آخر 10 مشاركات
أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          " بين الصمت والهمس ...حكايا تروى " * مميزة * (الكاتـب : همس القوافي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          قيود ناعمة - ج1سلسلة زهورالجبل - قلوب زائرة - للكاتبة نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          رهين الشك - كارول ويستون - عبير دار الكنوز [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-10, 06:03 PM   #101

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وفيما هي تقفل باب الخزانة , جذبت بصرها رزمة ملقاة على أرضها في أحدى الزوايا , حدقت اليها مطولا وقد سحرها الورق الجميل الملفوفة به والزهرة التي تزينها والمصنوعة من شرائط زرقاء وبيضاء ووردية , أنحنت عليها تلمسها فأذا بالذكرى تغمرها وتعيد الى ذهنها شكل الرزمة التي كان زوجها يحملها يوم ذهبت وأياه ومرغريتا الى مدينة مكسيكو , الحجم هو نفسه لكن العلبة ملفوفة الآن كما تلف الهدايا , بورق أنيق وربطة زاهية , أكيد أنها نفس الرزمة وأكيد أنها هدية لها بمناسبة عيد ميلادها.... سارعت الى أقفال باب الخزانة وهي ترتعد وعادت فورا الى غرفتها , من الواضح أنه كان ينوي أهداءها اليها .... وكان سيتخيل نفسه يقدم هدية الى حبيبته االقديمة.
تلك الليلة , لما دخل غرفتها متغطرسا , واجهته وهي ترتدي كامل ثيابها وأخبرته أنه لا يستطيع البقاء , أعقبت كلماتها الهادئة صمت مذهول من جانبه , فيما بدأت عيناه السوداوان تتقدان بنور مخيف كان كفيلا بألقاء الرعب في قلبها قبل ساعات معدودة , لكنها تحولت الآن الى أنسان آخر يتحلى بشجاعة هي وليدة معرفتها بأنها على صواب , فعلاقتهما كانت ملوثة فضلا عن أنها كانت مصدر عذاب لها برغم كونها مبعث بهجة لزوجها..... بهجة لا تطيق التفكير فيها لأنها من النوع الذي لا يروق ألا لشخص شرير جدا
وأخيرا سألها خوان بصوت لطيف:
" ماذا قلت يا روكسان؟ لا أحسبني سمعتك بطريقة صحيحة ".
يا لغروروه الرهيب بالرغم من أنه مجرد غريب داكن اللون! أجتاحها غضب وأمتعاض ألهبا كيانها في العمق فأضاف وقودا الى شجاعتها , قالت بصوت متعال:
" ما سمعته كان صحيحا ,فأنا لست مستعدة لتحمل المزيد من أشياء تقرفني , كما لا أنوي أن أظل مجرد دمية متحركة".
دمية على شاكلة مارتا , كادت تضيف , لكنها أستطاعت كتم الكلمات في اللحظات الأخيرة , وتابعت:
" لقد أرغمت على الزواج لأنني كنت ضعيفة آنذاك , أنما لم أعد اليوم كذلك , أن حياتي ملكي وليست ملكك لتحركها بأصابعك على هواك ".
كانت عيناها البنفسجيتان تبدلان لوهما وتكشفان عن العاطفة القوية التي تتملكها , كانت شاحبة الوجه أنما رابطة الجأش تماما , لكن في حال قرر أن يستعمل معها العنف فسوف تعجز عن مقاومته أنما ستكون هي المنتصرة معنويا ,ولن يحصل على ذرة واحدة من الأكتفاء من خلال أنتصاره عليها.... قال:
" تبدين وكأنك تستمتعين بأستعمال كلمة أشمئزاز ".
بدا صوته ذا رنة سطحية عفوية , لكن طياته حملت شيئا من وحشيته , فردت بهدوء:
" أنها كلمة تناسب مشاعري أتجاهك".
بدأ يتقدم صوبها فأنكمشت منه غريزيا وهي تحس ضربات قلبها تعنف وتتزايد , مدت يدها أمامها لا شعوريا كما لو أنها تبغي درء ضربة ستنهال عليها , فتوقف حيث هو وأبتلع ريقه بطريقة غريبة , لكن فمه النحيل ألتوى بقسوة وركز على وجهها عينين حارقتين, حدقت اليه بتعجب مشدوه أذ شكت في أن صراعا يتفاعل في كيانه... وبالتدريج , وكأنه يؤكد شكها هذا , أكتست عيناه نظرة حزينة مفكرة سرعان ما محت معظم الخشونة عن صفحة وجهه , وراح فمه يتحرك بغرابة كما لم بفعل عضلة متمردة فقد سيطرته عليها , وهبطت يداه المتشنجتان الى جنبيه , ثم أستدار دون أن يتفوه بكلمة أخرى , ولم تمض لحظة حتى أنغلق باب غرفة نومه وسمعت المزلاج يقفل بهدوء من الداخل .
ولفترة طويلة وقفت روكسان جامدة تراقب مقبض الباب وهي عاجزة عن التصديق بأنه كان هو الذي أنسحب من المعركة.... لقد توقعت مئة بالمئة أن ينقض عليها بتلك السطوة التي يتميز بها العزاة المنتصرون , أنما بدلا من ذلك أنسحب بغاية الهدوء وتركها وشأنها , ومع ذلك , كانت متأكدة من عزمه المبدئي على فرض نفسه عليها .... أذن ما الذي جعله يقدم على هذا التصرف الذي لا يمكن وصفه ألا بأنه أستسلام غير مشروط؟
كل ذلك أثار فيها حيرة شديدة , لكن الفكرة الرئيسية التي طغت على ذهنها هي أنه تركها في سلام.... وأنتابها شعور واثق من أنه لن يعود اليها هذه الليلة ولا في أي وقت آخر في المستقبل.

