شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   62 - قل كلمة واحدة - آن ميثر - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (https://www.rewity.com/forum/t113523.html)

أمل بيضون 23-07-10 04:39 PM

وما أن خرجت الممرضة من الغرفة حتى بدأت الشكوك تساور روث ,وفكرت لو أن كل شيء على ما يرام لأتى باتريك قبل هذه الساعة ليراها , ولكن ماذا هناك ؟ ثم تذكرت ما قالته لها لينا وأنتابتها موجة من الحزن والألم , لأنها أعتقدت بأن جون هو الشخص الوحيد الذي يعلم بأمر حملها قبل الزواج , ولم تصدق أنه من الممكن لفتاة مثل لينا أن تجذب أنتباه زوجها باتريك فهو ليس من النوع الذي يستغل فتاة في السابعة عشرة من عمرها ولا شك أن الغيرة هي التي حملت لينا على فعلتها هذه.
تناولت روث وجبة الغداء التي كانت من الخضار المقلية بالسمن وعليها بعض أنواع البهارات التي لم تستسغها روث , لم يأت باتريك بعد وأعتقدت بأنه لا بد ذهب الى العمل في المصفاة وسيأتي عندما ينتهي عمله بعد الظهر , وفكرت بأنه غاضب عليها لأنها خدعته مرة أخرى , والغضب في هذه الحال أقل الأيمان.
دخلت المرضة الى غرفة روث حوال الساعة الثالثة بعد الظهر وقالت لها:
" هناك زائر لك , هل أعينك لتستندي في السرير؟".
هزت روث رأسها بالأيجاب دون أن تنطق بكلمة حيث كانت الدموع تلمع في عينيها , ومع أنها خمنت بأن الزائر باتريك , لكنها أبعدت هذه الفكرة وحدثت نفسها بأنها لا بد أن تكون صديقتها بولين أو ربما جون ,وعندما دخل الزائر الى الغرفة لم تستطع الحراك بل أخذت تحملق فيه بدهشة , ثم صاحت غير مصدقة عينيها :
" بابا , آه , بابا!".
أندفع والدها نحوها بشوق وأخذ يضمها ويقبلها وهي تجهش بالبكاء , وبعد أن هدأت أبعدها والدها عن صدره برفق ثم أخرج منديله وأخذ يجفف دموعها ثم قال لها:
" أهكذا تستقبلين والدك يا عزيزتي , ألا تستطيعين أن تبتسمي لي؟".
كانت روث لا تزال تتنهد , وسألته:
" كيف ؟ ما الذي جاء بك الى هنا؟ وكيف عرفت أنني في المستشفى؟".
أجابها والدها:
ط كيف تظنين أنني عرفت؟".
" هل أخبرك باتريك بذلك؟".
" بالطبع".
" ولكن , كيف – و – ".
" أتصل بي باتريك ليلة أمس في الثامنة صباحا بينما كنت نائما ".
" لماذا فعل ذلك؟".
" تناقشنا طويلا قبل مجيئي الى هنا , ثم دبرت أمر مجيئي بأستئجار طائرة خاصة لتقلني بأسر وقت الى هنا".
" طائرة خاصة".
" والفضل يعود الى صديقي دون هاملتون".
أجابت روث وقد أنتابها اليأس فجأة :
" فهمت , ولكن ماذا قال لك باتريك؟".
أجابها والدها:
" كل شيء".
أرتعدت روث خوفا ثم سألته:
" كل , كل شيء؟".
فرد عليها أبوها:
" نعم , كل شيء , علمت كيف أقنعت باتريك ليتزوجك , وماذا حصل بعد أن أكتشف خدعتك".
خبأت روث وجهها بيديها وصاحت مستنكرة:
" لا , آه لا".
أجابها والدها:
" لماذا لا , يجب أن أعلم ماذا تفعل أبنتي بحياتها , أليس هذا من حقي؟".
" ولكنك لا تعرف ......".
" كيف تقولين هذا؟ فأنني لم أحكم عليه بعد؟".
" أعرف ,ولكن......".
هز السيد فاريل رأسه ثم قال:
" ما فعلته لا شيء بالنسبة لما فعله هو , ألم تدركي بأنك خاطرت بحياتك وحياة الطفل أيضا؟".
وأومأت روث برأسها موافقة ثم قالت:
" أردت أن أرضي باتريك".
أجابها والدها بيأس:
" ولم تنجحي في أرضائه , أليس كذلك؟".
أجابته وهي ترنو اليه بنظرات أستعطاف:
" لا , هل باتريك غاضب مني؟".
صاح والدها بغضب:
" باتريك ,يا ألهي ألم تدركي ما حصل لك؟".
نظرت اليه والدموع في عينيها قائلة:
" بالطبع أعرف هذا!".
ولكن والدها كتم غيظه وقال:
" حسنا , حسنا سنترك مناقشة هذا الأمر لحينه , والآن فأنا أتيت لأسألك ماذا تريدين أن تفعلي؟".
" أجابته روث وقد أعتراها خوف ما:
" ماذا تقصد بسؤالك؟".
" بعد كل ما حصل لك , تحتاجين لبعض الوقت من الراحة والأستجمام لتستطيعي أن تقفي على قدميك".
" لماذا؟ لا أشعر بشيء البتة".
" جسديا ربما لا شيء هناك أوافقك , أما نفسيا فلا بد أن هناك شيء ما؟".

