آخر 10 مشاركات
[تحميل]من قريت الشعر وانتي اعذابه من كتبت الشعر وانتي مستحيلة لـ /فاطمه صالح (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-02-10, 03:06 PM   #1

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي البــريــق الزائــف *مميزة ومكتملة*






البريق الزائف
..( قليل من الرعب وكثيرا من الأثارة )...










1
استيقظت من نومها مذعورة . . . أنه الكابوس ذاته الذي يساورها منذ ثمانية عشر عاما ، أنها امرأة داهمت الأربعين من سنها فقد أظهرت سنين العمر التي قضتها أرملة مع أولادها الثلاثة( أسامة ، حنان و نشأت) التجاعيد في وجهها ويداها وبعض خصال شعرها القصير الذي تغلب عليه الزمن ليصبغه بلون الفضة ، لكن بالرغم من ذلك ما زالت تحتفظ بلمسة من الجمال مقارنة بالنساء اللواتي في عمرها . . التفت يمينا ويسارا . . أنها وحدها في هذه الحجرة الواسعة المضاءة ببعض ما يصلها من ضوء القمر في ليلة صافية مرصعة سمائها بالنجوم . نهضت متوجهة نحو النافذة وهي تجد صعوبة في التنفس . . ليس من هناك من يمنعها عن التنفس ولكنها اعتادت على هذه الحالة عندما تستيقظ من ذلك الكابوس . . فتحت النافذة ووقفت تستنشق الهواء الخارجي من خلالها . أخرجت تنهد من أعماقها كأنها تحاول أن تخرج معه حملا يثقل كاهلها . . امتلأت عيناها السوداء الكبيرتان بدموع ساخنة . . أزاحتها بيدها كي لا تتخذ طريقا إلى وجهها ذو البشرة الحليبية . .أشعلت مصباح كان بجور السرير ثم نظرت إلى الساعة . . كانت الxxxxب تشير إلى الثالثة وخمس عشر دقيقة . . ارتدت معطفا كان معلقا على عامود من النحاس الأبيض ثم خرجت من الحجرة،متوجهة إلى حجرة أخرى كانت بجوارها.
-" أمي . . كدت تفزعينني " .
-" أسامة ! . . أعذرني لم أشاء أن أطرق الباب ظنا انك نائم. . ".كان متكأ على سريره يقلب بعض الأوراق." . لقد جاوزت الثالثة صباحا وأنت مازلت تعمل !".
-" غدا مرافعتي الأولى في هذه القضية . . وعلى أن أستعد لها كامل الاستعداد ".
-" أتمنى لك التوفيق يا عزيزي . . والآن يكفى تلك الساعات التي قضيتها أمام تلك أوراق، عليك أن تأخذ قسط من الراحة لتعطي عقلك فرصة أكبر في استيعاب ما ستواجهه غدا ".
-" حسنا . . أنت محقة . . هيا إلى النوم " قالها مبتسما إلى (فخرية حارث) المرأة التي يراها ويراها الذين حولها المرأة الفاضلة لما بذلت من جهد وعناء في تولي أمور أولادها ورعايتهم بعد مقتل زوجها بالعيار الناري نتيجة دفاعه أمام سارق كان يحاول سرقة المنزل . . الجميع يكن لها الاحترام و التقدير لما تناظله . . فقد وهبت عمرها إلى أطفالها بعد الحادثة ولم تصغي إلى كلام الذين حولها في الارتباط ثانية بالرغم من تقدم عدة خطاب . . فقد كانت تملك من الجمال والفتنة ما يجعلها تنافس أي امرأة على الحصول أي رجل . لكنها أبت هذا واستمرت ترعى أولادها وتصرف عليهم على ما تدر المزرعة التي ورثتها من زوجها من الأموال إضافة إلى الأرباح الناتجة من الأسهم الذي اشتراها قبل وفاته من إحدى شركات الاستثمار التي جعلت من حياتهم رغيدة العيش .
-" نعم !" قالتها بعد أن سمعته يناديها. . عاد يشعل المصباح ويتكأ على سريره قائلا :-
-" لدي سؤال فكرت فيه عندما استلمت هذه القضية ، لكن لم أجد الإجابة الشافية له . ."
