتسامة أعتذار.
" أعتقد أنني تصرفت فعى كطفلة ,كن صبورا معي يا دارت ".
ولم تترك عيناه وجهها , وكأنه أراد أبقاء ملامحها سجينة فيهما ,وتململت سورشا ,فربتت كولبي على ظهرها مطمئنة .
وأقبل عليهما مايك من بعيد , فلوح له دارت.
" كولبي أنتظري مايك , أريد أن أتحدث الىماغاني".
وأبتعد عنها مسرعا بأتجاه القطيع , وبعد دقائق كان مايك يقف أمامها مبتسما.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-10, 06:48 PM   #43

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" صباح الخير آنسة كولبي , تبدين دائما أكثر جمالا , كيف تفعلين ذلك؟".
أستراحت كولبي على صهوة فرسها , وهي تقاوم رغبة عارمة في خلع قيعتها :
" أنها طبيعة الأنثى يا مايك".
وأنتقل مايك بنظره من الفتاة الرشيقة الى الفرس البنية التي أحنت رأسها لتداعب العشب الطري.
" يا لها من حيوان جميل! جمالها ينبع من أصالتها , لا أعتقد أنني رأيت مثل لونها من قبل , أنظري الى الطريقة التي تأكل بها العشب , تبدو كسيدة أرستقراطية".
ورفعت سورشا رأسها بأعتداد , وحدقت الى الرجل الواقف أمامها ,وكأنها تفهم وتقدر أعجابه بها.
وضرب مايك على رأسه فجأة , وكأنه تذكر شيئا مهما:
" يا ألهي , كيف نسيت! سمعت منذ حين قصة من أحد السكان الأصليين المتقدمين في السن , علي أن أخبر دارت فورا بما قال , لا بد من أن ألحق به بسرعة".
" ها هو دارت آت الينا".
قالت كولبي مستغربة القلق الواضح في صوته ,وما أن توقف دارت قربهما حتى قال:
" دارت , عجوز أخبرني منذ قليل بأنه رأى رجلا وأمرأة يوقفان سيارتهما قرب مركز الحرس القديم".
وعقد دارت حاجبيه بأهتمام قلق:
" ومتى كان ذلك؟".
" رآهما عند الشروق , لكنه لم يستطع الوصول الى المزرعة لأبلاغنا ألا منذ دقائق قليلة , طلبت أليه أن ينتظرك".
" حسنا , أين هو؟".
وقاده مايك الى جذع شجرة يابسة , أستلقى تحتها عجوز حفرت السنوات أخاديد عميقة على خديه , أنحنى دارت على العجوز ودخلا في حوار باللغة المحلية , نهض بعده دارت مسرعا.
" آمل أن نصل اليهما في الوقت المناسب , العجوز أخبرني بأنه رأى الرجل يغادر سيارته ,أما المرأة فيبدو أنها لم تتحرك من مكانها , أن يترك المرء سيارته ليتجول على الأقدام في حر المنطقة النائية , وبدون أن يعرف شيئا عن طبيعة هذه الأرض , جنون قد ينتهي بمأساة , علينا أن نلحق بهما قبل فوات الأوان , من حسن الحظ أن الحر لم يشتد بعد , وأننا نعرف مكانهما بالتحديد ".
" سنأتي معك".
صرخ مايك وكولبي في آن واحد فأصدر دارت تعليماته بسرعة:
" مايك أحضر سيارة الجيب , سنعود أولا الى المنزل الكبير , هيا يا كولبي".
ولن ينطق أحدم بكلمة واحدة , والسيارة تشق طريقها وسط التلال الرملية وعند وصولهم الى المنزل الكبير كانت بيللا تنتظرهم في الشرفة , أحست بحاستها السادسة , التي تكتسبها كل النساء اللواتي يعشن طويلا في المناطق النائية , أن أمرا مهما حدث.
" ماذا حدث يا دارت؟".
" رجل وأمرأة أوقفا سيارتهما قرب مركز الحرس القديم , سألحق بهما".
" من الأفضل أن أرافقك يا دارت".
وأسرعت عئدة الى المنزل , لكن دارت ناداها قائلا:
"سآخذ كولبي معي يا بيللا , الأفضل أن تبقي هنا , للأستعداد لأستقبالهما , أنت تعرفين جيدا ما يحتاجه المرء في مثل هذه الحالة".
" حسنا , تعالي معي يا كولبي لأعطيك حقيبة الأسعافات الأولية ".
وألتفتت الى أبنتها سوزان التي خرجت الى الشرفة برفقة روشيل:
" سوزان أحضري وعاء من الماء وأحكمي أغلاقه".
وقفت روشيل بدون حراك ,وهي تركز كل أهتمامها على دارت:
" وأنت دارت , هل لديك مؤونة كافية من مياه الشرب؟".
" نعم , وضعتها في السيارة".
" كيف يضع الناس أنفسهم في مواقف كهذه ؟ وكأن لا شغل لك ألا اللحاق بسائحين متهورين لا يقدران عاقبة أستخفافهما بالتحذيرات التي لا بد أن تكون قد وجهت اليهما حول خطر التجول في هذه المنطقة بدون دليل".
" الحمد لله أننا لم ندخل بعد موسم الصيف".
أكتفى دارت بهذا الرد , وألتفت ليساعد مايك في أعداد سيارة الجيب , وعادت كولبي بعد قليل تحمل حقيبة الأسعافات الأولية , ووراءا بيللا تردد بصوت عال:
" الحمد لله أن الحر لم يشتد بعد".
جلس دارت أمام مقود الجيب والى جانبه مايك وكولبي , وما أن أدار محرك السيارة حتى ساد الصمت , لم يكن أحد منهم يعرف ماذا ينتظرهم في نهاية الرحلة , ففي المساحات الرملية الشاسعة والخالية من الأشجار , يسهل على المرء أن يضيع وهو يلاحق سرابا يتلألأ عن بعد , ومياها وهمية يتحامل التائه على عطشه ليصل اليها , فتهرب منه حتى يسقط تعبا فتتلاشى تماما.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-10, 07:41 PM   #44

ramezsamer1977
 
الصورة الرمزية ramezsamer1977

? العضوٌ??? » 55700
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 783
?  نُقآطِيْ » ramezsamer1977 is on a distinguished road
افتراضي

