آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          [تحميل] ماذا بعد الألم ! ، لـ الحلــوه دومــا ، اماراتية (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          99 - خطوات على الضباب - ميريام ميكريغر ( النسخة الأصلية ) (الكاتـب : حنا - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          530 - حلم الطفولة - باتريسيا ولسن - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-10, 12:37 PM   #101

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


لا تريد سماع أي شيء من شأنه أن يدمر هذه الحميمية بينهما , فالكلمات ستفسد كل شيء ستعيدها الى الواقع البارد وهي تفضل البقاء في هذا العالم الساحر , حاولت أن تفهمه بصمت رأيها هذا فوضعت يدها على فمه ووجهه وتوسلته غير آبهة لكرامتها :
" عانقني يا حبيبي ".
أعتقل يدها وهتف مبعدا أياها عنه:
" بحق الرحمة يا أليكس!".
أتسعت عيناها محدقة اليه بأستغراب وهنا أدركت مدى معاناته للسيطرة على عواطفه , أستقام جالسا وأبتعد عنها قائلا:
" لم تكن فكرة حكيمة كما ظننت ".
لم يكن يتهمها بأي شيء لكن بادرة التوقف صدرت عنه هو , ليتها كانت المبادرة الى ذلك لأنه سيتمكن الآن من تذكيرها بضعفها هذا الى ما لا نهاية.... لم تجد ما تقوله ولم تنظر صوبه , ثم وقف قائلا:
"حاولي أن تنامي , سأذهب لأضرم النار".
أختلق هذا التبرير ليجدها نائمة عند عودته , أدركت غايته فأستسلمت لموجة الأرهاق التي اجتاحتها , راقبته يسير الى مكان النار ويلقي عليها أغصانا يابسة , ثم ينفض يديه من الغبار ويقف محدقا الى النار , وهنا ثقل جفناها ولم تدر كيف أنساقت الى عالم النوم والأحلام .
أستيقظت عند الفجر وهمست أسمه بصوت ناعس , لم يكن الى جوارها , أين ذهب يا ترى؟ تذكرت فجأة أنها شاهدته لآخر مرة واقفا أمام النار قبل أن تنام , دب فيها الذعر وأرغم أطرافها المتجمدة على التحرك فهبت خارجة من الملجأ البدائي وأخذت تناديه , كررت النداء عدة مرات فلم تتلق أي جواب ولم تر له أثرا , أين هو؟ هل نام قرب النار ثم أنطلق هائما على وجهه في نصف وعي؟ تذكرت ما قيل لها عن الأحداث الغريبة التي قد تحصل في البراري النائية فأمتلأ قلبها رعبا , من الجائز أن تحطم الطائرة أثر عليه أيضا .... أثر على عقله وجعله ذلك يتعرض لخطر ما , هذه البراري مليئة بالأخطار أثناء الليل , وأن كان في حالة ذهنية سيئة فلن يأخذ حذره منها , وأزداد رعبها حين وعت فجأة أن قميصه ما يزال يدثر كتفيها , لا بد أنه تجمد من الصقيع ! ستبحث عنه على ضفة الجدول , ربما ذهب ليجمع بعض الخشب ,تركت النار المشتعلة والمنشفة البيضاء التي علقها كبيرق على عمود خشبي وركضت في أتجاه الجدول , ولم تجده هناك , فتابعت ركضها لاهثة الأنفاس وسط اصمت المطبق حتى وصلت المكان الذي أستحما فيه مساء أمس , فوجدته هناك , كان قد سبح فيه ودل على ذلك شعره المبتل وبنطلونه الرطب الذي بدا أنه أرتداه على عجل , خالط أرتياحها غضب مستعر فركضت اليه بوجه محتقن وأخذت تضرب صدره بقبضتيها وتصرخ بلا تفكير :
"كيف جرؤت على تخويفي بهذا الشكل ؟ أنا أكرهك يا تشيس مارشال! أنت وحش! أنت أناني حتى العظم!".
أنطفأت بسمة الترحيب على وجهه وهتف :
" أخرسي يا أليكس!".
" لن أخرس! لقد سكت طويلا في الماضي وهذه.....".
أعتقلها فجأة وفح بسخرية:
" أذن هناك طريقة أفضل لأسكاتك".
رفعها عن الأرض وقذفها في وسط الجدول ثم صرخ وهي تغوص في المياه كحجر:
" تستحقين هذا العقاب منذ وقت طويل!".
أخذت تناضل للخروج من الماء وهي تلهث وتبقبق فيما جلس هو على الضفة يرقب محاولاتها , وصلت أخيرا شاطىء الأمان وثيابها المبللة ملوثة بالوحل الذي حركه سقوطها في العمق , جنت قرفا من وضعها فأخذت تنزع فستانها بعنف , كانت تلهث بأختناق والغضب يكويها فلم تفطن الى حقيقة ما تفعل , ضحكات تشيس المكتومة زادتها أشتعالا فطارت أزرار فستانها ثم سقط عند قدميها كومة مبللة , وهنا أدركت ما فعلته فهتفت بيأس وهي تنخرط في بكاء مرير :
" آوه! كلا!".
هب تشيس على الفور ليساعدها وقال بجدية:
" لا تجعلي من الأمر مأساة يا فتاتي , ربما كلانا كان بحاجة الى درس كهذا".
" تكلم عن نفسك!".
" وعنك أيضا!".
" حسبتك ضللت الطريق أو أصبت بمكروه.....".
" أحقا؟ آسف يا أليكس , كل ما في الأمر أنني أردت أستعمال قبلك , ولو وجدت شيئا أكتب عليه لكنت تركت لك رسالة قصيرة ".
" لا تمزح في موضوع كهذا يا تشيس!".
أجب وهو يقدم لها منديله الأبيض:
" ربما يصعب علينا المزاح في هذا الظرف , هاك منديلي , كنت أحفظ به للطوارىء".
حاولت تناوله منه لكن أرتجاف يديها الشديد حال دون ذلك فتنهد تشيس قائلا:
" دعيني أساعدك".
استدارت اليه بطاعة عمياء وبالكاد أحست يديه تجففان وجهها وكتفيها , كانت لمساته لطيفة مواسية فلم تفطن الى النظرة التي أشتعلت فجأة في عينيه , ثقلت أهدابها وكادت أن تطبق جفنيها من شدة الأعياء حين شعرت بتقلص يديه وسمعته يهمس لها متأوها:
" أليكس , أنت جميلة!".
جميلة؟ كيف ذلك وهي مبللة وملوثة بالوحل؟ تضرجت وجنتاها حين فطنت الى الثياب القليلة التي تسترها , أحنى رأسه على وجهها وعانقها.
" لا تقاوميني!".
عادت فورا الى وعيها , كان يعانقها بشراسة ويبدو غير مكترث بأيلامها , أنتابها الرعب وعبثا حاولت الأفلات منه لا ريب أن مجيئها اليه هذا الصباح قد أثار فيع عاصفة عاطفية الليلة الفائتة كانت مجرد مقدمة لهذا الفيضان الوحشي الذي يجتاحها الآن .
أسترخت ذراعاه قليلا وأغتنمت أليكس الفرصة وهربت منه ألا أنها سقطت على العشب المغمور بأشعة الشمس وهكذا أستلقت أمامه عاجزة , ركع الى جوارها وقال بصوت أجش:
" لن أؤذيك يا حبيبتي ".
لم تتحرك من مكانها فعاد يضمها وكأنه مسلوب الأرادة , أستسلمت لأندفاع مشاعرها فلفت ذراعيها حول عنقه فتحت عينيها ونظرت بذهول الى وجهه الأسمر المتورد , كان يتحرك قلقا وكأن عواطفه تعذبه في العمق ثم تأوه قائلا:
" أريدك يا حبيبتي , لكنني لا أريد أن أؤذيك".
بدا وكأنه يتيح لها فرصة أخيرة للهرب ألا أنها ما عادت تكترث لأية عاقبة فقد السيطرة على نفسه فأحست نفسها تذوب مع مخاوفها ,بعد لحظة ستصل الى نقطة اللارجوع .... وفجأة سمعا صوتا ينفجر هادرا في الجو ويسلخهما عن بعضهما بعضا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-10, 01:44 PM   #102