-" ما هو؟ . . أخبرني به فلعلني أساعدك في أيجاد الجواب الشافي ". قالتها بعد أن اقتربت منه وعلى وجهها ابتسامة خفيفة . . أنه أسامة الذي يلجأ إليها رغم انه تجاوز الرابعة والعشرون من عمره . . أنها ما زالت تذكر كيف كان منذ طفولته . . طفل وديع ثم ولد مشاغب بعدها شاب هادى و الآن رجلا يعتمد عليه يصرف على نفسه من ما يوفره له عمله كمحامي . يملك شخصية قوية لا يرضى بالظلم قط . . تذكر انه عندما كان في الخامسة عشر أحتج لأنها صفعت حنان دفاعا عن نشأت رغم انه كان السبب في الشجار.
-" حسنا . . برأيك ماذا فعل رجلا ليستحق أن يموت طعنا على يدا زوجته ؟ . . . هل أفزعتك بسؤالي ؟" قالها بعد أن لاحظ شحوب بشرتها و اصفرار ابتسامتها وكأن صاعقتا أصابتها لتجعلها جافله لا حراك .
-" كلا ، ولكن سؤالك فاجئني . . " قالتها بعد أن حدقت بعينيه النرجسيتين التي ورثها من والده كأنها تحاول قراءة أفكاره.
-" نعم . . أنت محقة فمن يتخيل أن أمراه تقتل زوجها في مجتمعنا الذي يعد الدين ركيزته الأساسية المحافظة عليه من الأفكار الغربية ".
-" هل القضية التي تعمل عليها تخص هذه الجريمة ؟"
-" نعم . . أمراه تقتل زوجها بأداة حادة وتتداعى انه أنتحر " .
-" وأنت . . لصالح من تدافع ؟"
-" لأهل القتيل الذين يطالبون بعقاب قاتلة أبنهم ".
-" ماذا لو أنها بريئة ؟"
-" كيف تكون بريئة وكل الشواهد والبراهين تثبت عكس ذلك ؟".
-" أذن أنت تبحث عن السبب المقنع لارتكابها الجريمة رغم أنك ضدها؟ "
-" نعم . .فمنذ استلامي هذه القضية وهذا السؤال يطرح نفسه علي . . ما الذي يجعل تلك المرأة تقتل زوجها علما انه رجل ثري وله مركز مرموق في المجتمع . . ".
-" وطباعه جيده ؟"
-" لست متأكد ، ولكن يقال والله أعلم انه يملك طباع سيئة ".
-" ألا تجد أن هذا سبب كافي لقتله ؟!"
-" كلا بالتأكيد .. أين العدالة أذن لو فعلت كل أمراه ما فعلته هي . . ربما سنمسي بعد عامين الرجل بعشرة نساء ".
-" أنت محق . . حسنا ربما الخيانة الرجل تعد سبب كافي لقتله "
-" ربما . . و ربما دفاعها عن نفسها عندما تكتشف أنه عرف بأمر خيانتها له "
-" ربما " قالتها وهي تتلمس وجنته الحمراء . . أنها لا تريد أن تطيل النقاش معه لإحساسها انه سيتغلب عليها في النهاية .
-" حسنا أمي . . الساعة أشارت ألان إلى الرابعة وعلى أن أنام لغدو نشيطا في الغد . . "
-" ألان أصبحت أنا من يمنعك عن النوم أليس كذلك ؟"
بادلته الأبتسامه ثم انصرفت بعد أن أسدت له قبلة على جبينه ، متمنية له نوم هانئ . . اتجهت إلى الحجرة المقابلة لحجرته وفتحتها . . أنها حجرة نشأت التي كانت حجرة حنان قبل أن تتزوج . . أقترب من السرير حيث هو نائم عليه . . أنه في مقتبل الشباب بلغ قبل أسبوع سن الثامنة عشر وهو على عكس أسامة في أغلب طبائعه . . متهور ، أناني ، وحاد ويرجع ذلك إلى طريقة معاملة والدته له . . فهو الولد المدلل الذي لا يرفض له طلب .
-" يا صغيري العزيز . . أه لو تعرف كم ناضلت لأجلك " قالتها هامسة مع نفسها وهي تسترجع صورا ومشاهد من الماضي . . رجل ملقى على الأرض ينزف دما بأثر عيار ناري . . وأمراه شابة تحمل مسدس . . و رجلا أخر في السجن . . . عادت الدموع تغرغر في عيناها . . مسحتها من جديد وهي تحاول أن تغطي نشأت جيدا بالملاءة الموجودة على سريره . . قبلته من جبينه ثم خرجت متوجهة إلى حجرتها وقبل أن تفتحها حدقت نحو باب حجرة تقع في نهاية الممر . . أنها حجرتها السابقة التي تشاركت مع زوجها فيها قبل مقتله . .لقد مضى وقت طويل لم تدخلها فقد استبدلتها بحجرتها الحالية ولم تخرج منها غير ملابسها وحاجياتها . . وفجاءة سمعت صوت منبه الساعة الموجودة في الطابق الأرضي . . أنها ساعة عظيمة على هيئة كوخ . . كانت تشير إلى الرابعة صباحا . . توجهت إلى سريرها لتستسلم إلى النوم الذي بدا يتسلل إلى عيناها .

