آخر 10 مشاركات
في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          Harlequin Presents - March - 2014 (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          32 - خذ الحب واذهب ! - ليليان بيك - ع.ق (الكاتـب : فرح - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree76Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-03-18, 03:49 PM   #7551

Mayssa b

? العضوٌ??? » 416333
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 78
?  نُقآطِيْ » Mayssa b is on a distinguished road
افتراضي سيدة الشتاء


رووووووووووووعة تسلم الايادي

Mayssa b غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-03-18, 05:45 PM   #7552

قصر القمر

? العضوٌ??? » 402722
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 179
?  نُقآطِيْ » قصر القمر is on a distinguished road
افتراضي

يسلمووووو على الروايه الجميله

قصر القمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-18, 11:52 PM   #7553

السنابل الذهبية

? العضوٌ??? » 386808
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 197
?  نُقآطِيْ » السنابل الذهبية is on a distinguished road
Smile لا اله الا الله محمد رسول الله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blue me مشاهدة المشاركة
الفصل الثامن والعشرون

نعم .. أحبه
المحتوى المخفي لايقتبس
لا اله الا الله محمد رسول الله


السنابل الذهبية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-18, 03:12 PM   #7554

sarah Aldoosry

? العضوٌ??? » 407290
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 142
?  نُقآطِيْ » sarah Aldoosry is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blue me مشاهدة المشاركة
الفصل الثامن والعشرون

نعم .. أحبه
المحتوى المخفي لايقتبس
جممميييييييييييييلللللللل ل


sarah Aldoosry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-18, 06:33 PM   #7555

اسيرة الكلمات

? العضوٌ??? » 251094
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 164
?  نُقآطِيْ » اسيرة الكلمات is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blue me مشاهدة المشاركة
الفصل الثاني عشر
المنبوذة


