آخر 10 مشاركات
قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          25 - تهربين إليه ! - شارلوت لامب ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          221 - مدللة - جيسيكا هارت (الكاتـب : Fairey Angel - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-10, 02:57 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


حضر سورين يحمل كأسين من العصير وكانت لين تحمل تمثال النمر بين يديها تتفحصه وتقلبه , وسألته:
" من أين جلبت هذا التمثال ؟".
" من سراوك".
" ماذا كنت تفعل هناك؟".
جلس على الأريكة مقابل الكرسي الذي جلست عليه ونظر اليها ببرودة وقال:
" عمل".
ضحكت ضحكة خفيفة وقالت بلهجة أستهزاء:
" لماذا أنت متكتم؟".
" وأنت أيضا متكتمة ولا ترغبين في الحديث عن نفسك ... أليس كذلك؟".
" أذن أنا لست الوحيدة المتكتمة هنا؟".
" وأنا أيضا".
ألقى سورين نظرة عليها وهي تداعب النمر , كانت تفكر في نفسها : كم يشبه سورين هذا النمر المتوثب , سينقض عليّ في أية لحظة ويمطرني بالأسئلة , ربما عرض مرافقتها حول المزرعة من أجل الأستفسار عن ماضيها وليتمكن من التعرف عليها أكثر , ولكن لماذا تشك بأمره؟ لماذا هي شديدة الحساسية من الأمور التي تتعلق بتصرفاته معها.
" لا أعرف ماذا تقصد بهذا القول فأنا أجبت عن أسئلتك".
وضع كأس العصير فوق الطاولة وبقي منحنيا بأتجاهها وسألها متحديا :
" هل يمكنك الأجابة عن بعض الأسئلة الأخرى؟".
" هذا يتوقف على طبيعة الأسئلة ؟ وأنت؟".
أمعن النظر اليها لدقيقة دون أن يعلق ثم قال:
"تفضلي .".
لم تعرف لين من أين تبدأ في أسئلتها , عليها أن تسأله عن أحواله قبل كل شيء ومن هناك تتوصل الى الحديث عن تريزا...
"ماذا كنت تفعل في سراوك؟".
" كت أساعد في تأسيس مزرعة لأنتاج الحليب ومشتقاته في القرية ,بقيت سنة , كان ذلك منذ أربع سنوات تقريبا".
" وهل أنت خبير في هذه الأمور؟".
" تماما ,أنا أتعاون مع دائرة العلوم والصناعة وفي مركز الأبحاث بالتحديد , حكومة نيوزيلندا ترسل خبراء الى مختلف أنحاء البلاد من أجل تحسين التجارة والصناعة وبناء على توصيات الخبراء تمنح القرى المحتاجة ما يلزمها من مساعدت تقنية وصناعية من شأنها تحسين أوضاع القرى المختلفة ,وبما أنني عازب وأتمتع بالخبرة والمؤهلات والعلم فأنني أحظى بهذه الأمتيازات في أغلب الأحيان".
" أخبرتني أنك عشت في أماكن مختلفة ... أين عشت أيضا؟".
" في نيوغينيا وتايلاند وفي أنحاء أخرى من آسيا".
" يدو أنك تستمتع بعملك".
" نعم".
وهل أنت في أجازة الآن؟".
" لا, لقد عدت من مهمة مماثلة في الفليبين , كان عليّ أن أكتب تقريرا مفصلا عما أنجزته هناك وأقدم الأقتراحات حول مسألة التنمية المستقبلية , أحضرت جميع أوراقي الى هنا , وشاء القدر أن يحصل لوالدي هذا الحادث المؤسف , الذي أقعده عن متابعة عمله في المزرعة مما أضطرني لمساعدته , وأذا أنتهيت من التقرير قبل أن يشفى والدي تماما , فأنني مزمع على طلب أجازة , في أي حال أحتاج حاليا لأجازة أرتاح فيها بعض الوقت".
" أخبرني عم بلاد الفيليبين؟".
أخبرها سورين الكثير عن تلك البلاد , كان حديثه مشوقا وممتعا , وأخبرها عن أماكن أخرى زارها وعاش فيها , كانت تستمع الى حديثه بلهفة مستمتعة بأخباره وضحكت من طرفاته وأرتاحت لصحبته , وبعدما أنتهى من سرد قصصه وترحاله ومغامراته ألقت نظرة سريعة الى ساعتها وصرخت متعجبة:
" يا ألهي ,كيف يمر الوقت بسرعة , أشكرك يا سورين على جولتك معي في أرجاء المزرعة".
وقفت تريد التوجه الى الباب ولكنه منعها من الخروج قائلا بحماسة :
" ولم العجلة؟".
" لقد أخذت الكثير من وقتك".
" ولماذا أنت خائفة؟".
أرتجفت لين لكنها حاولت أن تتمالك أعصابها وتقول بجدية :
" أنا لست خائفة ... ولماذا أخاف؟".
" هذا ما أريد معرفته منك ".
" حديثك ينم عن شيء معين تهدف اليه".
" تماما , لماذا لا تجلسين بعض الوقت ونبدأ الكلام من جديد".
ترددت قليلا ثم أبتسمت وقالت:
" ربما في وقت آخر".
رغبت أن تمشي بطريقة عفوية نحو الباب من جديد لكنه أمسك ذراعها وأجلسها عل الأريكة وجلس قربها واضعا يده خلف مقعد الأريكة وأستدار حتى أصبح وجهه مقابل وجهها , أحست أنه قريب جدا منها فلو قامت بأقل حركة سيمسكها بالقوة في ذراعيه القويتين ويمنعها من الحركة تماما.
قالت غاضبة:
" أنت حاد الطباع وخشن المعشر أليس كذلك؟".
رفع حاجبيه ممتسائلا وقال بتحد:
" خشن المعشر؟ ولكنني لم ألحق بك أي أذى؟".
" أنت تكرهني , لقد كرهتني من أول نظرة........".
" ما الذي أوحى اليك بهذه الأفكار؟".
" هذا هو شعوري منذ ألتقيتك أول مرة , لقد رميتني بنظرة كراهية".
رمق وجهها بنظرة باردة ثم هز كتفيه لا مباليا ومر بيده على شعره وأعاد يده من جديد الى وراء المقعد وقال:
"أعترف أنك أثرت بعض المشاعر في داخلي حين رأيتك لأول مرة , لقد ذكرتنب بمشاعر عرفتها في الماضي , ولكنكيف أحسست أنت بمشاعري تلك... هي لم تكن تقصدك أنت... صدقيني".
" كيف؟ ... ماذا فعلت....؟".
بقي صامتا قليلا ثم عبس وقال:
" أنسي الأمر ... لقد قلت في لقائنا الأول شيئا أزعجني كثيرا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-10, 03:01 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت له أن تريزا أصغر سنا من أن تكون والدته .. تذكرت كم أمتعض من تعليقها في حينه , ربما كان عمره لا يزيد عن عشر سنوات حين تزوج والده تريزا , هل تذكر والدته ؟ لا يمكنها أن تسأله... وهي تعرف حق المعرفة أنه يحب خالته زوجة أبيه حبا صادقا , ربما حبه الصادق لها هو الذي يزعجه حين يذكره أحدعم بأنها ليست والدته.
" أنا آسفة".
" لا تهتمي!".
"بل يجب أن أهتم أن كان قولي قد أزعجك ولا زلت ترفضه , أنا أحس رفضك لي كلما أقتربت مني".
نظر اليها سورين نظرة ودية وقال:
" بماذا تشعرين؟".
" لا أعرف بالضبط ... بعض التشنج... ربما الغضب والتوتر ... شيء من هذا القبيل".
" ربما أختلطت مشاعرك (كان مسرورا وهو يفكر) ألم يخطر ببالك أن هناك سببا معقولا للشعور بالتوتر بين الرجل والمرأة......".
