آخر 10 مشاركات
أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          سِـــيدْرَا (41) -نوفيلا- ج1 من سلسلة سنابل الحب للرائعة: منال سالم *كاملة & الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          قدري أحبـك (1) من سلسلة لا تعشقي أسمراً - للكاتبة المبدعة: Just Faith *مميزة & كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-10, 06:21 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


4- حديث على الجسر
في اليوم التالي بدأ السفر الى الشمال وكأن ليس له نهاية , أنطلقوا تحت شمس ساطعة بعد غداء مبكر , وبعد أقل من أربعين ميلا الى الشمال من لندن , تلبّدت السماء بالغيوم وأنهمر المطر مدردرا , وأخذت قطراته تتناثر على نوافذ السيارة بلا توقف ,وبعد ذلك بقليل وجدوا أنفسهم يعبرون سيلا أعترض طريقهم وجعل السيارة تخفف من سرعتها وتتباطأ شيئا فشيئا".
صعوبة القيادة في هذه الأحوال منعت آرثر عن الكلام ,لكن لحسن الحظ لم يظهر على أليزابيت وماجدا اللتين جلستا على المقعد الخلفي أي أثر للأنزعاج , ماجدا المرأة البدينة الممتلئة حيوية التي كانت في الستينات من عمرها أنعشتها فكرة العودة الى موطنها في يورك شاير , وكانت تتحادث مع أليزابيت بسعادة ألهتها ن الوحل في الطريق وعتمة الجو في الخارج , وغاصت كارين في مقعدها الأمامي فريسة لوحشة أفكارها التعسة.
حاولت كارين كبت تثاؤبها , أذ جعلها دفء السيارة تدرك مقدار ما تعني من الأرهاق وما تقاسي من أنهيار معنوياتها , نظرت من النافذة الجانبية , فلاحظت أن المطر بدأ يخف , وأن الجو أخذ يميل الى الصحو , وتلون الأفق بلون نحاسي , فأذعنت للتعب وتركت جفنيها يتهدلان , لكن ذلك لم يدم سوى لحظات , أجفلت بعدها على صوت قرقعة مجلجلة وسمعت أليزابيت تصيح:
" لا تكن عنيدا هكذا يا آرثر... لا يمكنك الأستمرار في هذا الجو!".
كانت تهب عليهم في تلك الأثناء عاصفة عاتية جعلت السماء سوداء كأنما لفها ليل دامس , تشقها بين الحين والحين شروخ هائلة من البرق تقطعها أصوات الرعد المنذرة بالتشاؤم.
أجاب آرثر:
" لا يمكنني التوقف هنا , ضعوا أيديكن على آذانكن مسافة بضعة أميال أخرى".
تحولت الطريق الى نهر هادر يتألق تحت أنعكاسات أنوار السيارة الأمامية , جلست النساء يخيم عليهن الصمت الى أن لاحت بعد بضع دقائق أنوار محطة للوقود , أنحرف آرثر الى الطريق الجانبية المؤدية اليها , وأندفع الجميع للألتجاء في مقهى المحطة , شربوا الشاي هناك وتسلوا ببعض قطع البسكويت لينتظروا خمود العاصفة.
وتكلمت أليزابيت قاطعة جمود العاصفة:
" يبدو على كارين التعب ".
لم تنتبه كارين الى ما قالته اليزابيت ,ولكنها سمعت آرثر يجيب بغير أكتراث:
" كارين بخير , أليس كذلك يا كارو؟".
فأنّبته اليزابيت قائلة:
" لم تتغير يا آرثر فما زلت عديم الرحمة! ألا ترى أنها شاحبة كالشمع ؟".
ضحك آرثر ضحكة فاترة وألقى ذراعه حول كتفي كارين وقال:
" هل خفت من الرعد يا حلوتي؟".
كان بود كارين أن تتخلص من ذراعه , ولكن كان عليها أيضا أن تستمر بتمثيل دورها , فأصطنعت أبتسامة وقالت:
" كلا يا آرثر .... أنما قيادتك هي التي أخافتني ".
ضحكت أليزابيت , وسحب آرثر ذراعه بشيء من العجلة وقال:
"حان الوقت للتحرك , هل ترغب أحداكن بشيء آخر؟".
لم تبد على أحداهن الرغبة في أية حاجة , وتحرك الجميع ليواجهوا هبات الريح الماطرة.
كانت الساعة تقارب الخامسة عندما ظهرت أمامهم اللوحة البيضاء القديمة التي تشير الى دلرسبك , وبعد معاناة شاقة برزت الشمس عندما كانت السيارة تعلة قمة المرتفع عند رأس الوادي ,وهناك , غير بعيد عن الأرض المنخفضة كانت تستلقي دلرسبك الخضراء الوادعة ,وبدأت الطريق الشهباء المتموجة بين الحقول والبساتين الخضراء تتلوى أمامهم , ثم تجاوزوا الدور المبنية من الحجارة , ذات السطوح المبلطة بالبلاط الأزرق ,وبعدها مروا بالبيوت الريفية البيضاء المنثورة على الوادي , وهبطوا الى القرية التي كانت بيوتها تلتف حول الفندق الأسود القديم المسقوف بالخشب الأبيض ,ثم عبروا الجسر المحدّب فوق النهر.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-10, 07:54 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت أليزابيت تحدق ذاهلة بالأماكن التي أحبتها , ثم أشارت بيدها الى المنزل المربع الأشهب الذي ولدت فيه , وعندما أنعطفت السيارة نحو الممر الضيق على الجانب الآخر من الجسر قالت بشوق:
" آه , قف آرثر , أرجوك دعني أنظر".
ومن دون أن يتكلم أوقف آرثر السيارة وتأوهت أليزابيت قائلة:
" ما أجملها , كيف تمكنت من ترك هذه الأمكنة".
وفجأة فتحت باب السيارة وراحت تشق طريقها وهي تقول:
" تابع يا آرثر , أريد أن أقطع الدرب على قدمي مارة بالسد".
فأحتج آرثر قائلا:
" كلا , ليس الآن , دعي ذلك الى الغد".
أنحنت أليزابيت ونظرت خلفها الى السيارة وهي تقول:
" لن أضيع , هي مسيرة عشر دقائق فقط".
رأت كارين علامات الفزع الحقيقي في عيني آرثر , ومن دون أن تتريث , أمسكت حقيبتها وهبت من مقعدها وهي تقول:
" سأذهب مع أليزابيت".
فقال آرثر مغتبطا:
" ستذهبين معها؟ شكرا كارو".
