آخر 10 مشاركات
سلام لعينيك *مميزة * "مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          أمير ليلى -ج1 من سلسلة حكايا القلوب- للمبدعة: سُلافه الشرقاوي *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          أنا و زوجي و زوجته (1) سلسلة علاقات متشابكة *مكتملة * (الكاتـب : صابرين شعبان - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree7Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-10, 02:53 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


2- ليس جوليان طريدة سهلة الوقوع في الفخ ولا يشبه الرجال السريعي التصرف في رعونة وعدم أنتباه , مع ذلك فأن المؤامرة نجحت الى حد بعيد....

عندما وصلت كيم أمام البناية ركبت سيارتها بهدوء , ثم ترجلت ورفعت غطاء المحرك فأنتزعت موزع الكهرباء ,وبالهدوء نفسه أعادت الغطاء كما كان , رفعت رأسها الى أعلى ورأت نافذة مضارة فأطمأنت , هذا حي بارك لين حيث يقيم جوليان في أحدى الشقق , كان وجود شقة شاغرة في الطابق الأرضي عاملا مهما في تصميم خطتها.
صعدت السلك الحجري بخطى وثيدة وقرعت على باب جوليان بارنيل , فسمعت وقع أقدام ثقيلة في الداخل , ثم فتح الباب لتجد نفسها تنظر في وجه رجل ضخم عرفت فيه جوليان صاحب الصورة الشمسية , في تلك الأثناء وصل الى سمعها خرير ماء , وكان جوليان متدثرا في معطف البيت وشعره مبتلا.
أطمأنت كيم لهذه البداية كأن اقدر في جانبها , كانت شامخة برأسها الى أعلى لترى وجهه , بينما كان جوليان منحني الظهر قليلا ينظر الى وجهها من أدنى بسبب الفرق بين قامتيهما , رأى شفتين ترتسم عليهما أبتسامة عذبة وسمع صوتا لا يقل عذوبة يقول:
" آسفة لأزعاجك , ولكنني مهتمة بالشقة السفلى , هل هي برسم الأيجار؟".
لم يجب على الفور بل كانت عيناه تتراقصان بشكل غريب , وعندما كلمها كانت أجابته مقتضبة:
" يوجد أعلان كبير في الحديقة وأعلان آخر على نافذة الشقة".
أجابت كيم:
"رأيت الأعلانين ,ولكنك تعلم كيف يتخاطف الناس الشقق الشاغرة؟".
لم يخف جوليان ضجره وأجاب وهو يحاول جاهدا ألا يتثاءب:
" لا أستطيع أفادتك كوني لست وكيى هنا , وأقترح عليك أن تذهبي وتقابلي الوكيل الموجود عنوانه على اللوحة".
" أشكر لك لطفك وأرجو ألا أكون قد أزعجتك".
تراقصت عيناه مرة أخرى وهو يتفحصها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها , أغضبها هذا ولكنها كبحت جماح غضبها , أظهر الرجل وقاحة لا تطاق ,وكأن عينيه جردتاها من كل ثيابها , وأقنعها سلوكه هذا أكثر من ذي قبل بصحة ما قالته فيكي.
" أتمنى لك ليلة سعيدة".
" قالت ذلك بأدب وهمت النزول.
" ليلة سعيدة , أحترسي من حفرة وسط الباحة".
"شكرا".
سمعت الباب يغلق خلفها ,ولم تمض دقائق حتى كانت تقرع على باب جوليان ثانية , ولكنها كانت مضطربة هذه المرة وقالت بعد تقديم الأعتذار:
" يؤسفني جدا أن أزعجك مرة أخرى , هل تسمح لي بأستعمال التلفون؟ محرك السيارة فيه عطب كما يظهر".
قال عابسا:
" كان المحرك على أحسن ما يوام عندما وصلت".
وأقترح أن ينزل ليلقي نظرة على المحرك.
" كلا ,فأن من عادته ألا يدور أحيانا ويحسن بي أن أتصل بالمرآب , يا له من أزعاج".
هزت كتفيها وأنتظرت الجواب , هل تتوقف عند هذه النفطة وتفشل ؟ وأتاها الفرج عندما فتح الباب ودعاها للدخول قائلا:
" أذا تعطلت سيارتك كلما كنت في حاجة اليها فالأحرى بك أن توليها العناية الكافية".
وبحركة فيها عدم مبالاة أشار بيدع الى غرفة عن بسارها وأقترح عليها أن يجد لها رقم المرآب أذا لم يكن في حوزتها.
" شكرا , أنني أعرف الرقم".
قالت ذلك ودخلت الغرفة.
كانت غرفة عمل أو دراسة , على جدرانها خرائط وفي أحدى الزوايا خزانة أضبارات وملفات , رفعت كيم السماعة وأطمأنت الى أن باب الغرفة الأخرى كان مغلقا.
".... في نصف ساعة , كلا , ليس قبل ذلك لأنني لن أكون هنا , شكرا........".
وخرجت من الغرفة فدعاها للدخول بعد أن قرعت الباب.
" لن يستطيعوا المجيء قبل نصف ساعة أو ما يقارب ذلك".
قالت هذا مرفقة كلامها بأبتسامة ساحرة خلابة , ثم أضافت:
" سأنتظرهم في سيارتي , تقع المصائب على رأسي تماما عندما تكون صحتي متوعكة لأنني مصابة بالأنفلونزا على ما أعتقد, وهذه العدوى منتشرة الآن في كل مكان".
وعندما همت بالخروخ أضافت:
" أقبل أعتذاري لأزعاجك مرة أخرى".
كان جوليان جالسا في كرسي مريح يطالع بالقرب من المدفأة عندما دخلت فنهض وباتت عليه علامات الأرتباك وهي تتكلم , قال:
" جلوسك في السيارة في هذا البرد لا معنى له ,أستريحي ويجدر بك أن تخلعي معطفك".
حاولت التظاهر بالأعتراض على دعوته ولكنها لم تصر خوفا من أن يتراجع عنها فتجد نفسها خارجا , خلعت معطفها ووضعته على ظهر الكرسي.
قالت بوجل متصنعة النظر الى يديها بينما جوليان يحدق فيها:
" كلك لطف ,شكرا".
وأرتجفت بتصنع أيضا أو ما بدا أنه تصنع.
" بودي تقديم شيء تشربينه لولا أنك ستقودين السيارة".
كانت تتوقع أن يقدم لها شرابا لا أن يشغل باله بسلامتها.... وهذه أولى مفاجآته.
" أشعر بالبرد وقليل من الشراب يبعث على الدفء , شكرا".