أرتجفت لين وأرتبكت من صراحته وشاهدت دهشته لردة فعلها:
" ولكن...ز لا يوجد بيننا أي شيء من هذا القبيل؟".
" أليس كذلك؟".
لم تستطع أن تبعد نظرها عن عينيه , أحست بحشرجة غريبة في أنفاسها , تكاد أن تختنق ... ضربات قلبها مسرعة تحت وطأة نظراته الجريئة وقد أنقضّ يمنعها من المزيد من الكلام ... تعثرت في حركتها وتمتمت بحدة قاسية:
"قف!".
أنفرجت أساريره عن أبتسامة ساخرة وقال:
" لكنني لم أفعل أي شيء بعد".
" أنت تعرف تماما ماذا أقصد , أنت تحاول أثارتي متعمدا.....".
كان فعلا يرغب في أثارتها لتحس بوجوده كرجل قربها .... فهمت خطواته وتحركاته وما يرمي من ورائها ولكنها لم تستطع أن تفصح له عن ذلك بالكلمات قالت:
" ولكنك لا تحبني!".
هز كتفيه لا مباليا وأجابها بصراحة:
" لا يهم".
هزت لين رأسها مستغربة قوله ونظرت اليه عاتبة غاضبة:
ط لين أخبريني سبب حضورك الى هنا , ما الذي يجذبك ... وأنت شابة جميلة فاتنة... لتقبلي العمل كمساعدة في أعمال المنزل في مزرعة نائية عن المدينة".
بقيت لين تفكر دقائق قبل أن تجيبه , أرتاحت قليلا لأن الحوار أبتعد قليلا عن أكثر الأمور أزعاجا لها ... الحوار الذي زاد تشنجهاوتوترها دون أن تدري سببا واضحا له.
" أحتاج للعمل , ليس من السهل الحصول على فرص للعمل في هذه الأيام الصعبة, وأنا أحب حياة المزرعة".
" ولكنك لم تعتادي هذا النمط من الحياة من قبل".
" وكيف عرفت؟".
" أنت تجهلين كل شيء عن الزراعة ؟ وهذا واضح , وكذلك لم تتعودي أعمال المنزل , هل أعتدت العمل من قبل وتحتاجينه لتعيشي؟".
" أذا كان هذا الأمر يهمك يمكنك طلب رسالتي الى والدك وبها تفاصيل عن خبرتي السابقة طبعا أنا أعمل لأعيش , ما رأيك الآن؟".
" أعتقد أنك أخفيت الكثير من الحقائق في رسالتك , لقد قرأتها, أنت لست كما حاولت أيهامنا في رسالتك".
" بماذا تتهمني ؟ كل ما جاء في رسالتي حقيقة".
" ولكنها ليست الحقيقة الكاملة( أمسك يدها بين يديه) حين وصلت الى هنا لاحظت نعومة يديك وجمال أظافرك وترتيبها... أنها أيد ناعمة لم تعتد قطف الفاكهة ولا العمل في المطاعم ,حيث ذكرت أنك عملت سابقا".
" لقد قمت بأعمال أخرى لكنني وجدت أنها لا تهم لهذه الوظيفة , أذ عملت في مكتب لفترة من الوقت".
" ولماذا تركت العمل في المكتب؟".
" أحتاج الى تغيير في حياتي".
حاولت أن تجذب يدها من بين يديه ولكنه أبقاها عنوة.
" أذن, أنت لا تحتاجين العمل؟".
" بل أحتاجه... بعدما تركت المكتب".
" ولكنك قلت أنك قدمت أستقالتك قبل الحصول على عمل جديد".
" نعم".
" مع أن العمل يصعب أيجاده... في هذه الأيام!".
" ما هذا؟ هل تستجوبني؟".
" وماذا تخفين؟".
"لا شيء ... خسرت عملي , سنحت لي فرصة أخرى هنا وشعرت أن العمل مسلي هنا والأجر مناسب".
" طبعا...".
"لماذا تقول ذلك؟".
" أنت لم تسألي عن الأجر أبدا".
" الأعلان كان واضحا وذكر أن الأجر جيد".
" ولكنك لست بهذه البساطة ... جميع الأعلانات تقول ذلك والتعبير مبهم... وكل الذين تقدموا بطلباتهم كان سؤالهم الأول يتناول الأجر".
" كم شخصا تقدم لهذه الوظيفة؟".
أبتسم سورين وهو يجيب:
" فقط أثنتان يائستان ... من الأمهات الوحيدات في هذا العالم , وأحدى المتقدمات كانت على وشك أن تصبح أما...".
" وهل لديك أي شيء ضد الأمهات الوحيدات؟".
رفع حاجبيه قليلا متحديا:
" ليس بالتحديد , ولكن الفكرة في أستخدام شخص يستطيع مد يد المساعدة لوالدتي ليريحها من بعض أعمال المنزل ... لا أن نحضر لها فتاة لتتحمل هي المزيد من المسؤولية ... طفلة أخرى تزيد من أعبائها , هذا هو السبب الذي لم أهلل لرؤيتك من أجله".
" ولكنني لا أفهم قصدك , أنت لا تعرف عني أي شيء".
" كنت أنتظر شابة صحيحة ممتلئة وخبيرة وتستطيع تحمل العمل الشاق...".
" وأنت تحصل على ذلك؟".
" هراء , كنت متعبة من الرحلة وعلى وشك أن يغمى عليك يوم وصلت , كانت تريزا تحنو عليك عناية الدجاجة بفراخها الصغار , والآن وبعدما أمضيت أسبوعا بالعمل خسرت من وزنك وبدا التعب جليا على محياك والدوائر السوداء تحيط بعينيك من نتيجة التعب والأجهاد".
" هذا كرم منك أن تهتم بصحتي( قالت ساخرة) ولكنك تتخيل بعض الأمور التي لا وجود لها ... وأعتقد أن السيدة وينغارد راضية عن عملي و....".
" راضية... أنها تسايرك خوفا عليك من التعب , وأنا أخاف أن تابعت جهودك كما تفعلين فأن قواك ستخور وستضطر تريزا لخدمتك بالأضافة الى خدمة والدي".
" أن صحتي ممتازة , وأنا آسفة أن كنت تمني النفس بفتاة كبيرة قوية لترضي ذوقك في النساء أكثر مني.....".
" ظننت أنني أوضحت لك بأنك تروقين لي كثيرا ... لسوء الحظ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-10, 03:08 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

"صحيح "
نهضت لين مسرعة وقد عاد أرتعاشها وأرتباكها بعدما طرق الموضوع من جديد.
" ربما... ولكنك لا تعني لي أي شيء".
حاولت أن تمشي بأتجاه الباب ولكنه قال مسرورا:
" لندع هذا الأمر للتجربة".
جذبها اليه ووضع يدا حول كتفيها وأمسك رأسها باليد الأخرى , لم تجد وقتا لمقاومته , حاولت أن تدفعه عنها ولكنه شدد قبضته أكثر حولها , كان الشعور دافئا ومندفعا حتى أنها حبست أنفاسها وشعرت بالدنيا تدور فيها وكادت تسقط.
وأخيرا رفع رأسه ونظر الى وجهها بعينيه الساحرتين الضاحكتين , قالت بصوت ختنق:
" دعني أذهب أرجوك".
كانت مترددة أكثر مما هي غاضبة , أبتسم سورين كأنه يعرف سبب أرتباكها , غضبت من نفسها أكثر من غضبها منه , العناق ليس رديئا لكنها حاولت أن تحارب رغبة ملحة في داخلها ... رغبة في الأبتعاد أكثر علّه يعيد الكرة وبالفعل هكذا فعل سورين وكأنه يقرأ أفكارها ,خافت كثيرا لأنه أثترها بشكل لا يحتمل وهذه المرة كان لطيفا حانيا ناعما ... وأذا بها تتجاوب تلقائيا وتذوب مثل كتلة من الأحاسيس الغريبة المرتبكة.
وتمتم في أذنها بصوت خافت:
" أخبريني يا لين ... لماذا جئت الى هنا؟ هل تهربين من شيء معين؟".