ولأول مرة في ذلك اليوم رأته يومىء اليها بحرارة وهي تغلق باب السيارة , فأحست بطعنة مريرة ذلك أن أيماءة المجاملة العرضية تلك كانت هي الوحيدة التي تمكنت أن تخترق جدار عدم أكتراثه بعواطفها ,مع أنها كانت تدرك أن موقفه منها لن يكون أفضل, وعليها أن تروّض نفسها على تقبل هذا الموقف .
نفضت عنها تلك الأفكار وأسرعت خلف أليزابيت التي كانت تحث السير على الممر الضيق الى ضفة النهر ألتفتت أليزابيت الىالوراء بأبتسامة ما عتمت أن تخللتها الكآبة وقالت:
" لا تقولي أنه طلب منك أن تلحقي بي؟".
" كلا ... لكن أطرافي تخشبت في السيارة".
" صحيح! جلسنا وقتا طويلا".
تابعت أليزابيت السير وهي تتنشق رائحة الهواء الطيبة النقية , ثم قالت:
" أحببت السير على هذه الدرب".
لم تفقه كارين معنى لما قالته أليزابيت , لكنها أحست أن هناك مغزى وراء كلماتها وعادت أليزابيت تقول:
" هذا الأسبوع ذكرى المرة الأولى التي أتيت فيها الى مبنى دلرسبك , وهذه هي نفس الدرب التي سلكناها بعد أن غادرنا السيارة كما فعلنا الآن".
ألتفتت كارين اليها مستفهمة:
" تقولين سلكناها؟ تعنين أنت وزوجك؟".
هزت أليزابيت رأسها بالأيجاب وقالت:
" كان يوما من أيام آذار , تماما مثل هذا الوقت الذي أخذت فيه الخضرة الفاهية تظهر على الأغصان , والطبيعة الجميلة تبدأ حياتها من جديد مع أنحسار فصل الشتاء ,كنت ألتقيت مع جيمس للمرة الأولى قبل ذلك ببضعة أسابيع , وعرفنا كلانا أن ذلك اللقاء قد بتّ في أمرنا , أتفقنا عل اليقيام بجولة الى يورك , وفجأة طلب مني أن آتي معه الى البيت , وأدار وجهة السيارة ورجع بي الى هنا".
كفت أليزابيت عن الكلام , وأستمرت تشق طريقها فوق الدرب التي أصبحت تضيق تدريجيا وترتفع متثاقلة تحت أغصان الأشجار المتشابكة , ثم قادهما الممر الى تلة من الأرض الفضاء , حيث شاهدنا جسرا ريفيا صغيرا تحول لونه بفعل الطحلب الى أخضر باهت, كان يصل بين ضفتي النهر تماما فوق الشفير الصخري , حيث المياه تندفع الى البحيرة المزبدة في الأسفل , كانت النباتات تكسو الجانب الأول للجسر بينما راح شجر الصفصاف يمد أغصانه المحرومة بأتجاه الضفة البعيدة , وعلى مسافة أبعد قليلا , حيث كان صف من الحجارة يبرز عند الطرف الضيق للبحيرة يستعمله المارة للعبور .
ألقت أليزابيت يديها على الحاجز المعوج وشردت بعينيها الى الذكريات البعيدة:
" على هذا الجسر طلب مني جيمس الزواج ,ومن ثم مشينا الى البيت لأعلام والديه بالنبأ ... كنا سعداء جدا".
وقفت كارين صامتة فلم يكن لديها ما تقوله , وتابعت أليزابيت حديثها:
" توفي والد جيمس بعد ست سنوات من زواجنا , ومن ثم جعلنا بيتنا هنا ,كانت أمه غاية في اللطف , لها جناحها الخاص بالبيت , حقا كان بيتا مكتمل السعادة".
كانت كارين تنظر الى المياه ... هذه هي زيارتها الأولى الى دلرسبك , في الأشهر الأولى من زواجها سمعت كثيرا عن هذا المكان من العائلة , ولقد أرتها أليزابيت صورا كثيرة للبيت ولزوجها جيمس الذي توفي قبل سنة بتعرفها بآرثر , سألت ببطء:
" هل البيت من أملاك العائلة منذ مدة طويلة ؟".
أجابت أليزابيت ويدها تتحسس عقد خشب الحاجز:
" حوالي ثلمثائة سنة , وأنا أدرك أن من المستحيل على آرثر في هذا العصر أن يعيش فيه , لكنني أتمنى ألا يبيعه بعد رحيلي".
عضت كارين على شفتيها وهي تتمنى لو أنها تستطيع الكلام بحرية أكثر:
" أوه , أنا متأكدة بأنه لن يفعل ذلك, أن آرثر يحب دلرسبك".
كانت أليزابيت تحملق بالجدول المتعرج والخضرة الملتفة وقالت:
" أنا أعرف ذلك , وأنه لأمر غريب أن يكون آرثر هو أبني الذي لم ألده أشد أحساسا بالقربى الى دلرسبك من ليزا نفسها , ليزا لن تقبل أبدا أن تعيش هنا, فهي ما أن بلغت الثامنة عشرة من عمرها حتى تركناها تفر الى المدينة , أما آرثر فأنه أستوعب منذ البداية كيفية تسير العمل في ال**** وما يتوجب على ذلك من مسؤولية ,وعندما أصيب جيمس بنوبته الأولى أراد آرثر , وكان آنذاك كالبرج قوة , أن يترك الجامعة ويعود نهائيا الى البيت , ولكننا لم نرضى بذلك وألححنا عليه كي يكمل دراسته , ففعل, وبعدها أذا أردت مثالا للعقل النابغ والكذاب البارع فأن آرثر هو ذلك المثال".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-10, 08:15 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لاتخالف كارين أبدا تلك الحقيقة , وعلى الرغم من المرارة التي تحس بها بسبب تحطيم حبهما , فأنها لا تزال تشعر بالحسرة والتأثر لطفولته المشردة , عندما تتذكر طفولتها الوادعة المحاطة بحب والديها , وعقبت قائلة:
" نعم... وأنني أعتقد أنه لا يمكن لمن ولد وترعرع بين أحضان عائلة سعيدة أن يدرك تماما معنى أن ينشأ الأنسان في ميتم ليس له من أحد يخصه بالذات".
ألتفتت أليزابيت الى كارين مستغربة:
" ميتم؟ ولكن يا عزيزتي آرثر لم يكن أبدا في ميتم".
حملقت كارين بدهشة وقالت:
" ولكنني حسبت .... كنت دائما أظن ....".
" تقصدين أنه لم يحدثك أبدا؟".