أمل بيضون 23-07-10 10:04 PM

استندت روث الى الوسادة ثم قالت:
" لماذا تخبرني بكل هذا؟ لماذا جئت الى هنا فعلا؟ هل طلب اليك باتريك ذلك؟".
اجابها والدها بلا تركيز:
" هل هذا يهم؟ جئت لأصطحبك معي الى أنكلترا".
حملقت روث في والدها مستنكرة:
" لا , ولكنك كنت في نيويورك......".
" في الواقع كنت في فيلادلفيا عندما وصلني الخبر فتركت كل شيء وجئت حالا ولكننا سنعود الى بيتنا في أنكلترا".
" هل ستعود من أجلي؟".
" أذا كان هذا لا يعجبك فبأستطاعتنا أن نذهب الى أي مكان آخر".
" ولكن باتريك.............".
" أفضل أن تتركي لي موضوع باتريك".
" لماذا؟ لماذا؟ ماذا قال لك؟".
" أنه يوافقني على أنك بحاجة لفترة راحة بعيدا عن هنا".
" بابا , ولكنني زوجته".
تنهد والدها مهدئا اياها:
" قلت لك بأن باتريك موافق".
ثم تابع حديثه:
" حسنا , حسنا لم يكن من السهل ما حصل , فبالرغم من الطريقة التي خدعته بها ليتزوجك , ولكنه أعترف بأنه جاء تلك الليلة وفي نيته أن يغريك وربما فعل كما كان ينوي".
وأخذ والدها يحدق فيها بأسى ثم تابع:
" ولكن ما يهمني هو معاملته لك منذ زواجكما فأنها لم تعجبني ابدا , فتصرفه كان لا أنسانيا , وأنا أعلمته برأيي هذا".
صاحت روث مستنجدة:
" يا والدي , لماذا فعلت هذا؟".
" كان عليّ ان أوقفه عند حده , لا بد أن يدرك نتيجة فعلته , أصغي الي يا بنيتي , سنذهب في رحلة الى أوروبا , الى اليونان مثلا فالطقس رائع في هذا الوقت من العام".
رفضت روث ما قاله والدها قائلة:
" لا أريد أن أعود الى أنكلترا , ألا تعرف أن بيتي هنا , بجانب باتريك؟".
نهض والدها وقال:
" لا يمكن أن أقبل ما تقولين".
تمسكت روث بالغطاء فوقها وقالت بحزم :
" أريد أن أرى باتريك لماذا لم يأت؟".
هز والدها رأسه مستعطفا:
"روث أذا كان لي عندك مودة أرجو أن تطيعيني".
فدنت اليه يائسة:
" لماذا تطلب مني هذا , لماذا؟".
" لنني أعتقد بأنك أخطأت بزواجك من باتريك , وأذا جئت معي الى أنكلترا سأبرهن لك ذلك".
هزت روث رأسها نافية:
" رجائي عندك يا والدي , دعني أرى باتريك الآن , أريده أن يأتي حالا".
أنحنى والدها وقبّلها , وكانت نظراته تنم عن فشله في أقناعها بترك باتريك ثم خرج من الغرفة بدون أن ينبس بكلمة , أما روث فتمددت في فراشها وأخذت تنظر قدوم باتريك , حل الظلام ولم تسمع عن باتريك ولم يأت لزيارتها.