دفعته عنها بقسوة , تركها تبتعد قليلا عنه ولكنه تابع تحديقه في وجهها , بدأت تستعيد جأشها وتوازنها , قالت متحدية :
"ماذا تقصد؟ أنا لا أهرب من أي شيء.....".
نظر اليها سورين من أخمص قدميها الى قمة رأسها , أمسكها بذراعها وأرتجفت تحت تأثير لمساته , صوتها ينبىء بألم مكبوت ... لقد نجح في أثارة أحاسيسها وبرهن لها عن أهتمامها به بوضوح:
" لماذا تقول ذلك؟".
" لأن هناك بعض الأمور المحيرة , أنت شابة غنية يا لين ولا تحتاجين لهذا العمل".
" ماذا تقصد؟".
" أنا لست غبيا ولا أعمى , أنا كثير الشكوك ولا أثق بك ثقة عمياء كما يفعل والدي , لقد وصلت الى المزرعة وأنت ترتدين أفخر الثياب وتركبين سيارة جديدة وتحملين معك متاعا في حقائب جلدية غالية , العمل الذي تقومين به هنا هو جديد عليك ولم تعتادي القيام به".
" هذا لا يبرهن أي شيء!".
" طبعا , ولكنني أتساءل ... أما أن تكوني هاربة من أمر ما أو أنك تفتشين عن شيء معين وتلهثين خلفه ... وأنا لا أعتقد أن ما يوجد في هذه المنطقة يغري فتاة مثلك ,ولذا فأنت لا بد تهربين من شيء معين".
أكتشفت لين أنها لن تتمكن من أخفاء الحقائق عن سورين وعينيه الكاشفتين , ومع أنه أخطأ السبب الذي أتى بها الى المزرعة , قالت بلهجة نافية ساخرة:
" أنت حتما واسع الخيال , ولكنني متأكدة بأن تفسيرا معقولا سيقنعك في الوقت المناسب بخطأ تقدبراتك".
" هل أنت متأكدة؟".
" نعم , أنا متأكدة بأن النتيجة سنذهلك ... هل أستطيع الآن أن أعود".
قال ساخرا:
" من يمنعك؟... سأوصلك الى المنزل".
" لا , شكرا, أستطيع العودة لوحدي ".
فتح لها الباب وقال بلهجة متشوقة:
" هل هناك رجل آخر في حياتك؟".
أستدارت لتنظر اليه بحذرثم قالت بمكر ودلال:
" هل تغار؟".
قطب سورين هنيهة وقال بحدة:
" لا... ولكن أياك أن تقولي أنك لم تتمتعي برفقتي!".
حاولت أن ترد عليه بلا مبالاة:
"أنا فتاة طبيعية ... وخبرتك في هذا المجال لا يستهان بها !".
" أشكرك , أفهم من كلامك أنك أنت أيضا خبيرة في هذه الأمور؟".
" " ألست مثل معظم فتيات اليوم؟".
" صحيح".
أبتسم بسخرية وهو يفتح لها الباب لتخرج :
" أشكرك لأصطحابي في الجولة حول المزرعة".
كان لطيفا في رده وأنتظرها لتبتعد وهي تمشي بسرعة ظاهرة ثم أغلق الباب خلفها بهدوء غارقا في أفكاره.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-10, 05:58 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- تملك لين نزاع حاد بين ماضي تحاول نسيانه وحاضر تخاف منه ومع أنها قررت قضاء عطلتها الأسبوعية وحيدة بعيدا عن المزرعة ألا أن طيف سورين ظل يداعب مخيلتها ووجدت نفسهال بعد أيام ترافقه الى حفلة راقصة ... ليلتها عرفت أنه قدرها.
يوم الأحد أخبرت لين ليزا بأنها ستغيب طول النهار , حملت معها غداءها وركبت سيارتها وقادتها الى منطقة منعزلة عند مصب نهر يوريوارز ., مياه النهر الصافية وباردة تجري فوق الحصى النظيف , خلعت لين حذاءها تبلل رجليها في مياه النهر وأحست بأنتعاش كبير , جلست فوق صخرة مرتفعة وأجالت نظرها في الجبال المجاورة وقد كستها الخضرة الجميلة , راقبت سمكة كبيرة تغوص في مياه النهر وتخرج منتصرة متباهية أذ أصطادت سمكة صغيرة فضية وحملتها في منقارها الكبير , دهشت بجمال الطبيعة حولها وشردت في أفكارها , وخطر لها أن تكتب رسالتها الأسبوعية لوالدها .حاولت وهي تغمس قلمها في الورق الأبتعاد عن وصف آل وينغارد وأكتفت بالشرح عن منزلهم وعن المزرعة , وسردت له بالتفصيل ما عرفته من سورين عن تربية الماشية والعمل في المزارع , سيسر والدها بأخبارها حتما , لقد عارض ذهابها للعمل في بيكا في مزرعة السيد وينغارد لأنها تحمل شهادة جامعية تؤهلها العمل في مكان أفضل , لكنها أصرت على الذهاب وأكدت له أن العمل تغيير مفيد لها ولن يطول بها المقام بل سيكون بمثابة نزهة في الريف.
قال يومها ساخرا:
" لا أعتقد أن بأستطاعتنا أبقاء مركز عملك في الشركة حتى عودتك؟".
فأجابته بعصبية ظاهرة:
" سأتحمل مغبة أختياري وأجازف".
كانت لين تعرف أن شهادتها الجامعية لا تفيدها في العمل الذي أوجده لها والدها في الشركة أذ جعلها مساعدة لمدير المبيعات, ومع أن العمل في المكتب مريح للغاية لكنها كانت تفضل أن تفتش عما يناسب مؤهلاتها الجامعية بعدما تخرجت ,كان والدها يحبها ويتحمل مسؤوليته نحوها دون مواربة ولكنها توقفت عن طلب حبه وتفهمه منذ زمن بعيد ولا ترغب في جرح شعوره أو أغضابه , ولذلك تم رفض هداياه العديدة أو ما يقدمه لها من خدمات , لقد وهبها كل شيء ما عدا حبه الصميم الذي تشتاقه ... لقد أحبتها والدتها دون شك , ولكن موتها حرمها من ذلك الحنان المتدفق ,وحين أنتقلت للعيش مع عمتها فيرا كانت واثقة من أنها لن تكون بديلة لحنان وحب والدتها , لقد طلب والدها من شقيقته أن تعتني بأبنته وأن لا تبخل عليها بأي طلب , توفيت والدتها موري وهي عد في ريعان الشباب وتركت زوجها ريتشارد وحيدا مع أبنته , ومنذ البداية لم يرغب ريتشارد بالأولاد ولكنه أذعن لطلب موري في تبني طفلة تضفي على حياتهما السعادة والهناء, وهكذا رضي بها في عائلته مكرها ورغبة في أرضاء زوحته , كان ريتشارد يحسن معاملة الأطفال ويعتبر الطفلة المتبناة لعبة صغيرة تلهو بها زوجته حين ينشغل عنها لأمور عمله.
ومع أنتقالها للعيش عند عمتها خصص لها والدها راتبا محترما , محاولا تعويض ما خسرته من دفء وحنان بموت زوجته , لم تحاول عمتها فيرا أن تجني الأرباح من المعونات التي كانت تتدفق من أجل تربية لين , بل كانت تصرف عليها بسخاء وكرم , وكان زوج فيرا موظفا محترما , ويتقاضى راتبا متواضعا لا يقارن بثراء والدها وكرمه ولذلك كانت لين ترتدي ثيابا أفضل مما ترتديه بنات عمتها الأكبر منها سنا وتملك ألعابا أكثر وتعيش في غرفة أثاثها فخم , ودبت الغيرة بينهن وكان ذلك سببا كافيا للمزيد من المشاحنات المتواصلة في البيت وخارجه, فبدأت لين تعاني الأمرين ويكبر غضب دفين في نفسها , ينعكس على تصرفاتها ولم يكن أمام عمتها سوى أبعادها عن أجواء البيت الى مدرسة داخلية.