ما إن أوقفت جودي سيارتها أمام المنزل حتى ارتفع رنين هاتفها بإلحاح .. شاهدت رقم هاتف طارق فأحست وكأنها قد ضبطت متلبسة بعد وداعها لتمام .. رفعت الهاتف بتردد إلى أذنها ثم أجابت :- نعم
:- كيف حالك يا حبيبتي ؟ أنا آسف لأنني تأخرت في الاتصال حتى الآن .. لقد كنت غاضب من نفسي لتلبد أحاسيسي معك وقررت منحك الفرصة لتهدأي ويخف غضبك مني
استمعت بألم إلى اعتذاراته الحارة .. طارق لم ينسها كما ظنت .. أو كما أوهمت نفسها كي تبرر تواجدها مع تمام .. أجابته بهدوء لتطمئنه بزوال غضبها السابق .. ثم تحدثت معه عن امتحانها وتواعدا على اللقاء ثم أنهت الاتصال
أمضت لحظات طويلة تفكر وتأنيب الضمير يكاد يأكلها .. طارق لا يستحق أن تعامله بهذه الطريقة .. إنه إنسان مثالي .. وسيم ورقيق .. متفهم ومناسب لها تماما .. لن يكون والدها مسرورا إذا عرف بأنها تتسكع مع شخص معدم وتكرارها لخطأ أماني
عندما تذكرت أماني .. لاحظت سيارتها القديمة مركونة أمام المنزل .. وسيارة صلاح المناقضة لها تماما تقف خلفها .. عرفت بان شيئا سيئا يحصل .. فوجود أماني وصلاح معا في مكان واحد دون رفيق يعني المشاكل .. أسرعت تدخل إلى البيت وقد أعماها القلق ... فوجدت صلاح يجلس وحيدا في الصالة يخفي وجهه بيديه وقد بدا عليه الارهاق ..فسألته :- ما الأمر ؟ هل تشاجرت مع أماني مجددا ؟.
أزاح يديه فلاحظت تجهم وجهه فازداد قلقها أضعافا فصاحت :- صلاح .. قل شيئا .. ما الذي حدث ؟
قال باقتضاب :- لقد كان المحامي هنا منذ نصف ساعة
شحب وجهها .. وسقطت الكتب من يدها .. ألقت نفسها على نقعد قريب وهي تقول باضطراب :- هل .. هل عرفت ؟
أومأ برأسه إيجابا فأحست بالغرفة تدور من حولها .. لم تتوقع أن يحدث هذا بهذه السرعة .. ليست مستعدة بعد لمواجهة أماني بالحقيقة
تمتمت :- كيف تقبلت الأمر ؟
وقف قائلا بخشونة :- ماذا تتخيلين ؟ لن تركع تحت قدمي متوسلة بالتأكيد .. إنها في غرفتها تجمع أغراضها
قفزت واقفة وهي تقول مصدومة :- تجمع أغراضها ؟ لماذا ؟ إلى أين ستذهب ؟ هل ستتركها تذهب يا صلاح ؟
نظر إليها ببرود لعدة ثواني ثم قال :- لن تستمع إلى ما أقول .. أنت تعرفينها جيدا
قالت بحدة :- ستستمع إلى إذن
قفزت فوق الدرج بسرعة إلى الطابق العلوي ..ودخلت عبر باب غرفة أماني المفتوح حيث وجدتها منهمكة برمي أغراضها الخاصة داخل حقيبة كبيرة بحركات عنيفة وغاضبة .. وكأنها تفرغ غضبها بعملها هذا .. هتفت بها جودي :- ما الذي تفعلينه ؟
اعتدلت أماني لتواجهها .. فأجفل جودي لرؤية الغضب والألم في عينيها .. عرفت بأن أماني مجروحة في الصميم وتشعر بالخيانة .. وأنها تقاوم دموعها بتصرفاتها الجافة :- قالت بغضب :- وما رأيك ؟ إنني أجمع أغراضي لأترك المنزل لكما يا عزيزتي هنيئا لكما به
قالت جودي بحدة :- ليس هناك منا من يريد رحيلك
اقتربت منها أماني ولهيب عنيف يتراقص في عينيها وقالت :- بالتأكيد ترغبان ببقائي .. كما رغب أبي مشترطا زواجي بذلك المتعجرف .. وعيشي ذليلة تحت ظله وهذا لن يحدث حتى لو بت في الشارع
أحست جودي بالعجز وهي تقول بلوعة :- أنا لا أريدك أن ترحلي يا أماني .. ماذا سأفعل وحدي في هذا المكان بدونك
قالت أماني بشراسة وهي تتابع توضيب أغراضها داخل الحقيبة :- كان عليك التفكير بالأمر جيدا قبل أن تتحالفي مع الشيطان
أقفلت الحقيبة بعنف وأنزلتها من السرير .. ثم نظرت إلى جودي لتظهر الدموع الحبيسة في عينيها :- كيف استطعت فعل هذا بي يا جودي .. من بين كل الناس ظننتك الوحيدة التي تهتم لأمري وتفهمني حقا .. كيف أقنعك أبي بفعل هذا ؟
سالت دموع جودي وهي تقول :- لا أعرف .. لم أفكر لقد بدا لي هذا صوابا عندما تحدث إلي .. كل ما أردته هو الجمع بينك وبين صلاح في النهاية .. ظننت ....
قاطعتها أماني بحدة :- لقد خاب ظنك إذن .. لانني لن اتزوج صلاح .. ولن أبقى في هذا البيت اللعين لحظة واحدة
أمسكت بمقبض الحقيبة الثقيلة .. وجرتها خلفها خارجة من الغرفة ..
لحقت بها جودي قائلة بانهيار :- استمعي إلي على الأقل قبل أن ترحلي
ولكن أماني الثائرة تابعت طريقها .. ودوى صوت سقوط الحقيبة من درجة إلى أخرى حتى وصلت إلى الطابق الأرضي حيث كان صلاح في انتظارها
كان يقف في منتصف الصالة .. مباعدا بين ساقيه .. وقد دس يديه داخل جيبي سرواله الأنيق يراقبها بهدوء .. وقفت أمامه وهي تلهث بانفعال .. ثم قالت ببغض :- لقد نجحت في مسعاك يا صلاح .. فرقت بيني وبين أبي .. وزرعت الكراهية داخله نحوي حتى مات على هذا .. وفي النهاية فعل ما رغبت به دائما .. وترك لك كل شيء
هز رأسه قائلا بهدوء :- الثروة لم تكن هدفي أبدا يا أماني .. تعلمين جيدا بأنني لست بحاجة إليها .. فلدي ما يكفي من أموالي الخاصة .. كما أنني أرث الجزء الأكبر من تركة عمي بحكم القانون .. أما الباقي .. بمعزل عما تركه لجودي .. ويتضمن نصف هذا المنزل فهو تحت عهدتي حتى تعودي إلى رشدك
نظرت إليه بجمود دون أن تقول شيئا فأكمل :- لقد سبق وتحدثنا في الأمر يا أماني .. في اليوم الذي سيعقد فيه قراننا سأعيد إليك حقوقك كاملة بالإضافة إلى المهر الذي تطلبينه
مطت شفتيها بازدراء قائلة :- أنت تقرفني
عادت تجر الحقيبة نحو الباب .. فصاح من خلفها بحدة وقد فقد هدوءه أخيرا :- ستعودين يا أماني عندما تكتشفين بأن الحياة في الخارج ليست مبهجة أو سهلة إلى الحد الذي تظنينه .. وأن امرأة وحيدة بدون رجل يحميها ويعيلها لن تستمر طويلا
وقفت للحظات دون أن تنظر إليه أو تعلق على كلماته .. ثم تابعت طريقها نحو الباب وغادرت بصمت .. عندها .. انفجرت جودي باكية .. أما صلاح فقد بدا غاضبا وهو يمسح وجهه بيده ثم يستدير نحو جودي قائلا بعصبية :- ستعود في النهاية .. لابد أن تعود
ثم غادر بدوره دون انتظار جواب جودي .. التي انهارت وقد اجتاحها إحساس كئيب للغاية بالوحدة
الوحدة الحقيقية هذه المرة
بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


اسيرة الكلمات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-18, 07:05 PM   #7556

اسيرة الكلمات

? العضوٌ??? » 251094
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 164
?  نُقآطِيْ » اسيرة الكلمات is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blue me مشاهدة المشاركة