يسلمو على الرواية

ramezsamer1977 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 09-02-10, 12:13 AM   #45

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان دارت يحدق في الطريق أمامه , ويركز على قيادة السيارة , بدون أن يفضح وجهه ما يجول في داخله , وترددت السيارة فوق الأرض الرملية الناعمة , وكادت الأطارات تغرق فيها , فعمد دارت فورا الى زيادة السرعة كي لا تدور الدواليب في مكانها ,وتابعت السيارة طريقها , التوقف في منطقة كهذه يعني الموت البطىء.
وعلى بعد أمتار قليلة رأت كولبي حيوان الكتغارو مستلقيا بتكاسل في ظل بعض النباتات الصحراوية , رفع رأسه بحشرية ليحدق في هؤلاء المتدخلين المزعجين الذين قطعوا عليه قيبولته , ضحك ركاب السيارة فخفت حدة التوتر داخلها.
وكانت الشمس تركض أمامهم لتحول السماء الى درع من النحاس الأصفر , ولم تتمالك كولبي نفسها من التفكير في المرأة التائهة في الصحراء ,هل سيتمكنون من العثور عليها في الوقت المناسب؟ وسرت في جسمها قشعريرة خوف , أحس بها دارت فحوّل نظره لحظة عن الطريق ليطمئنها :
" كل شيء سيكون على ما يرام يا كولبي , الرجل العجوز أجتاز مسافة كبيرة لينذرنا بما حدث , لا تخافي سنجدهما ".
وتمكنوا فعلا من العثور عليهما بعد ساعة واحدة , كان الرجل في أوائل العشرينات , وجدوه هائما على وجهه , مرهقا , وخائفا , أما زوجته الشابة فكانت مستلقية على المقعد الخلفي لسيارتهما الصغيرة وآثار الدموع ما زالت واضحة في الأخاديد الطويلة التي حفرتها على وجهها المغطى بالتراب.
لم ينبس أحد بكلمة واحدة , لم يكن هناك ما يقولونه , بلل دارت قطعة من القماش , وأخذ ينظف بها وجه ورقبة الرجل المستسلم له , وكأنه طفل في الخامسة من عمره , أما كولبي فأنصرفت للأعتناء بالسيدة الشابة , التي أخذت تبكي بمرارة وهي تهز رأسها بعصبية يمينا ويسارا ,وعندما لم تنفع محاولات كولبي في تهدئتها قطع دارت الصمت ليقول بحزم:
" كفى , أنت بأمان الآن , حافظي على ما تبقى لك من قوة".
وأخذ قطعة القماش المبللة من كولبي ,ليكمل المهمة بصب , حدقت المرأة المتعبة في وجه الأسمر الجذاب وفي عينيها تساؤل صامت , أبتسم لها , فتألقت أسنانه البيضاء , لتضفي مزيدا من الجاذبية على ملامحه البرونزية .
" هل تشعرين أنك أحسن الآن؟".
لم تترك عينا المرأة وجه دارت وهي تهز رأسها بالأيجاب:
" حسنا".
وتناول كوب الشاي الذي أحضرته كولبي ليقربه بطء من شفتي المرأة بعد أن أسند رأسها على ذراعه .
" أشربي هذا الآن , وعندما تشعرين أنك قادرة على التحرك , سنعود بك وبزوجك الى المزرعة ".
وأسترق نظرة خاطفة الى خاتم الزواج الذهبي في أصبعها , الذي تزينه ماسة كبيرة.
" أسمي دارتلاند كينغ , أنا من كنغارا , هذه أبنة عمي كولبي , وهذا مايك فاراداي رئيس العمال".
وجال الزوجان بنظرهما من واحد الى الآخر , وسارعت كولبي للأهتمام بالمرأة :
" سأعتني بها الآن يا دارت".
نهض دارت وهو يهز رأسه أيجابا , وعاد الصمت يخيم على المكان , الوقت ليس مناسبا الآن للأسئلة والقصص , سيتركونها حتى يتمالك الزوجان أنفاسهما .