ولقد أكتسبت لين في المدرسة الكثير من الصفات التي ساعدتها في حياتها المستقبلية , تعلمت الأعتماد على النفس وأتخاذ القرارات المناسبة , والمواظبة على التحصيل الأمر الذي سمح لها متابعة دراستها الجامعية , وحين أنتقلت بعد ذلك من القسم الداخلي لمشاركة صديقة لها في العيش في شقة صغيرة , لم تجد في ذلك غضاضة , وخلال حياتها الجامعية لم تصادفها المشاكل المعتادة , التي تواجه عادةالفتيات الشابات في أول سنوات الدراسة الجامعية.
كانت تعرف ما تريد وعرقاتها العاطفية كانت مقتضبة وخفيفة ,مع أنها ترحب بالوقوع في الحب أكثر من غيرها ... ولكنها لم تكن تخلط بين الحب الحقيقي , والأفتتان , كانت ترحب بالحب العابر دون خوف وتخرج منه بسهولة على عكس غيرها من الفتياتاللواتي كن يهجرن الجامعة لعدم قدرتهن على الجمع بين الدراسة الجامعية والحياة الجامعية , كانت تضحك ساخرة من الفتيات اللواتي يضطرن لقطع دراستهن لأنهن يصبحن أمهات وهن لا يزلن على مقاعد الدراسة , يسهرن الليل في الأعتناء بأطفالهن ويحضرن الجامعة مهمومات كئيبات وقد وضعن أطفالهن في حضانة قريبة أو عند الأقارب والأهل للأعتناء بهم .... قررت أن ذلك لن يحصل لها, مدركة بأنها فتاة باردة ولا مبالية.
وبعد تخرجها من الجامعة عارض والدها عملها في أستراليا خلال العطلة , لقد أصبحت راشدة وهي في الواحدة والعشرين من عمرها ,قدم لها والدها نصيحته وبعض الرسائل التي تعرّف عنها بالأضافة الى بعض المال وطلب منها أن تراسله أسبوعيا ليتتبع أخبارها وودعها حزينا مرغما.
وبعد عودتها من أستراليا فوجئت به يصر على قبولها وظيفة قدمها لها في مؤسسته الكبيرة وساءه تهربها في البداية وقال محاولا أقناعها:
" أنت الوريثة الوحيدة لأعمالي".
هل قصد في قوله أن يهيئها لتتابع خطاه في أدارة الشركة من بعده... ولكنها أكتشفت أن الوظيفة التي وضعها فيها لا تفي بالمطلوب , هي وظيفة محدودة المسؤولية ولا مجال لترقيات أو خبرات تؤهلهالأدارة الشركة فيما بعد.
أقترح عليها أن تنتقل لتعيش معه في منزله الكبير الفخم في المدينة , وافقت لين , وهي تشعر بخفقات قلبها تسرع لأنه سيشاركها في حياته الخاصة ولكن أملها خاب بعدما أنتقلت الى بيته لأنها نادرا ما كانت تراه منفردا , كان معظم أوقاته محاطا ببعض شركائه في العمل أو مع سكرتيرته القديرة التي لازمته سنين عديدة من حياته ,وقد أكتشفت بعد ذلك أنها تحسد الآنسة أكسفورد السكرتيرة على تملكها بمديرها وتمسكها به بشكل خاص , كانت السكرتيرة تحن عليه بشكل ملفت وكان همها أن تسترعي أنتباه مديرها أكسفورد وتتفانى في خدمته والتأكد على أنها الوحيدة التي تستطيع مساعدته في شؤون العمل وخلافها ... وهذا ما باعد بين لين ووالدها أكثر , صحيح أنها كانت تتناول وجبات الطعام معه , ألا أنه كان يدخل مكتبه الخاص بعد العشاء لتصريف شؤون العمل ويهملها ويتركها لوحدتها , أكتشفت أن الحياة معه كانت تزيد من شعورها بالوحدة , لم تستطع أن تؤدي له أية خدمة أو منفعة وهو لم ير ضرورة في أحداث تغيير في حياته الخاصة ,كان يسمح لها أن تطبخ لهما وجبات الطعام من حين لآخر وفي بعض المناسبات أو خلال عطلة الأسبوع عندما تغيب المرأة المولجة في تدبير المنزل , وبدا الحل واضحا , فهي تحتاج لوظيفة تملي عليها فراغ حياتها , وعادت فكرة التفتيش عن أمها الحقيقية تلح عليها وقادها التفتيش الى بيكيا والى آل وينغارد ... بدأت الفكرة كوسيلة للتسلية وحب الأستطلاع أذ رغبت أن تبرهن لنفسها عن مقدرتها في حل هذه المعضلة كتحد لذكائها وموهبتها في التنقيب وبالنهاية تملكها هوس وأعترفت لنفسها أنها لن ترتاح في حياتها أن لم تقابل والدتها الحقيقية.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-10, 07:41 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كتبت رسالة
من صفحتين ووضعتها في مظروف ,كتبت عليه أسم والدها وعنوانه بأحرف كبيرة , ووضعته في حقيبتها الجلدية , وحاولت أن تطرد تلاطم الأفكار في ذهنها فأستنجدت بكتاب فتحت صفحاته وبدأت تقرأ , كانت أسطر الكتاب تتراقص أمام عينيها , فوجدتها مملة , فارغة من المضامين وأذا بأفكارها تنحو من جديد صوب الرجل الوحيد الذي حاولت جاهدة أن تبعده عن تفكيرها طوال اليوم .... سورين وينغارد.
أنه يزعجها ... أنها لا تستطيع أن تحتمل وجوده قربها ,جميع أفراد آل وينغارد رحبوا بوجودها معهم كفرد من أفراد العائلة منذ وصولها ألا هو , لقد صمم على التفتيش عن السبب الحقيقي الذي دفعها للحضور الى المزرعة .... لم يقتنع بالأسباب الواهية التي قدمتها .
هناك أمور تتعدى الجاذبية الحسية بينهما ... لقد أجبرها على الأعتراف بوجوده وعلى الرغم من تجاوبها مع عناقه تشعر بكراهية قوية نحوه على خلاف ما تشعر به من محبة خالصة لجميع آل وينغارد الآخرين .... وهذا ما يثير فضولها ولا تعرف له سببا واضحا , لقد قال لها أن عواطفها مرتبكة ومختلطة ولكنها مقتنعة بأن الأمر مختلط عليها كما هو مختلط عليه أيضا , كان لا يثق بتصرفاتها ومقتنع بأن لديها ما تخفيه , وهذا حقيقي , لقد شعرت بجاذبيته ,ولكنه أستفاد من ضعفها وعانقها في محاولة لأثارتها وأرباكها كي تفقد رباطة جأشها وتبوح بسرها الحقيقي , أما هو فقد بقي رابط الجأش , يتحكم بتصرفاته ولمتكن عاطفة الحب القوية المفاجئة بالنسبة اليه ألا خطوات مدروسة في لعبة ماكرة من ألعابه!
أذهلتها الفكرة وأرتجفت على الرغم من دفء النهار وشمسه , أغلقت كتابها ورمته جانبت ... ستتمشى عبر الطرقات الريفية وتكتشف سحر الطبيعة حولها لعل هذا يساعد على أختفاء صورة سورين من مخيلتها.
مع دغشة الغياب كانت تطوي المسافات الى المزرعة , فأكتشفت أن سورين أمضى نهاره في الخارج أيضا ,ترك أمر الحليب لتريزا بينما طبخت سوزان طعام العشاء ,وقد أعلمهم أنه لن يعود قبل المساء , قالت سوزان وهي تضع البطاطا في المقلاة :
" ربما ذهب لزيارة صديقته ".
سألتها لين وهي تتعمد أن تكون لهجتها لا مبالية:
" وهل لديه صديقة؟".