أرتدت قميص نومها ببطء , لكن عندما أوت الى فراشها أخفقت في أستجلاب النوم الى جسمها المرهق أذ كل ما أستطاعت أن تراه , وهي تستلقي في الظلام , هو جسم زوجها الراكع عندما تلصصت عليه من خلال باب الهيكل.... جسم خوان الراكع في تواضع أمام ربه , ورأسه المحني في صلاة خاشعة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-10, 08:28 AM   #102

ЄҺểểяΨ
 
الصورة الرمزية ЄҺểểяΨ

? العضوٌ??? » 9097
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 809
?  نُقآطِيْ » ЄҺểểяΨ has a spectacular aura aboutЄҺểểяΨ has a spectacular aura about
افتراضي



ميرسي حبوو

بانتظارك ياعسسسل


ЄҺểểяΨ غير متواجد حالياً  
التوقيع


الشعبية :
هي أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك
كما يحبونك عندما تتسلمه

رد مع اقتباس
قديم 20-05-10, 05:16 PM   #103

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

8- بأنتظار الفجر

بعد مرور أسبوع , أطل صباح عيد ميلادها الحادي والعشرين ولم تكن قد فعلت بعد أي شيء في صدد خطة الهرب , ظلت ترى خوان بعين خيالها ولم تقدر أن تقرن تصرفه المؤمن هذا بالصورة السوداء التي رسمتها لشخصيته , هل هناك شيء أشكل عليها فهمه بالنسبة الى الوضع ككل؟ وهل ستقدر أن تتوصل الى هذا الشيء أذا بقيت في المزرعة ؟ بما أن خوان توقف الآن كليا عن زيارة غرفة نومها فهي تنعم براحة نسبية وبالتالي ليست هناك حاجة ملحة الى تركه في الوقت الحاضر ..... لم يخطر لها أبدا , في هذه المرحلة على الأقل , أن هناك دافعا خاصا يحثها على تأجيل الهرب.
لقد زارت توم في خلال الأسبوع الماضي وأخبرها أن فيليس كتبت اليه أخيرا , لم تذكر موعد للقاء , لكن توم كان بادي التفاؤل , وعندها فقط أدركت روكسان مدى حبه العميق للفتاة .
وسألها توم آنذاك بلهفة:
" ما رأيك في رسالتها ؟ أقصد , هل أخطىء أذا بنيت عليها أملا للمستقبل؟".
فردت على الفور لتطمئن أفكاره القلقة:
" أنها بكل تأكيد مدعاة للأمل واتفاؤل , أنا واثقة من وجود سبب قوي جعلها تقرر أن تكتب اليك".
ثم أستفسر توم عن سير علاقتها بخوان , فأعتمدت جوابا متحفظا بطبيعة مما جعل توم يتأملها بدقة محاولا أستشفاف الحقيقة , فقال بصيغة سؤال أنما كان في الواقع تذكيرا بحقيقة معينة :
" لست متأكدة الآن من صوابية تركه؟".
ظلت صامتة بعض الوقت ثم أجابته بصدق :
" لقد غيّرت رأيي يا توم , لا أرغب مطلقا في الأنفصال عنه".
وبهذا الأقرار سطعت الحقيقة المذهلة أمام عينيها .... أنها واقعة في حب زوجها الغامض الأسمر , الرجل الذي يطلقون عليه أسم النسر الأسود.
ولما أستلقت ليلا على فراشها , سألت نفسها : كيف ومتى وقعت في حبه , وهي تدرك بشكل ما أنها تخطّت سنوات مراهقتها , كانت هناك مناسبة أو أثنتان , تسرب فيهما الى وعيها بصيص من النور , أنطلق من مكان ما في ثنايا ذهنها العميقة لكنها أخفقت وقتئذ في أدراك معناه , وحتى لو أنها وعت ذلك البصيص من الحقيقة لكانت نبذته على الفور كشيء سخيف للغاية .... أفلم تعاهد نفسها على أن تكره زوجها طيلة حياتها؟أما الآن فكل ما فعله معها يبدو باهتا وبلا أهمية تذكر , بالرغم من أنها لم تنس السبب الأساسي واللاعطفي لزواجها منه , لكنها في ضوء هذه الحالة الجديدة الصادقة مع ذاتها , تتعلق بالأمل بطريقة بطريقة يائسة وذلك أنطلاقا من تصميمها على أيجاد وسيلة تجعل زوجها ينسى حبيبته الأولى , لكن , أليس أكيدا أنها تحضن أملا عسير التحقيق؟ فخوان أحب مارتا طوال أحد عشر عاما تقريبا , وقد تزوجها هي , شبيهتها , ليعيش مع مارتا في الخيال من جديد , أذن أي أمل لديها في أمتلاك قلبه بلا منازع ولا شريك؟
" سأحاول بكل ما لدي من قوة وتصميم".
قالت لنفسها وهي تعي شجاعتها وثقتها الذاتية اللتين أكتسبتهما فقط نتيجة لأحتكاكها مع خوان في الأسابيع الأخيرة , وكان له الفضل الأكبر في أحداث التقارب بينهما.... وتابعت تحدث نفسها قائلة:
" عندما يعطيني هديتي اليوم سأتقبلها منه بلباقة وأمتنان , ولن أقذفها في وجهه كما كنت أنوي أن أفعل.... أجل , سأحاول أن لا أتذكر بأنه يقدمها في الحقيقة الى مارتا .... لكنني سأقبل الهدية كما لو أنها لي خصيصا وسأقنع نفسي بأنه أختارها لي أنا ولم يخترها لها".
وهنا أحست أن أثقالا عديدة تنزاح عن قلبها فنهضت منشرحة وأستحمت وأرتدت ثيابها .
في غضون الأسبوع الفائت بالكاد تكلم أحدهما مع الآخر , وبدأت الهوة تتسع بينهما , لقد ألتزم غرفته الخاصة طوال الوقت , ومع أنها ما تزال تفضل هذا الوضع الأنفصالي بالرغم من حبها الذي أكتشفته مؤخرا , فقد تراءى لها لو أنه جاء اليها , لأستطاعت , بسهولة أكبر , أن تكثف محاولاتها لأستجلاب حبه , ولصعب على زوجها مع الوقت أن يقاوم هذه المحاولات القوية من جانبها , أفليس أكيدا أنها أذا أغدقت عليه حبها الصادق سوف يستجيب لعواطفها قليلا , ويوما بعد يوم؟
لما نزلت الى الطابق الأرضي ودخلت قاعة الطعام جاءتها لويس بعدة بطاقات معايدة على صينية فضية , لاحظت أن أحداها كانت من أبيها وأخرى من ديبورا , البطاقة الثالثة من صديقتها كلير التي تذكرت عيد ميلادها , ورابعة من مرغريتا أيضا , أما البطاقة الخامسة وغير المتوقعة فقد أرسلها جويل وكانت تحتوي بيتا عاديا من الشعر والكلمات التالية تمنياتي لك بالسعادة في عيد ميلادك , جويل).
قرأت الفحوى دون أن تشعر بأي حزن أو توق الى الشاب الذي أحبته سابقا , ولماذا تشعر بشيء وهي الآن تحب خوان أكثر من حبها لأي شخص آخر في العالم ؟ ولكن أين بطاقته؟ لماذا لم يرسل اليها واحدة؟ ووجدت نفسها تغص بريقها ألما وخيبة لكنها سرعان ما أنتبهت الى أنه سيرفق البطاقة على الأرجح بالهدية , وهكذا راحت تنتظر نزوله الى قاعة الطعام وهي تعيد في ذهنها ما ستقوله له , وكيف ستنظر اليه كي تجعله يتخلى عن القسوة التي حلت به منذ تلك الليلة التي أنتصرت عليه فيها برفضها له .... قد يتمشيان بعد الأفطار في الحديقة فتنتهز الفرصة وتقوده الى تلك البقعة الرائعة حيث قررا أقامة حوض السباحة , الحوض الذي ما زال مشروعه مجمد التنفيذ بالرغم من قرار خوان بأن يتصل بالمتعهد على جناح السرعة .... ومتى وصلا البقعة , يجب أن تحاول جهدها أن تنسى ما حل سابقا وتواصل ما أنقطع من تخطيطهما السعيد , فتبدأ مجددا من اللحظة التي سبقت تلفظه بتلك الكلمات المشؤومة وحيث غمرت كيانها تلك الموجة العاتية من الأشمئزاز .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-10, 05:18 PM   #104

