آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          كاذبة للأبد (35) للكاتبة الرائعة: strawberry13 *مميزة & كاملة* (الكاتـب : strawberry13 - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          361-جزيرة الذهب - سارة كريفن - روايات احلامي (الكاتـب : Sarah*Swan - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة "(مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-12-09, 03:18 PM   #1

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
Chirolp Krackr 185- صخرة الأمنيات - سارة كريفن - ع.ق ( كتابة / كاملة **)


185- صخرة الأمنيات – سارة كريفن- روايات عبير القديمة
الملخص
عندما تكون الحياة صحراء خالية من الحب , ماذا هناك غير سراب التمني؟ ولكن لكل أمنية ثمنها , ومورغانا غير مستعدة لدفع الثمن في الوقت الحاضر , أفلاسها العاطفي تغرقه الحياة اليومية وفي علاقتها المترددة بروبير الذي يريدها زوجة له... حتى ظهور لوران فان كوسين , قريبها الثري الذي يعصف بكل شيء في طريقه , حب الأمتلاك صفة طبيعية عنده , والحصول على ما يريد قاعدة ثابتة في سلوكه اليومي . يحاصرها بحضوره من كل جانب , ويطغى على وجودها... ولكن نفورها السلبي الذي هو ربما خوف عميق من الأنجراف في تياره الكاسح يجعلها تفكر بالفرار والأختفاء , وقلبها كالورقة المتعلقة بغصن خريفي , لا تحتاج الا الى هبة ريح صغيرة... لتسقط.
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 14-06-16 الساعة 06:23 AM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-09, 07:49 PM   #2

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- الأرث الثقيل
كان المغيب يقترب رويدا رويدا في أواخر ذلك النهار من شهر أوكتوبر( تشرين الأول) والعتمة بدأت تحتل أروقة نزل بولزيون , وبالرغم من ذلك كانت الأضواء ما تزال مطفأة ونار الحطب تحتضر في المدفأة.
مورغانا , في ثوبها الغامق ذي الأكمام الطويلة بدت وكأنها أحد الظلال , واقفة بالقرب من النافذة , جامدة تنظر الى الحديقة التي يعصف بها الهواء , جامعة يديها لتخفي حالة التوتر التي تعيشها .
في الخارج أصبح الهواء عنيفا يعصف بالمداخن ويلوي الأشجار , فعواصف الخريف معروفة في هذه المنطقة من شاطىء كورنواي , في السابق كانت مورغانا تغلق الستائر وتضع الحطب في المدفأة تاركة الريح تشكو في الخارج , أما اليوم فيستحيل ذلك خاصة في هذا البيت.
أنطت الفتاة على نفسها وفي داخلها كل مشاعر الدنيا , فماذا عن حياتها في نزل بولزبون ,وهو الوحيد الذي عرفته حتى الآن , وماذا ستفعل مستقبلا بدون بيت ولا مهنة تجيدها ؟ فبعد حصولها على الشهادة الثانوية بقيت في النزل لتساعد أهلها , فالنزل لا يورد دخلا كافيا يسمح بأستخدام العمال بأستثناء ألزا الباخة التي لا ينسى أحد أكلها الطيب , لكن ألزا مسألة أخرى فهي تعمل لديهم منذ زمن طويل وأصبحت وكأنها جزء من العائلة.
لم تكن الأشياء سهلة أبدا لكن مورغانا الشابة القوية كانت تنظر دائما الى مستقبلها بعزم وصلابة وثقة... الى أن جاء اليوم , لشهر خلا , حيث تهاوت أحلامها.
تبلع الفتاة ريقها بألم , فوالدها ظل يشكو لأسبوع تعبا مقلقا وكأنه سوء هضم , ولم يشك أحد بما أصابه , كان يبدو أصغر من عمره أضافة الى ممارسته السباحة والغول والتنس وكان يبدو في أحسن حال أو هكذا كان يظن الجميع , حتى وقع ذات صباح متأثرا بذبحة صدرية قلبية.
ثمانية أيام والأم تقنع زوجها أثناء زياراتها في المستشفى بأن الذبحة لم تعد في أيامنا خطرة .... لكن للأسف لم يكن ذلك وضع مارتن بينتريثالذي لم يستطع الأطباء أنقاذه.
يوم الدفن كان تجربة قاسية ومطمئنة في الوقت ذاته فمارتن لم يكن يوما رجل أعمال ناجحا , ولا صاحب فندق يعيش لطموحاته, لكن أهل القرية جميعهم كانوا يحبونه وأتوا يومها ليقدموا تعازيهم ويروحوا عن مورغانا التي كانت تطلب من الله أن يساعدها , لكن القدر كان بالمرصاد , فالمآسي كانت تنتظر أليزابيث بينتريث وأبنتها , يوم قراءة الوصية عند كاتب العدل السيد تريفيك الذي أستقبلهما بوجه صارم وصوت جاد على غير المعتاد أخذت مورغانا تسمع قراءة الوصية وكأنها في كابوس , فكلمات مثل( فقرة خاصة) أو ( وريث ذكر) كانت تهوي عليها كالصخور , وتهوي معها أحلام المستقبل , فجأة فتح الباب ليقطع على الفتاة حبل ذكرياتها الأليمة وتسمع صوت والدتها تقول متأثرة:
" شيء فظيع يا عزيزتي , فقد أتصلت منذ لحظة بماريك أطلب فحما لمدفأة المياه الحارة لأن الآنسة ميكنز كانت تشكو من عدم وجود مياه ساخنة في غرفتها , وأذا بصوت يجاوبني بأننا أذا لم نرسل مبلغا على الحساب فلن نحصل على الفحم , فهل تتخيلين؟".
" هذا ليس غريبا".
تنهدت الفتاة قائلة لوالدتها:
" فنحن لم نكن يوما ما أغنياء واليوم لا نملك حتى النزل لكي...".
" آه , مورغانا ".
قاطعتها السيدة بنتريث :
" لا تقولي هذا الكلام ".
" هذه الحقيقة".
أجابت الفتاة :
" فالمالك الجديد يستطيع ترحيلنا ساعة يشاء , ألا تعرفين بنود الفقرة الخاصة؟ السيد تريفيك شرحها لنا مفصلا".
" هذا ليس عدلا , خاصة أننا في زمن يدين التفريق بين الجنسين ".
أبتسمت الفتاة بضعف ونظرت الى والدتها قائلة:
" هذه حجة مهمة , لكن طالما لا نملك ما ندفع به ثمن الفحم فكيف تريدين تمويل دعوى قضائية مكلفة ماديا؟".
نظرها كان يتجه في تلك اللحظات الى المكتب الذي تراكمت عليه الفواتير غير المدفوعة وبعض الوصولات بينها وصل نادي الغولف الذي كان والدها عضوا فيه , عندما كان والدها حيا كانت لامسؤوليته أتجاه المسائل المادية تبدو مدهشة فقط أو مؤثرة , أما اليوم فهي تأخذ بعدا مأساويا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-09, 06:56 PM   #3