" لا أعرف بالضبط , أنه منغلق على نفسه في هذه الأمور الخاصة , هناك أبنة مدير بنك بيكيا وتدعى رودا مورز وقد شاهدته يتحدث اليها عدة مرات , أنها شقراء وفاتنة وتناسبه , هي من أصل هولندي وقد نزحوا من زمن الى هنا".
" وكيف تعرفين ذوقه في النساء أن كان متسترا في علاقاته العاطفية؟".
" لقد خطب منذ عدة سنوات فتاة أسمها سونيا وكان أيضا شقراء وجذابة".
" وماذا حصل بينهما بعد ذلك؟".
" لا أعرف بالتحديد ( فتحت سوزان الفرن ووضعت بداخله صينية الخضار واللحم) كنت فتاة صغيرة جدا ولم أكن على دراية بما كان يجري , لقد رافقها لزيارتنا مرات عدة ووجدت أنهما مضجران... كان يفضلان الألتقاء في الزوايا ... ويؤثران الأنفراد".
ضحكت لين من وصف سوزان ... ولكنها تخيلته مع الشقراء سونيا يعرض عليها الزواج ... أمر غريب , ربما هذا الحب هو الآفة الفاسدة التي سببت كرهه لنساء عامة , هذا ما أحسته عند أول لقائها معه , ربما الفتاة الشقراء هجرته ... وتسببت في ألمه وحزنه ونظرته القاتمة الى المرأة , وربما تتكرر المأساة معه من جديد...
وقطعت سوزان عليها حبل تلاحق الصور في مخيلتها وقالت:
" لم يحضر سورين فتيات الى البيت بعد ذلك ... وهو لا يزال محافظا على عزوبيته بالرغم من وسامته وجاذبيته , ما رأيك فيه؟".
" أوافقك الرأي أن كان الشاب الأشقر يعجبك".
" أنا أفضل الرجل الأسمر , والذي يميل الى التفكير والتأمل , هل بأمكانك أن تحبي سورين؟ أم يجب أن لا أسأل؟".
أحمرت سوزان وهي تطرح سؤالها الشخصي , ولكن لين أبتسمت لها أبتسامة رقيقة لئلا تشعرها بأنزعاجها وقالت:
"بل عليك أن لا تسألي , سورين وأنا لا نبالي واحدنا الآخر".
" ولما لا ؟ صحيح أنكما قليلا ما تتكلمان مع بعض ... بسبب ضجيج العائلة حولكما , في كل حال أنا لم ألاحظ أي شيء بينكما (ضحكت سوزان وهي تفكر ثم أكملت) ربما هذه هي البداية .. هناك من يقول أن الحب هو الوجه الآخر للكره !".
" ولكننا لا نكره بعضنا ... نحن لا نتفق سوية , هذا كل ما في الأمر".
سوزان الصغيرة تحاول أن تجمع بين لين وسورين بأفكارها .... أليس هذا أمر غير مستحب .... حاولت لين تغيير الموضوع وسألتها:
" هل أستطيع أن أساعدك بأعداد الطعام؟".
" لا , شكرا , اليوم هو عطلتك , على فكرة أخبريني أين أمضيت النهار؟".
ولحسن حظ لين أن سوزان فهمت مرادها , وجدت لين نفسها تنخرط في شرح تفاصيل يومها والأماكن التي أستطاعت مشاهدتها.
وحين أجتمعت لين بسورين للمرة الثانية لم تجد صعوبة أو غضاضة لأن أفراد العائلة كانوا يحيطون بهما , ثرثرت بطريقة ودية وهي تحاول أن تخفي شعورها بالأمتعاض , وكذلك سورين تكلم بعفوية طبيعية.
قال:
" أهلا لين".
أعتادت مناداته لها كما أعتادت نظراته الساخرة الفاحصة , وبعد العشاء غسلت الصحون بمساعدة دافي ونظرت الى غرفة الجلوس حيث كان سورين يتحدث مع والديه وتمنت لهم ليلة سعيدة ودخلت غرفتها مبكرة وهي تمني النفس بمشاهدة برامج التلفزيون في غرفتها الخاصة قبل أن تأوي الى فراشها , كانت تعرف أن تريزا وراي يرحبان بوجودها معهم في السهرة لو رغبت ولكنها كانت تفضل عدم التطفل , والحقيقة أنها كانت تتهرب من وجود سورين قدر المستطاع .... فأمضت السهرة في غرفتها تتابع تمثيلية هزلية.
لم يكن محتملا أن تبتعد كليا عن طريقه ,وبعدما أعتادت رتابة حياتها العملية بدت أقل تعبا وأكثر سعادة في علاقتها مع آل وينغارد , لقد تمكنت من أن تتعامل مع سورين بأدب ومجاملة وشعرت بالعداوة بينهما تتلاشى تدريجيا ومع ذلك بقيت تحاشى الأنفراد به مهما كلفها الأمر.
وسورين أيضا لم يحاول الأنفراد بها , وتقبل الواقع بأنها لا ترغب في محادثته , كلامها معه لا يتعدى الطلبات العامة وآداب المجاملة الضرورية ... ولكنه لا يزال يراقبها , خلال الطعام ومن وسط الجميع كانت لين تشعر بثقل نظراته ... كان يركز نظره على وجهها بطريقة جريئة ... وفي المساء نزلت تريزا الى بيكيا لشراء بعض الحاجيات , وعادت تروي لهم القصص الطريفة التي حصلت معها وسوء التفاهم بينها وبين الفتاة التي تعمل أمينة الصندوق في مركز البريد.
" هذه الفتاة المسكينة لا تفهم حتى طبيعة عملها , بالحقيقة لو لم يكن والدها مديرا في المركز لما بقيت في هذه الوظيفة يوما واحدا".
قال سورين:
" من الخطأ أن تعطى هذه الوظيفة منذ البداية , أنها تعقد الأمور أكثر مما تسهلها ".
قالت تريزا:
" أنها غبية ... ولكنها تقوم بأقصى جهدها , وهي طيبة القلب".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-10, 08:07 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قال سورين:
" هل هذا يشكل سببا وجيهاو يبرر عدم كفاءتها في العمل , أليس من الأفضل لو أن والدها فتش لها عن عمل تستطيع أن تؤديه بنجاح ويتوافق مع مؤهلاتها وقدراتها ".
" الكلام سهل ولكن العمل به صعب للغاية ... لو أبتعدت عن نظره لوقعت بمشاكل أكبر ... أنها جميلة كما لا يخفاك!".
" صحيح ... وهي تستغل جمالها لتغطي به عيوبها الأخرى في عملها وغيره ,ولا أرى أنها من الممكن أن تقع في مشاكل أكثر من غيرها من بنات جنسها ممن يذهبن بعيدا من أجل العمل , هل هي مختلفة؟".
" لا... يا ألهي أبدا , ولكنك لا تلوم والديها أن أبقياها تحت أشرافهما وحمايتهما".
" بل ألومهما كثيرا .... وخاصة أن كان وجودها في هذه المنطقة سيعود علينا جميعا بالضرر والأذى , أضطررت لطلب كشف حسابي ثلاث مرات وكنت أحاول في كل مرة أن أرتب الأغلاط التي أرتكبتها , وأخيرا طلبت من والدها أن يوضب الحساب وينهي الموضوع قبل أن ينفذ صبري وأفقد أعصابي".
نظرت لين اليه لتجده يحدق بها كأنه يذكرها بما حصل يوم وصلت .وتقابلت النظرات , أبتسم لها أبتسامة خفيفة وهز رأسه يؤكد لها وقوع الحادثة يوم ألتقاها في البريد ساعة وصولها الى بيكيا , لم يذكر أحدهما لقاءهما القصير في مركز البريد من قبل وألا بدا الأمر غريبا لأن أفراد العائلة لم يعرفوا بأنهما تقابلا عفويا قبل أن تقدمها تريزا في المنزل.