أمل بيضون 24-07-10 12:07 AM

12- أهلا بالحب

لم تتمكن روث من الأخلاد الى النوم بقيت تتقلب في سرير المستشفى الضيّق والعرق يتصبب من جسمها , وحلمت بباتريك ولينا الفتاة الفنزويلية , أحلاما مزعجة أرقت مضجعها , أستيقظت روث في الساعة الثالثة وقلبها يخفق بشدة من الخوف , خافت أن تكون علاقة باتريك بلينا أكثر من علاقة صدلقة؟ وبدون وعي منها قفزت عن السرير وأرتدت فستانا من قماش المنشفة أعطيت لها عندما ذهبت الى الحمام , ثم فتحت الباب وأخذت تنظر الى الممر الطويل , لم يكن هناك سوى مصباح مضاء على مكتب الممرضة المناوبة تلك الليلة , أنتظرت روث بضع دقائق ثم ركزت أنتباهها على اجهة المقابلة , كانت غرفتها في الطابق الأرضي في نهاية الممر وبجانبها النافذة الزجاجية, فكرت روث بأنه لو كان بأمكانها الوصول الى النافذة لفتحتها وهربت وكأن أبواب كانت مفتوحة لحظة تمنت روث هذا , فما هي سوى لحظات حتى نهضت الممرضة عن مقعدها وسارت بأتجاه عنبر المرضى المجاور لتتفقد أحوالهم , وما أن رأتها روث تدخل الى العنبر حتى أسرعت الى النافذة وقفزت الى الخارج ثم أغلقتها وراءها , أصطدمت قدماها بسطح خشن تحت النافذة ثم تفقدت الطريق قبل أن تسير حول البناية لتذهب الى الطريق.
كانت روث تعرف بأن المستشفى لا يبعد عن بيت باتريك كثيرا , فكثيرا ما شاهدته في طريقها الى النادي , ومع أنها شاهدته أثناء النهار ,فلم تعتقد أنه من الصعب التعرف الى البيت الآن , كانت تسير فوق الحجارة في الطريق التي أدمت قدميها , ولكنها لم تهتم فكل أهتمامها أن تصل الى البت لترى باتريك وتعرف لماذا لم يأت لزيارتها في المستشفى.
فوجئت روث عندما وجدت النور ينبعث من غرفة الجلوس وخطر ببالها أنه من الممكن أن يكون والدها هناك بالرغم مما أخبرها عن باتريك , ربما قبل دعوته للبقاء في البيت , سارت على رؤوس أصابعها في الممر حتى وصلت الباب حيث لم تسمع أي صوت من الداخل , وأعتقدت أنه حتى لو كان في البيت فلا بد أنه نائم في فراشه.
حاولت روث معالجة الباب لفتحه وأخيرا تمكنت من فتح الباب الخارجي , ثم فتحت الباب الداخلي لترى باتريك جالسا في الأريكة وقد أتكأ بذراعيه على ساقيه , وأحنى رأسه بيأس وألم فنادته بهمس:
" باتريك ".
حملق باتريك بها مندهشا وقفز من مكانه صائحا:
" روث؟ ماذا تفعلين هنا؟".
" أتيت لأراك , لأنك لم تأت لتراني".
ثم أم***ا بين ذراعيه بعطف وحنان وأخذ يناديها غير مصدق عينيه:
" روث , روث , يا ألهي كم أنا سعيد لقدومك , هل هذا يعني أنك لن تهجريني؟".
أجابته روث متعجبة :
" من قال لك بأنني سأهجرك؟".
ولم ينتظر باتريك الرد بل شدها اليه بقوة , ثم أدرك أنها حافية القدمين , فسألها متأثرا:
"هل سرت حافية كل الطريق؟".
أجابته وقد أطمأنت الى حبه وحنانه:
" لم أجد أحدا يحملني اليك , هل أقدر أن أبقى معك؟".
أجابها باتريك بسرعة:
"وهل تعتقدين أنني سأتركك تذهبين ؟ دعيني أغسل قدميك".
ثم حملها ليجلسها على الأريكة ريثما يحضر الماء الحار ليغسل لها قدميها , ثم بلل الأسفنجة بالماء ودعك قدميها بدون أن يتطلّع الى وجهها لنه لا يستطيع أن يقاوم جاذبيتها وتأثيرها عليه , وعندما انتهى , نهض باتريك وأبعد وعاء الماء عن طريقه وأخذ ينظر الى روث بوله ومحبة , تمنت روث لو أرتدت شيئا أكثر أناقة من هذا الفستان المنشفة و جلس باتريك قربها ممسكا بيديها ثم قال:
" والآن هل لك أن تخبريني ما الذي جاء بك اليّ هذه الليلة؟".
أجابته روث بسؤال آخر وهي ترتعد :
" لماذا لم تأت لتراني؟".
أحنى باتريك رأسه وهو ينظر الى يديها ثم قال بمرارة:
" ألم يخبرك والدك كل شيء؟".
" يخبرني؟ يخبرني ماذا؟".