كان مايك يتفحص السيارة الصغيرة وعلى وجهه شيء من عدم التصديق والشفقة , فأقترب منه دارت:
" لن تصدق هذا يا دارت , السيارة فارغة من الماء والزيت , ولم يجلبا معهما مؤونة كافية من الوقود ومن مياه الشرب".
" هل هناك ما يكفي من الوقود للعودة بها الى المنزل؟".
" نعم , لكنني سأحاول أولا تحرير الأطارات الغارقة في الرمل".
" حسنا , سنتحرك فور أنتهائك , الحمد لله أن سوءا لم يحصل لهما , قليل من الخوف فقط".
وعندما وصلوا أخيرا الى المنزل , كانت بيللا بأنتظارهم , هي أيضا لم توجه سؤالا واحدا بل قادت الزوجين الى غرفة الضيوف المعدة لأستقبالهما , وخيم السكون على المنزل الكبير.
قدم العشاء في ساعة متأخرة من المساء , وروى الزوجان للمرة الأولى قصتهما , وكيف وصلا الى هذه المنطقة النائية ,كانا من نيوزيلندا , أقتصدا أشهرا طويلة ليتمكنا أخيرا من قضاء شهر العسل في قلب أستراليا الميت الذي يختلف تماما عن جزيرتها الصغيرة بقساوته وصلابته.
تجربتهما المريعة أصبحت الآن مجرد ذكرى , فالعناية الساهرة التي أحيطا بها منذ قدومهما الى المنزل الكبير , أنستهما مرارة الساعات لطويلة التي ذاقا فيها طعم الوحدة والخوف والضياع.
كانت السيدة هاريسوت تتألق حيوية وهي تروي تفاصيل الرحلة المأساوية , فحتى الدقيقة التي جفت فيها الحياة تماما عن محرك السيارة , كانت السيدة الشابة تنظر الى الأمر كله على أنه مغامرة مثيرة ستحكيها لاحقا لصديقاتها , أحتواهما العالم الشاسع الجديد بصمته وقساوته ,فوقعا تحت سيطرته حتى كاد يقضي عليهما.
" كانت تجربة غنية".
وبدت السيدة هاريسون وكأنها تتوجه الى دارت وحده , أما زوجها فكان ينظر اليها بحنان , وهو سعيد لأنها أستردت حيويتها ومرحها , كان من الواضح أن العنصر الأهم في الرواية التي ستقصها كاتي هاريسون لصديقاتها سيكون الفارس الأسمر الذي أنقذ حياتها.
وهمس مايك في أذن كولبي:
" أعتقد أنها تغلبت على تعبها , أليس كذلك؟ بل أظن أن السيدة الشابة لن تمانع في تكرار المغامرة , في حال تأكدت أنها ستجد الرجل المناسب لأنقاذها ,دارت رجل جذاب فعلا".
" لا أنكر ذلك".
أحست بسحره يتغلغل في أعماقها طوال السهرة , أي أمرأة تستطيع أن تقاوم كل هذه الجاذبية .
" يبدو أن روشيل غير سعيدة بعملية الأنقاذ هذه , لا تحب أن يشاركها أحد أهتمام دارت".
ورفعت كولبي رأسها أثر كلمات مايك لتتأكد مما تقول , فألتقت عيناها بعيني دارت , ورأت فيهما مرحا مداعبا وشيئا من التحدي.
بيللا وسوزان كانتا مستغرقتين في حديث مع جون هاريسون محاضرة طويلة عن مخاطر السفر في هذه الأرض المتوحشة , والصعوبات التي عليهما توقعها , وكيفية مجابهتها , فكثيرة هي القصص التي تروي عن أناس قضوا حتفهم لأنهم لم يحملوا مؤونة كافية من مياه الشرب , أو أفقدهم الخوف قدرتهم على التمييز , فالذي لم يألف المساحات الرملية الشاسعة يغلبه الخوف والوحدة والقلق , ورغم تحذيرات البوليس والسكان الأصليين يخاطر بعض السواح بترك سياراتهم , عندما ينفذ منهم الماء ,ويذهبون لطلب المساعدة سيرا على الأقدام , وهنا تكون المأساة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-10, 06:27 PM   #46