كانت سوزان وترايسي لا تتابعان الحديث الدائر حول الطعام لأنهماكهما بالجدال بصوت خفيض , نظرت سوزان بعد قليل وقالت تخاطب والدتها:
" هناك حفلة راقصة مساء السبت , هل بأمكاننا أن نذهب اليها؟".
نظرت سوزان الى والدتها ثم الى والدها وهي ترجوهما السماح ... ثم تطلعت تريزا الى راي تستطلعه رأيه وكانت ترايسي تحدق في الجميع بعينيها الزرقاوين بلطف وتمني .
" سيذهب العديد من الرفاق الى الحفلة ... يتذهب كارول أنسون , لقد سمحت لها والدتها بالذهاب".
سأل راي:
" هل الحفلة الراقصة مقتصرة على المراهقين؟".
قالت سوزان:
" لا ... بل يستطيع الشبان المشاركة أيضا( رمقت سورين بنظرة جانبية ماكرة ثم أكملت) قالت رودا مورز أنها ستحضر الحفلة أيضا".
لاحظت لين أن سورين ينظر الى شقيقته نظرة مؤنبة ولكنه لم يعلق على قولها:
قال راي:
" لا يمكن أن تذهبا منفردتين".
أضافت ترايسي بحماس:
"ماذا لو حضرت لين برفقتنا , ربما هي تحب أن ترافقنا أيضا".
لاحظت لين نظرة الرجاء التي رمقتها بها تراسي وسوزان وقالت بسرعة:
" أحب مرافقتهما ويمكنني أن أقلّهما بسيارتي وسأسهر على مراقبتهما.....".
نظر راي الى زوجته مستوضحا رأيها ولا يزال مترددا بينما قال سورين بسرعة:
"أنا أرافقهن ".
أرتاحت تريزا وسر راي وأبتسمت كل من سوزان وترايسي وكذلك لين .
" أشكرك يا سورين يا شقيقي البكر العظيم".
أبتسمت له سوزان وعيناها تبرق وهي تنظر اليه بمكر عابث ... فمد يده وشد شعرها قليلا...
كانت لين تراقب ما يجري بصمت , سورين يختلف كثيرا حين يضحك , تختفي عن ملامح وجهه كل آثار التكبر والتزمت , مال برأسه ونظر الى لين نظرة دافئة وأختفت الضحكة كليا من وجهه وبدا التساؤل في عينيه , أحتارت لين في تفسير نظراته ... ماذا يقصد؟ وبعد قليل شدته تراسي من ذراعه لتلفت أنتباهه اليها ... فأبعد نظراته الغامضة عنها.
أرتدت لين أجمل ثيابها للحفلة الراقصة : فستانا حريريا عاري الكتفين والصدر يضيق عند الخصر , ألوانه مزيج من الأزرق الفاتح والغامق وضعت قليلا من طلاء الجفون الأزرق ليظهر زرقة عينيها بوضوح وأكملت تجميل وجهها ببعض المساحيق الخفيفة وتركت شعرها ينسدل بحرية على كتفيها وربطت خصلتين صغيرتين الى أعلى وشبكتهما بمشط عاجي صغير , وأنتعلت حذاء له كعب مرتفع وبينما هي على وشك الخروج طرقت سوزان بابها تستعجلها:
" أدخلي , لقد أنتهيت".
فتحت خزانتها وأخرجت شالا حريريا وضعته على كتفها:
" أيه! أنت خلابة".
" أشكرك , وأنت فاتنة".
" قال سورين أنني أشبه زهرة النرجس البرية ( ضحكت سوزان وهي تتكلم) لا أعرف أن كان قوله مديحا أو هجاء , لقد وصل سورين منذ قليل وقال أننا بأنتظارك".
نزلت لين الى غرفة الجلوس حيث ترايسي تنتظرهما وقد أرتدت ثوبا أبيض من الدانتيل القطني المطرز ,كانت تتراقص في وقفتها من شدة حماسها , وتكاد تطير فرحا , بينما جلس سورين على الأريكة يحدث والده ببطء , ألتفت اليها ونهض يرحب بمقدمها وينظر مدهوشا الى جمالها , رأت بريقا غريبا في عينيه الخضراوين , وعرفت أنها نالت أعجابه , أما هو فكان أنيقا في لباس السهرة الأسود وقد أرتدى قميصا حريريا وفتح ياقة قميصه وظهرت ميدالية فوق صدره الأسمر القوي.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-10, 08:46 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أعجب راي وتريزا بجمال الفتيات الثلاث ثم تمنيا لهن تمضية سهرة سعيدة بهيجة ودخلوا جميعهم بعد ذلك سيارة سورين , جلست لين في المقعد الأمامي قربه بينما جلست سوزان وترايسي في المقعد الخلفي , أحست لين نظرات سورين تلفحها قبل أن يجلس خلف مقعد القيادة ويدير المحرك.
قالت سوزان:
" لقد قلت أنني أشبه زهرة النرجس البرية ... من تشبه ترايسي؟".
" أنها زهرة ربيعية بيضاء".
" وماذا عن لين؟".
نظرت لين أمامها بينما رمقها سورين بنظرة أخرى وأطرق يفكر قبل أن يتكلم ثم رفع نظره وقال بطء شديد:
" أنها زهرة الأوركيديا بالطبع".
قالت سوزان:
" صحيح , أنها جذابة وفاتنة ولكنها سريعة العطب في ثوبها , أليس كذلك؟ أنها بهية الطلعة رائعة الجمال".
" نعم , هي كذلك".
قالت لين:
" أنا لست سريعة العطب ولا غريبة......".
ضحك سورين قليلا:
" الأوركيديا تعيش في طبيعة متوحشة وهي زهرة برية ولكنها قوية قاسية ومصممة على الحياة".
قالت سوزان:
" لين ليست قاسية أنها لطيفة جدا".
قالت لين بمرح:
" أشكرك يا سوزان".
رفعت نظرها الى سورين تستطلعه رأيه , أحست بأبتسامة خفيفة تؤكد موافقته , كانوا متفاهمين جميعا لكنه لن يعترف أبدا بأنها فتاة لطيفة , ربما ستسأله رأيه في وصفها فيما بعد , لقد تحداها سورين ولن تقبل تحديه ولا تخافه.
وصلا الى قاعة الرقص , دخلت سوزان وترايسي برفقة لين وعرفتاها الى بض الأصدقاء , وبعد قليل وجدت لين نفسها تراقص فتى لا يتجاوز الثامنة عشرة من عمره وهو لا يجيد الرقص أبدا , وهي في حلبة الرقص رأت سورين يراقص فتاة جذابة شقراء متناسقة الجسم ترتدي ثوبا أحمر ضيقا يزيدها نحولا وجمالا , أنها حقا فاتنة ... أعترفت لين بذلك لنفسها , أنها ولا شك رودا , ولا يمكن أن ينطبق الوصف الدقيق الا عليها.
وبعدما أنتهت لين من الرقص عاد بها رفيقها الى مجلسها بالقرب من سوزان وترايسي , لمحت سورين يمشي بأتجاهها وقد تعلقت رودا بذراعيه بدلال , وحين وصلا قامت سوزان ترحب بهما في حماس ظاهر.
" أهلا رودا , لقد أخبرت سورين بأنك ستحضرين الحفلة الراقصة ........".
أحمرت رودا خجلا وأنزعجت سوزان بعدما رمقها سورين بنظرة عاتبة , أخرج كرسيا لرودا أبتسامة ودية ساحرة وقالت:
" أخبرني سورين أنك حضرت من أوكلاند".
نظرت لين الى سورين نظرة عابرة ولكنها وجدته جامد التعبير .
" نعم". الى هذا المكان النائي عن المدينة؟".
" أحب حياة الريف, والعمل أعجبني وأنا سعيدة لحضوري".
نظرت رودا اليها نظرة أستغراب وتساؤل:
" أعمال المنزل؟ يا ألهي, يجب الأعتراف أنه لا يبدو عليك أنك من النوع الذي يتعاطى في الشؤون المنزلية اليومية".