الفصل السادس عشر
فوق السحاب

اعتدلت جودي في وقفتها حيث كانت مستندة إلى سيارتها بترقب وقلق .. راقبت الشاحنة الصغيرة المتسخة تقترب .. لتتوقف أمام سيارتها تماما .. عرفت بأنه هو من التحفز الغريب الذي أصاب حواسها .. قفز من السيارة برشاقة .. فانعكست أشعة الشمس على شعره القاتم المصفف بعناية وعلى النظارات السوداء الأنيقة التي أخفت عينيه .. حبست أنفاسها للحظات وهي تتأمل مبهورة هيئته الجذابة .. سروال من الجينز وسترة جلدية سوداء فوق قميص ناصع البياض .. كان ارتباكها يزيد مع اقترابه المستمر منها .. حمدت الله على أنها ارتدت بدورها نظارة سوداء كبيرة أخفت تعابير القلق التي علت وجهها .. وصل إليها وهو يقول مبتسما :- أرجو ألا تكوني قد انتظرت طويلا
تمتمت بوجوم :- لا . ليس كثيرا
اتكأ على سيارتها بتكاسل .. وأحست بنظراته من خلف الزجاج المعتم تجري فوقها بتقييم سريع تتأمل تنورتها الصوفية وقميصها الأخضر الأنيق .. وحذائها العالي الرقبة .. ثم ابتسم برضا .. فشعرت بالسخط لاهتمامها الشديد بمظهرها .. لقد بدلت ملابسها عدة مرات حتى استقر رأيها على ملابس تتسم بالأناقة والبساطة .. وهاهو يعرف الآن بأنها قد تأنقت لأجله .. قال بلطف :- تسرني رؤيتك مجددا يا جودي
قالت بوجوم :- لم أكن متأكدة من قدومي
قال باسما :- أنا واثق من هذا .. تبدين جميلة للغاية
نظرت إلى سيارته لتخفي شعورها بالخجل وقالت :- أهذه سيارتك ؟
قال بفخر واضح :- بالتأكيد .. أعرفك إلى أول سيارة اشتريتها منذ عدت إلى الوطن
قالت ساخرة :- كان رأسك لينفجر من الغرور لو أنها كانت أنظف قليلا
سار معها بطء نحو الشاحنة الصغيرة التي غطى الغبار لونها الأزرق وهو يقول :-
:- كنت لأنظفها قليلا قبل لقائي بك .. لكنني لم أرغب بوجود أي ادعاء أو تظاهر بينا .. أحببت أن تتعرفي إلى تمام الحقيقي
قالت مداعبة :- تمام محفوظ الوسخ
قال ساخرا :- إن غسلت السيارة بنفسي كل مرة .. تركت المطر بدون عمل
فتح باب المقعد الأمامي منحنيا باحترام متهكم :- هلا تفضلت يا آنستي العزيزة
قالت مترددة :- هل من الضروري أن أفعل ؟
:- ليس ضروريا إن استعملنا سيارتك .. فمشوارنا ليس قريبا
أسرعت تقول :- سنستعمل سيارتك .. لم أركب شاحنة صغيرة من قبل
آخر ما تريده هو أن يتعرف أحدهم إلى سيارتها ويشاهدها برفقة رجل غريب .. أقفل الباب إلى جانبها بهدوء .. سألته عندما استقر في مقعده :- إلى أين سنذهب ؟
الفضول الطفولي في صوتها أضحكه .. قال :- سآخذك إلى مكان لطيف نتناول فيه الغداء
عندما انطلقت السيارة ركز اهتمامه في الدقائق الأولى على قيادته .. فتمكنت من تأمله بحرية وشغف .. لقد افتقدت رؤيته حقا خلال الأسابيع الماضية ولم تستطع تفسير شوقها إلى رجل بالكاد تعرفه .. رائحة عطره كانت زكية ورجولية .. تغلغلت داخل حواسها لتنشر الدفء في أوصالها .. نظر إليها بغتة فضبطها تراقبه .. تورد وجهها وأشاحت بنظرها بعيدا .. فابتسم دون أن يقول شيئا .. بل مد يده نحو جهاز التسجيل الحديث لتنساب ألحان جميلة لموسيقى غربية .. تمتمت لتحارب ارتباكها :- أما زال المكان بعيدا ؟
:- هل مللت صحبتي بهذه السرعة ؟
لا .. ولكنها لاحظت بأنهما قد غادرا المدينة منذ دقائق .. شعرت بالقلق والتوتر .. ولكنها لم ترغب بإظهارهما .. فقالت :- سأفعل إن ظللت صامتا لمدة أطول
منحها ابتسامة اعتذار وهو يقول :- أنا آسف .. أردتك أن تسترخي قليلا .. كنت تبدين وكأنك خائفة من أن ألتهمك
