آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-10, 02:16 PM   #21

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الثامن عشر
خرج الجميع إلى أعمالهم عدا عن حُسين ..كان يستلقي على سريره يفكر طويلاً .. و هاتفه النقال يصدح بالرنين .. كان مسؤوله في العمل .. لكنه كان متسمراً .. متجمداً .. كيف علم الجميع ؟!!
خطر بباله مقاطع من الماضي الأسود ..تذكر نفسه و هو يرفع رأسه بتعب من الوسادة و الدم يسيل من شفتيه ..ثم يلتفت لذلك الحيوان الشرس الذي ما إن أشبع شهوته حتى رمى بجسده على الأرض للنوم .. نظر له باشمئزاز .. ثم هوى برأسه على الوسادة .. مستسلماً للموت .. في تلك اللحظة كان ينتظر الموت فعلاً .. كان يرى كل شيء بلون أسود .. كل شيء أمامه بدا مثيراً للفزع و الخوف .. كل شيء كان مؤلماً .. كيف لا و هو يرى حبيب ابن خالته الذي كان يهتم به و يؤنسه .. و يدافع عنه .. حبيب الذي كان يبدو في عيني حُسين الشخص الوحيد الذي يحترم انسانيته .. الشخص الوحيد بعد والديه الذين فقدهما الذي استقبله كصديق ..
لم يكن يظن أبداً أن هذا الصديق الحنون .. سيتحول لحيوان مخيف شرس مفترس .. قد كشر عن أنيابه فجأة .. و أبرز مخالب مخيفة ..
ينهض حبيب من غفوته .. يلملم ملابسه على جسده ..ثم يهم لتفحص ابن خالته _ الشبه ميت .. جسده امتلئ بالكدمات و الخدوش .. القميص تمزق .. الوسادة احتوت بقعة دم سميكة ..
هزه برعب :" حُسين !!! حُسين .. أأنت حي ؟! "
يرفع حُسين عينيه ثم ينظر لحَبيب بنظرات ميتة :" ماذا فعلت بي "
" ستنسى يا حسين "
(( ستنسى يا حُسين ؟!!! كيف ؟!! كيف أنسى و أنت أججت الذكريات و أشعلت النار الخامدة ؟!! كيف و أنت تعلن ما فعلته بي على الملأ بلا خجل .. بالطبع لن تخجل .. لأنك لم تخبرهم بأصل القصة .. لم تخبرهم أن ما جرى لي ليس إلا بسببك .. بسببك أنت يا حَبيب ..
كيف تقتلني مرتين ؟!! كيف تطيح بكرامتي و رجولتي و إنسانيتي .. مرتين ؟!!! مرة أمام نفسي .. و مرة أمام الجميع و امام سميرة ..
سميرة ..
سميرة ! لماذا بكيتِ ؟
أنا لا أستحق ..
أنا مجرد شبح .. لا يُرى ..
أنا مجرد رماد ..
أنا مجرد ركام و حطام ..يقف عليها حَبيب بتغطرس و فخر ..
غَلطة مُراهقة يا حَبيب ..
مجرد فيلم إباحي شنيع ..
غير كل شيء ؟!
كيف ؟!!
كيف ؟!!
كيف تمضي الحياة ثم تقودنا الأقدار لنلتقي وجهاً لوجه .. لأرى قاتلي من جديد .. أراه بلا رحمة .. يعيد قتلي بطريقة أقسى و أعنف .. يطيحني بالقاع .. أمام الجميع .. أمام حُبي و عشقي و ملاكي ..
أمام سَميرة ؟!!
انتهى كل شيء .. و أنا أراني أنزف بقايا كرامتي و رجولتي .. أرى البنيان التي بنيتها تتحطم ..و تنهار .. و أرى سميرة .. تبكي ..
انتهى كل شيء.. فحسين منذ سنوات لم يكن إلا شبحاً .. و آن لهذا الشبح أن يختفي ..))
--
من جانب آخر فإن سميرة كانت تطل من حين لآخر على حُسين فتراه ساكن بلا حركة .. ملامح جامدة مجهولة غريبة .. وقفت تتأمله بحـزن .. و أيقنت أنه من الصَعب أن يعود حُسين كالسابق .. لم تعلم ماذا سيحدث إذ استرد حُسين طاقته .. يا ترى هل سيقتل حَبيب .. ليس مستبعد ..
حَبيب أثناء عمله وسط البراميل الكبيرة .. كان يفكر و هو يمسح عرق جبينه .. ماذا يفعل ؟ .. عض شفتيه بندم .. و هو من داخله يتمزق و يتلاشى .. و تمنى لو يقتل ألف مرة و ألا تصادف عينيه عيني حُسين مرة أخرى ..
كم شعر بالخجل من نفسه و هو يفضح فعلته الشنيعة على حِساب شرف و عرض حُسين و سمعته ..
مـن جهة أخرى وائل و في فصله الدراسي في الجامعة .. يرسم الخطوط و الأشكال في دفتره سارحاً فيما تفوه به حَبيب صباح هذا اليوم.. بالنسبة لوائل فما قاله حَبيب فضيحة و تفسيراً كاملاً لكل تصرفات حُسين .. شعر وائل بالقرف ناحية حُسين و قطع عهداً على نفسه ألا يحادث هذا الشخص و لا يكلمه ..
سُهى و هي تجوب ممرات المدرسة أثناء الفُسحة وحيدة .. راحت تفكر بأسى (( حُسين الذي أحببته .. حُسين الشاب الجامد الهادئ .. الشاب المثقف الذي جذبني بكل شيء .. كان مجرد .......... كان مجرد ضحية اغتصاب ؟!! ))
ارتعدت و شعرت بمشاعر متناقضة .. شعرت بالغرابة .. لكنها وصلت لنتيجة .. يجب توحي لحُسين أنها متعاطفة معه و مشفقة به .. فهذا هو شعورها الحالي ناحيته ..
بينما كان عبد الوهاب يعاين أوراقه في مكتبه الفاخر ثم سُرعان ما ذهب فكره ناحية ما جرى لحُسين .. تَذكره و هو ساقطٌ على عتبات الدرج و جبينه ينزف دماً ..
هزّ عبد الوهاب رأسه يميناً و شمالاً .. (( هذا ما لم أتوقعه .. لكن ما الذي يُدري حَبيب بأمر خاص و حَرج كهذا عن حُسين .. مستحيل أن يخبره .. فكيف علم بذلك ؟!! ..
حُسين !! يجب أن أقف معه و أؤازره .. ((
العم طاهر عاد للمنزل يضع الخضار في الثَلاجة .. ثم يُلقي نظرة على سميـرة التي تقف في الصالة قلقة ..نهض من مكانه و اقترب منها قائلاً :" سميرة بُنيتي ما حال حُسين ؟ "
زَفرت سميرة و رمت بجسدها على المقعد قائلة :" لا أدري .. لم ينطق بأي حرف .. و أنا تجنبت دخول غرفته .. "
تنهد العم طاهر و جلس على المقعد المجاور قائلاً :" حال ما تصنعين له الغداء أتمنى أن توصلي الأطباق بنفسك.. اهتمي به أكثر و حسسيه أن ما سمعناه عنه لم يؤثر على علاقتنا به "