" لا أفهم ماذا تقصدين بهذا القول , كيف يظهر لك ذلك؟".
رمقتها رودا بنظرة قاسية وقالت:
" لم أقصد أن أستخف بعملك أو قدرك!".
" طبعا لا , لا أعتقد أن أعمال المنزل لا تروقك!".
هزت رودا رأسها نفيا وسألتها:
" ماذا كنت تعملين قبل هذه الوظيفة ؟".
" كنت أعمل في مكتب (قالت بتحفظ) العمل مضجر هناك , وأنت ماذا تعملين؟".
" أعمل حاليا في محل لبيع الألبسة الجاهزة في المدينة ولكنني سأترك هذا العمل , كنت أعمل في أوكلاند ولكنني مرضت في ألتهاب الكبد منذ أشهر ,وهذا المرض يحتاج لفترة نقاهة طويلة للشفاء التام لذلك جئت أرتاح في البيت , أنا حقا أحب السفر كثيرا , هل سافرت الى البلاد البعيدة عبر البحار؟".
ترددت لين في أجابتها , هذه الفتاة مزعجة حقا , تبدو ودوة ولكن في تساؤلاتها حشرية واضحة , كان سورين يقف قربها ولم يشارك في الحديث , ولكنه.... كان يصغي لما يدور بكل أنتباه ,تساءلت لين أن كان هو وراء كل هذه الأسئلة ... ربما هو الذي شجع فتاته ودفعها للأكثار من هذه الأسئلة عله يكتشف عنها أكثر مما أخبرته بنفسها .
" عملت في أستراليا خلال العطلة الصيفية".
" هل كان العمل ممتعا؟ أين عملت؟".
أخبرتها لين بأقتضاب ثم أستمعت الى رودا وهي تسألها من جديد:
" أين تقطنين في أوكلاند؟".
" عشت مع صديقة في شقة في أبسون فترة قصيرة".
" أنا عشت في بارنيل وأحب أوكلاند كثيرا".
بدأت الفرقة تعزف الموسيقى الراقصة ,مدت رودا يدها وأبتسمت لسورين :
" هل سنرقص معا من جديد؟ (قالت بدلال) أنا أحب هذا اللحن".
جذبها سورين اليه ومشى بها الى الحلبة ,كانت رودا ترمي برأسها على كتفه, وهي تراقصه بينما كان ينظر اليها مسرورا مبتهجا.
رقصت لين بأقتضاب مع شباب عديدين وأكثر معرفة بفن الرقص من رفيقها السابق , وكذلك رقصت سوزان وترايسي بمرح وحرية , أحست لين أنها ليست في المكان المريح , شعرت أنها غريبة في هذا المكان ,كان الحديث يدور حولها عن المدرسة والأمتحانات المقبلة وعن ثرثرات تافهة لعلاقات غرامية لأشخاص تجهلهم تماما ... وأحست براحة كبرى عندما حضر سورين ليطلب منها مراقصته وسرّه موافقتها الفورية وهي تبتسم أبتسامة رضى:
" هل أنت مسرورة ؟".
" نعم".
" ولكن لا يبدو عليك ذلك؟".
" الجميع يعاملونني معاملة حسنة , ولكن أغلب الحاضرين أصغر مني سنا".
" مسكينة يا جدتي ( قال ساخرا) لا يبدو عليك أنك تكبرينهم سنا أبدا".
" ولكنني لم أعد طالبة".
كان ينظر اليها بأعجاب :
" لا, أنت لست طالبة".
قال بهدوء وجذبها اليه فسألته بحدة:
" هذه ليست دعوة".
" أعرف... أحاول تذكيرك فقط...".
رغبت في الأبتعاد عنه قليلا ولكنه لم يسمح لها , تشنجت لين قليلا ثم نسيت نفسها تترنح مع الموسيقى فأحست كأنها مسحورة بين يديه ولم تعرف كيف كان يدور فيها بشكل رائع ممتع.
توقفت الموسيقى وسألها سورين:
" أنت تجيدين الرقص , تعالي لأعرفك الى بعض الأشخاص من رفاقي ".
جلست معه الى طاولة منفردة عليها رودا وشخصان مخطوبان , عرّفها عليهم ولما عاودت الموسيقى العزف مد يده اليها من جديد ومشى بها الى حلبة الرقص , دار بها وسط الحلبة وشاهدت لين رودا تجلس منفردة على الطاولة وهي عصبية المزاج , سألته لين:
"لماذا طلبت مراقصتي؟ لماذا لم تطلب الرقص من رودا؟".
" لأنني لا أريد مراقصتها ".
" أنت تعرف ماذا أقصد من سؤالي!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-10, 11:37 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" صحيح! هل تعتقدين أنها تغار منك ؟".
" ربما أنت تحاول أن تجرح شعورها!".
" لا يحق لها أن تغضب".
نظرت اليه ورأت العبوس واضحا على وجهه , هل كانت رودا هي السبب في أنزعاجه لأنها تحاول أن تتعلق به أكثر مما يجب.
" أنها فتاة طيبة".
" جدا... جدا".
وافقها على قولها بلهجة تنم عن ضجره منها , قالت لين بعصبية:
" لا أريدك أن تستفيد من وجودي لتجعلها تغار عليك".
" يا ألهي , أصمتي قليلا".
" ماذا؟".
" هيا بنا , أكملي الرقص..".
شعرت بأصابعه تغرز في ذراعها وهو يجرها عبر باب جانبي الى الخارج , المكان مظلم وكادت تتعثر وهو يجرها الى زاوية مظلمة ويدفعها بلطف الى الحائط ويرفع وجهها بين يديه ليقبلها قبلة وحشية قاسية.
كان بالغ التشنج معها ورفعت يديها بوهن تريد أبعاده لكنه أمسك بيدها بسرعة ولم يتوقف عن جنونه حتى شعرت أنها غابت عن الوجود وأختنق نفسها كليا , كله دفء ولا يمكنها تجاهل ذلك , وبعد قليل شعرت أنها تريده أن يتابع لكنه توقف وأبتعد عنها قليلا , وقبل أن تسترد أنفاسها عاد بها من جديد الى حلبة الرقص , كانت الموسيقى خفيفة حالمة والأضواء خافتة , أحاطها بذراعه وألتصق بها ودار من جديد في دنيا الأحلام الوردية , وهي نصف مغمضة العيينين شاهدت رودا تراقص شابا آخر وتعانقه بحنان وكذلك سوزان وتراسي.
أحست بشفتي سورين تلملمان خصلات شعرها ثم تمتم:
" لماذا أنت متوترة الأعصاب يا لين؟.... أستريحي وأهدئي , أنا لا أستطيع أن أغازلك هنا !".
أرتبكت وأستمدت من الظلمة بعضا من الشجاعة وقالت متمتمة:
" وهل ترغب في ذلك؟".
أحست به يتشنج ووجهه يشحب وسمعته يقول بحشرجة:
" نعم".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-10, 12:01 AM   #29

ebeb

? العضوٌ??? » 73187
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » ebeb is on a distinguished road
افتراضي

ارجو ان اقراءة النهاية

ebeb غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-10, 02:35 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- على شاطىء البحر كان اللقاء هادئا تبادلا فيه أطراف الحديث وأكتشفت لين أنها بدأت تتوغل في أعماق سورين أكثر وأن خلف تلك الملامح القاسية رجل على قدر من الثقافة ومع أنه طاردها طوال النهار بأسئلته الملحاحة , تمكنت لين من التملص منه , لكن الى متى ؟ وهل تراه كشف سرها؟
لم ترقص لين تلك السهرة الا مع سورين ... لكنها تكلمت مع العديد من الأشخاص وتعرفت الى الكثيرين حتى أنها نسيت ما قالوه ولم تعد تشعر الا بسورين قربها يحيطها بذراعيه ويدور بها وسط حلبة الرقص والنشوة تغمرها , لم يتكلما ألا نادرا ولكن تلامسهما الحسي ونظراتهما جعلت تقاربهما واضحا لكل من يراهما , شعرت لين بكل صغيرة كان يقوم بها سورين كما أنه أحس بكل حركاتها بين ذراعيه .
