آخر 10 مشاركات
إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          موعد مع القدر "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : athenadelta - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          234 - خجولة جدا - جسيكا ستيل - ع.ج ( كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : lola @ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-05-09, 11:54 AM   #1

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
Rewitysmile2 129-الفجر فى الغسق - روميليا لاين .روايات عبير القديمة (مكتوبة /كاملة**)



الملخص ليس سهلا ان يتقمص الصديق شخصية صديقه له, بخاصه اذا كان للأمر علاقه بالقلوب و اذا كان هذا القلب مرهفا الى حد الانكسار . لكن الظروف شاءت ان تذهب فيفيان مكان لوسى الى طنجه للقاء روبرت المقعد المشرف على الموت و كانت لوسى قد راسلته و ارسلت اليه صورة فيفيان لانها اجمل منها .
و فى طنجه تجد فيفيان نفسها ممزقه بين ثلاثة رجال : ترانت شقيق روبرت الذى يملك الكازينو و تحيطه اجمل النساء لكنه شديد القسوه لا يرحم , غارى الشاب الذى احبته منذ سنوات فى طنجه و راحت تبحث عنه حتى وجدته , و روبرت المقعد الذى يحلم بالشعر و الزواج بعدما لمح طيفا للشفاء .
اى واحد من هؤلاء سيكون رجلها و هل تنجح مؤامرتها مع غارى للسطو على خزنة الاموال فى مكتب ترانت ؟
1- عندما يخطئ الاصدقاء







الصمت العميق يعم داخل مكاتب شركة بيتشفيلد للمبيعات .
ثم كالعاده رن الجرس معلنا نهاية النهار فى العمل . و فى الحال سمع ضجيج و صخب الموظفات يهبطن السلالم و يجتزن الممرات الطويله التى تصلهن الى الباب الخارجى فى الوقت نفسه كن يثرثرن عن مختلف الامور العابره و الاحاديث المقتضبه , و خاصه عن الرجل الجنس الخشن .
تنهدت ساندا غاتش , و هى فتاه شقراء ممشوقه و قالت :
-كم انا مستعجله للوصول الى المنزل .سـأرى براين فى المساء انا اكيده انه سيطلب يدى هذه الليله !
--------------------------------------------------------------------------------

علقت بياتريس تشرمان بصوت متعب و هى والده لثلاثة اطفال و قالت :
- الحياه الزوجيه ليست دائما حلوه و مفرحه ! لو طلب منى ان اعيش حياتى من جديد و لما كنت وقعت فى الخطأ نفسه!
اما الزميله صوفيا سيمث فأعلنت ضاحكه ضاحكه :
- انت حظك شئ يا بياتريس لقد تزوجت من اول رجل تقدم لك , و هذا كان الخطأ الذى ما كان عليك ان ترتكبيه . كان من المفروض الانتظار حتى التعرف الى الرجل المثالى .
ضحكت مونيكا راندال و قالت بسخريه :
- الرجل الثرى بما معناه !
اجابت صوفيا بجديه :
- بالضبط . اليوم نختار الرجل نظرا الى طريقة الحياه التى بامكانه ان يقدمها لنا .لا يوجد فتاه عازبه لا تشاطرنى هذا الرأى , انا اكيده من ذلك.
- ما عدا فيفيان !
الرؤوس التفتت بأستغراب نحو فيفيان . فقالت احدى رفيقاتها بسخريه :
- صديقتنا محافظه جدا , فلم تخبرنا مره عن مغامراتها العاطفيه .
اجابت فيفيا الهادئه:
- ليس لدى مغامرات عاطفيه و هذا ابسط ما فى الامر .
كان لهذا الكلام صدى دهشه و استغراب . فقالت بياتريس تشرمان بلهجه قاطعه :
- انها تقول الحقيقه . انا اعرف فيفيان من زمان و لم ارها ابدا برفقة رجل .
و حلت الابتسامات المرتبكه و الشفوقه مكان المزاح . فقالت فتاه فى الثلاثين من عمرها و تدعى باتى غارمس :
- اه ! لو الشباب يعرف ولو الشيخوخه تقدر !انظرن الى هذه الفتاه ! الا تدعو الى الغيره بشعرها المجعد الجميل .....لا عداله فى هذا العالم !
ابتسمت فيفيان بهدوء كما هى عادتها فى مثل هذه الظروف . فهى تعتبر نفسها فتاه شابه بالرغم من عمرها الذى يبلغ الثاله و العشرين , بل غالبا ما تشعر بأنها لم تعد صبيه , و من يدخل الى قلبها يكتشف مدى عذابها و مرارتها .

و انتهى الحديث و تمنت كل واحده لزميلاتها ليله سعيده . بعضهن امطتين دراجتهن الناريه , و البعض الاخر من ذوات الحظ و الثروه صعدن الى سيارتهن . اما فيفيان على غرار عدد كبير من زميلاتها ,
فعادت الى غرفتها مشيا على الاقدام . فهى تسكن فى المنزل المعد خصيصا للموظفات اللواتى يعملن فى بيتشفيلد ,و الذى يقع قرب مكاتب الشركه , خارج المدينه , دخلت البنايه و سمعت صوت خطواتها و هى تدوس البلاط . ثم وضعت يدها على الدرابزين الحديدى و صعدت السلالم . فقد اختارت فيفيان من زمان و عن قصد ان تعيش فى هذا المكان البارد , اللاشخصى , و ما ان وصلت الى الطابق الثانى , حتى شاهدت فجأه بابا بابا ينفتح و على عتبته تقف فتاه فى هيئة مربيه .
صرخت فيفيان مسرعه نحوها :
- لوسى! لم تذهبى للعمل بعد الظهر , هل انت مريضه ؟
عضت لوسى على زاوية منديلها و رفعت نحو صديقتها عينيها المدمعتين و ناحت تقول:
- اه يا فيفيان , لقد حدث امر كريه ! و حلت الابتسامات المرتبكه و الشفوقه مكان المزاح . فقالت فتاه فى الثلاثين من عمرها و تدعى باتى غارمس :
- اه ! لو الشباب يعرف ولو الشيخوخه تقدر !انظرن الى هذه الفتاه ! الا تدعو الى الغيره بشعرها المجعد الجميل .....لا عداله فى هذا العالم !
ابتسمت فيفيان بهدوء كما هى عادتها فى مثل هذه الظروف . فهى تعتبر نفسها فتاه شابه بالرغم من عمرها الذى يبلغ الثاله و العشرين , بل غالبا ما تشعر بأنها لم تعد صبيه , و من يدخل الى قلبها يكتشف مدى عذابها و مرارتها .

و انتهى الحديث و تمنت كل واحده لزميلاتها ليله سعيده . بعضهن امطتين دراجتهن الناريه , و البعض الاخر من ذوات الحظ و الثروه صعدن الى سيارتهن . اما فيفيان على غرار عدد كبير من زميلاتها ,
فعادت الى غرفتها مشيا على الاقدام . فهى تسكن فى المنزل المعد خصيصا للموظفات اللواتى يعملن فى بيتشفيلد ,و الذى يقع قرب مكاتب الشركه , خارج المدينه , دخلت البنايه و سمعت صوت خطواتها و هى تدوس البلاط . ثم وضعت يدها على الدرابزين الحديدى و صعدت السلالم . فقد اختارت فيفيان من زمان و عن قصد ان تعيش فى هذا المكان البارد , اللاشخصى , و ما ان وصلت الى الطابق الثانى , حتى شاهدت فجأه بابا بابا ينفتح و على عتبته تقف فتاه فى هيئة مربيه .
صرخت فيفيان مسرعه نحوها :
- لوسى! لم تذهبى للعمل بعد الظهر , هل انت مريضه ؟
عضت لوسى على زاوية منديلها و رفعت نحو صديقتها عينيها المدمعتين و ناحت تقول:
- اه يا فيفيان , لقد حدث امر كريه ! و حلت الابتسامات المرتبكه و الشفوقه مكان المزاح . فقالت فتاه فى الثلاثين من عمرها و تدعى باتى غارمس :
- اه ! لو الشباب يعرف ولو الشيخوخه تقدر !انظرن الى هذه الفتاه ! الا تدعو الى الغيره بشعرها المجعد الجميل .....لا عداله فى هذا العالم !
ابتسمت فيفيان بهدوء كما هى عادتها فى مثل هذه الظروف . فهى تعتبر نفسها فتاه شابه بالرغم من عمرها الذى يبلغ الثاله و العشرين , بل غالبا ما تشعر بأنها لم تعد صبيه , و من يدخل الى قلبها يكتشف مدى عذابها و مرارتها .