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وبعد أن أنتهى دارت من حديثه , نهض ليتصل بجهازه اللاسلكي , وسياة الأتصال الشائعة في هذه المنطقة , بأصحاب المزرعة التالية ليوصيهم بالزائرين , وهم بدورهم سيتصلون بأصدقائهم لتسهيل رحلة آل هاريسون , وهكذا سيكون دائما أحد ما في مكان ما يسهر على سلامتهما , وعندما سيصلان أخيرا الى بلادهما , سيصبح بأمكانهما أخبار أصدقائهما أنهما أجتازا قلب أستراليا الميت بدون خوف أو خطر.
وفي صباح اليوم التالي , وبعد أن تنازلا طعام الفطور , ركب الزوجان سيارتهما , المزودة بكل ما يمكن أن يحتاجانه من مؤونة , وودعا الجميع , وقبل ثوان من تحركهما , أخرجت كيتي هاريسون رأسها من نافذة السيارة لتبتسم لمضيفها قائلة:
" هل تسمح لي؟".
رن صوتها طفوليا خجولا , فأحنى دارت رأسه مبتسما:
" طا لما لا يمانع جون!".
فأسرع الزوج يقول مداعبا:
" هيا , كنت محظوظا لأنني وضعت خاتم الزواج حول أصبعها قبل أن تلتقي بك ".
قبلت كايتي هاريسون خد دارت , وأستلقت في مقعدها والدموع تملأ عينيها , شكرها للمعاملة الطيبة التي تلقتها عبرت عنه بالدموع بعدما عجزت الكلمات عن ذلك.
وزودهما دارت بتعليماته الأخيرة , قبل أن يبتعد عن السيارة وهو يلوح لهما مودعا , تنفست روشيل بأرتياح:
" أخيرا رحلا! هل رأيتم كيف تصرفت؟ كيف تسمح لنفسها بذلك وزوجها جالس بجانبها".
فأجابتها كولبي ساخرة قبل أن تلحق بسوزان وبيللا الى دخل المنزل:
" أليس من الأفضل أن تتصرف كذلك بوجوده بدل أن تنتظر غيابه!".
وألتقت العائلة في غرفة الجلوس , جلس دارت قرب روشيل , وأخذ ينظر الى كولبي التي كانت منشغلة عنه بالضحك وستيفن.
وهمست روشيل بصوت محمل بالمعاني الخفية:
" أنهما يتفقان كثيرا برغم قصر المدة التي مرت على تعارفهما , أعتقد أنه التقارب في السن".
وسمعها ستيفن برغم أستغراقه في الحديث , فلم يتمالك نفسه من التعليق بسخرية:
" كلماتك هذه تدل على قلب طيب يا آنسة تينانت".
وعاد يركز أهتمامه على كولبي.
" أنا معجب بالطريقة التي أعتنيت بها بالسيدة هاريسون يا كولبي , هل تعرفين أنني كنت أحلم بأن أصبح طبيبا في يوم من الأيام , لكن الظروف لم تسمح بذلك".
وأستغلت روشيل هذه العبارة لتنتقم من سخرية ستيفن السابقة بها :
" حسنا فعلت, عودتك عن قرارك أنقذت حياة الكثرين".
روشيل , روشيل , أظهري قليلا من الأحترام للناس ,لن تجدي زوجا بهذه الطريقة".
وعضت روشيل على شفتها السفلى وهي تحترق غيظا , وأنقذ الموقف دخول ميني المفاجىء وهي تحمل باقة من الزهور الصفراء وضعتها في أناء جميل وكان من الممكن أن يمر دخولها هذه المرة على خير , لولا أن لاحظت روشيل تسرب بعض قطرات الماء من أسفل الأناء , فصرخت:
" لا تضعيه على المائدة , ستفسدينها".
أرادت أن تحمي ما تعتقد أنه سيكون لها مستقبلا , صوتها الآمر أخاف ميني , فأسقطت الأناء من يدها كما توقعت كولبي , وتناثر الزجاج المحطم على السجادة , أسرعت كولبي الى ميني تهدىء من روعها.
" عودي الى المطبخ يا ميني , لا تخافي لن يغضب أحد منك لم تكن غلطتك".
وخرجت الفتاة الصغيرة ترتعش خوفا وهي تسمع روشيل تقول بغضب:
" لا أعرف لماذا لا تتخلصون من هذه الفتاة الطائشة , أنها خطر متحرك".
ولم يجبها أحد, أنحنت كولبي تجمع الزهور الصفراء عن الأرض , وفجأة تأوهت بصوت خافت ,وسالت الدماء من قدمها , داست على قطعة زجاج كبيرة أخترقت أحدى فتحات حذائها الصيفي.
وأسرع اليها دارت بعدما لاحظ شحوب لونها ,كان يغمى عليها دائما عند مشاهدة الدم وهي طفلة , رفعها بين ذراعيه بينما كان ستيفن يربط الجرح بمنديله النظيف , وحاول أن يهدىء من روعها :
" آل كينغ كلهم شجعان".
" قلت لك سابقا أن لكل قاعدة أستثناء".
رددتها بضعف وهي تشعر بالأشياء تتمايل حولها , وحاولت السيطرة على نفسها , لماذا تتصرف بهذا السخف!
سألتها روشيل وفي عينيها تأنيب واضح:
" هل تتصرفين دائما بهذا السوء لدى رؤية الدم؟".
" نعم".
هزت كولبي رأسها بضعف وأستراحت على كتف دارت.
" لا تتصرفي كطفلة يا كولبي , سأنظف الجرح , هل تستطيعين تحمل ذلك؟".
أجلسها على المقعد وذهب ليحضر بعض الأسعافات الأولية من غرفة الحمام, نظرت كولبي الى منديل ستيفن المخضب بالدم , وأرغمت نفسها على التصرف كأنسان بالغ ,لم تعد طفلة , وعليها أ تجعل مخاوف طفولتها تتغلب عليها , عضت على شفتيها ,وحاولت التفكير بأمر يسعدها.
وعندما عاد دارت , عرضت عليه روشيل أن تساعده بتضميد الجرح , فرفض مبتسما , عقدت حاجبيها بأستياء وأنصرفت عنهما غاضبة , أنها لن تحب كولبي هذه أبدا , يا لها من طفلة مدللة!
وبدأ دارت بتنظيف الجرح كان عميقا لكنه تمكن من وقف النزيف ,ومن ثم ضمد قدم كولبي بعد أن تأكد من عدم وجود أي بقايا زجاج.
شكرته كولبي معتذرة:
" آسفة لم أتوقع حدوث هذا".
" على المرء أن يتحمل حدوث هذا".
وضحك مداعبا , وفجأة أنحنى عليها ليقبل وجنتها , فأحست كولبي بسعادة لم تعرفها من قبل:
" لماذا فعلت ذلك".
فأجابها ساخرا كعادته:
" ظننت بأنني ربما سأفقدك".
ولم تستطع روشيل البعاد عنهما وهي ترى عن بعد المودة السائدة بينهما :
" عزيزي دارت , ألا تعتقد أنه من الأفضل ألا ترافقنا كولبي في نزهة بعد الظهر , لا أظن أنها تستطيع تحمل الرحلة".
" لن يمنعني أي شيء من مرافقكما".
ونهضت فورا لتثبت قولها , فضحك دارت.
" فتاة شجاعة فعلا! أرتاحي الآن ,علي أولا أن أنجز بعض الأمور".
ووضع يده على كتف روشيل.
" روشيل أنت تعرفين ما سنحتاجه لهذه الرحلة , على فكرة , أتصلي بوالدك وأخبريه أنك ستمددين أقامتك ليومين أو أكثر".
وأشرق وجه روشيل , أما كولبي فأضطربت وخرجت مسرعة الى الشرفة لتداري أنفعالها , الألم لم تعد تشعر به في قدمها وحسب بل أيضا في قلبها , لكنا لن تحاول أن تحلل مشاعرها الآن.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-10, 06:53 PM   #47