fadw1
 
الصورة الرمزية fadw1

? العضوٌ??? » 78658
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 297
?  نُقآطِيْ » fadw1 is on a distinguished road
افتراضي

..merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiiiiiiiii

fadw1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-10, 03:22 PM   #103

سكون العاصفة
 
الصورة الرمزية سكون العاصفة

? العضوٌ??? » 82842
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 771
?  نُقآطِيْ » سكون العاصفة will become famous soon enoughسكون العاصفة will become famous soon enough
افتراضي

تسلمي متشوقين لتكملة

سكون العاصفة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-10, 05:34 PM   #104

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أدركت أنه صوت هليكوبترولما فتحت عينيها الزائغتين رأت تشيس قفز واقفا على قدميه , تجمد للحظة متقلص الكتفين ثم هتف متجها الى مكانهما السابق تحت الأشجار.
" لقد وجدونا يا ألكس! أنهم يهبطون الى جانب الطائرة!".
سارعت الى ترتيب نفسها قدر المستطاع ومشاعر الخزي تعصف بها , وصول الهليكوبتر أنقذ حياتها وشرفها أيضا , كيف أتاحت لمشاعرها بأن تجرفها الى ذلك الحد؟ أستجمعت شتات أفكارها وحدقت بأستياء الى فستانها المبلل والملوث بالوحل , كيف ستبدو أن أرتدته؟ ثلج الخجل أطرافها فصاحت تستنجد برأي تشيس:
" ماذا أفعل يا تشيس ؟".
عاد اليها وأحسته نظر اليها متفهما وهو يقول:
" أبقي حيث أنت لبينما أجلب لك بطانية , لا بد أن لديهم واحدة ".
" ولكن.... أية ظنون ستساورهم؟".
تطلعت اليه بقلق مجنون فرأت الوجوم يصبغ وجهه الحائر ثم قال بهدوء:
" أذا كانوا من رجالي , وأنا أكيد من ذلك تقريبا , فلن تساورهم الظنون يا أليكس".
سمعته ينتهد بصبر نافذ , ربما لأنه تضايق من ردود فعلها العصبية , فأي فتاة أخرى يمكن في هذا الظرف أن ترقص حوله فرحا بالنجاة بدل أن تتكور مثلها بجبن وترتجف خوفا من شيء لم يحدث أطلاقا , أنها لا تستطيع حتى أن تجد الشجاعة لتعبر عن فرحها بنجاتهما , عاد تشيس بعد خمس دقائق يحمل بنطلون جينز وسترة صوفية وقال لها:
" أنه أندرو كما توقعت , أما عمتي فأرسلت لك هذه الثياب أذ تذكرت أنك خرجت بفستان رقيق قد يتمزق بفعل الحادثة , في أي حال , هذه الثياب واقعية أكثر".
تناولتها بأمتنان لكنها شكرته بصوت متجلد كذلك شعرت بتثلج يديها حين أرتدت البنطلون بصعوبة وأخفقت في رفع السحاب , فسألها بصوت حميم ورد وجنتيها :
" هل أساعدك؟".
" كلا , شكرا ".
" بحق السماء يا أليكس ! لا موجب لأن تبدي منجرحة الى هذا الحد فلم يحدث شيء بيننا".
" أتتبرأ من ذنبك؟".
" أنا مستعد لتحمل كامل الخطأ أن كان هذا يريحك".
صرخت وهي تشنج:
" لا أعتقد أنني سأشعر بأية راحة بعد اليوم!".
قبض على ذراعيها النحيلتين بقسوة وقال بألحاح:
" أصغي الي جيدا يا أليكس! أن أندرو هنا , وهناك هيلكوبتر آخر على الطريق , سيحيط بك أناس كثيرون وعليك أن تتمالكي نفسك".
" حسبت أن ظنون رجالك لا تهمك ,ولم أعلم أنني فقدت السيطرة على أعصابي".
" أنك على وشك فقدانها , هذا لن يفيدنا يا أليكس وأنت تعلمين ذلك ".
" آسفة , أعدك بأن أحسن التصرف , لن أفعل شيئا يسبب لك أحراجا".
ولما صمت وكأن كلامها لا يستحق جوابا أردفت بمرارة :
" لقد تأخروا في المجيء , أليس كذلك؟".
" كيف تقولين هذا وكان من الجائزألا يجدوا مكاننا لأيام طويلة ؟".
" تصور كم كنت ستضجر من رفقتي لو حصل هذا!".
عاد يعصر ذراعها بأصابع حديدية ويقول:
" أليكس , أدرك أنك مررت بتجربة مرعبة لكن تصرفك الطفولي لن يحل المشكلة , عليك أن تفكري في الآخرين ".
" ومن هم هؤلاء الآخرين ؟".
" والداك مثلا".
" أمي؟".
" وأبوك أيضا , لقد أرسلوا وراءه وسيصل قريبا".
حدقت اليه وهتفت بغضب يائس :
" ولماذا أستدعوه؟".
أجاب من بين أسنانه:
"لقد أصابت أمك بأستدعائه ,ولم تنس بأنك أبنته أيضا , فلو أننا قتلنا لما كان غفر لها أبدا عدم أستدعائه".
" هل سنجده في كولابرا لدى عودتنا".
" ربما , وقد يصل بعد ذلك بقليل , لماذا تسألين؟".
هزت رأسها كالخرساء وأحست فجأة أنها عاجزة عن أحتمال الوضع , فحيثما تلفتت لا ترى أمامها سوى صفوف من الوجوه المرتابة المتسائلة , أجل , الجميع سوف يتساءلون كيف قضت الليلة معه , سواء في نظراتهم أو في أفكارهم , وهي بحاجة الى نوع من المساعدة لتستطيع أن تواجههم .
نظرت اليه بسرعة فأحمر وجهها وأرتجفت شفتاها حين طالعتها نظراته الباردة , أن السؤال الذي ستوجهه اليه يحتاج شجاعة فائقة , غصت بريقها وكادت أن تتراجع لكن الضرورة تقضي ولا سيما أن أباها قد يكون في كولابرا , وهمست أخيرا:
" تشيس , هل لي أن ألبس خاتمك من فضلك؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-10, 06:45 PM   #105