و انتهى الحديث و تمنت كل واحده لزميلاتها ليله سعيده . بعضهن امطتين دراجتهن الناريه , و البعض الاخر من ذوات الحظ و الثروه صعدن الى سيارتهن . اما فيفيان على غرار عدد كبير من زميلاتها ,
فعادت الى غرفتها مشيا على الاقدام . فهى تسكن فى المنزل المعد خصيصا للموظفات اللواتى يعملن فى بيتشفيلد ,و الذى يقع قرب مكاتب الشركه , خارج المدينه , دخلت البنايه و سمعت صوت خطواتها و هى تدوس البلاط . ثم وضعت يدها على الدرابزين الحديدى و صعدت السلالم . فقد اختارت فيفيان من زمان و عن قصد ان تعيش فى هذا المكان البارد , اللاشخصى , و ما ان وصلت الى الطابق الثانى , حتى شاهدت فجأه بابا بابا ينفتح و على عتبته تقف فتاه فى هيئة مربيه .
صرخت فيفيان مسرعه نحوها :
- لوسى! لم تذهبى للعمل بعد الظهر , هل انت مريضه ؟
عضت لوسى على زاوية منديلها و رفعت نحو صديقتها عينيها المدمعتين و ناحت تقول:
- اه يا فيفيان , لقد حدث امر كريه ! و حلت الابتسامات المرتبكه و الشفوقه مكان المزاح . فقالت فتاه فى الثلاثين من عمرها و تدعى باتى غارمس :
- اه ! لو الشباب يعرف ولو الشيخوخه تقدر !انظرن الى هذه الفتاه ! الا تدعو الى الغيره بشعرها المجعد الجميل .....لا عداله فى هذا العالم !
ابتسمت فيفيان بهدوء كما هى عادتها فى مثل هذه الظروف . فهى تعتبر نفسها فتاه شابه بالرغم من عمرها الذى يبلغ الثاله و العشرين , بل غالبا ما تشعر بأنها لم تعد صبيه , و من يدخل الى قلبها يكتشف مدى عذابها و مرارتها .

و انتهى الحديث و تمنت كل واحده لزميلاتها ليله سعيده . بعضهن امطتين دراجتهن الناريه , و البعض الاخر من ذوات الحظ و الثروه صعدن الى سيارتهن . اما فيفيان على غرار عدد كبير من زميلاتها ,
فعادت الى غرفتها مشيا على الاقدام . فهى تسكن فى المنزل المعد خصيصا للموظفات اللواتى يعملن فى بيتشفيلد ,و الذى يقع قرب مكاتب الشركه , خارج المدينه , دخلت البنايه و سمعت صوت خطواتها و هى تدوس البلاط . ثم وضعت يدها على الدرابزين الحديدى و صعدت السلالم . فقد اختارت فيفيان من زمان و عن قصد ان تعيش فى هذا المكان البارد , اللاشخصى , و ما ان وصلت الى الطابق الثانى , حتى شاهدت فجأه بابا بابا ينفتح و على عتبته تقف فتاه فى هيئة مربيه .
صرخت فيفيان مسرعه نحوها :
- لوسى! لم تذهبى للعمل بعد الظهر , هل انت مريضه ؟
عضت لوسى على زاوية منديلها و رفعت نحو صديقتها عينيها المدمعتين و ناحت تقول:
- اه يا فيفيان , لقد حدث امر كريه ! و حلت الابتسامات المرتبكه و الشفوقه مكان المزاح . فقالت فتاه فى الثلاثين من عمرها و تدعى باتى غارمس :
- اه ! لو الشباب يعرف ولو الشيخوخه تقدر !انظرن الى هذه الفتاه ! الا تدعو الى الغيره بشعرها المجعد الجميل .....لا عداله فى هذا العالم !
ابتسمت فيفيان بهدوء كما هى عادتها فى مثل هذه الظروف . فهى تعتبر نفسها فتاه شابه بالرغم من عمرها الذى يبلغ الثاله و العشرين , بل غالبا ما تشعر بأنها لم تعد صبيه , و من يدخل الى قلبها يكتشف مدى عذابها و مرارتها .

و انتهى الحديث و تمنت كل واحده لزميلاتها ليله سعيده . بعضهن امطتين دراجتهن الناريه , و البعض الاخر من ذوات الحظ و الثروه صعدن الى سيارتهن . اما فيفيان على غرار عدد كبير من زميلاتها ,
فعادت الى غرفتها مشيا على الاقدام . فهى تسكن فى المنزل المعد خصيصا للموظفات اللواتى يعملن فى بيتشفيلد ,و الذى يقع قرب مكاتب الشركه , خارج المدينه , دخلت البنايه و سمعت صوت خطواتها و هى تدوس البلاط . ثم وضعت يدها على الدرابزين الحديدى و صعدت السلالم . فقد اختارت فيفيان من زمان و عن قصد ان تعيش فى هذا المكان البارد , اللاشخصى , و ما ان وصلت الى الطابق الثانى , حتى شاهدت فجأه بابا بابا ينفتح و على عتبته تقف فتاه فى هيئة مربيه .
صرخت فيفيان مسرعه نحوها :
- لوسى! لم تذهبى للعمل بعد الظهر , هل انت مريضه ؟
عضت لوسى على زاوية منديلها و رفعت نحو صديقتها عينيها المدمعتين و ناحت تقول:
- اه يا فيفيان , لقد حدث امر كريه !


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 02-04-19 الساعة 10:35 AM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-09, 12:02 PM   #2

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

امسكت فيفيان بمعصم صديقتها و اقتربت عليها قائله:
- لندخل الى غرفتك و ستخبرينى كل شئ .
لوسى ميلز من عائلة فلاحين, فتاه خجوله , عديمة المهاره , تعمل بنشاط فى بيتشفيلد يداها و قدماها طويلتان بالنسبه الى جسمها النحيل و ملابسها الباهته . لكن فيفيان عرفت ان وراء هذا الشكل الرتيب , تتمتع لوسى بصدق كبير و كرم لا حدود له . لذلك اصبحتا بسرعه غريبه صديقتين حميميتين .
فى الغرفه قليل من الاثاث . ضمت فيفيان صديقتها بين ذراعيها و سألتها :
- ماذا جرى ؟ هل يتعلق الامر بعائلتك ؟
فيفيان فتاه وحيده لا اهل لديها , سبق لها ان ذهبت مره مع لوسى لزيارة اهل صديقتها الذين يسكنون فى مزرعه قديمه مهدمه تقع على بعد بضع كيلو مترات من المدينه و تعرفت على والد لوسى الذى فقد يده اليمنى بحادث شاحنه فاضطرت زوجته زوجته و اولاده ان يعملوا بلا انقطاع لاستثمار قطعة الارض الوحيده التى يملكونها . و بالرغم من شغف لوسى للعيش فى الهواء الطلق , فقد وجدت نفسها مرغمه ان تجد لنفسها عملا فى بيتشفيلد لكى تؤمن حاجيات اهلها .
اجبت لسى متثائبه مضطربه :
- لا الجميع على ما يرام وصلتنى رساله هذا الصباح .... رساله اخرى ..و الرسائل التى ارسلتها ........ اه , لم اخبرك بشئ اما الان ........ لا اعرف ماذا افعل ........
قاطعتها فيفيان بهدوء و سألتها بصوت دافئ و ناعم :
- لم افهم شيئا مما تقولين . عما تتكلمين بالضبط؟ ما هى هذه الرسائل؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-09, 12:06 PM   #3

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لم ترد صديقتها فى الحال . و بعد جهد كبير , مسحت الدموع عن عينيها و بدأت تقول:
- هل تتذكرين ذلك الاجتماع الحاسم فى النادى الاجتماعى , و تعرفنا هناك على سيده تدعى ايفا درموث , و شددت علينا بالحاح ان نقدم العون و قليلا من السعاده للبؤساء و المساكين كان ذلك مباشره قبيل رأس السنه . فقبل مغادرتى الاجتماع طلبت منها ان تذودنى بعنوان كى اراسل مريضا فى يعيش الخارج.
-اه فهت , و ماذا بعد؟
- يدعى روبرت كوليى و يعانى من انحلال عضلى مزمن ولا يمكنه التنقل الا بواسطة الكرسى النقال . عمره 24 سنه كان فى الماضى من ابرز لاعبى الروكبى و ..........
قاطعتها فيفيان قائله :
- لوسى , هل كنت تراسلين هذا الرجل منذ رأس السنه ... منذ ثلاثة اشهر ؟
- نعم . اكتب اليه مرتين فى الاسبوع . اننا نحب بعضنا .
وقعت فيفيان فى حيره و اطلقت ضحكة انزعاج و قالت :
- اذن ما دمت تشعرين بهذه العاطفه الكبيره , لماذا ...؟
صرخت لوسى و الدمع ينهمر من عينيها قائله :
- اه يا فيفيان انت لا تفهمين ! روبرت على وشك ان يلاقى حتفه .... عما قريب !
سحبت من جيبها رساله مدتها نحو فيفيان و قالت
- خذى اقرأى ! لقد استلمتها صباح اليوم.
بدأت فيفيان بليث تقرأ بشغف من دون ان تعى ان الرساله موجهه فى الواقع اليها و ذلك لورود اسمها .











- العزيزه الانسه بليث ....انا متأسف لأعلمك بأن صحة روبرت تدهور بشكل ملموس . لم يعد هناك من امل فالأطباء قالوا فى تقريرهم الاخير انه بقى لديه ليعيش عدة اسابيع فقط . و هو يطلب حضورك . سأكون شاكرا اليك اذا امكنك المجئ بأسرع ما يمكن , على نفقتى الخاصه طبعا : ترانت كولبى .
رفعت فيفيان عينيها عن الرساله و قالت لصديقتها :
- يجب ان تلبى هذه الدعوه يا لوسى .
- هذا مستحيل !
اطلقت لوسى تنهيده طويله . ثم نهضت و فتحت درجا و اضافت :
- هذه صورة روبرت كولبى .
كانت الصوره تمثل شابا اشقر , مبتسم الوجه , واضح الملامح . فقالت فيفيان على الفور :
- انه شاب وسيم و جذاب !
هزت لوسى رأسها و قالت عابسه :
- لمسبق ان احدا من قبل , و هذا امر لا يدهش من يرى شكلى و مظهرى ! كتب الى رساله جميله جدا و اردت ان افرحه .... اه يا فيفيان اعرف ماذا جرى لى حينذاك ارسلت اليه صورتك !
- صورتى!
- نعم . الصوره التى كانت هديه منك بمناسبة عيد ميلادى ... تلك الصوره فى الاطار الجلدى ...