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


6- أشواك الغيرة

فاجأهم المغيب وهم يشقون طريقهم الى التلال الرملية , دارت وروشيل في المقدمة , سوزان ومايك في الصف الثاني , وأخيرا كولبي وستيفن يتحدثان ويضحكتن بصوت عال.
وأشار لهم دارت بالتوقف.
" أين تريدون نصب الخيام لقضاء الليلة؟ على التلال أم في الوادي؟".
وأجابت روشيل وسوزان بصوت واحد:
" على التلال".
ألتفت دارت الى كولبي :
" الوادي أليس كذلك؟".
كان عرف تماما مكانها المفضل , لكنها لم تشأ أن تفرض خيارها على الآخرين :
" أي مكان يرضيني يا دارت , أترك الخيار لك".
" سنخيم في الوادي أذن".
وضحكت روشيل لتخفي أستياءها الواضح من أهتمام دارت برغبات أبنة عمه.
" حسنا لنذهب الى الوادي".
وبعد عشرين دقيقة كانوا يضربون خيامهم قرب الينبوع الصغير في وسط الوادي , وأنصرفت الفتيات الى أعداد أماكن النوم ونصب الخيام, أما دارت ومايك فأخذا يجمعان الأغصان اليابسة لأشعال نيران المخيم.
وبعد فترة تحملقوا حول النيران يتنشقون رائحة الشواء الذي أعده ستيفن بسرعة , حتى يسكت صراخ معدته المتقلصة جوعا.
تناولوا طعامهم بصمت وكأنهم لا يريدون تعكير سكون هذه الليلة الحالمة , أحسوا براحة عميقة تتسلل الى كيانهم , فيها مزيج من الخشوع والسعادة ,وفجأة أنطلق صوت كولبي يغرد بحنين أغنية وطنية تعلمتها في طفولتها , شدهم صوتها الملائكي الرخيم فأصغوا بأهتمام الى لحن الحب الذي تنشده للطبيعة والخير والجمال , وعندما أختفت آخر نغمة في عتمة الليل , فق الجميع أستحسانا , حتى روشيل عبرت عن أعجابها بحماس مفاجىء.
ونظر دارت الى أبنة عمه بفخر وحنان ,كم تبدو رقيقة وجميلة ! لا! لن يضعف , وألتفت الى روشيل.
" ما رأيك بنزهة قصيرة؟".
" طبعا دارت بكل سرور".
وأبتعدا ببطء وهما يتسامران همسا , أخفت كولبي ألمها بأبتسامة باهتة , وأنتهز مايك فرصة جلوسها بمفردها ليقترب منها:
" صوتك رائع يا كولبي ,, كل شيء فيك رائع".
" هل تستعمل هذا الأسلوب دائما للتقرب من الفتيات يا مايك؟ وسامتك وحدها كفيلة بذلك!".
وأحست فجأة بجسم لين يصطدم بوجهها ويطير هاربا , أنه وطواط ليلي ,أرتعدت كولبي خوفا وأشمئزازا وأمسكت بذراع مايك بحركة لاشعورية :
" يا ألهي , لم يكن ينقصني ألا هذا!".
" وأنا أيضا لم يكن ينقصني ألا هذا!".
وأنحنى مايك ليقبلها في شعرها وجبينها ,وقبل أن تنطق كولبي بكلمة واحدة , أنصرف عنها عندما سمع سوزان تناديه لمساعدتها في أمر ما.
عضت كولبي على شفتيها وهي تراه يبتعد عنها بسرعة , كيف سمح لنفسه بتقبيلها! وأحست بوجود شخص ما وراءها , فألتفتت لترى دارت يحدق فيها بقساوة.
" ما بك هذه المرة يا دارت! يبدو أنني لا أستطيع أبدا الفوز برضاك مهما فعلت!".
ولم يحاول دارت السيطرة على غضبه , بل أجابها بحدة:
" العمل في هذه المنطقة قاس جدا , ومن الصعب العثور على عمال أكفاء يرضون العمل في ظل هذه الظروف القاسية , ومن المستحيل أيجاد شخص بمهارة مايك".
" لا أفهم ماذا تقصد؟".
وقبض على معصمها بعنف ,فكادت تصرخ ألما:
" دعني يا دارت ,أنت تؤلمني ".
" لا تتحديني يا كولبي , أنت فتاة جذابة , وأنا لا أريد أن أخسر مايك , أنا بحاجة اليه".
" لكنك لست بحاجة الي , لو فرضت عليك الظروف أن تختار أحدنا , سأكون أنا من يرحل , أليس كذلك؟".
" بل أتمنى أن أحتفظ بكما معا".
" لم أكن أعلم أنك تربط صداقاتك بمصالحك الشخصية".
" يكفي كولبي , تعرفين جيدا ما الذي أتوقعه منك , فلننسى الأمر الآن كان النهار متعبا".
" طبعا , أنت تأمر ونحن ننفذ ... لا أتصور كيف أحببتك في يوم من الأيام".
" وما زلت تحبينني يا أبنة عمي الصغيرة".
" الدم لا يمكن أن يتحول الى ماء يا أبن العم الكبير".
" هل هذا هو السبب الوحيد؟".
رفضت الأابة ,وأشاحت عنه بوجهها .
" أذهبي الى خيمتك الآن , حان وقت النوم ".
ولم يكن المخيم يستكين حتى أفاق الجميع على هدير صاخب يقترب منهم تدريجيا , وضجت الأرض بأيقاع بدائي , بري ,وريع , أصغوا جيدا وما لبثوا أن شاهدوا قطيعا من الخيول البرية يسابق الريح بأعتداد وعنفوان ومن لم يعرف القيود في حياته , وتوقف القطيع قرب الينبوع يروي عطشه.
وخرج القمر من وراء سحابة عابرة , ليغرق قائد القطيع بضوئه الدافىء , فشهقت كولبي وهي ترى الحصان الأبيض يتألق كتمثال فضي نحتته يد فنان , رمزا للأصالة والقوة ,والجمال.
" آه يا دارت كم يبدو هذا الحصان خياليا في ضوء القمر , وكأنه جزء من حلم بعيد لا يتحقق فعلا ألا في الأساطير".
" أخفضي صوتك كولبي ,لحظة واحدة وسيشعر بوجودنا ".
ولم يكد دارت يكمل عبارته حتى رفع الحصان رأسه يصهل عاليا لتحذير أتباعه من خطر قريب , رائحة الأنسان والنار يعرفهما جيدا, وحاسة الشم لديه لا تخطىء , وبجرأة وكبرياء أنطلق عائدا الى التلال ووراءه القطيع يضرب الأرض بقوائمه ,حتى أرتعدت خوفا من غضبه.
أنتهى الحلم وعادوا الى فراشهم.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-10, 07:13 PM   #48