اليرنا
 
الصورة الرمزية اليرنا

? العضوٌ??? » 86528
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 488
?  نُقآطِيْ » اليرنا is on a distinguished road
افتراضي

اموله 000حلوووة كمليها بلييييز:icon30:

اليرنا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-09, 09:18 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

جلست الوالدة على الكنبة الكبيرة وهي تقول:
" هذا ليس عدلا أبدا , أنه شيء مريع فجيل لم يهتم يوما بالنزل وأشك بأنه تشاجر مع والدك قبل رحيله بقصد ألا يعود الى هذا المكان أبدا لأنه لا يهمه ولا يحبه".
" أذن فقد بر بوعده في رأيك حتى الآن... ألا أذا عاد ليقيم الدنيا ويقعدها ".
ثم أكملت حديثها وهي تجلس بالقرب من والدتها على الكنبة :
" ألم يحدثك والدي عن هذه الفقرة أبدا؟".
" آه .... بلى , ولكن بشكل غامض , فعندما تزوجنا ذكر لي شيئا من هذا القبيل ولكن لم يكن يحب التحدث بهذا الموضوع أضافة الى أنه لم يبحث معي التفاصيل .... وبعد ولادتك ألمح الىي عن نيته بألغاء الفقرة لكن التكاليف المادية منعته على ما أظن ... وأنت تعرفين كم كان يتجنب الحديث عن المشاجرة ويرفض سماع أسم جيل".
" نعم , أعرف ذلك".
تعرف كم كان التلميح الى ذلك الماضي يضع والدها في حالة كبيرة من الغضب ونتيجة لكل ما كانت تسمعه أستطاعت مورغانا معرفة كيفية وأسباب ذلك الشجار الشهير , فالمشكلة تعود الى جيلين مضيا ذلك حين تشاجر جدها مع مارك أحد أبناء عمه لسبب غير معروف , وبعدها ترك مارك النزل نهائيا , وبعد سنوات طويلة على تلك الحادثة جاء أبنه جيل بهدف أنهاء الخلاف ووضع حد لتلك المشكلة , لكن أقامته فتحت الجروح القديمة وعززت الضغائن فرحل هو بدوره.
منذ أجيال عديدة وعائلة بيتريث تتعاقب على نزل بولزيون , فأجداد مورغانا زرعوا الأراضي الخيرة وأستغلوا ما تحتها من معادن وبنوا هذا القصر الريفي الجميل كرمز لنجاحهم , لكن نفاد المعادن من الأرض جر عليهم الخراب فباعوا الأراضي قطعة بعد أخرى بأستثناء الحديقة المحيطة بالبيت , حتى المزرعة التي كان يحبها الجد كثيرا ويعتز بها أضطرت العائلة الى بيعها , بعد موت الجد قرر والد مورغانا تحويل البيت الى نزل بالرغم من مكانه المعزول وعدم أعتبار المنطقة سياحية.
تنهدت مورغانا :
"لو كان يدري الجد أن حفيد مارك هو الذي سيرث البيت!".
" ربما لا يريد هذا الأرث".
أجابت الوالدة:
" ربما يرفض الأستفادة من هذه الفقرة".
" أاراد ذلك أم لم يرد , فالبيت أصبح ملكه , لو كنت صبيا أو هو فتاة لكانت المشكلة حلت من نفسها ولما كنا ننتظر الآن وصول رجل مجهول ليطردنامن البيت , ربما علينا حزم حقائبنا والرحيل من الآن حتى لا نتعرض للترحيل".
" أسمعي يا أبنتي , كيف يتسنى لنا ذلك؟ علينا أن نفكر بزبائننا في النزل قبل كل شيء".
" الآنسة ميكنز والماجور لاوسون لا يكفيان لدفع نفقات الفندق ".
" لسنا في عز الموسم يا أبنتي!".
" حتى في عز الموسم لم ير هذا النزل ذلك الجمع الغفير من الزبائن يملأ أروقته فالسواح يفضلون الحصول على المياه الساخنة دائما , والجلوس بقرب مسبح ملحق بالفندق وتناول وجبات جيدة دائما لا تتغير نكهتها بتغير مزاج الطباخة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-09, 06:31 AM   #5

hanaanova

? العضوٌ??? » 96210
?  التسِجيلٌ » Jul 2009
? مشَارَ?اتْي » 807
?  نُقآطِيْ » hanaanova is a glorious beacon of lighthanaanova is a glorious beacon of lighthanaanova is a glorious beacon of lighthanaanova is a glorious beacon of lighthanaanova is a glorious beacon of light
20 fervent wishs

thang u its good nice story:icon30:

hanaanova غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-09, 06:34 AM   #6

hanaanova

? العضوٌ??? » 96210
?  التسِجيلٌ » Jul 2009
? مشَارَ?اتْي » 807
?  نُقآطِيْ » hanaanova is a glorious beacon of lighthanaanova is a glorious beacon of lighthanaanova is a glorious beacon of lighthanaanova is a glorious beacon of lighthanaanova is a glorious beacon of light
افتراضي