هزت كارين رأسها وقالت:
" أعرف أنه كان يتيما وعاش طفولة بائسة حتى تبنيتماه أنت وجيمس , عندما كان في الحادية عشرة من عمره , وأعرف أنه يفكر بك كثيرا وهو على أستعداد أن يضحي بكل شيء من أجلك ,ولكنه لم يحدثني أبدا عن حياته الأولى , مرة واحدة بعد زواجنا سألته عن طفولته فغيّر الحديث بسرعة , وعندما ألححت عليه أقفل البحث نهائيا قائلا بأنه لا يريد الخوض أبدا في ذلك الموضوع".
أخذت أليزابيت نفسا عميقا ولاحت الكآبة في عينيها وهي تقول:
" لا أفهم.... ماذا حصل لآرثر ؟ أعني أن يجعله......".
تردت كارين , خشية أن تكره أليزابيت على البوح بأمر لا ترغب فيه , ولكنها أحست فجأة برغبة جامحة لمعرفة الأسرار التي أخفاها آرثر , ليس عن أخته بالتبني فحسب بل حتى عن زوجته أيضا.
فتنهدت أليزابيت وقال:
" أمر محزن , بل وأكثر من محزن , أنها مأساة , أشك أحيانا في أنني شخصيا أعرف كل شيء , آرثر لم يعرف والديه قط , ولا حتى ظروف ولادته , أعلمووه فقط بأن أمه تركته مذ كان رضيعا , وأن أباه كان ضابطا بحريا توفي في البحر , ثم علم وهو في الثامن بأن أمه كانت في السابعة عشر ة من عمرها عندما هجرته بعد ولادته ماشرة ,وأختفت في لندن , وأن أباه لم يكن ألا بحار عادي مجهول ,عاش آرث عند والدي أمه وكانا يعطفان عليه ويحبانه , ثم ترملت جدته وتزوجت من آخر بعد سنة من ذلك , وأنتقل الجميع الى ناحية أخرى من المدينة ومنذ ذلك اليوم عاش آرثر كابوسا مخيفا من القساوة والوحشية على يد زوج جدته".
تريثت أليزابيت قليلا ثم تابعت:
" لا مجال للشك أن زوج جدته كان رجلا مخيفا , وأن جدته أصبحت تخاف زوجها أيضا , قد توحي اليك كلمة جدة أنها كانت عجوزا , ولكنها في الواقع لم تكن كذلك ,كانت في حوالي الأربعين من عمرها , وما لبثت أن حملت , وكان لزوجها الجديد ثلاثة من زوجته السابقة , كأنهم نسخ طبق الأصل عن والدهم الفظ الرهيب , ولذا لم يكن لديها القدرة على حماية آرثر الذي تمكن أخيرا أن يفر هاربا".
تريثت أليزابيت مرة ثانية وهزت رأسها هزة خفيفة وتابعت :
" وجدوه في درهام عندما أمسكوا به يسرق قطعة من البسكويت ليأكلها في السوبر ماركت , وأرجعوه الى جدته , ولكنه بعد أسبوعين هرب ثانية الى ليدز هذه المرة ,حيث وجده أحد رجال الشرطة في منتصف الليل نائما في سيارة ,مسكين ذلك الصغير , كم صرخ وقاتل عندما علم أنهم سيعيدونه الى البيت , وأهتمت الشرطة بأمره عندما شاهدوا آثار الكدمات والضرب على جسده , وأستدعوا زوج جدته وهددوه بالسجن أن هو عاد الى ضرب الطفل وتعذيبه , ولكن هذا الزوج عاد الى نفس أسلوبه الأول في معاملة الطفل , مما أدى الى أن تأخذ الشرطة آرثر الصغير وتضعه تحت الحماية".
نظرت كارين مشدوهة وصاحت:
" لم أحلم في حياتي أن يحدث شيء مثل هذا!".
توقفت عن الكلام تحاول أن تتصور في مخيلتها آرثر الذي تعرفه , طفلا صغيرا لا حول له ولا قوة تحت رحمة عالم لا يحبه ,وحيدا من غير أصدقاء , لماذا لم يحدثها بكل هذا يا ترى؟".
تنهدت أليزابيت وأكملت حديثها قائلة:
" كان آرثر يشعر أن العالم بأسره يقف ضده , وعادت المشاكل من جديد : تشرد .... تخريب الآثار القديمة ... سرقات , حتى يئست منه سلطات الجمعيات الخيرية , كان زوجي قاضيا في ذلك الحين , فعلم بقصته , وساهم بأيجاد عائلة ترعاه , كان آنذاك في التاسعة من عمره , وعندما بدأنا نشعر أن مشكلة آرثر الصغير قد حلت , بعد أن أنقطعت أخباره عنا مدة ثلاثة أشهر , أذ بنا نعود بأنه وقع في المشاكل مرة أخرى, كنت أعمل في ذلك الوقت في جمعيات رعاية المنحرفين , فذهبنا نتقصى أخباره من تلك العائلة التي تبنت رعايته , فأقسموا أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا أي شيء لأصلاحه , فهو ولد عنيد الى أبعد الحدود , تمرد آرثر الصغير وقال أنه لا يريد أن يعيش مع تلك العائلة , التي كان أفرادها يكرهونه ويعاملونه بقسوة.
كان زوجي يعتقد عكس كل ما يعتقده الآخرون بالنسبة الى آرثر , كان الصغير بأعتقاده ذكيا للغاية , وذا مهارات كامنة غير محدودة , ولكن المشكلة الأساسية هي في كيفية توجيه مهارات تلك ووضعها في مسارها القويم بدلا من تركها على هواها تتخذ أتجاهات فيها كل معاني التمرد ومخالفة القوانين.
مضت الأيام وأنا وزوجي لا تنقطع أخبار آرثر ومقدار ما كان يعانيه من شقاء وعذاب , وفي أحدى الليالي بعد العشاء , سألني جيمس فجأة أن كنت لا أزال أهتم بذلك الطفل , فلما أجبته بالأيجاب قال أنه دائم التفكير به ولا يستطيع أن يبعده عن مخيلته ,وفي صباح اليوم التالي سألني عن رأيي في تبني آرثر الصغير , كان قرارنا قاطعا , ولم ننتظر أستكمال الأجراءات القانونية ومنها أقتفاء أثر أمه الحقيقية خشية أن تظهر فجأة وتطالب بأبنها ,ولم نستمع لنصائح أصدقائنا الذين حذرونا من أننا قد نسبب لأنفسنا مشاكل نحن في غنى عنها , وأن علينا سؤال أبنتنا ليزا عن رأيها وكانت آنذاك في الرابعة من عمرها , وأن رأي الأطباء في أنني لم أعد قادرة على أنجاب طفل آخر قد يكون خاطئا , ولكننا لم نصغ لأحد , ونجحنا في مهمتنا وكنا نشكر الله في جميع صلواتنا لأنه يسر لنا سبيل النجاح".