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

10- نار الأنتظار

" آه , الخاتم!".
لمعت في عينيه ومضة دهشة وأرتسمت على وجهه أبتسامة غريبة كان من شأنها أن تثير أرتياب أليكس لو لم تكن مشتتة الذهن والبصيرة , بحث عن الخاتم في جيبه ثم حمله بيده قائلا:
" هاتي يدك لألبسك اياه".
تراجعت الى خلف فيما راح يحدق فيها بهدوء , تساءلت في نفسها , لماذا لم يظهر فضولا لمعرفة الأسباب التي جعلتها تغير رأيها؟ أن من عادته أن يناقش كل صغيرة وكبيرة ؟ أجابته برهبة وتعثر :
" لا أقصد هذا النوع من الخطوبة ".
" وكم توجد أنواع للخطوبة بحق السماء؟".
" تشيس , أنت تعلم على أي أساس ستتم خطوبتنا".
" حسبت أنني أعلم ذلك بناء على معرفتي لما بيننا , أنما أتضح لي الآن أنك سوف تستعملين الخطوبة كدرع واق لسمعتك".
" ألا تظن أنني أحتاج شيئا من الوقاية بعد الذي حصل ؟ أن والدي قادم و...".
" آه , الآن تسعين الى أرضاء والدك؟".
أحست فجأة أنها صغيرة جدا ويائسة جدا وتائهة في دوامة , فقالت والحزن يعصر قلبها :
" كلا.... أنت لا تفهم يا تشيس .... أبي ليس كذلك فهو لم يضطهدني أبدا بل كان يثق بحسن تصرفي ومعالجتي الصائبة للأمور ".
" أذن , لا تريدين أن تخيبي أمله فيك؟".
" لا أدري كيف سينظر الى هذه الخطوبة لكنها , على الأقل , لا بد أن تضفي على الوضع طابع الأحترام".
" لا تقلقي أذن , فبوسعي الأمتثال لرجاء الآخرين أذا تناسب طلبهم مع مصالحي ".
وقبل أن تتمكني من الأعتراض أخذ يدها النحيلة في يده ووضع الخاتم حول أصبعها , شهقت بذعر فتجاهل ذلك وقال متهكما:
" هذه أول مرة أخطب فيها ولذا لم أستطع حرمان نفسي من متعة ألباسك الخاتم ,من يدري , قد تكون المتعة الوحيدة في حياتي ".
جذبت يدها منه وحدقت الى الخاتم بوجه شاحب , لقد لسعها بكلامه فردت له الصفعة بقولها :
" بعدما أنتهي منه , لا ريب أن دافينا ستعرف قيمته أكثر مني".
" لا ريب ستفعل".
" أوه!".
تراجعت الى الوراء وكأنه صفعها وقد نسيت أنها هي التي طلبت لبس الخاتم , لكن تشيس تقدم منها معانقا أياها بسرعة:
" أن كل خطوبة جديدة تمهر بعناق , أليس كذلك؟".
سلخت نفسها من قبضته ألا أنها فوجئت به يقول بتهذيب :
" لنرجع الآن قبل أن يأت أندرو باحثا عنا".
أستدارت وسارت الى جانبه زائغة البصر فأردف قائلا:
" كان من الجائز أن يصلوا في وقت أبكر لو لم تحدث البرقية التي أرسلتها بعض الألتباس , فلقد أعتقد الجميع أننا ذهبنا الى ماونت آيزا ولذا ظنوا أنني أخطأت في ذكر الأسم وبالتالي ظلوا يفتشون أمس في ذلك الأتجاه حتى غربت الشمس , هناك شيء آخر يا أليكس , لقد أعلنت عمتي هارييت خبر خطوبتنا , وأحسبها فعلت ذلك للحفاظ على سمعتك".
سارع أندرو الى تهنئتهما بالخطوبة ثم أردف باسما :
" تأخرت في التهنئة يوما واحدا على ما أظن".
شكره تشيس بفتور ثم مد يد أليكس صوبه وقال:
" تأخرت أنت ربما , لكن الخاتم كان معي ,كما ترى".
وهنا أتضح لأليكس أن الخاتم قد عزز قصة تشيس الى حد أزال كل شك وريبة , قال أندرو بأسى:
" يمكنك أن تتصور الحالة السيئة التي ألمت بالآنسة هارييت , فتحطم الطائرة على أثر الخطوبة كاد يفوق أحتمالها".
" ربما , لكنها تحافظ دائما على أعصابها".
" دائما!".
وافقه أندرو بحرارة وبدون أن يفطن الى قصد تشيس المختلف قليلا عن مقصده.
أما أليكس فأدركت الفارق تماما , لقد سار كل شيء بدقة متناهية كما لو أنه خطط على يد خبير , وهذا الخبير هو تشيس بالطبع! شعرت بأنها قد لا تلام على أعتقادها السابق بأنه تعمد أسقاط الطائرة أذ لا شيء يقف عند حدود قدراته الحارقة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-10, 07:08 PM   #106