أنحنى ليضع الكأس على الطاولة قريبا من مرفقها , فأقترب وجهه كثيرا من وجهها , ولم تشم غير رائحة حلاقة تذكر بأريج الأعشاب الجبلية ونقاوة الرياح العاصفة , وكان هذا الأكتشاف بمثابة المفاجأة الثانية , أذ كانت تعتقد أن رجلا مثله يعيش وحيدا في شقة سيكون فريسة سهلة للشراب والتدخين ,ولما هم بالعودة الى كرسيه دار على نفسه فجأة عندما سمعها تؤنب نفسها على أهمالها:
" ما أغباني.... أوه, كم أنا آسفة , كيف جرى ذلك؟".
" ورآها تحدق في بقعة مبتلة في ثوبها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-10, 08:11 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قال وهو ينظر اليها بغرابة وهي تحاول أن ترفع الثوب قليلا عن ساقيها .
" لا أدري".
" أنه بارد جدا".
" الأجدر بك أن تخلعيه".
قالت وهي تتصنع التمنع والسخرية:
" أخلعه؟".
قال بصوت آمر لا يقبل النقاش:
" في الحمام طبعا.... وأذا نشرته على جهاز التدفئة سيجف ريثما تكون سيارتك قد أصلحت".
نهضت كيم وهي تنظر اليه متسائلة ,ولكنه تجاهلها وأشار بأتجاه الحمام , وظل يتفحصها بعينين لا تعبير فيهما سوى نظرة خاطفة ألقى بها على البقعة المبتلة في ثوبها ,صدمها موقفه هذا فتوترت أبتسامتها الجذابة وأرتعشت قليلا , ماذا يدور في خلده وهل تكون آمنة أذا خلعت ثوبها؟ قد يثير عملها هذا بعض النوايا الغريبة في رأسه , وتذكرت قول فيكي بأنه رجل قادر على النيل من النساء , ولكن كيم صممت على المجازفة وفكرت بثقة فيكي في مقدرتها على أنقاذها من الورطة , لن تخيب آمالها , كانت عند باب غرفة الحمام عندما تكلم جوليان مبتسما أبتسامة ذات معنى , وقال:
" هاك سترتك , ستحتاجين اليها".
فتناولت كيم السترة ولامت نفسها على هذا الأهمال , ولاحظت أن نظرة جوليان تبدلت فجأة ولم تر فيها سخرية أو تهكما , هل تحول موقفه الى أهتمام بها؟ لم تطل كيم التفكير في ذلك ,وبحركة فجائية أستدارت ودخلت الحمام...
أحست بنشوة الأطمئنان على خطتها التي سارت في طريق لا عقبات فيه حتى الآن , فجوليان تصرف كما أشتهت ولم يبق ألا أن تأتي فيكي مع عمتها في خلال الدقائق الخمس الباقية.
قال جوليان عندما خرجت كيم وهمت بالجلوس:
" دعيني أقرّب مقعدك من المدفأة حيث الحرارة أفضل , أنني أشعل المدفأة بالرغم من وجود التدفئة المركزية التي لا تفي بالحاجة في برد قارس كبرد اليوم.
قال ذلك وجلس على كرسي مقابل لها ,ونظرت الى الطاولة فرأت أنه نظفها من بقايا الأكل وصب لها قدحا آخر , تناولت الكأس ودهشت لأنه لم يصب كأسا لنفسه , ظلا صامتين وهي تتأمل القدح الذي في يدها , ثم رفعت نظرها نحوه وتفحصت ملامحه : غليظ , كريه... ومع ذلك.... أن مجرد التفكير بأنه سحب الكرسي الى قرب المدفأة يدل على أنه يهتم براحتها , أيمكن أن يكون له قلب على غير ما تقول فيكي؟ أن مجاملته لطيفة ولكنها مجاملة فاترة تصدر عن أي أنسان في ظروف كهذه , يكفي أن ينظر المرء الى وجه هذا الرجل ليتحقق من طباعه الفظة.
تحولت كيم عنه وأخذت تدير نظرها في الغرفة , المفروشات عصرية من الصنف الممتاز وفيها ذوق , وما عمله يا ترى؟ أنه ثري كما قالت فيكي ,ومجرد التفكير بأنه أشترى ذلك الدير الضخم في مقاطعة ويلز ... يقنع المرء بغرابة أطواره ,وعادت كيم بنظرها فركزته على سجادة صغيرة تحت قدميها , وهي تركية الصنع كالبساط الذي يغطي معظم الأرضية , وفي أحدى زوايا الغرفة فوتوغراف فاخر وفي زاوية أخرى حوض مضاء فيه سمك أستوائي.
كانت متيقظة لأي حركة على السلم وأستولى عليها قلق مفاجىء ولكنها لم تكن عصبية , هل هو توتر ناجم عن أنتظار طال دقائق معدودة تبدو كأنها ساعات؟ قد يكون هذا هو التفسير الوحيد , ومع ذلك فهذا الأحساس لم يختف حتى عندما سمعت أخيرا وقع أقدام كانت في أنتظارها بفارغ الصبر , نهض جوليان ليفتح الباب.
" أنهم من المرآب ,وصلوا أسرع مما توقعت".
قال ذلك وخرج , وهنا لم تتمالك كيم أن تبتسم أبتسامة النصر ... كان يجهل ما يحاك له في الظلام لأنتشال فيكي من بين مخالبه.
" فيكي .... العمة مارغريت , ماذا أتى بكما في مثل هذا الوقت؟".
كان صوته خافتا ولكن حادا فيه شيء من الجزع مما أكد لكيم أن شعور جوليان أتجاه خطيبته كان خاليا من أية عاطفية , وسرها موقفه هذا لأنه ينوه بأن زائرتيه جاءتا على غير توقع في تلك الآونة بالذات , وهذه لحظة ستأخذها العمة بعين الأعتبار.
دخلتا الغرفة فصدرت عن فيكي صرخة أستهجان... حسب الخطة .
" أوه... صديقة في ضيافتك...".
وبان الأسى في وجه فيكي وغشاوة من الأضطراب تغطي عينيها ,وتابعت كلامها قائلة:
" أرجو ألا نكون قد تكفلنا عليك".
كان هذا الدور مرتبا لأقناع العمة مارغريت بخيانة جوليان ..
وتأتأت فيكي:
" ر.... ربما , علينا أن نذهب , وهنأتها كيم في قرارة نفسها على تمثيلها المتقن الآداء خاصة تلعثمها الذي أثر في العمة مارغريت فنظرت الى جوليان عابسة.
" هل نحن متطفلتان؟".