than u very nice story

hanaanova غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-09, 02:19 PM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" لكن ألزا رائعة".
" بالطبع عندما تكون النجوممؤاتية أو عندما تشير الى ذلك علامات فنجان القهوة الصباحي , أو ربما عندما لا تتكهن أوراق اللعب بمآس وكوارث تقلب مزاجها".
" ماذا تريدين منها أذا كانت تملك موهبة التكهن؟".
"لو كان ذلك صحيحا , لماذا لم تتنبأ بالبرد القارس في الموسم الماضي؟ لكنا تفادينا تفجر أنابيب المياه في البيت...".
" أهدئي يا أبنتي , ثم لماذا تبقين في هذه الغرفة بدون ضوء أو نار.... ضعي بعض الخشب في المدفأة فهي تكاد تنطفىء".
نهضت الوالدة وأتجهت صوب المدفأة لتزكي نارها بينما همهمت أبنتها قائلة:
" كهرباؤه هو ... حطبه هو .... نحن نبذر أرثه الآن".
" ليس في عائلة بينريث من يمنع عن أبناء عائلته الكهرباء والدفء".
" لكنه غريب عنا , لا نعرف شيئا عنه غير أسمه وأنشغاله بأعماله في أميركا التي منعته من حضور الجنازة , الى أن حضر محاميه يحمل برقية من ثلاث كلمات ليقول لنا فيها أنه سيصل اليوم".
" لا بد أنهم أخطأوا فقد هبط الليل الآن ولم يصل والمفروض أن يكون هنا في الصباح...".
كانت النار قد عادت للتوقد في المدفأة فأستدارت الوالدة نحو أبنتها التي كانت تقول:
" ربما تعطلت سيارته أو غير أحدهم أتجاه اللافتة على الطريق , في هذه الحال يكون قد أتجة مباشرة الى البحر وغرق فيه".
" مورغانا ".
صرخت الوالدة مذعورة .
" .... لا تتلفظي بمثل هذا الكلام , لا بل يجب ألا تفكري به , سأتصل بالمزرعة وأطلب منهم تنظيم التفتيش عنه".
" لا لزوم لذلك فالمآسي لا بد أن تصل في النهاية".
" لست قلقة أذن؟".
" بصراحة ... لا .... لماذا يجب أن أقلق؟ لوران بينتريث مجهول بالنسبة الي , سيهزأ حتما من نزلنا وربما لم يأت الى المنطقة أبدا حتى الآن , كل ما يعرفه سيكون حديث جده أو والده عنا , وبالطبع كانت أحاديث كاذبة .... ففرعا العائلة لم يتحابا يوما وأذا وصل اليوم فسيكون للحصول على الأرث ... أما أحاسيسنا فلن تعني له شيئا".
" لا تقولي هذا يا أبنتي ... أنت لم تعرفيه بعد!".
" فعلا , وهذه هي المشكلة فلا أنا ولا أنت نعرفه ولا هو يعرفنا طبعا , ونتيجة للظروف التي تعرفينها , ألم يكن من الأفضل قيامه بمبادرة التعرف علينا سابقا؟".
" ألا ترين أنه وضع صعب؟".
" ونحن؟ سيرث كل ما سنفقده , لذا كان عليه المجيء قبلا للتعرف بنا , أنه جبان لأنه لم يفعل ذلك".
"أنك تناقضين نفسك يا مورغانا , فأنت تنتقديم مجيئه ثم تشكين من عدم مجيئه قبل عدة أيام على الأقل".
" لا ليست المسألة مسألة أيام وأسابيع أو سنوات , أنا أقصد عدم مجيئه عندما كان والدي حيا , لكنا أستطعنا التفاهم والحوار , الآن ماذا سيكون مصيرنا ؟ هل تعرفين؟ أنه يستطيع ترحيلنا فورا ".
أجابت الوالدة والقلق باد على محياها:
" لا أستطيع الأعتقاد أن شيئا مماثلا ممكن الحدوث".
نظرت مورغانا الى والدتها نظرة عميقة متفحصة , فألييزابيث بينتريث عاشت حياة رغيدة بالرغم من قلة المال , زوجها كان يدللها كثيرا ويحميها فكيف ستواجه اليوم المصاعب القادمة؟
قامت الوالدة عن مقعدها وأتجهت لتشعل الأضواء فالغرفة الكبيرة تحتوي على مصابيح عديدة عدا الثريا المعلقة في السقف التي قلما تضاء , الغرفة تستعمل كبهو لنزلاء الفندق عند تناول الشاي أو العشاء , وهي أيضا غرفة أستقبال , هكذا كان يريد الوالد بينما مورغانا كانت وما تزال تعتقد أن على أهل البيت أيجاد غرفة أستقبال خاصة بهم لوحدهم , وترك هذه الصالة الكبيرة للنزلاء , وبذلك لا يحجز أحد حرية الآخر.
الآنسة ميكنز ذرفت قليلا من الدمع على صاحب الفندق لم تكن مدارية لمشاعر الباقين , فنقدها يزداد يوما بعد يوم وشكواها ترتفع... صحيح أن عندها الحق في هذا النقد , لكن السعر الذي تدفعه لا يعادل في تدنيه نسبة المتطلبات التي تصر عليها وكأنها في فندق كبير فخم.
تأثرت مورغانا دون أن تبدو عليها ملامح الحزن عندما تذكرت حوار والدتها مع بائع الفحم , فهو ليس الأول ولن يكون الأخير في لائحة المطالبين بأموالم , سخان المياه الكبير سيتعطل قريبا ويتوقف نهائيا عن العمل , ولن يجدي تخفيض جديد لأسعار النزل بأقناع الزبائن بالأستحمام بالماء البارد , لذلك سيرحلون ولن يبقى مورد للرزق...
وبالمقابل كانت مورغانا تفكر بهذا الموضوع وهي عالمة أن الوريث القادم يشغل تفكيرها , فماذا ستكون ردة فعله عندما يعلم بأن البيت العائلي الكبير أصبح نزلا ريفيا؟ سيغضب ربما! قالت لنفسها حائرة... ثم أستدركت أن القادم لن يصل قبل الغد , فالساعة أصبحت متأخرة ومن المحتمل وصوله في الليل.
" سأذهب لأرى أين أصبح تحضير الشاي, فالوقت أصبح متأخرا ".
"لا بد أن ألزا تأخرت عن قصد لأنتظار أبن عمك يا عزيزتي".
أبن عمها , وقبضت مورغانا يديها عند سماع هذه الكلمة وهي خارجة بأتجاه المطبخ , كان البرد قاسيا في ممر البيت الكبير لكن لحسن الحظ كان المطبخ دافئا فطباخ الفحم الكبير كان مشتعلا , وتذكرت الفتاة تلك الأكلات الطيبة التي كانت تطبخها ألزا... عندما دخلت المطبخ كانت المرأة جالسة أمام الطاولة الكبيرة تنظر الى ورق اللعب أمامها.