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أستدارت بسرعة حين دخل قاعة الطعام وأحست قلبها يقفز من مكانه.... أين الهدية؟ لماذا لم يأت بها معه؟ أكيد أنه لم ينسها ؟ شعرت فجأة أنها لم تحتمل الصدمة أذا كان قد نسي أن اليوم هو عيد ميلادها وبعد كل الآمال الجميلة التي عقدت العزم على تحقيقها.
وقال لها بنبراته الباردة المعتادة واللامبالية:
" صباح الخير يا روكسان , أرجو منك المعذرة أن كنت تأخرت , هل تركتك تنتظرين طويلا ؟".
فقد قلبها كل الفرح الذي غمره منذ برهة قصيرة , وأجابته بصوت ذي رنة غريبة لا تمت اليها بأي صلة :
" صباح الخير يا خوان , لا , أنت لم ....لم تدعني أنتظر طويلا ".
لماذا تقترب دموعها من عينيها الى هذا الحد؟ ليس من المعقول بتاتا أن تشعر بهذا القدر من الخيبة المرة , ما دامت لا تستطيع أن تزعم , حتى في الخيال , أنها قد فعلت مطلق شيء تستحق لقاءه أن يتذكر عيد ميلادها , ألا يبدو غريبا جدا أن أن لا يتذكر فقط أن يبتاع لها هدية , بل أن يكلف نفسه أيضا عناء لف الهدية بتلك الطريقة الجذابة جدا.... وهذا التصرف من جانبه أدهشها الى أقصى الحدود لأن مهمة رقيقة كهذه لم تكن لتتوقع أبدا أن يقوم بها زوجها الصارم القاسي.
وكعادته دائما قبيل تناولهما الطعام أزاح خوان كرسيها الى خلف فجلست عليه وهي تشاور فكرها , هل تغامر بالتلميح أن هذا اليوم خاص بالنسبة اليها أم تلوذ بالصمت ؟ وقررت أن لا تذكر له شيئا , أنه سيتذكر ذلك من تلقاء نفسه وفي وقت لاحق , وآنذاك سيصبح بأمكانها أن تنفذ خطتها وذلك بأن تقبل الهدية بأسلوب ودود لطيف تعبر له من خلاله عن التغيير الذي طرأ على مشاعرها , لكن الساعات توالت بدون أن يقدم اليها الهدية , ومع حلول العصر قطعت الأمل وأضطرت الى الأعتراف بأنه على الرغم من تجشمه مشقة شرائها فقد نسي موعد تقديمها.
لم تر له أثرا وقد أصبح عدم ألتقائهما عاديا منذ أن أتسعت الهوة بينهما , أحست بالغم يطبق عليها من كل جانب فذهبت لتزور توم وجلست وأياه في غرفة الحانوت الخلفية ,قالت وهي تغتصب أبتسامة لطيفة:
" توقعت أن تسرك لكونك بعيدة جدا عن الوطن , هل تلقيت هدايا جميلة؟".
فرطبت شفتيها وقالت بأرتباك:
" لم.... لم أتلق أية هدية".
فعبس مجيبا:
" ولا حتى واحدة؟ ألم يقدم اليك وجك شيئا؟".
كان يحدق اليها مستغربا فقالت على الفور :
" لم يفعل لغاية الآن , أظن أنه قد يهديني شيئا في وقت لاحق".
وهنا فاضت شجونها فلم تشعر ألا وهي تخفي وجهها بين يديها وتشرع في البكاء ....قالت بأختناق:
" أنا .... آسفة".
" يا لك من مسكينة , لقد وقعت أذن في حب النسر الأسود , لماذا لم يقدم لك هدية؟".
فتهاوت دموعها وردت منتحبة وبدون أن تعي أنها قد تزج بتوم في موقف بطولي سيؤثر عليه في وقت لاحق :
" لقد نسي عيد ميلادي من أساسه ! كنت.... كنت أعتقد أنه سيتذكره حتما".
فقال لها مواسيا:
" لا بد أن يتذكره , لا تحزني ".
ثم سألها محتارا:
" ألم تتلقي أية هدايا من الأهل والأصدقاء في الوطن؟".
" كلا , تسلمت بطاقات فقط".
" البريد يعاني من الفوضى يا روكسان , سوف تتسلمينها على الأرجح في وقت لاحق من الأسبوع".
أومأت وأخذت تبحث عن منديلها , ثم قالت :
" خطر لي أن بطء البريد هو السبب , فوالدي وديبورا لا بد أن يكونا أرسلا لي هديتي لكنني.... وددت أن أتلقى شيئا في عيد ميلادي بالذات .... وخاصة من خوان".
أنخرطت في سحبة بكاء ثانية , وهنا ,لم يستطع توم أن يبقى ساكتا يراقبها فتقدم منها وعانقها قائلا بحنان:
" لا تبكي يا روكسان ,أن زوجك رجل كثير المشاغل كما تعلمين , لكن كلماته المعزية أخفقت في مواساتها لأن أهمال خوان بحد ذاته لم يكن الدافع الرئيسي الى تعاستها بل الفرصة الضائعة التي بنت عليها آمالا حلوة .... فرصة أقدامها على الخطوة الأولى نحو تحسين علاقتها بزوجها , هكذا أطلقت لبكائها العنان فأنهمرت دموعها كما لم تنهمر من قبل , ولجأت الى كتف توم تنشد لديه العزاء.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-10, 07:46 PM   #105