تذكرت فيفيان ان المصور نجح فى اظهار الابتسامه على شفتيها مكان الحزن فى نظرتها . و كتبت فيفيان خلف الصوره بعض التعليقات المرحه و المضحكه ووقعت امضائها عليها.
- لكن ليس ذلك مصيبه كبرى !
- بلى ! لا يجب على روبرت ان يأخذ علما بذلك ابدا ! لقد وقع فى غرام الفتاه المرسومه فى الصوره ... وليس فى غرامى انا !
سألتها فيفيان التى بدأت تفهم الأمر :
- هل كتبت اليه كل هذا الوقت معتبره نفسك انك انا ؟
- نادرا ما كانت تصلك رسائل. و فى كل حال , انا من يستلم الرسائل الموجه لك و لى . و كنت اعرف جيدا ايها الرسائل الاتيه من روبرت .
لاحظت فيفيان تغيرا ملموسا لدى صديقتها منذ فتره , ذلك لأنها كانت تحمر خجلا و تقهقه من لا شئ سألتها بصوت ناعم:
- لماذا فعلت ذلك ؟ انت تعرفين ان الامر سينكشف عاجلا او اجلا.
اجابتها بحزن و كآبه :
- لم يكن امامى خيار . كان امضاؤك موقعا خلف الصوره . كما ان روبرت وجد هذه الصوره جميله جدا خطر ببالى مرارا ان ابوح له بهذه الخدعه , لكنى كنت اخشى ان افسد كل شئ و الان .... لا يمكننى ابدا ان اقول له الحقيقه !
- اه , يا لوسى ! انت الطف انسانه و اكرم مخلوق على هذه الارض ! روبرت انا متأكده , لن يلومك اذا صرحت له بكل شئ .
اجابتها لوسى بذعر :
- من الظلم ان احطم اوهامه و هو على وشك مغادرة الحياه ! لا , يا فيفيان . انه مقتنع انك انت من كتبت هذه الرسائل و الحل الوحيد هو ان تذهبى انت لزيارته .















صرخت الفتاه مصعوقه :
- هذا جنون يا لوسى !انا غير قادره ان انجح فى تمثيل هذا الدور !
اجابتها لوسى بنبره جازمه:
- بلى , انت قادره على ذلك , و لن يطول الامر . ستظهرين محبه طيبه و محبه لروبرت و لى انا ايضا .
امسكت فيفيات يد صديقتها و قالت :
- لوسى , انا اقر بانك الان تعانين وضعا معقدا للغايه . طبعا لايجوز اعلام روبرت بهذه الفتره الحاسمه من حياته . لكن من ناحيه اخرى , انا اجهل كل شئ عن علاقتكما . عن ماذا سأحدثه ؟
- لا احتفظ فقط برسائل روبرت , بل لدى نسخا مصوره عن كل الرسائل التى ارسلتها اليه. بامكانك قرائتها و بالتالى يكون باستطاعتك اختيار التصرف المناسب . لدى شهر اجازه تأخذينه عنى و انا اعمل مكانك .
انتصبت لوسى و القرار مرسوم على وجهها و اضافت تقول :
- روبرت سيموت , يا فيفيان و لن نخيب امله . غدا عليك الذهاب بأى ثمن الى طنجه .
- الى طنجه !
تهيأ لها فجاه ان هوه مرعبه تنفتح تحت قدميها .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-09, 12:10 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

- نعم. هناك يسكن روبرت و اخوه . انه ثرى كبير اخوه صاحب كازينو و يملك فيللا رائعه...
لم تعد فيفيان تسمع شيئا. نهضت و توجهت نحو النافذه ز المعمل يظهر جانبيا فى الليل تحت اضواء المصابيح . لكنها لم تكن تراه لانها كانت تتذكر الطرقات المكتظه , و الواطئ المشمسه و النساء السمراوات و الرجال فى الجلابيات , منذ اربع سنوات و هى تبذل جهدا كبيرا لتنسى هذه المدينه .... لتمحو من ذاكرتها ذكرى غارى ثورتن , و السعاده التى قضتها برفقته لكن , بقدر ما كان حبها جنونيا لم تستكع فيفيان ان تشفى كليا من هذا الحب .
شحب وجهها و التفتت نحو صديقتها و قالت:
- مستحيل ان اذهب الى طنجه يا لوسى .انا اسفه !
راحت لوسى تنوح و تقول:
- آه , يا فيفيان! لقد اتكلت على مساعدتك ! اعترف انى ارتكبت حمماقه لا تغتفر , لكن كيف بامكانى ان اتنبأ بنهايه غير منتظره؟
كانت فيفيان تتمزق بين رغبتها فى نجدة صديقتها و بين الخوف المروع للخضوع لهذا المخطط . يا لسخرية القدر ! بينما كانت فيفيان تبذل جهددها فى رفض مجرد علاقه عابره بالرجال و محو اى غرابه تطرأ على حياتها , كانت لوسى تحلم بذلك مثل زهره تذوى فى الشمس.



- تطلبين الكثير منى يا لوسى .
- اعرف . لكن لو هناك حل اخر لما كنت اتوسل اليك ان تساعدينى .
حل صمت طويل بينهما وراحت فيفيان تتخيل هذا الرجل المسكين ينتظر بأمل كبير لقاء امرأة احلامه . و بما ان لوسى كانت اعز صديقاتها قالت بصوت ملؤه الثقه :
- اين الرسائل ؟
امضت فيفيان جزءا كبيرا من الليل فى القراءه . و كانت تشعر بأنها تمتهن سرا رائعا عندما بدأ روبرت فى رسائله يفتح قلبه لحبيبته و تتجاوب معه لوسى . و يزداد شعورها عندما اصبحت اسرارهما حميمه و حنونه . نعم روبرت و لوسى واقعان فى الغرام , مما جعل فيفيان تشعر بأزدياد القلق فى داخلها . كيف بأمكانها ان تحل مكان صديقتها , الطيبه و الناعمه؟
و فى صباح اليوم التالى ارسلت فيفيان برقيه الى طنجه , و بعد ساعات معدوده توجهت الى المطار . ساعدتها لوسى على تحضير حقائبها و توسلت اليها ان تكتب اليها باستمرار و تعلمها عن حالة مراسلها الصحيه و تطوراته .
الرحله تمت من دون شائبه . لكن, عندما هبطت الطائره فى مطار طنجه , شعرت فيفيان فجأه بالذعر يحتلها , فتحلت بالشجاعه و هى تطأ الارض المغربيه .
دخلت الى محطة الطيران و راحت تسلك طريقا بين الحمالين و الجمع الصاخب المؤلف من خليط كبير . السماء الزرقاء و شمس الغسق و المنارات الورديه كلها تصفع قلبها كأنها ضربات خنجر حاد . لا.لا تريد ان تتذكر ! ترفض ان تتذر!
كانت فيفيان ممشوقة القوام , نحيفه , ترتدى بزه خضراء فاتحه , و قميصا ابيض . لحق بها الباعه المتجولون . تجالبوا الزبائن للفنادق و راحوا يعرضون عليهم خدماتهم بألحاح , رافضين الاكتراث لرفضها و تشكرها . فجأه دوى صوت حاد , فأبتعد الرجال ليفسحوا المجال ان يتقدم رجل غريب , قاسى الملامح , يرتدى بزه فاتحه و انيقه .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-09, 12:14 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

- تطلبين الكثير منى يا لوسى .
- اعرف , لكن لو هناك حل آخر , لما كنت أتوسل إليك كي تساعديني .
حل صمت طويل بينهما . وراحت فيفيان تتخيل هذا الرجل المسكين ينتظر بأمل كبير لقاء امرأة أحلامه . و بما إن لوسى كانت اعز صديقاتها قالت بصوت ملؤه الثقة :
-أين الرسائل ؟
أمضت فيفيان جزءا كبيرا من الليل فى القراءه . و كانت تشعر بأنها كانت تمهن سرا رائعا عندما بدأ روبرت فى رسائله يفتح قلبه لحبيته و تتجاوب معه لوسى . و يزداد شعورها عندما اصبحت اسرارهما حميمه و حنونه . نعم روبرت و لوسى واقعان فى الغرام , مما جعل فيفيان تشعر بأزدياد القلق فى داخلها . كيف بامكانها ان تحل محل صديقتها , الطيبه و الناعمه ؟
و فى صباح اليوم التالى ارسلت فيفيان برقيه الى طنجه , و بعد سات معدوده توجهت الى المطار
. ساعدتها لوسى على تحضير حقائبها و توسلت اليها ان تكتب لها بأستمرار و تعلمها عن حالة مراسلها الصحيه و تطوراته .
الرحله تمت دون شائبه . لكن , عندما هبطت الطائره فى مطار طنجه , شعرت فيفيان فجأه بالذعر يحتلها , فتحلت بالشجاعه و هى تطأ الأرض المغربيه .
دخلت الى محطة الطيران وراحت تسلك طريقا بين الحمالين و الجمع الصاخب المؤلف من خليط كبير . السماء زرقاء و شمس الغسق و المنارات الورديه كلها تصفع قلبها كأنها ضربات خنجر حاد . لا, لا تريد ان تتذكر ! ترفض ان تتذكر !
كانت فيفيان ممشوقة القوام , نحيفه , ترتدى بزه خضراء فاتحه , و قميصا ابيض . لحق بها الباعه المتجولون و جالبو الزبائن للفنادق و راحوا يعرضون عليها خدماتهم بألحاح , رافضين الاكتراث لرفضها و تشكرها . فجأه دوى صوت حاد , فأبتعد الرجال ليفسحوا المجال ان يتقدم رجل غريب , قاسى الملامح , يرتدى بزه فاتحه و انيقه





