آخر 10 مشاركات
للحب سجناء (الكاتـب : طيف الاحباب - )           »          لو..فقط! *مميزة**مكتملة** (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          قدرنا معاً (40) للكاتبة:Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          011- الحبيب الغريب - دار الكتاب العربي ‏ (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          90 - أيام معها - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          081 - النهر البارد - ربيكا ستراتون - روايات عبير دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          لا تَرُدِّي ناشدًا.. سعاد محمد (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > المنتدى العام للروايات الرومانسية > منتدى روايات رومانسية متنوعة مكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-02-10, 03:46 PM   #1

مجروح لكن محبوب

? العضوٌ??? » 12873
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 189
?  نُقآطِيْ » مجروح لكن محبوب is on a distinguished road
B5 فراشة تحترق- سارة كريفن -سلسلة روايات غادة - كتابة - كاملة


فراشة تحترق
مارفيس كلير
سلسلة روايات غادة
الملخص :
جوليت فتاه جميلة ولكنها لم تكن تعلم ذلك . عندما سافرت للبحث عن شقيقتها التي تعمل
كعارضة ازياء بعد انقطاع اخبارها .
كانت المفاجأة كبيرة لم تستطع جوليت ان تبتعد عن طريق القدر
الذي جمعها مع سانتينز الذي كان يعتقد انها شقيقتها المخادعة
كيف ستستطيع حماية نفسها منه وهو الرجل المتسلط المتعجرف ؟
_1_
- حسنا , انا لا استطيع ان افهمك .
قالت السيدة لورنس ببساطة .
- معظم الفتيات يعطين انيابهن العلوية لمدة اسبوع في روما مع جميع المصاريف المدفوعة .
كبتت جوليت لورانس تنهيدة واعطت والدتها نظرة تنازلية ودية .
- وانت تجعلين الامر كله يبدو هكذا بسيطا .
احتجت والدتها :
- الامر بسيط .
- وبالطبع جين سترحب بي بذراعين مفتوحتين بدون ادنى فكرة بأنني قد ارسلت لكي اتجسس عليها .
- اية طريقة كريهة للتعبير ! "وجهت السيدة لورانس نظرة مكبوته الى ابنتها الكبرى "
- ذلك لم يكن قصدي بتاتا . انا اعترف بأنني مهتمه , لكن ... .
- لكنك تريدين ان تعرفي ماذا تفعل هي , ولماذا لم تكتب لك لمدة شهر تقريبا , بدون ان تسأليها مباشرة . - لكنها لم تتركني انتظر هكذا طويلا من اجل رسالة .
- هناك شيئا ما خطأ , انا اعرفه , انا لدي احد مشاعري .
ابتسمت جوليت بأسف :
- اوه , ماما ! انت وتلك المشاعر الخاصة بك , المخاوف التي بدأتها ! اذا كنت هكذا قلقة فلماذا لا تتصلين هاتفيا بجين ؟ سيكون ارخص من ارسالي الى روما لاصطياد المعلومات لك .
- لا استطيع ان اتصل بها هاتفيا , انني سأبدو اشبه بواحده من تلك الامهات المخيفات المفرطات في الحماية اللواتي يواصلن جر زغاليلهن الى العش .
قالت السيدة لورانس بقلق :
- جين ستكره ذلك , وانا لم اضجر او اتدخل , اليس كذلك .
ربتت جوليت على يدها :
- لا , يا ماما , ياحبيبتي , بالطبع لا .
واذا حدث التفكير لها بسرعه بانها لو كانت هي نفسها على بعد كل تلك الاميال في روما بدلا من شقيقتها الصغرى , فإن هوائي لوادلتها قد لا تكون لديه هذه الحساسية للحكم الوشيك ,
على كل حال , لقد كانت جين هي مولدتها الاخيرة , وجوليت عرفت دائما , منذ ولادة شقيقتها , ان جين كانت الطفلة المدللة . لقد كانت معرفة فطرية وهي كانت قادرة على امتصاصها بدون ضغينه .
لأنها عرفت انها هي ايضا كانت محبوبة ومقدرة , وان ذلك الدلال كان فاقد الوعي تماما من جانب والدتها .
جين , بعد كل ذلك , كانت محبوبة كل شخص , كانت جميلة بشكل غير معقول لكي تنظر اليها , لشيء واحد , كان الغرباء يحلقون فوق عربة طفولتها ,
تغرد بفرح بينما هي تتقبل ولاءهم , استمرت في تقبل ذلك طوال فترة طفولتها , في المدرسة وفي اللعب , ولم يستغرب احد عندما لاحت لها فرصة ان تكون عارضة ازياء عندما كانت في الـ17.
والان هي تعمل في روما لمدة سنة تقريبا في دار رائدة للازياء , الاحدث في سلسلة الوظائف الساحرة .
جوليت لم تحسد شقيقتها قيد انمله لنجاحها الشهابي , لا احد , هي ادركت منذ فترة طويلة , كان يحتمل ان يقدم لها فرصة في عرضة الازياء , حتى ولو كان ذلك هو ما ارادته ...
ما لم يكن للاعلان عن الملابس الضيقة او طلاء الاظافر , ساقاها كانتا طويلتين وشكلهما جميل , ويداها صغيرتان وتعتني بهما جيدا , لكن بالنسبة الى قوامها
رغم انه نحيل ومستدير في الاماكن الصحيحة , فهو لن يشعل حريقا في العالم , هي فكرت بتعقل , وبينما هي تشارك جين لونها الاساسي .
فشعرها الخاص يميل نحو النحاسي البراق بدلا من اللون الذهبي الاحمر الغني لشقيقتها وعيناها فيهما الرمادي اكثر من الاخضر .
وجهها كان ارق ايضا وعظمتا خديها اكثر بروزا والفم اكثر قابلية للعطب .
لقد كان غريبا ان تفكر بنفسها كأكثر قابلية للعطب عندما كانت هي اكبر بـ 18 شهرا , عندما كانتا صغيرتين , هي كانت دائما حامية تجاه جين , واعية لاي نوع من الاذية التي تؤدي الى الخطر .
بدت جين بانها تتقبل هذا بنفس الروح طالما هي تلقت الاعجاب , ولكن في نفس الوقت هي بدت بانها ولدت عالمة بالضبط الى اين هي ذاهبة وما تريده من الحياة ,
بينما جوليت لم تكن في الواقع تعرف الى اين ستؤدي طريقها . انه ادى في الواقع الى التدريب كمعلمة , وهي انهت لتوها سنتها الاختبارية .
كانت سعيده في مركزها في مدرسة ابتدائية , ولكن هل كان ذلك ما يتوجب ان تشعر به في الـ22؟ هي تعجبت .
هي لم تكن تسمح للمعرفة التي اعتبرتها جين كعصا في الوحل تقلقها في الماضي , لأنها لم تكن متشوقه لنوع من ضوء الكلس الذي بدا بأنه دم الحياة لشقيقتها
لكنها مؤخرا فقط بدأت تسأل نفسها فيما اذا كانت انتقادات جين لم تكن لديها عدالة محددة , وفيما اذا لم تكن في خطر حزين لتتنازل عن نفسها الى نزوة معاشرة .
كان هناك باري تينانت كأول شيء , هو كان يعلم بنفس المدرسة , وقد خرجا معا عدة مرات , اعترفت جوليت انها استمتعت برفقته , وعرفت ان باري كان طموحا
مع تعينه على مركز نائب الرئيس قبل ان يبلغ الـ30 , ولا هي وجدته غير جذاب . لكن هل كان ذلك في الواقع هو كل ما في الامر . ان تتزوج رجلا لأن مطامحه كانت سليمه , وكان هو
ليس غير جذاب ؟ والدتها ايضا وافقت على باري . قالت هو " يمكن الاعتماد عليه " كأن تلك هي الصفة الوحيده التي تهم , لكن جوليت لم تكن واثقة كان كل شيء هكذا سالما وهكذا مملا .
حتى انها وجدت نفسها مذنبة اذ انها تمنت متأخره ان بالامكان تبادل الهوية مع جين فقط لفترة وجيزة بحيث تستطيع ان ترى ما هو شكل نمط الحياة الاخر .
لكن ليس هناك من ربح يمكن كسبه من ذلك الحلم النهاري . ربما تغيير الوظيفة قد يؤمن الزخم الذي تحتاجه . حتى ان باستطاعتها العمل في الخارج .
فتاة كانت معها في الكلية تعيش الآن مع عائلة في احدى بلدان المجموعة الاقتصادية الاوروبية , تعلم اطفالها اللغة الانجليزية , ربما تعرف كاتي وظيفة مماثلة قد تروق لها .
كان هذا الشعور بالتبرم هو الذي اغراها بألم لكي توافق بدون لحظة تفكير عندما اقترحت عليها والدتها لأول مرة بالسفر الى روما
ولو ان الدعوة جاءت من جين نفسها , لما ترددت . لكن جين لن تقترح بأن تزورها اما والتدها او شقيقتها في المدينه التي تبنتها .
جاءت الى البيت , بالطبع حاملة هدايا سخية . شنط يد جميلة واحزمة وعطور زكية , وروت قصصا عادية عن الحفلات التي حضرتها والاحتفالات التي شهدتها , لكن زياراتها لم تكن طويلة .
جين , افتكرت جوليت بدون لهفة , تضجر بسهولة . هي كانت دائما حتى عندما كانت طفلة . فهي تستطيع ان تتذكر احداثا في العاب عهد الطفولة
وحتى الصداقات التي تمزقت اربا بسبب طلب جين للجديد . لقد كان مستغربا ان اهتمامها بسيرتها الجديدة لم يضمحل .
فهي نادرا ما سمعت من جين , لكن طالما ان والدتها تتلقى رسائل منتظمة , فهي لم تسمح بذلك ليقلقها كثيرا . محبتها لشقيقتها لم تكن الآن غير متأزمة تماما كما كانت عندما كانتا صغيرتين .
الان فقط لم تكن هناك رسائل لأكثر من ثلاثة اسابيع , والسيدة لورانس تفاعلت بحدة لذلك الصمت الطويل .
مسكينة الماما , افتكرت جوليت ,
سارقة نحوها نظرة رحيمة , لقد حاولت جاهدة كي تبدو نزيهة , وهي كانت ستهلع فعلا لو ان احدا اقترح بانها فضلت جين اكثر بأية طريقة .
- ماما .
نادتها بلطف .
- نحن في الواقع يجب ان ترك جين تعيش حياتها الخاصة , انت تعلمين . قد يكون هناك أي عدد من الاسباب لماذا هي لم تكتب مؤخرا . ربما لديعا عمل اضافي الآن , او هي بعيدة في رحلة ...
- او مريضة ... او ياحبيبتي هناك خطأ ما . استطيع ان اشعر به .. هنا .
وضغطت بيدها على صدرها .
- هراء .
قالت جوليت بشجاعة .
- لو كانت مريضة فندئذ كانت شركة دي لورنزو ستعلمك . كانوا سيرسلون في طلبك .
يد والدتها امتدت الى يديها :
- ارجوك جوليت اذهبي وشاهديها . دعي عقلي يرتاح . اذا كان هناك شيء ما , فهي اكثر احتمالا لتثق بك اكثر مني .
- انا لا اعتمد على ذلك .
كانت نغمة جوليت جافة :
- هي لن تكون واحده عظيمة للثقة , انت تعلمين .
- لكنك شقيقتها , فبأي شخص أخر هي ستثق ؟
بدت السيدة لورانس متضررة قليلا .
- جوليت , لقد ظهرت لدقيقة كأنك لا تحبين جين .
- اوه انا احبها ... انا فقط مسلوبة اللب, ومشوشة , ومبهورة العينين كأي شخص أخر يأتي داخل درعها . لكن لكي اكون امينه , يا ماما , هناك لحظات عندما لا اكون فعلا احبها كثيرا , وعندما تقلقك فتلك واحدة من هذه اللحظات .. مع ذلك , اذا كان سيسعدك ويعطيك سلامة العقل , فسوف اذهب الى روما حالما ينتهي الفصل الدراسي . لكن يجب ان تكتبي الى جين وتخبريها بأنني قادمة . انني لن اهبط عليها دون سابق انذار , واذا اجابت بأن ذلك ليس ملائما , فعندئذ الخيول لن تجري الى أي مكان قرب ايطاليا , ويتوجب عليك ان تتقبلي ذلك .
- موافقة .. قالت السيدة لورانس بفرح :
- وبالطبع هي ستريدك ياعزيزتي , سيكون شيئا جميلا لك , بعيدا عن أي شيء اخر . انت تبدين متعبة مؤخرا , واستراحة جميلة في الشمس ستفيدك , لماذا , فجين حتى قد تطلب منك البقاء لفترة .
- ممكن ولكن ...
وافقت جوليت بغطرسة كانت تسرع الى خزانتها لمراجعة اذا كانت تحتوي على ثياب تليق بمقام الصيف الروماني . من المحتمل ان يكون حار جدا , لذا فالقطنيات ستكون مفضلة عن الاقمشة الاصطناعية .
ربما تنورة واحدة طويلة كذلك , وبلوزتان لترتديها معها في حال اخذتها جين الى المدينة . بالرغم من ربيبتها فإحساس الاثارة كان بدأ يتخللها .
كانت فقط في الخارج في رحلات مدرسية , وليس لايطاليا . انها ستكون تجربة جديدة لها .
توتر شعورها بالترقب حالما اقترب الفصل من نهايته , كانت السيدة لورانس قد كتبت الى جين كما وعدت تشرح لها ان جوليت بحاجة الى اجازة واعطتها تفاصيل الرحلة الجوية التي ستسافر عليها .
اذا اجابت جين في اللحظة الاخيرة والغت الزيارة فذلك سيكون بمثابة هبوط رهيب من الرفعة الى الوضاعة , فكرت جوليت وهي تحزم شنطتها الخفيفة الوزن في الامسية التي سبقت موعد الرحلة .
اشترت لنفسها بعض الاشياء الجديدة , بينها جينز وقميصين جيميلين بأكمام طويلة لجولة مشاهدة المناظر الطبيعية حول الكنائس الرومانية , وكذلك ثوبا طويلا لم تستطع مقاومته
ولكنها لم تكن تاخذ العديد من الثياب ,بالرغم من الملاحظات المتفائلة لوالدتها حول امكانية زيارة اطول , شكت جوليت فيما اذا كانت في الحقيقة ستبقى في روما اكثر من اسبوع .
الحقيقة الكاملة بان جين لم ترد بتاتا على رسالة والدتها بدت مشؤومة بغموض , وجدت جوليت نفسها تتمنى بأنه كانت هناك ملاحظة سطحية انها كانت متوقعة , حتى ولو لم تكن ترحيبا كالازهار التي تزهر في الربيع .
وبكل تأكيد الصمت المستمر جعل والدتها اكثر قلقا من قبل حول الوضع بكاملة لدرجة انها وجدت نفسها تعد باخلاص بان تتصل بها هاتفيا بنفس المساء من وصولها لتدعها تعرف ماذا كان يجري .
وتلقت هي ايضا دعوة بديلة لاقامة حفلة مع بعض الاساتذة في المدرسة , والاقلاع بحرا على بعض الممرات المائية الداخلية على زورق كبير ,
وبطرق عديدة بدت هذه اكثر اثارة من الرحلة الى روما في عز الصيف لزيارة شقيقة معارضة وربما متبرمة التي كانت قادرة على تنظيم حياتها اكثر مما تستطيع جوليت نفسها .
ربما لاشيء هناك اكثر شؤما وراء فشلها في الكتابة الى البيت اكثر من مجرد طيش , فكرت جوليت بأسف وهي تقفل شنطتها , لكن ليس هناك من طريقة تستطيع بها اقناع والدتها بهذا .
عاد تشاءمها بقوة متجددة عندما لم يكن هناك من احد لملاقاتها في المطار , او حتى رسالة تعطيها ارشادات كيف تستطيع الوصول الى شقة جين .
فهي لديها العنوان , بالطبع , وهي قادرة تماما على ايجاد الباص الى المدينة ومن ثم اخذ سيارة اجرة لأخذها الى المكان الاخير الذي تقصده
لكن الامر لم يكن كما فكرت , وهي لم تستطع مقاومة الشعور بقليل من الاذى اثناء الركوب الى المدينة .
في ظروف اخرى كانت على حافة مقعدها , تستوعب كل العظمة والابهة القديمة التي من حولها , كما كان , تجلس منحينة الظهر متوترة نوعا ما في زاوية سيارة الاجرة .
اصابعها مثنية بشدة حول حزام محفظة يدها لقد خطر لها لأول مره انه قد يكون هناك سبب معقول لماذا لم تتجاوب جين لنبأ وصولها .
ولم تستلم رسالة والدتها بتاتا . اذا كانت تلك هي الحالة , فإن جوليت ستكون في الواقع في ورطة . كلاهما هي والسيدة لورانس اعتبراه امرا مفروغا منه بأنها ستقيم في شقة جين ولم تأخذا في الحسبان سعر الفندق .
حتى ان استطاعت ان تجد مكانا في هذه الفترة من السنة , في تكاليفها للرحلة التي اقتضت الضرورة , بأن تكون عند الحد الادنى .
لم تسمح جوليت لوالدتها بدفع الفاتورة الكاملة كما ارادت ،
رغم أنها قبلت القليل من المساعدة المالية مع سعر تذكرة الطائرة .
إذا كانت جين بعيدة ، عندئذ فإن كل موازنتها الدقيقة ستتبعثر .
( هنا ، يا سنيوريتا ) أعلن السائق من فوق كتفه ، مخترقاً جدار أفكارها .
انحنت جوليت إلى الأمام ، وحدقت بعينين مندهشتان إلى المبنى الشاهق الذي توقفت سيارة الأجرة خارجه .
لم تكن بتاتاً كما توقعت . في بعض رسائل جين الأولى ، كانت قد وصفت الشقة الصغيرة فوق دكان بقال في ميدان والتي
كانت تشترك بها مع فتاة أخرى .
وعندما أعلنت لاحقاً بأنها أنتقلت ، فإن جوليت أفترضت بأن ذلك كان إلى شقة مماثلة ، لكن بدا أنها لا يمكن أن تكون مخطئة كثيراً .
متذكرة عدة عبارات إيطالية هي عرفتها ، سألت السائق إذا كان متأكداً بأنه ليس هناك خطأ ما .
فهي لم تفهم كل ما قالة في جوابه ، لكن حالته المحزنة كانت معروفة بسهولة ،
وعندما اخرجت قطعة من الورق عليها عنوان جين ، خطفها منها وأشار بأصبعة الأمامي .
تبين أنه إذا كان هناك خطأ ما ، فإنه ليس من صنعه .
هو أحضرها إلى العنوان الذي طلبته . دفعت له ،
وأضافت ما تأملت بأنه كان بقشيشاً معقولاً كتعويض عن مشاعره الجريحة ،
ثم صعدت الدرجات الرخامية العريضة إلى الأبواب الزجاجية الدوارة لبلوك الشقة .
الردهة لم تكن كبيرة جداً ، لكنها كانت مبردة بالتكييف الهوائي .
والأرضية مبلطة، رجل قاتم في زي أحمر داكن جلس في مرقد زجاجي الواجهة إلى جانب واحد،
وعندما دخلت جوليت مع شنطتها ترددت للحظة ، تبحث عن المصعد ، لوح لها بيده ، مشيراًُ
بوضوح أنه يتوجب عليها الإنتظار حتى ينتهي من تمرير مخابرة هاتفيه على لوحة توزيع المخابرات أمامه .
عندما كان جاهزاً نظر إليها من رأسها إلى أخمص قديمها .
( نعم ، يا سنيوريتا ؟) كانت هناك وقاحة خافته في نغمته كرهتها جوليت .
قالت بهدوء : ( عذراً ، يا سنيور ، أنا لا أتكلم الإيطالية )
( أنا أتكلم الأنكليزية جيداً ، سنيوريتا ماذا تريدين ؟)
قالت غير متأكدة نوعاُ ما ، ( أنني ابحث عن شقيقتي ،
هذا هو العنوان الذي اعطي لي ، لكنني لست متأكدة ).
( ما أسم هذه الشقيقة ، وأية شقة ؟)
ناولته قطعه الورق بصمت ، درسها للحظة ورفع حاجبيه .
( بالطبع ، سنيوريتا ، السنيورا الأنكليزية في الطابق الرابع ولكنها لم تخبرني أنها تنتظر زوار ،
سأتصل بها الآن أنتظري ).
أضافة إلى لوحة توزيع المخابرات ، رأت جوليت بأنه يعمل على جهاز اتصال داخلي ، مما جعلها تعتقد أن هذا لأغراض أمنية ،
جين محظوظة حتى تعيش في مبنى كهذا .
( تفضلي سنيورا تستطيعين الصعود ) كان الموظف يلوح لها من مقعده ( خذي المصعد).
بدا المصعد قديم الطراز مع بوابته الحديدية المفتولة ، لكن عمله كان
عصرياً جداً ووصل إلى الطابق المشار إليه بسرعة مذهلة .
خرجت جوليت إلى الممر المبلط بالرخام الانيق وبدأت تسير على طوله ،
وكعبا صندلها يفرقعان بتناسق وهي تفتش عن الرقم الصحيح على الباب .
وجدته اخيراُ عند نهاية الممر واعتقدت أن جين يجب أن تكون لديها واحدة من الشقق
عند واجهة المبنى مع الشرفة التي لاحظتها عندما وصلت .
ضغطت على الجرس . بجانب الباب ، ولاحظت المذيع الصغير فوقه تماماً .
لذلك لم يكن مستغرباً عندما طقطق المذياع وتكلم صوت جين المألوف قائلاً مع لمحة من الضجر ،
( من هناك؟)
( أنا جوليت ) . شعرت بقليل من الإرتباك كان من المفروض أن الموظف اخبرها أنها صاعدة ، من يمكن أن يكون غيرها بحق السماء؟
( اوه جولي !) بدا صوت شقيقتها مرتاحاً تقريباً .
كانت هناك طرطقة عند فك الجنزيز من الداخل ومن ثم فتح الباب .
وقفت جين عند المدخل مبتسمة اليها .
عزيزتي ، ماهذه المفاجأة الجميلة !)
( الم تكوني تتوقعين حضوري ؟) تجاوزتها جوليت إلى داخل الشقة ووضعت حقيبتها .
هزت جين كتفيها ( لقد ذكرت الماما شيئاً ما في احدى رسائلها ، لكني تعجبت اذا كنت ستأتين .
لكنه عظيم أن اراك هنا الآن كم ستقيمين ؟)
( أسبوعاً واحداً ، اذا كان مناسباً ،) .
وجدت جوليت عينيها تجولان حول الغرفة التي كانتا تقفان فيها .
كانت غرفة كبيرة ،وبنيت على طبقتين كانت تقفان على الطبقة العلوية،
نوع من سقيفة مرفوعة بواسطة درابزين من الحديد المبروم الذي يعتقد بأنه يؤدي إلى
غرفة النوم . درجتان عريضتان تهبطان إلى غرفة الجلوس ،
مما يدل حجمها أنها على كامل طول الشقة .
عند جانب واحد ، أبواب زجاجية عريقة تؤدي إىل الشرفة .
سجادة ذهبية وكريم سميكة تمتد من حائط إلى حائط .
ولاحظت جوليت صوفا عريضة منجدة بجلد بني ذهبي .
مع كرسيين بذراعين مناسبين بظهريهما إلى النافذة ،
ومواجهتين لجدار حيث يرجد تركيب أنيق يحتوي على وحدة هاي - فاي معقدة الشكل وجهاز تلفزيون .
وعند الطرف الآخر من الغرفة ، بيانو أبيض صغير عليه مزهرية من المرمر تحتوي على ورود صفراء .
( أوه هذ جميل ) ، قالت جين ( لقد مر وقت طويل دون أن أكتب لكما .
أعتقد أن هذا هو سبب وجودك هنا ).
شعرت جوليت بالتورد يتسلل إلى خديها ، وإبتسامة شقيقتها اتسعت .
( لا تكوني هكذا مصدومة ) قالت .
( ماما شفافة جداً ، أنت تعلمين ، وأنت لست أفضل منها بكثير .. وأنا لا أمانع في الواقع ).
هزت كتفيها غير مبالية .
( على أي حال سنضع حقيبتك في غرفة النوم ، ومن ثم سأعد بعض القهوة المثلجة ..
سنتناولها على الشرفة ).
كانت غرفة النوم أيضاً غرفة كبيرة ، وسريريها المنفردين مجهزين بغطاء مذهبين .
كانت هناك ستائر حريرية على النوافذ ، وجدار كامل فيه خزائن للثياب .
غرفة الحمام المؤدية بعيداً عن غرفة النوم كانت تحبس الأنفاس ،
مع حمام منخفض وحنفيات مطلية بالذهب على شكل رؤوس الدلافين .
( هل تعجبك الشقة ؟) جلست جين على مقعد محشو بجانب طاولة التواليت وأعطتها نظرة مسلية .
(هذا لا يصدق !) اختارت جوليت كلماتها بعناية ( لكن أين مايا؟ لقد أعتقدت بأنك تشاركينها ).
( أوه ، ذلك لم ينجح ) أعترفت جين بصورة عادية .
( لكن هذا المكان هو مؤقت يمكنني القول .
أنا لم أصبح مليونيرة بعد . كان هناك الغاء للإيجار وتمكنت من الدخول على أساس قصير الامد .
بإيجار منخفض . سأنتقل في الخريف عندما يجدون مستأجراً آخر دائماً ، بالطبع .
لكن حتى ذلك الحين انه لجميل العيش في حضن الرفاهية ).
كانت تبتسم وهي تتكلم ، وعيناها الخضروان محفوفتان برموش اصطناعية داكنة طويلة وتتركزان على وجه جوليت ، ولماذا يتوجب على جوليت
ان تشعر فجأة وبالتأكيد بأنها كانت تكذب ، وهي لا تدري ، لكنها دائماً منذ عهد الطفولة كان لديها هذا الاحساس عندما لاتقول جين الحقيقة ،
وشعرت بنفسها تعس قليلاً .
عندئذ تمالكت نفسها . فهما لم تعودا طفلتين .كانت جين شابة الآن ،
وخولة للحياة على هواها ، وهناك اسرار في تلك الحياة .
كل ما يهم هو أن تبقى الماما في جهل هانئ، وكل ما على جوليت ان تفعله هو أن
تتصل بها هاتفياً وتطمئنها بأن جين بخير وسعيدة .
أية شكوك أو التباسات قد تكون لديها ستحتفظ بها لنفسها .
( ما الأمر ؟) امالت جين رأسها إلى الوراء .
( تبدين كئيبة جداً ، يا شقيقتي العزيزة . هل ازعجتك رجلة الطائرة ؟ هل أنت متعبة ؟)
( قليلاً ربما ) نفضت جوليت الثوب الذي اخرجته .
من حقيبتها وعلقته في احدى الخزائن ( الدوش سيكون جميلاً على ما أعنقد)
( أعتبري نفسك في بيتك ) نهضت جين .
( سأذهب لاعداد القهوة . تعالي الى الصالون عندما تكونين جاهزة ).
كانت جوليت كثيرة التفكير ، وهي تسمح للمياة بأن تنهمر ببرودتها اللذيذة فوق جسمها .
كان هناك شيء ما غريب بالتأكيد في سلوك جين . كان ترجيبها دافئاً كفاية ، اكثر مما توقعت جوليت ، لكن كان هناك شيء ما محروس في موقفها .
( من الواضح أنها كانت خائفة بأنني سأبدا بالتجسس ) قالت لنفسها وهي تلف نفسها بإحدى مناشف الحمام الكبيرة :
( سأحاول ان اجعل الأمر واضحاً بأنني لست مهتمة في حياتها الخاصة)
أخذت ترتدي ثيابها ، فاختارت قميصاً كلاسيكياً للخصر من القطن الأخضر البارد ،
ودست صندلاً بدون كعبين في قديمها .مشطت شرها النحاسي بعيداً عن وجهها وعقدته عند مؤخرة عنقا بوشاح ملائم لثيابها .
عندما انتهت ، قررت بأنها تبدة جميلة ، رغم أنها لا تستطيع المنافسة على مستوى جين .
غادرت غرفة النوم وسارت على طول الرواق بإتجاة الصالون ، وقدماها تصدران صوتاً خفيفاً على الأرضية المفروشة بالسجاد السميك .استطاعت
ان تسمع جين تتحدث في مكان ما بصوت منخفض فتحققت للحظة ، وهي تعتقد ان زائرين آخرين
قد وصلوا بينما كانت هي تأخذ دوشها ، لكنها عندئذ اخبرت نفسها بأنها كانت مضحكة .
كانت هي ايضاً ضيفه جين ، على كل حال ، وسارت إلى الأمام بتصميم .
لكن جين كانت وحدية في الصالون ، تتحدث على الهاتف .
كانت تدخن سيجارة في نفحات عصبية سريعة وفيما كانت جوليت تراقب مالت الى الأمام ،
وهرست عقب السيجارة ي منفضة سجائر من الأوتيكس الأسود التي كانت بجانب الهاتف .
عندما فعلت هكذا ، نظرت عالياً وشاهدت جوليت على الرواق .
ابتسمت ورفعت لها يدها بالتحية ، وانخفض صوتها قليلاً وهي تتابع الحديث .
اخيراً بفرح ( تشاو ، كارو ) هي اعادت السماعة .
( أنا آسفة ) نزلت جوليت الدرجات إلى الصالون .
( هل ازعجتك بشيء؟)
هزت جين كتفيها مبتسمة ( مجرد مخابرة هاتفية ) ÷ قالت بخفة .
( لم تكن هامة . تعالي الآن وانتقعي في أشعة الشمس واخبريني عن كل ما يجري في البيت )
لبقية بعد الظهر ، والمساء الذي تلاها ، وضعت جين نفسها لتكون ساحرة ، ووجدت جوليت نفسها وقد بدأت تسترخي وتفقد الاحساس بالتطفل الذي اربكها .
اكلتا في كوة الطعام التي تنفتح على الصالون - شرائح باردة من الشمام ، تلتها معكرونة بالصلصة الغنية .
( لقد تحسن طهيك كثيراً ) ، اخذت جوليت رشفة تقديرية من النبيذ ،ومالت إلى الخلف في كرسيها .
( لقد احببت الطعام الايطالي دائماً ، ولحسن الحظ يبدو بأنه يحبني أيضاً ، )
نظرت جين إلى وركيها النحيلتين بإمتنان .
( إذا ظهرت علامات بأنني اتطور الى ماما ايطالية منتفخة تماماً ،
فانني سأتبع حمية دائمة ).
( لا داعي للقلق حيال ذلك ) قالت جوليت بإعجاب ودي .
( إعتقد أنك ازددت قليلاً من حيث الوزن ، لكن يناسبك ).
كانت ملاحظتا عادية تماماً ، وهي لم تكن مستعدة تماماً لنظرة جين السريعة .
( اي هراء هذا !) قاطعتها شقيقتها .
( انني بنفس الوزن كما كانت دائماً . هل تعتقدين ، في وظيفتي ، انني لا اراقب نفسي كالصقر ؟)
( انا آسفة ) . لعنت جوليت نفسها داخلياً لتسرعها لكن جين لم تعتد لتكون سريعة التأثير .
بعد لحظة توقف ،ابتسمت جين بجهد .
( أنا أسفة ايضاً ،انني عادة لا انفجر هكذا ، لكن بعض الفيتات اللواتي اعمل معهن يمكن ان يكن مجرد حيوانات ).اطلقت ضحكة غير ثابته .
( أعتقد بأنني اشعر بطعنة في الظهر حتى من الملاحظة الاكثر براءة هذه الايام . الحمد لله إنني ....)
توقفت فجأة .
( نعم ؟) قالت جوليت بلطف .
هزت جين كتفيها ( الحمد لله لأنني استطيع دائماً العودة الى انكلترا اذا ساءت الأمور )