وصمتت أليزابيت ,وراحت كارين تحملق على غير هدى في ظلمة الغسق التي كانت تستعد لأسدال ستائرها , كان لديها الكثير لتقوله ولكن الكلمات خانتها عليها الآن أن تفكر في آرثر على ضوء هذه المعلومات الجديدة , ترى ماذا يمكن أن يؤول اليه مصيره لو لم يهيء له الله هذه المرأة الرحوم الواعية التي تجلس الآن الى جانبها.
وتحركت أليزابيت من جديد وقد أحكمت ياقة سترتها حول عنقها وقالت:
" أريدك أن تخفي كطل ما حدثتك عنه خشية أن يعتقد آرثر بأنني خنت ثقته , ولكنني أحببت أن تعرفي ذلك , فقد تساعدك هذه المعرفة على تفهم وضعه عندما تعريه بعض الحالات الأنطوائية".
عضت كارين على شفتها وقالت:
" أشكرك على أعلامي بكل ذلك".
وأكملت أليزابيت:
"ترك ماضيه البائس أثرا عميقا في نفسه , وهذا على ما أعتقد السبب الذي يجعله يتأنى طويلا قبل أن يمنح ثقته للآخرين , كان له دائما الكثير من الأصدقاء ولكنه كان يبقي هؤلاء بعيدين عن مكنونات قلبه , حتى ليزا التي كانت مولعة به وهي بعد طفلى... كان شديد التحفظ معها ... ولم تنجح أبدا في التقرب اليه , ولكن لا يستطيع أحد أن يقضي حياته منعزلا بعواطفه , مانعا ثقته عن كل الناس خوفا من الغدر أو الخيانة , ولهذا السبب حدثتك عن ماضي آرثر لأنني عندما أرحل سيكون في حاجة اليك أكثر مما تتصورين , فلن يكون له أحد غيرك".
وضعت كارين ذراعها حول أليزابيت بمودة وقالت:
" هل تصدقين لو قلت لك بأنني ما أحببت أحدا في حياتي غير آرثر ؟ وأن كل ما كنت أريده هو الأستمرار في حبي له والعناية به ما دام هو في حاجة الي".
ألتقطت كارين أنفاسها وهي تعلم أنها كانت صادقة في كل كلمة قالتها ,ولكنها لم تجرؤ أن تضع تأكيداتها الحارة في صيغة الفعل الحاضر حيث وجب أن تكون ,هل لاحظت أليزابيت ذلك؟
ضغطت أليزابيت بأصابعها على أصابع كارين شاكرة , ثم قالت مستغربة:
" أصابعك متجمدة , أليس من الأفضل أن نتحرك , لقد حل الظلام".
شبكت أليزابيت ذراعها بذراع كارين , وبدأتا تشقان طريقهما على طول الممر الملتوي الضيق , كانت كارين على الرغم من تظاهرها بالمرح والغبطة تحس في داخلها بالحزن الثقيل ,وتعرف أنه سيمر وقت طويل قبل أن تكف عن التفكير في كثير من الألم والمشقة بما قاساه آرثر في طفولته البائسة ,ولا ريب في أن هذه المعرفة الجديدة عن ماضيه وضعتها أمام تصور جديد لشخصيته قد يؤثر في علاقتهما , أو على الأقل فيما تبقى من تلك العلاقة .
آه لو أنها تعرف كيف ستجري الأمور!


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-10, 09:26 PM   #14

حبيبة عمدة
 
الصورة الرمزية حبيبة عمدة

? العضوٌ??? » 107471
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 346
?  نُقآطِيْ » حبيبة عمدة has a reputation beyond reputeحبيبة عمدة has a reputation beyond reputeحبيبة عمدة has a reputation beyond reputeحبيبة عمدة has a reputation beyond reputeحبيبة عمدة has a reputation beyond reputeحبيبة عمدة has a reputation beyond reputeحبيبة عمدة has a reputation beyond reputeحبيبة عمدة has a reputation beyond reputeحبيبة عمدة has a reputation beyond reputeحبيبة عمدة has a reputation beyond reputeحبيبة عمدة has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية:44: مميزة في انتظار التكملة


حبيبة عمدة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-10, 07:29 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

5- السريران التوأمان
أثبتت نبوءة كارين أنها ليست من دون أساس.
كان آرثر يقف في ساحة البيت الأمامية المغطاة بالحصى عندما وصلت كارين وأليزابيت الى نهاية الممر حيث يلتقي بالطريق الرئيسية , ومع أن الظلام كان مخيما في ذلك الوقت , فأن النور المنبعث من مصباح واجهة الدار كان كافيا لكي يكشف خطوط القلق المتوترة في وجه آرثر , غاص قلب كارين بين جنبيها وهو يهرع نحوها صائحا:
" أين كنتما بحق السماء ؟ كنت على وشك أن أرسل جماعة للبحث عنكما".
ضحكت أليزابيت وهي تجيب :
" كلام فارغ... هل تعتقد أننا يمكن أن نضيع؟ كنا نتحدث على الجسر الصغير .... آه يا عزيزي , أريد كارين أن تتمتع بمشهد البيت في ضوء النهار".
أمسك آرثر بذراع أليزابيت وراح يقودا الى داخل الرواق الحجري وهو يقول:
" تستطيع أن تشاهده غدا... تجمدت أطرافك ولا شك أليس كذلك؟".
ثم ألتفت وصاح بصوت غاضب:
" حقا يا كارين ,كان يجب أن تكوني أعقل من أن تتركيها واقفة تتحدث في هذه الريح الباردة , لماذا لم......".
قاطعته أليزابيت وأستدارت لتواجهه:
" آرثر ! لم تكن خطيئة كارين , أنها غلطتي , لا أدري ما فعلت جنوب أمريكا بطباعك , لكنها بكل تأكيد لم تحسّن منها !".
عضت كارين على شفتها وأستولى على قلبها أحساسها المألوف بالظلم والقنوط , رأت أن التوتر بينها وبين آرثر بدأ يهدد فرحة أليزابيت بعودتها الى البيت , فماتت رغبتها الفطرية في الرد على أهانته , قالت بسرعة وهي ترغم نفسها على مجاراة الغضب البارد الذي كان ينبعث من عينيه:
" أنني ذاهبة في الحال لأعداد شراب ساخن لأليزابيت".
أجابها دون أن تهدأ حدة غضبه:
" ماجدا أعدت الشاي... أنه في غرفة الجلوس , لكنني أظن أنه أمسى باردا كالثلج الآن , تأخرتما كثر من ساعة".