ألقى نحوها نظرة عابرة ثم تابع :- ليس هناك ما يستوجب قلقك مني يا جودي .. لا أنوي إيذائك .. أرغب قط بمنحك وقتا ممتعا
قالت بهدوء :- لست قلقة .. بل متوترة .. لم يسبق لي أن قمت بعمل متهور مماثل دون تخطيط وصحبة رجل غريب
قال برقة :- ولكنني لم أعد غريبا .. أليس كذلك ؟
تردت للحظات ثم تمتمت :- أظن هذا
ثم قالت بعد فترة صمت :- ماذا عن عملك ؟ أليس لديك ما تقوم به غير الترويح عن الفتيات المكتئبات ؟
ضحك قائلا :- لدي ما أقوم به بالتأكيد .. ولكن عملي ليس مقيدا .. كما أنني لا أروح عادة عن أي فتاة مكتئبة
نظر إليها فلمحت لمعان الإعجاب في عينيه وهو يقول :- بهذا الإشراق والتألق الذي تبدين فيه اليوم لا تشبهين أبدا الفتاة الحزينة التي كلمتها مساء الأمس
رفعت قائلة بغرور:- لقد كانت نوبة عابرة .. أنا دائما متألقة
ضحك مجددا فدغدغت ضحكته حواسها وجعلت قلبها يخفق بقوة .. مد يده ليداعب وجنتها بحركة فاجأتها .. أعاد يده فوق المقود وهو يقول :- ألم تعلن نتائج الامتحانات بعد ؟
اندمجت في حديث ممتع معه حول الجامعة وسياسة التعليم فيها .. بينما حكى لها عن دراسته والسنوات التي قضاها في الجامعة .. عرفت بأنه حائز على إجازة في إدارة الأعمال ..ففكرت باستغراب بأن انتهاء الطريق به إلى عازف غيتار بسيط خسارة لشخص بمؤهلاته .. رغبت في الاستفسار عن الأمر .. ولكنها لم تستطع .. فعلاقتهما الوليدة لا تسمح لها بمناقشته في أهداف حياته .. عندما عادت تتأمل المشاهد الطبيعية من خلف زجاج النافذة .. سألته بدهشة :-
:- هل نحن متجهان إلى الجبل ؟
:- ألا تحبين المكان ؟
بالتأكيد تحب المدينة الصغيرة الواقعة فوق الجبل .. معظم سكان المدينة يقضون أشهر الصيف فيها .. ولكن في هذا الوقت من السنة تكون الجبال مغطاة بالثلوج .. والبرد غير محتمل .. صارحته بأفكارها فقال :- يكون المكان مكتظ في الصيف .. أما في هذا الوقت .. فالمدينة ستكون ملكا لنا
غمز بعينه وهو يقول :- لا تدعي البرد يقلقك .. سأدفئك بنفسي لو دعت الحاجة
تورد وجهها وفضلت التزام الصمت بقية الطريق .. لم تكن ممن يصيبهم الدوار في الطرق الجبلية .. لذلك استمتعت تماما بالطبيعة الساحرة والمنحدرات الصعبة التي كساهما اللونين الأخضر والأبيض .. والأشجار العارية
أوقف السيارة أخيرا إلى جانب الطريق وهو يقول :- لحسن الحظ الجو صحو هذا النهار .. كان الضباب ليصنع مشكلة لنا
فتح الباب وقفز خارجا فتبعته .. ولدهشتها لم تشعر بالضيق لبرودة الجو كما ظنت .. بل أحست بالانتعاش عندما تنفست الهواء البارد .. تبعته نحو حافة المنحدر ووقفت إلى جانبه وهي تضم معطفها إليها .. تأملا معا المشهد الساحر بصمت قطعته هي قائلة :- لطالما أحببت زيارة هذه المدينة بين الحين والآخر ..ولكنني لم أفكر بزيارتها في الشتاء
قال بانتشاء :- سمني غريب الأطوار ولكن مشهد الجبال العارية المغطاة بالثلوج يستهويني .. في العام الماضي قضيت إجازة رأس السنة في شقة صغيرة هنا بدون أي وسيلة تدفئة فقط كي أحظى بالجمال والسكون
أطلقت ضحكة قصيرة وهي تحدق فيه مستغربة وقالت :- أنت مجنون
منحها ابتسامة عريضة ومتألقة وهو يقول :- ألا يجعلني هذا مميزا
عاد أدراجه إلى السيارة قائلا :- لقد وعدتك بغداء .. هل تذكرين ؟
راقبته يتناول من القسم الخلفي للسيارة حقيبة من النوع الحافظ للحرارة .. وحصيرة رحلات .. فقالت مذهولة :- هل سنأكل هنا ؟