قالت بلا اكتراث ، لكن مرة اخرى كان لدى جوليت شعور قلق بأنها لم تكن ( لملاحظة التي تنوي قولها . لكن في اللحظة التالية كانت جين من جديد
تتحدث بعيداً عن الموضوع ، تنسب حكايات حول بعض الشهيرات اللواتي ذهبن الى دو لوزنزو لتسوق ثيابهن مقلده بعض النساء الثريات اللواتي عرضت لهن ثياباً ،
وجوليت ذهب قلقها .
عندما تمددت في السرير تلك الليلة ، مصغية الى التنفس اللطيف لجين في السرير التالي ، لكن متشوقه جداً لتغرق في النوم حالاً ،
قالت في نفسها بأنها ستقضي وقتاً ممتعاً في روما ، جين ستكون
في العمل معظم الوقت ، لكنا وعدت بأن تأخذ بعض الاجازة .
التي كانت مستحقة لها لتأخذ شقيقتها في جولة حول بعض المناظؤ وربما للقيام ببعض التسوق ،والامسيات .
وفيما كانت هي تنظف اطباق العشاء ،انتهزت جوليت الفرصة لتتصل هاتفياً بوالدتها بسرعة وتطمئنها بأن كل شيء على ما يرام ، وانها ستكتب لها في مزيد من التفاصيل خلال اليومين القادمين .
حاولت ان تلمج لجين وهما تستعدان للنوم ان السيد لورانس بحاجة للاطمئنان بالرسائل المنتظمة ، لكن جين تجاوبت بشكاسة وجلويت بسرعة اهملت الموضوع .
عندما استيقظت في صبيحة اليوم التالي ، كان سرير جين فارغاً رغم ان الوقت كان لا يزال باكراً ،نزلت من السرير وتناولت فستانها الانكليزي المطرز الذي يناسب قميص نومها ،
وشدت الزنار باحكام حول خصرها النحيل قبل ان تخرج الى الرواق .
لكن عندما ذهبت باتجاه باب غرفة النوم سمعت صوتاً مألوفاً لكنه كان متكدراً آتياً من الحمام .
عبرت في الحال وطرقت الباب .
(جين ماذا جرى ؟ هل أنت مريضة ؟ هل استطيع الدخول ؟)
كانت هناك فترة صمت ثم جين نفسها فتحت الباب ( أوه هالو ).
كانت نغمتها قبيحة . ( لا حاجة للقلق ،انا بخير يجب ان اكون قد اكلت شيئاً ما لا يتوافق معي ،ربما كان ذلك الشمام - إنه يزعجني احياناً ).
(سأعد بعض القهوة ) .اطلقت جوليت عليها نظرة قلقة .
( هل تريدين العودة إلى السلاير ؟ تبدين شاحبة )
( بالطبع انا شاحبة ، لقد تقيأت لتوي . بحق الله ، لا تثيري ضجة أنت سيئة مثل ماما)
قالت جين بضجر.
لكن في الفترة التي تم فيها اعداد القهوة وكانتا تجلسان على الشرفة مع لفائف طازجة وزبدة على المائدة ، استعادت جين لونها ومرحها .
( مدهش!) تعجبت وتناولت كوب عصير البرتقال المعصور حديثاً الذي قدمته لها جوليت بصمت .
( أنت ملاك. كان يجب أن أدعوك منذ فترة طويلة ).
انتقلت عيناها بنوع من التحدي فوق شفتي جوليت المزمومتين .
- حسنا هيا , حبيبتي , اسأليني اذا كان ذلك صحيحا .
- هل يتوجب علي ان افعل ؟
لم تستطع جوليت كبت المرارة في صوتها .
وضعت الكوب على الطاولة :
- كمعلمة , اتصور انك اكثر قدرة على جمع اثنين واثنين معا والوصول الى نتيجة صحيحة , انا اعتقد انك سريعة البديهة , لو لم تسمعي صوتي من خارج الحمام لعرفت انني اعاني من وجع ما اليس كذلك .
تلاقت نظراتهما :
- هل يفترض ان لا نعرف انا وماما ؟
هزت جين كتفيها :
-دعينا نقول ان زيارتك في هذا الوقت بالذات كانت في غير اوانها .
- اذن لماذا بحق السماء لم تطلبي مني عدم المجيء ؟
حاولت جوليت ان لا تبدو متضررة كما شعرت وبدا صوتها سطحيا بالنتيجه .
- لا انني كنت خائفة اذا بدأت باستغفالك بأعذار واهية فقد تركب ماما رأسها للمجيء مكانك . وبينما انا قد اتمكن من استغفالك لفترة , فقد عرفت انني لن اهرب من عينيها النسريتين . وكما تتخيلين انها اخر شخص اريدها ان تعرف عني هذا . ليس بعد ان يتم تصنيف كل شيء .
- ماذا ستفعلين ؟
سألت حوليت بتعاسة :
- هل ستتخلصين من الطفل ؟
اتسعت عينا جين الى اقصى حد .
- اجهاض في ايطاليا ؟ لابد انك تمزحين ! لا , بل تقليديا اكثر من ذلك . انا سأتزوج . في الحقيقة لو انك اخرت زيارتك لاسبوع اخر . من المحتمل انني كنت قد تزوجت . كل المشاكل قد حلت , وكل اماني الماما الاكثر رومنطيقية تحققت , وبعد فترة عاقلة , الوعد بحفيدها الاول . كل شيء على ما يرام .
- انا فهمت .
قالت جوليت بجفاف .
- تلك كانت القضية , فهل يستطيع المرء ان يسأل لماذا بكل بساطة لم تتزوجي من البدياة وتجنبت كل هذه الترتيبات السريعة والمعقدة ؟
صبت جين لنفسها بعض القهوة .
- كانت هناك اسباب
قالت عابسة .
- ولا تزال هناك بالنسبة لتلك المسألة , ليس امي الوحيدة التي لم تكن لتمانع زواجنا بل هناك شقيق لماريو كان يسبب لنا بعض المشاكل .
- بأية طريقة ؟
وضعت جوليت زبدة على لفافة وقضمتها , بالرغم من قبلة شهيتها . خبر جين ترك شعورا اجوفا عليلا في هوة معدتها . تخوف الماما كان صحيحا على ما يبدو .
هزت جين كتفيها ثانية :
- الشقيق الاكبر يشعر بأنه يجب ان يكون له القول الفصل في خطط زفاف ماريو , ولا حاجة للقول انه لا يوافق على وجودي بينهم .
اجابت بدون اكتراث .
- ليس لأننا تقابلنا دائما بالطبع .
- لكن هل يحتمل ان يكون ماريو متأثرا بآرائه ؟
لم تستطع جوليت ان تخفي القلق في نغمتها ...
- يفترض في الايطاليين ان يكون لديهم هذا الاحساس القوي للعائلة و ..... .
- حسنا . الاخ يمسك بخيوط المحفظة كبداية .
انفجرت جين ومدت يدها برشاقة .
- وانت على صواب حيال شعور العائلة . هم جاؤوا من الجنوب , من كالابريا حيث مثل هذه الاشياء تهم كثيرا , رغم انهم في الواقع لا يعيشون هناك الآن , سانتينو , ذلك هو الاخ , نوع من صناعي في الشمال الآن , وله اصبع في أي عدد من المسائل المالية التي استطيع ان اجني منها بما فيها السياحة .
مالت الى الوراء في كرسيها , ورفعت وجهها الى الشمس :
- اظن في الحقيقة انا اعتقد كان يأمل بأن يتزوج ماريو زواجا مرموقا , بعبارة اخرى ان يتزوج من ابنة صناعي اخر ويجمع بين الثروتين . انا لست رقما في ممشاريعه هذا طبيعي .
- لكن ذلك مريع .
قالت جولي بحرارة :
- الزواج المرتب هو شيء من الماضي على اية حال .
رفعت جين حاجبيها :
- من الواضح انهم لا يزالون تقليديين جدا في الجنوب . افكار سانتينو ليست فوق العادة كما تظنين .
- لكن .. هل يعرف عن الطفل ؟
- لا !
رفعت حاجبيها من جديد .
- في الواقع بالنظر الى عدائه المكشوف , لم نخبره الكثير . يشعر ماريو ان من الافضل الحفاظ على بروفيل منخفض ونفاجئة بالامر الواقع بعد الزفاف .
بدت منزعجة :
- فحالما نتزوج فسيكون هناك القليل جدا ليقوم به حيال الموضوع , وانا اشك بانه سيستمر في أي من تهديداته .
- تهديدات ؟
الق جوليت ببقايا لفافتها بعيدا بدون اكل , وحدقت الى شقيقتها .
ضحكت جين :
- تستهدفني ايتها الحمقاء. رغم انني ساعترف بانه وجه بعض الملاحظات البذيئة في الماضي , لا هو اخبر ماريو بانه سيحرمه من كل لير ايطالي , رغم انه سريعا سيذعن . لسبب واحد وهو ان ماريو وريثه الشرعي الوحيد , وسانتينو نفسه ليس متزوجا او يحتمل ان يتزوج , لأنه منهمك جدا في جمع الاموال وقضاء اوقات ممتعه .. نظرياته عن الاخلاق لا تمتد الى سلوكه الخاص .
اضافت ومضة من المشاكسة
- اعتقد بانك لا تعرفينه .
- فقط عن طريق السمعة ... وانا رأيته مرة واحده من مسافة بعيده في ناد ليلي , وهذه المرة لاتنسى .
- ماهو شكله ؟
اثير فضول جين رغما عنها .
- طويل جدا , رأسه وكفاه كالبرج فوق كل من حوله , وهو اسود كالشيطان . ذلك هو ما لاحظته , لن ماريو حملني بسرعه الضوء بعيدا عن طريق الاذى .
اطلقت ضحكة خافته .:
- في الواقع اظن بانه يحسد قليلا , لقد قلت بطريقة عابرة بانني اعتقد بانه كان جذابا جدا فأنفجر ماريو بكل بساطه . وهو لم ياخذني الى أي من عروضي لأنتف لحية الاسد في عرينه واقنعه بكل بساطه اية اضافة مدهشة ومناسبة سأكون من عائلة فالوني .
حدقت جوليت اليها متعجبة . بدت نغمة جين تكون نوعا من النكهة , فهي لم تكن مهتمة بان موقف سلفها المستقبلي كان اهانة . كل ما بدا بانه يهم كان حقيقة انه كان رجلا جذابا
وحسب الملامح التي اهملتها , هو فاجر كامل .
- انني لاعجب لماذا لا ؟
هي قالت بقليل من العبوس .
ابتسمت جين من جديد :
- كما قلت , اظن ان المسكين ماريو كان دائما مراهقا قليلا في الظل . ربما كان خائفا من ان سانتيو قد يحاول ان يحرمه .
ضغطت جوليت شفتيها الى بعضهما بشدة :
- انا فهمت .
قالت بتهكم :
- علاقتك المستقبلية مع زوجك هي بوضوح يجب ان تبنى على الثقة المتبادلة .
- اوه , بحق السماء , لا تكوني هكذا قروية .
قالت جين معترضة .
- نحن لسنا جميعا نعاني من نفس الاوهام الرومنطيقية كما يبدو لك ..هم يغنون ايها الحب الكامل , في حفلات الزفاف , لكن ذلك لا يعني بالضرورة انه موجود . ماريو يناسبني بعدة طرق , وقد حان الوقت للتفكير بالزواج منه , عرض الازياء جميل طالما انت شابة , لكن الناس مغرمون جدا بنفيك الى كومة قمامة حالما تتجاوزين الـ25 . كل فتيات المدارس ينتظرن لشق طريقهن بمخالبهن فوقك وهن في طريقهن لصعود سلم الشهرة .
- اعتقدت بانك تحبينه .
حدقت جوليت اليها :
- الماما وانا اعتقدنا دائما ان هذا هو عالمك وحياتك بأمكانك دائما المجيء الى البيت .
- الى ماذا ؟
سألت جين :
- اهذا كل ما اعرفه , انا لا اعرف الا عرض الازياء ولا استطيع ان اتخيل انني اقوم بوظيفة من الدرجة الثانية لعرض الثياب في أي من المحلات العادية انا سأتزوج ماريو واصنع عائلة ثرية صغيرة .
نظرت الى ساعة يدها الذهبية الباهضة الثمن . هدية من ماريو ؟ وجدت جوليت نفسها تتعجب .
- الهي , يجب ان اطير والا فأن ابة الكلية دي لورنزو ستق عنقي .
اطلقت قهقهة خفيفة وهي تنهض :
- قد يطلب مني عرض ثياب ولادة لها , فقط لمتعة رؤية وجهها , وداعا حبيبتي اراك الليلة .
كانت افكار جوليت كئيبة وهي ترتب الشقة وتغسل اطباق الفطور .
اية متعه يمكن ان تستخلصها من الامل بيومها الاول لمشاهدة المناظر في روما قد تلاشت بسبب خبر جين , او على الاقل موقفها حياله .
افترضت بانه يتوجب عليها ان ترتاح لأن عشيق جين كان راغبا في الوقوف الى جانبها واعطاءها طفلهما اسما ,وان امي لن توضع على كاهلها فضيحة تجرحها بعمق . فالعالم لم يتغير بالنسبة لأمي .
لو ان جين عادت الى البيت معترفه بانها كانت حاملا ومهجورة فأن امي ستساندها في الحال وتخفف عنها , لكن جوليت عرفت ما هو الثمن الذي سيكون بالنسبة لوالدتها التي مبادئها كانت مقلوبة في قالب قديم الطراز .
وبعيدا عن أي شيء اخر , الحقيقة كانت ان جين , الجميلة والمحبوبة , قد خدعت امها بسلوك المطارده الذي سيكون ضربة لن تشفى منها السيدة لورانس مهما كانت شجاعة .
من الواضح انهما منجذبين لبعضهما جسديا , واذا كان سيتزوجها رغم انف رغبات شقيقه , فعندئذ يجب ان يكون ماريو غارقا في حب جين , ربما كان ذلك كافيا فكرت جوليت .
الم يقل شخص ما بسخرية ان في كل علاقة هناك الشخص الذي احب , والشخص الذي سمح بمثل هذا الحب ؟ الفكرة لم تكن لتروق لها . ليست لدى جوليت فكرة واضحة عن الرجل الذي تريده ,
لكنها دائما اعتبرت الامر مفروغا منه بام مشاعرهما حيال بعضهما ستكون متبادله تماما .
يجب ان تحبه , قالت لنفسها , على كل حال ان هي تحمل طفلة .
عادت الى الواقع بصوت جرس الباب الامامي , مرتبكة .
- هالو
قالت وهي تشعر بالضعف .
- عذرا سنيورا .
الصوت المجيب كان لذكر وخائفا قليلا .
- انني احضر زهورا افتحي من فضلك .
فكت جوليت الجنزير وفتحت الباب , متأكدة تماما بانه كان الساعي في زيه الاخضر حاملا علبة طويلة مليئة بالازهار الحمراء .
كان الساعي يحدق بها :
- سنيورا لورانس ؟
اخرج بطاقة من تحت ذراعه , واشار اليها حيث يطلب منها ان توقع من اجل الزهور . ترددت جوليت للحظة , وهي متعجبه فيما اذا كان عليها ان تشرح له بانها ليست المقصودة .
لكنها ايضا سنيورا لورانس اخرى , لكن في الواقع وجدت ان الطريقة الاسهل هي ان تبتسم وتتقبل الزهور كانها لها , فوقعت بسرعه " ج . لورانس "
- غراتسي .
رفع قبعته , ونظر اليها باعجاب وغادر .
اغلقت جوليت الباب ووقفت تنظر الى الورود بين ذراعيها لم تشاهد بطاقة تدل على مرسلها , لكنها اعتقدت بانها من ماريو , وغريبا ان يرسلها في الوقت الذي يعرف انها ان تكون في عملها عند دي لورنزو .
لكنها كانت على الاقل لفته كريمة تعطي دليلا عن محبة , مع ذلك . اذا تركتهم في العلبة . فمن المحتمل ان يذبلوا في الوقت الذي تعود فيه جين الى البيت مساء .
بحثت في ارجاء خزائن المطبخ حتى عثرت على مرطبان مناسب ورتبت الورود فيه قبل ان تحمله الى الصالون , كانت هناك طاولة صغيرة بجانب النافذه فرفعتها واوقفتها خلف الصوفا ,
ووضعت المزهرية عليها حيث يستطيع أي شخص مشاهدتها عندما يدخل ستكون ترحيبا جميلا لجين عندما تعود .
في طريقها للخروج , توقفت عند الباب الامامي لتتأكد بان المفتاح الذي اعطتها اياه جين في الامسية السابقة كان موضوعا بامان داخل جيب محفظة كتفها ,
وان تلقي نظرة اخيرة على الشقة وتتأكد بانها تركت كل شيء على ما يرام .
عندما التفتت بعيدا , الورورد الحمراء بجمالها المتوهج لفتت نظرها الرمز التقليدي للحب , وجدت نفسها تفكر حالما نزل بها المصعد بسرعه نحو الاسفل , وكونها هكذا , فلماذا منظرها ارسل رعشة لا ارادية في اوصالها , لم تكن لديها ادنى فكرة .
في الوقت الذي كانت فيه مستعده للعودة الى الشقة في وقت متاخر من بعد الظهر , كانت جوليت قد نسيت قلقها المبكر في غمرة الفرح بوجودها في روما للمرة الاولى .
لم تكن لديها صعوبة في تقرير ما تراه اولا . هي عرفت ان جين سترسم خطا عن الفن المعماري الاكليركي مهما كان مشهورا , وهكذا فان يومها الاول .
لرؤية المناظر امضته متجولة في ميدان القديس بطرس .
طبقا لذلك هي وجدت نفسها تسير ببطء في شارع ديللا كونسيليازوني والى البيازا الضخمة التي صممها بيرنيني قبل قرون .
كان هذا هو المشهد الذي لمحته مرات عديدة على شاشة التلفزيون في عيد الفصح والاعياد الاخرى , واليوم يبدو الميدان مهجورا .
ومع مجموعات من السائحين يركزون آلات تصويرهم على الاماكن والتماثيل الشهيرة .
هي امضت بقية النهار تتجول في الكنيسة نفسها تستكشف كنيسة القديس بطرس من المنظر المذهل فوق روما من الشرفة الصغيرة العالية في القبة , الى المغاور المسيحية الاولى .
هي تجولت حول وزارة المالية وحدقت في هلع على بعض الكنوز التي لا تقدر بثمن التي اهديت الى الفاتيكان عبر قرون .
كانت منهكة جسديا وعقليا في الوقت الذي شاهدت فيه كل شيء ارادت ان تراه , وكانت راحة لتجد سيارة اجرة وتاخذ طريقها عائدة الى الشقة وعقلها ما زال يدور من حجم وعظمة الكنيسة .
حالما دخلت الى الردهة بلوك الشقة , نظرت نحو مرقد البواب لكي تبتسم الى الرجل الذي تمنى لها يوما سعيدا عندما غادرت في ذلك الصباح , لكنه كان وجها غريبا نظرا اليها بامتعاض عبر الفاصل الزجاجي .
وهي خمنت ان الدورية يجب ان تكون قد بدلت . شعرت بانها حمقاء نوعا ما وهي تدخل الى المصعد . انت بكل بساطة لا تتجولي في ايطاليا تحدقي الى الرجال الغرباء
وهي ذكرت نفسها بخشونة حالما توقف المصعد وفتح الباب .
نظرت الى ساعتها , واعتقدت بانه لا يزال هناك بعض الوقت قبل ان تعود جين , رغم انه ليست لديها فكرة عن عدد الساعات التي تعملها شقيقتها .
متاكدة كفاية , ان الشقة كانت فارغة حالما دخلت , ومع ذلك كان لديها شعور بانها لم تكن تماما كما تركتها .
مرة اخرى , وجدت عينيها تسافران الى مزهرية الورود الحمراء ,
فخفق قلبها بألم حالما رأت مغلفا ابيض كبيرا موضوعا عليها . اهدئي ,
قالت لنفسها . انت اصبحت سيئة مثل الماما بتحذيراتها المسبقة .
- عزيزتي , كتبت جين .. آسفة لتركك في كمين كهذا , لكنني يجب ان ابتعد لعدة ايام . الشقيق الاكبر خرج لخلق المشاكل , وانا بكل بساطه لا استطيع ان اخاطر بالانتظار لفترة اطول . عندما اراك في المرة القادمة , سأكون السنيورة فالوني .. تمنى لي الحظ . المحلصة جين .
حدقت جوليت في الرسالة , وقلبها يخفق , ثم غمرها شعور مفاجئ بالغضب فمزقت الورقة الى قطع صغيرة . شقيقتها ستتزوج ,
وهذه الاسطر القليلة المقتضبة من التفسير هي كل الاعلان او التورط الذي استطاعت ان تأمل فيه , وبالنسبة للماما بالطبع سيكون الأمر اسوأ .
من الواضح انه لم يخطر ببال جين ان شقيقتها تتمنى ان تشهد الحفل, حتى ولو كانت هي مغمورة بمثل هذه الرفاهيات كالاشبينات . حتى انها لم تسمح لها بلقاء العريس قبل ان يحدث الزفاف .
ذهبت الى المطبخ وتخلصت من الاوراق الممزقة والمغلف في سلة المهملات , وطلبت من نفسها بأن تهدأ . لقد كانت جين دائما محبوبة جدا وانانية جدا ,
والفساد الذي احدثه جمالها زاد من الانانية , فكرت بمرارة .
نظرت حولها بدون اكتراث . كان هناك الكثير من الطعام , هي عرفت . كل ما عليها القيام به هو تحضير بعضه . والامور قد تسوء كثيرا , هي ذكرت نفسها .
حقا , هي قد خاب املها لأن جين ستتزوج بسرعه وبسريه , لكن بالحكم على الاشارة الى سانتينو فالوني في رسالتها فإن لديها اسبابها , لكن هي لديها الادارة الحرة للشقة في غياب جين , وعليها ان تعتبر نفسها فقط للأيام القليلة القادمة .
لكنها لن تقضي المساء تفكر . هي ستاخذ دوشا وتبدل ثيابها وتخرج لتناول وجبة . القرار الذي اتخذ جعلها تشعر اكثر انشراحا
وحيث ان اقامتها لا مناص من تقصيرها فهي تستطيع ان تقصد قليلا من مصروفها اليومي . سارت عبر غرفة النوم , والى الحمام , وهي ترمي صندلها وثيابها وهي ذاهبة .
كانت بركة ان تزيل الغبار وحرارة النهار عن جسمها تحت الدش , وهي لم تنزعج من استعمال غطاء الدش المعلق . كانت هناك سلسلة من انواع البودرة ومياه التوالت على رف زجاجي فوق الحمام وهي جربت عددا منها قبل ان تشم نفسها بحرية مما هو اكثر غرابة .
هي التقطت المنشفة وفركت شعرها الرطب الذي تساقط في شلال نحاسي حول كتفيها العاريين , كانت على وشك العودة الى رغفة النوم عندما سمعت صوت جرس الباب .
كان هناك روب حمام معلقا وراء الباب وبدون تردد امسكته , ودست ذراعيها في الكمين وعقدت الحزام حول خصرها النحيل .
في قمة تفكيرها كان انها قد تكون جين , او حتى ماريو اتيا لدعوتها للذهاب معهما الى أي مكان , على أي حال مناسبة عائلية , حالما هرعت عارية القدمين على طول الرواق باتجاه الباب , خطر لها ان الروب كان كبيرا جدا عليها , في الحقيقة ربما كان ايضا كبيرا على جين ,
وتوردت خداها قليلا عندما ادركت انه يجب ان يكون لمارية , ربما هل انتقل لعدة ليالي لتامين وسائل الراحة لها , فكرت وهي تفتش عن الجنزير على الباب , على أي حال هذا الامر لا يعنيها .
دق الجرس من جديد عاليا وملحا , وفي تسرعها نسيت كل شيء احتياطي مبدئي باستعمال الاتصال الداخلي للباب . حتى عندما فتح الباب تردد تحذير داخل رأسها
لكن عندئذ كان قد فات الاوان , لأن الرجل الذي كان ينتظر بضجر على العتبة كان قد اخذ طريقه وتجاوزها الى داخل الشقة .
سيطرت جوليت على شهقة الغضب . ماذا يظن نفسه ؟ ثارت في داخلها حالما القادم الجديد هبط الدرجات الى الصالون ووقف يتطلع من حوله .
لو انه كان ماريو , سلفها اولا , فسوف تعطيه قطع من عقلها , لكن فجأة خطر لها ان ماريو بالتأكيد سيكون رجلا اصغر واتهام كريه بدأ يحتل عقلها وهي تدرس زائرها الحتمي .
هي شعرت باجحاف مطلق بالطبع , شعرها يتدلى حول وجهها , في خصلات مبللة , وهي لا ترتدي شيئا عدا هذا الروب الذي يبدو واضحا بأنه ليس لها .
كانت في حالة لائقة لتقاوم أي شخص على الاقل هذا الغريب الذي يتصرف كانه يمتلك المكان .
كان شديد السمرة , هي رأت ذو شعر كثيف غير ملموس مع شيب ينمو خلف جبهته . كان عميق السمرة مع انف مقوس وفم الذي رغم انحناءاته الشهوانية بدا كأن لم يلتفظ بكلمة التسوية في حياته .
عيناه عندما تراجع نظر اليها كانتا فاتحتي اللون بشكل غريب سمراوتان نحاسيتان تقريبا , وهو كان صالحا وغاضبا . حول ذلك ليس هناك ادنى شك .
لأسباب هي لم تستطع تفسيرها حتى لنفسها وجدت جوليت انها بحكم الغريزة كانت تشد حزام ذلك الروب الاحمق .
وجه اليها سؤالا بالايطالية , هزت رأسها :
- انا اسفة .
كانت خجولة لتسمع رعشة طفيفة في صوتها :
- انا انكليزية . لم افهم . هل تتحدث الانكليزية ؟
- بالطبع اتحدث الانكليزية .
قال بغضب وهكذا فعل بدون خطأ مع اثر طفيف في اللهجة .
- لكنني فهمت ياسنيوريتا انك تتكلمين الايطالية بطلاقة . ام هل ان ذلك مجرد حكايات خيالية اخرى التي تم اختيار شقيقي المغلوب على امره لتصديقها عنك ؟
بلعت جوليت ريقها . وهكذا كانت غريزتها على صواب . طوله وحده كان من الواجب ان يحذرها . بالتأكيد لقد كان هو اطول من كل الرجال الذين رأتهم في ذلك اليوم , هزيل ايضا
بطقم قاتم باهض الثمن من نسيج حريري .
دفع الجاكيت الى الوراء وكان واقفا يراقبها ويداه تستريحان قليلا على وركيه . لكن لم يكن هناك استرخاء في وقفته .
هي تذكرت ايضا كل قوة اسد الجب الذي على وشك ان يقفز .
ماذا قالت جين ؟ انه اسود شيطان , وكانت على حق , ماعدا بالنسبة الى تلك العينين النحاسيتين الغريبتين . لكن ربما هي لم تكن قريبة منه لتلاحظهما , فكرت جوليت وتمنت بأنها لم تكن ايضا خاصة عندما ظهرتا بأنهما تعريانها باحتقار .
محاولة تثبيت صوتها قالت :
- اعتقد , يا سنيور انك على خطأ.
ابتسم بشكاسة :
- على العكس , ياسنيوريتا , انت هي التي ارتكبت الخطأ . لقد امرتك بأن تتركي شقيقي لوحده . لقد قدمت ما اعتقد بأنها كانت شروطا سخية لك للقيام بذلك , مع ذلك تجاهلت رسالتي وخالفت اوامري بوقاحة .
شفتا جوليت انفجرتا بدون صوت . لقد قالت جين انها شاهدته فقط مرة واحدة وعن بعد , لكن هل هو رآها ؟ يبدو لا , والا لما كان قد اخطأ بينها وبين جين .
بدأ شعور بالعجز يغمرها . هي بكل بساطة لم تكن مستعدة لهذا . جين لم تذكر لا رسالة ولا أي عرض مشروط , تحدثت فقط عن تهديدات غامضة , مختلسه نظرة الى سانتينو فالوني
استطاعت جوليت ان تصدق انه سينفذ أي تهديد يتفوه به . الوجه الاسود ارتدى ملامح اشمئزاز رب اسرة عندما حدق اليها , لكن كانت هناك قسوة قلب حول خطوط وجهه القاسية لدرجة ان من المستحيل تجاهلها .
قهار كانت الكلمة التي نادرا ما استعملتها , لكنها تنطبق عليه .
جاءت لها فكرة ان جين كانت تتوقع هذه الزيارة وقد تكون غيبت نفسها بأمعان , لكنها اغفلت هذه الفكرة .
لقد ذهبت جين لكي تتزوج , وهذا الرجل جاء الى هنا ليضع العصي في دولاب خطط زفافها ان استطاع . فقط هو فكرة انها كانت جين ,
ومن الواضح انه ليس لديه فكرة بأنها زواجها من شقيقة كان وشيك الوقوع .
كل ما كان عليها ان تفعله كان ان تشرح له , وتريه جواز سفرها من محفظة يدها في غرفة النوم وهو سيغادر .
لكنه سيغادر ليبحث عن جين وماريو وقد كان ممكنا , وحتى محتملا , انه سيجدهما وربما حتى منع حدوث الزفاف . لقد كان واضحا ان جين كانت منزعجة كثيرا من نفوذ اكثر مما باحت .
والا فلماذا كانت منزعجة كثيرا من نفوذه اكثر مما باحت , والا فلماذا كانت مغادرتها السريعة والسرية ؟
لكن اذا تركته يستمر في اعتقاده بأنها كانت جين فإن بامكانها ان تتمكن من ابقائه مربوطا بخيط لعدة ايام حتى يكون الزفاف قد انتهى ولن تكون هناك اهمية لتدخله .
على الاقل هي تستطيع اعطاء جين وماريو دمعه الى الامام .
مالت برأسها الى الوراء ورفعت ذقنها . ومضت عيناها نحوه :
- أوامر يا سنيور ؟ من الذي اعطاك الحق لإصدار الأوامر ؟.
قام بإيماءة تبرم :
- نحن لسنا لنتحدث عن الحقوق , يا سنيوريتا ... لقد جئت لأقدم لك لأخر مرة الشروط التي ذكرتها في رسالتي . لقد فهمت من واجبك انك راغبة في اخذها بعين الاعتبار , لكنني لست مستعدا لأخضع الى أي مزيد من الاحتيال من جانبك .
هضمت جوليت كلماته بصمت ودماغها يدور بشكل محموم . لقد بدت بأنها دخلت في المياه العميقة فعلا . ما الذي يمكن ان يعنيه ؟ هل كتبت جين اليه , واذا كان الامر هكذا فهي كانت فقط تدعى الموافقة على شروطه كسبا للوقت ؟
بكل تأكيد كان ذلك هو الجواب .هي لا يمكن ان تكون قد اخذت بعين الاعتبار عرضة لشرائها . جوليت لن تصدق ذلك . جين لن تسمح لمثل هذا الاعتبار بالدخول الى عقلها
ناقشت جوليت نفسها بحماس . بكل بساطة يجب ان شقيقتها كانت تلعب كسبا للوقت .
هزت كتفيها قليلا :
- يبدو واضحا انك اعتدت على جعل الناس ينصاعون لأدنى رغبة لديك , ياسنيور , انا كنت اخشى ما قد تفعله بك الصدمة اذا انا قلت ما فكرت به في الواقع .
العينان النحاسيتان مسحتا فوقها وهي كانت شاعره بالوهج الرهيب في اعماقهما .
- حقا , يا سنيوريتا ؟
قال بصوت اجش :
- اظن ان جهازي يستطيع تحمل الجهد . ماهو الخطأ في عرضي ؟ ألم يكن يحتوي المال الكافي ؟
تملك جوليت غضب بارد . مهما كان لدى جين من اخطاء فهي شقيقتها , وليس هناك من ذكر ايطالي متغطرس , مهما كان ثريا , يمكن ان يدس لها خنجرا ذهبيا رخيصا متشوقا لشراءها بمبلغ رخيصا من المال النقدي .