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان أبوها في كولابرا وقد أتى ليرحب بعودتها الى بيتها , هبطوا قرب البيت فهرعت الى والدها تحتضنه دامعة العينين وهمست بحرارة:
" ما أسعدني برؤيتك!".
أمها ,كذلك العمة هارييت والسيدة ياونغ بدا عليهن التأثر وأوشك اللقاء أن يتحول الى فيضان من الدموع الأنثوية لو لم يبادر تشيس الى تسلم زمام الموقف , قال فورا للسيدة ياونغ:
" خذيها الى غرفتها , يجب أن تستحم وتنام فهي منهكة القوى ".
فأعترضت العمة هارييت بقولها:
" لكن , يجب أن نشرب نخب سعادتكما , الطفلة المسكينة تبدو متعبة ألا أنني أعلم من خبرتي السابقة مدى قوة أعصابها".
" ليس هذه المرة يا عمتي فلقد قاست تجربة مخيفة".
صمتت الآنسة مارشال فأغتنمت أليكس الفرصة وتسللت الى غرفتها , كان بودها أن تبقى كي تتحدث الى والدها على الأخص , لكنها وجدت المواجهة مستحيلة , لا بد أن تشيس حدس هذا فأتاح لها الخلاص , أن حساسيته تذهلها أحيانا , فهو لم يسمح حتى لأمها بأن ترافقها , بل أدخل الجميع الى غرفة المكتب وأغلق الباب.
نامت حالما ألقت رأسها على الوسادة ولم تستيقظ ألا بعد أربع وعشرين ساعة , كان نوما قلقا أحست خلاله مرارا بوجود شخص يقف الى جانب سريرها , وفي أحدى المرات خيل اليها أن هناك يدين تلمسان شعرها , وأن هناك صوتا خفيضا عميقا يهمس لها برقة , لا شيء محددا في أي حال , وفي الصباح التالي صعقت حين نظرت الى الساعة وأكتشفت أنها نامت يوما كاملا! أرتدت ثيابها على عجل ونزلت الى الطابق السفلي فوجدت الجميع يتناولون الأفطار , دخلت الحجرة مهرولة فهب تشيس واقفا على قدميه ووجهه بادي التعب , سحبت كرسيها المعتاد وهتفت بأمتعاض:
" لماذا لم توقظوني ؟".
" لا تجلسي هناك يا حبيبتي , بل هنا , الى جانبي".
ترددت لحظة ثم أمتثلت لطلبه ,وأندهشت أكثر حين وجدت نفسها تتقبل عناقه العفوي بضعف , أفلتها فجأة وكي تخفي أضطرابها أبتسمت للعمة هارييت ثم نظرت الى والديها , بدا أبوها مشرق الوجه ونشيطا هذا الصباح , وبعد أن أطمأن الجميع الى صحتها , قال لها مداعبا:
" أضطرنا الى الأحتفال بخطوبتك وأنت نائمة".
" آسفة ".
لم تدر أن كانت تشعر بأسف فعلي وتحاشت النظر ال تشيس وهي تردف:
"بالبطبع لدينا وقت كثير لأحتفال آخر؟".
أجاب والدها بكدر:
" للأسف , علي أن أعود اليوم الى سيدني , هناك مؤتمر مهم يجب أن أحضره غدا ولولاه لرحبت حتما بدعوة تشيس الى البقاء ردحا , فالذي أراني أياه أمس , خلال الفترات التي كان يتوقف فيها عن زيارتك , قد فتح شهيتي لرؤية المزيد , أرجو من كل قلبي ألا يبتلي بحمو ثقيل لن يستطيع التخلص من وجوده".
تبادل الرجلان أبتسامة ودودة أثبتت ميلهما الفوري الى بعضهما البعض فهبطت معنويات أليكس الى الحضيض , قالت تخاطب والدها:
" أفكر بالذهاب معك يا بابا أن كنت لا تمانع".
فران صمت ثقيل كسرته أمها بقولها:
" لقد قررت العودة معه يا أليكس , لا داعي لأن تأتي أنت أيضا ".
لم يتدخل تشيس في الحديث لكن أليكس رأت يده تتقلص , فعادت تقول بعناد:
" من الأفضل أن أذهب".
وهنا تكلم تشيس ليظهر بمظهر الرجل الحليم:
" هل تفضلين أن يعقد الزواج في سيدني , يا أليكس؟".
أجابت بتردد :
" لست متأكدة , لست مستعجلة".
أبتسم تشيس للحاضرين وقال بصوت مهذب:
" أنا مستعجل ,لكن أذا أصرت أليكس على الذهاب الى سيدني هذا اليوم فلتفعل , أنا سأذهب أيضا ".
هزها قراره المفاجىء وأنتابها أحساس مسبق بحدوث مصيبة , حدقت اليه كالخرساء وبدأت تدرك الورطة التي قد تواجهها , فقالت العمة هارييت بأنفعال وقد بدا واضحا أنها لا تريد فراقها :