كان سؤال العمة مقتضبا , وتركزت عيناها على كيم التي أرتبكت وحاولت ستر ساقيها بسترتها ,وتبع ذلك صمت وجيز , أخذ قلب كيم ينبض بسرعة أن جوليان كان ينظر اليها بعينين ثاقبتين , ولكنها أيقنت أنه لم يشك بشيء وحولت أنتباهها الى عمة فيمي , كانت أمرأة رمادية الشعر يبدو عليها العناء ألا أن لها وجها جذابا وعينين زرقاوين وبدا فيهما أنها موزعة بين الجيرة والشك.
سألته مباشرة دون أي أعتبار للكياسة:
" من هذه البنية ؟".
فحول جوليان نظره بتؤدة من كيم الى خطيبته المتبرمة , وأوضح سبب مجيء كيم الى شقته وسبب وجودها في تلك الحالة , ثم دعاهما للجلوس وأقترح أن يقدم لهما شيئا...
قالت العمة:
" كأسا .... ولتكن صغيرة جدا".
ثم ألتفتت الى كيم وقالت وهي تبتسم :
" أنه لمزعج أن يصيب الخلل سيارتك".
أجابتها كيم وهي فخورة بتلعثمها المتقن:
" أن... أنه لمن المزعج حقا , أنها تتعطل دائما".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-10, 09:58 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وكان جوليا طيلة هذا الوقت ينظر اليها ولم يحرك ساكنا , ماذا يحدث لو لم تنفذ ما تبقى من خطتها؟ وأخيرا أدار جوليان ظهره وفتح غطاء الخزانة , وبكل خفة فكت كيم أزرار سترتها التي كانت تخفي ساقيها ثم كلمت العمة مارغريت لتلفت أنتباهها , وبحركة بدتآلية وضعت ساقا على ساق فأنفرجت سترتها , ولاحظت كيم كيف نظرت العمة الى ساقيها بذهول غير مصدقة ما ترى قبل أن تعيد سترتها الى ما كانت عليه متظاهرة بالأرتباك.
تنهدت كيم بأرتياح لأن كل شيء سار بنجاح ما عدا المشهد الأخير طبعا , وهي لا تقوم فيه بأي دور , فالعمة مارغريت من الطراز القديم والمشهد السابق يتكفل بأن يجعلها تقرر أن جوليان بارتيل لن يكون الزوج الملائم لأبنة أخيها , وبالتالي تستطيع فيكي صده والتخلص منه دون أن تلقى أعتراضا من العمة .
أغلق جوليان باب الخزانة فأجفلت كيم لسبب لم تدر كنهه , ومشى ببطء نحو المقعد الذي تجلس فيه العمة مارغريت وهي ما زالت مشدوهة تناولت قدحها بيد مرتجفة دون أن تنظر الى جوليان الذي لم يلحظ ذلك , لأنه كان مشغولا يطيل النظر الى كيم بعينين بدا أنهما ستنفذان الى أعماقها , أرتعشت كيم ولكنها تمالكت نفسها , من الطبيعي أن تغزوها الهواجس فدورها لم يكن في تلك السهولة , وكم تمنت ألا ينظر اليها هكذا لأنه بالرغم من جهله المطبق بما يدور حوله فهو رجل عليم بباطن الأمور ينفذ اليها بتحديقه الذي لا تعرف كيف تتفاداه.
أنتظرت حتى أدار جوليان ظهره ثانية فغمزت فيكي بعينها , الوقت يدهمها ,حالما تستعيد العمة هدوءها لا بد أن توجه مختلف الأسئلة لتجد السبب الحقيقي لوجود كيم بلا ثوب وربما حصلت على الجواب الشافي.خاصة أن رجال المرآب .... أذا هم أتوا.... سيعززون قول جوليان بشكل قاطع.
لعبت فيكي دورها بنجاح , وقدم لها جوليان قدحا من العصير غير أنها نحته عنها ونهضت من مكانها متثاقلة وأحدى يديها على صدرها.
" لا يا جوليان, لا أريد شيئا ...يا للسماء , أنني أتألم وأتألم جدا ...".
أخذت تترنح وكادت تسقط لو لم يسرع جوليان ويمسك بها.
قال بحنان:
" عزيزتي , ماذا بك؟ أنك شاحبة".
رمشت عيناها وهي تنظر اليه مستغربة بينما كانت كيم تراقبها بعينين نصف مغمضتين , وتابعت فيكي تأوهاتها كأنها تحتضر.
" خذيني الى البيت يا عمتي , الآن".
" هل أنت مريضة جدا يا عزيزتي؟ ساعدني يا جوليان على نزول الدرج".
كانت العمة خائفة فعلا غير عابئة بما حدث ,وسألت بقلق:
" أيمكنك السير يا فيكي؟".
" الى حد ما .... أوه, الألم".
خشيت كيم أن تغالي فيكي في تمثيلها ... وقالت لنفسها , لا تبالغي كثيرا , فالرجل أدهى مما نعتقد.
نظر جوليان مليا الى وجه فيكي وأقترح الأتصال بالطبيب , عندها رفت عيناها فزعا ولكنها ما لبثت أن أستعادت رباطة جأشها وقالت على الفور:
" كلا , ربما كان شيئا تناولته , أنني متأكدة".
" أذن ساعينك في هبوط الدرج , هل أتيت بحقيبة يدك؟".
قال ذلك وتأبط ذراعها , كانت العمة قد تناولت الحقيبة وهي تنهض .
قالت فيكي متوسلة وأهدابها ترف:
" لا تقلق علي , عدني بذلك يا جوليان".
أتى جوابه سريعا وعذبا:
" أؤكد لك أنني لن أقلق".
فرفعت كيم رأسها بحركة فجائية سريعة , يا له من رجل متحجر القلب ,وفوق ذلك يعرض عليها أن يرافقها الى البيت , سيطر عليها الغضب وهي تنتظر دعوته , وعن على بالها أن تصرخ بأنها تعرف حقيقته تماما , ولكنها هدأت حالما سمعت صوت محرك السيارة وأبتعادها.
أنتظرت كيم بضع دقائق ولم يعد , ترى ماذا يعمل الآن؟ طال غيابه أكثر من اللازم وزادت حيرتها فبدأت تتململ...
وفتح الباب فجأة فرأته واقفا هناك ينظر اليها دون أن يرف له جفن كانت سحنته بلون حجر الصوان وقسوته, ثم دخل وأغلق الباب.
تنحنحت كيم كمن يزيل شيئا من حلقه وقالت:
" عمال المرآب قد يصلون في أي لحظة".
وحاولت أن تخفف التوتر الذي ساد بينهما فأردفت:
" الساعة أوشكت على الأنقضاء تقريبا".
" بقي منها عشر دقائق".
قال ذلك وعاد فأحتل مكانه , وخيم على الغرفة سكون غريب لم تحتمله كيم , فتكلمت لمجرد أن تقول شيئا:
" آمل ألا تطول عملية أصلاح العطل ".