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أستيقظت كولبي مع بزوغ الفجر , تثاءبت براحة وألتفتت الى خيمة دارت , كانت فارغة , لا بد أنه ذهب للبحث عن الحصان الأبيض , تعرفه جيدا , لن يترك جوادا بهذا العنفوان يفلت من قبضته.
تسللت من مكانها بهدوء حتى لا ينتبه الآخرون , أمتطت فرسها سورشا وأنطلقت با الى التلال بحثا عن دارت ,لن تجد صعوبة في العثور عليه , بن العجوز علمها كيف تقتفي الأثر جيدا في الأرض الندية الحمراء.
وأضطرت كولبي الى لجم فرسها عندما وصلت الى ممر ضيق يتعرج بين صفين من النباتات الكثيفة , وأحست فجأة بشخص ما يرفعها بقوة عن صهوة جوادها ليضعها أرضا.
" يا ألهي يا كولبي , ألا تستطيعين أبدا مقاومة رغبة تعريض نفسك للخطر؟".
" تعمدت ذلك , المرأة قد تفعل الكثير للرجل الذي تحب , لكنها تفعل أكثر للرجل تخاف".
" آسفة لم أكن أقصد أزعاجك".
وعند رفعت عينيها معتذرة الى وجهه الأسمر الجذاب , صرخ صوت ما في داخلها , أنت تحبين دارت , أنت تحبين دارت.
" لا , لم تزعجيني يا كولبي , أنا خائف على سلامتك ,ما زلت طفلة صغيرة".
" وأنت رجل متعجرف , أنا لم أطلب المجيء الى كنغارا ,أنت من أصر على ذلك , لكنني أستطيع مغادرتها في أي لحظة".
" وهل تريدين ذلك؟".
لم تجبه , فضغط على كتفها بعنف.
" ستبقين هنا الى الأبد , أنت جزء من كتغارا ,وهي جزء منك , لن تستطيعي مغادرتها أبدا".
" قد لا توافق روشيل على بقائي".
قالتها بعفوية , وندمت فورا على الملاحظة التي أفلتت منها , لكن دارت كان قد أنشغل عنها فور سماعه الأيقاع البري الذي أخذ يتردد صداه في الهواء.
"كولبي لدي فكرة جيدة قد تنجح , سأستخدم فرسك كطعم , أنها حيوان جميل ولا بد أن تلفت أهتمام الحصان الأبيض".
وأبتسم لها مداعبا:
" برغم كل شيء , أثمر حضورك عن فائدة ما".
" أتمنى ذلك يا دارت".
" أبقي هنا وأبتعدي عن المشاكل , هل فهمت؟".
" نعم , أرجوك دارت كن حذرا".
أمتطى دارت صهوة جواده الأسود وأنتظر بدون حراك أقتراب القطيع , وكما توقع الرجل لفتت سورشا الجميلة أنتباه الحصان الأبيض فحول مساره بأتجاهها , وقبل أن يصبح قريبا بما فيه الكفاية ليشم رائحة الأنسان , خرج دارت من مخبأه كالسهم وهو يلوح بالحبل الذي لا يخلو منه سرج أي راعي بقر , ودخل حصان دارت المعركة الى جانب سيده , فأنطلق يسابق الريح وهو يصهل متحديا منافسه.
وتمكن الفارس من تطويق عنق الجواد البري برمي الحبل مرة واحدة ,وما أن شعر الحصان بالقيد حتى تفجرت كل وحشيته البدائية ,وقف على قائمتيه الخلفيتين يضرب الهواء بقائمتيه الأماميتين محاولا أسترداد حريته ,وتساقط الزبد من فمه وهو يصهل , فكان في صوته صرخة ألم رددتها التلال الرملية.
وأقترب منه دارت تدريجيا وهو يشد على الحبل بقوة حتى سقط القائد الأبيض على جانبه مبللا بالعرق , ومشلولا بالخوف , وبعد ثوان أنتفض الحيوان الأسير رافضا الأستسلام بسهولة , وظل دارت ممسكا بالحبل وهو يقترب أكثر فأكثر من الجواد الثائر , أنها معركة خطرة , ضربة واحدة من حوافر الحصان قد تقتله أو تشله مدى الحياة.
وأنطلق الحيوان الأبيض في سباق مجنون والشرر يتطاير من عينيه , وطار دارت في أثره ممسكا بالحبل ,وهو يشجع جواده على قبول التحدي الذي أختاره منافسه , السباق هذا سيحدد نتيجة المعركة , والخاسر سيكون من يتعب أولا , فأنتصرت أرادة الرجل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-10, 07:28 PM   #49

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

7- المزحة السمجة
مددت روشيل أقامتها بضعة أيام , لتتابع محاولات دارت ترويض الحصان الأبيض أو تحطيمه كما كانت تقول , ولم يكن دارت يحب أستخدام كلمة تحطيم بل كان يستعمل دائما كلمتي تدريب أو تعليم الحصان أصول التعامل مع رغبة الأنسان.
وفي اليومين التاليين , توافد كل سكان المزرعة لمشاهدة المواجهة العنيفة بين الحيوان المعتد بحريته والرجل المعتز بأرادته ,سور الحظيرة لم يكن يخلو من أي ساعة من ساعات النهار من المتفرجين , بعضهم قطع أميالا عدة ليكون هاك في اللحظة التي سيمتطي فيها الرئيس الحصان لمرة الأولى.
وضع العمال سرجا على ظهر الجواد الذي وقف يزمجر غضبا بعدما غطى بن رأسه بكيس كبير ليمنع عنه الرؤية , قوائمه الأربع كانت ترتجف بعصبية تنذر بأن العاصفةالتي تتفاعل في داخله لا بد وأن تنفجر في الدقائق المقبلة.
أبتعد دارت عن السور حيث كان يتحدث بهدوء مع مايك ,وبحركة سريعة ورشيقة قفز على ظهر الجواد الذي تشنج قليلا أستعدادا للمعركة .
وأمسك الجميع أنفاسهم, لم يتحرك منهم أحد , ولدقيقة أخذ دارت يلمس عضلات الحيوان فأحسها ترتعش بعنف , أومأ برأسه الى بن , فأسرع العجوز يرفع الكيس عن رأس الحصان الذي وقف لثوان معدودة بعدما عمته أشعة الشمس لكنه ما لبث أن ثار لكرامته الجريحة فأخذ يركض بجنون ويرفس بعنف ليسقط أو ل رجل تجرأ وأمتطى صهوته.
أخذوا يراقبونه يتلوى وهو يحاول أن يعض قدم دارت الذي كان يشد اللجام ليبقى رأس الجواد عاليا ,وحاول الحيوان الذي لم ينس طعم الحرية بعد , أن يتمرد على أرادة الرجل الذي يحاول ترويضه وأرغامه على الأستسلام , كيف يرضى بالسجن والعبودية , هو الذي كان يترأس قبل أيام قليلة قطيعا من الخيول البرية , يقوده عبر التلال فاتحا صدره للهواء الطلق وأشعة الشمس ,شعلة الحرية ما زالت تحترق في عينيه الغاضبتين ,ولن يتخلى عنها بسهولة.
ظل الحان يركض في الحظيرة خائفا , غاضبا وقد غطى الغبار الأحمر تاجه الفضي , تصاعد الغبار غيوما حمراء في الهواء , وعلق بأنوف كل الذين كانوا يتحلقون حول السور , لكن أحدا منهم لم يتحرك من مكانه , ويبدو أن أحدا منهم لم يكن حتى يبالي بالغبار , الأثارة كانت تتألق على كل الوجوه ,وتعالت أصوات المواطنين الأصليين العالية النبرة , تشجع الرئيس وتؤيده في معركته.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-10, 02:50 PM   #50

