18-04-10, 04:14 PM | #12 | ||||
قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه - نجم روايتي وكاتب سابق في قسم قصص من وحي الاعضاء
| (1) أولا .. ما هي الحقيقة ؟؟ مقدمة لابد منها .. ماهي الحقيقة ؟ .. ثم إن غابت فما يعوض عنها .. هل تعلمون أنكم جزء من الحقيقة ؟ هل أنتم جزء من كل تجهلونه ؟ مجلس القرية الذي يجتمع فيه كبراءها و غالبا ما كان المسجد هو المكان الأمثل .. قال أكبرهم و ليس هو شيخ القرية بل ابن عمه .. - كما تعلمون فإن شيخ القرية أصيب بمرض لا نعرفه .. و لا يمكن لنا نقله للمستشفى .. لذلك سنقوم بجمع تبرعات لإحضار طبيب إلى هنا .. - أومأ الجميع و انهمك البعض يستخرجون نقودا كانوا يحملونها معهم .. **** كنت أنا قد وصلت حدود القرية .. عند مدخلها تدفقت الذكريات من نهر بعيد إلى رأسي فسمعت قرقرة الماضي و حلم المستقبل أيام الصبا .. أوقفت سيارتي مرغما مستسلما أمام روعة المشهد .. حقول الذرة و القمح المتناسقة متجاورة في محبة .. و فلاحون يتخللون الأرض في نظام فوضوي عفوي يعملون بجد دون أن يفوتوا أي حدث أو شخص يمر بهم .. و بين تقاسيم الأرض الباسمة يجري المسقى المائي الذي يزيد الأرض جمالا و بهاء .. كانت و لا تزال لوحتي الإبداعية المفضلة التي لا ترتوي منها عيناي و على الطرف الآخر من الطريق تناثرت بيوت القرية البسيطة من الطوب و القش و الديس الإسمنت هنا غير معروف و غير معترف به .. أما الهندسة فهي وجهة نظر فلاحية محضة لا تقبل أي تفنيد أو نقد .. و قد وقفت بعض فتيات القرية تتهامسن على ضفة النهر عن كل صغيرة و كبيرة و تلكز بعضهن البعض من حين لآخر في دلال .. أما الأولاد فقد كانوا في خضم ثورة من الغبار حولهم حتى لم يعودوا يظهرون .. و قد توضعت حبات الرمل على وجوههم متعلقة بالعرق فأصبح لونهم بلون الأرض التي هي جزء منهم .. هنا ولدت و ترعرعت لكنني و كما كانت تقول والدتي .. جحدت النعمة فأكلة الغلة و شتمت الملة .... سافرت إلى العاصمة لأكمل دراستي في علم الوراثة و الجينات الوراثية .. كثيرا ما أثارتني الطبيعة من حولي في صباي و كنت أستهيب منظر الدم أو جرح أحد ما و نحن نلعب في براءة .. و في فترة ما كنت أعمل على إيجاد الشبه بين الناس و أنا على مجلس القهوة الممل في أيام العطل .. و من حين لآخر أتلقى العتاب لتحديقي بالمارة .. تسللت تنهيدة عميقة عبرت بدقة عما وصلت إليه .. رغم أني قطعت شوطا كبيرا نحو حلمي بأن احتل اسمي قوائم المتفوقين في الدراسة على مر المراحل التعليمية و حصلت الشهادات واحدة تلو الأخرى على مرأى الحاسد و المتعجب من سني المتقدم .. انتزاعي للدكتوراه كان أمرا مذهلا .. و انتشار أخباري أسرع من النار في الهشيم .. تحمل شتى وسائل الإعلام في لهفة و عطش لكل كلمة أدلي بها .. حالي المادي ميسور جدا و عملي في عدة معامل مرموقة زاد شهرتي .. كما أني أكون أول المدعوين لكل مؤتمر علمي عالمي .. لكنني لا أملك أهم شيء بنظر الأم .. ككل أم في الدنيا . لا أملك أساس البيت و لبنة الحياة .. امرأة بحياتي .. **** كان الرجل القصير خلف مكتبه يوصد بابه ليحكم الأقفال على مكنونات رأسه الأصلع أسود السالفين .. كل الأدلة تشير إلى أنه أمام حدث لا يقبل المنطق في تفسيره .. استغرقه التفكير و هو يستند بكوعه إلى الكتب و يفرك ذقنه بكفه في حيرة بالغة .. ثم تسرب إلى مسامعه صوت طرق خشن على الباب .. - ادخل .. دخل جندي صغير السن قوي البنية طويل القامة قاسي الملامح .. أدى التحية بحركة رشيقة و قال في صوت متناسب تماما مع شكله الفيزيائي .. - سيدي لقد وصل الدكتور أحمد .. إنه في بيت والده الآن .. - أحمد ! من هذا ؟ - إنه من سكان القرية لكنه غادرها من ما يقارب خمسة عشر سنة ليكمل دراسته في العاصمة .. إنه شقيق الفتى الذي اختفى ليلة أمس شرد مدير مركز الشرطة لحظات قبل أن يقول في ارتباك .. - ما الذي جاء به .. هل أعلمه أحد باختفاء أخيه .. ؟ - أعتقد أنها محض صدفة يا سيدي فليس هنالك من سيتحمل عناء السفر إلى القرى المجاورة ليجري اتصالا هاتفيا .. - حسن .. دع رجلا من رجالنا المدنيين يراقب الدكتور حتى نتبين نواياه .. أجاب الجندي بحركة برأسه و أدى التحية و انصرف .. **** وصلت بيتنا القديم .. لم يكن قد تغير كثيرا حتى مدخل الدار لازال كما تركته .. دفعته في تأدة ليصدر صريره المعتاد حتى بعد خمسة عشر سنة .. خطوت مرتعشا إلى وسط البهو .. و كانت طفلة صغيرة عارية تقف عند أول الدرج ترمقني في دهشة .. أما أمي فقد كانت توليني ظهرها تجلس على كرسي خشبي و تحدق في السماء من نافذة مقابلة .. التفتت شاعرة بوجود أحد ما .. - ابني ... أحمد ... يا لها من نبرة .. لقد كانت أشد علي من كل ما مر بي .. انهمرت الدموع على وجنتيها حارة تنساب من سراديب الشوق البعيدة التي ربت على مر هذه السنون .. عانقتها و قد تحشرجت الكلمات في حلقي و لم أقدر على قول شيء غير هذه الكلمة التي كدت أفقد معناها و أضيع ذكراها .. - أمي .... شعرت بيدين نحيلتين ناعمتين ترتميان في حنان على كتفي من الخلف .. و ضممتها بيدي لتلتقي العيون وجها لوجه .. أميرة البيت و مدللة الجميع .. أختي ليلى .. - أصبحت شابة الآن ... - و أنت أصبحت كهلا .. لكنك وسيم .. كانت الدموع مسترسلة في رسم الشوق و الحب و الشعور بالتقصير .. كان شعورا غريبا لكنه رغم بعض المرارة حلو .. جلسنا إلى مائدة أرضية نتحدث بينما أختي تحضر الطعام في فخر فقد صارت طاهية ماهرة .. و تريد أن تثبت لي أنها أصبحت كبيرة فعلا .. - من هذه الفتاة الصغيرة ..؟ - إنها ابنة عفاف .. لقد تزوجت و هذه ابنتها الوحيدة .. لمحت في عيني أمي نظرة ذات مغزى .. لقد تأخر زواجي إلى حد مرعب نوع ما .. و لكنت أنا والد هذه الفتاة لو سمعت كلام أمي .. برأيها فقد كنا أنا و عفاف على علاقة تشبه الحب نوع ما .. فهي أكثر تعقيدا من أن تكون مجرد توافق بين شخصين .. لكن الظروف كانت سببا في تفرقة النهرين على جدول التضحية و الأولوية التي تراها والدتي محض ترهات أجدها سببا لإخفاء حقائق مبهمة عنها .. **** كان يقف الرجل القصير خلف مكتبه بل و لم يغير جلسته حتى تنحنح في فتور و قد طلب القهوة فهي تساعده على التفكير بوضوح .. و دحر النوم الذي يداعب ساعاته المملة هنا .. دخل الجندي المكلف بمراقبة أحمد .. - سيدي لقد ذهب إلى بيت والده و لم يحضر معه شيئا و لا حتى حقيبة ملابس .. لا أظنه ماكثا .. قال الرجل القصير في كياسة - لا تستعجل الأمر يا عمر .. **** - هل سمعت أن السي مخلوف قد جمع أموالا بالمسجد بعد صلاة الظهر للشيخ سليمان . - و هل أخذ تصريحا من القسم ؟!! - لا أعلم .. لكني أعلم أن الحاضرين لم يقصروا .. ابتسم عمر الواقف أمامهم بلباسه المدني .. و عاد للقسم **** على مائدة الطعام الذي اخترقت أبخرته أنفي و عادت تلافيف مخي تروي قصة الزمن الغابر .. و ترثي مكان والدي رحمه الله .. - ماذا حدث مع أخي رياض ؟ كانت نظرة غريبة تداعب عيني أمي و هي تتحاشى النظر إلي متشاغلة بترتيب صحون الطعام أمامي .. - ممماذا به .. إنه بخير؟ - كيف هذا ؟ لقد علمت أنه مختفي !! قالت أختي في ارتباك - من أخبرك بهذا .. - لقد اتصل عليـ... حقا لم أعلم من كان المتصل .. أخرجت هاتفي الخلوي أراجع الرقم المتصل .. لم يكن هنالك أي رقم .. بل لم أتلقى اتصالا منذ ليلة أمس و كانت من صديقي الدكتور محمود زميلي بالجامعة .. شردت للحظة في محاولة لاستيعاب الأمر . قالت أمي مقاطعة .. - من الذي اتصل بك يا بني .. ؟؟ ثم ما هذا الوجه الحائر المشدوه ؟؟ **** يتبع | ||||
18-04-10, 11:11 PM | #13 | ||||
| روعــــــــه راسيـــم احمـــد ليــش كــان غايــب عـن اهلــه طــول هالمــده و ريــاض شـلـــون اختفـــى و اهلــه ليش يحـاولــون يخفـــون على احمــد الاختفــاء..؟؟ اسـألــه كثيــره منتظــريـــن الاجوبـــه بشــــوق .. | ||||
18-04-10, 11:14 PM | #14 | |||||
روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| تسلم راسيم على البارت ... ما الذى يحدث فى القرية ؟؟؟ و ما هى صفة الرجل القصير ؟؟؟ و من الذى أبلغ أحمد و إتصل عليه ؟؟؟ و كيف محيت المكالمة ؟؟؟ و لماذا ؟؟؟ أسئلة كثيرة تبحث عن الإجابة ... راسيم متابعاك و شكراً لك | |||||
19-04-10, 02:21 AM | #15 | ||||||||||||||
مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي
| شكرا راسيم على البارت مازال في غموضه وما زلنا في شوق لمعرف المزيد منتظرينك على احر من الجمر | ||||||||||||||
19-04-10, 08:12 PM | #16 | ||||
قارئ مميز
| راسيـــم اهـــلا بعــودتـك اخــي منـــور القســم العائـــــدون حبيــت الاســم ^_^ واكيــد حبيــت احمــد وحبيــت الوصــف الرائــع للأمكنــه للبيـــت .. للنــاس واهــم شــي مشهــد الفلاحيــن والاراضـــي .. .. شو سبب اختفاء رياض و طبعا اكثر شي حابه اعرفه هو سر المكالمـه .. .. راسيــم سعيــده اني اكون من متابعينــك من زمان ادور على روايه تعجبني والعائــدون عجبتنــي بقوه :icon30: واتوقع لها نجــاح واجــزاء ممتعـــه .. .. يعطيك الف عافيه خيوو بأنتظــار التكملــه ^_^ .. | ||||
20-04-10, 12:59 AM | #18 | |||||
قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه - نجم روايتي وكاتب سابق في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
مرحبا .. انتي أروع آنستي .. أحمد كان غائبا لاستقراره بالمدينة لأجل استكمال الدراسات العليا .. أما عن إخفاء أمر اختفاء أخيه فقد كان إشفاقا على حاله و غيبته و حدوث وصوله من السفر .. و عما سواها من الأسئلة فسنعرفها فيما يتبع .. أتمنى لك متابعه شيقة .. شكرا لك | |||||
20-04-10, 01:02 AM | #19 | |||||
قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه - نجم روايتي وكاتب سابق في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
مرحبا هبة .. الله يسلمك و الشكر لك .. أسئلة كثيرة حقا سنعرف أجوبتها لانكشاف الستار عن غيب ما يتبع .. | |||||
20-04-10, 01:05 AM | #20 | |||||
قلما أفتقدناه وفارقنا لبارئه - نجم روايتي وكاتب سابق في قسم قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
بل الشكر لك آنستي لتواجدك الجميل .. وصول شعور الغموض يغني إيصال فكرة و هذا ما أطمح له .. إيصال فكرتي و خيالي للقارئ .. سنواصل قريبا .. | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|