حدق فيها جوليان وقال بصوت لا رنة فيه:
" أنت تعرفين كم من الوقت سيطول هذا لأنك أختبرت ذلك من قبل, أليس كذلك؟".
" طبعا , طبعا".
" زر أشعال المحرك؟".
أومأت برأسها أيجابا , وقالت بشكل مبهم:
" يلزمه حلقة ... وشيء آخر....".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 03:24 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأضافت أن صديقا لها قام بأصلاحه ويؤسفها أن لا تتذكر ما هو الشيء الآخر , قالت ذلك وكلها يقين بأن كلامها سيقنعه تماما , وتضليقت كيم من هذا الجو , وأزعجها صوته الجاف وعيناه القاسيتان وتمنت وصول عمال المرآب , أخذت ترى في الرجل شرا خفيا وبدا لها أن فيكي فريسته الضعيفة , وأيقنت أن أرهب شيء هو الوقوع تحت رحمته , ولكنها عادت الى الواقع عندما سمعته يقول:
" نصيحتي لك هي أن تهتمي بسيارتك لأنها قد تورطك في مواقف مزعجة جدا ".
هل كان تردده مقصودا ليعطي وزنا لما سيقول؟ أخيرا وصلت سيارة وسمعت أصوات رجال , قال ناصحا:
" عليك أن ترتدي ثوبك الآن , لأن أصلاح العطب سيجري برمشة عين".
وبعد برهة وجيزة تابع قائلا:
" ربما نزلت الى الباحة لأرى كيف يصلحون سيارتك ,من يدري , قد يفيدني ذلك في المستقبل".
" أوه , كلا .... لا تزعج نفسك".
" لا أزعاج البتة , قلت أنني أريد أن أتعلم فقط , فقد يزعجني زر أشعال المحرك مثلا....".
صدمت كيم بقوله هذا , قد تفشل خطتها في مرحلتها النهائية .
قالت وصوتها ينم عن القلق على راحته:
" أرجوك لا تخرج , فالبرد قارس , خاصة بعد حمامك".
" أعتقد أنك على حق .... على فكرة , ما أسمك؟".
" كيم.... كيم مايفيلد".
" كيم ... آه , أسم جميل حقا , لا ينساه المرء بسهولة".
أبتسم أبتسامة رزينة ثم قال:
" تعرفين أسمي على ما أعتقد".
أخذت على حين غرة وأرتجفت يدها.
" أنا... أعرفه؟ وكيف أعرف أسمك؟".
" أنك سمعت خطيبتي تذكرة منذ بضع لحظات مضت".
تنفست الصعداء وقالت وفي صوتها رجفة:
" آه , طبعا , أسمك الأول فقط".
وعندما رافقها الى الباب قالت مودعة بصوت كله عذوبة:
" أشكرك على أهتمامك ولطفك".
وقالت في نفسها , يا لي من ماكرة , ولكنه كان يستحق هذه المعاملة ولم تشعر بتأنيب الضمير :
" طابت ليلتك".
" طابت ليلتك يا آنسة مايفيلد , فقد نلتقي يوما ".
" لا أعتقد ذلك ".
تلفظت بهذه العبارة قبل أن تفكر فيها.
" أتيت هنا بسبب الشقة ,أليس كذلك؟ من يدري, قد نصبح جيرانا أذا أستأجرتها".
مزلت الدرج مهرولة ورأت عمال المرآب واقفين لم يعملوا شيئا بعد .فبادرتهم بقولها:
" أنني آسفة لأزعاجكم".
وبدون تفكير رفعت نظرها الى النافذة المضاءة وقالت:
" حاول أحدهم أن يقوم بمزحة فأنتزع قطعة موزع الكهرباء من المحرك , سأعوضكم على أتعابكم , فأرسلوا الحساب على هذا العنوان ".
وأخرجت من حقيبتها بطاقة كانت جاهزة لهذه الغاية وأعطتها لهم .
تركها العمال وعادوا أدراجهم على الفور , فأرتاحت لذلك وتنفست الصعداء , ها هي تخرج بسيارتها شاكرة المولى على أنها سالمة , وكلها أمل ألا تقع عيناها على هذا الرجل الرهيب جوليان بارتيل ثانية....


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 06:51 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- كل شيء كان في الحسبان ألا أن فيكي خطبت مرة أخرى .... لكن المشكلة العويصة وقعت عندما أتصل جوليان بكيم قائلا أنه يريد رؤيتها على الفور ... فقد كشف خطتها والآن عليها أن تدفع الثمن!

"والآن كفاني عملا!".
قالت كيم وتراجعت الى الوراء لتلقي نظرة فاحصة على مطبخها الصغير ,كل شيء نظيف , حتى الأرضية.
" سيريحني هذا لبضعة أسابيع".
دخلت كارول الى المطبخ ووقفت بجانبها ضاحمة:
" لم أفكر أن هذا من خصالك , من أين أتاك هذا النشاط؟".
أقرت كيم بحزن:
" رأيت أن لا بد من ذلك , وأشعر بالذنب لو تركتك تعملين كل شيء ".
ثم أضافت قائلة:
" يبدو حسنا ونظيفا كما تقولين .... صحيح يا كارول , هذا ليس من خصالي , الحقيقة هي أنني كنت أبحث عن شيء أتلهى به".
" والآن تعالي وشاهدي الجهد الذي قمت به , أنظري, كل شيء يبرق والبساط نظيف".
" جميل حقا , هل تتمتعين بعمل كهذا؟".
" أنا أحب الأشغال المنزلية وأرجو أن يكون هذا من دعائم زواجي ".
" أؤكد لك أن زواجك لن يفشل".
قالت كيم ذلك بأخلاص ظاهر , صحيح أنها ليست من الطراز المحبذ للزواج , ألا أن هناك نسوة يعتبرن كل شيء وسيلة للحب , وأضافت قائلة وهما تتناولان الشاي:
"أعتقد أننا نستحق مكافأة على عملنا , ما قولك في مشاهدة فيلم؟".
" هناك فيلم جديد في الأوديون , فيلم حربي , هذا أذا رغبت في مشاهدته لأنني أعلم بعدم ميلك الى هذا النوع".
" كلا... ولكن سنذهب اليه لأنك تحبين أفلام الحرب , متى سيدأ العرض وما هو ثمن التذكرة؟".
وجدتا الجواب في أحدى الجرائد ,ولدى خروجهما من السينما عند التاسعة والنصف أقترحت كارول أن تذهبا الى أحد المطاعم , وكانت وجهتهما مطعما ريفيا يؤمه موظفو الشركة , وبالفعل وجدتا هناك زملاء وزميلات فطلبوا من النادل تهيئة مائدة كبيرة تتسع لستة أشخاص .