تنهدت أليزابيت قائلة:
" أخبرتك يا حبيبي , بدأت أستذكر الأيام القديمة ولم أشعر بالبرد".
ثم أستدارت ولمست ذراع كارين قائلة:
" تعالي , دعينا نتناول الشاي ولو كان باردا , وبعد ذلك أظن أنه سيغفر لنا".
دخلتا غرفة الجلوس حيث كانت ماجدا بأنتظارهما , وقد أعدّت الشاي وبعض الشطائر , كانت غرفة الجلوس آية في الروعة والجمال , والنار تشتعل في الموقد ناشرة الدفء والطمأنينة في المكان .
جلست كارين صامتة تحملق في النار , تسائل نفسها عن آرثر الذي لم يتبعهما , أتعرض عليه الآن أن تطبخ شيئا لللعشاء , من الواضح أن ماجدا متعبة الآن لكنها قد لا ترحب بأن يتدخل أحد في مناطق نفوذها , ولو كان قصده التعاون ومد يد المساعدة.
وضعت كارين قدح الشاي على الصينية وتنهدت , وأحت بالتعب يتسرب الى جميع أعضائها , جعلها الدفء المنبعث من الموقد تتوق الى الأسترخاء وأغماض عينيها , وفجأة دخل آرثر في اللحظة التي كانت تحاول أن تكبت تثاؤبة تلح على فمها , قبل أن ينطق بكلمة واحدة قالت أليزابيت:
" أعتقد أن لا حاجة لنا بالعشاء فنحن جميعا متعبون".
رفع آرثر أحدى يديه وقال:
" لكنني أريد أن أتعشى , أن كنتن جميعا قد أكتفين بالشاي والشطاءر فأنا لست مثلكن".
وخطا بضع خطوات عبر الغرفة ثم قال:
" لا تقلقن , رتبت كل شيء , سنتعشى في الثامنة والنصف , لكنني لا أريد أي تدخل من أحداكن في المطبخ".
قال ذلك وهو يوجه نظرة تهكمية الى ماجدا التي قهقهت ضاحكة وسألته:
" ماذا ستطعمنا أذن سيد آرثر ؟ لحم عجل غير ناضج وبطاطس شبه مشوية على انار؟".
نظر اليها متحديا وقال:
" أستغرب منك يا ماجي , فأن الغيرة تأكلك دائما".
" أنا ؟ أغار؟ من ماذا؟".
" لا تتجاهلي , ماجي فأن أفضل الطباخين هم من الرجال".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-10, 06:30 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأقترب من الموقد ماسا ركبتي كارين عند مروره بجانبها , وألقى بقطعة حطب في النار ثم أستدار ملتفتا الى ماجدا التي شعرت بأنها قد أهينت وقال:
"ومن سيقوم بتنظيف وغسل الأواني والأطباق بعد ذلك؟".
" ماجدا طبعا".
قالت أليزابيت محتجة :
" آه , كلا , أن ماجدا لا يمكنها غسل ذلك الجبل من الأوعية والأطباق الذي ستتركه بعد أن تمتع نفسك في المطبخ".
" سنترك كل شيء الى الغد , تمزي ستقوم بذلك".
أتسعت عينا أليزابيت وأختلط في وجهها السرور وعدم التصديق :
" تمزي! آرثر أنك لا تقصد.........".
ظهرت علامات الأرتياح على وجه آرثر لردة الفعل التي تجلت على وجه أليزابيت قال:
" نعم, كانت ستأتي اليوم للترحيب بك , لكن ظروفها أقعدتها عن ذلك وستحضر غدا".
قفزت أليزابيت وطوقت ولدها بذراعيها:
" أظن أن هذه أجمل مفاجأة تقدمها لي!".
" أذن فقد غفرت لي ذنبي ؟".
" الفظاظة التي صدرت طيلة هذا اليوم!".
عادت أليزابيت الى مقعدها وهي تقول:
" العاصفة هي السبب , أثارت أنفعال الجميع , والآن أنظر أذا كانت كارين غفرت لك أيضا , أنهكها التعب ولم تعد قادرة على فتح عينيها".
للمرة الأولى منذ دخل الغرفة ألتفت آرثر ونظر الى زوجته , كانت متعبة حقا وحرارة النار المنبعثة من الموقد تلقي ظلا معتما على عينيها , أهتز فمها برعشة وهي تنتظر ردة فعله على طلب أليزابيت.
تقدم نحوها وجلس على ذراع مقعدها , أدخل يده خلف رأسها وراحت أصابعه تداعب جدائل شعرها الحريري الناعم أسفل عنقها , ثم شدها اليه وقال:
"أمتعبة يا حبيبتي؟".
غضب مفاجىء كاد يجعلها تبعد نفسها عن مداعباته , هل يظن أنها دمية يلتقطها أو يهملها كيف ومتى شاء؟ لكنها أمتعت عن ذلك عندما رأت أليزابيت تراقبها , تحكمت بدوافعها المريرة وهمست:
" نعم , قليلا , تعب عابر ".
وغيرت الموضوع وسألت:
" من هي تمزي؟".
أضاف وهو مستمر بمداعباته المثيرة للأعصاب:...
" هي العمود الفقري لدرسبك , مربية ليزا ثم مدبرة المنزل كانت ماجدا تعمل طاهية عندنا في تلك الأيام , عندما أنتقلنا الى لندن لم تشأ أن تفارق عائلتها , أما زوجها فكان يعمل عند والدي ساشا لجياده لمدة طويلة".
توقفت أصابع آرثر عن الحركة , ونهض متجها الى المطبخ لأعداد العشاء , تبعته كارين فأدركته عند باب المطبخ:
" سأساعدك".
" ألست متعبة؟".
أغلقت باب المطبخ خلفهما وقالت:
" بحق السماء , كف عن وخزي بأبرك , أنني أحاول أن أتصرف بأفضل ما أستطيع".
أجابها بعدم أكتراث:
" آسف يبدو أن أعصاب الجميع متوترة نوعا ما".
فقالت بمرارة:
" سيكون أهون علي وأنت تمثل هذه التمثيلية لو أنك تخفف من محاولة أتقانك لدورك".
فأجابها دون أن ينظر اليها:
" أنك لا تبذلين أي جهد لتمثيل دورك بنجاح".
أمضيا بعض الوقت صامتين وهما يعدان وجبة العشاء , وعندما أوشكا على الأنتهاء قالت كارين:
" لا يزال أمامنا ربع ساعة للموعد الذي حددته لتناول العشاء , سوف أغتسل وأبدل ثيابي في هذا الوقت , أين الغرفة التي أعددتها من أجلي؟".