كانت نغمتها رخيمة , لكن ابتسامتها كانت خطرة عندما قالت :
- انت لديك المال الكافي , يا سنيور . ان ماريو هو الذي اريده , وليست هناك من رشوة مهما كانت تستطيع ان تبدل ذلك , لذا ارجوك لا تحاول .
تجمدت شفتاه :
- انا معجب بنغمة الاتهام , يا سنيوريتا , لكنني لا اصدقها . انا ايضا عندي اتهاماتي , واحداها هي ان معظم الرجال لديهم اسعارهم , وكل النساء . انني فقط انتظر سماك سعرك .
هي اشتاقت للقيام بشيء ما لا يليق بسيدة , مثل صفعة بقوة او جرف اظافرها في خده الاسمر الناعم ,لكنه كان عليها ان تنسى دوافعها الغاضبة وتلعب الدور كأنها كانت جين .
رجال مثل سانتينو فالوني المتغطرس هم خارج فريقها تماما . مع ذلك فعليها ان تحاول اذا كانت ستستمر في اقناعه بأنها كانت جين .
- هل خانتك الكلمات , يا سينيوريتا ؟... ام انك مشغولة تضربين اخماسا بأسداس في رأسك من اجل المبلغ ؟
جعلت نفسها تبتسم له :
- في الواقع يا سنيور , انا كنت فقط افكر بانني وجدت رأيك المنحط بالنساء بوجه عام وانا بوجه خاص انه كان نوعا ما مكدرا .... انني لأعجب ماذا يمكنني ان افعل لإصلاح الميزان .
رفع حاجبيه بسخرية :
- اذن الطائر الصغير قرر تغريد نغمة مختلفة . برافو! ومع ذلك انت ساحرة جدا عندما تكونين غاضبة , او على الاقل تدعين ان تكوني . لاعجب في ذلك فلديك تأثير مدمر على شقيقي الساذج . لكن تلك اللعبة الصغيرة انتهت الآن , او كانت عندما قررت خرق القواعد , لذا دعينا لا نضيع المزيد من الوقت .
- انا آسفة .
هزت جوليت كتفيها , وشعرت بروب الحمام ينزلق عن احد كتفيها , كانت فطرتها سريعة ان تعيده الى مكانه وتمالكت كل سيطرتها الذاتية لترك الطيات الكاشفة من القماش حيث كانت .
استطاعت ان تشعر بعينيه عليها تحومان فوق الخط المكشوف من حنجرتها ... وهي استطاعت ان تشعر بعقدة من الخوف في صدرها خوف من شيء ما مثير خطير يقترب .
اتخذت موقف الدفاع :
- لكنني لاافهمك تماما , يا سنيور . اية لعبة تشير اليها واية قواعد يفترض انني خرقتها ؟
- بريئة تماما , عندما يناسبك ان تكوني . اللعبة هي الحب , والقاعدة هي ان امرأة مثلك لا تتوقع من الرجل ان يتزوجها .
هي نصف توقعت ما كان يقوله لكن صدمة سماعها تلفظ بوحشية كانت مقيته . شعرت كأن قبضة انصبت فوق معدتها , وتسارعت انفاسها .
كلماته لم تكن تنطبق عليها , هي عرفت ذلك وانها يجب ان تقلل من ترسيخها , مع ان ذلك كان مستحيلا لأنها تنطبق على جين بدلا منها . كيف تجرأ ؟
هي فكرت حالما الألم والارتباك تقاتلا مع الغضب في داخلها . كيف تجرأ على قول مثل هذه الاشياء , وصنع مثل هذه التلميحات حول جين ؟
ابتسمت اليه ورموشها الطويلة مسحت خديها :
- نقاشك يجب ان يكون مع ماريو يا سنيور . على كل حال , كان هو الذي اقترح الزواج مني , وليست تلك الطريقة الاخرى الملتوية .
- لكن انا فقط لدي كلمتك على ذلك .
قال بنعومة مع لسعة تحت كل كلمة .
هي ادعت بأنها جفلت وضحكت قليلا وهي تفعل هكذا وسيطرت على غضبها واحتقارها :
اووش انت تلعب لعبة قذرة يا سنيور , وهذه ليست في القواعد ايضا .
- مسكين ماريو ... هو لن ينتهز الفرصة , اليس كذلك ؟ اين هو ؟ مختبيء في غرفة النوم , خائف من اظهار نفسه ؟
- اوه , لا .
ذهلت من السؤال المفاجي . من الطبيعي ان يتوقع منها ان تعرف مكان ماريو , لكن هل تستطيع ان تخدعه :
- انا .. انا لم اره اليوم .
هو لم يعد يضحك , وجمع حاجبيه في عبوس قاتم :
- هذا غريب . افتقدته في المكتب فقيل لي بانه جاء الى مقابلتك هنا .
- حسنا ... ربما بدل رأيه .
سارت مبتعده وبدأت تعبث على غير هدى بالورود.
- ربما بدل رأيه حول كل شيء ويجب ان لا تقلق اكثر . هل اخذت ذلك بعين الاعتبار , يا سنيور ؟
- انا اشك في ذلك .. لسبب واحد هو انك لا تجدين الموضوع مقلقا . اذا كانت لديك مخاوف من ان يهجرك ماريو , لكنت توصلت الى اتفاق معي منذ فترة طويلة .
ادعت بانها تتثاءب :
- حسنا , لقد فات اوان العشاء , وانا جائعة , لذا ارجو ان تعذرني ... .
نظر الى ساعته . كانت من البلاتين , هي لاحظت وهكذا كانت ازرار القميص الحريري .
- اذهبي وزيني نفسك يا صغيرة .
قال بسرعة :
- ساخذك للعشاء .
تراجعت جوليت . هي لم تكن تقصد ان يتفاعل هكذا . المجهود في تمثيل هذه المسرحية بدأ ينصب عليها , وهي تامل بان يغض النظر وينصرف .
- لكنك لا تريد ان تتعشى معي .
قالت غير متاكده . لقد كانت جوليت هي التي تتكلم الان , وكل التظاهر بالشجاعة تساقط عنها كالمعطف .
- انا لا اريد . هذا صحيح , لكنني وجدتها فكرة لكسب كل دقيقة تمر .... هيا اسرعي وارتدي ثيابك , يافتاة بينما اتصل هاتفيا واحجر طاولة لنا .
كانت على وشك ان تعترض لكنها ترددت . انه سيشك بالامر . هي كانت جائعة تماما .
هي استطاعت ان تصدر ضحكة خفيفة :
- حسنا , اشكرك يا سنيور . لكنني لأعجب مما سيقوله الصحفيون الثرثارون عنك وانت تتعشى جنبا الى جنب مع سلفتك المستقبلية .
كانت السماعة في يده وكان على وشك ان يدير القرص , لكنه التفت قليلا ونظر اليها من فوق كتفه .
- اتصور بانهم سيخططون الاستنتاجات المناسبة .
قال بنعومة :
- واسمحي لي بأن اذكرك ثانية , ياجينا العزيزة , بانه ليس لديك مستقبلا كسلفتي .
حول انتباهه الى مخابرته الهاتفية وجوليت هربت .
عندما اصبحت في غرفة النوم , القت نظرة سريعة على طول الخط القصير للثياب المعلقة في قسمها من خزانة الثياب , وهزت رأسها . كانوا جميعهم ثياب جوليت , ولا احد منها يليق بالدور الذي كانت تلعبه .
القت نظرة طويلة على ثوب جديد كانت قد احضرته لهذه الاجازة , مفصل من طراز امبراطوري الذي يظهر نحافتها ويعطيها جوا من الهشاشة .
لكن بالنسبة لأمسية في مطعم انيق في روما مع سانتينو فالوني , الهشاشة هي التأثير الاخير الذي ارادت انجازه .
دفعت الباب المنزلق وحدقت الى رفوف الثياب العائدة على جين . كانت هذه محصورة بشيء ما هنا هي تستطيع استعماله .
تعجبت الى اين سيأخذها انتينو , وتمنت بحرارة ان لايكون مطعما تكون فيه جين معروفة . هي لا تستطيع الاستمرار في الخداع مع شخص ما يعرف جين لدى رؤيتها ,
رغم انها افترضت بان هناك تشابه سطحيا من بعيد . لقد كانتا بنفس الطول والبنية ولونهما متشابه , وافترضت ان هذا كان السبب في عدم استجواب سانتينو لها عن هويتها .
لقد توقع ان يلتقي بفتاة انكليزية حمراء الشعر في الشقة , وتوقعاته تحققت , رغم انها لم تكن تماما بالطريقة التي اعتقدها . هي اعطت لنفسها نظرة واحدة اخيرة واستدارت لتصل الى ثوبها الذي تركته على السرير .
من المدخل قال ببرود :
- ساحرة , مع احترامي لحكم ماريو .
لم تستطع جوليت كبت صرخة هلع ارتفعت الى شفتيها :
- كيف تجرؤ على الدخول بدون ان تقرع الباب !
رفع حاجبيه :
- لماذا ادعاء الحشمة , ايتها الصغيرة ؟ انك ترتدين ثيابا تكشف عن الكثير كل يوم وانا متاكد من تلك المشيئة التي تسبه مشيئة القطة عند دي لورنزو مع مزيد من العوين التي تحدق اليك اكثر من عيني , ولا حاجة لذكر العرض الخاص الذي كان لي شرف القاء نظرة عليه في حفلة الكونتيسة ليونتانا منذ عدة اشهر .
كانت مرتبكة جدا لدى سماع كلماته عن قرب . هي عرفت ان جين قد بهرت عينيه , وانه لصحيح من الفتيات يرتدين اقل مما ترتديه هي الآن كل يوم على شواطئ البحر الابيض المتوسط ,
ولو كانت هي نفسها تاخذ حمام شمس فربما حدق اليها , لكنها لم تكن على الشاطئ , كانت في غرفة النوم , وهي لم تكن هكذا نصف عارية امام رجل .
قد يكون الامر مضحكا في هذا اليوم والعصر , لكنه كان صحيحا , بطريقة ما هي كانت من الطراز القديم مثل امها .
حدق اليها للحظة وعبس كأنها اربكته , ثم اطلق ضحكة خافته وذهب بعيدا .
- حسنا , اسرعي اذن ... بكل تاكيد انت لا تستغرقين كل هذا الوقت عندما تبدلين الثياب دي لورنزو ؟
كانت يداها ترتعشان كثيرا لدرجة انها قلما استطاعت تعديل سحاب الثوب , لكنها اخيرا اصبحت جاهزة .
صعدت الدرجات ببطء وعيناه تحدقان بها , وجدت نفسها تفكر بيأس وكأنها منومة مغناطيسيا , لم تستطع النظر بعيدا ,
وشعرت بان تورد الخداع قد ارتفع ثانية الى خديها , وصل الى جانبيها وقبل ان تتمكن من معرفة قصده , مال الى الامام ودس وردة في شعرها .
عندئذ تراجع وراح يتاملها بعيني ناقد , وابتسامة خافته ترتفع الى زاويتي فمه .
- تباين ساحر .
الح ببرود لم تقدر على منافسته :
- فحمل الوردة على شعرك الحريري . انت تستحقين الانتظار من اجلك , يا جيناتي الصغيرة .
وفيما كانت لا تزال مبهوره تستوعب ما قاله ، بما فيه ملاحظته الأخيرة الغامضة ،
دس يده تحت ذراعها ، وقادها نحو الباب .
كان سائقاً ماهراً ، وهذا طبيعي ، فكرت جوليت وهو يخترق بسيارته السبور حركة السير المسائية بدون صوت .
أرادت أن تسأله إلى أين سيذهبان ، لكنها شعرت أن من الأفضل لها أن تدعي بأنها عرفت ، وحاولت أن لا تنظر بشوق من حولها وهو يقود
السيارة في جزء من المدينة لم تشاهده من قبل . جين ، كانت واثقة ، تعتبر ما يحيط لها أمراً مفروغاً منه تماماً .
بدا رفيقها صامتاً وهو يقود وكانت شاكرة لذلك .
ماذا ستقول لو أن سانتينو بدأ يستجوبها حول الموضوع؟
ستكون عرضه لارتكاب كل أنواع الأخطاء ، وشكوكه ستثار على الفور .
بدون شك قد أخذ يفكر بأنه كان غريباً أن فتاة تعمل في روما وليست لديها معرفة باللغة الأيطالية ، ما لم يكن قد استنتج بأنها كسولة جداًُ لتتعلمها .
وجدت جوليت نفسها تتمنى لو أنها أعلنت عن هويتها من البداية ، وانكرت كل معرفة لها بماريو وبتورطة مع شقيقتها .
وتمنت أيضاً أن لا يكون المطعم عصرياً جداً .
وكلما كان هناك أناس أقل كلما كان أفضل .
وكلما كان المطعم مظلماً كلما كان أفضل أيضاً ، قالت لنفسها .
وجدت جوليت نفسها قبلة أنظار كل العيون وهي تسير إلى الطاولة ، ولم تكن قد أمضت وقتاً كافياً في
روما لكي تعتاد على نظرات وملاحظات الذكور التي تلاحقها .
جلست شاكرة في الكرسي الذي قدمه لها النادل ، وتمنت أن تكون قد استطاعت اخفاء ارتباكها .
اتكأ في كرسية وأطلق عليها نظرة مستعلمة : ( ماذا تريدين أن تأكلي ، يا جانيتا ؟ ستيك بسيط ، ربما ؟).
( بالتأكيد لا ) أنكرت بغضب ، وتركزت عينيها على العربة الضخمة المحملة بالمقبلات التي كان النادل يتجول بها بين الطاولات .
( لا ، ليس في هذه اللحظة ) نظرت حولها ، في محاولة لتغيير الموضوع ، وهي تحاول التهرب من أي حرج لتغيير الموضوع ، وهي تحاول التهرب من أي
حرج شخصي . ( ما أروع المنظر !).
( ألم تكوني هنا من قبل ؟)
رفعت أحد كتفيها بطريقة عريضة : ( ما أعتقد ، لا أتذكر ..)
( المرء يذهب إلى العديد من هذه الأماكن ) أنهى الجملة عنها ساخراً نوعاً ما ،
( أنت رومانية حقيقية ، يا جانينا . لأنني لأعجب لأنك ما زلت تجدن خط السماء رومنطيقياً ).
( أنا لم أقل ذلك ) أجابته بصلابة .
( لا ، لقد قلت ( ماأروع) ، لكنني شاهدت حلماً في عينيك ).
نظرت مرتبكة إلى الخشب المصقول للطاولة التي أمامها .
يبدو أن عليها أن تحترس من عينيها ، وكذلك من لسانها .
كانت المرحلة الرئيسية من الوجبة تتألف من شرائح من لحم العجل المطبوخة على مهل بالصلصة مع فطر صغير ، وهذه كانت مصحوبة بأطباق ضخمة من اللوبياء
الخضراء ، والملفوف الطري . تلذذت جوليت بكل لقمه ، وأطرت على نعومة النبيذ الذي اختاره .
هل أنت مستعدة لقبول الشروط التي قدمتها بدون مزيد من النقاش ؟) سألها فجأة .
( لا) هزت رأسها بسرعة . ( لا - ليست مقبولة تماماً . أظن أنني قد أوضحت ذلك ).
( أنت لم توضحي شيئاً ) كان صوته قاسياً .
( ما الذي تريدينه ؟ مزيد من المال ؟ سيخيب أملك ؟ أنا لن أشترك في مزاد
خاص لمستقبل شقيقي معك . المبلغ الذي عرضته هو أكثر من مسخي ، ,أظن أن أي محام سينصحك به).
كانت على وشك أن تعترض بأنها ليس لديها محام ، لكن كان عليها أن تعض لسانها بدلاً من ذلك .
لقد كان ممكناً ، أن تكون جين قد أخذت استشارة قانونية ضد تهديدات ، ورشوات هذا الرجل . فكرت جوليت .
( أن فكرتك بالسلوك السخي تختلف عن فكرتي ، يا سنيور )قالت بصوت بارد .
وكانت آسفة لأنه لم يفهم السخرية في كلماتها .
( من الصعب التصديق ، أن الوجه والجسم لملاك يخيفات روح خنجر ذهبي صغير رخيص .
أنني أشفق عليك ، يا عزيزتي . أنت تتجهين نحو التهاسة ، على ما أعتقد ) قال .
نظرت إلى شرشف الطاولة ، وحجبت عينيها برموشها غير راغبة بالسماح له برؤية حنقها الحقيقي .
رأته ينظر إلى ساعته وأحست بأنه يزداد مللاً .
( هيا ، يا جانينا ) قال أخيراً ( لا يمكنك أن تدعي بأنك لم توافقيني إلى هنا الليلة لكي نعقد صفقة .
أم أنك عبثاً تصدقين بأنه يكفيني تمضية المساء أعجب بجمالك ؟
أنت تملئين العين ، بالتأكيد ، ياحلوة ، وأنت تروقين للأحاسيس ، لكنك تتركين قلبي بارداً .
أن عرضي لا يزال قائماً . خذيه أو أرفضيه ).
كأنها في حلم سمعته بردد قيمة المال الذي عرضه على جين . لقد كان باللير الايطالي .
وبالطبع ، وهي ليست خبيرة تماماً لتحويل مبالغ ضخمة إلى ما يعادلها بالجنية الاسترليني ، لكن حتى حساباتها العشوائية كانت كافيه لجعل دماغها يدور .
ماذا كان هذا المال ، على كل حال ، سوى اهانة لجين ؟
( حسناً ، ماذا تقولين ؟) كان صوته حاسماً ، قاطعاً عليها أفكارها .
( لا شيء ، سنيور ، لا شيء يمكنك أن تقوله أو تفعله سيجعلني أتخلى عن ماريو.
أنت ترى ، أنا أحبه ) قالت جوليت .
( حب؟) سأل سانتينو وشعرت بأنها قد تحمصت من وهج الإحتقار في عينيه .
( حتى انني أشك في معرفتك لمعنى الكلمة . أنني بكل تأكيد لن أكرم أية علاقة لك مع مايو أو أي شخص آخر بمثل هذه الكلمة .
ماريو أحمق - لكن اطمئني ، يا سنيوريتا ، أنا لن أسمح له أن يعاني بقية حياته في سيبل حماقته ).
قالت ببرود : ( يبدو أن المبالغة هي صفة أخرى للجنوبي . انني أشك في أن ماريو ير - أن علاقتنا توضع في ذلك الضوء ).
( أوه . لكنه سيفعل ) تكلك بنعومه ، لكن كانت هناك نغمة في صوته جعلتها ترتعش بالرغم من المساء الدافئ .
كأنها تتحرك بأوتار ، ارتفعت يدها ولامست الوردة االراقدة كبقعة دم على بياض بشرتها .
انخفض صوته إلى همسة : ( سأريه - يستعرض خلافاً لكل شك الحقيقة عنك ، يا صغيرة ، وسوف يصدقها .
خذي المال طالما أنت قادرة . أنا لن أعرضه من جديد ).
(أذهب إلى الجحيم ) قالت بثبات . ( وخذ مالك معك).
هز رأسه ، وتسمرت عيناه على عينيها . لم تكن فيهما عاطفة مرئية الآن ،
لكنها أحست بعزم وتصميم قويين لدرجة أنها شعرت بخوف .
( إذا ذهبت إلى الجحيم يا صغيرة . فإنني سوف آخذك معي ، كوني متأكدة تماماً من ذلك ) قال بلطف .
يداها كانت ترتعشان ، لكنها تمالكت نفسها ورفعت ابريق القهوة وصبت مزيداُ من القهوة في كوبها .
وعندئذ شيء ما رفرف متجاوزاً وجهها وهي انكمشت مع صرخة خفيفة ، وأعادت الابريق على الموقد الصغير .
( أوه ، ما هذا ؟)
( مجرد فراشة ) قال بتبرم ( الشموع تجتذبها ).
استطاعت أن ترى الآن فراشة رمادية كبيرة ، ترفرف عاجزة بجناحيها وهي تطير هنا وهناك على الزجاج الواقي من لهب الشمعة .
وفيما كانت تراقبها ، خاطرت الفراشة على مقربة من حافة الغطاء الزجاجي .
( أوه ، أفعل شيئاَ ما ) قالت متوسلة : ( أنها ستتأذى !)
أطلق إليها نظرة طويلة ساخرة ، ثم وضع يده حول الحشرة المكافحة .
( ماذا الآن ؟) سألها . ( هل أقتلها أم أدعها تذهب ؟)
( دعها تذهب . ماذا أيضاً ؟)
نهض وأخذ طريقة عبر الطاولات الأخرى إلى حافة الشرفة . فتح يده ، ورمى الفراشة الخائفة في الظلام .
( الفراشات مخلوقات حمقاء ) قال وهو يأخذ مقعده قبالتها .
( يبدو أنها تستمتع العيش في خطر ، ولهذا السبب يكون وجودها قصيراً . تعلمي منها ، يا صغيرتي .
ابتعدي عن لهيب الشمعة الليلة وأن تأيضاً قد تعيشين لتعلبي بالنارمن جديد ليوم آخر ).
( إذا كنت تحاول تهديدي ) قالت بإعياء .
( فإن ذلك لم ينجح . والآن أود الذهاب إلى البيت ، من قضلك لم يعد لدينا شيء لنقوله لبعضنا ).
تكلمت بشجاعة كافيه ، لكن في الواقع شعرت بملايين الفراشات ترفرف في هلع في أعماقها .
شعرت فجأة بأنها بحاجة ماسة لتكون لوحدها لفترة وجيزة لاستعادة رباطة جأشها ، ونهضت وتمتمت شيئاً ما مبهماً حول غرفة التواليت .
في خلوة غرفة المعاطف الأنيقة ، تهاوت على مقعد مخملي أمام المرآة وحدقت إلى نفسها في المرآة .
الخط المتوازي الذي رسمه بين وضعها ووضع الفراشة كان خطاً كريهاً .
كانت مدركة تماماً بأنه جعلها تشعر بأنه يمسكها في راحة كفه وأنه سيقدم لها الرحمة أو لا كيفما شاء .
( أوه ، توقفي عن ذلك) قالت لنفسها بغضب .
( أنك خالية جداً ) مثل الطعام اللذيذ والنبيذ الفاخر ، كان سانتينو فالوني خليطاً عنيداً بعيداً جداً بالنسبة لمعلمة انكليزية عنيدة من انكلترا ، وهي كانت شاكرة في قلبها ،
قالت لنفسها مدافعة ، بأنها لن تراه ثانية بعد الليلة .
عندما عادت قال لها : ( لقد طلبت قهوة جديد ة ، لأن ما بقي في الأبريق أصبح مراً ).
أنهت جوليت قهوتها وأعادت الكوب إلى الصحن .
وهكذا انتهى كل شيء . كان النادلو ينحنون وبيتسمون لهما وهما يغادرات ، فعرفت أنه دفع الفاتورة في غيابها وأضافت بقشيشاً سخياً .
كانت السيارة دافئة جداً مع أن النافذتين الجانبيتين كانتا مفتوحتين للسماح لنسيم الليل بالدخول .
مال سانتينو إلى الأمام وضغط زراً على اللوحة الأمامية وبدأت الموسقى تعزف لحناً شاعرياً ناعماً بطيئاً الذي كان له تأثير منوم عليها .
أرغمت جفنيها الثقيلين على البقاء مفتوحين واستقامت في مقعدها ، ليست هناك من طريقة - لا طريقة بتاتاً فهي بحاجة للنوم .
وجدت أن التثأوب يتهددها من جديد ، فأدارات رأسها لتخفيه، وحدقت يائسة من النافذة . الظلام خارج السيار ، وظلام بداخلها ، والإيقاع الموسيقي الناعم - جميعها احتضنتها بما يشبه
بطانية دافئة مريحة .
وكل ما عليها أن تفعله هو أن تطلق العنان وتسترخي في الظلام : وتغلق عينيها المتعبتين ولا تفكر حتى بالمزيد لأن التفكير،
والتعقل كانا صعبين جداً عندما يكون المرء على وشك النوم .
عبر الضباب الذي كان يغرقها ، ويكتم أنفاسها فسمعته يقول بنعومه لكن مع نغمة باطنية من التسلية الخافتة : ( لماذا تقاومينه ، يا صغيرة ؟ فقط أغمضي عينيك واستمتعي بالركوب ) .
شعرت بفمها يتصلب كأنه ليس فمها ، وصوتها بدا وكأنه آت من البعيد عندما سمعت نفسها تقول ، ( القهوة - ماذا وضعت في القهوة ؟).
ضحكتة ، ساخرة وغامضة ، كانت آخر شيء سمعته وي تغرف النوم .
أخذت تستيقظ ببطء ، ومدت يدها بطريقة آلية لتلتقط الساعة المنبة التي شعرت بأنها أيضظتها من حالة اللاوعي .
لكنه لم يكن الرنين المعتاد للساعة ، والمصباح ، والرواية التي كانت تتصفحها .
وعندما بدأت الشمس تسلل عبر جفنيها اللذين مازلا مغلقين ، قالت لنفسها ( كم أنا غبيه .بالطبع ، أنا مزلت في روما في شقة جين .
لكنني كنت أحلم حول وجودي في الوطن ).
عندئذ فتحت عينيها وكان تفكيرها الأول بأنها كانت لا تزال تحلم .
بالنسبة للغرفة من حولها فهي لم تكن تحمل أدنى شبه بوسائل الراحة في الشقة . كانت غير مألوفه وغريبة تماماً .
نهضت ، وشعرت بأنه كان هماك ألم خفيف في جبهتها ، وعيناها كانت تتجولان في إرجاء الغرفة بهلع متزايد .
هي لم تكن كبيرة ، لكن كان لها جو رهيب وضح في الحال .
ما أعادها إلى الواقع - هو أن الشرشف وغطاء السرير المطرز ، كانا الغطاء الوحيد لديها .
عصف الون إلى وجهها . أن شخصاً ما أحضرها إلى هنا ، وتزع عتها ثيابها ووضعها في السرير ،
ولم تكن لديها أيه فكرة بأن شيئاً من هذا قد حدث ، آخر شيء تتذكره ، أرغمت عقلها ، كان الموسيقى والحركة السريعة للسيارة ، وصت رجل .
ضغطت يديها على خديها الملهبين عندما بدأت الذاكرة تعود بخمول ، وبدأت تستعيد كل ما حدث - متى ؟ الأمسية الماضية ؟
كان من الصعب القول ، لكن بكل تأكيد هي ما كانت لتنام هذه الفترة الطويلة ؟
كان هناك مذاق كريه خافت في فمها ، وبعد لحظة تردد تناولت الابريق الزجاجي لعصير الفاكهة الموضوع على صندةق بجانب السرير وملأت الكوب ، وجرعته
حتى آخر قطرة . كان بارداً لذيذ الطعم ومنعشاً ، وبدأ رأسها يصحو مع كل لحظة تمر .
نظرت يائسة في أرجاء الغرفة . أين الثياب التي كانت ترتديها في الليلة الماضية ؟ سألت نفسها .
لم يكن هناك من شك في عقلها أين كانت ، وأن سانتينو فالوني هو الذي أحضرها إلى هنا .
وتلوت في إعماقها بالخزي والعار عندما فكرت بنفسها عرية عاجزة تحت نظرته الساخرة .
أرادت أن تنزل عن السرير وتبدأ في البحث في خزانة الثياب الضخمة المحفورة بإتقان عن شيء ما ترتديه ، لكن حاجتها إلى لف شيء ما حول جسمها العاري جعلها تتردد ، وهي تشعر بسرعة العطب .
بعد لحظة سحبت غطاء السرير ولفته حول كتفيها مثل معطف غريب من عصر النهضة .
فكرت عندما نزلت عن السرير العالي وداست على سجاة سميكة من جلد الماعز كانت موضوعة فوق الأرضية الخشبية العارية .
كان غطاء السرير أبعد من أن يكون معطفاً كافياً .
أخذ بنزلق عن جسدها وكان ثقيلاً ، لكنها ظلت تمسكه بإحكام لأنه كان كل ما لديها .
لاحت لها الحقيقة الساطعة في اللحظة التي فتحت فيها باب الخزانة الثقيل مع صرير مفصلاته ، ورأت أن أعماقها كانت فارغة .تماماً .
وصلت إلى باب الغرفة فوجدته موصداً . ( أفتح هذا الباب ! صرخت بأعلى صوتها .
( دعني أخرج ، لعنة الله عليك ! أفتح الباب ، هل تسمعني ؟)
بدت كلماتها شجاعة ، وتردد صدى صوتها ، لكن بدون جدوى .
اتكأت على الباب ، وحكمت من الحائط بأنه يجب أن يكون لنوع من قلعة ، وتذكرت شيئاً ما قاله سانتينو في ذلك العشاء المشؤوم في الليلة الماضية .
شيء ما عن قلعة نصفها خراب وجزيرة عبر بحر أرجواني .
رمت طيات الغطاء جانباً بضجر بقدمها العارية ، وسارت نحو النافذة ونظرت إلى الخارج .
بدت بأنها تنظر مباشرة إلى واجهة جرف صخري منحدر ، وكانت واثقة تماماُ ، أن البحر يزحف عند سفحه .
حكمت من موقع الشمس ، قدرت جوليت أن الوقت يجب أن يكون ظهراً .
القت نظرة مرتعشه أخيرة وتخلت عن أية فكرة للتسلق خارج النافذة .
حتى لو استطاعت ، فمثل هذا الهبوط سيكون بعيداً عن منتاول يدها .
تمنت لو أنها تستطيع قياس الوقت بمزيد من الدقة .
هي تعجبت كم مضى من الوقت منذ غادرت المطعم .
عرفت شيئاً واحداً - هي جائعة من جديد عضت على شفتها - لقد حرمت من ثيابها .
هل كان سانتينو فالوني بربرياً لحرمانها من الطعام كذلك ؟
وعندما تأكدت من حقيقة هذا الواقع البارد ، سمعت وقع أقدام تقترب من الباب .
لم تنتظر جوليت لتستعيد غطاء السرير المهجور ، بل أخذت قفزة طائرة الى السرير الضخم ،
وأمسكت الشرشف ولفته لغاية عنقها . في نفس الوقت شعرت بقلق أن الثنايا النحيلة لجسمها كانت تكشف عن مخطط تحت القما ش الناعم .
لكن كان قد فات الأوان للقيام بأي شيء حيال ذلك الآن ، لأن المفتاح كان يصر في القفل وكان الباب يفتح .
دخل سانتينو فالوني إلى الغرفة . كان يرتدي بنطالاً من الجينز وقميصاً ، نصفه مفتوح . وقف ينظر إليها ، ويدات على وركية .
بدت راقدة هناك ، لا تتحرم عضلة فيها ، والشرشف مطوي تحت ذقنها . ابتسم ، والإبتسامة أخبرتها كل شيء .
لقد أخبرتها بأنه يعلم بأنها كانت عارية تماماً تحت الغطاء ، وعرف كيف تبدو بدون ذلك الغطاء ، لأنه شاهدها قبل ساعات فقط .
شعرت بأنها ستحترق من الخجل والعار . لقد كان رديئاً كفاية عندما دخل إلى غرفة النوم في الشقة عندما كانت تبدل ثيابها . لكن هذا - هذا كان أسوأ بكثير .
( أخرج ) قالت من بين أسنانها .
رفع حاجبيه . ( أعتقد من الضوضاء منذ قليل أنك بحاجة إلى رفقة ) .
( ليست رفقتك ) قالت ، بصوت يرتعش من الغضب .
( لن تكون رفقتك ).