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وعندما رن جرس الحانوت وسمع توم صوت أنفتاح بابه فقال:
" يجب أن أذهب , يا عزيزتي........".
لكن كلماته قوطعت فجأة أذ أنفتح الباب الداخلي أيضا ووقف خوان على عتبته يستعر غضبا فيما بدا فمه النحيل ملتويا كفم ضبع على وشك العواء:
" خوان".
بدأت روكسان تقول بذعر ثم تجمدت وكأنها فقدت حاسة النطق , تلفتت حولها برعب وقد غاص كل اللون من وجهها حتى حاكى الشمع.... همست بصوت مرتجف متلعثم:
" كيف عرفت أنني, أقصد.... ما .... الذي .... جعلك تأتي الى هنا؟".
صمتت مرتعبة حين أشتعل الشرر في عينيه السوداوين .... وفي بادرة غريزية وقف توم بينهما بلا تفكير , وكان تصرفا خطيرا من جانبه أذ ساعد فقط في أضافة وقود الى ثورة خوان المتأججة ,وحيث أمسك بتوم بخشونة وقذفه عبر الغرفة فسقط أرضا , وصرخت روكسان حين قبض خوان على رسغها بوحشية وكادت أن تفقد توازنها وهو يجرها خلفه في أتجاه الباب المفتوح , وجعر كالمجنون :
" أخرجي..... أصعدي الى السيارة وأنتظريني هناك!".
وكان توم يقول:
" دون خوان, يمكنني تفسير.........".
لم تسمع روكسان أكثر من هذا لأنها أطاعت زوجها فورا وهرولت خارجا الى حيث السيارة.
أرتجفت من رأسها حتى أخمص قدميها ودب الرعب في قلبها فأخذ يخفق ويهتز بجنون بين ضلوعها , تملكها أختناق مخيف كما لو أن أنفاسها ستتوقف الى الأبد.... وراحت تقول في نفسها : من السخف أن تخاف الى هذا الحد ! لن تسمح لهذا الرعب بأمتلاكها ! ستقف في وجه خوان , أجل ستفعل ذلك بالتأكيد ! لكنها عبثا حاولت التخلص من ذلك الأحساس المريض والعنيد الذي يطوق قلبها وعروقها .... أن عومها على الشجاعة والتمرد شيء رائع لكن خوان رجل طويل وقوي الجسم بالرغم من نحوله , أنه قوي كالأسد وهي تحت رحمته تماما .... وأزداد رعبها حين ألتمع في ذاكرتها قول لوبيتا بأن خوان أقدم مرة على خنق رجل .... وقتها, أستبعدت روكسان صحة هذا الحديث بناء على الحنان والرقة اللذين لمستهما في زوجها , لكنها الآن صارت على ثقة تامة من أمكانية أقدام زوجها على القتل ... وعلى أكثر من القتل! فهو لن يتوانى على الأرجح عن تعذيب ضحيته قبل الأجهاز عليها .... ثم سرعان ما قفت هذه الخواطر وعنّفت نفسها على أفكار خيالية كهذه , قد يكون خوان شريرا لكنها متأكدة من أنه ليس شريرا الى هذا الحد.
ومع ذلك لم تقدر أن تتغلب على أرتجافها وعندما خرج أخيرا من الحانوت وجلس خلف المقود بغضب صامت أسود , أبتعدت عنه غريزيا وألصقت جبينها بباب السيارة وكأن هذه المسافة الصغيرة الفاصلة بينهما كفيلة بأن تؤمن لها مقدار من الحماية.
كانت الرحلة الصامتة واحدة من أقسى المحن التي ذاقتها في حياتها.... وقد مرت بمحن عديدة منذ أن تزوجت هذا المكسيكس الأسمر الذي أقتلعها بقسوة من حضن وطنها , حاولت عدة مرات أن تتكلم , أن تفهمه بأن المشهد الذي رآه بعين الغضب كان مخالفا للواقع , لكن الخوف الخانق أنفاسها أعجزها عن الكلام , كذلك أحرقت الدموع عينيها , فلقد أقسمت هذا الصباح أن لا تألو جهدا في كسب قدر بسيط من عواطف زوجها , وكانت سعيدة والأمل يملأ قلبها حتى جاءت اللحظة التي أكتشفت فيها أن زوجها قد نسي يوم ميلادها .... ولو أنه تذكر لما ذهبت أبدا لتزور توم أذ كانت تمل أن تقضي النهر في صحبة زوجها , أما الآن فتساءلت عن مدى جنوحها الى الأوهام نظرا الى الهوة السحيقة التي ما برحت تفصل بينهما منذ تلك الليلة التي رفضته فيها , ولذا قد تكون تفاءلت أكثر من اللزوم حين أعتقدت أن هدية عيد ميلادها ستردم جزئيا تلك الهوة بنهما , وأن تقبلها الودود لها سيكون بمثابة توطئه لنهار سعيد توقعت أن تقضيه معه .... الآن فقط خطر لها أنه لم ينس عيدها في الواقع , لكنه شعر أن الوقت غير مناسب لتقديم الهدية نظرا لى علاقتهما الشديدة التوتر .
وأخيرا , لما ترجلا من السيارة أمام مدخل المبنى الريفي الجميل , أسترعت أنتباه روكسان حركة عند أحدى نوافذ الطابق العلوي لم ينتبه لها زوجها ..... لمحت وجه لوبيتا خلف الزجاج , وأستطاعت في تلك اللحظة القصيرة أن ترى بسمة أنتصار متشفية تنتشر على قسماته المتغضنة قبل أن تختفي العجوز بسرعة خلف الستائر.
المشهد العاصف والمجنون الذي أعقب دخولهما البيت , سلب روكسان كل قواها وأوقع فيها رجفة شديدة جعلتها تلجأ الى غرفتها وتستلقي خائرة على فراشها .... عيد ميلادها! يا له من عيد!