:- متى كانت آخر مرة قمت فيها بنزهة في الهواء الطلق؟
ثم نظر إلى عينيها قائلا :- كما أنك أفهمتني وبوضوح ليلة الأمس قلقك من ظهورنا معا أمام الناس
شعرت بالحرج وتمتمت :- لن يكون هذا مناسبا بما أنني مخطوبة لرجل آخر
عبس وقال بانزعاج :- لست مضطرة لتذكيري بهذا
ندمت فورا لذكرها طارق .. فقد عاد إليها الشعور بالذنب لوجودها مع رجل غيره في مكان نائي وساحر .. واستمتاعها بوقتها .. أطرقت فاقترب منها وكأنه قد قرأ افكارها وقال برقة :- لن أسمح لأي شيء بإفساد هذا النهار علينا
رفعت وجهها ونظرت إليه .. فالتقت أعينهما للحظات جعلت قلبها يرتعش بشعور دافئ لذيذ
ابتسم عندما قرأ مشاعرها المضطربة .. ومد يده إليها بالحصيرة قائلا :- فلتقومي بنصيبك من العمل
ابتسمت وتناولت الحصيرة لتبسطها على الأرض قريبا من الحافة .. جلسا بارتياح .. وانهمك تمام بإخراج أطباق ورقية مغطاة .. وزعها أمامها بترتيب .. تأملت بدهشة السلطة والشطائر الساخنة .. وشرائح الدجاج والمقبلات . حتى أنه لم يغفل عن الحلوى والعصير .. ضحكت قائلة :- هذا الطعام معد ليكفي خمسة أشخاص على الأقل
عبس متظاهرا بالضيق وقال :- بما أنني أتمتع اليوم بشهية أربعة أشخاص .. فبالكاد سيكفينا الطعام
تناولا الطعام وهما يتحدثان بمرح حول كل شيء .. دفعها للضحك عدة مرات .. ونجح في نزع كل قلق أو توتر كانت تشعر به .. تحدثت بإسهاب عن نفسها .. عائلتها وأصدقائها .. وعندما ذكت اسم أماني صمتت .. وقد أطل الحزن مكن عينيها .. شجعها بلطف على الحديث عن الأمر فاستجابت له .. لقد كان حتى الآن مستمعا متفهما ومتحدثا بارعا .. استمع إليها حتى النهاية دون أن يقاطعها .. وعندما صمتت تمتم :- لها الحق في أن تغضب يا جودي .. الموقف كله محرج ومهين .. وجارح للغاية
قالت متألمة :- أعرف هذا جيدا .. وأنا السبب
:- لا تلومي نفسك .. لقد فعلت ما ظنته صوابا .. لم يكن بمقدورك خذلان والدك المريض .. لابد أنك قد اقتنعت في النهاية بأنها لن تتزوج بابن عمك مهما كانت النتيجة
لاحت على شفتيه ابتسامة باهتة وهو يقول :- تعجبني ثقتها بنفسها وإصرارها على فعل ما تريد .. بغض النظر عن رأي المجتمع أو ضغوط والدها وعائلتها .. إنها شخصية فريدة ومميزة .. أظنني متشوق لتعرف إليها
اشتعلت غيرة خفية داخلها من فكرة لقاء تمام بشقيقتها الكبرى .. لابد أنهما سيتفاهمان جيدا .. فكلاهما رومانسي متمرد .. مميز بطريقته الخاصة
تمتمت بتعاسة :- إنني أفوقك شوقا للقائها هذه الأيام .. فهي ترفض حتى التحدث إلي ..أنا لا أعرف حتى كيف تتدبر أمورها أو أين تقيم
كان تمام ممددا إلى جوارها فوق الحصيرة متكئا على مرفقه وهو ينظر إليها بإمعان .. ثم تجاوز المسافة بينهما بيده ليربت على يدها مما أجفلها .. شعرت بأحاسيس مختلفة لملمس يدها الناعمة والباردة على بشرتها .. ولكنها لم تسحبها .. قال بهدوء :- إياك أن تستسلمي يا جودي .. إنها بحاجة إليك .. وإلى دعمك مهما حاولت الإنكار .. فأنت عائلتها الوحيدة . تابعي المحاولة مرة بعد مرة وستسامحك في النهاية
كانت بحاجة إلى كلماته المشجعة بعد الإحباط الذي بثه فيها طارق نهار الأمس .. فهمست :- أشكرك
اعتدل جالسا وهو يقول :- على ماذا ؟ لا أريدك أن تفسدي علا قتك بأختك .. أتمنى لو كان لدي أخ أو أخت لكانت الحياة أجمل بالتأكيد
سألته بفضول :-
ألا تشعر بالوحدة هنا بعيدا عن عائلتك ؟