هزّت سَميرة رأسها مؤيدة و نهضت لصنع الغداء ..
وقف العم طاهر يفكر ملياً و هو يستغفر ربه .. حُسين هو الشاب الذي يهتم بأمره دائماً .. مُعجباً بشخصيته الغامضة الهادئة .. مُعجباً بطريقة تفكيره .. لم يكن يتوقع أبداً أن هذا الفتى المثقف الذي يعمل على الحاسوب على برنامج معقد ينم على ذكاء عالي .. الذي ينفرد بشخصية مميزة لا تتأثر بمن حولها .. لم يكن يتوقعه قد سقط في حفرة من حفر أبناء الحَرام .. ذلك لم يزد العم طاهر إلا إعجاباً من قوة هذا الشخص ..
--
بعد طعام الغداء .. جلس عبد الوهاب متربصاً لحَبيب .. ناداه قبل أن يصعد لغرفته :" حَبيب تعال "
ازدرد حَبيب ريقه بارتباك ثم استدار لعبد الوهاب مصطنعاً ابتسامة :" نعم عبد الوهاب أردت شيئاً "
أشار له باصبعه :" تَعال اجلس أكلمك "
سَميرة كانت تغسل الأواني و هي تسترق السَمع لهما .. حتى سَمعت حَبيب ..
" ها قد جلست .. ماذا لديك عبد الوهاب "
رشقه عبد الوَهاب بنظرات حادة لاهبة .. ثم همس :" كيف علمت بما جرى لحُسين ؟!! "
ازدرد حَبيب ريقه ثم قال بهمس :" هو .. هو كان يهذي أثناء حمّته التي أصابته منذ فترة "
رفع عبد الوهاب حاجبيه بدَهشة ثم قال :"حمته .. فهمت ..... فكرت أن نستدعي أخوته لهنا .. ما رأيك ؟ "
عقد حبيب حاجبيه و صاح :" أية أخوة ؟ حُسين لا يملك أخوة و هو يتيم منذ الصِغر”
خرجت سميرة من المَطبخ مُسرعة و وقفت أمام حبيب قائلة بانفعال :" و ما يدريك أنت ؟ "
ارتبك حَبيب و هو محتار فيما يقول فباغته عبد الوهاب قائلاً :" يبدو أنك تعرف الكثير عن حُسين رغم أنكما من ألد الأعداء .. ألا يبدو هذا أمراً غريباً ؟"
طأطأ حَبيب رأسه و قالت سَميرة بقهرٍ :"لا تقل أنك سمعته يقول ذلك أثناء الحمّة أيضاً .... أثناء حمة حُسين .. لم ألحظ عليه أي هذيان أو ثرثرة .. و كان يغط تحت تأثير المُخدر فكيف أنت سمعته يقول ما جرى ؟ و كيف للمرء أن يهذي فيكشف عن ذِكرى كهذه ؟ هذا أمـر ........."
قاطعها حَبيب بغيظ :" سَميرة ما قصدكِ ؟"
انفعلت سميرة و هي توجه له سبابتها و صاحت :" أقصد أنك تفتري كذباً على هذا الرجل المسكين ..و تظل تطعن في شرفه و رجولته و لا رادع لك "
نهض عبد الوهاب و قال :" سَميرة اهدئي .."
ثم التفت لحَبيب الذي يغوص بافكاره .. و قال بنظرة حادة :" حَبيب .. فلنقل أنك صادق .. يا ترى ما هدفك من تشويه سمعة حُسين .. هو شاب منزوي على نفسه لم يضرك بشيء .."
عض حبيب شفتيه ثم قال منفعلاً :"لم أقصد تشويه سمعته .. أني نادم على إذاعة أمر كهذا .. فحُسين له مكانة كبيرة بقلبي .. حُسين بالذات سأظل أحاول أكسب وده بشتى الطرق "
رفعت سميرة حاجبيها باستنكار ثم قالت :" و لماذا حُسين بالذات ؟! أنتما لم تتعرفا على بعضكما البعض إلا منذ فترة وجيزة و لا أظن هذه الفترة كافية لتكوين علاقة قوية بينك و بينه .. و أنتما بالذات علاقتكما متوترة كثيراً .. فما هدفك من كسب ود حُسين .. "
ازدرد حبيب ريقه فصاحت سميرة مغتاظة :" أنت تناقض نفسك يا حبيب و تصرفاتك باتت غريبة ..و صرت واثقة أنك تنوي إيذاء ذلك الشاب المسكين الذي حطمته نهائياً بتلك الفضيحة التي أعلنتها للملأ.. "
زفر حَبيب قائلاً :" مُخطئة يا حِلوة .. لو كنتُ أريد إيذاءه لما استدعيت طبيباً نفسياً سيأتي عصر هذا اليوم لرؤية حُسين .. و سوف تكون أجرته على حِسابي الخاص "
راقب عبد الوهاب سَميرة و هي تثور :" من قال لك أن تستدعي طبيباً ؟ هل تريد قتل حُسين بتصرفاتك المغيضة ؟ لا أظن أن حُسين سيقبل بهذا الطبيب و لن يقبل أيضاً أن تكون أنت من يدفع الأجرة .. رجاءاً ..لا تتدخل في شؤون حُسين "
نظر لها حَبيب بنظرة ذات معنى و ابتسم ابتسامة صفراء قائلاً :" لا أتدخل في شؤون حُسين ؟! و ماذا يعني لك حسين لكي تتعصبي لأمره هكذا؟"
ارتبكت سميرة لكنها قالت على الفور:" حسين واحد من مستأجريني و أنا أعلم جيداً أن شخصية حسين لا تحب شفقة من أحد .. "
--
بينما ينظر العم طاهر بصدمة لوائل و هو يقف على الإرجوحة في الحَديقة .. همس له :
" وائل ؟!!!! "
اقترب حَبيب منهما فقال وائل ببساطة:" كما قلت لك عماه .. اشمئزيت من هذا الرجل و لا أدري ما التصرف الذي ستتصرفونه .. حَبيب وعدني أنه سيتم نقله لعيادة نفسية.. فهل هذا صحيح "
هزّ حَبيب رأسه :" صحيح"
اقترب العم طاهر من وائل مصعوقاً ثم همس :" بربك .... هل تشمئز منه و هو بريء لم يذنب ؟؟ عليك الاشمئزاز من ابن الحَرام الذي فعل فعلته "
شعر حَبيب بوغز مؤلم بصدره .. و هو يسمع العم طاهر يكمل حديثه :
" عَجبي .. من هذا الشخص القذر الدنيء .. كيف يفعل ما فعل بطفل أو مراهق .. أي قلبٍ يملك .. اللهم احشره في نار جهنم .. اللهم ابعدنا عن أمثاله .. اللهم خلّص الأرض من شره .. اللهم أنزل غضبك و عقابك عليه في الدنيا قبل الآخرة .. "
وضع حبيب يده على رقبته و هو يشعر بالاختناق من دعوات العم طاهر التي تأتي كالقنابل على رأسه ..و يظل العم طاهر يتمم حديثه بأسى :
" حُسين شاب شريف طاهر ..لم أرَ منه انحرافاً أو ما شابه .. يجب ألا نحمله ذنباً لم يقترفه .. اللهم افضح أمر ذلك الشخص الحقير أمام جميع الخلق .. ليكون عبرة لمن لم يعتبر "
ازدادت ضربات قلب حَبيب وفضّل الابتعاد قبل أن يفتضح أمره فعلاً ..