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

الفتيات ربطن مناديلهن الملونة حول وجوههن , ما عدا كولبي التي سقط منديلها عن وجهها , فلم تقم بحركة واحدة لأعادته , كانت مستغرقة تماما في التحدي القائم بين الرجل والحصان.
دارت من أمهر الفرسان فعلا , يتوقع رد فعل الفرس حتى قبل أن يقوم بها , مرونته ورشاقته وصلابته لا يمكن أن يضاهيها أمهر الفرسان المعروفين بقدرتهم على ترويض أكثر الجياد تمردا .
كان دارت يجلس مستقيما على سرجه , وهو يحاول أن يرغم الحصان المتعب على القيام بحركات أسرع , ترهقه وتجبره لى الأستسلام , وفعلا خفف الجواد من رفساته القوية التي يمكن أن تقضي أحداها بسهولة على حياة أي رجل يستخف بها , تدريجيا هدأ فأخذ دارت يتحدث اليه بهدوء وحنان وهو يربت على عنقه المبلل بالعرق , وأنتهت المعركة.
أقتربت روشيل من السور فور نزول دارت عن جواده , كان وجهها ألأسمر الجذاب يشع أعجابا.
" كنت رائعا يا دارت ".
وقف ينظر اليها بشرود , ووجهه الوسيم لا يعبر ن أي شيء ".
" لا أحب هذا العمل يا روشيل , لكنه ضروري".
ورأت كولبي روشيل تلف ذراعها حول ذراع دارت , فأشاحت بوجهها وهي تحاول أن تكبت هذا الأحساس المفاجىء والغريب الذي أنتابها وجعلها تشعر بمزيج من الغضب والحزن , وسمعت ضحكات روشيل ترن على بعد أمتار قليلة منها, فقررت أن تتجاهل الأمر , بيللا تنتظرها في المنزل , من الأفضل أن تركز أفكارها حاليا على العمل , في الصباح طلبت منها عمتها أن ترسل برقية تهنئة لأحدى قريباتها في مدينة أديلابيد , وذلك بمناسبة عيد ميلادها.
أغتسلت كولبي من الغبار العالق بها , قبل أن تذهب الى المكتب الصغير حيث وضع جهاز الأرسال ,كانت الغرفة صغيرة مليئة بخرائط كبيرة تمثل القناة ومقاطعة كوينزلاند , وجنوب أستراليا , والمناطق الشمالية , الجدران كانت غارقة في سيل من رماح واللوحات البدائية , ووراء المكتب الكبير تدلى جلد تمساح أنعكس عليه ضوء النهار المتسلل من النافذة العريضة , أبتسمت كولبي بحنين وهي تحدق الى جلد الحيوان الميت , أصطاده دارت في مزرعة عمه , الواقعة في المناطق الشمالية , أصطاده في الثانية عشرة من العمر , وأصر العم سيروس على أرجاع الجلد معه الى كنغارا ,وفور وصوله الى البيت الكبير أستغل الحيوان الميت ليدبر لرئيس عماله مقلبا يشهده كل من في المزرعة ,
وفي أحدى الأمسيات , وبينما كان رئيس العمال عائدا الى منزله من سهرة متأخرة , رأى الرجل أمام بابه تمساحا يتربص به , أصابه الهلع وكاد يمطر الجلد بوابل من الرصاص لولا تدخل بعض العمال الذين وضعهم سيروس كينغ هناك لمراقبة المشهد المضحك ,وعندما هدأ رئيس العمال أخيرا أكد أن هذه الحادثة سرقت من عمره عشر سنوات , وضحكت كولبي كما كانت تفعل دائما كلما وقع نظرها على الجلد , سكان المزرعة ما يزالون يتندرون حتى اليوم بالقلب.
وأجتازت كولبي الغرفة لتجلس أمام جهاز الأرسال ,وعندما وضعته على الموجة التي تريد , سمعت صوت رجل يقول:
"أذا لم يكن هناك من نداء طبي أتركوا المجال للرسائل الآتية من مزارع : ر.ج . ب. و. ج. ك. و. ي.ل.م.و.ك.ج.ر".
فأجابه صوت أمرأة : (هيا يا جيم) , وعرفت كولبي صوت نولا ريتشموند , جارتهم من مزرعة ريتشموند التي يشار اليها بأحرف ر. ج. ب. وقرأ الرجل برقية حب طويلة وصلتها من زوجها الموجود حاليا في أديلابيد في رحلة عمل , حاولت كولبي أن لا تسمع الكلمات , من المضحك حقا , أن تشعر في هذه المناطق النائية , أنك أقرب الى جارك الذي تفصله عنك مئات الأميال , مما لو كنت تجاوره في شقة في المدينة.
ومرت ساعات الصباح بسرعة ,وكولبي تستمع الى مشاكل المزارع الكبرى المتفرقة في هذه المنطقة الشاسعة , رؤساء عمال يطلبون موافقة رؤسائهم الغائبين على أمر ما , أمهات ترسلن برقيات حزينة تطلبن فيها من بناتهن العودة الى المنزل بعد أجازة طالت في المدينة , ومشاكل عائلية تحل على الهواء , وتخلل كل هذه الرسائل نداء طبي من أم تستنجد بالطبيب المتجول لمعالجة طفلها المريض .