" في الطابق العلوي , الباب الأول الى اليسار , في الغرفة حمام , حقائبك هناك".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-10, 08:03 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

عبرت الرواق الى القاعة الرئيسية وصعدت السلم القديم المصنوع من خشب السنديان , كان كل شيء حولها لا يزال محافظا على طرازه القديم ذي الجمال الأخاذ , بلغت أعلى الدرج حيث يمتد رواق طويل على جانبه ستة أبواب , فتحت كارين الباب الأول الى اليسار , وتلمست زر المصباح فأضاءت الغرفة , رأت حقائبها داخلها بالقرب من الباب , أغلقته خلفها وراحت تنظر بشيء من الفضول متفحصة داخل الغرفة , كانت فسيحة عالية السقف كغيرها من غرف البيت , ذات أفاريز مرتفعة مزخرفة ولها نافذتان تمتد ستائرهما المخملية الزرقاء الفاهية من أعلى السقف حتى الأرض , تتدلى منها أهداب مزركشة بلون أشد زرقة يتناسب ولون السجادة الصينية التي كانت تفرش الأرض , وفي أحد الجوانب موقد أبيض اللون مزخرف الحاجز , كان الأثاث من الطراز الملكي الأبيض كله مقابض مذهبة وأطراف الخشبية مرصعة بالخرز البيضاوي اللامع.
تلمست كارين بأطراف أصابعها ورق الجدران الحريري ذا الزرقة السماوية , وراحت في شبه غيبوبة تتذكر أهلها في كنت , لم يكن يضاهي دلرسبك من حيث الحجم والقدم , لكنه كان يشبهه بجوه الهادىء المريح ذي الطابع الريفي القديم الطراز وهنا كما هناك , لم يكن يربط البيت القديم بالعصر الحديث ألا شبكات التدفئة المركزية الشديد البرودة.
أحست فجأة بالحنين الى أيام طفولتها , والى الملاذ الأمين بين أحضان أهلها , شعرت بالوحدة في هذه الغرفة التي فقدت كل معنى من معاني الحياة.
هزت كارين رأسها أذ لم يعد أمامها متسع من الوقت , فتحت حقيبتها الكبيرة وأخرجت منها المنشفة وعلبة الأسفنج , وخلعت ثوبها وألقت به على أحد السريرن التوأمين , وأدارت الحنفية التي كانت في الغرفة , وفجأة فطنت الى شيء لم يخطر على بالها من قبل! هذه الغرفة الواسعة والسريران التوأمان...... أستدارت وهي تكبت صرخة كادت تخرج من بين شفتيها وقد غمرها فيض من الشك , أسرعت الى خزانة الثياب وفتحتها على مصراعيها فتأكدت أن شكها الرهيب كان حقيقة واقعة , نعم فأمامها كانت ثياب آرثر , قمصانه , جواربه , ربطات عنقه ... ركضت بأتجاه الباب الثاني حيث غرفة الحمام , وهناك شاهدت كل ما يدل على أنها كانت مشغولة من قبل أنسان , من قبل رجل , منشفة الحمام , عدة الحلاقة , زجاجة كولونيا , فرشاة أسنان ... وتسللت الى أنفها رائحة المواد التي يستعملها الرجال لزينتهم.
مسح الفراغ كل لون من خديها , فهل تخيّل ...؟ هل أعتقد أنها ستمضي في التمثيلية الى هذا المدى؟ أغلقت فمها بقوة , وأجتاحها الغضب , صممت أن تتحداه , رجعت الى غرفة النوم وقد تبخر من ذهنها أي تفكير لتبديل ثيابها , أمسكت بيدها الفستان الذي خلعته قبل قليل , لكنها أحست بحركة في الغرفة وشاهدت ظلا على السجادة , أستدارت وأذا بثوبها يسقط من يدها , فهناك قرب النافذة كان يقف آرثر , رفع حاجبيه مستغربا وقال:
" هل شاهدت شبحا في الحمام؟".
عثرت كارين أخيرا على صوتها فقالت:
" ماذا تفعل هنا؟".
أجابها ببرود:
" أقفلت الحنفية التي تركتها مفتوحة , وأرخيت الستائر".
وعندما رآها لا تكف عن الحملقة في وجهه قال:
" ماذا؟ هل هناك خطأ ما؟".
ثارت ثائرة كارين وصاحت:
" خطأ! أخرج من هنا !".
" ماذا ؟ أخرج من غرفتي؟".
" غرفتك؟".
" أنا أشغلها منذ الأسبوع الماضي".
صاحت وقد أستثارتها لهجة صوته المتعجرفة:
" أذن لماذا أحضرت حقائبي الى هنا؟".
" أن ذلك يبدو واضحا".
تراجعت كارين خطوة الى الوراء وهي تقول:
" ماذا تعني بما قلت؟".
توجه ببرود الى مرآة الزينة في زاوية الغرفة ونظر اليها من خلال المرآة قائلا:
" أليس من الطبيعي أن يشارك الزوج زوجته في غرفة النوم؟".
فصرخت بحدة:
" لكن ليس في هذه الحالة! لم يكن هذا جزءا من الصفقة التي أتفقنا عليها!".
ألتفت اليها وقال:
" لا أذكر أننا بحثنا هذا الأمر أو أوردناه بشكل خاص في أتفاقنا , لكنني أعتبرته أمرا مفروغا منه".
" أنك ... أنك وقح ! كيف تجرؤ...؟".
فقاطعها قائلا:
" كيف يمكن أن تكوني شديدة الغباوة الى مثل هذا الحد؟ماذا ستقول أليزابيت لو أنها عرفت بأننا ننام في غرفتين منفصلتين؟".
لمحت القسوة تستقر في عينيه وأحست بالبرودة تنتشر في جسدها , رفعت يديها ولمست كتفيها , شعرت بجلد بشرتها يرتعش تحت لمساتها ,وبشيء من الدهشة أنحنت تلتقط ثوبها الذي سقط منها وأخذت تحاول أن ترتديه , أثاها الغضب فعميت عن وضع الكمين ولم تعد تدري كيف ترتدي الثوب , فقال لها ساخرا:
" هل تريدين مساعدة؟".
" ليس منك".
" ولماذا لا؟ هل تخشين أن أمتع نظري بمفاتن جسمك؟".
تصاعد الدم الى خديها وقالت:
" وهل أتركك تفعل ذلك؟".
ألقت ثوبها جانبا وتناولت من حقيبتها عباءة ألقتها على جسمها, وواجهته قائلة والغضب يلتمع في عينيها:
" أنا اعني ما أقول يا آرثر , أريد غرفة أخرى".
" ذلك مستحيل , وأنت تعرفين السبب".
" لن أقبل أسبابك بعد الآن".