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 08-07-10, 02:18 PM   #22

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء التاسع عشر
فَتح حُسين عينيه ببطء.. على شخصٍ غريب يفتح الباب ..و يقترب منه راسماً على وجهه ابتسامة عريضة ..تَنهد حُسين و أيقن أنه طبيب نفسي أرسله حَبيب .. حَبيب .. يقتل القتيل و يمشي بجنازته ..
باشر الطبيب بحديثه المرح :" أنت المهندس حسين أليس كذلك .. جئت للتعرف عليك "
تنهد حُسين و هو يعتدل في جلسته ... ثم هزّ رأسه بهدوء و هو يرى الطبيب يجلس على مقربة و يقول مسرعاً :
" أنا الدكتور محمد .. "
نظر له حُسين بنظرة ميتة ثم همس :" حَبيب أرسلك أليس كذلك ؟ "
حاول الطبيب أن يبتسم :" لا يهم .. المُهم أن تخبرني بما جرى لك "
زَفر حُسين بضيق و هو يفكر في بشاعة ذلك الانسان الذي خدع الجميع بابتسامته ..
تأمل حُسين الطبيب و هو يدون يتحدث بنبرة لطيفة .. و هو يفكر طويلاً .. (( لم يعد هنالك مكان لك يا حُسين ..منزل سميرة بما يحوي يرفضك .. أهرب بعيداً .. علك تنسى ما جرى لك .. علك تنسى أوجاع الماضي و دموع سميرة .. علك تنسى ذلك الملاك الجميل و هو يتنقل في أرجاء هذا المنزل .. علك تنسى حُبك الأبدي .. الأول و الأخير .. علك تنسى سَميرة .. ))
--
خرج الطَبيب من المنزل بعد أن أخبر سميرة أن حُسين لا يعاني مرضاً نفسيا و لكنها مجرد نوبة غضب ستزول مع الأيام ..فَكرت أن تذهب لتلقي عليه نظرة.. و حاولت أن تبدو لطيفة .. نهضت من مكانها و هي تضبط الخِمار على رأسها .. و اتجهت لغرفته مرتبكة .. طرقت الباب فجاءها صوته :" تَفضل "
فَتحت الباب ببطء و نظرت له حيث وضع حقيبة صغيرة على السرير .. نظر لها لفترة ..و شعر باشتياق عامر لها و لابتسامتها اللَطيفة .. لكن نيران الفَضيحة كانت حاجزاً لكل شيء .. فسرعان ما شعر بالحرج و راح يشغل نفسه بتجميع الملابس و تكديسها في الحقيبة عشوائياً..
أسرعت ناحيته قائلة:"إلى أين يا حُسين؟"
نظر لها بنظرات ذابلة ثم عاد يجمع الملابس قائلاً بهمس :"سأنتقل للعيش في منزل أحد أصدقائي .. لمدة اسبوعين "
تأملته بأسى قائلة :" إذاً .. ستترك المنزل ؟ "
تأملها حُسين طويلاً و هو يفكر بضيق .. شعر بشيء يمنعه من النظر لها .. الحَرج .. الحَرج من ذلك الأمر الذي أذيع عنه ..
صمت لبرهة و هو ينظر للملابس ثم عاد ينظر لها برفق :" نعم .. مدة اسبوعين لا أكثر"
ابتسمت سميرة و هي ترتب المَلابس قائلة بمَرح :"حسناً و لكن لا تنسانا يا حُسين .. سنشتاق لك كثيراً "
تأملها طويلاً .... كانت هي بسِحرها تفك كيمياء نفسه المُعقدة .. وضعت هي إحدى بيجاماته القِطنية في الحقيبة مبتسمة :" آآ .. يمكنك إبقاء ملابسك التي تحتاج للغسيل لأغسلها ثم أرسلها حيث المكان الذي ستقطن فيه "
انتبهت له حيث كان يتأملها مطولاً ثم ابتسم : "أشكركِ "
فكرت طويلاً و ترددت قبل أن تقول :" آه..بالنِسبة لمَا قاله حَبيب عنك "
أبعد ناظريه عنها و لم يحب أبداً أن ينفتح ذلك الموضوع الحَرج مجدداً ..لم يكن يريد أن يسمع اسم حبيب و لا يتذكر شيئاً مما جرى .. بينما أكملت سَميرة : هل كان صحيحاً ؟"
و رفعت ناظريها ناحية وجه حُسين المخطوف لونه ..تأملته و هو يعبث بهاتفه بارتباك ثم رمقها لبرهة ..همس :" نعم "
ارتبكت هي الأخرى لتوقعاتها السابقة بأنه بريء من افتراءات حبيب .. صمت الاثنان بحَرج و ضيق .. و برزت حبات العرق اللؤلؤية على جبين حُسين ..شغل نفسه بتجميع باقي الأشياء التي يحتاجها ..و سميرة تُنكس رأسها مُحرجة ..
نظرت له بتعاطف و تمنت لو يخبرها بكل شيء ..بكل التفاصيل المؤلمة .. عله يفرغ قلبه من كل هذه الأحزان التي حبسها فيه ..
--
مَضى حُسين ناحيّة سَيارته حاملاً حقيبته دون أن يودع أحداً من الذين كانوا يقفون يتأملونه و هو يصعد سيارته ، حَبيب فضّل ألا يظهر أمام حُسين فتنفجر براكين جديدة .. استند حَبيب على الشُرفة و هو يتأمل حُسين .. تَنهد بضيق و هو يفكر (( ياه !! كم سأفتقدك يا إبن خالتي الغالي ))
رفع حُسين رأسه و التفت لهم حيث يرمقونه .. نظر لسميرة و رأى دموعاً تترقرق في عينيها .. كم آلمه ذلك .. شغّل السيارة ثـــم رفع يده ببطء مودعاً إياهم ..
--
عادت سُهى لغرفتها كئيبة .. ترامت على سريرها و هي تفكر في حسين (( رباه .. كم أحبك ..بالفعل تشغل فِكري.. و لا أستطيع أن أستوعب فكرة أن تذهب هكذا حتى لو كانوا مجرد اسبوعين ..أحاول أن أكّذب الواقع و أقول أن ماضيك ليس كما قاله حَبيب .. لا .. ليتني لم أعلم بهذه الحَقيقة عنك .. لكنك رائع رغم كل شيء .. رغم أنف حَبيب الذي يغار منك ..))
ظلّت سُهى تفكر في حُسين طويلاً ..تعاني لوعة الحُب و الفراق ..بينما سَميرة تغسل الأواني ببطء .. فكرها طار ناحية مملكته .. حُسين ..
(( سَميرة ما بك يا مجنونة !!! لطالما اهتميت لأمر مستأجريكِ حتى يغادرون و ما إن يغادرون فأنك تبكين قليلاً ثم تعودين كالسابق ..لأننا نعيش في هذه الدنيا .. رحيل و رحيل و رحيل .. و فِراق ..و قد اعتدت فَراق الأحبة .. لكن .. لماذا لستُ متصورة أن غرفة حُسين ستكون خالية منذ هذه اللحظة ..
لاسبوعين فقط يا سَميرة لماذا هذا الجنون ؟!!
من هو حُسين أصلاً .. ماذا يعني لي ؟!!
أُحبه ؟!! ........... نعم أحبه كثيراً و هذه الحَقيقة التي أهرب منها .. و لماذا أهرب منها ؟!! أهرب من الحقائق التي تلحقها .. أهرب من حقيقة حُسين و ماضيه البشع ؟!!
كيف أقنع قلبي أن لا ذنب له بذلك ؟!!!
هل كان رحيل حُسين من صالح قلبي المجنون ؟!! لا .. ربما يموت جنوناً ..
حَبيب !!!! حَبيب أيها البَغيض لستُ أفهم لمَ تكره حُسيناً .. و تظهر لنا أنك تحبه و تعتني به .. ينتابني شعور غريب عن علاقتكما و صرت أعتقد أنكما تعرفان بعضكما البَعض قبل أن تلتقيا في منزلي ..
ما القِصة ؟!
الذي أعرفه أني كرهتكَ يا حَبيب أيمّا كره ..
ربما فَضحت أنت حُسيْناً لتنفرني منه ..صرت متأكدة أنك ماكر تسعى لامتلاكي .. و لكن لَست أنت يا حَبيب من سيحظى بقلبي ..))