يتبع بقلم رشا الصيدلي


رابط تحميل الرواية كاملة ككتاب الكتروني
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 14-01-18 الساعة 04:10 PM
عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-10, 05:58 PM   #2

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
B11

مره تانيه مع رشرورش منوره بروايتك الجديده حبيبتى
جوها مختلف تماما عن الروايتين اللى فاتوا
حاسه ان فيها اسرار كتير
رشا مش عايزه اوصيكى عايزه نكد كده معمول بضمير هطلبها منك بدل ما اتفاجىء بيها فى نهاية الروايه هههههههههههههههه
متبعاكى رشرورش بامان الله حبيبتى


فاطمة كرم غير متواجد حالياً  
التوقيع


لقراءة أعمالي (روايات- قصص- مقالات- جوابات :D ) انقر هنــــا
رد مع اقتباس
قديم 17-02-10, 08:41 PM   #3

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

رشا ربى يسلم أناملك المبدعة التى تسعدنا بروائعك و تجعلنا ننتظرها بكل الشوق ...


ليه عندى أحساس إن فخرية هى التى قتلت زوجها و دس بالسجن رجل برئ من التهمة >>> ربما يكون سارق و لكنه لم يقتل الزوج بل إستغلت فخرية الفرصة و تخلصت من الزوج ... فهذا يبرر شحوب و إصفرار وجهها عندما ناقشت أسامة >>> يعجبنى الغموض ...



رشا متابعاكى و شكراً لك



فطوم عجبنى تعليقك >>> توقع الأسوأ


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 18-02-10, 02:13 PM   #4

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

فطوم
ههههههههههه
حلوه سالفة النكد معمول بضمير ...
القصة مثل ما ذكرتي جوه يختلف عن القصص التي سبقتها ( نوع من تغير الروتين )
بس بصراحة ودي اشوف رايكم في اني املك حبكة لكتابة قصة فيها شيء من الرعب و الاثارة .
طبعا الحكم يجي بعد ما ننتهي من القصة بجميع اجزائها.
تحياتي يا قلبي

هبة
يا عمري انت ِ ..
تخميناتك منطقية جدا ..ولكن هل هذا ما حدث حقا ؟؟
هذ ما سنكتشفه معا مع مجريات الاحداث .


بالمناسبة هذه القصة كتبتها قبل ثلاثة اعوام ..بعد قصة الإقتراب من اليأس .