" أليكس , لم لا تبقين بضعة أيام أخرى؟ من الطبيعي أن تفضلي الخروج عروسا من بيت أهلك في سيدني , ألا أن تشيس ليس رجلا عاديا كما تعلمين , ويمكننا أقامة حفل أضخم في كولابرا".
لم تدر أليكس كيف تهرب من نظرة تشيس القاسية وأجابت بعصبية:
" موعد الزفاف ما يزال بعيدا".
" بل سيكون قريبا".
كان تشيس يراقبها بتركيز شديد فراح قلبها يخفق مرتعبا , جمد بلا حراك وتسمرت عيناه في محياها بدون أن يكترث لوجود الآخرين , وهنا أنقذت أمها الموقف فقالت بتواضع غريب:
" لا يمكن أن أفكر بأقامة العرس بدون مشورتك يا آنسة مارشال ,أن كان سيقام في سيدني فأقترح أن تلحقي بنا بعد بضعة أيام".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-10, 07:26 PM   #107

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

غادروا كولابرا بعد تناول الغداء ومعهم تشيس , أما العمة هارييت فتخلفت عنهم وهي تفكر جديا بقبول دعوة أنيد , في حين حزنت السيدة ياونغ لأن أليكس سترحل مباشرة بعد الخطوبة وقد قالت لها وهي تودعها:
" جميع أهل الشمال عرفوا بالنبأ , الكل منفعل والكلام لم يتوقف أبدا".
" الكلام؟".
" أقصد كلام الراديو , خسارة أنك سترحلين".
لما حان موعد الذهاب شعرت أليكس بالخسارة أيضا لكن الوقت فات ولا يمكنها العدول عن قرارها , ولم يدر بخلدها أن فراق كولابرا وأهلها سيمزقها بهذا الشكل ,لو أن تشيس أحبها لبقيت هنا والى الأبد وما فكرت لحظة في الرحيل .
وصلت سيدني في حالة ذهنية مشوشة , وفي المطار وجدا صعوبة في التهرب من حشد المصورين وأضطرا الى السماح لهم بألتقاط عدة صور , أذهلتها هذه التجربة الجديدة بالنسبة اليها في حين أبتسم لهم تشيس مجاملا وبدا راضيا بهذا الأنتهاك لخصوصياتهما , ولما سأله أحد الصحفيين عما أذا كان صحيحا ما يقال بأن سن أليكس لا يتعدى التسعة عشر عاما أومأ بالأيجاب لكنه سارع بعد ذلك الى تهريبها وأدخالها السيارة المنتظرة في الخارج , لدى وصولهم البيت دعته أنيد للبقاء معهم , قالت أن المنزل فسيح وفيه غرف أضافية ألا أنه أعتذر شاكرا وأجاب بأنه يفضل الأقامة في شقته الخاصة , سرت أليكس لرفضه وقست نظرته حين لمح الأرتياح في عينيها , وفيما هي تنظر اليه أدركت فجأة أنها تتعامل مع رجل قوي الشكيمة من الصعب أن يتغير , أنسحب والداها من الردهة ليتيحا له توديعها على أنفراد , حدق اليها بنظرة خطرة وقال بمرارة:
" أن أية خطيبة أخرى كانت سترحب بزيارتي في شقتي , لكنني لن أدعوك , سأخابرك غدا صباحا".
" أن أردت".
" أريد ذلك وخير لك أن ترحبي بمخابرتي , يجب أن نخطط لحفلة الزواج , أم تراك نسيت؟".
" لا تدعني أحتكر كل أوقات فراغك".
" لمن تريدينني أن أجيّر أوقات فراغي؟".
" أنا أكيدة أن هناك أخريات يستأهلنها أكثر مني".
" أعرف نساء أخريات يفقنك دفئا , قد أعمل بنصيحتك وأتصل بأحداهن".
" أفعل ذلك!".
بعد أنصرافه , جاءت آنا , وهي خادمة قديمة جاءت مع أنيد من أنكلترا , لترحب بأليكس , قالت وهي تهز رأسها الشائب:
" لقد أرعبتنا الحادثة , لكنني كنت متأكدة أن السيد مارشال سيحميك , أنه رجل شهم يا طفلتي".
فقبلتها أليك بحرارة ثم لجأت الى غرفتها وهي تفكر في قدرته على أحداث أفضل الأنطباعات في نفوس الآخرين , أن ذلك سيحرج موقفها جدا لدى فسخ الخطوبة وحيث سيشعر الجميع بالشفقة عليها لكونها خسرت رجلا رائعا على غراره ! المشكلة الآن , أنها لا تعرف كيف تفسخ الخطوبة....... أم تراها ما عادت راغبة في تركه مهما فعل؟ هذا ما همس لها به صوت خفيض في داخلها ,ألا أنها سرعان عنفت نفسها على هذا الهراء وقررت أنه من الخير لها الأستعجال في تركه!