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-10, 07:47 PM   #106

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أنكفأت على بطنها دافنة رأسها في وسادتها وراحت تبكي حتى جفت الدموع في محجريها ثم أنتابتها شهقات متواصلة أوجعتها لفترة طويلة , أحست بأنها مريضة جسمانيا , وفجأة عاد اليها تصميمها السابق على ترك خوان , فهي لا تستطيع أبدا أن تعايش عنفا كهذا حيث سيلازمها خوف دائم من أن تفعل شيئا من شأنه أن يثير نقمة خوان وغضبه.... تنهدت بأرتعاد كلي حين تذكرت المشهد العاصف , الغضب المتأجج الذي أنتشر فيه كاللهب الحارق , أتهاماته وأدانته .... قال أنها جعلته أضحوكة بين الناس بتصرفها المخزي وأنها لوثت أسمه .... طلب أن يعرف كل ما قالته لتوم , ونظرا الى حالتها الذهنية المشوشة تكلمت بلا تحفظ , وهكذا وصل غضبه قمة الأحتراق عندما علم أن زوجته باحت لتوم بكل شيء تقريبا , حاولت عدة مرات أن تقاطعه لكنه لم يعطها أية فرصة فظلت تجهل كيف عرف أنها ستكون في حانوت توم , وكيف عرف أيضا بأنها كانت ترى صديقها بأنتظام.
لم يكن لديها أدنى شك في أن لوبيتا هي التي أخبرته ,ولكن كيف أستطاعت العجوز أن تطلعه على هذه المعلومات بدون أن تضطر الى الأعتراف له بتجسسها؟ وماذا يهم ذلك؟ كانت قلقة , مشتتة ولا ترغب في أقلاق نفسها أكثر بأسئلة غامضة لن تتمكن أبدا من الأجابة عليها .
لكن الذي حدث أنها تلقت الأجابات ومن فم العجوز نفسها , ففي ذلك المساء , وقبيل الساعة السابعة دخلت لوبيتا غرفة نومها بلا أستئذان , حيث أستوت روكسان جالسة على سريرها وحدقت الى العجوز بغضب مستعر , ثم هتفت قبل أن تقول الأخرى شيئا :
" أخرجي من هنا! أغربي عن وجهي وألا ألقيت بك خارجا!".
هل تستطيع أن تقاوم المرأة فعلا؟ سألت نفسها , وأحست أن كراهيتها لها ستزودها بالقوة اللازمة لتنفيذ تهديدها .
لكن لوبيتا غمغمت تؤنبها :
" سينيورا ! هذه الطريقة في الكلام لا تليق بالسيدات المهذبات".
أوقفت عبارتها بنظرة قرف خبيثة ,وتابعت بلطف وهي تتقدم قليلا من السرير:
" جئت لأشبع فضولك يا سينيورا , أذ كنت تتساءلين ولا شك كيف أستطعت نقل معلوماتي الى الدون خوان بدون أن أثير ظنونه حول الوسائل التي حصلت بها على تلك المعلومات".
توقفت المرأة ثانية , وأصغت اليها روكسان هذه المرة بدون أي تعليق فتابعت تقول:
" لقد تركت بطاقات المعايدة على طاولة زينتك , أخذت البطاقة التي تلقيتها من حبيبك و.... بمحض الصدفة طبعا".
وهنا أطلقت ضحكة خبيثة تجمد الدم في العروق , وأضافت:
" أجل , بمحض الصدفة , أسقطتها أمام الدون خوان مباشرة , عندما كان في الردهة.....".
فهتفت روكسان وقد ثار غضبها من جديد :
" أخذت البطاقة من غرفتي ؟ جرؤت على أخذها من هنا؟".
" كان ذلك ضروريا يا سينيورا للمضي في خطتي .... تظاهرت بالطبع بالتلكؤ في ألتقاطها عن الأرض فسارع الدون خوان الى ألتقاطها بنفسه, وبطبيعة الحال , نظر اليها ثم فتحها , يا لمنظر وجهه المخيف في تلك اللحظة .... كان القتل مرسوما في تينك العينين السوداوين".
وعندما توقفت العجوز عمدا , حثتها روكسان بقولها :
" هيا , تابعي , أنني مهتمة جدا بالموضوع ".
كم بدت هادئة ظاهريا ! هل هذا صوتها؟ توقعت أن يخرج مجرحا بالشهقات , أنما تذكرت أنها نامت لبضع ساعات ولا بد أن الراحة أعادت اليها هدوءها قليلا , ومضت لوبيتا تقول:
" تملكه الغضب , كما ذكرت سابقا , وأصر على أن يعرف كيف حصلت على البطاقة , فقلت أنك تركتها في قاعة الأستقبال وأنني كنت سآخذها اليك , تظاهرت بالخوف والقلق يا سينيورا , لأبدو تماما كما الخادمة التي تشارك سيدتها سرا مشينا... أنا أتقن التمثيل , وهكذا رحت أحرك قدمي بقلق وأمتلأ وجهي أرتباكا , وفي الأخير أنتزعت البطاقة من يده.... كان تمثيلا في منتهى الأتقان".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-10, 04:44 PM   #107