ابتسم من جديد ، لكن هذه المرة لم تكن هناك تسلية فيها ، ولاحتى أية معرفة سرية . ( إذن من المؤسف أننا محكومين لبعضنا لنتنزة ) قال وكانت هناك نغمة نهائية في صوتها أخافتها .
بعد لحظة ، قالت : ( لكننا يجب أن لا نكون . ما عليك إلا أن تدعني أخرج من هنا .
أنا لن أقول أي شيء لأي شخص ..) توقفت . كانت على وشك أن تتوسل ، ولكن يجب أن لا تفعل .
لكنه كان يهز رأسه قليلاً ، والإبتسامة تتسع قليلاً .
( الأمل بالخروج من هنا في هذه اللحظة له دوافعه ).
قال بجفاف ، والتهب وجهها عندما أدركت مغزى كلماته . ( لكني آسف فذلك مستحيل ).
( لكن ذلك مدعاة للسخرية !) تسارعت أنفاسها رغماً عنها . حاولت تثبيت نفسها ، لتبقى هادئة ومسيطرة .
وفوق ذلك كله أن لا تدعه يرى أنها كانت على وشك الهلع . ( لايمكنك أن تبقيني هنا ضد إرداتي ).
( مع ذلك فأنت هنا ) قال ببرود .
( أنه خطف ) إعترضت ، وهي تدرك ضعف كلماتها .
( هذه جريمة خطيرة في إيطاليا - أنا أعرف ذلك . سوف يقبضون عليك ، شخص ما سيدرك عاجلاً أم لاحقاً أنك تحتجزني هنا ، ومن ثم ..)
( شخص ما سيدرك فعلاً ) قال ببرود .
( وإنه يجب أن يكون السبب الوحيد لوجود هنا ، صدقيني ) توقف،
وعيناه تحدقان إليها ، ثم قال بنعومه ، ( مايو ).
( إذا كان هو شقيقك ، فيجب أن يعرف إلى أي مدى أنت مستعد لتنفيذ طريقتك الخاصة ، سوف أشرح له ،
وسأخبره بالضبط كل شيء قلته - كل ما فعلته .سنرى عندئذ من سيصدق ).
( سنفعل حقاً ) ابتسم بخفوت .
( خاصه حالما يحين ذلك الوقت ، هو سيكون قد شاهد الصحف ).
أطرق برأسه . ( إنني لأعجب أن شخصاً اعتاد على آلات التصوير مثلك ، ياعزيزتي ، لم يلاحظ أن صوراً التقطت لنا الليلة الماضية في المطعم . وأنا ايضاً اتخذت الاحتياطات قبل أن نذهب الليلة الماضية
بالإتصال هاتفياً بأحد الصحافيين من معارفي وطلبت منه أن يدس خبراً بأننا متجهات معاً إلى الجنوب لعد أسابيع من الشمس والمتعه .
بصراحة هو كان يحسدني على حظي السعيد .أنت موضع تقدير ، يا جنانيا ، أنا لم أشاهد صحف الصباح ، لكن ليس لدي شك بأنك تحتلين أعندة القيل والقال .
وأن النبأ بأنك معي سيكون قد انتشر في كل الإنحاء).
أطلق إليها نظرة ساخرة في المدخل . ( شيء آخريجب أن تدركيه ) يا عزيزتي ) قال بدون مبالاة . ( هذه ليست غرفتك إنها غرفتي ) وبعدها أختفى .
بحثت جوليت عن كلمات لترميها إليه وهو ينسحب ، لكن الكلمات لم تسعفها . بعد مرور لحظة أو اثنتين وكانت قد تأكدت بأنه لن يعود ، انقلبت ، ودفنت وجهها في نعومة الوسادة
وأطلقت العنان لانفعالاتها .
بعد لحظة ظهرت امرأة عند المدخل . كانت بدينة ترتدي الأسود وشعرها الرمادي يتدلى على ظهرها ،
وكانت تحمل صينية القهوة وتقدمت من سرير جوليت .
( صباح الخير ، سينيوريتا ، كيف حالك ؟) حيتها .
( مساء الخير ) أجابت جوليت بسخرية .
أخذت جوليت رشفة حذرة من القهوة . لكن هذه المرآ لم تكن هناك مرارة كامنة لتحذيرها . كانت ساخنة وعطرة وهي ما تحتاجه فقط ، ورغما ً عنها وجدت أن روحها المعنوية بدأت بالإرتفاع .
( شكراً ) قالت ، وأشارت إلى القهوة .
أنفجرت انونزياتا بفيض من الإيطالية . وجوليت تضحك وتهز رأسها مشيرة إلى أنها لم تفهم شيئاً .