وتنبهت كولبي فور سماعها لأشارة كنغارا , أي أحرف ك. ج. ر. أرسلت البرقية التي تريد وأقفلت الجهاز.
وقفت ونظرت حولها بأهتمام قبل أن تتوجه الى مكتب دارت المجاور لغرفة الأرسال ,حرّم أبن عمها دخول مملكته الخاصة هذه على كل أفراد لعائلة , ولم يستثني روشيل من القاعدة , وكم تشبهه هذه الغرفة! ينبع منها أنطباع بالقوة. كان من الواضح أنها تخص رجلا , على أحد الجدران كان هناك رسم زيتي كبير للعم سيروس , يحمل بصمات وشخصية الفنان الذي رسم العمة راشيل , أي صاحب اللوحة المعلقة في غرفة الجلوس.
وتسلقت عينا كولبي القامة الطويلة البارزة العضلات , كان العم سيروس شديد الوسامة , في عينيه وفمه تعبير ينم عن شيء من القسوة والتسلط , وجهه يدل على أنسان أنشأ لنفسه أمبراطورية صغيرة في منطقة نائية .... رجل عرف كيف يجري الصفقات وينفذها , العم سيروس يشبه والدها , لكن تعبير الوجه كان يختلف تماما , والدها كان أكثر رقة وحنانا.
في يوم من الأيام سيعلق رسم دارت هنا أيضا , لكن أين سيضعون رسم روشيل ؟ ما من شك أنها الزوجة المناسبة لرجل من آل كينغ , أرتعشت كولبي برغم حرارة الغرفة , دارت أيضا سيكون زوجا ممتازا , وسامته الجذابة التي توحي بالكثير من الرجولية , أكتسبها عن عائلة والدته , لكن طابع آل كينغ المميز كان واضحا في شخصيته وتصرفاته.
لكن ماذا عن روشيل ؟ تبا لروشيل لاحظت أنها كانت تتكلم بصوت عال , ضحكت لأنفعالها وخرجت من الغرفة على رؤوس أصابعها تلاحقها نظرات العم سيروس.
في الرواق الساعة تشير الى الحادية عشرة , ما زال أمامها ما يكفي من الوقت لتلحق بدارت وبن ,كان يعملان في الحظائر على ترويض ما تبقى من الخيول البرية , رآها دارت مقبلة , فأقترب لملاقاتها.
" بن أختار الفرس الصغيرة لبوكا , أنها حيوان أصيل , العجوز يعرف كيف يختار الجواد الأصيل , لا أحد يضاهيه في هذا المجال".
" ولا حتى دارتلاند كينغ العظيم ؟ كنت أعتقد أن لك شهرة واسعة في هذا المجال".
أبتسم لها وأخذ يتابع محاولات بن لترويض الفرس الصغيرة ,وألتفت فجأة الى كولبي ليسألها بأهتمام:
" كنت أول من غادر الحظيرة هذا الصباح , ألم تعجبك الطريقة التي روضت بها الحصان الأبيض؟".
أراد مداعبتها , لكنها أجابته بجدية لم يكن يتوقعها منها :
" لا أعرف , يحزنني حقا رؤية أي كان يحاول تحطيم حرية كائن حي".
لمعت عيناه كقطعتي فضة وهو يحاول أن ينفي التهمة عنه:
"لم أحاول تحطيمها , أنا لا أحطم الخيول , أنا........".
قاطعته كولبي ساخرة ,وهي تحاول أن تقلد طريقته في الكلام:
" أعرف يا سيد دارت , تريد تدريبها على أصول التعامل مع الأنسان ,وأنت ماهر يا سيد دارت".
" أعتقد يا آنسة كينغ أنك أنت بحاجة لمن يعلمك أصول التعامل مع الناس".
" أكون شاكرة لك لو قمت أنت بهذه المهمة يا أستاذ دارت".
وكاد الحوار يتحول الى مشاداة عنيفة , لولا أقتراب بو الذي رفع قبعته ليحيي كولبي بأبتسامة عريضة:
" صباح الخير آنسة كولبي".
وألتفت الى دارت يسأله بجدية:
" هل أنت مشغول يا سيدي؟".
" لا يا بن ,ما بك؟".
" أحتاج لمساعدتك , لا أستطيع السيطرة على الفرس , يبدو أنها حديدية الأرادة".
" حسنا يا بن , علينا أولا محاصرتها في زاوية محددة , كولبي أنزلي عن السور , وأبتعدي قليلا عن الحظيرة".
وأحست كولبي بشخص ما يقف وراءها:
" أهلا بوكا , جئت لترى فرسك , أليس كذلك؟".
أجابت عينا بوكا حتى قبل أن يتفوه بكلمة واحدة :
" نعم , كم هي جميلة ... فرسي!".
وألتفت اليه جده محذرا:
" لا تقترب من الحظيرة يا صغيري , أرجوك أن تبقى قرب الآنسة كولبي , أنها ليست فرسك بعد".
وأمسك بوكا بيد كولبي , وعيناه لا تفارقان الفرس السوداء.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.