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

شردت لهنيهة وراء خاطرة مشرقة ثم تابعت:
" أراد الدون خوان أن يعرف السبب وراء حرجي الشديد فحاولت بالطبع أن أزيح ظنونه جانبا...".
" فعلت ذلك بطريقة ضاعفت ظنونه!".
فوافقتها العجوز فورا :
" كما تقولين يا سينيورا .... كما تقولين تماما .... تضاعفت ظنونه وأضطررت الى أخباره بكل ما أعرف , لسوء الحظ".
أطلقت ضحكة عنيفة أخرى , وبدا وجهها المغضن أكثر نحولا وهي تضغط بأحدى يديها على قلبها , وسألتها روكسان:
" لا بد أن زوجي سألك عن طريقة حصولك على المعلومات؟".
فأومأت العجوز مجيبة:
" أخبرته أن أمرأة من نساء القرية أكتشفت أنك تقمين علاقة مع رجل آخر وأنها نقلت اليّ هذه الأشاعة".
شهقت روكسان لدى سماعها هذه الكذبة الرهيبة , لا عجب أن يثور غضب خوان! لا بد أنه يظن الآن أن الجميع يتبادلون خبر (علاقتها) برجل آخر.... أذن هذا نا جعله يتهمها بتلويث أسمه وبجعله أضحوكة بين الناس!".
تمالكت أعصابها وأستفسرت من العجوز :
" من الطبيعي أنه سألك أسم تلك المرأة ؟".
" زعمت أن أسمها سها عن بالي , لسوء الحظ".
" فهمت .... تابعي يا لوبيتا".
" قلت له أن الوضع يسبب لي قلقا كبيرا , وصدقني لأنه يعلم أنني أهتم دائما براحته , وقلت أنني تكلمت معك مرارا بالموضوع وتوسلتك أن تتخلي عن هذا الرجل الأنكليزي لكنك لم تصغي ألي , ثم قلت أن الوضع يحزنني لكوني أعتقدت أنه وجد السعادة أخيرا مع الفتاة الجميلة التي جاء بها من أنكلترا .... بدا شديد الغضب وأراد أن يعرف أين أنت.... تظاهرت مجددا بالحرج وأختلقت عذرا للأنصراف من أمامه ,لكنه أدرك أنني أتهرب فقال أنني أعرف مكانك وألح علي بالأقرار , وفي الواقع خمنت أنك ذهبت لزيارة صديقك .... لتشكريه ربما على بطاقة المعايدة".
عادت العجوز تبتسم بوقاحة وأحتقار فكادت تصفعها على وجهها , لكنها أمسكت نفسها , وتابعت لوبيتا:
" وهكذا أضطررت الى مصارحة الدون خوان بشكوكي أذ كان في منتهى الغضب , وخشيت أن....".
فقاطعتها سيدتها بصوت مختنق:
" يا لك من كذابة مرائية يا لوبيتا ! أتساءل أن كانت لديك أية فكرة عن مدى أنحطاطك؟".
" لا تواجهي الأمر بهذه البساطة , سينيورا.....".
" بماذا تنوين تهديدي؟ لا يمكنك أيذائي أكثر مما فعلت لغاية الآن , وبالنسبة الى أهتمامك المزعوم براحة زوجي فلا أعتقد أنك تكنين له ذرّة من المحبة!".
وهنا توهجتت عينا لوبيتا بببريق مفاجىء , وبدت لأول مرة تطفح بالشر كمشعوذة شمطاء ومخبولة كليا .... وصرخت:
" كان يجب أن يظل وفيا لحبيبتي الراحلة ! صحيح أنه يستعملك فقط ليعوّض بك عنها كأمرأة , لكنه خان مارتا بزواجه منك ....".
شيء ما في نبرة العجوز والطريقة التي ذاب بها صوتها وتحوّل الى نوع من الصمت المتأمل ,أصابا روكسان بقشعريرة مفاجئة أحستها تسري على أمتداد عمودها الفقري , من السخف أن تخيفها المرأة الى هذا الحد لكنها لم تستطع التخلص من فكرة مرعبة أستحوذت عليها , وهي أن خوان في خطر من هذه المرأة .
كانت لوبيتا تغمغم كلمات غير مفهومة وكأنها تهذي , وبرجفة قرف أخذت روكسان تراقب ظهور الزبد على زاويتي فمها .... وقالت العجوز بعد قليل:
" لقد أصغيت الى ما دار بينكما بعد أن جاء بك الدون خوان من حانوت حبيبك , قصدتك لأعرض عليك المساعدة لأنك سترغبين الآن في الرحيل؟".
توقفت بعد أن صاغت العبارة الأخيرة في قالب يتراوح بين الأفادة والسؤال , وكان رد فعل روكسان المبدئي أن ترفض عرضها المساعدة , لكنها راجعت أفكارها وتمهلت في أعطاء الجواب , منذ فترة وجيزة , أقرت نهائيا بأستحالة البقاء هنا حيث الحياة مع خوان ستكون شبيهة جدا بالعيش على حافة بئر أو هاوية سوداء , قد تكون هناك بضع لحظات سعيدة لكنها بصورة عامة ستعاني تمزقا بسبب خوفها منه أو لمعرفتها بأنها لن تتمكن أبدا من الحصول على قلبه الذي وهبه لأمرأة أخرى , ومع أنها كانت , حتى ساعات خلت , مليئة بالأمل والتفاؤل , ألا أنها تجد نفسها الآن ملقاة في أعماق اليأس وأنقطاع الرجاء من جراء كراهية زوجها لها وعدم ثقته بها, لقد رفض الأصغاء الى وجهة نظرها فيما حصل , والآن ما عادت راغبة في شرحها له طالما أن ذلك لن يفيدها بشيء .... ولا حتى أذا صدقها , وهذا غير محتمل على الأرجح.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-10, 04:45 PM   #108