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-10, 08:05 PM   #108

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

في الصباح التالي أتصل بها هاتفيا وكانت ما تزال نصف نائمة , أستدعتها آنا الى التلفون وهي تهمس بفرح:
" أنه السيد مارشال!".
" آسف لهذا التبكير , لكنك كنت تتوقعين مخابرتي ولا شك".
" لقد بكرت جدا".
" أردت الأتفاق معك على موعد الغداء قبل أن يعرف أصدقاؤك القدامى بعودتك ويبدأون الأتصال بك".
" أحسبهم سيفعلون في الظروف الراهنة".
ذكر لها أسم مطعم راق وأردف قائلا:
" سألاقيك هناك في الواحدة , أن كانت حالتك الصحية تسمح لك بالخروج".
" أنا بخير ها , شكرا , لكن هل تظن أن هناك موجبا لهذه المظاهر ؟".
حنينها الى رؤيته طغى على كبريائها فردت متنهدة :
" سأكون هناك".
لا بد أنه سمع تنهدها أذ عاد يسألها بتهذيب :
" ماذا ستفعلين هذا الصباح يا أليكس؟".
" لا شيء مهما , وأنت؟".
" سأحاول أنجاز بعض الأعمال لأمنع نفسي من التفكير فيك ".
قد تكون هناك أسباب عديدة تدعوه الى التفكير فيها , أهمها أنها تزعجه وتثير أعصابه , أغرقتها التعاسة فحدقت بصمت الى التلفون ,لكنه سرعان ما أذهلها بسؤاله المفاجىء:
" أما تزالين تحبينني؟".
غصت بريقها ثم أرغمت نفسها على الأجابة بخفة ومرح:
" هذا السؤال لا يوجه الى فتاة على التلفون!".
" أذن سأطرحه عليك هذا المساء ".
" أهناك سبب خاص؟".
" كنت قبل قليل , أتأمل صورتك المنشورة في صحف الصباح , أنك تبدين فيها خائفة حتى الموت وليس كخطيبة واقعة في الحب.... أنما هناك شيء في وجهك.........".
" الحب؟ أنه لم يأت على ذكره من قبل , فلم يذكره الآن؟ خفق قلبها رعبا وقالت محتجة:
" تشيس , الساعة هي الثامنة صباحا , ألا يمكننا أن نؤجل هذا الحديث؟".
" أجل نستطيع!".
هتف بصوت عنيف كأنه يتوعدها وأقفل الخط , طوال فترة األأفطار التي لم تستطع أن تأكل خلالها شيئا ظلت تفكر في سؤاله عما أذا كانت ما تزال تحبه ,هل يعقل أنه شك في أي شيء؟ أذا أكرهها على الأعتراف بحبها له فستكون الضربة القاضية , وعليها أن تتفاداها بأي ثمن.
في الساعة الواحدة دخلت المقصف الفخم حيث تواعدت مع تشيس على اللقاء ,كانت ترتدي بنطلون جينز وقميصا بسيطا تعمدت لبسهما على أمل أن تثير فيه غيظا شديدا يدفعه الى رفض رؤيتها ثانية , بدت كمراهقة جميلة بشعرها المربوط الى خلف وبحقيبتها المعلقة على كتفها النحيلة و أقتربت منه بتحد ونظراتها تحوم بنكد على بزته الفائقة الأناقة والتي يبدو فيها كرجل أعمال نافذ مرموق , وحتى في ثياب العمل , في كولابرا , يبدو وكأنه ولد ليحكم أمبراطورية جبارة , أنها صورة تثير فيها السخط والشعور بالهزيمة , وقفت أمامه وهي غير واثقة من رأيه في لباسها العادي ,لم يقل شيئا ألا أن الغضب المتقد في عينيه أشعرها للحظة برعب مجمد , ثم عانقها بسرعة أمام أنظار الحاضرين المختلسة وهمس قائلا:
" أريد أفهام الناظرين الينا أنني أحبك بغض النظر عن نوع الثياب التي ترتدين".
كان صوته جافا الى حد أدركت معه أنه لا يضمر لها أي حب , لسعها تهكمه في الصميم فشحب لونها , تأمل وجهها المصدوم وقال بأيجاز:
" أن الأحداث تتوالى عليك بشكل مرهق , وتحتاجين الى شراب منعش".
" أليس الوقت باكرا لذلك؟".
" ليس عندما يعاني المرء من مشاكل".
أن كانت تسبب له مشكلة فلم لا يخلي سبيلها ليستريح منها على أهون سبيل ؟ وسألها فجأة :
" ماذا فعلت هذا الصباح؟ أين ذهبت؟".
" لم أغادر البيت , جاء دون فيشر لزيارتي ".
أكفهر وجهه وبدا قادرا على القتل , قبض بعنف على رسغها وجعر قائلا :
" لماذا زارك؟".
" جاء ليراني , أنك تؤلمني يا تشيس!".
" أحقا؟ كيف درى بعودتك؟".
" أنه.... أنه يقرأ الصحف.............".
ضرب الطاولة بقبضته فأرتجفت المائدة وعاد الحاضرون ينظرون صوبهما , لم يأبه لذلك وهمس بصوت أجش:
" لقد تحملت منك ما فاق طاقتي على الأحتمال! لا أريدك أن تكلمي دون فيشر مطلقا , مفهوم؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-10, 09:58 PM   #109