لم يعد يهمها أن رودا كانت ترقص بمرح وخفة مع العديد من الشبان وهي ترنو من وقت لأخر الى سورين بأبتسامة خبيثة ماكرة , شاهدت كذلك ترايسي تراقبهما وهي تنظر مستغربة الى ما ترى , ومن حين لآخر لم تنس لين أن ترمي نظرة مستطلعة لمراقبة سوزان وتراسي في حلبة الرقص لتتأكد من أنهما تستمتعان بالسهرة , وأهم ما شغلها هو شعور غريب يعتمل بداخلها ويتركها سارحة ساهمة , شعور لا يتناول ألا سورين وحده , جميع من في القاعة كانوا أشباحا ولا يوجد الا حقيقة واحدة بالنسبة اليها هي وجودسورين قربها وقد أحاطها بذراعيه القويتين وأشعل لهيبا غريبا في أحاسيسها , لم تفهمه ولم تتذوقه قبل الآن.
وبعد أنتهاء الحفلة ,قادهم سورين بسرعة وصمت بينما كانت شقيقتاه تثرثران وتضحكان في مقعد السيارة الخلفي , جلست لين قربه وهي تنظر ساهمة في الطريق أمامها وقد ألتصقت ذراعها العارية بذراعه ولامست قميصه الحريرية الناعمة.
وحين وصلوا الى مدخل البيت خرج سورين وفتح لشقيقتيه الباب الخلفي أولا , خرجت سوزان ومعها ترايسي وتطاولت ترايسي على رؤوس أصابعها لتقبله شاكرة بينما تمتمت سوزان شيئا جعلته يضحك ويرسلها في طريقها الى االمنزل.
فتحت لين بابها بسرعة وهي تخاف أن تسبقها الفتاتان بالدخول وتبقى هي منفردة بسورين , خرجت وأغلقت باب السيارة بعصبية واضحة ومشت الى سورين والفتاتين , مد سورين يده وأمسكها بذراعها , جف حلقها وأنحبست أنفاسها وتوهجت عيناها على ضوء القمر ولم تر تعابير وجهه , التفتت سوزان اليها وقالت:
"لين؟".
وبسرعة أمسكت ترايسي بها وأدخلتها المنزل لتفسح لهما مجال الأنفراد , ذهلت لين من تصرفهما وأبعدت يدها عن قبضة سورين , فأفلتها مرغما وقال:
" سأراك في الغد........".
من المؤكد أنه سيراها غدا ولكنه قصد من قوله أنه سيرافقها في الغد".
" نعم".
رفع سورين يده من جديد بحركة عفوية ولامس وجهها بلطف ومحبة ثم أسرع الى داخل سيارته بينما صعدت لين الدرجات القليلة المؤدية الى المنزل .
أستيقظت لين صباح اليوم التالي متأخرة , وبعدما أرتدت ثيابها دخلت المطبخ لتتناول فطورها , نظرت سوزان اليها متشوقة لسماع أي شيء عن سهرة الليلة الماضية , ولكن ترايسي وكزتها في رجلها من تحت الطاولة لتصمت , كانت ترايسي أكثر نضوجا من شقيقتها الكبرى وأكثر أتزانا , سرت لين لتصرفاتها المرضية ولأنها وفرت عليها سماع وابل من الأسئلة عن سورين وعلاقتها به والسهرة ... الآن , بدا لها أن ما حصل معها كان أمرا مستحيلا ... لقد عانقها سورين ورقص معها أكثر مما تصورت ... وهي بدورها تجاوبت مع عناقه كأنها دمية لا أرادة لها , وقد وعدته بأن تراه ... أجابت على دعوته لها بالأيجاب ... ما الذي ينتظرها من رفقته , ستمضي اليوم بصحبته ... فماذا ينتظر منها؟
لقد تصرفت بجنون الليلة الفائة , سحرها ضوء القمر وسلب أرادتها ,وربما سحر سورين أيضا مثلما سحرها ... أم أنه أستفاد من وجودها وأستغل ضعفها وتعمّد أيذاءها بطريقة وقحة؟
لماذا تنتابها هذه الأفكار السوداء ؟ الحقيقة كانت غير ذلك , كان سورين متشوقا لها وقد صدق الأسباب التي قدمتها له لحضورها الى المزرعة من أجل العمل فقط , ولكنه تابع نظراته الفاحصة لها من وقت لآخر , وقرر في نفسه أنها نوع خاص من النساء ... وكانت تشعر أنه يضعها تحت زجاجة المجهر ويجزؤها ويحللها ... وقد دخل يوما فوجدها تساعد سوزان في التحضير لأمتحان التاريخ , أرتبكت وتمنت لو أنه يغادر الغرفة ويتيح لها فرصة أكمال الشرح في غيابه , لم تستطع أن تتوقف عن شرحها وهو بقي يستمع بأهتمام كسوزان , كان تفسر لها التوسع الأستعماري وتاريخ المستعمرات في القرن التاسع عشر.
مال سورين في مقعده وقد وضع يده في جيوبه وهو يراقبها بأهتمام , وعندما خرجت سوزان من الغرفة سألها:
" أنت تحملين أجازة جامعية في التاريخ".
لم يكن في وسعها أن تخفي هذه الحقيقة عن آل وينغارد , قالت مازحة:
" كيف عرفت؟".
" ما كنت تشرحينه لسوزان معلومات تفوق ما يتعلمه المرء في المدرسة الثانوية ولا يمت الى المعلومات العامة بشيء ,كنت واثقة من موضوعك".
" أشكرك".
" أليست الشهادة ضائعة؟".
" أبدا , لقد وجدت سوزان أن معلوماتي مفيدة جدا".
" هل أنت أستاذة مدرسة؟".
"لا".
" منذ متى تركت الجامعة؟".
أرتبكت لين وحارت جوابا ثم تمتمت:
" منذ سنة".
لقد أستفاد من معلوماتها ليكمل أستجوابها السابق , نظر اليها بحشرية وعقّب ساخرا:
" الظاهر أنك عملت بنجاح كبير بعد تخرجك ... سيارة فخمة , وثياب أنيقة فاخرة (رفع يده يشير الى ساعتها الذهبية) وهذه ,كلها أشياء جميلة وباهظة الثمن".
" أنها هدية".
" والسيارة أيضا؟".
" نعم".
كان أفضل لو أنها لم تخبره الحقيقة , لو قالت له أن السيارة مستعارة , بقيت صامتة ... فهذه الأمور لا تعنيه أبدا.
دخلت تريزا ودخولها وفر على لين المزيد من الأسئلة الأستجوابية مما كان سيؤدي بها في النهاية الى التمادي في سرد تاريخ حياتها وأخبارها , فالهدايا من والدها ... لكنها لم ترغب في الحديث عنه أو عن والدتها المتوفاة , كانت تريزا تعرف أن والدتها قد توفيت عندما كانت طفلة صغيرة وأن عمتها هي التي أشرفت على تربيتها فترة من الزمن قبل ألتحاقها بالمدرسة الداخلية , وكانت تعرف أيضا أن والدها يملك مكتبا في أوكلاند , وكانت لين تتعمد التكتم في الحديث حول أهلها , لم تكذب في أقوالها ولكنها أخفت الكثير من الحقائق , وخاصة علاقتها بمصانع آل بلاك , أنها تهدف الى التخفي حتى لا يتعرفوا الى شخصيتها الحقيقية عندما تغادر المزرعة , كانت شديدة الحذر منذ البداية وأستعملت رقم صندوق البريد عندما كتبت اليهم تطلب الوظيفة المعلن عنها في الجريدة وأعطتهم رقم الهاتف فقط.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.