لاحظت سحابة الكآبة التي ظللت عينيه وهو يقول :- بالتأكيد .. يحاول أقربائي الموجودون هنا التعويض علي بطرق مختلفة .. دعوات .. زيارات .. اقتراحات زواج .. ولكن ما أريده حقا هو أن يعود والدي إلى هنا بشكل نهائي .. في كل مرة أتحدث فيها إليهما يتعهدان بالعودة مع نهاية العام .. ولكن السنوات مرت .. وهما عالقان هناك
نظر إليها وعلى شفتيه ابتسامة جانبية خفيفة وقال :- هذا الضعف ليس بالضبط ما توقعته من رجل واثق من نفسه مثلي .. صحيح ؟
قالت بلطف :- أعتقد بـأن مشاعرك اتجاه عائلتك نبيلة للغاية .. لابد أنهما يفوقانك شوقا إليك بما أنك ابنهما الوحيد
التقت نظراتهما مجددا .. في تلك اللحظات .. حدث شيء بينهما .. نوع من التواصل الصامت العميق
أحست جودي بأنه قادر بعينيه المظللتين بأن يخترق كيانها .. ويلمس أعمق أحاسيسها .. حررت عينيها بصعوبة .. فتنحنح معتدلا وهو يقول :- ما رأيك بجمع هذه الأشياء والسير قليلا ؟
أومأت برأسها موافقة .. وساعدته بإعادة الأغراض إلى السيارة .. ثم بدآ بالسير البطيء بمحاذاة الطريق المعبد .. لفهما صمت مقدس لم يقطعه إلا أصوات الطبيعة الهادئة .. ونفير بعيد لسيارة أو اثنتين .. كل منهما كان يحتل أفكار الآخر بشكل تام .. تساءلت جودي عن حقيقة مشاعرها اتجاه تمام .. هاهي تقضي معه نهارا كاملا في مكان ساحر بعيد .. يفضي كل منهما بأسراره إلى الآخر .. وألفة غريبة تبدأ بالتشكل بينهما .. تسرب شوقا خبيثا في نفسيهما .. شوق مثي .. خطر .. ومحرم
كان كل منهما غارقا في أفكاره .. لم يسمعا هدير الشاحنة الضخمة التي بدأت تقترب منهما حتى دوى صوت البوق يزعق بهما بصخب .. انتفضت جودي واستدارت نحو الوحش الآلي الضخم الذي استمر في سرعته الجنونية نحوهما متوقعة منهما الابتعاد السريع ..هذا الاستيقاظ المفاجئ من أفكارها ومخاوفها سمرها مكانها .. فلم تشعر إلا بتمام يدفعها بعنف بعيدا عن طريق الشاحنة
صرخت مذعورة عندما سقطا معا وتدحرجا فوق الأرض الرطبة لجانب الطريق .. مرت الشاحنة حتى دون أن تخفف من سرعتها .. قفز تمام معتدلا بسرعة وهو يمسك بها قائلا بقلق :- هل أنت بخير ؟ عل أصابك مكروه ؟
أحست بكل جزء من جسدها يصرخ بألم .. ولكنها عرفت بأن آلامها سطحية وناتجة عن رضوض بسيطة لا أكثر.. نظرت إلى وجهه القريب للغاية منها .. بينما كانت ماتزال ممددة على الأرض دون أن تصحو بعد من الصدمة .. كرر سؤاله بحدة هذه المرة .. عجزت للحظات عن الإجابة وقد أخرسها إحساسها المركز نحو جسده المطل فوقها .. ثم همست أخيرا باضطراب :- أظنني .. بخير
أمسك بيدها وساعدها على الجلوس فلاحظت وجهه الشاحب .. وأدركت الخوف الرهيب الذي عرضته له عندما كادت تخسر حياتها تحت العجلات الضخمة للشاحنة .. وجدت ضرورة لتهدئته .. فشدت بيدها على يده قائلة :- أنا بخير .. حقا
ولكنه لم يهدأ .. إذ ظهرت في عينيه مشاعر عنيفة وهو يمسك بوجهها بين يديه ويقول :-
:- لقد كدت أخسرك .. هل تفهمين ما يعنيه هذا ؟
همست :- ولكنك لم تخسرني .. ولن تفعل
نظر إلى كل جزء من وجهها الجميل والناعم ... وقال بخفوت :- هل تعدينني بهذا ؟
اضطربت .. وعجزت عن التفوه بكلمة .. دفء اللحظة والمشاعر الجمة التي تشاطراها خلال الغداء .. خلال الخوف الذي عصف بهما قبل لحظات .. جعلاها تنسى الواقع .. الواقع الذي يقف بينهما ويجعل وجودهما معا خطأ كبيرا
بينما كان قريبا منها .. يحيطها بذراعيه ليحميها من أي أذى .. ويتأكد بأنها بخير .. أرادت أن يتوقف الزمنت .. وتستمر في النظر إلى وجهه الوسيم .. إلى عينيه الدافئتين .. وشفتيه الجميلتين .. ياإلهي ما الذي يحدث ؟
أحست بأنفاسها تتلاحق بإثارة وترقب بينما كان يقترب منها أكثر وأكثر .. سيقبلها .. يجب أن تمنعه بأي طريقة .. مدت يدبها إليه تريد دفعه عنها .. ولكنهما استقرتا فوق صدره . . لتشعر بنبضات قلبه تدوي بصخب .. تخللت أصابعه شعرها الناعم بمداعبة رقيقة أذابت كل مقاومتها .. فأغمضت عينيها مستسلمة لملمس شفتيه على شفتيها
بالنسبة لفتة تنال قبلتها الأولى .. لم يكن رد فعلها طبيعيا .. لم تشعر بالخوف او بالرفض .. بل كانت كمن انتظر شيئا لسنوات طويلة دون ان يعرف ما يكون .. ثم وجده أخيرا