انهت جوليت قهوتها بتنهيدة ارتياح واعادة الكوب الى الصينية . الشيء التالي للقيام به , كان الحصول على شيء ترتديه فكرت جوليت . استعملت القليل من كلماتها الايطالية والكثير من لغى الاشارة .
فاستطاعت ان تسأل انو نزيتا اذا كانت تعرف اين ثيابها ولراحتها اطرقت المرأة الاخرى برأسها بشكل مثير , وعيناها تضحكان وهي تعبر لها انها في شبابها عرفت مثل هذا الحب .
لم يمض وقت طويل حتى عادت انونزياتا , حاملة معها حقيبة ثياب التي عرفت جوليت انها كانت حقيبتها الخاصة . لكنها عندما اصبحت لوحدها من جديد وتمكنت من فحص المحتويات
وجدت انها كانت خليطا من ثيابها وثياب جين .
لم تكن لديها فكرة كم ستدوم اقامتها الجبرية مع سانتينو , كما توقعت , لك تكن هناك اشارة لمحفظتها الثمينه التي تحتوي على جواز سفرها ودراهمها .
السياسة المثلى . الوحيد فعلا في هذه الظروف تبدو بان تترك هذا الموضوع جانبا , عاجلا او آجلا , وادركت ان ماريو سيصل ويخبر شقيقه بان زواجه قد تم الآن , وبعد ذلك لن يكون لديه من سبب لحجزها لفترة اطول , ما لم يكن هو غاضبا من الخداع لدرجة قتلها ودفنها في الخليج .
فكرت في هلع , شيء واحد كان مؤكدا , هو انها لا تستطيع ان تتخيله بان يكون خاسرا ,
حالما ارتدت ثيابها , شعرت بانها ضائعه نوعا ما . افرغت حقيبة الثياب واعادت ترتيبها باتقان . تجولت بقلق نحو النافذه ونظرت الى الخارج .
البحر تحتها يشع كالزجاج والافق البعيد يتلألأ في الحرارة . ماذا يفترض ان تعمل ؟ البقاء هنا محجوزة حتى يكشف سانتينو الحقيقة ؟ عضت على شفتها .
على كل حال هناك البحر , وحيث يكون بحر , يجب ان يكون هناك شاطئ . هي بكل بساطة سوف تستمر في اجازتها وليذهب سانتينو الى الجحيم .
حالما تمددت على الوسائد , اغلقت عينها , محاولة استعادة رباطة جأشها , لكنها شعرت فجأة بانها لم تكن وحدها . فتحت عينيها , ورات سانتينو واقفا فوقها .
جلست في الحال , ودفنت بشعرها الى الوراء بيد دفاعية , آملة ان لا تظهر اية اشارة ضعف نحوه .
- انني استغرب لأجد انك مازلت في الداخل .
المح بعد لحظة صمت امتدت بينهما :
- ام هل انت خائفة بان شمس كالابريا الدافئة ستحرق بشرتك الجميلة .؟
هزت كتفيها :
- انها معيشتي على كل حال , ياسينور .
بجلس بجانبها على الكنبة , ومد ساقيه الطويلتين امامه وشفتاه تلتويان بشخرية وهو ينظر اليها .
لوحت بيدها لكي تصفعه , وتحطم السخرية من وجهه لكنه كان اسرع منها . اصابعه المتوحشة امسكت معصمها بقوة حتى شهقت , هذه المرة من الألم .
ابتسم :
- انا لا اعتبرك كفأرة , يا جانينا . بالنسبة للرجل , يجب ان تكون هناك دائما تعويضات في وجود امراة جميلة .
مد يدا كسولة وامسك بمعصمها الذي كانت لا تزال تفركه من شدة الألم :
- انت تصتبين بالرضوض بسهولة , ياحلوة ... ذلك شيء سأذكره .
لم تستطع الكلام للحظة , مذهولة من النية الواضحة في ابتسامتها , ثم بصرخة مخنوقة سحبت معصمها , محاولة تجاهل الرعشة الطويلة التي هاجمت جسمها عند ضغط فمه على يدها
لثانية شعرت بإغراء بأن تضع طول الكنبة بينهما , لقد كان قريبا منها لدرجة انها استطاعت ان تشعر بدفء جسمه .
لكنها عرفت ان مثل هذا العمل سيجعلها تبدو حمقاء وبدون كرامة . لكن في نفس الوقت كان عليها ان توضح له انها ليست لعبته .
- افضل ان لا تلمسني .
- لماذا لا ؟
وكأنه يتسلى :
- ليست هناك آلات تصوير او جماهير من المشترين المتهلفين للثياب الغالية كي تختالي وتعطري جسمك , مع ان بشرتك مالسه كالحرير ورائحتك هي رائحة الورود الدافئة . بما انني المشاهد الوحيد , فأعتقد بان ذلك سيكون لمنفعتي .
- حسنا , الامر ليس كذلك .
- لا تحاربي بقسوة ضد غرائزك ياصغيرتي .
الصوت الساخر بجانبها نصحها ببرود .
- ماريو ضائع على أي حال , لذا لن تكسبي شيئا بابعاد جسمك عني .
مد يده وامسك ذقنها بقوة وادار رأسها كي تواجهه :
- هل اطلب من انونزياتا ان توفر على نفسها التعب من اعداد غرفة اخرى لك ؟
اطلقت جوليت صرخة مخنوقة :
- لا ! تمسكت بأطراف بلوزتها وغطت صدرها معترضه :
- لماذا لا ؟
سأل بنعومة :
- قد لااكون على وشك ان اعرض عليك الزواج مثل شقيقي الابله , لكنك لن تجدينني غير سخي اعدك , لماذا تتهربين من شيء نحن كلانا نعلم انه لا مفر منه ؟
هزت رأسها بعنف . رفعت ذقنها وحدقت اليه , وعيناها تلتهبان بالتحدي :
- انا لااشك بانك رتبت كل شيء .
قالت مع رعشة خافته في صوتها لتقترح بانها لم تكن في سيطرة تامة على الوضع وعلى انفعالاتها :
- لكن شيئا واحدا يبدو انك اغفلته من حساباتك هو حقيقة انني اجدك انت وتقربك المهين محتقرين !
الصمت الذي تلى كلماتها الجريئة كان مكهربا .
- اذن انت تجدينني محتقرا , اليس كذلك , يا حلوتي ؟
نهض وقبل ان تتمكن من معرفة قصده مال عليها وامسك بقدميها وجرها الى جانبه , للحظة طويلة تزلزل الارض امسكها وسمح لها بالتعرف على قوته مقابل ضعفها .
لم تستطع جوليت ان تتنفس ولم تستطع ان تفكر , قبضته لم تتراخى لم يكن امامها الا ان تستسلم لطلبه .
كاستجابة لصلاتها , ابتعد الى الطاولة بجانب النافذة حيث كانت هناك زجاجات واكواب على صينية .
رفع احدى الزجاجات وفتحها , وتحول الى حيث وقفت جوليت كانها تحولت الى صخرة , وجهه الاسود بارد وساخر .
- هذا فاتح للشهية , يا صغيرتي .
قال والتسلية الخافته الكامنة في صوته تشدد على الغموض في كلماته :
- لكي تفتح شهيتنا للوجبة اللذيذة القادمة .
خدقت اليه للحظة وهي واقفه هناك , تتهكم على المضيف الودود , ثم سرت رعشة طويلة بطيئة في اوصالها وهي تبتعد , مرغمة ساقيها غير الثابتتين على اخذها عبر الغرفة الى الدرج .
والى الملجأ الهش للغرفة العلوية , وعندما اوصدت يدها القفل الحديدي الكبير للباب , سمعت كأنها في حلم صدى ضحكته التي تسللت وراءها .
جلست على حافة السرير تحدق الى الارض . بجانبها كانت هناك بقايا الغداء الذي احضرته اليها انوتزياتا , على صينيه . لا احد في حياتها امسكها بهذه القوة , قالت لنفسها بخجل , ولم يكن هناك ادنى عزاء لتعلم ان كل هذا في الحقيقة لم يكون لها بل لشقيقتها .
قد تكون ادعت بانها جين , لكن تجاوبها لجاذبيته من البداية كانت كلها مخبئ لها , وهي كانت حمقاء لعدم ادراك ان رجلا بخبرته مع النساء لن يسجل ذلك فتفاعلت طبقا لذلك .
اخر شيء كانت تتوقعه لتفاعلها الخاص ان يكون لتلك العذراء الخايفة , فكرت جوليت , الاثر للابتسامه غير المرغوبة ترتفع الى زاوية فمها الذي لا يزال مرضوضا .
ومع ذلك كان بالضبط ما كانت هي عليه وهو شيء ما لن تتمكن من اخفائه او ادعائه .
كان المنظر من غرفة النوم الجديدة مختلفا قليلا , اكتشفت . استطاعت ان تلقي نظرة على الشاطئ الرملي الفضي وبعض الزوارق عليه .
تعجبت اذا كان السمك اللذيذ الذي قد تناولته على الغداء قد تم اصطياده محليا . قررت ان تذهب وتستكشف لاحقا .
عندما وصلت الى الطريق , القت نظرة طويلة على سيارة سانتينو وبحافز عبر المنطقة الصغيرة المرصوفة الى ظل الاشجار لتنظر اليها عن قرب .
شيء ما في عقلها يقول لها بأن سانتينو قد يكون تركها مفتوحه والمفاتيح فيها والخزان مليء بالبنزين , لكن حتى قبل ان يقاوم قفل الباب ضغطها , عرفت انها افرطت في التفاؤل .
كانت برودة المياه صدمة في البداية لجسمها الساخن , لكنها كانت صدمة لذيذة . كانت المياه بلورية صافية فغطست , وسبحت , وعامت .
تمنت لو كان لديها قناعا لتتمكن من استكشاف الاعماق بين الصخور . تسلقت الى صخرة وجلست للحظة تتأمل امواج البحر .
وفيما كانت غارقة في افكارها , شعرت فجأة بأنها لم تعد وحدها . كان سانتينو واقفا خلفها . ظل صامتا للحظة , ثم مد يده وامسك كتفها وازاح القماش عنه :
- دعينا لا نستغفل بعضنا يا جانينا .... كان هناك شيء ما بيننا من اللحظة التي نظر فيها كل منا الى الاخر . انا اعرفه وانت تعرفينه , فدعينا ننسى الافكار الفاضله .
- طعمك مالح .. ليس لديك أي اثر للماكياج , وشعرك يتدلى كأذيال الفئران , ولو لم نكن محاطين بتلك الصخور اللعينه , لكنت اخذتك الآن .
- دعني لوحدي !
همست وكانت على وشك البكاء واقرب الى الهلع . سيكون من السهل عليها ان تستدير نحوه , وتستسلم ليجرها الى جسمه الدافئ .
لكنها عرفت انها اذا افسحت في المجال امام أي من الحوافز الخادعة الدافئة التي تجتاح جسمها فعندئذ ستستيقظ في صبيحة اليوم التالي للخزي والندم .
بالاضافة الى ذلك , ان هي سلمت نفسها له , فإنه سرعان ما سيعرف بأنها ليست جانينا التي بين ذراعيه .
حاجة جوليت المؤلمة لنوع من الخبرة لم تترك امامها مجالا للشك بانه سيطلب وسرعان ما تظهر الخدعة التي لعبتها عليه .
نهضت جوليت على قدميها ، خائفة من أن يحتجزها ، لكنه بقي حيث هو فيما بدأت
هي تهبط إلى الطريق . مع كل خطوة كانت تتخذها ، كانت واعية بأن عينيه تراقبانها .
فكرت جوليت للحظة بأنه سيأتي خلفها ، فاستعدت للهرب ، عندئذ أدركت ، حالما خلع قميصه وسرواله بأنه
فقط يسعد للسباحة ، سار إلى حافة الصخرة ووقف بلا حراك للحظة قبل أن يغطس .وأدركت جوليت بأنه لم يكن
يرتدي أي شيء بتاتاً . أبتعدت مسرعة ، وهي تشعر بالتورد يتسلل إلى وجهها ، ثم أخذت تسير مسرعة .
لم يمضي وقت طويل على دخولها إلى الغرفة ، حتى وجدت سانتينو يدخل إلى الغرفة .
حملها ووضعها على الكنبة . وجلس بجانبها وقبل أن تستطيع الإبتعاد أو الإعتراض ، كانت ذراعاه تشدانها إليه .
كان متوحشاً جداَ ، لكن جوليت أدركت أنه كان فقط غضباً هو الذي يقوده وليس شهــوة .
كان وزن جسمه يضغطها على الوساد الناعمة . يداها صعدتا بينهما في محاولة لإبعاده عنها ، لكن بدون جدوى .
رفع رأسه وحدق إليها ، ورغم أنه كان يزال عابساً ، فقد عرفت أنغضبه قد تلاشى في تلك الهجمة الهائجة الأولى على فمها .
عندما انحنى ثانية فوقها ، قبلته ، ولمسته كان لهما سحر لطيف .
هذه المرة شفتاه لامستا شفتيها بخفة ، وعلى الفور ذلك الشوق الخائن القديم ثار بداخلها لخدعها ،
ويثيرها بهذه الرقة الجديدة غير المتوقعة ، شعرت بخجل أن جسمها كان يكافح صعوداً ليلتقي بجسمه في عطاء غير محكي .
حدق إليها من جديد ، وعيناه تدرسان فمها الممتلىء كأنه لم يرو ظمأه . ثم انحنى وقبلها من جديد .
عندما رفع رأسه أخيراً ، سمعها تطلق أنّة احتجاج لا ارادية ، فضحك ضحكة عميقة في حلقه .
( لا تكوني لجوجة ، يا صغيرتي الحلوة ) كان صوته أعمق وأكثر خشونة مما سمعته من قبل .
( أن لدينا الليل بطوله ، وبالإضافة إلى ذلك ، أنا أريد أن أرقص معك - المتعة التي وعدت نفسي بها منذ فترة طويلة ).
شعرت فجأة بالخجل والحماقة . لم تكن راقصة ، لكن لا أحد يستطيع مقاومة عزف تلك الموسيقى .
بدت وحيدة بغرابة في بركة من الضوء عندما بدأت تتمايل معها ، مستخدمة كتفيها ويديها أولاً ، ثم وركيها وكامل جسمها ، وبدا الإيقاع
أنه أصبح جزءاً منها ، شعرت بكامل جسمها خفيفياً كالهواء وهي ترفع تنورتها بيد ، مستخدمة الامتلاء كأنهما جناحي فراشة
وهي تغطس وتتمايل وتدور في آن واحد مع ضرات الموسيقى .
لكنها لم تكن فراشة ، فكرت حالمه وهي تدور .
كانت عنه تدور إلى مالا نهاية في إثارة خطرة متوهجة .
( عظيم ، يا حلوتي ) تمتم خلف أذنيها . ( لكن هذا ليس ما أقصده تماماً . أريد أن ترقصي لي مثلما رقصت في حفلة فكتوريا ليوتانا .
لا يمكن أن تكوني قد نسيت . أم هل أنعش ذاكرتك ؟).
راحت أصابعة تداعب ظهرها العاري حتى وصلت إلى حافة ثوبها ، ثم استمرت ،آخذه السحاب الطويل معها ،
انزلق الثوب عن كتفيها وانزلق إلى الأرض عند قدميها في بركة متلألئة .
وقفت جوليت للحظة ساكنة ، مصدومة وبلا حراك ، ثم مع صرخة انحنت ولملمت الثوب ، ورفعت طياته لتحمي جسدها العــاري عندما
ادارها لكي تواجهه . ضاقت عيناه بضجر وهو يلاحظ حركتها الغريزية من الحشمة .
( لماذا تزعجين نفسك بإدعاء المزيد ؟) سألها .
( أنت لم تغطي نفسك أمامي - أو أمام ثلاثين آخرين تقريباً - في حفلة فكتوريا ) إبتسم ، لكن الإبتسامة لم تصل إىل عينيه اللتين بقيتا قاسيتين .
( لو أنني نزعت عنك ثيابك عندما كنا نتبادل القبلات منذ لحظات لما تفوهت بالإعتراض ).
أطبقت يده فوق الطيات الرقيقة للقماش الذي ما زالت تغطي به جسدها .
( إنه ثوب جميل ) فال بفر ح.