" لن أقبل أسبابك بعد الآن".
فقابلها بلهجة واضحة :
" أخشى ألا يكون لك خيار".
" آرثر ! أنا لن أنام معك في غرفة واحدة!".
أطبق فمه بقوة ثم فتحه قائلا:
" لقد أوضحت لك أكثر ! أنا لن أقبل أن نكون زوجين حقيقين".
" لا أعتقد أنني طلبت منك ذلك, أسمعيني ...".
" لا أريد أن أسمع شيئا , أذا.......".
فأمسك كتفيها بقوة وصاح:
" بل يجب أن تسمعيني , هل تظنين بأنني أحضرتك الى هنا لأكرهك على شيء؟ بعد كل ما حدث قبل سنتين؟ هل تظنين بأنني غفرت لك فعلتك بهذه السهولة؟".
" آرثر ......... أ دعني أنصرف!".
لم يبد عليه أنه سمع ما تقول , أقتمت ملامحه بالمرارة وهي تحاول أن تتملص من قبضته , لكن ذلك لم يساعد الا في زيادة أنغراس أصابعه في بشرة كتفيها الناعمة , وصر أسنانه صائحا:
" كيف تظنين أنني كنت أشعر خىل هاتين السنتين , كنت أتذكر دائما فعلتك الشنيعة ,حتى في جنوب أميركا لم أستطع أن أفر منها , في أول يوم وطئت قدماي أحد شوارع سان باولو ................ في أول مرة أدخل فيها بيت أحد الناس , أحد الغرباء..... في آخر مكان أتوقع أن أرى فيه ذلك .......ذلك.".
قطع عليه حديثه صوت تناهى من الخارج يقول :
" هالو.........".
وتلا الكلمة الناعمة نقرة على الباب , سقطت ذراعا آرثر عن كتفي كارين , وأزدرد لعابه وقال:
" نعم! أدخلي".
كان صوته غير متزن , تحرك الى الباب بينما رفعت كارين يدا مرتعشة الى عنقها .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-10, 02:40 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

دخلت أليزابيت وعلى وجهها أبتسامة ما لبثت أن تلاشت عندما لاحظت وجهي آرثر وكارين شاحبين شحوب الموتى , لم تعلق بأي كلمة وأنما أكتفت بالنظر الى ولدها ثم قالت:
"حضرت لأعلمكما أن كل شيء جاهز للعشاء الآن , شممنا رائحة البطاطس المحروقة ولكن ماجدا أنقذت اللحمة".
فقال آرثر بصوت غلب عليه الذهول:
" ولكنني قلت بأنني سأعد العشاء بنفسي , ونحن...".
فقاطعته أليزابيت بصوت لطيف ولكنه حازم:
" جيد أنني لم آخذ بكلمتك , هل ستتأخران؟".
" أننا نازلان على الفور".
راح آرثر يتخلل شعر رأسه بأصابعه بينما أمسكت كارين بمشط وأخذت تسرح شعرها الأشعث وكأنما لعبت به ريح عاصفة , ثم ما لبثت أن قالت:
" أنا جاهزة الآن".
أسرعت نحو الباب وهي تدرك أنها لم تعد تحتمل أن تبقى لحظة بمفردها مع آرثر , قبل أن تستعيد رباطة جأشها قليلا , ظلت أليزابيت صامتة وهم يهبطون الدرج بينما كان آرثر يجر قدميه المتثاقلتين جرا وهو يتبعها ويسائل نفسه أذا كانت شعرت بجو التنافر الذي يسود الغرفة عندما دخلتها.
كانت جلسة العشاء تلك بالنسبة الى كارين من أشد ما تحملته في حياتها تعاسة وتكلفا , تمنت بمرارة لو كان بمقدورها أن تخفي مشاعرها الحقيقية تحت ستار من الدماثة وحلاوة الحديث , كما فعل آرثر , بغض النظر عما كان يجيش في داخله من أحاسيس في تلك اللحظة... أذ جعل الحديث من السهولة بحيث لم يكن مطلوبا منها الا أن تجيب بنعم أو لا على بعض الأسئلة التي كان يوجهها اليها بين الفينة والفينة , بخصوص عمله في جنوب أمريكا.
أنتهزت كارين فرصة أنهماك أليزابيت بالحديث وأنسلت لتعد القهوة .
أستأثرت أليزابيت بتعاطف كارين , كانت تعتقد أن صحتها تحتاج الى حماية تامة , وأن مبالغة آرثر برعايتها قد تسبب لها الضرر أكثر من المنفعة , ذلك أن أليزابيت كانت من النوعية التي تفضل أن تخوض معركتها المقيتة مع المرض بطريقتها الخاصة , لذلك فأن تدخل آرثر قد يقوض ثقتها بنفسها.
عندما أنتهت من أعداد القهوة دخلت بالصينية الى غرفة الجلوس , وأشعلت النور ثم وضعت قطعة من الحطب في الموقد المتوهج باللهب , كان الآخرون لا يزالون في غرفة الطعام , وأذ كانت تهم بالذهاب لمناداتهم رن جرس الهاتف ,ترددت لحظة , هل ترد بنفسها أم تنادي أليزابيت أو آرثر ؟ لكنها رفعت السماعة وأعطت رقم الهاتف من دون أن تذكر أسمها , وسمعت صوت المتكلم يسأل بشيء من الحيرة:
" من هناك؟".
أجابت كارين وقد عرفت الفتاة من صوتها :
" هنا كارين, كيف حالك يا ليزا؟".
تغيرت لهجة ليزا وقالت:
" آه أنا بخير , لم أستطع أن أميز صوتك".
" مر وقت طويل منذ سمعته آخر مرة , أنتظري فسوف أنادي أمك".
" مهلا لحظة! هل كل شيء على ما يرام؟".
" أمك في غاية السعادة لعودتها الى البيت , وعلى الرغم من تعبها من الرحلة الشاقة فقد تمتعت بها كثيرا".
" آه حسنا ...... هل آرثر هناك؟".
" نعم هل تودين أن تتحدثي معه؟".
" كلا, كلا , أرجو فقط أن أكلم أمي ولن أزعجها طويلا أن كانت تشعر بالتعب".