كان حديثهم صاخبا , وفيما هم كذلك أدارت كيم رأسها لتتفحص المكان وأذا بها تفاجأ بشيء كان آخر ما تتوقعه...
تمتمت كيم انفسها بذهول:
" فيكي! وخاتم في أصبعها!".
لم ترها فيكي التي كان وجهها يشع بهجة وجل أنتباهها ينصب على الشاب االجالس قبالتها :
" فيكي مخطوبة... بعد ثلاثة أيام فقط منذ....".
كان كل ما في كيم يغلي غليانا , وما كادوا ينتهون من الطبق الأول من الطعام حتى أعتذرت كيم وأتجهت نحو مائدة فيكي :
" أهذه أنت يا كيم؟ آه , كم أنا سعيدة برؤيتك!".
شملتها كيم بنظرة صارمة وطلبت أن تعرفها على صديقها بلهجة جافة :
" خطيبي.... أيه .... ستيفن, ستيفن , هذه صديقتي كيم".
مدت كيم يدها اليه بينما كانت تنظر الى وجه فيكي الذي خصبه الأحمرار , وكانت هذه الأخيرة تهمس لخطيبها الذي يبتسم متجاوبا مع كلماتها المهموسة.
وطلبت كيم أن تتقابل وفيكي على أنفراد ,ولكن بسبب ذهابها وخطيبها الى حفلة رقص في مساء اليوم التالي طلبت منها أن تأتي الى المطعم نفسه لتراها.
" ولكنني لا أستطيع أن آكل عند السابعة وهذا مطعم, من يدخله يجب أن يطلب شيئا".
قالت كيم بحزم لا يقبل التأجيل:
" سنتناول شسئا خفيفا , أذن السابعة تماما , نظرت فيكي الى خطيبها مرتبكة وسألت:
" كيف أستطيع المجيء الى هنا؟".
قال ستيفن محتجا:
" ماذا يجري هنا؟ لا أسمح أن تخاطب خطيبتي بهذا الشكل!".
قالت فيكي مهدئة أعصابه:
" لا بأس يا ستيفن ,حسنا , سآتي في تاكسي".
وفي السابعة من مساء اليوم التالي كانتا في المطعم وطلبتا بعض الفطائر وفنجانا من القهوة , بدأت كيم الكلام دون مقدمات:
" يجب أن أعرف كل شيء , كنت حتما تقابلين ستيفن وأنت مخطوبة لجوليان".
" لا أنكر ذلك , ولكنني كنت أريد التخلص من هذا الرجل البغيض".
" أنت البغيضة لا جوليان , لم يكن لديك العذر الكافي لتقذفي بجوليان خارجا".
تبع ذلك صمت رهيب كانت كيم خلاله تفكر كيف خدعتها فيكي ؟ كيف أستغلتها لتتخلص من جوليان وتخطب في الحال شخصا آخر؟ صبت كيم جام غضبها على نفسها أكثر مما على فيكي , وأتضح لها كيف كانت ألعوبة بيديها وتذكرت موقفها الحرج في غرفة جوليان تنتظر قدوم فيكي مع عمتها , فقالت بغضب:
"عندما أفكر كيف جرتني الى حبك مؤامرة أقنع نفسي أن هذه الخطوة الأخرى لن يطول عمرها كسابقاتها".
" خطوبتي هذه المرة ثابتة , لم أحب في حياتي شخصا كما أحببت ستيفن".
كان جواب كيم على هذا التأكيد زفرة ساخرة ,وتابعت فيكي قائلة:
" أنت نفسك كنت من رأيي ,وهو أنني لن أستطيع الزواج من جوليان ,لأنه ليس الزوج الذي يلائمني".
" كان عليك أكتشاف ذلك قبل أن تعديه بالزواج".
قالت فيكي وهي تلوي أصابعها وقد بدت شاحبة:
" أفهمتك كيف جرت الأمور".
وأضافت:
" كلهم رومانسيون".
" جوليان ليس من هؤلاء , أنه أبعد الناس عن الرومانسية".
سألتها فيكي بمرح:
" كيف تعرفين ذلك؟".
" لا تبدو عليه الرومانسية ولم أقابل أنسانا في حياتي أقل رومانسية منه".
" على الأقل يعانق أحسن من بعضهم...".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 07:33 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

هنا خفضت فيكي رأسها خجلا من نظرة الأشمئزاز في عيني كيم التي قالت متهمة:
" أستطيع أن أجزم بأنك أنانية كبيرة , ألم يخطر ببالك الخطر الذي قد يداهمني لو أكتشف جوليان لعبتنا وأنت تعرفينه عنيفا؟".
" لم أقلق بشأنك لأنك تعرفين كيف تدبرين الأمور , وعلاوة على ذلك كانت خطتك محكمة لا فجوات فيها ".
ومضت فترة صمت مربكة قبل أن تسألها كيم بفضول:
" كيف كان رد فعله عندما أطلعته على الخبر؟".
" عمتي مارغريت هي التي قامت بالعملية لأنني لم أجرؤ على مجابهته , فتركت الأمر لها".
" يبدو أنك تتركين كل أمورك للآخرين ....".
كان هذا تعليق كين اللاذع , وأضافت:
" ماذا قالت عمتك له؟".
" اتهمته بأن له علاقة بك ... بأمرأة مجهولة , ولا يخفى عليك أن عمتي لا تعرفك , خضع جوليان للأمر وتركنا بسلام دون أن يحاول أن يسوي الأمور بيننا ,وكما قلت فأنه لا يحبني , اتتزوجين رجلا ر يحبك؟".
وتابعت فيكي بفلسفة:
" كثيرا ما لا يقول الرجال أنهم يحبونك : أنت تخمنين , أفهمت ما أعني؟".
" أنا لا أفهم أبدا نصف ما تعنين ,، أوضحي".
أتى النادل بالفطائر والقهوة , وقالت فيكي:
" ضمني جوليان وعانقني , فأستنتجت من ذلك أنه يحبني".
قالت كيم أن خبرتها في الحب لا تذكر , ألا أن كل أمرأة تتوقع أن يصرح الرجل بحبه ,غير أن فيكي وجدت هذا التفسير قاطعا ورسميا لا ينطبق بشكل من الأشكال على جوليان , فهو رجل غير منفتح , ولن يصبح رومانسيا ألا أذا أحب حبا جنونيا , وبعد تبادل الآراء بينهما قالت فيكي:
" لا تغضبي يا كيم , تعرفين أنني لن أستطيع أن أتزوجه".
" هذا صحيح".
وأضافت غاضبة:
" ما زلت أعتقد أنك أنانية لأنك لم تقدري الخطر الذي تعرضت له".
" في أي حال , لم يحدث شيء ولا أتحمل أن أراك هكذا أو أخسر صداقتك".