حدق الرجل بالفتاه مفصلا و بنظره ساخره و قال بصوت خفيض :
- آنسه بليث ؟ آنسه فيفيان بليث؟
اجابت بلهجه بارده
- نعم .
- - انا ترانت كولبى , شقيق روبرت .
ثم اشار الى خادمه و قال :
- سيهتم عبدول بالحقائب السياره بأنتظارك فى الخارج .
كا الغسق معطرا بالميموزا و زهرة الليمون الحامض و تنشقت فيفيان اريجها بألم حاد . امام سيارة الليموزين السوداء كا يقف عبدول بجلابيته الرماديه و طربوشه الاحمر فاتحا لهما الباب .
بعد لحظات قليله كانت السياره تجتاز الطريق . و الفتاه تبذل جهدها لئلا تشاهد المنظر الاخضر الغريب لكن رؤية اشجار النخيل و الطرفاء و البيوت المبنيه على الرمال الحمراء , كلها ايقظت فى قلبها الما طالما كبتته طويلا . هذه السنوات الاربع لم تكن كافيه لنخفف آلامها . و بعد قليل لاحظت فيفيان ان رفيقها يراقبها و تذكرت فى الحال ان عليها ان تلعب دورا كبيرا و بمهاره و اتقان , فانتصبت بسرعه فى مقعدها .
قال ترانت كولبى و هو يحدق بها بنظره بارده :
- يتحدث روبرت دائما عنك . الظاهر انكما تتراسلان بأستمرار . الا تعتقدين ان المراسله طريقه غريبه للوقوع فى الحب ؟
- النفوس الشقيقه ليست بحاجه لأتصال جدى , يا سيدى .
روبرت و انا نناسب بعضنا و فهمنا ذلك منذ البدايه . و انت الظاهر انك لا تصدق ذلك.



رمقها بنظره ثاقبه و قال :
- بالفعل ! انت هنا فقط لان روبرت طلب حضورك , و انا اتكل عليك كى تجعليه سعيدا . و اذا تبين لك انك اخطأت تجاه عاطفتك , فلا انصحك بمحاولة التقتعس عن واجباتك . لا اريد ان ارى يتعذب , هل فهمت ما اقصده ؟
كان ترانت كولبى يتمتع بشخصيه قويه و نافذه . ينبع منها نضج كبير و قوه غير اعتياديه . و الدليل على ذلك يظهر فى نبرة صوته الحسمه و كتفيه العريضين و ملامح وجهه البارزه و عينيه الحدقتين اللتين يغشاهما ظل من الحزن .
اعلنت فيفيان ببرود :
- وجودى فى طنجه لا يفرحك , اليس كذلك ؟
رفع كتفيه و قال :
- عندما كنت فى سن روبرت , لم يكن الرجل ينظر الى الحب هكذا كان بحاجه كى يضم حبيبته بين ذراعيه لا ان يحبها بالمراسله .
- و مع ذلك لم تصبح لينا و ناعما بما فيه الكفايه .
ابتسم و اضاف :
- و هذا ينطبق عليك ايضا قولى .... لماذا هذا التعلق بروبرت ؟ لا يقول منظرك على انك امرأه قادره على الاكتفاء بحب افلاطونى . تبدين لى عكس ذلك , كأنك عشت تجربه ما فى حياتك ! .
- - قبل مرضه , لم يكن روبرت يعيش حياة النساك على ما اظن !
- لا يبلغ اخى من العمر سوى 24 عاما . مازال صغيرا بالنسبه الى فهم غرائب المزاجات المزاجات الانثويه ولو سمع كلامى , لما كنت هنا اليوم .














لكن بما ان الأمر اقتضى وجودك , فمن صالحك الا تتهربى من واجباتك .
تذكرت فيفيان بكاء لوسى مساء امس و قالت :
- ربما انت مخطئ تجاهى , الم تفكر بذلك ؟ يحصل احيانا ان تقع النساء – و احيانا الرجال – بحب مراسلهم !
اجاب بسخريه:
- اذن , آمل , يا آنسه بليث , او بالأحرى يا فيفيان ما دمت ستصبحين من الآن فصاعدا جزء من العائله انك لم تخطئى .
ادارت فيفيان وجهها نحو النافذه مستائه من شكوك ترانت كولبى تجاهها و من وقاحته فى اظهار نفوره و كرهه ثم راح نظرها يجول داخل السياره الفاخره , من خلال الزجاج الازرق الفاصل , كانت ترى عبدول يقود السياره بمهاره فى السير الكثيف . و قربها فى المقعد الخلفى , كان ترانت كولبى ببزته الثمينه و ازرار اكمامه الذهبيه و ساعة يده الذهبيه الضخمه . لاحظت فيفيان كل هذه التفاصيل بعبسة استياء و اشمئزاز . فهى تعرف ماذا يفعل ترانت كى يعتاش . فالرجال الذين يربحون ثروه ضخمه على حساب الغير يزعجونها ولا تبالى بهم , بل تتحاشى رفقتهم . غادرت السياره الطرقات الواسعه وراحت تتسلق التلال الخضراء . فلمحت فيفيان جدران الكاسبا , و الجامع الكبير و القبب و المنارات . كل هذا الجمال الذى كانت تحاول ان تنساه بات هنا , امام عينيها , ليتحاداها و لما كانت تخفض نظرها رمقها ترانت كولبى بنظره ساخره و قال :
- استفيدى من التأمل جيدا فى هذه المناظر لأنه ليس عندك الوقت للقيام برحلات و نزهات سياحيه . فروبرت عاجز عن مغادرة المنزل و يأمل فى رؤيتك بقربه بأستمرار


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-09, 12:22 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
20

اريد ان اعبر لك عن تعاطفى و مودتى تجاه روبرت ...... هذا الضعف المفاجئ .... عندما علمت بالنبأ , كنت ....
قاطعها قائلا :
- يعرف روبرت انه لديه من هذه الحياه اياما معدوده , لكنه ليس كئيبا كما تتصورين . بالعكس , انه مرح بالرغم من مرضه و ارغب ان يظل هكذا . و دورك ان تظلى بجانبه من دون ان تذكريه بعاهته , لأننا لا نتداول هذا الموضوع ابدا .
دخلت السياره الباب الحديدى لمنزل يسيطر على المدينه . و برزت الفيللا ذات الجدران البيضاء و السقف الاحمر و القبب و السلالم الحلزونيه .
و شرح لها ترانت كولبى :
- تدعى هذه الفيللا "كوريا" و هذا يعنى التله .
اجتازت السياره بستان خوخ ثم بستان برتقال , لتستقر نهائيا تحت اشجار الارز . صعدوا السلالم الرخاميه ولما وصلوا الى البهو , قال ترانت كولبى بابتسامه كريهه :
- مريضنا يدخل الى فراشه فى السادسه مساءا كل يوم . لذلك عليك ان تنتظرى حتى صباح الغد كى تتعرفى اليه. العشاء سيكون جاهزا بعد ساعه من الان .
و بينما كانت فيفيان تستدير كى تتبع عبدول , اضاف ترانت قائلا :
- لا يوجد فى هذا المنزل سوى الرجال . اذا كنت تفضلين ان اوظف لك خادمه , فلا مانع لدى .
- بامكانى الاهتمام بنفسى على احسن وجه .
اجابها بسخريه واضحه :
- كما تشائين

ثم اشار برأسه و ابتعد . اما فيفيان تمكنت من رؤية بعض السجاد العجمى و الاثاث القديم , و لم تشعر تجاه صاحب المكان الا بالنفور و الاشمئزاز .
ادخلها الخادم الى غرفه واسعه , لا يقل ديكورها ترفا عن الطابق الارضى . السرير واسع و مصنوع من القماش المشجر و المقصب . البساط احمر سميك اشعل عبدول نور الحمام , و ازاح الستائر و قال باللغه الانجليزيه و بلهجه حاده :
- هل ترغب الانسه بشئ اخر ؟
-كلا, يا عبدول , اشكرك.
بالرغم من منظره المتجهم , كانت نظرة الخادم دافئه و على شفتيه ارتسمت ابتسامه لطيفه . ابتسمت له فيفيان بدورها بينما كان يغادر الغرفه . ثم انصرفت الى افراغ محتوى حقائبها . اغتسلت بسرعه و تزينت ببساطه ثم ارتدت فستانامن الكتان الوردى و نظرت الى نفسها فى المرآه فشعرت بتوتر غريب . عيناها الجوزيتان لا تظهران قلقها . اطمأنت و خرجت من غرفتها .
على طاولة غرفة الطعام تلمع الآ نيه المصنوعه من الكريستال و الفضه . و ترانت كولبى ببزته السموكينغ كان فى انتظارها . فقال بلهجه ودوده متصنعه :
- مساء الخير , يا فيفيان . هل اعجبتك شقتك؟
اجابت بهدوء :
- نعم , شكرا .