فتحت كارين باب غرفة الطعام ومدت يدها بالسماعة الى أليزابيت قائلة بأنها ليزا , ثم ذهبت متباطئة الى غرفة الجلوس ,حيث صبت القهوة لماجدا وآرثرو لها , وأنسحبت الى كرسي بعيد عن النور ,لقد خف شعورها بالتعب والكآبة الآن , وما أحوجها الى أن تنفرد بنفسها , شعرت كأنها أمضت يوما طويلا في دلرسبك وليس مجرد ساعات قليلة , كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة بقليل ولم يكن الوقت مناسبا للأستئذان بحجة النوم , خاصة وأن أمامها تلك المشكلة المخفية التي عليها أن تواجهها , على أية حال.... ستجد لها حلا هذه الليلة بطريقتها الخاصة , عليها أن تفهم آرثر أن فعلته التنكرية تلك يجب أن تقف بعيدا عن العلاقات الزوجية , أن الألم والمرارة والأتهامات تحول بينهما بالأضافة الى سنتين طويلتين من الفراق , كم سألت نفسها هل كانت تلك الأشهر القليلة من السعادة التي قضتها مع آرثر حلما , حلما عاشته معه يد بيد , ثملين بفرحة أمتشاف أحدهما للآخر , ثم تلاشى ذلك الحلم الجميل فجأة بفعل قوة قاهرة لا دافع لها , تعرفت على آرثر فأحبته بكل ذرة من ذرات قلبها , عقلا وجسدا , وأذ بها تجده رجلا عديم الثقة بها يتهمها بكل قسوة , ثم لا يمنحها فرصة للدفاع عن نفسها , والآن كما في السابق تواجه الحقيقة الرهيبة , أن آرثر ما أحبها قط , فلو كان يحبها فعلا لأكتفى بكلمتها ولم يطلب منها أيضاحات ما كان بوسعها أن تعطيها..
أحست كارين بحرارة الموقد التي كانت تلفح وجهها , غامت ألسنة اللهب أمام عينيها اللتين أخذتا ترمشان بسرعة وهي ترفع رأسها لتقابل نظرات آرثر المتفحصة , شعرت بنبضات قلبها تتوقف لحظة , ثم تعود لتخفق متألمة تحت حدة تلك النظرات المنبعثة من عيني آرثر السوداوين , كأنما تلتمس بعمق سبيلا للأتصال .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-10, 03:49 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تحرك أخيرا وعادت القسوة القديمة تغمر عينيه من جديد , كلا كانت واهمة فلم تر في عينيه ألا تلك القساوة المعهودة ! النار المتوهجة هي التي جعلت ذلك النور الدافىء ينعكس من عينيه فتومت أنها رأت فيهما تلك النظرات الواعدة , تلك النظرات التي كانت تحمل في طياتها يوما رسالة سرية , رائعة لا يجيد قرائتها أحد كما تجيدها هي.
في تلك اللحظة دخلت أليزابيت تعتذر لأنها تأخرت حتى بردت قهوتها , كان في لهجتها لون من القلق , قالت أنها ليزا التي كانت على الهاتف , لا تستطيع الحضور في اليوم التالي كما وعدت , حضر أحد رجال الأعمال مع زوجته من نيويورك وعليها أن تشارك زوجها كليف بأستقبالهما , تأمل أن تحضر بعد ظهر يوم الجمعة .
ظل آرثر جامدا في مكانه حتى أنهت أليزابيت كلامها , ثم تمتم تمتمة غير مفهومة وخرج من الغرفة , غاصت أليزابيت في مقعدها بصمت تام , وأخذت تهز قدح القهوة وهي تحملق في النار , منذ اللحظة التي تكلمت فيها مع أبنتها بالهاتف تغيرت حالتها , وتلاشت كل السعادة التي كانت تمتلكها بسبب عودتها الى بيتها القديم , وتفحصتها كارين وأحست بالقلق , كان من السهل الآن أن ترى تأثير المرض عليها ... شحب وجهها وأثقل الكلل عنيها الزرقاوين , وتجلى التوتر في أصابعها النحيلة التي كانت تشد على القدح , ترى ما سبب فقدانها المفاجىء لمرحها وحيويتها ؟ هل حدثتها أبنتها ليزا بما أزعجها , أم أن خيبة الأمل من جراء تأخير أجتماع شمل العائلة هو السبب في ما ألم بها؟
قالت كارين بلطف:
" لماذا لا تأوين الى فراشك......... لا شك أنه كان يوما طويلا متعبا بالنسبة اليك".
أجابت أليزابيت بصوت ضعيف:
" حقا أشعر بالأرهاق , هل تسمحين أن أتركك؟".
" الطبع! هل أستطيع أن أساعدك بشيء؟".
همت كارين بالوقوف , لكن ماجدا كانت أسبق منها فأخذت بيد أليزابيت وخرجت بها من الغرفة.
أعادت كارين ترتيب طاولة الطعام ثم أنتقلت الى المطبخ وأخذت تغسل الأطبا التي تراكمت هناك بعد وجبة العشاء , عادت ماجدا بعد قليل عاتبة , فما كان على كارين أن تتعب نفسها بذلك العمل ,لكن كارين رفضت أن تقدم لها يد المساعدة في عملها البيتي , فشكرتها ماجدا وقالت ضاحكة:
" أشكر الله على وجودك معنا ولكم تساءلت كيف يمكنني وحدي أن أقوم بكل أعمال المنزل بدون مساعدة أحد , أنه بيت كبير كما ترين وليزا ليست من النوعية التي تحب تقديم المساعدة , بل بالعكس أنها ترغب أن أقف على خدمتها بكل صغيرة وكبيرة , خاصة بعد أن تزوجت أنسانا عالي المرتبة... وبعد فماذا يهم أن تزوجت الفتاة أبن أمير أو أبن فلاح ماداما سعيدين معا؟".
أصطنعت كارين أبتسامة وقالت:
" ذلك صحيح , وألان يحسن بي أن أنصرف فقد يكون آرثر بأنتظاري".
" أوه أنه خرج قبل مدة وجيزة , أعتاد أن يتجول قليلا بعد العشاء , وأحيانا يأخذ معه أحد الكلاب , أنصتي , أنه هو ولا شك".
أتجهت كارين بنظرها ناحية االباب الذي فتح وظهر آرثر على عتبته , أرتفع صوته آمرا:
" تعالي يا كارو , رافيقني في جولتي الصغيرة , وسنعود بعد قليل".
حاولت كارين أن ترفض لكن ماجدا ألحت قائلة:
" أخرجي معه , أن قليلا من الهواء الطلق يحرر النفس من الهم والتعب ".
كان آخر ما تريده كارين في تلك اللحظة أن تخرج مع آرثر , لكن بدا أن ليس أمامها مفر , خاصة وأن ماجدا أستمرت في ألحاحها .
وتحركت كارين أخيرا بأتجاه آرثر.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-10, 07:50 PM   #20

Яєєм
 
الصورة الرمزية Яєєм

? العضوٌ??? » 107114
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 792
?  نُقآطِيْ » Яєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلمووووووووووو,,,

Яєєм غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.