--
" ما بك يا صاح ؟! " قال وائل ذلك و هو يفتح غرفة حبيب فيراه يجلس قرب الشرفة بحزن .. بالكاد يرد بتنهيدة :" أني نادم بشأن حُسين .. سوف نفتقده "
اقترب وائل و هو يلوك بشفتيه بضجر ثم قال :" دعه يذهب ليعالج نفسه قليلاً.. لو كنت أعلم بحقيقته لما مكثت معه دقيقة .. و أخيراً رحل هذا النجس.. لكنهما اسبوعان فقط "
نظر له حَبيب بضيق و همس :" نجس ؟!! "
هزّ الآخر رأسه بتأكيد :" نعم نجس و فاعل حرام و شاذ أيضاً"
تألم حبيب ثم قال و هو يشيح بوجهه :" لا تقل ذلك عنه أرجوك"
هزّ وائل كتفيه بلا اكتراث و أكمل :" و ماذا أقول عن شخص رضى بأن تمارس الرذيلة فيه .. كم كرهته و كرهت النظر له و لا أدري لماذا كان يتصرف بغرور و تعجرف حتى خُلت أنه ابن عائلة و ابن أصل و فصل لكن ظهر أنه .................."
قاطعه حبيب بغضب :" وائل أنت لا تعلم حقيقة ما جرى و لذا لا تتكلم بهذه الطريقة "
أردف الآخر :" و لماذا تقول ذلك و أنت الذي أخبرتنا بفضيحته ، أنك تتقلب على بطنك و ظهرك و تناقض نفسك فتارة تطعن في شرف حُسين و أخلاقه و تارة تهتم له و تراعيه كما لو كان يقرب لك "
ارتعد حَبيب و هو يسمع وائل يقول مبتسماً :" على فكرة يا حبيب ثمة شبه خفي بينك و بينه "
حاول حبيب أن يبدو مندهشاً بينما شعر بوغز بصدره و قال مرتبكاً :" حُسين ؟ و ما الشبه ؟ ليس هناك أدنى شبه "
ضحك وائل ثم قال :"و لمَ الانفعال ؟ نعم أنكما مختلفان و هو أوسم منك بكثير .. لكني ألتمس شبهاً خفياً لا يمكن تحديده"
زفر حَبيب قلقاً .. كيف لاحظ وائل هذا الشبه ..رغم الاختلافات الشكلية و الخلقية إلا أن صلة القرابة تترك أثراً و لو كان طفيفاً ..
--
ترجل حُسين من سيارته و صديقه ( عمر ) يقف على بوابة العمارة مبتسماً ببشاشة .. كان شاباً طويل القامة أسمر البشرة حليق الرأس ..باشر بحمل الحقيبة و هو يخاطب حُسين :" أهلاً أهلاً .. تفضل يا أبا علي .. حياك الله أيها الصديق "
ابتسم حُسين بالكاد و هو يقفل السيارة ثم قال :" أتمنى ألا أكون ضيفاً ثقيلاً يا عمر "
صاح خليل بانفعال :" ماذا تقول ؟!! أنت أخ عزيز يا حُسين لم تعرف مكانتك بعد "
خليل هو شاب أصيل بالفعل .. رغم أنه يخالف حُسين من المعتقدات و المذاهب الدينية .. إلا أن ذلك لم يمنعه من مصادقة حُسين و التعرف عليه عن قرب .. عمر كان مثالاً للانسان النظيف السوي ..الطيب الواسع القلب.. بالرغم من أنه واثق من المذهب الذي يتبعه و متمسك به و ملتزم به .. إلا أنه تعلم أن الاختلافات في المذاهب طبيعية و لا يجب أن تكون سبباً لتفرقة المسلمين ..
كان مُحباً للخير لجميع أصدقاءه و أهله و كل من يعرفهم .. قلبه واسع يحوي الجميع .. له ابتسامة طيبة تنم عن صفاء و طمأنينة .. له علاقة وطيدة بالله عز و جل .. إنسان ببساطة نادر ..
الله سبحانه و تعالى لم يمنح حُسين إلا القليل من الأصدقاء و لكنهم بالفعل يستحقون مسمى الأصدقاء .. لأرواحهم النقية و نياتهم الصافية ..
لكن بالرغم من ذلك فإن حُسيناً لم يطلع أحد منهم على الماضي المحرج المؤلم .. بوجهه الدامي الشنيع ..
--
تمر الأيام ......
عبد الوهاب خرج بسيارته يجول الطرق، أوقف سيارته لبرهة أمام منزل ما ...... فاضت به الذِكريات و هو ينظر للمنزل كأنه ينظر لصاحبة المنزل .. في هذه اللحظة عاد للخلف سنوات و سنوات .. وسط صخب ابنيه الذين يلهوان في المقاعد الخلفية .. عاد بذاكرته لتلك الفتاة التي عاش معها أجمل فترات عمره .. تزوجا بعد قصة حُب طويلة جميلة مزينة بزهور الياسمين و الاقحوان ..
عاشا أيام الزمهرير القارصة .. بحب عنيف غريب .. بدل أن يجمعهما .. فرقهما في النّهاية .. تزوجا و أنجبا ثم افترقا .. بالنسبة له .. ظنها تغيرت و صارت أكثر جفاءاً .. كبرياؤه منعه من التحمل أن تطالبه بالطلاق في أي وقت و حين .. لم يفهم أنهما لم تكن إلا فتاة مُدللة تطمع بمزيد من الدلال ..
طلقها !! .. و رأى الدموع تترقرق بعينيها .. كأنها لم تتصور أن دلالها سيقودها إلى الجحيم .. غادر تاركاً إياها تذوب عشقاً له .. لكن كليهما أقنع نفسه أنه قادر على العيش دون الآخر و فعلاً كان ذلك ممكناً لكـــن .... لكنه افتقدها ..و هي لا تزال تبكي فراقه ..
أمر الطفلين زاد الطين بِلة ..فما أقسى أن يتشتت الأبناء وسط أبوين كلاهما يعيش حياة أخرى ..
تأمل المنزل لبرهة و لونه المميز..كانت ذواقة لذلك اعتمد عليها في تأثيث بيتهما و كيفية صِباغتِه .كانت مبدعة و راقية و لذلك عشقها ..
لكـــن ذلك المنزل الذي عَشقه كما عَشقه الآن لها وحدها فبعد الطلاق أخذ الطفلين و ترك لها المنزل و ابتعد ..زفر عبد الوهّاب و هو يتذكرها و ودّ لو تعود له بكل تفاصيلها الجميلة التي كان يحبها فيها .. لكـــن ..
كيف؟! مستحيل ..
--
" اهدئي يا سُهى "
زمجرت سُهى التي تحوّلت للبؤة مفترسة في وجه حَبيب غير مُكترثة بالعم طاهر :
" أنت شخص مقيت .. حرباء و حقود و منحط .."
رشقها حَبيب بنظرة لاهبة ثم قال :" أنا لم أقصدكِ بحديثي ألا تفهمين ؟"
صرخت سُهى :" بلى تقصدني .. أنا حرة .. لو كنت سأترك أهلي للأبد أنا حرة أفهمت ؟!! لكني أعلم أنك شخص مقيت تحب أن تؤذي الناس كما فعلت بحُسين "
ابتسم حبيب بسخرية :" قولي ذلك منذ البداية يا صَغيرة ..هذا الغضب أصله لأجل معشوقك حُسين "
نظرت سَميرة لسُهى بمشاعر غريبة فصاحت سُهى :" نعم أعشقه ، لن أخفي ذلك لأني لست كاذبة و مخادعة مثلك .. لست حقودة و تحب أذية الناس خلف قناع الطيبة .. سأظل أقف في صف حُسين الذي ظلمته "
نظر لهما العم طاهر و انسحب بهدوء و صاح وائل:" ألن ننتهي من سيرة حُسين هذا ؟! منذ أن دخلت لهذا المنزل الجميع يتحدث عن حُسين"
سميرة كانت تُحدق بسُهى و هي تفكر :" كنت أظنها تلهو .. لكن على ما يبدو حبها لحُسين عميق جداً لم تبدده الفَضيحة .. رباه !!! ألم تحب إلا حُسين .. "
غادرت سُهى و هي تقول :" سَميرة تعالي "