( لا تدعيين أمزقه ، يا حلوتي ).
استخدمت كل قوة تمتلكها لتتمكن من التراجع .
وهي تضرب يده لاإبعادها . أسودّ وجهه بالغضب وتقدم خطوة سريعة نحوها ، ثم توقف ، وقد بدأ مذهولاً من النظرة في وجهها الشاحب .
( ماذا جرى ؟) سأل .
( يا جنينا الحلوة ، أنا لن ...)
( لا تناديني هكذا ) اعترضت .
كان صوتها منخفضاً لكنه خفق بإخلاص غاضب جعل حاجبيه السوداوين يلتقيان في عبوس غير معقول .
( ولا تلمسني أيضاً . في الحقيقة ، لقد قلت مرة ما يجب أن أقوله ، لقد صليت فقط بأن لا أراك أو أتحدث
إليك ثانيه ) توقفت وأخذت نفساً عميقاً : ( أنا - أنا كذبت عليك ، سينيور ، من البداية . أنا لست جانينا لورانس .
أنا جوليت ، شقيقتها الكبرى من انكلترا ).
وقفت جوليت تنتظر بتوتر انفجار الغضب الذي لا مفر منه . لقد أقنعت نفسها تماماً
أنه هكذا هو ستفاعل عندما تخبره أخيراً بالحقيقة ، وهكذا فإن صرخة الضحك القاسية ، كانت صدمة أرسلت نظرتها الخائفة طائرة في جحود
إلى وجهه .
( لا شك عن قصصك عن الجنيات مفرحة يا عزيزتي ) ، قال .
( لكن هذا ليس هو الزمان ولا المكان للغوص فيها . لقد بدأت تجربين صبري ).
أخذ خطوة أخرى نحوها . كان هناك تهديد ووعيد في كل خط عضلي من جسمه وشعرت جوليت نفسها تنكمش داخلياً ، شاعرة بالرغبة الجبانة
لكي تدير ظهرها وتهرب . مع ذلك في نفس الوقت هي عرفت أن عليها الوقوف في أرضها واقناعه بأنها كانت تقول الحقيقة .
( لا ، يجب أن تصغي ) قالت بسرعة .
تراجعت بعيداً عنه قدر المستطاع وكانت الآن قد وقعت في شرك الظهر العالي للكنبة خلفها .
( لقد ضللتك بإمعان . لقد عرفت أنك اعتقدت بأنني جين ، وتركتك تستمر في اعتقادك لأنني . أريد أن تلحق بها .
لكن محفظتي كانت في غرفة النوم وجواز سفري فيها . ذلك سيقنعك بأنني أقول الحقيقة ).
توقف ، واعتقدت للحظة بأنه سيأخذ بعين الإعتبار ما قالته .
لكن ذلك كان فقط ليخلع جاكيته ويلقيها على ظهر الكرسي .
تبعتها ربطة عنقه ، وهو بدأ يفك أزرار قميصه ، وعيناه الساخرتان تراقبان هلعها المفاجئ وعدم ثبات نفسها .
( المفروض هو أن أسرع إلى روما في الحال للتحقيق في هذا - التلفيق ؟)
هز رأسه وهو يرمي قميصه على الأرض . ( أنا آسف يا عزيزتي ، فأنا لدي - لدي أشياء أفضل للقيام بها .
الآن توقفي عن المماطلة هناك كحورية خائفة ، وتعالب عندي ) أضاف مع لمسة ضجر .
( إن هذا هو ما يريده كلانا ، فلماذا الإدعاء؟) ومد يده آمراً . ( لا تدعيني أحضرك ، يا عزيزتي ) تكلم بخفه .
( يجب أن تصدقني ) قالت جوليت يائسة .
( أنا لست شقيقتي . بكل تأكيد أنت رأيت صورها في المجلات ؟
وتلك - الحفلة التي ذكرتها . أنت رأيتها شخصياً هناك).
( لكن فطرتك الخاصة يجب أن تخبرك ، يا جانينا ، أنه حالما يقوم خبراء الماكياج بعملهم ، فيمكنك أن تكوني أي شخص . لا ، أنت لن تقنعينني ، يا صغيرتي ،
وتساهلي عن هذه التقلصات العذرية يتناقض كل دقيقة ) .
عيناه حامتا فوقها ، وهي تتراجع نحو الكنبة ، خائفة من
اطرائة الشهواني ال1ي رأته فيهما ، سمعته في يضحك بنعومة .
( سلمي نفسك ، يا صغيرة ) قال بلطف .
( لا تجعليني آخذك) .