متابعة طيبة


عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-10, 02:16 PM   #5

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

2
بعد مضي شهران على تلك الليلة . . أنظم أسامة إلى مائدة الغداء والسعادة تغمر قلبه فقد نجح في القضية التي تولها و أصدر حكم العدالة لصالح عائلة القتيل . .وعندما علمت فخرية سبب الفرحة الكبيرة التي أفضى بها لها ولشقيقه الذي شاركهم المائدة سألته قائلة بعد أن هنأته " وهل من هناك من سبقني في معرفة هذا الخبر " . . إنها تلمح على ( نور ) خطيبة أسامة التي أرتبط بها منذ سنة وهو بانتظار أن تكمل دراستها الجامعية . . فهي في المرحلة الأخيرة من كلية العلوم الإسلامية . . تعرف عليها عن طريق شقيقته حنان . . أعجب بها، ثم تحول إعجابه إلى حبا بعد أن أكتشف فيها المواهلات التي تمنى أن تملكها فتاة أحلامه من الأخلاق ، الثقافة ، الجمال و النسب . .عارضت والدته هذا الارتباط في البداية متعللة أن هناك فتاة افضل منها تستحق أن يرتبط بها، ولكن في النهاية رضخت لطلبه ووافقت عليها وتوجهت إلى بيت نور لخطبتها وتمت الخطبة وسيتم الزواج بعد أن تحصل نور على شهادة تخرجها .
-" نعم . . نور قد علمت بالأمر . . قد صادفت إنها اتصلت بي عند وصولي إلى المكتب بعد خروجي من المحكمة وقد أخبرتها بالآمر " قالها مترددا شاعرا انه كان من الواجب أن تشاركه أولا أمه بالفرحة . . نظرت أليه وفي عينها تأنيبا على تصرفه . . أنها فخرية حارث بوجه أخر . . وجه أعتاد عليه من يحاول جرحها وتخطي حدوده معها . . البرود ونظرات ثاقبة كأنها سهام تتجه نحو عيني خصمها . . أن خصمها يمكن أن يكون أي شخص حتى أحد أولادها .
أسامة ونشأت يذكران هذا الوجه الذي ارتدته عندما أبدت حنان معارضتها على زوجها الذي تقدم طالبا يداها . . ورغم تذمر حنان ووقوف أسامة إلى جانبها إلى إنها في النهاية رضخت لأمر زواجها بعد أن صرخت فخرية في وجه حنان مهددا أيها بأنها ستكون السبب في شقاق هذه العائلة جاعلتا منها تشعر بضعف أمام كلماتها و بفقدانها الثقة بنفسها بالرغم من أنها تشبه والدتها بمظهرها الخارجي عندما كانت في سنها ،جميلة الوجه والابتسامة ، رشيقة القوام . . وعندما فقدت الأمل ترجت من أسامة أن يتوقف عن مساندتها ظاهرة له إنها وافقت من أعماق قلبها على العريس الذي اختارته لها والدته بدت فخرية حينها قاسية جدا وكأنها تملك قلب من صخر لا ينفطر على أنين أبنتها التي كانت تعارض هذا الزواج مطالبة في حقها أن تكمل دراستها الجامعية كبقية صديقاتها. . ومنذ ذلك الوقت شعر أسامة وحنان بقسوة ذلك الوجه على خلاف نشأت الذي كان يراه كله عدلا وحكمة . . كيف لا يراه كذلك وهو المدلل لديها ؟ .
نهض أسامة من كرسيه ليتحاشى تلك النظرات متعللا انه قد شبع رغم انه لم يأكل إلا القليل من الطعام لكن فخرية استوقفته قائلة بصوت حاد " أسامة . .ساعة الصالة معطلة خذها إلى المصلح"
أنه يدرك أن هذا الأمر يعد كنوع من العقاب ، لكنه لا يهتم إن عوقب بل يهتم بأن ينال سماحها فبالرغم من كل شيء هو يحبها ويرجو أن ينال رضاها . . هذه هي السياسة التي أتبعتها والدته في التعامل معهم .
-" أنها ساعة قديمه لم لا تبيعيها و تشتري ساعة حديثة الصنع ؟" قالها نشأت بازدراء . . هكذا هو يعشق الحديث من الأثاث والملابس على ( المودة ) .