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 08-07-10, 02:19 PM   #23

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء العِشرين و الأخير

تأملت سَميرة عبد الوهّاب و هو يجمع ملابسه في حقيبته .. عقدت حاجبيها بحدة و اقتربت منه قائلة :
" عبد الوَهاب إلى أين ؟!! "
رفع رأسه و نظر لها لبرهة ثم ابتسم :" سأحاول أن أعود لزوجتي "
انفرج فمها بفرحة :" أحقاً ؟!! مَبروك مُقدماً .. "
و ضحكت بمَرح :" ربـاه أنه لأمر يُسعدني بحق .. أتمنى لكما كل خير "
انتبه لها و هي تمسح دموعها بتأثر :" إذاً ستغادر للأبد ؟!"
ابتسم ابتسامة عريضة و قال :" سميرة .. أنا سُعدت بمعرفتك طول هذه الفترة .. و سامحيني إذ بدر مني أي سوء .. تعلمت منكِ معنى التنازل و التواضع .. أنني بحاجة للتواضع قليلاً لكَسب زوجتي .. أشكركِ "
تأملته طويلاً و هو يجر حقائبه و من حوله طفليه يحومان ..
--
راحت تكنس الطابق العِلوي بعد أن غادر عَبد الوهاب .. بعد وِداع حميم مليء بالدِموع .. انتبهت على اقتراب حَبيب منها .. قد وقف مطولاً لم يتجرأ على البِدء بالحَديث ..
رشقته بنظرة لاهبة ثم عادت لعملها .. شعر بغصّة .. اقترب منها قليلاً ثم قال بهمس :
" هل تَكرهينني يا سَميرة ؟! "
تَنهد بضيق و هو يراها صامتة و هرع لغرفته مسرعاً ..
تَنهدت سميرة بارتياح ثم انتبهت على رنين الهاتف من الردهة السُفلية .. ركضت مسرعة تتخطى الدرجات للوصول للهاتف .. رفعت السماعة :" آلو "
ظنت أنه حُسين .. لكن .. للأسف لم يكن هو .. سمعت صوت رجل كهل :" مَرحباً .. هنا نُزل أليس كذلك ؟"
هزّت رأسها قائلة :" نعم سيدي
هل تريد استئجار غرفة ؟"
" لا .. أريد السؤال عن مستئجرة لديكم تُدعى سُهى .. هل لا تزال موجودة ؟! "
نظرت سَميرة لغرفة سُهى ثم قالت :" نعم .. من تكون ؟"
" أنا والدها "
رفعت سَميرة حاجبيها بدَهشة ..:" والدِها ؟!!!!!!! "
" نَعم .. سألت عنها في المَدرسة التي تَدرس بها أخبروني أنها سجلت رقم هذا النُزل في استمارتها .. بربك أريد سَماع صوتها "
شعرت سَميرة بالشفقة ناحية هذا الرجل المسكين فقالت :" لَحظة من فضلك .. سأناديها"
أسرعت لغرفة تلك الفتاة صائحة بها :" سُهى والدك يريدك على الهاتف "
استدارت سُهى لسميرة و هي تُمسك بالمشط و فتحت عينيها بصدمة :" والدي ؟!!!! "
--
تأمل العم طاهر سُهى و هي تجهش بالبكاء مم*** بسماعة الهاتف :
" أبي .. اشتقت إليك .. هل صحتك على ما يرام .. لا تقلق .. أنا لم أخطا بشيء .. حاولت أن اركز على دراستي .. لم ألهو يا أبتي أبداً .. سامحني .. اشتقت إليك "
ابتسمت سَميرة و هي تتأملها .. و شعرت بالاطمئنان على هذه الفتاة .. التي بالكاد تتفهم معاني الحياة الكثيرة ..و اطمئنت أكثر و هي ترى سُهى تسرع لجمع ملابسها في حقيبتها للمغادرة ..
سُهى .. وجدت انها يجب أن تعود لذلك المأوى .. هروباً من الذئاب التي تتستر في الليالي الحالكة .. طلال لم يكن إلا ذئبا أسوداً انقض على فريسته و التهم القليل منها ثم مضى ببساطة تاركاً إياها تنزف بجروحها..
سُهى كانت تتحرك مع مشاعرها المتدافعة .. فما إن دفعتها مشاعرها إلى أبيها .. إلا و قد جمعت ملابسها للرحيل ناسية الحُب الأخير .. حُسين ..
نسته تماماً .. نست انها تترقب عودته .. نست كل شيء .. و ركضت نحو ذلك الحضن الأبدي .. لم تكن إلا مُراهقة .. مُراهقة و حسب ..
--
بعد يومين من فراق سُهى .. تُصدم سَميرة بفراق شخص جديد غير متوقع أبداً ..فتحت غرفة حَبيب للتنظيف ظناً منها أنه ذهب للعمل ..اقتربت مذهولة و هي ترى الخزانة مفتوحة و فارغة ..
العطور و المزيلات اختفت من أمام المرآة .. اقتربت لترى ورقة مطوية جيداً ملقاة على السرير .. انتشلتها مُسرعة و بدأت تنهب الحُروف نهباً ..
" مَعشوقتي سَميرة .. لأني أهواكِ .. فأنا خارج دون رجعة .. مثلما غادر غيري .. فأنا الذي يجب أن يغادر .. أنا المجرم هنا .. أنا الذي اعتديت على شرف ابن خالتي حُسين .. و حطمت حياته .. أنا الذي فضحته و زدته كآبة .. أنا الذي أحببتك بكل جوارحي و صعب أن أراك تكرهينني ..
سَامحيني يا جوهرة .. سامحيني .."
اهتزت حدقتا سميرة و هي تتأمل الحروف .. عقدت حاجبيها باستنكار !!!!! ثم همست :
" ابن خالته و هو الذي ........ "
نبض قلبها بشدة و انهارت باكية ..
--
وائل وقف لبرهة أمام المرآة .. تلمس وجهه بضيق .. ثم باشر بإزالة الحلق من لحمه .. انتفض متألماً ..لكنه تأمل نفسه جيداً بعد أن أزال كل الخُردة من وجهه و من رقبته السلاسل و الأساور التي تلف يديه .. فكّر لبرهة في السبب المنطقي من تشويه نفسه بهذا الشكل ..و وجد أنه لم يفعل ذلك إلا تقليداً ...
فما أبشع أن نشذ عن قيمنا و أخلاقنا لأجل تقليد أمة غريبة ..
..