أمل بيضون 24-07-10 12:25 AM

تنهد باتريك ثم قال :
" لم أعد محبوبا لدى والدك الآن , أنه يحتقرني , ولكن صدقيني ليس بالقدر الذي أحتقر به نفسي".
فصاحت روث مشفقة عليه:
" آه باتريك!".
" أنها الحقيقة يا روث , يا ألهي , لا أستطيع أن أشرح لك مقدار المي , أرجو أن تسامحيني على كل ما فعلته".
" أنا ,أسامحك؟".
" بالطبع , أرجوك أن تسامحيني لمعاملتي القاسية لك الشهرين الماضيين , جعلت حياتك جحيما لا يطاق , حتى انك لم تقدري أن تبوحي لي بحالتك , أنا زوجك ووالد الطفل الذي كنت تحملين , يا ألهي عندما أفكر كم كنت قاسيا وأعمى".
أجابته روث بأسى:
" ولكنني ..... ولكنني خدعتك لتتزوجني!".
أحنى باتريك رأسه وتناول يدها وقبّلها قائلا:
" عزيزتي روث لو لم أرغب بالزواج منك فلن يستطيع أحد أن يجبرني ".
" ولكن , ولكن ماذا عن.....".
" هل تقصدين الطفل ؟ أنا لست الرجل الأول الذي يترك طفله , فما من شيء يجبرني أو يؤكد أنني أنا الأب".
هزت روث رأسها وسألته بخجل:
" ولكن لماذا غضبت عندما أكتشفت بأنني عذراء؟".
" غضبت لأنك خدعتني , لا يوجد رجل في العالم يقبل أن يكون مخدوعا , ولذلك قررت أن أعاقبك على خدعتك ,وكانت هذه الفكرة سخيفة وأنانية , خاصة وأنه لم يخطر ببالي أنك ستحملين بهذه السرعة ؟".
صمت باتريك قليلا وهو لا يزال ممسكا بيديها وينظر اليها ثم تابع:
" هل أخبرتك من قبل كم أنت جميلة؟".
سحبت روث يديها من يديه ووضعتهما على قدميها أما باتريك فتابع كلامه:
" في الأمس اردت أن أفاجئك برحلة الى شلالات القمر لأبين مدى حبي وأحترامي لك , وعندما أتيت الى النادي لأزف اليك الخبر ورأت جون يجلس معك , كدت أفقد صوابي وأضربه , فالغيرة تكاد تقتلني عندما أراه يحوم حولك , وخفت أن أفقدك , وفكرت بأنني عاجلا أم آجلا يجب أن أبين لك حقيقة مشاعري نحوك , فلم أعد أطيق هجرك , وكم كانت الصدمة مؤلمة وقاسية عندما سقطت صريعة المرض في اللحظة التي وددت أن أصارحك فيها بمشاعري فلم أستطع الى ذلك سبيلا , خاصة وأنني لا أدري ماذا جرى لك وما سبب مرضك".
فقالت روث بحنان مشفقة على حالته:
"آه يا باتريك".
ثم تابع باتريك كلامه:
" في أي حال , أخذتك الى المستشفى ولم تكن لدي أدنى فكرة عما جرى لك , فكرت أنه من الممكن أن يكون ألتهاب الزائدة الدودية أو ما شابه , وعندما طلب الدكتور غونزاليس أن أذهب الى النادي تخيلت الموت أمامي , وصلت النادي لأجد جون هيوارد جالسا هناك فناديته , جون ؟ علي أن أنفث ما في صدري لأحد ما , وهو الموجود أمامي , فشرحت له ما حصل , ثم أخبرني هو بأنها ممكن أن تكون حالة أجهاض".
أمسك باتريك يدها ورفعها اليه معاتبا روث:
" جون يعرف أنك حامل وأنا لا".
أجابته روث:
" لأنك أنت الذي أخبرته".
" هل تعنين أنه لا يزال يعتقد أنك حامل منذ وصولك؟".
" بالطبع".
" يا ألهي لماذا لم يخطر ببالي هذا؟".
هز باتريك رأسه ثم تابع قائلا:
" ثم عدت الى المستشفى وسألت عنك , أخبروني أنك في غرفة العمليات , يا ألهي كيف مضى الوقت لحين خروجك , أخذت أذرع الغرفة جيئة وذهابا حتى جاء أليّ الدكتور غونزاليس ليقول لي أن العملية أنتهت وحالتك لا بأس بها , هل تصدقين أنني كنت على وشك أن أقبله من الفرحة".
لمست روث وجنته بحنان وقالت له:
" خفت أن تكون غاضبا".
" أنك تعنين كل شيء لي , أنت حياتي".
أستمعت اليه روث بشغف وهي سعيدة بعودتها ثم سألته:
" هل أتصلت بوالدي حينئذ؟".
" نعم , أنتظرت المكالمة طويلا ثم حصلت عليها في النادي , لقد جن جنونه عندما علم بالأمر , ولذلك أخبرته بكل شيء فأستشاط غضبا وقال أنني لا أستاهل أصبع قدمك , وأنني أستاهل كل ما جرى لي لأنني ذهبت الى بيتكم بنية أغوائك , وأنه لن يترك المجال لي مرة أخرى لأؤذيك أ أعذبك".
خافت روث ثم نادته:
" باتريك!".