" أدخلي يا أبنتي وأغلقي الباب وراءك".
قالت لها دون أن ترفع نظرها بينما تقدمت مورغانا بحشرية تنظر الى ورق اللعب:
"هل فكرت بالشاي؟".
" كل شيء جاهز , فالماء يغلي على النار".
ألزا أمرأة خمسينية مدورة الوجه والجسم ومن عادتها أن تضع في شعرها مجموعة من الملاقط البلاستيكية المتنوعة الأشكال والألوان , في هذا اليوم كانت أشكال الفراشات الخضراء والكلاب الصغيرة الحمراء هي التي تحتل جدائل شعرها مشكلة تنافرا واضحا مع فوطتها الزرقاء اللون.
قالت بصوت جدي:
" لقد حضرت بعض الحلوى".
" تبدو لذيذة الطعم".
فتنهدت ألزا قائلة:
" لا تركني للمظاهر فهذه الحلوى حزينة مثل هذا البيت ومثل الورق الذي أمامي , تعب وشقاء , حزن وألم , يا أبنتي هذا مكتوب في الورق".
أضافت بعد صمت قصير:
" ثم هناك شاب أشقر".
" على الأقل لن يكون لوران , فأبناء عائلتنا جميعهم سمر البشرة ".
" في هذه الحالة لا بد أن يكون هابطا من السماء , حضري الشاي أذا سمحت وأنا سأجهز الصينية".
مهما كانت الأسرار التي تحيط بهذه الحلوى فمنظرها يوحي بلذة طعمها , هكذا كانت تفكر مورغانا في سرها , ثم قالت:
" وماذا عن العشاء؟".
" الجزار أرسل لي قطعة غريبة من اللحم , قال أنها لحم بقر لكني أراها قاسية كالجلد".
" أذا طبخته جيدا فسيصبح طريا ولذيذا".
" سأفكر بالموضوع , على كل لست بحاجة ألى فتاة صغيرة مثلك تقول لي في مطبخي ماذا أفعل".
" طبعا لا , ليس هذا قصدي".
قالتها مورغانا وأبتسامة خفيفة تعلة شفتيها.
" أفعلي ما هو أفضل , أذهبي وغيري ثوبك بأنتظار الشاب القادم الينا".
" لن أفعل أبدا فثوبي لائق, أرتديته يوم وفاة أبي".
" آه , هذا الثوب هو الذي يستحق أن يدفن , على كل حال أفعلي ما يروق لك , فأنا أقول هذا لأند جميلة جدا لو أعتنيت بنفسك".
ضحكت مورغانا وقالت:
" لا تكملي يا ألزا , فلست بحاجة الى كل هذا المديح".
" لا أظن , فأنت لست مدعية كباقي الفتيات".
خرجت مورغانا من المطبخ وأبتسامة خفيفة على شفتيها , فهي تعرف أن ألزا تلمح الى معرفتها بروبير وأيلين دزنيليفين اللذي أشترى والدهما مزرعة العائلة ,وكيف أستطاع هذا الشاب مع شقيقته تأسيس مدرسة لتعليم ركوب الخيل , ثم كيف توطدت صداقة قوية بينها وبين روبير وشقيقته لكنها لم تعرف حتى الآن لماذا لم تعجب ألزا بأيلين؟ ربما لأنها لم تر في طريقة حياتها ما يستدعي الأعجاب , فألزا تعتقد أن مدرسة تعليم ركوب الخيل هي تسلية الأغنياء وليست وسيلة لكسب العيش , أما روبير فكان مختلفا , رقيقا وحنونا لذلك حملت له مورغانا الكثير من المعزة وظنت أن مشاعرها يمكن أن تصبح أكثر عمقا.
منذ موت والدها أصبح روبير أكثر عطفا فهو يتصل يوميا ويرسل زهورا بأسمها , لكن أهله, وهي تعرف ذلك , يظنون أن أبنة النزل لا تليق بأبنهم , فكيف اليوم بعد أن مات والدها وهي على وشك أن تفقد موارد عيشها؟ لكن موقف روبير منها لا يعبر عن ذلك , وهي مسرورة في داخلها لهذا الحنو المتزايد عنده.... وقفزت الى مخيلتها صورته بوجهه الناصع البياض وشعره الأشقر وعينيه الزرقاوين الثاقيتين , أنه أذن الشاب الأشقر الذي نوهت به ألزا.
دخلت مورغانا الى الصالون فأختفت أبتسامتها عندما رأت الآنسة ميكنز جالسة على يمين المقعد حاملة حقيبتها في يدها وكأنها عوامة تقيها الغرق , المهم أن الآنسة ميكنز ليست شابة لكن تقدمها في العمر تركها لطيفة ناعمة أحيانا بما حبب مورغانا بها , خاصة أن حديثها يبدو وكأنه أعتذار دائم.
" هل تعرفين أين ذهب الآخرون آنسة ميكنز؟".
" أعتقد أن الماجور لاوسون يحب التنزه قليلا قبل تناول الشاي.".
الماجور لاوسون رجل غامض يظهر دائما لباقة زائدة ويرتدي ثيابا تليق به , وربما يعتبرها أناقة أصيلة بالرغم من عدم معاصرتهالأناقة اليوم ,وهو عندما يصل الى الفندق يتقدم دائما مع حقيبة ذات الجلد الأصلي , وأذا ما سئل عن الجيش يجيب دائما بأقتضاب , أنه أنسان مستوحد لم تؤثر عليه حتى ألآن غمزات العيون من الآنسة ميكنز , يحب التنه ويقضي ساعات طويلة في غرفته يضرب على آلته الكاتبة الصغيرة التي لا يعرف أحد ماذا يكتب عليها , لا بل لم ينتبه الى ذلك الضجة التي لا تتوقف , لكن حشريتها لم تنته أذ لم يقدم تفسير لما يقوم به , وأكتفت مورغانا بتغيير غرفته بعيدا عن الآنسة ميكنز التي لحقتها خيبة الأمل.
فجأة شعرت الفتاة بحاجتها للخروج وتنشق بعض الهواء النقي , لا بل لبقائها وحيدة , فمنذ موت والدها أخذت تبتعد عن الناس قليلا وتتفرغ للتفكير بمصيرها بهدوء وروية , وبينما كانت تخرج من الصالون فوجئت بوالدتها فأبتسمت لها قائلة:
" سأخرج للحظة وأعود".
" سأنتظرك يا عزيزتي".
وفي البهو تناولت مورغانا معطفها الواسع ووضعت قبعتها أستعداد للخروج حين رن جرس الهاتف فتناولت السماعة:
"نزل بولزيون".
كان صوت روبير على الهاتف يتكلم بنعومة ورقة:
" مساء الخير يا مورغانا , أتصل بك لأعرف أخبارك , فهل كل شيء على ما يرام؟ هل وصل ضيفك المنتظر؟ وكيف هو؟".
" ليس لدي أدنى فكرة فهو لم يصل حتى الآن".