راح العم طاهر ينسق المزروعات في الحديقة بسعادة غامرة .. انتبه على سيارة مُقبلة توقفت أمام المنزل مباشرة ترجل منها رجل .. نهض طاهر مصدوماً بعد أن استوثق هويته.. و صَرخ :" حُسيـــــــن ؟!! "
أزال حُسين النظارة السوداء من عينيه و رمق طاهر بابتسامة فرح .. فأقبل طاهر مُسرعاً .. تعانقا بقوة .. و قال العم طاهر بحماس :" حُسين لكَم اشتقت لك يا وَلدي .. مضت ثلاثة شهور و أنت منقطع عنا "
شع وجه حُسين بابتسامة تنم راحة كبيرة و قال :" أنا أيضاً اشتقت لكم كثيراً .. "
--
تسّمرت سميرة و هي تستمع لصوت مألوف للغاية على باب المنزل الرئيسي ..لا شبيه لصوته .. أسرعت خارجة من المَطبخ لترى حُسيــــن !!!
تلاقت أنظارهما و توقف الزمن لبرهة .. تأملها طويلاً .. سَميرة هي .. هي .. لم تتغير .. ذات الابتسامة اللطيفة ..
حانت منه ابتسامة و هو يتأملها بخمارها الزهري .. و عينيها الفيروزتين تلتمعان بدموع الفَرحة .. صاحت :
" حُسيـــــــــــن ؟!!! "
اقترب مُبتسماً و همس :" سَميرة .. مضى وقت طويل "
--
في مكان آخر يعج بالزغاريد الفَرحة .. صَباح تضحك بفرح و هي ترى طفلها يرقص بطريقة طريفة على المَسرح يشاركه عدد من الأطفال ..ثم تلتفت لسُهى قائلة :" ياه .. من كان يتوقع أن حُسين يتزوج سَميرة "
و غمزت لها :" يا ترى هل تغارين ؟!! "
لكزتها سُهى بحدة ثم قالت بدلال و هي تنسق شعرها المصفف و فستانها الطويل الأزرق :
" كفى لا تقولي هذا .. لا أغار أبداً .. لأن تلك مجرد مشاعر سخيفة لا أساس لها ..علي الانتباه لدراستي القادمة في الجَامعة "
نظرت لها صباح بابتسامة ذات معنى ثم همست :" أها .. أصبحتِ عاقلة إذاً .. و كيف حال أبيك ؟"
ابتسمت سُهى :" بخيــر .. لم أكن أظنه سيسامحني .. كم هو حنون "
--
في جانب آخر و في قاعة أخرى خاصة بالذكور .. ابتسم حُسين و هو يربت على كتف وائل :
" تغيرت كثيراً .."
ابتسم وائل باعتزاز .. و أقبل عبد الوهّاب بطفليه قائلاً :" حُسين .. سَميرة أمانة برقبتك "
ابتسم حُسين لكن ابتسامته تلاشت فوراً .. و هو يرى شخص ما يقترب .. يتخطى الحضور .. يقترب !.. يقترب ..
تتضح ملامحه .. يرفع عينيه .. يبتسم .. تتضح أسنانه ..
يقف قريباً جداً .. و الجميع يبتعد ..
تأمله حُسين ثم ابتلع ريقه .. اهتزت حدقتا عينيه بارتباك ..و مد أصابعه ليرخي ربطة عُنقه ..حتى همس بضيٌق :" حَـ .. حَبيب "
وقف حبيب بأسى و هبطت عينيه بخجل .. تردد فيما سيقوله .. لكنـه رفع عينيه بجرأة مجدداً مع نظرات الجميع و قلق طاهر ..
رمق حُسين طويلاً و أمامه ينطلق قطار الذكريات ناثراً رماد الحُزن .. تذكر حَبيب الماضي المشوه و البراءة المُدنسة .. تذكر ذلك الفتى الذي لم يبلغ الخامسة عشر ربيعاً .. منكباً على وجهه فوق الوسادة الملطخة بالدم .. و على وجهه البريء علامات عنف شديد و في عينيه موت ..
نعم موت ..
لطالما عاش حبيب على جثمان حُسين ..و حان الوقت لاحياء هذا الجثمان من جديد ..
اعتنق حبيب حُسين بقوة .. بينما أغمض الآخر عينيه بسكون ..
صاح حَبيب مجهشاً ببكاء مؤثر :" حُسيــــــن .. اعذرني"
حوّل العم طاهر نظرات لائمة لحَبيب و كان عبد الوهاب يتوقع من حُسين ردة فعل عصبية للغاية .. فزمن الاعتذار ولى ..
تلفت حَبيب حوله ثم همس بأذن ابن خالته بارتباك :" حُسين .. أخبرت سَميرة .. أخبرت سَميرة أنني المذنب .. أرجوك حُسين سامحني و استر على ذنبي .."
رفع حُسين عينيه السوداوتين ناحية حَبيب ..ثم همس :" لماذا؟!! .. لماذا أخبرتها ؟! "
هبط حَبيب بعينيه ثم همس :"لأنها لك الآن للأبد .. و يجب أن أنساها و قبل ذلك .. يجب أن تعرف الحَقيقة كاملة .."
اشاح حُسين بوجهه بضيق فانفعل حبيب :" حُسين ألست راضياً "
زفر حُسين و هو يتأمل الحضور .. حبات العرق تتلألأ على جبينه الأبيض .. راح حَبيب يتأمل ابن خالته مطولاً و أيقن أنه لا فائدة ..
تنهد حَبيب هامساً :" لا بأس .. سأغادر الآن حتى لو لم تسامحني .. و .. و لكن .. "
و رفع رأسه بابتسامة عريضة و قال و هو يحارب عبراته :" مبروك لكما .. أنكما تناسبان بعضكما البعض .. اهتم بها حُسين "
و استدار حَبيب يجر أذيال الخيبة ..ازدحمت بباله الأفكار البائسة .. لم يجد شيئاً يستحق الابتسامة .. الدُنيا اسودت أمامه .. سمع صوت الموت المرعب يتكرر في أذنه يكاد يصمها ..
سَرح حُسين بفِكره .. تمنى لو يبتعد ذلك الانسان قدر الامكان عن عالمه الذي تشاركه الآن سميره فيه .. و اكتشف أخيراً أن رابطة القرابة قوية بما فيه الكفاية .. لم يستطع أن يصمت أكثر وهو يراقب حبيب الذي يبتعد و يبتعد .. تاركاً كل شيء .. تاركاً سميرة و تاركاً حُسين ..
صاح :" حَبيب مَهلك "
استدار حَبيب بُسرعة .. يتأمل حُسين .. الذي أكمل :" حبيب .. سَامحتك .. سأنسى كل شيء"
فتح حَبيب عينيه بصدمة .. و هو يرى خيال ابتسامة على وجه حُسين ..
--