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان واضحا أنه يبذل جهدا كبيرا للسيطرة على غضبه العنيف لكنها شعرت أنها تخوض معركة مصيرية , أذعنت له الآن سوف تخسر أستقلاليتها الى الأبد , قالت لتعزز موقفها الدفاعي:
" يجب أن أتعامل بتهذيب مع الناس".
" تهذيبك مع الناس شيء وتشجيعك للرجال الآخرين شيء آخر ! ".
" أنا لا أشجع رجالا آخرين! وأذا كنت أفعل ذلك حقا , فما شأنك أنت؟ أنك لا تملكني ولا تحبني حتى....".
" أنا لا أمتلكك بالمعنى الحقيقي للكلمة أنما لدي حق شرعي عليك".
" لا أدري ماذا ستفعل....".
" أنا أدري ما أود فعله!".
" أنني جائعة .... ألن نأكل؟".
" أن شئت".
قالها بخشونة وعدم أكتراث ثم راح يحدق الى شفتيها المرتجفتين بأهتمام واضح , غمرتها قشعريرة محرجة فهمست :
" أرجوك! أنك تلفت الينا الأنظار!".
" أنهم يحدقون اليك أكثر لأرتدائك هذه الثياب , لا تكرري هذه الغلطة في المستقبل".
هبت واقفة ولم تنظر اليه وهما يدخلان قاعة الطعام , سار الى جانبها صامتا لكن الجو بدا مثقلا بأشياء كثيرة لم يذكراها , قادها رئيس الخدم الى المائدة ولحظت أليكس كيف أرتفع حاجباه قليلا وهو يرمق بنطلونها الجينز , ولفرط أنشغالها بالسيطرة على عواطفها لم تر دافينا وايلد ألا حين توقفت أمام تشيس , أبتسمت لهما بعذوبة وقالت:
" عذرا على تطفلي , أردت فقط أن أهنئكما , قرأت الخبر في الجرائد ".
نهض تشيس واقفا وأبتسم لها عندما قبلته بدفء .... هل كل هذا جزء من التهنئة؟ ثم قبلتها دافينا على خدها لمجرد منع العتب , أستدارت ثانية الى تشيس فسألها:
" هل معك أحد؟".
" كان من المفروض أن ألتقي أخي ألا أنه أرسل يعتذر عن الحضور , كنت على وشك المغادرة عندما رأيتكما , وبالطبع رأيت من الواجب أن ألقي عليكما التحية".
فقال بدون أن يستشير أليكس:
" لم لا تتناولين الغداء معنا؟".
أحساس أليكس بيأس متزايد أوحى لها بأن دافينا قضت خمس دقائق في الغنج والتدلل حتى سمحت لتشيس بأقناعها , وأن خمس دقائق أخرى مرت وهو يجلسها الى المائدة برقة ويزودها بالشراب , أنها ممثلة بارعة بالفعل وذات جمال أخاذ جذب اليه نظرات تشيس كالمغنطيس.
تجاهلها كلاهما طوال فترة الغداء والتي طالت الى حد مزق أعصابها , لقد تحدثا عن أناس لا تعرفهم وبعضهم تعرفه بالسمع , كانت دافينا تفيض بالأشراق وأستجاب لها تشيس بسحر من عنده , أما جرعة الأذلال الأخيرة فقد شربتها حين وافق تشيس على أيصال دافينا الى أستديوهات التلفزيون حيث تعمل , أجل , كم هو مذل أن يستدعي لها سيارة تاكسي وتسمعه يعطي عنوان بيتها للسائق ثم يقول بتهذيب :
" سأخابرك في المساء".
أخذت تنظر ببصر زائغ من نافذة التاكسي , وبدت لها سيدني كشريط ضبابي سريع بأبنيتها الشاهقة , منتزهاتها , ضواحيها , أنهارها وشاطئها .... وفي الطريق قررت ما ستفعله , كان أبوها غائبا يحضر المؤتمر وأمها تزور بعض الأصدقاء , هرولت الى غرفتها ووضبت ثيابها في حقيبة , ثم نزعت خاتم الخطوبة ولفته في رسالة كتبتها ووضعت الرزمة الصغيرة في مغلف عنونته الى تشيس , وفي الأخير وضعته في مكان بارز في الطابق السفلي والى جواره رسالة مختصرة اى أمها.
كانت آنا نائمة كعادتها بعد الغداء وهكذا غادرت البيت بسهولة , قصدت المطار بلا تردد وبعد ساعتين وصلت الشقة في ملبورن أذ أستقلت أحدى الطائرات فورا , كان المفتاح ما يزال في حوزتها , وبسبب أنهماك الجميع بزفاف روبي ظل الأيجار ساري المفعول , ألتقت جارتهما لدى وصولها فأخبرتها أنها تعتزم البقاء يوما أو أثنين ثم دخلت الشقة وأوصدت بابها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-10, 10:19 PM   #110