كانت كيم على وشك أن تزجرها .... هناك شيء في فيكي يصيب وترا حساسا في كيم , ولكن ما هو؟ وبالرغم من طيشها وسطحيتها فهي مخلوقة ناعمة لا حول لها ولا قوة , وهي حتما لن تصمد أمام جوليان.
بعد نصف ساعة من الحديث عمت فيكي بطلب تاكسي غير أن كيم عرضت عليها أن ترافقها الى البيت وتبين لها عدم جدوى هذا الأجتماع وتساءلت عن الدافع الذي جعلها تصر على الأنفراد بفيكي.
وبعد ربع ساعة كانت السيارة أمام بيت هذه الأخيرة , وترجلت مسرعة خشية أن يأتي ستيفن فلا يجدها في المنزل.
كانت السماء صافية والبدر يبرز من وراء التلال , وأنسجمت كيم مع جمال الطبيعة فأخذت تدندن لحنا وهي تقود سيارتها الى أن وصلت الطريق الرئيسي المؤدي الى منزلها في الضواحي , كم سعيدة هي بحريتها , لا رجل في حياتها يأمر وينهي , في أمكانها العودة الى بيتها ساعة تشاء , الحرية؟ لا شيء في الحياة أهم من الحرية , وأرتفع صوتها وهي تنشد من كل قلبها حتى وصلت البيت , وجدت كارول متغيبة فأخذت مقعدها أمام المدفأة لتمضية أمسية هادئة تطالع كتابا....
بعد عشر دقائق رن جرس التلفون ,فأنزعجت لهذه المقاطعة وتجمدت لدى سماعها صوت المتكلم , هل قد أتى ما كانت تتخوف من وقوعه دون أن تفهم لذلك سببا , لم تستغرب هذا الأتصال لأنه من البديهي أن يحاول جوليان الأتصال بها منذ فسخ الخطوبة , وعضت على شفتيها ندما لأنها أرتكبت حماقة لا تغتفر بأعطائها أسمها الحقيقي مما يسهل له أيجاد رقمها في دليل التلفون , ولم تفطن ألا الآن أن سؤاله المفاجىء عن أسمها وهي تهم بالخروج من شقته , أنه رجل يحسب لكل شيء حسابه , حاضر الذهن وفطن , وأدركت أنها أخطأت في تقديرها لذكاء هذا الرجل .
أجابت كيم بصوت مضطرب قليلا:
" هذا المساء؟ أخشى ألا أستطيع ذلك".
" لا مفر من مقابلتك".
كانت نبرته جافة ومقتضبة فيها الكفاية من تصلب الرأي , وجعلها توقن أن لا مناص من مقابلته , أصر على أن تقابل فيكي وعمتها مارغريت ليعود كل شيء الى نصابه , وفيما هي مشغولة بهذا سمعت نبرته الجافة تسأل:
" أتسمعين؟".
" نعم , نعم , أسمع.... ولكنني كنت أفكر...".
" لا مجال للتفكير , يجب أن أراك .... هذا المساء , بعد نصف ساعة؟".
ومضت عيناها وكادت ترفض طلبه ألا أن شيئا منعها فترددت , ما هو ؟الزمن...؟ ولماذا العجلة؟ هناك نقطة غامضة , فجوليان كان يضغط على فيكي منذ البداية وأخذ يعنفها عندما أعلمته بنيتها في فسخ الخطوبة , كان يصر على عقد زواجهما فورا....
في الأمر شيء يحيرها , وبالرغم منها جعلت حب الفضول يدخل الى قلبها , ما زالت تلك المرأة المجازفة .... كما برهنت عندما أقحمت نفسها قلبا وقالبا في مشكلة فيكي.
أجابته بتحفظ:
" قد أراك غدا , أيوافقك هذا الموعد؟".
" لن أكون هنا غدا , أنني راحل الى ويلز هذا المساء".
هذا يفسر سبب أسعجاله , يريد منها أن تعيد كل شيء الى نصابه قبل عودته , وطالما هو مسافر هذا المساء فلا خطر منه لأنه كما قالت فيكي رجل منحل والمنحل يجب تجنبه كالطاعون , وأذا كان مصمما على السفر فلا مدعاة للخوف , حيث أن أنهماكه برحلته الطويلة سيلهيه عنها , رأت كيم أنها تستطيع زيارته , وفيما هي تفكر هكذا أجفلها صوت منزعج في الطرف الآخر من الخط ,ووافقت فيكي في قولها أن لهذا الرجل سكوة تبعث القشعريرة , ومع هذا ما زال يحيرها بألحاحه على الزواج من فيكي.
"سأكون عندك في مدى نصف ساعة".
وأضافت :
" ولكنني غير متأكدة من أنني أستطيع مساعدتك".
" بالعكس يا آنسة مايفيلد , ستتمكنين من مساعدتي أكثر مما تتصورين".
أبتسمت كيم وهي ذاهبة لتأخذ معطفها ,مسكين جوليان , أنه لا يعرفها , كيف تستطيع أن تساعده؟ ولكن ماذا لو أكتشف لعبتها في قضية فسخ الخطوبة ؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 09:25 PM   #17

bella.manal
 
الصورة الرمزية bella.manal

? العضوٌ??? » 115629
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 738
?  نُقآطِيْ » bella.manal has a reputation beyond reputebella.manal has a reputation beyond reputebella.manal has a reputation beyond reputebella.manal has a reputation beyond reputebella.manal has a reputation beyond reputebella.manal has a reputation beyond reputebella.manal has a reputation beyond reputebella.manal has a reputation beyond reputebella.manal has a reputation beyond reputebella.manal has a reputation beyond reputebella.manal has a reputation beyond repute
افتراضي

مرسي امول هذه اول مرة اقرا هذه الرواية.


bella.manal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 10:02 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

دخل الأطمئنان الى قلبها وكانت تغني بصوت خافت في طريقها اليه , الثلج يتناثر هنا وهناك ولكن السماء صافية ونور البدر الساطع يملأ الفضاء , ليلة بديعة للرحلات الطويلة , أعادت هذه الليلة الى ذاكرة كيم كيف كانت هي وصديقتها جاكي شريكتها السالبقة في الشقة تتجولان في السيارة الساعات الطوال في ليلة كهذه , وفي حينها أسفت لفراق جاكي , فهي .... كما تقول كيم , أستسلمت كبقية النساء اللواتي يغويهن الزواج , ويؤلمها ألا تجد واحدة ترفض وتصمد.
أوقفت سيارتها في باحة المبنى و وكانت مصابيحها تسطع بأنوارها القوية على الحائط فتعكسها على وجه كيم داخل السيارة , مكنها هذا من ألقاء نظرة على نفسها في المرآة قبل أن تطفئها ,كان وجهها يشع بالصحة وعيناها تلمعان حيوية وشعرها الجميل يتدلى من تحت غطاء رأسها فتبدو كأنها حورية صغيرة.