و في النهاية فإن صوت الموت قادم .. يتسلسل بين الأزقة و الممرات الضيقة .. يأتى من النافذة و ينحشر تحت غطاء السرير .. صوت مرعب كعاصفة من الجن .. كزوبعة مريعة قادمة من صحراء ماضينا ..
لكنه يتحول لصوت شادي إذاً ما أردنا ذلك ..



تمت
الساعة الواحدة و الثلث صباحاً
يوم الأحد الموافق 14 – 3 – 2010 مـ


أنهيت قِصتي الثانية صوت الموت ..و أتمنى أنكم استمتعتم بقراءتها ..
شعرت بالطَبع أني ارتبكت اخطاء كثيرة في القصة من حيث كتابتها و أفكارها و تنظيمها ..

و لكني شعرت أنها بداية و لابد أن يتعثر كل منا في بدايته حتى يتقن السير جيداً ..
و أنا مُتحمسة جداً لكتابة قصة جديدة بفكرة جديدة ..

إلى من قرأ قصتي شكراً جزيلاً .. أتمنى أن تكون قصتي في مستواكم الفكري .. و الأدبي ..

أختكم سلمى


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 08-07-10, 02:22 PM   #24

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

أتمنى أن تعذرينى سلمى لتنزيلى الأجزاء بدلاً عنك و لكنى أحببت أن نتم قرائتها هنا فى روايتى ...


لك كل الخير و المودة ...