-" لا أفكر في بيعها لأنها . . . " سكتت ولم تكمل جملتها كأن شيء أسكتها وجعلها شاردة الذهن ، ممحوقة اللون . .لقد تذكرت شيء نسته منذ ثمانية عشر عاما . . بحثت عنه طيلة تلك المدة ولكنها لم تعثر عليه ، لكنها تذكرت ألان إنها وضعت ذلك الشيء في كوخ الساعة الذي يفتح سقفه . . أنه كوخ يتسع لوضع علبتان من التونة أو لذلك الشيء المفقود .
-" أمي . . هل أنت بخير ؟" قالها أسامة ونشأت بعد أن لاحظوا التغيرات التي طرأت عليها فجأة.
-" نعم . . أنا . . أنا بخير " قالتها بصوت خافت. . ثم أضافت " أسامة . . دعك من الساعة سأتولى أنا أمرها . ." نهضت متوجهة إلى الممر الذي يقاطع جميع حجر الطابق الأرضي حيث الساعة المسندة إلى أحد جدرانه . . توقفت أمامها تنظر إليها بإمعان . . كيف نست أمر هذه الساعة وهي تسمع دقات ****بها على الدوام . . هذا ما فكرت فيه . . . سمعت خطوات أقدام ولديها تقترب منها . . أنهما في المنزل ويجب أن لا يروا ذلك الشيء أو يعرفوا بأمره . . التفتت إليهم مستفسرة عن سبب ملحقتها إلا أن نشأت اخبرها بأنهم ودوا أن يطمئنوا عليها، لكنها أظهرت لهم ابتسامة مصطنعة قائلة:-
-" أنا بخير. . كل ما هناك أنني . .". . إنها تبحث عن عذرا لتغيرها الذي اكتشفت إن ولداها قد فطنا له . . وفجأة خطر لها هذا العذر مضيفة " . . أنني تذكرت والدكما . . انه من جلب هذه الساعة وقد أسندها هو بيديه على هذا الجدار ".
-" عذرا أمي . . لا أظن أن نشأت كان يعني ما يقوله حول أمر بيعها . . أليس كذلك يا نشأت ؟".
-" نعم ، بالتأكيد . لو علمت أن ذكرى والدي تسبب لكي هذه الآلام لما قلت لك هذا .. أعدك أنني من سيتولى أمر إصلاحها ؟"
-" لا . . لا تعدني بشيء . . قلت أنني من سيتولى أمرها . . وألان انصرفا إلى حجرتكما . . هيا. . أرغب في أن أختلي مع نفسي ".
تركاها أمام الساعة متوجهين إلى الطابق الأعلى وأثناء سيرهما في الممر الذي يؤدي إلى حجرة كل منهما قال نشأت بصوت لا تسمعه والدته " ساعة تثير كل هذه الآلام !. . ماذا لو كانت كنبة . . يا الهي ربما كنا سنجلب لها طبيب " . . أنه هكذا دوما ساخر من الذين حوله حتى لو كانت والدته .
-" نشأت . . عيبٌ عليك قول هذا ".
-" حسنا . . حسنا . . لا اقصد ما قلته . . كل الذي يثير سؤالي هو أن والدتي لم تتألم على أبي آلا عندما تذكرت الساعة . . ماذا عن حجرته التي لم نراها يوما تدخلها ".
-" وما أدراك بهذا ؟. . ربما تدخلها في غيابنا".
-" لو كان هذا صحيح لرتبتها وأزالت تلك الأتربة المغطية لأثاثها ".
-" هل دخلتها ؟!". . انهم لا يدخلون تلك الحجرة تنفيذا لأمراً والدتهما رغم أنهم طالما تمنوا رؤيتها منذ الصغر ومع الأيام وانشغالهم بأمور الحياة نسوا وجودها .
-" كلا لم أدخلها ولكنني رأيتها من خلال شرفتها . .سقوط الكرة على الشرفة هو الدافع الحقيقي لتسلقي جدار الحديقة للوصول إليها . .في البداية كنت راغب في جلب تلك الكرة ولكن بعد أن رأيت جزء صغير من ستائر بابها يمكن من خلاله رؤية داخل الحجرة . .رغبة الفضول انتابتني في رويتها . . لقد كانت مبعثرة ، أحد أبواب الخزانة مفتوح . . أنها حجرة مهملة أن لم تهتم بها أمنا " قالها وهو يحدق في عيني أسامة ، ثم دخل حجرته تاركا إياه في دوامة من الأفكار والتساؤلات .