وصلت باب مدخل الشقة وهي تلهث قليلا , وفتح الباب وهي تهم بقرع الجرس , رأت جوليان واقفا بالباب يتنقل بعينيه من وجهها الى سترتها بفروها الجميل ,ومن سترتها الى ساقيها وقدميها وحذائها الأبيض الثمين .
صعد الدم الى وجهها فزاده جمالا ,وتساءلت أذا كان من عادته تفحص النساء هكذا كمن يقدر مقاس شيء بعينيه , ومع كرهها لطريقته هذه أرسلت في أتجاهه أبتسامة ساحرة.
تناول جوليان معطفها وغطاء رأسها ووضعت هي حقيبتها وقفازيها على الكرسي , ولكنه نقلهما الى طاولة مجاورة والمعطف بعد على ذراعه ,وغاب برهة أعتبرتها كيم أطول مما يلزم لتعليق المعطف , وبالرغم من هدوئها الظاهر كان قلبها ينبض بسرعة , أنها تكره الطريقة التي يتطلع بها اليها والتي تدل على الشراهة في عينيه , أم أن تفكيرها من تأثير كلام فيكي عنه؟
حاولت كيم أن تطرد هذا الهاجس من مخيلتها.
سألها جوليان أذا كانت ترغب بتناول شيء , كان صوته لطيفا بالرغم من قساوة النبرة , لكنها لاحظت تجعيدة خفيفة في زوايا عينيه , هذه تجعيدة أبتسامة العين دون أن يبتسم الفم , ثم تبع ذلك بأبتسامة أخاذة من شفتيه , قبلت أن تأخذ قدحا من العصير , فما الخطر في ذلك طالما أنه مسافر؟ هذا أذا كان مسافرا فعلا...
تفحصته وهو يتنقل بينها وبين الخزانة , وجدته قويا خفيف الحركة ووجدت مهابة في قامته وقوة في منكبيه العريضين.
كانت كيم رغم شعبيتها بين موظفي المكتب حيث تعمل لا تملك الخبرة الكافية بالرجال بوجه عام ,وبأمثال جوليان بوجه خاص , ولذا رأت من المثير جدا أن تدرس شخصيته وأساليبه التي أوقعت فيكي في حبه , هل تظاهره بعدم المبالاة أو بالبرود وهدوء الأعصاب أحد هذه الأساليب؟ ربما وجدت بعض النساء الغريرات جاذبية في أبتسامته كما قد يعتبرن التجاعيد حول عينيه جذابة هي الأخرى ,وفكرت ... قد يسخر مني بسبب أفكاري هذه... ولما أستدار كانت تجاعيد عينيه أكثر وضوحا.
" أستطيع القول أنك جذابة في جلستك".
جفلت كيم وأحمر وجهها عندما ألتقت عيناها بعينيه في المرآة الموجودة داخل غطاء الخزانة الذي كان مرفوعا في تلك اللحظة... رأت نفسها في المرآة وهي جالسة تضع ساقا على ساق ... كما فعلت في المرة السابقة عندما كانت فيكي وعمتها هناك , أبتلعت كيم لعابها ولكنه توقف في حلقها , الخوف؟ لم تعرف الخوف في حياتها ولكنها أحست الآن بقشعريرة باردة ,
قال لها بلطف:
" تبدين مرتبكة , هل ذلك لأنك لم تعتادي على سماع المديح ؟ لا , هذا غير ممكن , يوجد هناك سبب آخر لأحمرار وجهك الجميل , ما هو؟".
مد لها القدح ولكن لما رأى أن يدها ترتجف أخذه منها ووضعه على الطاولة وهو يبتسم .
" كلا , لست مرتبكة".
ودت لو أنه أعاد غطاء الخزانة الى مكانه , هل تركه مرفوعا عن قصد؟
نظرت كيم الى المرآة لتتبين كيف كان الوضع تماما في ذلك المساء , لو كان جوليان واقفا أمام الغطاء لا يمكن أن يرى ما وراءه ,أما هذه المرة فهو واقف من ناحية الخزانة ... لقد وقف الى جانب متعمدا النظر اليها , تحولت كيم بنظرها عن الخزانة وأتجهت به نحوه فأبتسم , وتنفست الصعداء لهذه الأبتسامة التي تبعث على الأطمئنان....
" والآن يا آنسة مايفيلد .... أتسمحين أن أناديك بأسمك الأول كيم؟ أنه أسم جميل كما قلت لك سابقا".
"يمكنك ذلك".
" وأنت نادني جوليان , أما بصدد فسخ الخطوبة فلم أفلح في أقناعهما بوجهة نظري بعد أن أوضحت كل شيء , عليك أنت أيضا أيضاح الموقف".
" يبدو غريبا جدا أن تفقد خطيبتك ثقتها فيك بمثل هذه السرعة , ماذا حدث؟".
رفت هينا جوليان الذي قال:
" بدأت الشكوك تخامرني يا كيم بأنك تظنينني غاويا ... أو أسوأ من ذلك ,كيف واتاك هذا الأنطباع عني؟".
رأت كيم أنهما يلعبان لعبة خطرة.... لعبة القط والفأر , وغريزتها تحذرها بأن تحترس أذا هي أرادت أن تسلم بجلدها.
" أنطباعي هو أنك لست غاويا يا سيد...".
" أرجوك.... جوليان فقط".
تجاهلت هذه الملاحظة وأفهمته أنها لا تعرف كيف تساعده.
" ربما ندمت فيكي على الخطوبة وأرادت أستعادة حريتها... فمن السهل الوقوع في الخطأ".
نظر جوليان اليها بأهتمام أكبر لدى سماعه هذا الكلام , وعلق يقول:
" لا أعلم, أنا لا أطلب يد أمرأة ألا أذا كنت مصمما على ذلك وواثقا من أن المرأة التي أتخذها زوجة هي المرأة التي تصلح لي".
بدا لها جادا ومخلصا في كلامه ,ودهشت كيم لذلك , فهل يحب فيكي حبا صادقا؟ ولكن كيم لا تستطيع أن تتصور جوليان واقعا في حب فتاة رعناء وطائشة كفيكي , هذه هي الحقيقة رغم صداقتهما , فيكي نفسها كانت لا تعترض على تسميتها بالطائشة , بل كانت تجد متعة في هذا الوصف, فكيف يحب جوليان أمرأة لها طباع مناقضة لطباعه ؟ أنه مثقف وأرستقراطي ومتزن , ولكن قد يكون الأمر على غير ذلك , في عين أي رجل مثله لا فرق بين أمرأة وأخرى ,فلماذا يتمسك بفيكي أذا لم يكن يحبها ولكن....توقفت كيم في تفكيرها عند هذه النقطة لأنها رأت نفسها تدور في حلقة مفرغة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 10:29 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" متى ستبدأ رحلتك؟ المسافة بعيدة الى ويلز؟".