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 12-07-10, 02:31 AM   #25

مدى الاصوات
 
الصورة الرمزية مدى الاصوات

? العضوٌ??? » 99986
?  التسِجيلٌ » Oct 2009
? مشَارَ?اتْي » 165
?  نُقآطِيْ » مدى الاصوات is on a distinguished road
افتراضي

رواية راائعة سلمى

احزنني حسين واحببت قلبه الكبير الطيب

وكرهت حبيب الماكر

قهرني عندما اذاع عليهم سبب تصرفات حسين

لم اتوقع ان يتكلم

مودتي لكِ غاليتي

لكِ كل الود

ودمتِ الى الافضل


مدى الاصوات غير متواجد حالياً  
التوقيع
احبك والهوى نعمه وحبك نعمه الرحمان
ولو كان الهوى غلطه حبك كل غلطاتي
رد مع اقتباس
قديم 24-03-11, 01:17 AM   #26

متمردة

نجم روايتي وقاصة بقصص من وحي الأعضاء وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة ومحرر لغوي بقسم وحي الخيال - مقيم التسالي - منسق المجلد الأول لوحي الخيال - م

alkap ~
 
الصورة الرمزية متمردة

? العضوٌ??? » 141218
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 9,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » متمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond reputeمتمردة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عزيزتي سلمي

كم استمتعت بقصتك الغريبة بالمضمون والألم بها

فنادر ما نري قصص كهذه فالغالب انها تثر وتخفي وكأنها غير موجودة

بانتظار جديدك دائما


متمردة غير متواجد حالياً  
التوقيع

قريبا جدااااااااااااا
ومازلنا بالبداية







الضغط علي
الصورة تنقل إلي الموضوع



رد مع اقتباس
قديم 28-04-13, 04:14 PM   #27

sam2001
 
الصورة الرمزية sam2001

? العضوٌ??? » 165263
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,479
?  نُقآطِيْ » sam2001 is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

sam2001 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-08-13, 10:29 PM   #28

sokart albnat
alkap ~
 
الصورة الرمزية sokart albnat

? العضوٌ??? » 261693
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 536
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » sokart albnat has a reputation beyond reputesokart albnat has a reputation beyond reputesokart albnat has a reputation beyond reputesokart albnat has a reputation beyond reputesokart albnat has a reputation beyond reputesokart albnat has a reputation beyond reputesokart albnat has a reputation beyond reputesokart albnat has a reputation beyond reputesokart albnat has a reputation beyond reputesokart albnat has a reputation beyond reputesokart albnat has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

sokart albnat غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-01-15, 10:31 PM   #29

Noura_SM16
 
الصورة الرمزية Noura_SM16

? العضوٌ??? » 297713
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » Noura_SM16 has a reputation beyond reputeNoura_SM16 has a reputation beyond reputeNoura_SM16 has a reputation beyond reputeNoura_SM16 has a reputation beyond reputeNoura_SM16 has a reputation beyond reputeNoura_SM16 has a reputation beyond reputeNoura_SM16 has a reputation beyond reputeNoura_SM16 has a reputation beyond reputeNoura_SM16 has a reputation beyond reputeNoura_SM16 has a reputation beyond reputeNoura_SM16 has a reputation beyond repute
افتراضي

اووهـ

لم ايقن حتى انني قاربت على إنهاء القصـه التي جرفتني في تيـاراتها القويـه دون توقف
توقفت جميـع الساعات وبات المكـان هادىء إلا مـن صوت الروايه التي جعلتني اغوص في دوامتهـا

سمـيرة
كـانت تلك الفتـاة التي بنيت على اخلاق ركيزة خلقت عائلة من العـدم عاشت معهم تفاصيل الامهم المريرة والمزعجة دون كلل وقفت بوجه تيـار الحيـاة الذي حاةل تمزيقها مراراً كونها لم تكمـل دراستها وستصل لسـن لا يقبله مجتمعهاا لأمراة لم تتزوج بـعد ليطلقوا عليها عـانسه "إمراءة مثـالية" كمـا قال حُسين

حسيـن
تلك الشخصية الباردة ذات الماضي المظلم الذي جعل مستقبله يحترق مراراً وتكراراً ويحوله لرماد كلما عادت له الذكرى .. وعـوده التي قطعها على نفسـه التي ليس لها ذنـب , شتتني بهذه المشـاعـر ولم البث راحه حتى أعلن لقلبه حبـه لسميـرة الملاك الطاهـر حقـاً يستحـق أسم رجـل في هذا الزمـان الاغبـر

حبيب
قـذارة تشكلت على هيئة انسـان , كان يطلب العفـو كأنه سرق مـالاً او اقتلع عيـنه بالغلط .. شعرت وكأنني اريد ان ابدل الاماكن بينه وبين حسيـن ليرى اي مغفرة سوف يريد ليرتاح ويريح ذلك المستاء , وفضحه لحُسين زاد مقتي الشديد له اكثر فأكثـر ’’ إنـه ومهما كـان فلقد تعدا خطوط مابعد الحمراء فلا عذر له"

صبـاح
تلك الشخصيـه الجميـله التي اغدقت على المنزل بحلاوة روحها واشراقة ابتسامتها ولا سيما انها اقرب شخص كان لسميرة , حقـاً انها امثـل الى الاخت التي لم تلدها ام سميرة ولا ام سهى

العم الطاهر
ذلك الشخص الرجل المسن الذي اغدق الايمان قلبه فأنور له طريقه وزرع حب النـاس فيه المؤمن الذي اهتم بالجميـع ولـم ييأس من نصحهم وخوفه عليهم من يوم لا ندم يفيد ولا حسره

وائل
بغيـض متهكم سريع في ردة فعله ولم احب شخصيته ابداً , ولكـن لنقل انه ما زال طائشاً ومع الايام سيتغير طبعه كمـا غيـر تفكيره عن مظهره السابـق

سهـى
فراشة المنـزل علقمه وحلاوته بدونها لكان المنزل يضج بنوع من الروتيـن الذي لا يكسـره حتى صراخ حسيـن او ابتسـامة الابله حبيب او بهلوانية وائل او كبرياء وتفاخر عبدالوهاب .. الفتاة المراهقه هي سـر المشـاعر المتضاربة في كل بيـت


..

قـلم سأعجز حتى عن وصف ما خطـه من اسطـر .. اصفق بحراره لما كتب ونسج ببراعة هنـا

ولـن تكون مرتي الاخيـرة التي سأضع رداً على ما كتب هذا القـلم
فأنا متلهفه لما قد حاكه او سيحكه من جديد

اسفه على الاطـالة ..

لك ودي نوره


Noura_SM16 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-02-15, 02:01 PM   #30

funy19

? العضوٌ??? » 36652
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,009
?  نُقآطِيْ » funy19 is on a distinguished road
افتراضي

thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

funy19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.