" حقا, هذه بادرة حسنة , ألم يرسل خبرا أ و برقية بذلك؟".
" لا , لا شيء".
" ربما وقع له حادث ما؟".
" فكرت بذلك".
قالت مورغانا وهي تضحك:
" فربما كان الآن مستقرا في قعر هاوية".
قال لها روبير وهي مستمرة في ضحكتها:
" كم أنت شريرة".
" كنت خارجة لتوي أتنشق بعض الهواء".
" ألن تأتي الى المزرعة؟".
" في الحقيقةلا... فأنا أريد البقاء وحيدة , أرجو أن تفهمني ".
" سأحاول , على كل حال يمكن أن أمر متأخرا وآخذك لتناول قدح من الشراب بعيدا عن جو المنزل".
" أنها فكرة رائعة , فالى اللقاء مساء".
أقفلت مورغانا الهاتف وهي تفكر كيف لم يخطر على بالها الذهاب لرؤيته , فهو لطيف ويعمل ما في وسعه لمساعدتها على حل مشاكلها , ولكن لماذا تفكر بكل هذا , فهي لديها الآن مشاكل أهم وأعمق , كانت تقول ذلك في سرها وهي تهيء نفسها أتقاء للهواء , والمصباح الكهربائي في يدها يضيء لها الطريق , وفجأة أنتبهت أنها تتجه في طريق الصخور الكبيرة المطلة على البحر , هذه الصخور الطبيرة وكأنها طاولة طبيعية لذلك يسميها الدليل السياحي( طاولة العملاق) , لكن أهل المنطقة يطلقون عليها أسما شائعا وقديما هو ( حجر الأمنيات) , وقصة هذا الحجر ترويها الأسطورة التي تقول أن على المتمني أن يضع يده عليها ويتمنى ما يريد , ثم يدور حول الحجر ثلاث مرات فأذا كانت الأمنية قابلة للتحقيق يهتز الحجر قليلا من موقعه بينما تبقى قاعدته ثابتة.
مورغانا كانت تعتقد دائما أن اليد هي السبب في أهتزاز الحجر , على كل حال فالصخور موجودة من زمن سحيق في هذا المكان , لم يغير من شكلها كتابات العشاق والسواح عليها...
وفي طريقها نزعت مورغانا قبعتها وتركت شعرها لعبه للريح ووجهها للسعات هواء البحر المالح.
عندما وصلت الى مقربة من الصخرة نظرت حولها لترى ألتماع أضواء النزل من ناحية وأضواء المزرعة من ناحية أخرى , بينما أضواء القرية تتوارى خلف التلة الصغيرة , أنها منطقة جميلة ورائعة لن تتركها ولن تسمح لغريب أن يطردها منها.
بهدوء ولكن بصوت عال كما هي العادة أقتربت مورغانا من الصخرة واضعة يدها عليها وتمتمت:
" أتمنى ألا يأتي , وأن يتخلى عن أرثه وألا ألتقي به أبدا".
ثم دارت حول الصخرة ثلاث مرات كما هي العادة ووقفت تنظر الى الصخرة منتظرة أهتزازها , فهي التي لم تقتنع يوما بهذه الخرافة تمنت اليوم من كل قلبها أن تهتز هذه الصخرة , لا بل أن ترتج أرتجاجا عظيما تلبية لرغبتها , لكن الصخرة بقيت جامدة صامتة لم تتحرك أو تهتز وكأنها ترفض تحقيق الأمنية , فأعتمر قلبها غضب وحقد على هذه الصخرة التي تمنت لو تقتلعها من مكانها وتحطمها بقبضة يدها.
صرخت الفتاة بيأس:
"لماذا ....لماذا لم تتحركي ؟".
وفي هذه اللحظة سمعت وراءها صوت رجل يقول:
" ربما لم تقومي بما يجب القيام به أو أن أمنيتك هي فعلا غير قابلة للتحقيق".
أرتعبت الفتاة وكمت فمها مانعة صرخة فزع من الأنطلاق , وأبتعدت عن ضوء مصباح كهربائي مسلط على عينيها وقد تسمرت في مكانها خوفا وذعرا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-09, 05:46 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- لن تكوني وحيدة
كان قلبها يخفق بشدة من الخوف عندما رفعت رأسها بأتجاه هذا الصوت الذي لا تعرفه , تعميها أشعة الضوءالمسلط عليها فبدت أمامها ملامح رجل طويل القامة ويبدو من لكنته أنه غريب عن المنطقة.
كيف لم تسمعه آتيا ؟ ربما صوت الريح , أو تركيزها العميق على ما كانت تفكر به , المهم أن هذا الغريب راقب المشهد عن كثب بدون شك , وهذا ما زاد غضبها فقد كان يتجسس عليها ولم يشعل الضوء الا عندما أنتهت حتى يزيد من تحقيره لها , لذلك قالت له بصوت قاس:
" أتحب التجسس على الناس؟".
" ليس بالضرورة , لكنني أعتقد أن ذلك يحمل فائدى كبيرة في التعرف على الناس والمعتقدات , على كل حال أظن أنك جئت قبل الأوان فساعة الفأل على ما أظن هي منتصف الليل وليس أوله ".
لهجته الساخرة أغضبتها من جديد لكنها تمالكت نفسها وقالت:
" لست قارئة فأل".
أجابها ضاحكا:
" عظيم , لكنني أعتقد فوق ذلك أنك غير موهوبة , فالصخرة يجب أن تتحرك على ما أظن , أليس كذلك؟".
" كيف تعرف ذلك؟".
" قرأت ذلك في دليل سياحي أشتريته في القرية , فهل تعتقدين أن مثل هذه الأمور تبقى سرا؟".
" لا , بالطبع لا".
كانت مورغانا تستعيد هدوءها ورباطة جأشها بصعوبة , خاصة وأن النور كان ما يزال مسلطا عليها .
" أنت على أرض خاصة , ألم يقل لك كتابك السياحي ذلك؟".
وفعلا كانت الأرض هي ملك النزل وتابعة له ,لكن أحدا لم يفكر يوما بمنع الناس من المجيء الى هذه الصخرة , فهي أن منعته الآن فذلك لأنه حقرها بكلامه وسخر منها.
" حقا؟ وماذا يقول المالك برأيك؟".
" لا نحب الفضوليين هنا".
" لكن أهل كورنواي معروفون بكرمهم وضيافتهم ,أما عن الحشرية فأنا هنا قبل مجيئك وكنت قد أبتعدت قليلا عن الصخرة لأتأملها جيدا عندما خرجت من الظلام وبدأت سرد أمنياتك".
" عندي الحق بالأعتقد أنني كنت وحيدة هنا , ثم لماذا لا تطفىء هذا الضوء المسلط على وجهي , أذا كنت قد أنهيت مهمتك بالتجسس على الناس؟".