( سانتينو - أرجوك !) الدموع العاجزة المحبطة تجمعت في عينيها .
( لا - لا تفعل شيئاً سيندم عليه كلانا ..)
ابتسم ( هل تعنين أنني سأكره نفسي في الصباح ؟ كم أنت من الطراز القديم - وغير حقيقية أيضاً .
أنا لن أكره نفسي ، يا محبوبتي ، وأنت لن تكرهينني أيضاً ).
بدون تسرع الغت المسافة الباقية بينهما والقت جسمها المرتعش على جسمه الدافئ ، بسيطرة عادية نزع الثوب من يديها وتركه يسقط على الأرض .
نظر إليها للحظة طويلة ، ثم أخذ نفساً وركع أمامها ، وضغط وجهه على بطنها الناعم.
( سمّي نفسك جوليت إذا شئت ، يا حبيبتي ) همس ، .
( الليلة - هذا الأسم لن يكون غير لائق لك ).
آنّـة خفيفة لم تستطع كبتها ارتفعت في حلقها .
بالرغم منها ، حتى لمسته الخفيفة كانت كافيه لاشعال الحرائق فوقها ، ودماغها توقف عن العمل .
شيء ما في أعماقها ، صوت صغير كان يصرخ في ألم شديد بأنها تريد أن تكون له - نعم - لكن لمصلحتها الخاصة .
وليس لأنه يعتقد بأنها جين . وحتى ذلك الصوت الصغير أصبح أبكماً ، أسكته مد الشوق الذي غمرها .
لم يعد يهمها شيء عندما دست ذراعيها إلى كتفيه ليلتفا حول عنقه وهي تنتظر اللحظة التي سيرفعها فيها بين ذراعيه ويحملها إلى تلك الغرفة الكبيرة ذات السرير العريض .
لكن الصوت الذي كان لا يزال يطرق ، أختلطت معه الآن أصوات ، وسمعت سانتينو يشتم بسرعة وببرود قبل أن يبعدها عنه لكن ليس بلطف .
التقط ثوبها المجعد ورماه إليها : ( ارتديه ، يا صغيرة )
أمرها عندما وجد قميصه ودس ذراعيه فيه .
( يبدو لدينا زواراً ).
للحظة ذهول حدقت إليه قبل أن يعود إليها رشدها .
والواقع المدمر لما قاله .
مع شهقة خجل وهلع أسرعت بإرتداء ثيابها ، وقد تورد وجهها عندما أردكت المدى الذي وصلت إليه .
( سا نتينو !) كان صوت امرأة ، وجوليت جفلت لا أرادياً عندما وصل إلى مسامعها .
لكن المرأة التي اندفعت إلى داخل الغرفة فقط بعد ثانية لم تكن في سن يسمح لها بأن تكون خليلة سانتينو .
كانت ترتدي الأسود بأناقة والماس يلمع في أصابعها وفي أذنيها .
وأحتاجت فقط إلى صوت سا نتينو المذهول ( أمي ؟) لجهل هويتها أكثر من واضحة .

الجزء السابع
طوفان من الكلمات الايطالية المتهيجية اندفعت الى مسامع جوليت وهي جالسه على زاوية الكنبة , فتمنت ان تنشق الارض وتبتلعها . لم تكن هناك فرصة للهرب بدون ان يلاحظها احد .
- نعم امي , لحظة واحدة .
سمعت هذه الجملة بالايطالية , استدار في الحال وجاء الى حيث كانت هي جالسه .
كان وجهه القاتم قاسيا وهو ينظر اليها :
- ماريو في المستشفى .. لقد اصيب عندما اصطدمت سيارته قرب نابولي .
انفجرت شفتاها وهي تستعجل ما يوقل وشهقة قلقة فرت منها :
- جين .. هل كانت جين معه ؟ هل هي بخير ؟
التوى فمه باحتقار :
- هل هذا هو كل ما يمكنك قوله ... مزيد من الكذب , ومزيد من قصص الجنيات ؟
قبل ان تستطع الاجابة , سارت السنيورة عبر الغرفة ووقفت تحدق اليها :
- من هي ؟
سألت بغرابه .
- تكلمي بالانكليزية امي .. انها الشيء الوحيد الذي تفهمه سينيوريتا لورانس .
- لورانس ؟
لفظت السنيورة الاسم بتفكير , ثم تراجعت :
- انه اسم تلك المرأة !
والتفتت الى سانتينو :
- ماذا تفعل مع فتاة لديها نفس الاسم كتلك ؟
- امي .
اخذ سانتينو ذراعها بسلام :
- هذه هي الفتاة التي تورط معها ماريو , لكن لا تقلقي لأنني ... .
- هذه الفتاة ؟
حدقت السنيورة الى جوليت , وضاقت عيناها , وقالت اخيرا :
- لا ... هي مثلها , مثلها تماما . لكنها ليست تلك الفتاة .
- مال الذي تقولينه يا امي .
كان صوته خشنا .
- اقول بانها ليست تلك الفتاة .
اجابته والدته بتعقل :
- كيف جاءت الى هنا , على أي حال , عندما تكون في المستشفى , تماما مثل ابني ماريو ؟
سانتينو لم يعر انتباها للمنطق الهادئ لجدالها . هو قال النصف لنفسه :
- لكن ذلك لا يمكن !
عندئذ اخذ ذراعي جوليت في قبضة تؤلم واوقفها على قدميها وقال بخشونه :
- من انت , وهذه المرة من الافضل ان تقولي الحقيقة .
أمالت جوليت برأسها الى الوراء في تحدي :
- لقد اخبرتك من اكون . اسمي جوليت وانا الشقيقة الكبرى لجانينا لورانس . انا معلمة وقد جئت من انكلترا .
- معلمة ؟
ردد مع ضحكة خالية من الرحمة اطلقها وابتعد :
- يا الهي , اية مشكلة هذه َ!
وضعت السينيورة يدا مطلية الاظافر بشكل جميل على ذراعه :
- ماذا تقول ؟ اها شقيقة تلك الفتاة , التي .... .
- نعم , يا امي .
قاطع والدته بسرعه :
- شقيقتها .
لقد كان الرجل الآخر هو الذي جاء للانقاذ . تقدم ووضع يده على كتف السنيورة . انكليزيته كانت جيده لكن اللفظ كان ثقيلا :
- اهدئي ياعزيزتي , سانتينو يفهم مشاعرك . لا حاجه لأن تكملي .
التفت نحو جوليت وقام بانحناءه ودية قديمة الطراز :
- انت ستصفحين عن زوجتي يا سنيوريتا , في قلقها على ابنها تجاهلت ان تخبرك عن شقيقتك التي سمعت عنها هي ايضا في الستشفى لكن اصابتها ليست خطيرة . ضلعان مكسوران , هذا كل شيء .
اطلقت جوليت تنهيدة طويلة :
- الحمد لله ! .. اشكرك سينيور .. انا .. انا يجب ان اعلم والدتي .
- لكن ليس الليلة .
قال سانتينو بحزم :
- لقد سمعت زوج امي يقول ان اصابتها ليست خطيرة .
نظر اليها ووجهه كان للغريب المحظور . العاشق الذي داعبها الى حافة الجنون واستسلمت له فقط قبل بضع دقائق قد تلاشى كانه لم يكن موجودا .
ربما لم يكن موجودا . لقد تحدث عن قصص الجنيات , ربما كل ذلك كان جزءا منها . شعرت فجأة بتعب شديد وقليل من المرض . تريد الذهاب الى غرفتها
بعيدا عن هاتين العينين العدائيتين اللتين يبدو انهما تخترقانها , لكن ساقيها تحولتا الى هلام ولا تستطيعان حملها بشكل لائق لدرجة انها ترنحت قليلا عندما بدأت تتحرك .
- انتبه يا ساتينو !
كان زوج امه يتكلم :
- اعتقد ان السينيوريتا ليست بحالة جيده .
بدون كلمة , وقبل ان تستطيع التفوه باعتراض حملها سانتينو بين ذراعيه واتجه بها الى الطابق العلوي , ووجهه كان اكثر شحوبا .
لم يتكلم سانتينو حتى اصبحا في الغرفة التي نقلت ثيابها اليها . وضعها على السرير وابتعد .
- سأرسل لك انونزياتا .
- سانتينو .
رفعت نفسها على كوع واحد وحدقت اليه متوسلة :
- كيف وقع الحادث .
- لست ادري ... انه واحد من الاسئلة العديدة التي يجب ايجاد اجوبة عليها . حالما تصلني معلومات اكيده , سأعلمك . تصبحين على خير ..
توقف والتوى فمه الى ابتسامه كئيبه :
- تصبحين على خير جوليتا .
سار نحو الباب وخرج واغلقه خلفه . تمددت جوليت على الوسائد واغلقت عينيها , وقاومت الدموع التي كادت تغمرها .
مسكينه جين بدأت شهر عسلها في مستشفى , لكن يفترض ان تكون مسرورة لألهما تخلصا من اصابة خطيرة , ويجب ان تكون مسرور ايضا لأن القصة الكاملة اصبحت الآن في العلن .
وان لغزها قد انتهى الى خير .
يجب ان اكون مسرورة قالت لنفسها , يجب ان اكون , لكنني لست سعيدة .
انقلبت ودفنت وجهها في الوسادة .
- لو انهما فقط انتظرا عدة ساعات .. همست بألم .
- اوه لماذا قدما فقط في تلك اللحظة ؟ لماذا لم يدعاني استمتع الليلة ؟
استيقظت جوليت باكرا جدا في صبيحة اليوم التالي . هي لم تتوقع بان تكون قادرة على النوم , لكنها بدت قلقة نوعا ما .
كانت انونزياتا قد ظهرت الى جانب سريرها الليلة الماضية حاملة صينية مع كوب صيدلي في حمالة فضية الذي اخبرت جوليت بانه يحتوي على تيزانا .
كان ساخنا وله مذاق الاعشاب , لكنه كان منعشا وتحت عين انونزياتا المراقبة شعرت جوليت بضرورة شربه الى اخر قطرة .
ارتدت جوليت ثيابها وخرجت متجهة الى الشاطئ , وفيما كانت جالسة فوق صخرة غارقة في افكارها ,شعرت بأن سانتينو كان يقف خلفها .
وقبل ان تلتفت
- صباح الخير .
قال لها .
بذلت جهدا للوقوف على قدميها :
- اريد ان اطلب منك معروفا .
قالت باعياء :
- هل يمكنك ان ترسلني الى نابولي لرؤية جين ؟ ستكون قلقة وستكون بحاجة الى شخص ما .
- في هذه اللحظة هي في ايد امينة ... مع ذلك استطيع ان افهم قلقك . والدتي ايضا تخشى ان كارثة ما ستقع اذا لم تقم بزيارة ماريو في الحال . لكن هناك مشكلة .
نظرت اليه , خائفة واطلق هو عليها ابتسامة خفيفة ملتوية .
- انا لم اخبرك انني بحاجة الى مساعدتك .
قال :
- عندما تلقت والدتي الرسالة من المستشفى , كانت تقضي عدة ايام في فيلا في برنديزي مع شقيقة زوج امي . عندما قدما الى عندي , هنا الحث على مرافقتهما , لأسباب معروفة لديها .
توقف :
- عندما وصلوا لم يكن عندي فكرة بأنهما ليسا وحدهما , وانا بصراحة هلعت عندما اخبرتني امي ان فيكتوريا كانت تنتظر في السيارة . وقررت بوضوح مرافقتنا الى نابولي فيما بعد هذا الصباح , وليست هناك من طريقة لمنعها بدون اثارة شكوكها .
- لكن لماذا تريد مني ان امنعها ؟
وضع سانتينو يديه في جيوبه بغضب :
- لأنها ليست فقط سلفة امي ... هي ايضا المادرينا أي العرابة لفرنسيسكا خطيبة ماريو .
- خطيبة ماريو ؟
الانفاس غادرت جسم جوليت في شهقة لاتصدق .
ابتسم بخفة :
- الم تكوني تعلمين بأنه كان خاطبا ؟ شقيقتك اغفلت تلك التفاصيل الصغيرة من خطط زواجها ؟
- ذكرت شيئا ما حول زواج مرتب ... لكن كان عندي انطباع بأن كل شيء كان للمستقبل لا شيء محدد .
رفع حاجبيه :
- موعد الاحتفال كان قد تحدد ... من الطبيعي ان فرنسيسكا لا تعرف شيئا عن وجود شقيقتك . هي شابة جميلة جدا , وبريئة جدا , وهي تحب شقيقي الاحمق اكثر مما يستحق . من الطبيعي نحن لا نريدها ان تعرف كيف يبادلها محبتها .
- لا .
وافقت جوليت بخمول :
- لكن ما علاقة هذا بعرابتها ؟ بكل تأكيد هي لن ... ؟
بعد فترة صمت , سألت جوليت :
- كيف ستوقفها ؟
ومدت يديها عاجزة .
انني سأبتكر سحابة دخان ... بمساعدتك . هي تعرف شقيقتك بالطبع , لكنها لا تعرفك , ورغم انه ستكون هناك صعوبة طفيفة في معرفة الشبه عندما تلتقيان .
- اعتقد اننا التقينا خارج غرفة الحمام من قبل .
اعترفت جوليت .
هز كتفيه :
- لا يهم . كل ما عليك ان تفعليه عندما نعود الى القلعة لتناول الفطور هو ان تتقبلي بدون تعليق القصة التي سأخبرها اياها لتفسير وجودك وكذلك وجود جانينا في العيادة في نابولي .
- ماذا ستقول ؟
شعرت جوليت ببعض المرض .
- انك انت وانا مخطوبان وسنتزوج .
قال بلطف .
- ماذا ... صرخت ... هل انت مجنون !
- لا ... اسمعيني يا صغيرتي , ولا تكوني هيستيرية . الآن ستكون فيكتوريا قد رأت الصحف وعرفت ان هناك بعض الغلط لأنني لست مع جانينا وانني هنا معك . هي تستمتع بالفضيحة ولها انف في ثرثرة وقيل وقال . في الحقيقة هي ليست فوق الشبهات لتبيع قصصا حول اعز صديقاتها للصحف , ليس هنا فقط في ايطاليا بل في الخارج كذلك , حسنا , استطيع تفسير تلك القصة الخاصة .. مراسل صحيفة كان في عجلة من امره وارتكب غلطة , شقيقتان , كلتاهما بشعر احمر , وكلتاهما انكليزيتان وجميلتان , غلطة بسيطة في الهويتين . وهكذا اليوم , اعلن اننا سنتزوج , وانني قد رتبت حفلة عائلية ودعوت ماريو الى هنا وطلبت منه ان يحضر شقيقتك معه . وقبل ان اتمكن من توجيه الدعوات لبقية افراد العائلة .. بما فيهم فرنسيسكا .. تورطت سيارة ماريو في ذلك الحادث الفظيع .
( لن أقوم بذلك الدور!) وضعت جوليت يديها على جبنبيها .
( مساعدتك مقابل مساعدتي - هذه صفقة ) ذكّرها .
( لكنك لا تستطيع أن تساوم هكذا ) إعترضت .
( لماذا لا ؟) العينان النحاسيتان تركزتا على وجهها .
( أنت ممثلة ماهرة يا عزيزتي ، كما قلت لك . كل ما عليك أن تقومي به هو أن تمثلي دور خطيبتي المحبوبة
لعدة أيام - وأن تقنعي شقيقتك بالتعاون في قصتنا ).
( أنا - أقنع جين ؟) هزت جوليت رأسها . ( لا شك أنك تمزح !) .
أمسك ذقنها . ( أعتقد بأنها ستنجح ) أطلق ذقنها .
( ربما لم أكن لطيفاً معك ، يا جوليتا ، لكنني على الأقل لن أعيش مع المعرفة بأنني أغويتك ) إبتسم بلطف.
( في إيطاليا ، طهارة الفتاة وعذريتها قبل الزواج لا تزالان موضع تقدير كبير . أنني سعيد لأنني لم أخدعك ، ياعزيزتي ).
انتظر للحظة ، لكنها لم تجب ، عندئذ مد يده وأمسك يدها .
( هيا تعالي ) قال .
( دعينا نعود الآن ونزف إليهم - النبأ السعيد ).
وعندما لحقته جوليت عبر الصخور إلى الطريق والدرجات إلى القلعة ،
أدركت للمرة الأولى في حياتها أنه أحياناً أكثر الدموع ألماً التي لا يستطيع المرء أن يذرفها .
( عزيزتي ) كتبت الأم .
( أنني سعيدة لأنك استطعت تمديد اجازتك . ستتمكن من مشاهدة الكثير من ايطاليا .
الآن ألست مسرورة لأنني أقنعتك بالذهاب ؟
وكم هو جميل لأن جين أمضت بعض الوقت معك .
كم هم لطفاء أصدقاؤها الذي دعوكما للإقامة معهم .
( أخبار جين كانت مثيرة حقاً ) تابعت الرسالة .
( كانت سعيدة جداً عند دي لورتزو ، لكنني أستطيع أن أرى بأنه آن الأوان لها للتغيير ، وكم هو مدهش للتفكير بأن هناك حديثاً عن فيلم !)
أعادت جوليت بقية الرسالة إلى المغلف وحدقت بغموض خارج نافذة غرفة نومها ..
وهكذا كان ذلك آخر سطر من الحقيقة . الحقيقة كانت أن جين الآن بدون عمل .
لقد استقالت رسمياً من عند دي لونزو ، وكتبت إلى عدد من دور الأزياء تصرخ بأنها جاهزة
للعمل ، وحددت موعداً مسبقاً بعد حوالي شهرين من ولادة طفلها المنتظر .
لكن لم يبد أحد منها أدنى اهتمام بقبلوهم لخدماتها ، ومزاح جين أصبح عاصفاً أكثر مع كل كلمة رفض مؤدبة .
بقيتا في القلعة لأكثر من شهر ، وكان الوقت يقترب بسرعة عندما عرفت جوليت أن عليها أن تعود إلى انكلترا .
لقد كانت أسعد فترة في حياتها .
في الحقيقة هي لم تستطع أن تتذكر عندما كانت يائسة جداً .
مع ذلك على السطح ، كل شيء في الحقيقة ظهر جميلاً .
ماهو الخطأ الذي حدث ؟
تمثيل دور خطيبة سانتينو لم يكن صعباً كما تخوفت ، لأنه ابتعد في طريقة ، على ما يبدو ، لتسهيل الأمر عليها .
لقد سافر في رحلة عمل لفترة طويلة ، وبعيداً عن تقبيلها بخفة عند الوصول والمغادرة ، حافظ على وعده بعدم ارغامها .
كانت هناك ، فكرت بإرتياح محدود ، لا عودة إلى تلك الشهوة المخيفة المظلمة التي أظهرها لها تلك الليلة في جناح الفندق .
في الحقيقة ، لم تكن هناك شهوة بتاتاً ، وبدا أن سانتينو تجنب أن يكون وحيداً معها ، افترضت ، بوحشة نوعاً ما ،
أنها يجب أن تكون شاكرة لهذا .
لقد كان على كل حال ما أرادته - أو ما أخبرته بأنها أرادته ، لذا ليس عليها أن تشكر أحداً سوى نفسها أن هو حافظ على كلمتها .
لم يكن هناك مزيد من الفرصة ليكونا لوحدهما منذ عودتهما إلى القلعة لأن جين كانت هناك دائماد ساحرة ، واثقة ، وكثيراً مع ابتسامة ساخرة
خافتة على شفتيها وهي تراقبهما . أحياناً فكرت جوليت أن شقيقتها عرفت أن الخطوبة كانت مجرد خدعة .
أخذت جوليت حماماً سريعاًُ .وارتدت تنورة بلون الكريم وقميصاً حريرياً بحرياً طويل الكمين قبل أن تأخذ طريقها إلى الطابق السفلي .
اكنت انونزياتا تقدم القهوة واللفائف الساخنة ، والسينيورة أومأت إلى جوليت للإنضمام إليهم .
كانت جوليت نصف خائفة من أن استنطاقاًُ آخر كان على وشك أن يبدأ ، لكن بدلاً من لائحة المدعوين ،
وعن الكاهن الذي وافق على القيام بمراسيم الزواج .
استرقت نظرة إلى فرنسيسكا من تحت رموشها بينما هذا الحديث كان مستمراً ، فكرت جوليت بأنها لم تشاهد فتاة بمثل هذه الاشراقة حيال زفافها المرتقب .
وكانت شاكرة في قلبها منع ماريو من الزواج من الفتاة التي كانت بوضوح تحوم حوله .
كانت تأمل كثيراً بأن فرنسيسكا لن تسمع عن هذه الزلة ، وكانت سعيدة لأن جين كانت على بعد أميال في روما في هذه اللحظة .
عندما انتهى تناول الفطور أمرت السينيورة زوجها بأن يأخذ فرنسيسكا في جولة حول القلعة ، فعرفت جوليت أن الاستنطاق لن يطول أكثر .
( أرها كل شيء ) كانت التعليمات الأخيرة للأثنين اللذين استعدا للمغادرة .
( عندي أشياء أود أن أقولها لجوليتا ) راقبتهما يغادران الغرفة ، ثم التفتت إلى الفتاة الخائفة بوضوح أمامها .