فراح كولبى يحدثها خلال العشاء عن امور لم تكن تهمها و يفتح معها تحقيقا فضوليا .
- كان روبرت يكتب لك باستمرار و يرسلها الى ايلسهورست , قرب اوكسفورد اليس كذلك ؟ لقد سبق و زرت هذا المكان . هل تسكنين هناك منذ صغرك ؟
- كلا , لقد انتقلت الى هناك منذ سنوات .
- مع عائلتك ؟
- وحدى كنت احب هذه المدينه و بحثت عن عمل لى هناك . و الان اعمل سكرتيره فى شركه كبيره للمبيعات .
- لكنك تبدين لى امرأه لا تكتفى بالحصول على وظيفه ثانويه .
- لست سوى موظفه صغيره و اسفه ان اكون قد خيبت آمالك .
- فى كل حال كنت انتظر منك ذلك .
و بعد انتهاء العشاء اعلن قائلا :
- يمضى اخى معظم اوقاته فى بركة السباحه , فما زال قادرا على التحرك بسهوله فى الماء عليك ان ترافقيه فى السباحه لئلا تخيبى ظنه .
- اسبح جيدا لكن تصورت .........
- روبرت ليس معاقا يتألم اخلعى هذه الفكره من رأسك . مرضه لا يسمح له فقط بأن يقوم بالنشاطات التى يتمتع بها اى شاب بصحه جيده .
شعرت فيفيان بالدم يعلو وجهها , ولاحظ ترانت كولبى هذا الامر فى الحال و سألها بسخريه :
- ماذا جرى ؟ هل انت خائفه من العلاقات مع رجل لم يسبق ان التقيت به من قبل ؟



استعادت وعيها فى الحال و اجابت بلهجه حازمه :
- لا شك ان روبرت رجل جذاب و لطيف , فى الواقع , كما كان عليه فى رسائله.
زم ترانت عينيه الزرقاوين و قال :
- - انا شديد الفضول حيال معرفة ردة فعل اخى عندما سيراك بدأ الحديث يدخل نمطا خطيرا . وقفت فيفيان من دون استعجال و توجهت نحو النافذه . صحيح ان اسئلة ترانت ارهقتها لكن اصعب الأمور هى المواجهه مع روبرت . ماذا سيكون رأى روبرت بها ؟
هل سيلاحظ لعبتها ارتعشت بصمت من دون ان تظهر ذلك .
و بحزن راحت تنظر الى سقوف الكاسبا , و المنارات الممتده نحو السماء المنجمه . اقترب منها ترانت و قدم لها سيكاره و قال :
- هل تعجبك الاقامه فى طنجه ؟
اجابت بأبتسامه حزينه :
- لست هنا لأزور البلاد , بل لأن روبرت بحاجه الى و اى سبب يجعلنى اقوم بهذه الرحله لولا حبى له ؟
قال و هو يسحب عميقا من سيكارته :
- للتعرف الى بلد جديد , مثلا . او لقضاء عطله فى فيللا مغربيه فاخره .
هذا اذن سبب سخريته المبطنه و تلميحاته الغامضه ! يعتقد انها جاءت الى هنا للكيف ... و انها انتهزت الفرصه الاولى لترك عمل ممل بحجة مرض روبرت ..... يا للوسى المسكينه ! اجابت الفتاه بغضب و احتقار :
- لا تتصور ان كل هذا الترف يثيرنى !



اشارت بحركه من يدها الى الاثاث الفاخر و الشرفات المضاءه ,ثم اضافت :
- لا اصر على الاشتراك بهذه الثروات الملطخه بالعار !
- تعرفين اذن اننى املك كازينو ؟ و مهنتى هذه لا تعجبك ؟
رفعت ذقنها بفخر و اعتزاز و قالت :
- فى الحقيقه انا استخف ذلك . و انت فى وضع لا يسمح ان تعظنى بأمر اخيك !
- انت لست من عصرك , يا فيفيان . فى ايامنا هذه الكازينو يعتبر مهنه محترمه يتعاطاه كبار رجال العالم
سألته مندهشه من شجاعتها امام هذا الرجل المخيف :
- هل هذا سبب اختيارك؟
- ربما
تظاهر بجهل ملاحظة ضيفته الاذعه و نظر الى ساعة يده و قال :
- حان الوقت لأذهب لعملى . تجدين فى غرفة المكتبه اختيارا واسعا من الكتب و الاسطوانات الكلاسيكيه و الحديثه .
- اشكرك لكنى متعبه و افضل ان اصعد الى غرفتى .
قال باصرار كأنه يريد ان تكون له الكلمه الاخيره :
- انت على حق . لأن الغد يوم كبير . روبرت متحمس ان يتعرف اليك ولا يجب ان نخيب امله . تصبحين على خير يا فيفيان .
خرج من الغرفه و بعد لحظات , اقلعت السياره . فاحتل فيفيان خوف كبير ز
هى الان فى طنجه , فى منزل اشخاص مجهولين , تحل محل صديقتها العزيزه . هل كانت على حق فى الانصياع لتوسلات لوسى ؟ قبلت ان تلعب هذا الدور فقط من اجل حماية روبرت , لكنها لم تفكر بوجود ترانت كولبى الذى يسهر على شقيقه مثل فهد يعتنى بصغيره الجريح .
راح قلبها ينبض بسرعه و هى تصغى الى هدير المحرك يبتعد فى الليل . عليها الحذر , لأن ترانت سيتصرف من دون شفقه تجاه اى انسان يحاول ايذاء اخيه.








أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-09, 12:25 PM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


2 – حوض السباحه




و منذ ان افاقت فيفيا من نومها استنشقت رائحة هذه المدينه و عطرها الذى كان عزيزا على قلبها فى الماضى . البهارات , خشب الصندل , الياسمين . كم كان سهلا عليها كبت حزنها فى انكلترا البعيده البارده !
تنهدت و نهضت من سريرها
ازاحت الستائر و دهشت لرؤية البحر الذى ايقظ فى ذاكرتها ذكريات الماضى الحلوه و المره . و رأت الكاسبا محاطه بهاله ورديه و ليلكيه بتأثير شمس الصباح الباكر , و بارزه بوضوح من بين اشجار السرو و الشربين و الأوكاليبتوس . الى يمينها , على طول الشاطئ الرملى ووراء اشجار النخيل العاليه تظهر البنايات و قصور طنجه البيضاء . و هنا فى , باستور , يقع فندق الرياض هل ستتمكن يوما من نسيان هذا الفندق و اسمه . ..من نسيان تلك السهره حيث تعرفت فيها الى غارى ؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-09, 12:32 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

اغمضت عينيها لتحاول محو هذه الذكريات الناعمه من مخيلتهل لماذا آه , لماذا عليها ان تعانى مثل هذا العذاب ؟
لكن المها لن يمكث طويلا . فمنذ اربع سنوات و فيفيان تفرض على نفسها مخططا نظاميا قاسيا غايته منعها من الاستسلام و الخضوع لهواجس مخيلتها . تمالكت نفسها و توجهت الى الحمام .
و بعد ان اخذت حماما باردا , ارتدت فستانا مقلما , و سرحت شعرها و تناولت حقيبه مصنوعه من القش و خرجت من غرفتها . كانت الشرفه محاطه بسلسله متوازيه من القبب المتشابهه . و فى طرفيها , برجان ابيضان حيث تقع غرفتا الاستقبال القت الفتاه نظره سريعه الى داخلهما و شاهدت الاثاث , من طراز لويز الخامس عشر , حيث اضيفت المصابيح المغربيه و الصناديق الثقيله المحفوره و الائرائك الجلديه .... ابتسمت بسخريه امام هذا الترف ثم هبطت السلم الخارجى متجهه الى حوض السباحه و من خلال اشجار النخيل و الشجيرات المزهره , سمعت اصواتا عاليه لا شك اذن ان حوض السباحه يقع من هذه الجهه . راح قلبها ينبض بسرعه روبرت ينتظرها هناك بفارغ الصبر . من اين لها الشجاعه لعبور هذا الممر المشجر ؟ فجأه شعرت بخوف و خجل . لا يمكنها ابدا النجاح فى تمثيل دور صاحبة الرسائل ! و خطر ببالها ان تتوجه فورا لرؤية ترانت كولبى و التصريح له عن خداعها و تعود الى انكلترا على الفور .
لكنها تخيلت وجه لوسى المتوسل .... ووجه الشاب المشلول , الذى يبحث عن قليل من السعاده يتمتع بها فى اخر ايام حياته .