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأفاقت على صوت لوبيتا تقول:
" يمكنني الحصول على جواز سفرك يا سينيورا , كذلك أستطيع أن أؤمن لك بسهولة رحلة العودة , أنت لا تنتمين الى هذا المكان وقد توصلت اليوم بنفسك الى هذه القناعة ... أن الدون خوان لا يشعر نحوك بشيء .... عدا مشاعر الكره لأنك لطّخت أسمه الطيب بعلاقتك الشائنة مع رجل آخر , زوجك سيرحب برحيلك ولا شك أنك تدركين هذه الحقيقة ؟".
أومأت روكسان بتردد وسألتها:
"أتعرفين أين يحتفظ بجواز سفري؟".
توقفت فجأة أذ أجفلتها فكرة أضطرارها الى التعامل مع مخلوقة شريرة كهذه , أرادت أسترجاع جواز سفرها لأنها متى حصلت عليه ستتمكن من الرحيل ولن يقع بصرها مرة أخرى على لوبيتا , أذن , ما همّها؟ من المحط لكرامتها بالتأكيد أن تسمح للوبيتا بمساعدتها , لكن من المنطقي والضروري أن تستعين بها بحكم الظروف القاهرة , وأجابتها العجوز:
" أجل , أعرف أين يوجد جواز سفرك يا سينيورا".
" حسن يا لوبيتا , أذا جئتني به سأرحل عن مزرعة راميريز ".
فجالت عليها بعينيها الظافرتين وقالت وفمها الهزيل يتحرك متقلصا :
" من حسن الحظ أنك أتخذت هذا القرار , لأنه يخطر لي أحيانا يا سينيورا أن أقتلك .... بمسدس".
" ألديك مسدس؟".
" يمكنني الحصول على واحد يا سينيورا , لكن أذا غادرت هذا المكان فلن تكون هناك ضرورة لقتلك".
خفت صوتها حين بدأت تتمتم كلمات مفككة , ومع أن روكسان تمالكت أعصابها المرتجفة من جراالتهديد المريع وأنحنت الى الأمام لتسمع ما كانت تقوله العجوز , ألا أنها فشلت في ألتقاط كلمة واحدة من شأنها أن تلقي ضوءا على سائر الكلمات , سألتها بحدة :
" ماذا تقولين؟ تكلمي بصوت عال كي أسمعك يا لوبيتا".
فأشتعلت عيناها فجأة وحدقت الى روكسان بنظرة جامدة شاردة , ثم قالت بهدوء وبصوت أقل تهجما:
" لا لزوم لأهتمامك بما أقول , أهتمي فقط بالعودة الى بلدك , سأرتب لك كل التفاصيل المتعلقة برحيلك".
أمتنعت روكسان عن التعليق فهي متى حصلت على الجواز سوف تقوم بترتيباتها الخاصة للعودة .
لزمت غرفتها وأراحها أن خوان لم يرسل في طلبها .... وعندما حدست أنه مشغول بتناول العشاء أرتدت روبا فوق قميص النوم وتسللت الى الحديقة لتنعم بالهدوء والأنفراد بعض الوقت , كان ضوء القمر يغمر الأراضي والبيت الذي بدا بشكل غريب جدا , دافئا ومرحبا من حيث وقفت روكسان تنظر اليه , لم يكن في مظهره ما يخيف أبدا , وهذا المساء , وهي مفعمة بأحساس رحيلها الوشيك , بدا وكأنه يدعوها الى دخوله , كانت الحدائق متعة للعين ,والأراضي شبه البرية المحيطة بها عبارة عن عالم سحري يموج في ألق القمر الفضي , تركت روكسان أراضي المزرعة وبدأن تصعد التل المنخفض والمنحدر من قمم الجبال التي تبدو من بعيد كغيوم صغيرة , لم تشاهد أحدا ولم تسمع شيئا ,وفي هذا الهدوء المحيط بها أستطاعت أن تفكر بوضوح أكثر في خططها .... لن تدع أباها وديبورا يعلمان بعودتها الى أنكلترا حتى تستقر في شقة خاصة بها , وألا أصرا على أن تعيش معهما في بيتها القديم , هي الآن أنسانة مستقلة وتنوي أن تبقى هكذا , أما كيف سيتقبل والدها أقدامها على ترك زوجها فهذه مسألة لا تقلقها البتة , لقد أطاعته حين أمرها بالزواج من خوان , ولن تتيح له المجال في المستقبل ليصدر لها أوامر أخرى.
صعدت التل بتمهل وذهنها منصب على المستقبل , أن كلير صديقتها المفضلة , ومن المؤكد أنها ستهب الى مساعدتها فور وصولها الى أنكلترا , ليس من المفروض أن تواجه صعوبة في أيجاد عمل , وبعد ذلك ستبحث عن شقة صغيرة , ولبينما تجد العمل ثم الشقة , كانت تأمل في سكن مؤقت مع كلير , فوالدا صديقتها أحبّاها منذ صغرها ودائما كانا يرحبان بها في بيتهما .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-10, 04:47 PM   #109