" حوالي المئتي متر".
" وستذهب الليلة ؟ أليست رحلة كهذه مملة؟".
" لا أضجر أبدا وأنا أقود السيارة , والآن, هل ستذهبين للأجتماع بفيكي ؟ وعليك أن تجتمعي بعمتها أيضا فهي التي سحبت موافقتها على الزواج".
" ألا تستطيع خطيبتك أن تقرر بتفسها؟".
" هددتها عمتها بحرمانها من الأرث ,ويبدو أن فيمي تولي المال أهمية ".
قالت كم تعليقا على هذا:
" هل يعني هذا أن فيكي تضع المال في المرتبة الأولى؟ ألا يضيرك هذا الأمر؟ أعني بذلك أنها لو كانت تحبك .... عفوا.... أنني لمتأكدة من حبها لك".
" أمتأكدة أنت يا كيم؟".
قال ذلك وفتح علبة السيكار ولكنه أغلقها عندما رفضت كيم عرضه .
تابع كلامه قائلا:
" لم تجيبي على سؤالي بعد , هل ستساعدينني؟".
عضت كيم على شفتيها ورأت أن لا مناص من الأجابة بعد عدة محاولات للتهرب , عليها أن تحترس لنفسها وأذا وعدته فأنها ستكون في أمان ريثما يعود من رحلته , من المهم الآن ألا تظهر بمظهر الخائفة رغم أرتعاش يديها ورغم تورطها في المجيء الى شقته , فلتعده الآن وستتدبر أمرها فيما بعد , قالت:
" سأذهب لرؤيتهما في الوقت الذي تشاء".
أجاب بلهجة فيها من الفتور ما جعلها تعتقد أنه لم يعد يهتم بالأمر .
" بأسرع وقت".
" حسنا سأذهب اليهم غدا , علي أن أعود الى بيتي الآن".
وأبتسمت ثم طلبت معطفها.
أتى بمعطفها وساعدها على أرتدائه , كان هذا أختبارا جديدا كما كان قربه منها , فقد فاحت منه رائحة ثياب نظيفة من الصوف الأسكتلندي الممتاز , ولاحظت بياض ياقة القميص الناصع والساعة الذهبية الرقيقة حول معصمه.
وخرجت بعد أن تبادلا التحية ونزلت السلم ,وعند منتصفه سمعته يذكرها بوعدها فأكدت له أنها ستفي به وستقابل فيكي.
" لكنك تحتاجين الى عنوانها".
فاجأها قوله هذا وأربكها.
" يا لغباوتي".
كانت تعتبر نفسها ذات فطنة وها هي ترتكب الهفوة تلو الأخرى , صعدت السلم ثانية وناولها جوليان ورقة كتب عليها عنوان فيكي .
مضت خمس دقائق وهي تحاول أشعال محرك السيارة ,تملكها غضب عارم لأضطرارها للأستنجاد بجوليان , حتى سيارتها تحايلت عليها ....
وكما حدث في السابق , فتح الباب في نفس اللحظة التي همت أن تضغط على زر الجرس.
قال جوليان وهو ينظر اليها متسائلا:
" سمعتك تصعدين , أنسيت شيئا؟".
" كلا , هناك عطب في سيارتي".
رأت نوعا من الشماتة في عينيه .
" أفهمتك أنه يجب الأعتناء بها بصورة نهائية ".
ودعاها لأن تدخل مصرا على أن يتصل بالمرآب شخصيا , فأعطته بطاقة بالعنوان ودعاها لأن تستريح بجانب المدفأة , دخلت الغرفة الأخرى وأغلق الباب وراءها, وما لبث أن عاد بعد لحظة ليقول لها أن المرآب مغلق حتى الصباح.
قالت محدقة فيه:
" ولكن عندهم دوام للطوارىء".
" قد يكونون جميعهم منهمكين في خدمة المستنجدين مثلك , في أي حال , لا تقلقي , سأصطحبك الى منزلك".
" كلا , هذا لطف منك , سأستقل الحافلة".
" لن أسمح بذلك".
"ولكنك راحل وطريقك في الأتجاه المعاكس ".
وهمت بالنهوض فمنعها قائلا:
" بل أجلسي يا كيم , سأرافقك وكفى".
تركها ليتناول معطفه وأخذت تقنع نفسها بأن العودة في سيارة أفضل من أنتظار الحافلة في البرد القارس ,وماذا يهمها طالما جوليان نفسه لا يبالي.... مضت لحظات طويلة في السيارة قبل أن تقول كيم:
" عفوا , كان يجب أن تدخل هذا المنعطف , لا بأس , سنأخذ المنعطف التالي".
قالت ذلك وهي مثبتة نظرها الى الأمام.
" خذ هذا المنعطف الى اليسار....".
ولكن جوليان مر به كالسابق مع أنها حرصت أن تنبهه قبل المنعطف بمسافى كافية.
وقالت بشيء من الأطمئنان:
" أنعطف عندما نصل أضواء المرور أمامنا".
وصلا النور ولم يتوقف جوليان , وخفق قلبها فقالت واجمة:
" أصبحنا بعيدين بعدة أميال , لماذا لم تنعطف في حينه؟".
ظل جوليان صامتا , بهلع صامت فطنت كيم الى موقفها فجأة , وحاولت أبعاد هذه الحقيقة عن مخيلتها , لا , لن يحدث شيء مثل هذا , هذا يجري لغيرها من البنات ....بنات يقبلن الذهاب مع أي رجل يسوق سيارة.... ولكن ليس لها....
قالت بصوت مختنق:
" المنعطف التالي.... ه .... هذا".
عبثا كانت تحاول , ذهبت تحذيراتها سدى وتملكها خوف غريب , تذكرت كلمات فيكي , وقالت بصوت مليء بالذعر :
" الى أين تأخذني ؟ هذا ليس الطريق المؤدي الى بيتي".
" أنه الطريق المؤدي الى بيتي أنا".
وزاد من سرعة السيارة ثم أضاف قائلا:
"لو كنت مكانك لأسترخيت , حيث أن الطريق ما زال طويلا أمامنا ".
أسند ظهره الى الوراء وأخذ يسوق كأنه في نزهة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 11:45 PM   #20

سميرة22
alkap ~
? العضوٌ??? » 111387
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 873
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سميرة22 is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الرواية جميلة أرجو بقيتها:icon30:

سميرة22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:34 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.