ليس امامها الاختيار . تحلت بالشجاعه و هبطت السلالم الباقيه المؤديه الى الشرفه الثانيه حيث حوض السباحه وراء المزروعات الكثيفه . شاهدت من بعيد وجود شخصين , بينهما خادم . نعم , و هذا الكرسى النقال !
فانعقدت حنجرتها و اقتربت من الرصيف . كانت تسير بأناقه , و من دون اى انزعاج مستمتعه بحرارة الشمس تلمس ذراعيها . و لما وصلت قرب روبرت , و بابتسامه ناعمه بدأت لعب الدور الذى وافقت على اتخاذه فصرخ المعاق ماسكا يديها :
- فيفيان اخيرا .
- روبرت ! من زمان اريد مقابلتك ! ز
و بخجل ابتعدا . و راحت فيفيان تراقب الرجل محاوله ان تعطى لنظراتها بريقا حنونا و محبا . كانت بشرته سمراء من شدة تعرضها لاشعة الشمس . و عيناه زرقاوان قاتمتان . لكن ساقيه و ذراعيه و كتفيه تبدو كأنها منخوره من الداخل . انعقدت حنجرتها لكنها ظلت مبتسمه لا تبعد نظرها عنه بالرغم من رغبتها فى الصراخ لقساوة القدر .
كان شعره كثيفا و اشقر . يشبه اخاه الكبير لكن ملامحه كانت اشد رقه و نعومه . و باختصار كان كثير الجاذبيه .
قال مادا يده يلمس راس الفتاه المالس :
- شعرك تماما كما فى الصوره . و انت تماما كما تخيلتك ..... كم انت جميله !
رمقته فيفيان بنظرة اعجاب و اجابت ضاحكه :
- لو تعرف اى اثر تفعل بى , لكنت تعاظمت من الكبرياء ! .
وجه اليها ابتسامه فاتنه و ازاح كرسيه قليلا ليقدم لها خادمه الذى كان واقفا وراءه :
- هذا هارون . ينقلنى الى الحوض عندما اشعر برغبه فى السباحه , و فى المساء يحملنى الى فراشى .
كان هارون ممشوق القامه , اطول من عبدول , يرتدى سروالا ابيض و ستره فاتحه و عمامه فوق رأسه .
اضاف روبرت قائلا :
- يتكلم اللغه الانجليزيه بقدر ما اتكلم انا اللغه العربيه , لكننا نتفاهم قدر المستطاع ! اليس كذلك يا هارون ؟
الضاهر ان خادمه لم يفهم شيئا لكنه اجاب قائلا :
- نعم يا سيدى .
- هارون من قبيلة الورزات جاء به ترانت من مراكش فانا لست بوزن الريشه ولا احد هنا فى طنجه كان على استعداد لقبول هذه الوظيفه . يعلمنى هارون اللغه العربيه . و عندا احاول اثير الضحك لكننى مصر على تعلم هذه اللغه لكى اتمكن من الاتصال به بطريقه افضل .
و هو الذى لا يبقى له الا القليل ليعيش ! ادركت فيفيان ان عليها الا تظهر له اى ردة فعل مهما كانت شجاعة روبرت تثيرها . و كانت تتحدث معه عندما وصل ترانت من الجهه الثانيه للحوض . لا شك انه اراد ان يحضر هذا اللقاء الاول من دون ان يراه احد . و امام هذه الفكره , احمرت وجنتا فيفيان بعنف ..... لسببين : اولا من القلق : هل لعبت دورها كما يجب ؟ . . . . . ثم من النقمه ! فى كل حال , لم يكن ترانت يثق بها ابدا .
كان يرتدى سروالا اصفر و قميصا حريريا معرقا . و يبدو مسترخيا , واثقا من نفسه لا شك انه يكبر اخاه بعشر سنوات او اكثر و تعترف فيفيان ان هذا الرجل جميل الطلعه بشعره الاسود ووجهه الوسيم .
لم تظهر فيفيان اى شئ مما يدور فى ذهنها و اجتهدت فى اتخاذ تعبيير مرح بينما كان صاحب الدار يتقدم منها .
قال ترانت قبل ان يرمق اخاه بنظره حنونه :
- صباح الخير يا فيفيان . و اللان يا خى الصغير , لقد صدقت بوعدى , اليس كذلك , هل انت سعيد ؟
امسك روبرت بيد الزائره و قال :
- فيفيان اروع مما كنت اتصوره !
ثم شرح لفيفيان قائلا :
- اصريت على ترانت ان يوافق على استقبال امرأه فى هذا المنزل .انه عازب محنك و شديد الصعوبه فى اختيار مدعويه .
- سأحاول عدم ازعاجه .
قال ترانت بصوت ناعم و هو يقدم لها كرسيا لتجلس :
- ولا تنسى ان تمشى على رؤس اصابعك ! اعترف بأن عنصرا انثويا فى هذا المنزل يشكل نوعا من الزينه .
اراد روبرت ان يعرف كل شئ عن وصول صديقته ....... الاستقبال فى المطار , الطريق فى السياره حتى الفيللا . اجاب ترانت و فيفيان على اسئلته من دون ان يذكرا طبعا المشاحنه البارده داخل السياره , و الجو المتوتر خلال العشاء . و بينما كانا يتكلمان , كان روبرت يراقب كل واحد بدوره كأنه لاحظ سوء التفاهم من وراء ابتساماتهما .
و فى تلك الاثناء , كان عبدول و معين يحضران المائده فى زاوية الشرفه المطله على المناظر الخلابه . و لما اصبح الفطور جاهزا نهض ترانت و تبعته فيفيان , و قام هارون بمساعدة روبرت على ارتداء مئزره القطنى ثم جر كرسيه حتى الطاوله .
المنظر كان رائعا . و لدى رؤية هذه الاماكن الحميمه شعرت الفتاه بغصه و ادارت راسها للمنظر . عبس ترانت بسخريه و قال :
- اى انسان لا ينبهر بمظر الكاسبا الرائع و منظر المرفأ ؟
اجابت الفتاه بهدوء :
- العظمه لا تهمنى .
صرخ روبرت ضاحكا و هو يسكب اللبن فى فنجان الشاى :
- انت تمزحين يا فيفيان تذكرى يوم وجدت نفسك فوق كومه العلف فى مزرعة والدك ! لقد وصفت لى هذا الحادث بكل تفاصيله , انسيت ذلك ؟
نظر ترانت مفصلا الى كتفى الفتاه الصغيرتين و معصميها النحيلتين و قال :
- انت ابنة مزارع ؟ اه فهمت !
قال روبرت بفخر :
- و فوق ذلك , فهى ذكيه جدا ! تصور انها تسلقت مره فوق كومه علف بغية الوصول الى مرفاع على علو 15 مترا , كى تحل بكره معلقه .
- يا للوقاحه !
اسرعت فيفيان فى القول بعد ان امتلأ وجها بالاحمرار :
- منذ زمن طويل لم اعمل فى القريه .
شعرت فيفيان بارتياح لوصول الفطور اذ تغير الحديث و قدمت ثمار البحر , و لحم العجل و اكباد الدجاج و العسل و البلح و التين و الليمون الافندى . و فكرت فيفيان ان كل هذا التنوع فى المأكولات لابد ان تكون غايته اثارة قابلية روبرت .
و كان روبرت يحب الحديث عن تاريخ طنجه . و بينما كان يتذوق هذه المأكولات الشهيه , راح يقص على صديقته الحكايات الفكاهيه حول هذه المدينه , محاولا تسليتها . فشعرت بالارتياح يحتلها تدريجيا . و معين كان يهتم بخدمة المائده وخاصه بالانسه الضيفه . قدم لها صحن البلح الذيذ للمره الثانيه قائلا :
- اذا سمحت الانسه , احب ان اقدم لها من جديد هذا البلح الذى يشبه دموع الشمس .
- ان طعمه لذيذ , يا معين , لكننى لا استطيع ان آكل المزيد منه . منه . شكرا .
- العصفور يأكل اكثر من الآنسه !
اجابت ضاحكه :
- اى نوع من العصافير , يا معين ؟ الوز ام البط ؟
و من دون انتباه كانت فيفيان تتكلم باللغه الفرنسيه و لم تنتبه الى ذلك الا بعد فتره قصيره و ترانت كان يراقبها بشده ثم قال :
- تتكلمين الفرنسيه بطلاقه يا فيفيان.
اجابت بلطف :
- اشكرك .
هذه المره بذلت جهدا كبيرا لتمنع الدم من الصعود الى خديها . لا شك ان اعصابها متوتره , لأنه ليس غريبا ان تتقن لغه تستعمل بكثافه فى طنجه و يتقنها عدد كبير من الناس !
بعد الفطور لم يدخل ترانت الى المنزل , بل رافق روبرت و فيفيان الى الشرفه حيث حوض السباحه , و جلس امام طاوله وراح ينقب و براجع فى السجلات و المستندات .
و جلست فيفيان قرب روبرت و شعرت فجأه برغبه فى الاستراحه بعد هذا اللقاء المتوتر او على الاقل , بعيده عن انظار ترانت كولبى . و ترانت يرغب فى تكريس معظم وقته لأخيه , و هذا امر طبيعى جدا . لكن من جهه ثانيه كانت الفتاه تشعر بالتعب من البقاء دائما متحفظه و محترسه و عرضه للأنظار و الانتقادات . بعد قليل اعلن روبرت قائلا :
- فيفيان و انا سنقوم ينزهه قصيره , يا ترانت . سأريها الحديقه . رفع ترانت رأسه و هز حاجبيه بسخريه و قال بنبره حاده :
- لا تقلقا على .
اقترب هارون ليجر الكرسى , فاوقفه روبرت فى الحال و قال :
- ستساعدنى فيفيان على ذلك , يا هارون .
قال ترانت ملاحظا :
- سيكون ذلك حملا ثقيلا عليها .
اجابت الفتاه :
- سأتدبر الامر ارجوك .
بامكانها ان تجر دبابات الاقحام من اجل ان تتخلص من هذا الرجل و لو لفتره قصيره .
اعطاها روبرت بعض التعليمات و استدارا حول حوض السباحه لاجتياز ممر صغير بين الاسيجه العاليه . كانت الحدائق روعه حقيقيه . ووسط حوض بشكل نجمه , مبلط بالفسيفساء الملونه , يهدر سبيل ماء . تحيط به اشجار النخيل و الموز .