أمل بيضون 24-07-10 12:47 AM

" لم أعتب عليه وأنا أتفهم وجهة نظره جيدا , فأنت أبنته الوحيدة ومدللته , وبالنسبة اليه كل ما تفعله أبنته صحيح , أما أذا حاولت أنا أن أضع شروط فسوف يلوث سمعتي ويلحق بي الأذى , وبالطبع بأمكانه أن يفعل ذلك".
سألته روث متعجبة :
" ألهذا السبب لم تأت الى المستشفى ثانية؟".
" هذا جزء من الأسباب , أما السبب الآخر فلأنني شعرت قليلا بأن معه حق , وقررت أن أخبرك عن أستعدادي لمنحك حريتك أذا أردت ذلك".
بلعت روث ريقها بصعوبة ثم سألته:
" والآن ماذا تنوي؟".
نظر اليها باتريك بحب ثم حملها بين ذراعيه في حنان ومحبة ثم قال:
" كما تريدين".
تمتمت روث قائلة:
" أريد أن أذهب الى الفراش من فضلك , وماذا عنك؟".
لم ينطق باتريك بكلمة بل تابع سيره الى غرفة النوم وروث بين ذراعيه , ودخلا الغرفة وأغلقا الباب خلفهما.
وبعد أربعة أشهر كانت روث وباتريك مستلقيين على شاطىء اكابولكو في المكسيك يستمتعان بأشعة الشمس الحارة وقد أصبح لونهما برونزيا حيث أستأجرا شقة تطل على البحر مباشرة وكانا يقضيان معظم أوقاتهما في السباحة والأسترخاء تحت أشعة الشمس.
تململت روث ثم أدارت وجهها الى جهة باتريك وأخذت تتطلع اليه والسعادة تبدو على وجهها الهادىء ثم سألت :
"هل أنت نائم؟".
فتح باتريك عينيه بعد أن رفع نظاراته الى أعلى رأسه وقال:
" لا , لست نائما , هل تريدين أن تقولي شيئا؟".
فقالت:
" أود أن أتحدث اليك".
أدار باتريك وجهه نحوها ثم طلب اليها أن تتابع حديثها , تنهدت روث بفرح ثم صمتت قليلا وكأنها خجلة فقال لها باتريك:
" ظننتك تريدين التحدث معي , فماذا أردت أن تقولي؟".
نهضت روث لتجلس واضعة ذراعيها حول ركبتيها قائلة:
" سأخبرك شيئا . هو..... م .... م .... أعتقد أنني حامل!".
قفز باتريك بسرعة اللا وضع جلوس ثم سألها مستفسرا :
" هل أنت متأكدة من هذا؟".
" نعم هل لديك مانع أن أكون حاملا؟".
" لدي مانع , يا ألهي ما أسخف هذا السؤال ؟".
" هل أنت سعيد أذن؟".
" بالطبع أنني سعيد جدا , وما هي مشاعرك أنت؟".
رفعت روث كتفيها معبرة عن فرح وقالت:
" أنا مسرورة جدا , فكم تقت لأشعر بطفلك ينمو داخلي".