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أكتنفها الصمت العميق حين توقفت لفترة عن السير وأدارت بصرها حولها , خيّل اليها أنها في عالم ريفي لا يغمره ألا ضوء القمر , وليس فيه حتى بصيص نور أصطناعي يظهر من نافذة بيت , وهنا أدركت أنها ضلت طريقها الى واد بين التلال , أما القرية الواقعة في أسفله فلم تقدر أن ترى أضواءها من حيث تقف , كل ما حولها مثير للرهبة أنما جميل بطابعه البريء البكر , كانت هناك شقوق صخور ضخمة تبرز في الأفق الأرجواني البعيد , فتبدو كوحوش هائلة متحجرة مما قبل التاريخ وذات رؤوس مشوهة الأشكال أو مقطوعة كليا , رأت أيضا نباتات صبار ضخمة تبرز حادة في الفضاء بين الأرض والسماء , وأذرعها الطويلة ذات اللون الأخضر المعتم , ترتفع في نماذج وأشكال عجيبة.... كان المشهد الغريب برمته يستلقي كلوحة فضية تحت وهج وجمال القمر المعلق كأسطوانة مستديرة ضخمة فوق الجبال , فيما تبرز النجوم من خلال القمم التي تشكل شرائح واضحة التقطيع.
أستدارت روكسان أخيرا عائدة على الطريق ذاتها , ألا أن أفكارها شردت عما حولها وأستقرت على زوجها , وللمرة الثانية تراءت لها فقط صورته الواضحة وهو يصلي راكعا , فأنتابها أحساس غريب جدا , وتمنت فجأة لو تتوصل الى معرفة المطلب الذي يصلي خوان من أجل تحقيقه , فلعل الجواب يوضح لها طريقها أكثر.... هذه خاطرة غريبة بحد ذاتها فهي تعرف تماما الى أين ستذهب , لقد رسمت خطتها وسوف تتركه ولن تراه بعد ذلك أبدا في مستقبل حياتها ,تساقطت دموعها على خديها قبل أن تستطيع لجمها .... ما أصعب أن لا ترى خوان ثانية .... الزوج الذي كان في وسعها أن تسعده لو أتيح لها فقط أن تتوصل الى قلبه , لكن قلبه مات , قالت لنفسها , مات مع مارتا , ومع ذلك , وفي مناسبات عديدة , أستشفت رقة معينة في تصرفاته لا يمكن أن يظهرها رجل ميت القلب , لقد بدا سعيدا في غضون زيارتهما لمرغريتا , أذن بالتأكيد سعيدا .... وأيضا بدأ يضحك ويتخلى عن بعض صرامته التي كانت تضفي على مظهره قسوة جامحة.
لكنه عاد الآن الى شخصية النسر الأسود , ومن خلال غضبه الأسود الشرير وأتهاماته العنيفة تكشف لروكسان بوضوح مخيف أن الحياة معه ستكون مستحيلة.
عادت بذهنها الى الواقع فأدركت أنها كانت تسير على غير هدى وليس على الطريق التي سلكتها سابقا , وهكذا وجدت نفسها في منطقة غريبة تماما , لقد أعتادت التنزه في التلال وأصبحت على ألمام كامل بدروبها المختلفة , أنما يبدو أنها ضلت الطريق وها هي تسير بالفعل على أرض كثة العشب والنبات أذ يصلان الى كاحلها ,ما أغباها وأسخفها! وقفت ساكنه تحدق الى المشهد المغمور بضوء القمر , وهي تحاول التمييز بين أشكال التلال المتنوعة , لكن هذه الأشكال لا تبدو جلية كما في ضوء النهار فأزدادت حيرة وأرتباكا , نظرت الى ساعتها وذهلت أذ رأت عقربيها يشيران الى أن الوقت تجاوز العاشرة , كيف تاهت طوال هذا الوقت بدون أن تدري؟ لو تستطيع فقط أن ترى ضوءا واحدا يهديها الى الطريق..... كان من عادتها أن تبقي مبنى المزرعة الرئيسي تحت بصرها , لكن يبدو الآن أن سلسلة من التلال تحجبه عنها.
مرت ساعة فجلست على الأرض وهي تحس بداية خوف تلسعها , فكرت في خوان لكنها قررت أنه لن ينتبه لغيابها لأنه ما عاد يدخل غرفتها هذه األأيام , سوف يسلم بأنها آوت الى فراشها وهكذا لن يفتقد وجودها قبل الصباح.... حتى الصباح؟ أرتجفت رهبة وبردا فالليالي قارسة , تذكرت كذلك وجود حيوانات مفترسة في المكسيك لكن سرعان ما تذكرت أيضا أنها تعيش في الغابات البكر وليس في أي مكان قريب من هنا , ومع ذلك أحست بقشعريرة خوف لم تفارقها بالرغم من تأكيداتها المتكررة لنفسها بأنها في أمان تام.
وسرعان ما قررت أن متابعة السير أفضل من الجلوس حيث لا بد أن ترى ضوءا يهديها السبيل , لكن الليل تكاثف من حولها والهواء أزداد برودة ولسعا , ثم أدركها التعب بشدة فأرتجفت خطواتها , وهنا وصلت فسحة صغيرة مغطاة بطبقة كثيفة من العشب الميت الجاف فأستلقت عليها في أنتظار طلوع الفجر.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-10, 08:33 PM   #110

monytata
alkap ~
 
الصورة الرمزية monytata

? العضوٌ??? » 95752
?  التسِجيلٌ » Jul 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,338
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » monytata is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مشكورةكتير ياقلبى يعطيكى الف عافية فى انتظار التكملة

monytata غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.