جرت الدماء ساخنة في عروقها لتنسيها البرد القارص المحيط بهما .. انتابها في البداية دوار خفيف وضياع تاهت فيه عما حولها .. ثم اتضحت لها مشاعرها لأخيرا .. إنها تريده بكل قسوة وألم .. اقتربت منه فازدادت قبلته حرارة وشغفا .. شدها إليه لتلتصق به وتشعر الصلب يرتعش من الرغبة .. خرج اسمه من بين شفتيها أشبه بآهة استغاثة ضعيفة .. ولكنها كانت كافية لتعيده إلى الواقع .. رفع رأسه ونظر لاهثا إلى وجهها المتورد .. أهدابها المنسدلة بإثارة .. كانت عيناها اللامعتان تطلبان المزيد .. وتغريه بالتمادي .. ولكنه ابتعد فجأة وهو يقول بصوت مرتعش :- هل أنت مدركة لما تفعلينه بي ؟
أفاقت في تلك اللحظة .. وهبطت أخيرا إلى أرض الواقع .. رمشت بعينيها للحظات كي تتأكد بأن ما حصل لم يكن حلما .. يا إلهي .. لم تكن تحلم
نهض واقفا أما نظراتها المصدومة ومد يده إليها قائلا :- من الأفضل أن نعود قبل أن يحل الظلام
لم تعرف كيف وجدت القوة كي تتجاهل يده الممدودة .. وتقف وهي تمرر يدها خلال شعرها ترتبه محاولة التتغلب على اضطرابها .. لاحظ ارتعاشها فتلوى خارجا من معطفه .. ووضعه على كتفيها رغم تأكده بأن البرد لم يكن سبب ارتعاشها .. فلم تعترض .. ولكنها سبقته إلى السيارة دون أن تقول كلمة
بذلت جهدا كبيرا كي لا تبكي خلال طريق العودة حيث ساد صمت ثقيل بينهما .. تذكرت ما حدث غير مصدقة .. لقد قبلها .. قبلها حقا .. وقد بادلته القبلة بكل أحاسيسها وكيانها .. بينما هو مجرد رجل غريب لم يمر على لقائها به أكثر من أسابيع قليلة ..لابد أنها يظنها بعد ما حدث فتاة سهلة المنال .. مستهترة .. مستعدة للتورط مع أي شاب وسيم يتحرش بها .. أما الحقيقة فهي أنها مجرد فتاة ساذجة لا تجارب لها .. تعيش للمرة الأولى أحاسيس بدائية وقوية كهذه .. أثارها فيها رجل بدت خبرته في المجال العاطفي واضحة ..بالتأكيد لم تكن اول امرأة يقبلها بذلك الشغف والإحساس .. ويلقنها مبادئ الحب والجاذبية في الوقت الذي توشك فيه على الزواج من رجل آخر .. يا إلهي .. لقد نسيت أمر طارق تماما .
أدارت وجهها نحو النافذة ومسحت دموع المرارة من عينيها قبل أن يراها تمام
لماذا لا يثير طارق فيها أي شيء من تلك المشاعر الجياشة التي عرفتها مع تمام ؟ لماذا لا يدفعها وجوده للتصرف بتهور واندفاع .. وكيف لها أن تعرف إذا كان طارق يعاملها باستمرار بحرص وتهذيب وكأنها قطعة ثمينة من الكريستال يخشى أن تنكسر .. لم يقترب منها يوما أو يقلل من احترامها .. لم يظهر إلا الإعجاب المتعقل .. ولماذا يفعل إن كانت ستصبح له في نهاية المطاف ؟ ربما لو أظهر لها بعض الحب والشغف لما بحثت عنهما في مكان آخر .. يا سلام .. ها هي تحمل طارق مجددا مسؤولية تهورها وخيانتها ..
وصلا إلى المدينة مع حلول الظلام . .نظرت عبر النافذة بشرود .. كل ما تريده الآن هو أن تعود إلى البيت .. وتخفي نفسها عن بقية البشر حتى تموت مع عارها
كانت شاردة الذهن .. حتى أنها لم تفطن إلى تجاوز تمام للمنعطف المؤدي إلى الجامعة حيث أوقفت سيارتها .. لم تشعر إلا بالسيارة تتوقف .. ولكن في مكان بعيد تماما .. نظرت حولهما بتوتر .. ولاحظت الشارع المزدحم الذي تراصت على جانبيه المتاجر المختلفة .. وتكدست أرصفته بالبشر من جميع الأعمار والأصناف .. ما الذي يفعلانه في وسط المدينة ؟ نظرت إليه لتسأله .. فارتجف قلبها عندما وجدته ينظر إليها صامتا .. فعقد لسانها .. ولم تستطع التفوه بحرف . أسبلت عينيها لتتحاشى نظراته.. فسمعته يقول :- أعرف سبب غضبك وانزعاجك .. ما حدث بيننا فوق الجبل لم يكن مخططا له من قبلي يا جودي .. أقسم لك على هذا
أجفلت عندما أمسك بيدها بحزم قائلا :- انظري إلي يا جودي
نظرت إليه مترددة فوجدت عينيه تشعان بالندم الصادق وهو يقول :- أكن لك الكثير من الإعجاب والاحترام يا جودي .. ولا أفكر بإهانتك والتقليل من شأنك بأي طريقة .. لم أخطط للمسك .. ليس في هذه المرحلة من تعارفنا على الأقل بينما أنا أسعى لكسب ثقتك
ثم داعبت شفتيه ابتسامة باهتة وهو يقول :- ولكنني لم أستطع التحكم بمشاعري .. في تلك اللحظة استحوذت على فكرة أنني كدت أفقدك تحت عجلات تلك الشاحنة .. وعندما نظرت إليك ....
زفر بقوة وهو يترك يدها ليشد بأصابعه فوق المقود قائلا بتوتر :- لم يخالجني هذا أبدا مع أي امرأة .. هناك ما يربطني بك ويشدني إليك ولا أستطيع تفسيره ..ولكنني أحسست به منذ لقائنا الأول ..
نظر إليها وكأنه ينتظر تعليقها .. ولكنها كانت تركز بصرها على الشارع المزدحم أمامها .. سمعته يقول :- لن أسمح لما حدث بأن يفسد يومنا ..أريد أن أسمعك تقولين بأنك قد سامحتني