وحضنها باتريك بشدة معبرا عن كل مشاعر المحبة والسعادة .... ثم أخذ ينظر اليها بينما راحت روث تهمهم بسؤال :
" أود ان أسألك شيئا كان يؤرقني منذ زمن بعيد".
أسألي ما تشاين".
" أنه........ أنه عن لينا".
" ماذا عنها؟".
" جاءت اليّ في المستشفى ونوهت عن علاقة بينكما ,آه أنك تعرف ماذا سأسألك".
أمسك باتريك رأسها وقال:
" هل قالت بأننا أكثر من صديقين؟".
هزت روث رأسها بالأيجاب ثم تابع باتريك كلامه:
" هل تصدقين أذا قلت لك بأن لينا لا تعني لي أكثر من طفلة محتاجة الى والد أفضل من والدها؟".
أجابته روث:
" نعم أصدقك".
ثم سألها باتريك :
" هل هذا بالفعل ما وددت أن تعرفيه ؟ ألم تخبرك أيضا بأنها تعلم بأنك حامل قبل الزواج؟".
أجابت روث بدهشة:
" نعم , وكيف عرفت ذلك؟".
" جاءت اليّ من المستشفى بعد أن زارتك وأخبرتني ما حصل معتقدة أن هذا ربما يسرني".
" ولكن كيف عرفت ؟ هل أخبرتها؟".
" هل هذا معقول؟".
" لا, ولكنك أخبرت جون".
" ولكنني أخبرتك لماذا , لم أخبر لينا بأي شيء بتاتا , ولكنها أدركت ذلك وحدها فكرت بأنك لم تحملي في هذه الفترة القصيرة لتجهضي , وأعتقدت لهذا السبب أننا تزوجنا".
تطلعت روث الى باتريك بلهفة ومحبة:
" آه باتريك , شكرا لأعلامك أياي هذا , ولكن لماذا لم تخبرني به من قبل ".
" هل تقصدين أنني أشجع لينا لتأتي الى البيت في غيابك؟".
أجابته روث:
" أعترف بأنني كنت خائفة أن أجدها هناك".
طبع باتريك قبلة محبة وقال:
"لو رغبت في الزواج من لينا لفعلت ذلك قبل ذهابي في أجازة الى أنكلترا لمدة 3 أشهر , أليس كذلك؟".
أجابته روث وهي تخفي سعادتها:
" أعتقد أن هذا صحيح , فكل ما هنالك أن الغيرة كانت تأكلني".
أجابها باتريك وهو ما يزال ممسكا ذراعها:
" وأنا كذلك غيور , دعينا ننسى الماضي ونبدأ بالتخطيط لمستقبل جميل فلدينا الكثير لنفعله..........".




تمت

blanch 24-07-10 11:57 AM

nice

lola @ 24-07-10 01:11 PM

شكرا

samahss 25-07-10 03:54 AM

ا لروايه رائعه تسلمى يا اموله

someia 25-07-10 01:48 PM

:eh_s(7):

هب النسيم 25-07-10 03:32 PM

:syria8::syria8::syria8:


الساعة الآن 07:52 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.