يتبع بقلم رشا الصيدلي

noor elhuda likes this.

عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-10, 03:13 PM   #6

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

مشكورة رشا على البارت الرائع ...


رشا كل الدلائل التى ذكرتيها بتدل على أن فخرية هى التى قتلت زوجها أو شاركت فى قتله >>> بصراحة شخصيتها بتخوف يد من حديد فى قفاز مخملى ...



رشا متابعاكى و شكراً لك


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 18-02-10, 05:27 PM   #7

احباب الروح
قارئ مميز
 
الصورة الرمزية احباب الروح

? العضوٌ??? » 4348
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,101
?  نُقآطِيْ » احباب الروح has a reputation beyond reputeاحباب الروح has a reputation beyond reputeاحباب الروح has a reputation beyond reputeاحباب الروح has a reputation beyond reputeاحباب الروح has a reputation beyond reputeاحباب الروح has a reputation beyond reputeاحباب الروح has a reputation beyond reputeاحباب الروح has a reputation beyond reputeاحباب الروح has a reputation beyond reputeاحباب الروح has a reputation beyond reputeاحباب الروح has a reputation beyond repute
افتراضي


يـــا هـــلا والله رشــــا

هالمـــره قــررت اتابـع الروايـــه وياكم
وما انشغــل بشي عنهـا

لأنـي افتقدت متعة المتابعه والانتظار بـ الاقتراب من اليأس
خــاصـه انـج مـن الكاتبـات الـي ما يعذبـون القـراء بالتأخـر بالتنزيـل


..


وهالروايـــــه روعــــه
واضـــح من البدايـه انهــا مشوقــه وتستحـق القرائـه

الام (فخريه) اتصــــور مثــل مـا قالـت هبـه انهـا هـي القاتلـه
ويمكـــن الرجـال الي تهمو بالقتل .. يكون واحـد خانت زوجها وياه
ولما زوجها اكتشف الموضوع .. هي قتلته بس عشيقها هو الي تورط
ونشأت ابن عشيقها
<< خيــال واسـع خخخخ


اســامـه حبيتـه حيـــل
خـــوش ولــد ^_^


..


رشــا

ينطيـج العافيـه قـلـب
وربي يوفقـــج

بأنتظــار التكملــه
بشــــوق ^_^



..


احباب الروح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-10, 10:53 PM   #8

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
B11

رشا شكرا على البارت الرائع
شخصية فخرية مخيفه جدااااا متسلطه وبتعامل ولادها بتملك مقيت
رغم ان شخصياتهم جميله ولكن عندى تساؤل الاناء ينضح بما فيه
كيف مرأه زيها تربى شخصيات رائعه كده
وفعلا زى احباب الروح ما قالت انا برده شاكه بشان نشأت يكون مش ابنها من زوجها
((
هبه ههههههههه اكيد لازم اتوقع الاسوء دى رشا وعشرة روايتين وشغالين فى التالته
((
متبعاكى رشرورش بامان الله حبيبة قلبى


فاطمة كرم غير متواجد حالياً  
التوقيع


لقراءة أعمالي (روايات- قصص- مقالات- جوابات :D ) انقر هنــــا
رد مع اقتباس
قديم 19-02-10, 10:53 AM   #9

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

هبة
هذه القصة كتبتها في فصل الشتاء ويمكن ان تتخيلي اجواء سماء ملبدة بالغيوم المثقلة بالمطر يتخللها سياط البرق وازيز الرعد ...كنت اشعر بالخوف وانا اكتبها .
متابعة طيبة يا حلوة

احباب
منورة حبيبتي ..زين هالمرة لحكتي علينه .
مممممم خلي نتابع ونشوف نظريتج للقصة كنظرية نيوتن والتفاحة ام لا
متابعة طيبة يا وردة

فطوم
هناك كثيرا من الاخيار يولدون من رحم اشرار .
ولكن السوال يبقى هل فخرية إمرأة شريرة ام ضحية إن كانت قاتلة زوجها ام لا !
متابعة طيبة يا قلبي


عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-10, 10:55 AM   #10

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

.
3
كان الوقت قد جاوز الثانية صباحا عندما نهض أسامة من سريره شاعرا انه قد فقد الرغبة في النوم . فبعد حديث نشأت عن حجرة والده تسلل الفضول إلى قلبه في رؤيتها فخرج من حجرته يسير بخطى بطيئة عازما على أتباع الطريقة التي تبناها نشأت دون أن يعلم به أحد حاملا (نعليه) بيديه ، وبينما يحاول الهبوط من السلم لمح والدته واقفة قرب الساعة تحاول إخراج شيء من كوخها . . ظل يختلس النظر بوضوح دون أن تشعر بوجوده حتى أخرجت ذلك الشيء الذي نوت إخراجه تحت ستار الليل عندما يكون ولداها في سكرة النوم . . لكن القدر حال عن تفكيرها فساق لها أسامة ليرى الشيء الذي وجدته بعد تلك الأعوام المنصرمة .
تسارعت نبضات قلبه وجف ريقه عندما أيقن ما تراه عينيه . .والدته تحمل مسدس . .لقد ميزه رغم الإضاءة الخافتة . . أنه لا يرى ذلك الشيء إلا في المحاكم عندما يستخدم كدليل قاطع على الجريمة لكنه الآن يراه في يد والدته . .لم يفكر حينها إلا بالهرب ليس خوفا من المسدس بل خوفا من حامله كأنه نكر تلك المرأة وبدت له أمراه لا يعرفها اقتحمت منزله لتأخذ شيء يعود إليها . . عاد إلى حجرته دون أن تكشف وجوده . .أغلق بابه بهدوء وتوجه إلى سريره مباشرة . . كان يصب عرقاً ويداه وبقية أشلاء جسده ترتعش ليس فقط ما رآه منذ لحظات بل ما تذكره منذ صغره من مشهد ظن أنه كابوس لا يمس الواقع بشيء ، لكنه الآن أيقن انه لم يكن كذلك بل كان حقيقة مؤلمة يصعب العقل تصديقها . .كانت صورٌ التقطتها عدسة عينيه وحفظها عقله في البوم من الذكريات . . صورٌ لشابة جميلة تحمل مسدس موجها نحو صدر رجل في مقتبل الشباب . . فتح عينيه وهي مغمورةٌ بالدموع وهمس بكلمات ثم فقد وعيه وهذه الكلمات كونت سؤال هو " لماذا قتلتي والدي يا أمي ؟" .
4
أستيقظ أسامة على صوت نشأت الذي يردد أسمه طالبا منه النهوض . . نظر إليه مستغربا ثم التفت يمينا ويسارا سائلا إياه عن والدتهم فأجابه إنها في المطبخ تعد الإفطار كالعادة ثم أضاف قائلا وهو يتلمس جبين شقيقه " هل أنت بخير! " .
-" نعم . . لماذا هذا السؤال ؟"
-" يبدو لي أنك لم تنام في الليل ؟"
-" في الحقيقة أجهل أن كنت نائم أم لا ! " أن الشك يراوده في أن ما رآه ليلة أمس كان حقيقي أم مجرد كابوس . . ففقدانه لوعيه يعد كستار يجهل ما خلفه .
وبعد مرور لحظات دخل إلى المطبخ وجلس حول المائدة بعد أن ألقى تحية الصباح وسمع ردها من والدته . . أخذ يراقبها . . بدت طبيعية ، نشيطة وكأن نومها المتأخر ليلة أمس لم يعيقها عن النهوض مبكرة . . التفت إليه مبتسمة قائلة :-
-" أظن نشأت قد عداك في النهوض متأخراً . . "
-" كلا . .كنت متعب وبحاجة إلى النوم " قالها مبتسما شاعر أن ما رآه ليلة أمس كان مجرد كابوس راوده في نومه . .وبينما هو على وشك الخروج من المطبخ بعد أن انتهى من الإفطار سمع والدته تنطق باسمه . . التفت إليها ملبياً ندائها. . " أسامة . . لمَ أنت حافي القدمين ! " قالتها وهي تنظر إلى قدميه . .
-" كان النوم في عيني ولم أنتبه إلى ذلك . ."
-" حسنا . . أرتدي ( نعليك) أنه في خزانة الأحذية الموجودة قرب الباب " قالتها وهي تنهض من المائدة متجهة إلى المغسلة .