( الآن فسّري ) أمرت .
( لغاية الآن ، أنا أعتقد بأنك ستتزوجين من سانتينو . والآن أنت تقولين أنك لن تتزوجي .
لماذا ؟ ألم تعودي تحبينه ؟) .
شعرت جوليت بشهقة ترتفع إلى حلقها فكبتتها بسرعة . وهكذا فإن سرها المحفوظ أصبح في الحقيقة كتاباً مفتوحاً
لكل شخص ، فكرت بتعاسة ، ولم يعد هناك مجال للإنكار تحت نظرة السينيورة الحادة .
( الأمر ليس كذلك ) أحنت رأسها .
( لكن كما ترين سانتينو في الواقع لا يريد الزواج مني ) .
( أنت تتحدثين عن تلك الرواية التي رواها لي د أنه عرض عليك الزواج فقط لأنه أغتصبك )
أصدرت السينيورة صوت إحتقار .
( أنا لا أصدق ذلك . سانتينو هو رجل اليوم . كما قلت لنفسي لاحقاً ، هو لا يكترث لمثل هذه الأشياء . علاوة على ذلك )
أضافت ، ( أنت شقيقة تلك الفتاة الأخرى . بماذا تدين لك عائلتي ؟ لا شيء!) .
( أنت لا تفهمين ) أدركت جوليت أن الصراحة التامة هي الجواب الوحيد .
( نحن لم نكن - في الوقع مخطوبين . أنها فقط رواية نحن لفقناها ) شرحت لها بإعياء لماذا أصر سانتينو على الخطوبة المزيفة .
استمعت لها السينيورة ، وقد فغرت فاها . ( إذن لماذا لم تخبريني هذا ؟) سألت .
( لست أدري ) هزت جوليت رأسها .
( هو - هو قال لي بأن لا أخبر أحداً بأنها - كانت خدعة . وأنا لم أفعل - حتى الآن .
فقط أنا مسافرة - غداً ، على ما أرجو ، ومن المحتمل أن الأمر لم يعد يهم ).
جلست السينيورة عابسة .
( وسانتينو هو في روما مع تلك الفتاة الأخرى ، شقيقتك ؟ ) أطلقت إلى السماء نظرة حاقدة .
( وهل تظنين بأنني سأبارك نفسي بأنه ليس عندي أبن أحمق !) .
( لا تلومي سانتينو ) قالت جوليت بصعوبة .
( هو - هو لم يقصد بأن يتحول الأمر على هذا النحو ).
( من يدري ما الذي يقصدة ؟) قالت السينيورة بمرارة .
( أنني أشك إذا كان يعرف نفسه ) درست جوليت للحظة ولانت ملامحها .
( إذن أنت تحبين ابني ) قالت بلطف .
( حسناً ، الأمر بسيط ، امكثي هنا وتزوجيه .أخبري تلك الفتاة الأخرى - شقيقتك ،أن تذهب من الطريق ).
شعرت جوليت بأنها على وشك البكاء ، لكنها وجدت نفسها تبتسم بدون رغبة .
( أنا - أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك ، يا سينيورة .
وسانتينو لا يريدني . هو كان - سيأخذني عندما اعتقد بأنني جين ، لكن كل شيء قد تغير عندما اكتشفت الحقيقة .
أنا - أنا في الواقع يجب أن أرحل . سيكون الأمر أسهل إذا فعلت ).
انتظرت طول النهار عودة سانتينو ، وأخيراًُ ، عندما اقترب المساء ، رضخت السينيورة لألحاح زوجها ووافقت
على العودة إلى الفيلا خارج مسينا حيث كانا يقيمان مع عمة فرنسيسكا وعائلتها .
قالت بأنها ستعود .
أنهت جوليت العشاء وكانت جالسة لوحدها في الصالون تقول لنفسها أن ليلة أخرى على الكنبة ليست مووضع سؤال ،
عندما سمعت صوت السيارة . للحظة شعرت بأنها على وشك أن تطير ، لكنها جلست ثانية وخبأت يديها بين طيات تنورتها .
دخلت جين أولاً . كانت تضحك وهي داخلة ، وبدت لجوليت بأن هناك نغمة انتصار في ضحكتها .
( عزيزتي ) قالت . ( كم هو لذيذ ! الجلوس مثل بنيلوب المخلصة !) تقدمت نحو الكنبة وجلست عند الطرف الآخر منها ، ورفعت ذراعيها فوق رأسها .
( لقد كانت ) تمتمت ، والإبتسامة تتلاعب عند زاوية فمها ( رحلة ممتعة ).
أرغمت جوليت فمها المتصلب على التكلم . ( لم أكن أعلم أي شيء ، أشكرك ) قالت بتودد .
( سأغادر من هنا في الصباح على أي حال . لكن قبل أن أذهب ، هناك شيء واحد يجب أن أقوله لك ، يا جين ،
رغم أنني لا أعتقد بأنه سيكون لمصلحة أمي .
أنت بدون شك أكبر ***** التقيتها ، وأرجو أن لا أضع عيني عليك من جديد ، شقيقة كنت أم لا )
والآن حان دورها لتبتسم لنظرة الدهشة على وجه جين الجميل . ( وأرجوك أن تطلبي من سانتينو أن لا يزعجني الليلة ) تابعت .
( أريد منه فقط أن يضع نقودي وجواز سفري هنا في الصالون ، وسآخذهم عند خروجي ).
( لا تكوني حمقاء ) قالت جين ببرود .
( كيف تقترحين الخروج من هذه الحفرة ما لم يأخذك ؟)
( سأجد طريقة ) قالت جوليت .
( أفضل العودة سيراً على الأقدام إلى روما بقدمين عاريتين بدلاً من أن أطلب من أي واحد منكما أدنى معروف ).
سمعت حركة خفيفة خلفها والفتت لترى سانتينو واقفاً في المدخل .
حكمت من النظرة العابسة على وجهه ، بأن لا مجال للشك بأنه سمع ملاحظتها الأخيرة .
استدارت جوليت وأخذت طريقها إلى الدرج ، غير مترددة عندما سمعت صوته يرن خلفها : ( جوليتا !).
لم تعره أي إهتمام . كانت تحث الخطى إلى الطابق السفلي عندما أمسك بها .
نزعت يدها بغضب من ذراعه : ( أرجوك دعني أذهـــب !)
( عندي أشياء أود أن أقولها لك ) كان بحاجة إلى حلاقة ذقن ، لاحظت ، ووجهه كان
بحاجة إلى النوم ، عضت على شفتها عندما عقلها أخبرها التفسير الواضح .
( لا أريد سماعها ) قالت بصوت خافت .
( عندي نصيحة أود تمريرها لك ، يا سانتينو . تعلم بأن تكون خاسراً صالحاً )
صعدت الدرج ، وتركته واقفاً هناك ، وليس هناك شيء في العالم يجعلها تلتفت إلى الوراء .
( عزيزتي جوليت ) هزت والدتها كتفها بلطف .
( لقد تجاوزت الساعة الثامنة . ألم تسمعي منبهك ؟ لقد أحضرت لك كوباً من الشاي ).
( أوه ، يا إلهي !) جلست جوليت بإعياء ، ودفعت شعرها إلى الوراء .
( شكراً أمي ، أنت ملاك ، لكن ، ليس لدي وقت لأشربه ).
( أوه ، نعم يجب أن تشربيه ) قالت السيدة لورانس بحز م.
ابتسمت جوليت إلى ملامح والدتها احانقة المحببة .
شربت جوليت الشاي ، ثم ارتدت ثيابها . وفيما كانت تستعد
للخروج سمعت صوت جرس الباب .
وعندما فتحت الباب ، فوجئت بسانتينو واقفاً أمامها .
ضمها إليه . ( متى ستتزوجيني ، يا جوليتا ؟ لا تدعيني أنتظر طويلاً .
تلك الأسابيع الماضية كانت كئيبة ).
( ولي أيضاً ) رفعت يدها وداعبت خده ).
















النهاية


قراءة ممتعه

تمت





التعديل الأخير تم بواسطة MooNy87 ; 14-04-20 الساعة 04:27 PM
مجروح لكن محبوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-10, 01:34 AM   #2

جوجو78
 
الصورة الرمزية جوجو78

? العضوٌ??? » 60029
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,032
?  نُقآطِيْ » جوجو78 is on a distinguished road
افتراضي

اعتذاري لوضع الروابط هنا لم استطع وضعها بالمشاركة الأولى لطولها
رابط الكتاب وورد

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

رابط الرواية pdf
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

رابط الرواية txt
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي





يسلمووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووو



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 09-06-14 الساعة 09:58 AM
جوجو78 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-10, 12:32 PM   #3

مدى الاصوات
 
الصورة الرمزية مدى الاصوات

? العضوٌ??? » 99986
?  التسِجيلٌ » Oct 2009
? مشَارَ?اتْي » 165
?  نُقآطِيْ » مدى الاصوات is on a distinguished road
افتراضي

يعطيك العافية جدا رااائعة

مودتي لكِ


مدى الاصوات غير متواجد حالياً  
التوقيع
احبك والهوى نعمه وحبك نعمه الرحمان
ولو كان الهوى غلطه حبك كل غلطاتي
رد مع اقتباس
قديم 24-12-10, 11:35 PM   #4

SHELL

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء،وعضو فريق كتابة الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية SHELL

? العضوٌ??? » 113761
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,575
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » SHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا ع المجهود

SHELL غير متواجد حالياً  
التوقيع

روايتى الأولى (لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف)
https://www.rewity.com/forum/t394561.html


شكراً للمبدعة Aurora
[/SIZE]
رد مع اقتباس
قديم 01-04-11, 12:54 AM   #5

mayuoyi

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية mayuoyi

? العضوٌ??? » 83879
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 859
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mayuoyi has a reputation beyond reputemayuoyi has a reputation beyond reputemayuoyi has a reputation beyond reputemayuoyi has a reputation beyond reputemayuoyi has a reputation beyond reputemayuoyi has a reputation beyond reputemayuoyi has a reputation beyond reputemayuoyi has a reputation beyond reputemayuoyi has a reputation beyond reputemayuoyi has a reputation beyond reputemayuoyi has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

mayuoyi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-11, 01:47 AM   #6

lucya
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 118188
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,873
?  نُقآطِيْ » lucya has a reputation beyond reputelucya has a reputation beyond reputelucya has a reputation beyond reputelucya has a reputation beyond reputelucya has a reputation beyond reputelucya has a reputation beyond reputelucya has a reputation beyond reputelucya has a reputation beyond reputelucya has a reputation beyond reputelucya has a reputation beyond reputelucya has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

lucya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-11, 02:48 AM   #7

غرام النهار
 
الصورة الرمزية غرام النهار

? العضوٌ??? » 154284
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,910
?  نُقآطِيْ » غرام النهار has a reputation beyond reputeغرام النهار has a reputation beyond reputeغرام النهار has a reputation beyond reputeغرام النهار has a reputation beyond reputeغرام النهار has a reputation beyond reputeغرام النهار has a reputation beyond reputeغرام النهار has a reputation beyond reputeغرام النهار has a reputation beyond reputeغرام النهار has a reputation beyond reputeغرام النهار has a reputation beyond reputeغرام النهار has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

غرام النهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
[/URL]
رد مع اقتباس
قديم 02-09-11, 10:08 PM   #8

بريق الاماس

? العضوٌ??? » 196435
?  التسِجيلٌ » Aug 2011
? مشَارَ?اتْي » 200
?  نُقآطِيْ » بريق الاماس is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بريق الاماس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-14, 01:07 AM   #9

naoual79

? العضوٌ??? » 261073
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,554
?  نُقآطِيْ » naoual79 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

naoual79 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-14, 11:19 PM   #10

soha zedan

? العضوٌ??? » 312246
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 411
?  نُقآطِيْ » soha zedan is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

soha zedan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.