ترك الغريب الضوء مسلطا عليها بالرغم من طلبها ذي اللهجة القاسية وأجاب:
" هل أنت عدائية دائما؟ ثيابك الغريبة هذه ووجهك الجميل لا توحي جميعها بأنها المرة الأولى فيها الى رجل , أليس كذلك؟".
"طبعا لا , لكنني كنت دائما أشاهد وجه محدثي , فضوؤك يجعلنا في وضع غير متعادل".
" هذا خطأ يسهل أصلاحه".
تغير أتجاه الضوء فرأت مورغانا أمامها رجلا طويل القامة بوجه رقيق الملامح مع فم صارم الشكل وأنف متعال , أما شعره الأشقر فكان أكثر أصفرارا من شعر روبير , مما جعلها تتذكر فورا كلام ألزا وتشرد قليلا في أضطرابها , أما الرجل الذي لاحظ هذا الأضطراب فقطع عليها تفكيرها قئلا:
" يبدو عليك وكأنك تشاهدين شبحا".
تملكت مورغانا رغبة عميقة لسؤاله من أنت؟ لكن الكلمات لم تخرج من فمها وعندما أنطفأ الضوء وعادت العتمة تقلق هذه الطبيعة الرائعة الجمال , أقترب الرجل منها بهدوء بينما كانت تتراجع خائفة واضعة يديها أتقاء منه على وجهها , وفجأة وقعت الفتاة على ظهرها , فهب الشاب يساعدها ويشعل الضوء ليرى ما أذا كانت قد أصيبت بمكروه.
" هل أصبت بأذى؟ هل جرحت؟".
" لا , لا لم يحصل شيء".
الحقيقة كانت غير ذلك فمفصل رجلها لا تستطيع الوقوف عليه والألم يحز في داخلها لكن لا تريد أبراز ضعفها أمام هذا الغريب , ثم أنها لا تريده قريبا منها الى هذا الحد.
" لم أقصد أخافتك بحديثي عن الأشباح , فلماذا هربت هكذا؟ كنت أسأل فقط لو أنني أشبه أحدا تعرفينه".
كانت تود أن تقول له:
" فعلا أنك تشبه أكثر من أحد , تشبه جميع الوجوه المعلقة على اللوحات المعلقة في بيتنا الكبير , لكن الفرق هو أنهم في اللوحات سمر الوجوه بينما أنت أشقر الشعر ".
لكنها سكتت فلو كان الحظ معها لكانت أفكارها هذه جميعها خاطئة وتمنت فعلا لو تكون مخطئة في ظنها.
" ماذا تريدين أن تقولي؟".
" لا شيء , أو تظنني أمضي وقتي أبحث عن الوجوه المتشابهة عند كل سواح المنطقة؟".
" أظن أنك تعرفين ما تريدين على الأقل ".
ثم أمسك بيدها بطريقة قاسية فصرخت في وجهه بغضب:
" دعني وشأني!".
" ليس قبل أن تجاوبينني على أسئلتي , فما أسمك أولا؟".
" أذا كانت هذه طريقتك في التحرش بالفتيات , فأسمح أن أقول لك أنها سيئة جدا ولا تعجبني ".
" لدي رغبة عميقة للحصول على أعجابك".
وأدار الضوء من جديد بأتجاه وجهها , ناظرا الى ملامحها من جديد ثم قال:
" أعرّفك بنفسي , أنا لوران بينتريث , وأذا لم أكن مخطئا فأنت مورغانا".
" أستنتاج باهر , وماذا تريدني أن أفعل لتحيتك الآن؟".
" لا حاجة لذلك فالوقت متأخر".
" كنا بأنتظارك هذا الصباح".
" تأخرت غصبا عني".
ترك يدها وأبتعد قليلا , فتنفست مورغانا الصعداء:
" أعمالك هي التي أخرتك طبعا؟".
" الى حد ما ... نعم".
" ولم تقل لنفسك أن هناك من ينتظرني ومن المحتمل أن يقلق لهذا التأخير؟".
" في الحقيقة لا ... لم أفكر بذلك".
تناول الرجل علبة كبريت بشعل منها سيكاره الكبير فبدا وجهه وعلى ثغره أبتسمة ساخرة.
" لا أظن أننني كنت منتظرا الى هذا الحد وهذه اللهفة في فندق بولزيون ".
قال جملته مع قلل من القساوة فردت مورغانا:
" أظن أنك لا تحب أن ترى البيت العائلي وقد تحول الى مؤسسة سياحية , لكن كونك رجل أعمال يجعلك تتفهم الموضوع".
" شخصيا , لا أصنف هذا الفندق مؤسسة تجارية".
فكرت مورغانا بهذه الأجوبة السريعة التي تنم عن معرفة وثيقة بكل التفاصيل , فمن أين له كل هذه المعلومات , هل قضى نهاره يسأل أهل القرية أم أن محاميه والسيد تريفيك وضعاه في الصورة ,قررت أن تكون حذرة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-09, 07:50 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" لسنا فندق الهيلتون أعترف بذلك , لكن أعمالنا لا بأس بها".
" حقا , يبدو أنك الوحيدة التي تقولين هذا الكلام , فالفندق مدين للكثيرين الآن".
شعرت مورغانا وكأن الأرض تنشق تحتها لكنها تمالكت أعصابها وقالت بهدوء:
" هذا صحيح... للأسف , فهذه السنة كانت صعبة قليلا".
" أذا لم أكن مخطئا , فالسنوات الصعبة تتوالى منذ مدة".
" نعم , هذه هي الحقيقة".
" لا أعلق أهمية كبيرة على ذلك , ثم أنني أتساءل كيف لفندق في مثل هذا المكان أن ينتشل من ورطته؟".
" ربما لاحظت في دورتك التفتيشية أن البولزيون ليس ( الكوت دازور) , ثم لديك الآن متسع من الوقت لأكتشاف أكثر من ذلك".
" للأسف ليس لدي الكثير من الوقت , سأذهب معك الى الفندق لأتعرف الى والدتك , هذا أذا كنت قد أنتهيت الآن من دعواتك لهذا الحجر".
" سأرافقك".
قالت هذه الكلمة وهي تشعر ببرودة تخرق عظامها وبغثيان يغمرها.
وفجأة قالت:
" حسنا ,لكن عليك أن تفهم أنني لن أكون ضفدعة سهلى المنال ".
" حتى الآن لا أراك ألا ذئبا".
" أذا كانت أسماء الحيوانات تعجبك , فلدي مجموعة منها تناسبك تماما".
قالت له هذه الجملة القاسية متصنعة اللطف , ثم أدارت ظهرها سالكة طريق النزل دون أن تنظر الى الخلف , وكأنها كانت على ثقة بأنه سيتبعها , وعندما وصلت الى الفندق فتحت الباب ودخلت الى رواق البهو حيث كانت والدتها تضع السماعة ثم تستدير لتقول لها:
" أنه السيد تريفيك يا عزيزتي , لقد قال لي أن لوران بيتريث زاره هذا الصباح , فأين يكون الآن يا ترى؟".