-" لم أضعه هناك ! "
-" أنا من فعل . .فقد وجدته صباح اليوم قرب السلم "
-" في الطابق العلوي ! "
-" نعم " وقع جوبها على رأسه كصاعقة جعلته يقف صامتا لا حركة فيه محدقا نحو والدته . . لقد أيقن ألان أن ما رآه كان حقيقة لا شك فيها . . نظر إليه نشأت الذي لم ينتهي من إفطاره بعد وعلى وجهه علامة الاستغراب قائلا :-
-" ماذا جرى لك يا أسامة ، لما تحدق في أمي هكذا " التفت فخرية إلى ولداها مستغربة لما تسمع من نشأت ومن نظرات أسامة نحوها . . اقتربت منه ووضعت يداها على كتفيه قائلة :-
-" هل أنت بخير . . " كأن يشعر انه كقطعة من الثلج عاجزا عن التحرك ، لكنه في النهاية استطاع الرجوع إلى الخلف عدة خطوات مبتعدا عن يدي والدته قائلا بصوت مضطرب :-
-" نعم . . " أسرع مباشرة إلى حجرته واغلق بابه بالمفتاح تاركا خلفه والدته وشقيقه في حيرة من أمره. . . تذكر النقاش الذي دار بينه وبينها منذ شهرين عندما سألها عن الدافع الذي يجعل من امرأة تقدم على قتل زوجته . . أخذ قولها " ربما الخيانة الرجل تعد سبب كافي لقتله " تتردد على مسمعه عدة مرات . . أيمكن إن والده أقدم على خيانة والدته وهي بدورها قتلته . . ولكن أن كان هذا صحيح فلماذا عندما تتحدث عنه تذكره بالخير وترسم له صورة جميلة أمامهم . . أيمكن إنها ندمت على ما ارتكبته ، ولكن أين العدالة في هذا ؟ . .هذا ما فكر فيه أسامة . . وفجأة جاءت فكرة أخرى في رأسه . . فكرة ماذا لو إن والده أكتشف أن والدته تخونه مع أخر وأنها قتلته دفاعا عن نفسها . . أذن والده ضحية لا يستحق ما جرى له . . استمرت الأفكار السوداء تنهال عليه من كل الجهات وهو غارقاً فيها لا يعرف ماذا يفعل . . وفي النهاية توصل إلى أن يبدأ بأول خطوة لكشف الحقيقة وهي أن يجد المسدس الذي كانت تحمله والدته ، لكن عليه أن يتصرف بشكل طبيعي كي لا تشك في انه رآها تخرجه من المكان الذي خبأته فيه.
خرج من حجرته بعد أن قضى عدة ساعات فيها غالقا بابها ومن خلفها كانت والدته وشقيقه يحاولون من حين إلى أخر أن يفتح لهم الباب ليطمئنوا عليه ، لكنه كان يعتذر عن ذلك متعللا انه يريد الاختلاء مع نفسه . .
-" أسامة . . "قالتها والدته وهي تعانقه بعد أن رأته يدخل حجرة المعيشة التي كانت جالسة فيها " . .هل أنت بخير يا عزيزي ؟"
-" نعم " قالها وهو يتمعن ملامح وجهها المتسائل عما يحدث له .
-" لقد أثرت قلقنا . . ماذا حدث لك ؟"
-" كما أخبرتكم . . كنت بحاجة إلى الاختلاء مع نفسي قليلا . . لا أرى نشأت ! "
-" لقد خرج مع صديقه في نزهة . . أسامة لا تتهرب مني . . إنها المرة الأولى التي أراك فيها بهذا الحال ! "
-" أي حال ؟"
-" مضطرب ، شاحب اللون . . باختصار . . ماذا يجول في رأسك ؟" قالتها وهي تتفرس ملامح وجهه المضطرب . . أنه فاقد قدرة التحكم على ملامحه لان مجرد فكرة إن والدته يمكن أن تكون قاتلة والده تجعله يخالها تمثل عليه الوالدة الحنونة التي لا تستطيع تحمل آلام ولدها .
-" أعدك أنني سأخبرك ، لكن ليس ألان . . " قالها وهو يتمعن النظر في عيناها المتوهجة ببريق أرتعش منه . .

يتبع بقلم رشا الصيدلي

noor elhuda likes this.

عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.