ارتبكت وأحست بتشوش في أفكارها .. منذ دقائق كانت غاضبة ومحرجة .. وتقسم بأغلظ الأيمان على ألا تراه مجددا .. أما الآن فهي تفهمه ..لأنها بدورها تتصرف بغرابة وتفقد سيطرتها على أفعالها في وجوده .. هناك ما يجمع بينهما يخفها ويجذبها في آن واحد .. ترغب في الهرب منه ولكنها لا تحتمل فكرة عدم رؤيته مجددا .. تمتمت أخيرا :-
:- ما الذي نفعله هنا ؟
قال ببساطة :- أنا أقيم هنا
التفتت إليه بحدة فقهقه عاليا مستمتعا بنظرتها العدائية وهو يقول :- هذه النظرة في عينيك لا تقدر بثمن .. هل ظننت بأنني أحضرتك إلى هنا كي أكمل ما بدأته ؟ ما الذي كنا أقوله منذ الصباح ؟.
اقترب منها وتناول كفها الباردة .. دلكها بلطف وهو ينظر إلى خطوطها الناعمة .. فبثت دفئا غريبا داخل جودي .. وذكرها بالأحاسيس العاصفة التي بثها داخلها عندما احتضنها بين ذراعيه .. ارتعشت لحرارة الذكرى .. ولكنها لم تستطع حمل نفسها على سحب يدها بعيدا عنه .. رفع عينيه إليها فحبست أنفاسها .. لقد بدا لها وسيما للغاية .. وقد ظلل الظلام وجهه وانعكست أضواء المتاجر في عينيه العميقتين .. قال بصوت منخفض مثير :- لقد كنت واضحا معك يا جودي .. أنا أريدك .. ولكن يجب أنت تأتي أت إلي .. برغبتك الحرة يا عزيزتي
ابتلعت ريقها باضطراب .. يا إلهي .. لماذا لا تستطيع مقاومته ؟ أو الابتعاد عنه ؟ هل وقعت في حبه ؟
صدمتها الفكرة .. ولكن تمام لم يترك لها الفرصة لتتمادى في أفكارها .. إذ اعتدل وهو يشير إلى نقطة ما في الخارج :- هل ترين ذلك المبنى حيث يقع متجر الأحذية النسائية ؟ أنا أقيم هناك .. في الطابق الرابع .. إن رغيت في زيارتي يوما فأنت تعرفين الآن أين أقيم
ثم ابتسم ساخرا وهو يقول :- قبل أن تتساءلي .. ليس ليس السبب في إحضاري لك إلى هنا هو إرشادك إلى بيتي .. انظري إلى ذلك المتجر في الزاوية
كان متجرا صغيرا لبيع التحف .. :- أريد مساعدتك في اختيار لوحة تناسب مكتبا أنيقا .. لقد كلفت بهذه المهمة وأحتاج إلى رأي خبيرة مثلك
سألته بفضول :- هل كلفك مديرك بهذه المهمة ؟
كرر حائرا :- مديري ؟
:- نعم .. صاحب المطعم الذي تعمل فيه كعازف جيتار
اختفت حيرته وابتسم بغموض قائلا :- هذا صحيح .. بالنسبة إليه .. كوني فنانا يجعل مني خبيرا في جميع أنواع الفنون
ابتسمت قائلة :- أحب أن أساعدك
منحها ابتسامة ساحرة وهو يتأمل وجهها الجميل بدفء .. ثم حثها على الترجل من السيارة
وبينما هما يقطعان الشارع .. لم تتردد في منحه يدها .. وقد تلاشى للحظة كل ما كان يتصارع داخلها من شك وريبة وخوف
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


اسيرة الكلمات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-18, 01:57 PM   #7557

Mys.O

? العضوٌ??? » 388931
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » Mys.O is on a distinguished road
افتراضي

شكرا جزيلا
جاري القراءة


Mys.O غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-18, 03:22 PM   #7558

safasf

? العضوٌ??? » 368403
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 206
?  نُقآطِيْ » safasf is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

safasf غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-18, 02:58 AM   #7559

سوويرا

? العضوٌ??? » 354829
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 212
?  نُقآطِيْ » سوويرا has a reputation beyond reputeسوويرا has a reputation beyond reputeسوويرا has a reputation beyond reputeسوويرا has a reputation beyond reputeسوويرا has a reputation beyond reputeسوويرا has a reputation beyond reputeسوويرا has a reputation beyond reputeسوويرا has a reputation beyond reputeسوويرا has a reputation beyond reputeسوويرا has a reputation beyond reputeسوويرا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

سوويرا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-18, 12:10 PM   #7560

بريق أمل 55

? العضوٌ??? » 398322
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » بريق أمل 55 is on a distinguished road
افتراضي

جاري القراءة ......

بريق أمل 55 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.