" هنا".
قالتها بصوت مسحوق ثم أفسحت المجال ليدخل الشاب , فرأت الوالدة رجلا طويل القامة أشقر الشعر يلبس سترة جلدية غامقة اللون وتحتها ميص من لونها , وبنطالا يبرز أناقته.
" آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه".
خرجت هذه الزفرة من فم الوالدة لأنها لم تجد ما تقوله بعد هذه المفاجأة ,لكن الشاب أستدرك فورا وقال:
" أنها لحظة صعبة لنا جميعا , لقد كنت أتمنى أن أتعرف عليكما في غير هذه الظروف".
كانت مورغانا تنظر اليه مليا وهو يتحدث الى والدتها , أنه فعلا جذاب , لكن هذا لا يعني شيئا فطريقته الواثقة في الكلام وصوته المليء , بل حتى أناقته , كل هذا وكأنه آت من عالم آخر لا تعرفه , عالم لم يعرف التعب والشقاء , ولهذا ربما كانت تحتقره , أما الوالدة فلم تنس واجب الضيافة , فقالت له:
" كنا على وشك تناول الشاي فهل تريد التفضل الى الصالون ؟ سأطلب من ألزا تحضير أبريق جديد...".
" لا لزوم لذلك , أرجول , فليس لدي الكثير من الوقت , ثم علي أحضار سيارتي والذهاب الى ترورو".
" أذن لن تبقى هنا الليلة؟".
" مرة أخرى ربما , عندها لن أرفض دعوتك المحببة".
"آه , طبعا لا بد من ذلك".
قالتها مورغانا وهي تعض على أسنانها , بينما كانت الوالدة تنظر اليها فزعة , ثم تقود الضيف الى الصالون بينما مورغانا لم تشعر ألا ويد من حديد تمسك بيدها فتتتتتتنشلها من أفكارها.
" أحاول جهدي ترطيب الجو, فلا تذهبي بعيدا بأفكارك السيئة , كل هذا أفهمه جيدا ولا يضيرني , وأنت لا تدركين أنك تؤذين والدتك بهذا التصرف".
قال جملته بطريقة صارمة ,ثم ترك يدها ناظرا اليا نظرة قاسية , مبتعدا عنها ... أخذت طريق المطبخ حيث كانت ألزا تنظف الصحون , فنظرت هذه قليلا الى الخلف ثم قالت:
" يا ألهي... هل البيت يحترق؟ ما بك في هذه الحال؟".
" أنه هنا... لقد وصل".
ثم أرتاحت على كرسي بينما ردت عليها ألزا:
" وماذا أذن؟".
" ماذا أذن, ماذا أذن؟ هذا كل ما تستطيعين قوله, قلت لك أنه هنا , أنه أشقر الشعر أيضا...".
" نعم , فالورق لا يكذب يا أبنتي , قلت لك .... أشقر الشعر , ألم وعذاب".
" فعلا ,فعلا , وماذا نستطيع أن نفعل الآن؟".
"لا شيء , ننفذ ما يطلبه منا, فلماذا تقلقين من الآن؟".
ثم ناولتها فوطة المطبخ , فأمسكتها مورغانا وبدأت تنشف الصحون قائلة:
" لدينا كل دواعي القلق".
" لا أريد سماعها , ثم من حسن الحظ أنه لن يبيت هنا هذه الليلة , فأنا لا أتحمل التفكير أنه يتقاسم معي سقف البيت,".
" سنتقاسمه أفضل لو جعلني أزوره ؟ فوالدتك مشغولة".
قفزت مورغانا من مكانها عند سماع هذا الصوت وألتفتت الى باب المطبخ حيث كان يقف لوران , فوقعت الكأس التي كانت تنشفها من يدها وتحطمت على الأرض , تدركت ألزا:
" أنتبهي , يا لك من قليلة الأنتباه , ثم لا تمسكي شيئا , سألم الزجاج المكسور".
ثم أستدارت نحو الشاب الواقف على الباب:
" لا تستمع اليها يا سيدي , فهي قلقة جدا ولا تعني نصف ما تقوله".
" أنه كاف حتى الآن".
ثم تقدم الى داخل المطبخ دون أن يعير مورغانا نظرة واحدة وقال:
" لا بد أنك ألزا , السند الرئيسي في هذا البيت , هذا ما تقوله السيدة بيتريث".
أنهى كلامه بأبتسامة ناعمة بينما كانت ألزا تمسح عن يديها الماء وتمد أحداها لتسلم على القادم الجديد الذي بدا من نظرته أنه يتفحص المكان جيدا.
" لا بد أن هناك صعوبة كبيرة في عدم وجود غسالة صحون".
" الكمال لله يا سيدي , لكننا نتجاوز كل الصعوبات , والعمل لا يؤذي أحدا".
" معك حق , تستطيعين الآن أن تعرفيني على أقسام البيت".
قال جملته بصرامة بالغة وهو يتوجه الى مورغانا التي كانت قد أنزوت في طرف المطبخ وكأنها تختبىء من هذه المفاجآت الممتالية منذ قدوم هذا الشاب , أبن عمها الذي لم تعرفه قط والذي يعرف كما يبدو كل شيء , بدليل أنه طلب منها زيارة الأسطبلات القديمة ".
" هل أولتم الكهرباء الى مرابض الخيل؟".
" لا".
" أذن أفضل أن أقوم بالزيارة في وقت لاحق وسأكتفي اليوم بزيارة الغرف الأرضية دون أن أعود الى البهو الرئيسي , فقد نلت حصتي اليوم من النظرات الغريبة".
" ربما تريدنا أن نطرد زبائننا أيضا , على كل لم تصلنا تعليماتك لننفذها و...".
" لم أقل هذا الكلام , وأذا كنت تريدين مرافقتي لزيارة الغرف فأرجوك العجلة قليلا فليس لدي وقت أضيعه".
أفضل , قالتها في داخلها , ثم قادته بطريقة تشعره أنها غير مهتمة بما يقوم أو سيقوم به , أما كلماتها عن الغرف ومحتوياتها فكانت أشبه بكلمات عميل للأيجار في نهاية نهار متعب , أما هو فلم يكن يتكلم ألا لسؤال صغير محدد ,حيث كان جوابها مقتضبا وأحيانا كاذبا , فعن التدفئة قالت له أنه لا توجد تدفئةة مركزية لأن نار المدافىء في البيت كافية , ولم تكن تعرف أن والدتها كانت قبل قليل تشكو من قلة التدفئة.
مورغانا تعرف أنها تكذب لكنها تتقبل بصعوبة الأعتراف بنواقص البيت أمام هذا الغريب.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-09, 07:57 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أثناء صعود السلالم تذكرت اللوحات المعلقة على الحيطان ولم تستطع نسيان التشابه بينها وبين الغريب الآتي من بعيد , قطعت الممر الطويل وأتجهت الى غرفة أهلها التي تقيم فيها والدتها حتى الآن , فتفحصها الشاب , ثم قال:
"هل جميع غرف النوم تشبه هذه الغرفة؟".
" عموما, نعم , لكننا نعطي الزبائن فرصة الأختيار , فهناك أسعار متفاوتة بالطبع".
ثم خرجت من جدد الى الممر يتبعها الشاب .
" لحظة من فضلك , أما نسيتي شيئا؟".
أستدارت الفتاة فأذا بالشاب يقف أمام باب وضع يده على مقبضه فأستدركت :
" هذه غرفتي , هل تريد زيارتها؟".
قالتها بجفاف واضح:
" أريد أن أتعرف على كل شيء , يخيل الي أنني أوضحت ذلك ".
وبيد مرتجفة فتحت مورغانا باب غرفتها ومدتها تبحث عن زر الكهرباء , فالكل كان مقبولا لكن ما الداعي لزيارة هذه الغرفة؟ كل شيء يخصها موجود هنا أمام نظره , كل حياتها , ألبومات طفولتها , بجانب الروايات التي تقرأها , دبها الكبير وزجاجة العطر... كل شيء هنا حتى ثوب النوم الشفاف ملقى بتأن على السرير .
تقدم الشاب الى وسط الغرفة , يداه في جيبه ,ينظر الى كل شيء بأمعان دون أن يلتفت الى حالة الأحتقار التي أمتلكت مورغانا في تلك اللحظة.
" سأنتظرك في المر".
قالت جملتها وخرجت شاعرة أن الدنيا تغلب عليها وتمنت لو تستطيع الأنتقام فورا من هذا الرجل , بعد لحظات خرج لوران من الغرفة وتبعها وعلى شفتيه أبتسامة صغيرة.
لقد فعل ذلك عن قصد , كانت تقول لنفسها , فكيف ستدخل الآن الى غرفتها ولا تتذكر نظراته المقصودة الى أشيائها الحميمة...
" هذه اللوحات تمثل أجدادنا على ما أظن؟ لماذا لا تعرفينني بهم؟".
" أنت تعرفهم أفضل مني".
" أنك تخطئين وتعرفين ذلك , حدثيني عنهم".
ساد صمت غامض بين الأثنين , بدا وكأن شحنات من التوتر تنطلق من كل منهما بأتجاه الآخر ,ثم رفعت مورغانا كتفيها وقالت:
" حسنا , الذي على اليمين جوسيه هو الذي بنى هذا البيت يوم كان أستثمار الحديد في أحسن أيامه , وهناك من يقول أنه ينى الأسطبلات بأموال غير شرعية , وأنجب ولدين هما مارك وجيل وهما أمامك في هاتين اللوحتين , جيل لم يسلك طريق والده بل تخطاه فهذا الساحل معروف بخطورته للمراكب ويبدو أن طبيعته كانت تتناسب مع العواصف , أما مارك فكان يمثل العكس...".
ثم توقفت قليلا مستدركة:
" مارك , جيل ومارتن كانت دائما أسماء الرجال في عائلتنا".
فهم لوران فورا ما تعنيه فقال:
" أسمي بالفعل هو أسم عائلة والدتي".
" أعرف ذلك , فلوحات النساء هنا هي لزوجاتهم التعيسات".
" هذه مثلا لا أراها تعيسة أبدا".
" أي واحدة منهن تقصد؟ آه هذه جدتي".
" كانت جميلة جدا ,لماذا ترتدي ثياب أميرة من القرون الوسطى؟".
" كانت تمثل في مسرحية حينها , وتقوم بدور الجنية مورغان وجدي تعرف عليها في تلك المناسبة ووقع في غرامها ,وبعد الزواج أصر على أن تكون لوحتها في هذه الثياب , كما أصر على والدي أن يسمي أبنته الوحيدة مورغانا".
" وها هي أمامي".
" بالفعل, فأذا كنت أكتفيت بهذه اللمحة التاريخية نستطيع الآن أكمال الزيارة".
" مرة أخرى , أريد الذهاب الآن , لكن قولي لي أي غرفة كنت حجزتها لي ؟ أريد أن أعرف بدافع الحشرية فقط".
" أحدى غرف الجناح الشرقي".
" أذن ليس لي حق الأختيار مثل باقي الزبائن ؟".
" بلى , ففي النهاية أنت الذي تملك الآن جميع الغرف".
" بالفعل , على كل حال فعلت جيدا بحجزي غرفة في فندق ترورو لهذه الليلة , ألا يعجبك هذا الأختيار؟".
نظرت اليه بعمق خفي صامت ثم أشتعلت قائلة:
" لا يمني كل هذا , وفي جميع الأحوال سأترك لك هذا النزل عاجلا أم آجلا , وأذا أحببت أستطيع أخلاء غرفتي فورا".
" ومن طلب منك أخلاءها؟".
قال ذلك وهو يضحك ويمرر نظراته المتفحصة على قامة مورغانا من أخمص قدميها حتى قمة رأسها , فتضايقت من حركته وأنتفضت :
" كيف تجرء....؟".
" أجرء , ستعرفين أكثر عندما تعرفينني جيدا , فأذا كنت تشمئزين من فكرة مقاسمتك سقف البيت , فأنا أبدأ التحدي الآن وربما أتوصل يوما ألى أقناعك بمقاسمتي أكثر من ذلك".
" لقد فقدت عقلك, فالبيت وحده يخصك وليس أنا".
" كل شيء ممكن الحدوث , أيتها الجنية مورغانا , فبالرغم من توسلاتك وأمنياتك أنا هنا وسأبقى".
ثم أقترب منها وأخذها بين ذراعيه القويتين بالرغم من تصلبها ومحاولتها التفلت منه , كانت مدهوشة لهذا التصرف المفاجىء ولم تحس بأقترابه منها ,ولم تتمالك نفسها حين أفلتت منه أن تقول:
" أنك وقح".
" بعد محاضرتك التاريخية قبل قليل أجد نفسي وفيا لأجدادي , أما أنت فلست أبدا كجداتك".
وبدون أن ترد عليه ركضت مورغانا الى غرفتها وأغلقت الباب بقوة , ثم أستلقت على سريرها لاهثة وهي لا تعرف ماذا تفكر , من أين أتى هذا الغريب؟ وكيف تحققت المخاوف جميعها دفة واحدة ؟ ثم ما هذا الشعور الذي يمتلكها بعد عناقه المفاجىء ؟ أغمضت عينها تريد التخلص من صورته لكن رائحته ما تزال تعبق في أنفها وصورته تحتل مخيلتها , وتلك القشعريرة التي أحست بها عند ملامسته وكل هذه المشاعر جعلتها في حالة من الأضطراب والخوف , فهي بعد الآن لن تكون أبدا وحيدة في هذا البيت.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.