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تشيس لن يتبعها , فقد أوضحت في الرسالة التي تركتها أن كل شيء أنتهى بينهما , وهي شبه متأكدة , من الطريقة التي عامل بها دافينا , أنه سيرحب بخلاصه من الوضع المحرج بأقل جلبة ممكنة.
دخلت المطبخ وصنعت فنجان شاي , ثم ضجرت من تكاسلها فشرعت تفرز أغراضها وثيابها أستعدادا لتوضيبها في حقائب , عملت حتى التاسعة مساء ثم طغى عليها التعب فتوقفت ,قررت أن تستحم وتتناول بعد ذلك عشاء خفيفا ثم تنام , فالنوم طيلة الليل سيساعدها على نسيان تشيس وغدا ستشعر حتما بالتحسن.
حالما خرجت من مغطس الحمام رن جرس الباب , لا بد أنها السيدة براون جارتهما ,أذ وعدت أن تطل على أليكس لتطمئن الى وضعها , تنهدت وتناولت روبها الحريري , أرتدته وخرجت من الحمام وأذ بها ترى تشيس يعبر البهو , لم تذكر أنها شاهدت وجهه قاسيا وشاحبا كما هو الآن , تسمرت في مكانها من هول المفاجأة , فهتف بها حانقا:
" ألبسي ثيابك ومن ثم أستمع الى تبريرك , مؤكد بأنك ستجدين شيئا تقولينه".
" ماذا جئت تفعل هنا؟".
" جئت أبحث عن خطيبتي , وأنت, لم جئت؟".
" لقد أوضحت لك ذلك في الرسالة".
وعلى حين غرة أنفجرت تبكي , هتف أسمها بيأس ثم أحتوى جسمها النحيل بين ذراعيه وقال من قلب محروق:
" أواه يا أليكس , أياك أن تهربي ثانية بهذا الشكل! لم أعرف أين أنت , كان لدي أمل وحيد هو أن أجدك هنا , كدت أفقد عقلي".
تعلقت به ملهوفة وسألته وهي تنتحب :
" لماذا شعرت هكذا؟ يجب أن نواجه الحقائق يا تشيس , فأنت لا تحبني!".
" ليتك تدركين عمق حبي لتعي أنني ما عدت أطيق أحتمالا!".
لمس خدها المبلل وراح يتأملها بلوعة وكآبة , ثم أبعدها عنه وأجلسها على مقعد كما لو أنه لا يأتمن نفسه على التحدث اليها بمنطقية وهي قريبة منه الى ذلك الحد:
" لا داعي لأن تتظاهري بالفرح لرؤيت , أنت منفعلة ولا شك ,لأنني لحقت بك الى هنا , لكنني ما أستطعت أن أفعل شيئا آخر".
تطلعت الى وجهه المطل عليها وقالت بما يشبه الهذيان:
" حسبتك.... تحب دافينا؟".
" كلا , أنها لا تعني لي شيئا , كنت أحاول أثارة غيرتك.... أليكس , أعرف أنك لا تضمرين لي حبا , لكن هناك أوقات تدفع الرجل الى فعل أشياء يائسة ".
عجزت عن الكلام أمام نظرته المحترقة وعواطفه السافرة تقريبا.... لم تفطن أبدا الى حقيقة مشاعره في ساعة الغداء .... كان هو الآخر يتعذب مثلها , أن كان يحبها كما يقول فلا بد أنه كابد الكثير مثلما كابدت هي وربما أكثر , فعذابه مسطر على وجهه بل ومحفور في ثناياه المتقلصة.
غامت عيناها بالحزن ومزق الوجع قلبها , توسلته بعينيها الزرقاوين وهمست بصدق كامل :
" سامحني يا حبيبي , أنا أيضا أحبك جدا , لو لم أكن غارقة في الشفقة على نفسي لكنت حزرت أنك تحبني بدورك ".
" متى أحببتني ؟ منذ متى؟".
" لست متأكدة ... قبل أن تأتي بأمي الى كولابرا.... أعتقد أنني أدركت عمق حبي لك في أثناء غيابك , كنت أنوي الأعتراف لك به لدى عودتك , ولكن رويتي المفاجئة لأمي أحدثت لي صدمة عنيفة".
" وأنت كرهتني آنذاك , أليس كذلك ؟ جئت بها الى كولابرا لأنني أقتنعت , بعد لقائي بها , أن مخاوفك لم تكن في محلها , كنت أحاول الأثبات أن زواجك مني كفيل بأزالة تلك المخاوف , أملت أن تكون لديك ثقة كافية بمقدرتي على حمايتك من سيطرة أمك ومن أشياء أسوأ بكثير , لكن عندما رأيت وجهك وقتئذ أدركت أن كل خططي قد كتب عليها الفشل من البداية , أذ حسبت أنت أنني دعوتها الى كولابرا لتزوجك مني بالقوة".
" لكن شيئا ما حدث في نفسي وأزال خوفي منها , على الأقل أستطعت وقتها أن أنضج بذلك المقدار , لا أعتقد أنني سأرهب جانبها في المستقبل , وسنعرف كيف نتفاهم مع بعضنا من اليوم فصاعدا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:47 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.