و هناك ممر طويل يصل الى عرزال مصنوع من تشابك الياسمين و العريش , ثم يمتد الى العشب الاخضر المسقى و المعتنى به باتقانو المحاط بمساكب الازهار العطره و بعض اشجار الارز و الفلفل التى كانت ترمى ظلالها هنا و هناك . مرت فيفيان تجر روبرت امام استراحه داخل البستان تعلوها قبه مبنيه على اعمده حجريه و اجتازا المقاعد الخشبيه التى تظللها اشجار الزهر و الغار و من خلال اوراق الشجر لمحت فيفيان المروج الهادئه البعيده عن الضجيج و الضوضاء .
و شاهدت النساء البربريات يعملن من دون توقف فى بستان البرتقال , فابتسمت لا شك ان ترانت مسرور من هذه الامبراطوريه الصغيره التى يبنيها فى طنجه ......من اموال غيره , ولا يبدو انه منزعج من ذلك ابدا .
لم يكن روبرت مهتما بالمنظر . فاشار اليها بالتوقف . فجأه لمحت فيفيان من وراء الخضار البحر الازرق الصافى .
قال روبرت ممسكا يد الفتاه :
- فيفيان ! التقينا اخيرا لو تعرفين كم كنت انتظر هذه اللحظه بفارغ الصبر .
حينئذ لاحظت فى عينيه الزرقاوين ظل خوف و قلق و نداء نجده اثرا بها حتى اعماق كيانها لذلك اجابت بحراره :
- روبرت لا ارغب الا ان تكون سعيدا .
- عانقينى , يا فيفيان انا بحاجه الى حبك .... ان احسك بقربى !
جذبها نحوه بشغف ...... حاولت الفتاه عدم الرجوع الى الوراء من زمان لم تعانق احدا و تذكرت غارى ... عندما كان يضمها اليه . لكن الان ليس غارى , انما رجل اخر , لم تعجبها الفكره , اخيرا ابعدها روبرت عنه و نظر اليها بارتباك و قال :
- رسائلك كانت تعد بأكثر من ذلك , لكننى اكتفى بهذا فى الوقت الحاضر .
و لاخفاء ابتسامه مكبوته , وضعت فيفيان يدها على شعره الاشقر و سالته :
- من الذى يقص لك شعرك؟
- هارون لكن بامكانك الاهتمام بذلك و اعدك ان اكون عاقلا و الا اتحرك .
كان يتكلم بمزاح لكن فيفيان رات فى عينيه رزانه و جاذبيه , فحزن قلبها . لا , لا يجب ان يتعذب ! مهما يكن .
قالت و هى تداعب شعره القمحى :
- احب شعرك هكذا . لا اريد ان اغير شيئا .
قال روبرت بصوت ملئ بالانفعال , كم سنفرح معا ! انتظرى متى ترينى فى حوض السباحه ! فى الماء انتقل بسرعه كبيره .... و انصحك بالحذر منى !
اجابت بفرح على مناكدته :
- اراهن انك لن تقدر ان تقبض على .
- تمزحين ! انت لا تجيدين السباحه , و هذا ما ورد فى رسائلك ! لماذا لم تتذكر محتوى رسائل لوسى ؟ لكنها تمكنت من انقاذ نفسها و القول بسرعه :
- اخذت دروسا فى السباحه فى المده الاخيره و قمت بتمارين عديده و اصبحت الان سباحه جيده .
سحب يدها بلطف من شعره ليجعلها تجلس على كرسيه . و قال لها :
- قولى متى لاحظت انك بدأت تحبيننى ؟
تمنت الفتاه الا يسمع الرجل نبضات قلبها السريعه . متى ؟
حاولت ان تتذكر و اجابت بلهجه خفيفيه :
- اه ! باكرا جدا تقريبا منذ البدايه .
و للمره الثانيه بدت خيبة الامل على وجهه و قال بابتسامه مسكينه :
- هل نسيت ذلك الاسبوع عندما ارسلت اليك بعض زهر الليمون فوضعتها فى ديوان شعر و ارسلته الى .....
و راح يلقى احد ابيات الشعر :
- غناء القبره و هى تحلق فى الليل الكالح ......
لم تكن فيفيان تعرف هذا البيت , فاطلقت ضحكه مرتبكه و قالت :
- طبعا ! لكن الان , انا هنا و هذا ما يهم . اليس كذلك ؟
احاط روبرت خصر الفتاه بذراعيه و ضمها اليه و قال :
- انت جميله جدا لكن ذاكرتك ضعيفه ! لا الومك بل احبك .
طبعت على صدغه قبله و شعرت بارتياح كبير و بمحبه و حنان و نحو هذا الرجل المعاق . هذا الحديث عسير و معقد و حاولت تغيير الموضوع و قالت وهى تشير باصبعها نحو العاملات فى المروج و هن يسقين البستان .
- دائما بهذه الطريقه ؟
- نعم , هكذا كل شجره تأخذ حصتها فى الماء .
ثم راح يشرح لها الاعمال القائمه هنا و اخبرها ان اشجار الخوخ ستزهر عما قريب و ان اخاه يحاول صنع بعض العطورات و توزيعها على الاسواق . كانت فيفيان تصغى اليه بشغف و حماس . ما دام الحديث يدور عن امور عامه , فلا مجال لديها للقلق . و روبرت كان سعيدا بوجود الفتاه قربه و من وقت الى اخر كان يدير الحديث عنهما و عن مراسلتهما . و كى لا تقع فى اخطاء اخرى , كانت تسرع فى عرض مشاريع الايام التاليه .
كانت الشمس فى اوجها عندما عادا الى المنزل عن طريق مختلف يطل على منظر خلاب و سرى . هنا تنتصب بين الجدران الحجريه المغلفه بالنباتات المتسلقه مقصوره مهدمه . هذا البناء الانيق المصنوع من القرميد الوردى يذكر بالهياكل الصينيه المتعددة الادوار . و الطابق الثانى لا شك انه يطل على المدينه .
قال روبرت و هو ينظر الى وجه فيفيان المتألق فرحا :
- هذا متنزه بنى فى الماضى لاستقبال الضيوف . اما فى الوقت الحاضر فتسكنه الطيور و الحمام !
بعد ذلك اجتازا رواقا مقنطرا . داخل البركه تنعكس الطبيعه الغنيه . الزهر بكثره ينبت فى الاوانى الحجريه و الجرار الفخاريه . و يعم فى هذا المكان صمت ثقيل . و بعد ان سلكا ممرا ضيقا تحيطه اشجار الميموزا الكثيفه , وصلا الى الفيللا بعد لحظات . اوكلت فيفيان صديقها الى هارون و صعدت الى غرفتها . كانت منهكة القوى , ليس تعبا بل الضغط العصبى لتخوفها من ارتكاب خطأ احمق . لم يسمح لها الوقت للأسترخاء , فما ان غسلت وجهها و سرحت شعرها حتى سمعت الجرس يثرن معلنا عن موعد الغداء .
كانت غرفة الطعام الصغيره حيث يقام الغداء عادة مستديرة الشكل , اثاثها رائع و تطل على حديقه مقفله حيث تتصاعد رائحة الورد و الغاردينيا . و لما دخلت الى غرفة الطعام توقف قلبها عن الخفقان , خلال لحظه , ذلك لان ترانت كولبى كان فى الداخل .
على الطاوله وضعت الانيه الصينيه و الكريستال الثمين . هذا الديكور المتغير باستمرار لا شك ان غايته افراح هذا الشاب المعاق كى ينسى واقعه المرير و الحزين و الرتيب . يصرف ترانت الاموال الطائله من اجل اسعاد اخيه , اضافه الى الحنان و المحبه و التضحيه . الطعام كان لذيذا لكن الفتاه الانكليزيه لم تتمكن من تذوقه كليا لانها كانت متحفظه خلال فترة العشاء كلها . اما روبرت فكان فى مزاج رائع . و راح يشرح لضيفته قائلا :
-الكازينو الذى يديره ترانت مبنى على الطراز المغربى . عندما انتقلنا الى طنجه , ذهبت مره الى هذا الكازينو . الزبائن خليط من العرب و الارستقراطيين الاوربيين . يمكنك ان تحتسى هناك اى مشروب , من الشاى حتى المشروبات القويه . و فى الصاله الخساره يمكن ان تصل من مئة دولار الى خمسة الاف .
قالت فيفيان بلهجه خفيفه و هى ترمق ترانت بنظرات وقحه :
- و كل هذا المال يصب فى الخزنه العائليه .
قال ترانت رافعا كتفيه :
- الحظوظ متعادله و الربح وارد كالخساره .
- الثروات تتكدس و العائلات تفلس .... و الكازينو يسخر من كل هذا !
سكب ترانت كولبى قبل ان يجيب اليا :
- انها لعبه قديمه كالعالم . ما افعله هو اعطاء امكانيه للاعبين ان يمارسوا رياضتهم المفضله .
قالت الفتاه بلهجه قاطعه و صوت لاهث :
- حسب رأى , انها طريقه ماهره لتشجيع نقائص الجنس البشرى .
- للاسف ان النساء يعتبرون الكازينو مكانا للخطيئه ... حيث الانسان مهدد ان يخسر نفسه . بالنسبه الى الرجل , بالعكس , هذه التسليه تستدعى كل حواسه .
- ما عدا حاسته الجيده !




أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-09, 12:39 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

و لكى تحسم هذا الخلاف بينهما اضافت الفتاه ضاحكه :
- اصر ان تكون لى الكلمه الاخيره . فى كل حال طنجه برأى مدينه جميله جدا و لا يجب ان تفسد بهذا النوع من التسليات .
اجاب صاحب الدار بابتسامه بشوشه :
- لكل جنه حيه .
اعلن روبرت قائلا :
- السعه تقترب من الثانيه ! ترانت . قل لمعين ان يستعجل فى جلب الفاكهه !
اريد ان ارى فيفيان كيف اسبح جيدا .
و لكن اصر ترانت على اخوه المريض ان يذهب للراحه و الاستمتاع بقيلولته قبل التوجه الى حوض السباحه . و هكذا فيفيان للتمتع قليل من الوحده فى غرفتها .
وضعت لوسى فى حقيبة فيفيان بزة سباحه من الساتان و اخرى باللون الاخضر الفاتح . و ارتدت البزه ثم وضعت فوقها مئزرا خفيفيا و هبطت الى الشرفه . روبرت كان فى الماء و هارون لا يفارقه حول الحوض . و على استعداد للتدخل فى اى لحظه يطلب فيها المريض مساعدته . شعرت فيفيان بانزعاج ان تخلع مئزرها لان ترانت كان جالسا قربها يراقب المستندات . لكن روبرت ناداها بالحاح , فما كان عليها الا ان تخلع مئزرها و تضعه على الكرسى و الالتحاق بروبرت . و ما ان اصبحا فى الماء حتى نسيت توترها . امسك روبرت بها بذراعيه العضلتين و رماها بعيدا . كادت ان تختنق من الضحك و راحت تسبح بكل قواها . لكن الرجل كان يتمتع بنشاط غريب , فقبض عليها باسرع وقت . بعد قليل احست بالتعب لكنها كانت تشعر برتياح ما دامت فى الماء تخاف ان تتفوه بالتفاهات حيال ملاحظات روبرت . و لاول مره منذ وصولها الى كوديا , بدأت تسترخى قليلا .
بعد قليل تمددا على الاسره المملوءه بالهواء المضغوط و راحا يحتسيان المشروبات المنعشه . غير ان الشاب المعاق كان تعبا . و لما بدأت لشمس تميل نهض ترانت و امسك بمئزر ضيفته و اقترح اليها قائلا :
- تعالى جففى نفسك سيصبح الطقس باردا فى غضون نصف ساعه .
لم تجد اى شئ لتقوله للرد عليه سوى اطاعته فى الحال . مد ترانت يده ليساعدها على الخروج من الماء , و لما تشابكت اصابعهما , احست بتيار حيوى يخترقها . وضع المئزر حول كتفيها و اشتبكت نظراتهما لحظه قصيره .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-09, 12:45 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

. و لما التفتت إلى الوراء كان هارون قد اجلس روبرت في كرسيه النقال . قال روبرت :
- لقد أمضيت نهارا رائعا , يا فيفيان . أود أن ياتى الغد بسرعة .
جذبها نحوه و عانقها . و اضطرت فيفيان ان تتبعه الى داخل المنزل . كانت تنوى هى ايضا ان تلجأ الى غرفتها للسهره , لكنها سمعت ترانت يقول بلهجه متصنعه :
- العشاء سيكون جاهزا كالعاده , يا فيفيان .
و ما ان وجدت فيفيان نفسها فى غرفتها ابتسمت ابتسامه حزينه . صاحب الدار لا يتركها مع روبرت وحدها الا عندما يتأكد من نواياها . و لما جاء الوقت للنزول الى العشاء , كانت مضطربه امام فكرة تناول الطعام برفقة ترانت الى درجة ان قلبها راح يخفق بقوه . كان ترانت يرتدى بزه السموكينغ , لانه بعد العشاء سيتوجه الى الكازينو , مركز عمله و ينتظر الفتاه فى الغرفه التى تناولا العشاء فيها بالامس . ما ان جلسا الى المائده حتى عرفت الفتاه ان مخاوفها كانت فى محلها . اذ قال لها ترانت بابتسامه بارده :
- اقدم لك كل التهانى الصريحه , يا فيفيان ! لا شك ان روبرت خاضع لسلطتك !
شعرت بالغضب يحتلها . كانت ترغب فى ان ترد عليه بلهجة لاذعه , لكنها فكرت بلوسى و بذلت جهدا للقول بهدوء :
- انا سعيده لاننى حصلت على رضاك .
بريق ساخر لمع فى عينى ترانت امام لباقة ضيفته . و اثر ذلك دخل معين ليخدم على الطاوله . كان يتكلم الفرنسيه و هو يقدم حساء البصل و الكبيبات المطبوخه على الطريقه الفرنسيه و نجحت فيفيان الا تظهر مدى معرفتها بهذه اللغه رغم اكتشاف امرها . هل لاحظ رفيقها ما يدور فى مخيلتها ؟ لكنه قال , من دون اى شفقه :
- تسبحين جيدا .... كأنك امضيت كل اوقات فراغك فى الماء .
قالت محاوله عدم اظهار الارتجاف فى صوتها :
- لقد اخذت دروسا فى السباحه فى مدرسه كبيره .
- و هناك تعلمت ايضا ان تتكلمى الفرنسية بصوره جيده ؟
قالت مبتسمه :
- كلا , تعلمت الفرنسيه بعد ذلك . و كذلك اتكلم اللغه الاسبانيه.
- تدهشينى . الفرنسيه و الاسبانيه : لغتان ينطق بهما فى طنجه بشكل غريب .
احمرت بعنف و قالت :
- يوجد اناس موهوبين لتعلم اللغات . و انا احداهم .
- لابنة مزارع , لا بأس بذلك !
- هناك انواع مختلفه من المزارعين .
راح ينظر اليها مفصلا و لاحظ تسريحة شعرها البسيطه و قميصها الكريمية اللون و تنورتها البيضاء العاديه و قال :
- صحيح .
و خلال العشاء كانت فيفيان تتكلم بالاسلوب نفسه . و تهيأ لها انها فأره بين قدمى هر شيطان . فقط ذكرى لوسى ترغمها على الابتسام برصانه و برباطة جأش , لكن فى الواقع , كان رفيقها يزعجها كثيرا . بعد القهوه ارادت ان تسرع الى غرفتها للاختباء . لكن اللياقه اشارت اليها بضرورة البقاء . و كأنها لا تخشى ابدا وجود ترانت , توجهت نحو النافذه لتأمل السماء المنجمه . ضجيج المدينه بعيد لا يتغلب على حركة الامواج فى البحر . و ظلت فيفيان قادره ان تسمع زقزقة العصافير فى الحديقه . اقترب ترانت منها , وضع يده فى جيب سترته الداخليه , تناول منها علبه ذهبيه و قدم لها سيكاره .
- ما كانت ردة فعل والدك عندما علم برحيلك و مجيئك الى طنجه ؟
احنت راسها لتقترب من من نار الولاعه . والد لوسى ؟ لا شك انه لم يكن على علم بمراسلته فتاته مع شاب يعيش فى الخارج . رفعت عينيها و سحبت من سيكارتها و اعلنت :
- انا كبيره لأفعل ما يروق لى .
- صحيح انت من عمر روبرت , على ما اظن .
- تقريبا , عمرى 23 سنه .
هذه المره لم تكن تكذب . نظر اليها مطولا قبل ان يعلن بصوت عابث :
- كنت اعتقد ان فى ايامنا هذه الفتيات يتذوجن باكرات .
- كل النساء يبحثن عن زوج بعد انتهاء دراستهن ! فى كل حال و انت ايضا لم تتزوج بعد ! و مع ذلك عمرك 35 . 36 سنه !
- 37 سنه . كنت مشغولا حتى الان . عملى ياخذ قسطا كبيرا من وقتى , و لذلك تركت النساء بعيدات عنى .
- هل يعنى ان لا وجود للنساء فى حياتك ؟ لكل فردوس ثعبانه و نساؤه على ما اظن .
جاءت الى مخيلتها صورة ترانت فى الكازينو محاطا بجمهور من النساء الجميلات . و ازعجتها هذه الصوره . و سمعته يضحك و يقول :
- هناك ما يكفى من النساء لتسليتى . ما دمنا فى هذا الحديث , لن تكون فكره سيئه ان قدمت لاخى بعض الحنان و المحبه عندما تتمنين له ليله سعيده !
اشتد الاحمرار بوجهها و همست تقول :
- صحيح اننا كنا نتراسل منذ عدة شهور , و لكننى التقيت به اليوم للمره الاولى .
- لكن روبرت لم يكن له ردة الفعل نفسها . انه شاب , مندفع و يحب ان تظهرى له العاطفه نفسها .
- انا احتاج لبعض الوقت . احب روبرت لكنه يبدو متحمسا فوق ما توقعت .
- تتخلصين من المأزق كما يجب .
- لكن ليس مثلك , هذا اكيد , لاننى لم ادخل كازينو فى حياتى . على فكره , الم يحن الوقت لكى تذهب الى عملك ؟
- اشكرك لتذكيرى بالامر .
و بينما هو ذاهب التفت الى الوراء و اضاف :
- لا تعتبرى نفسك مضطره ان تقضى سهرتك مسجونه فى غرفتك . تجدين كتبا رائعه فى غرفة المكتبه . انه الباب الاول الى اليسار و انتى خارجه .
همست بلطف و تهذيب :
- اشكرك .
بعد قليل سمعت فيفيان محرك الليموزين تبتعد . فتوجهت الى غرفة المكتبه لكنها لم تنجح فى طرد الضغط الذى يحتلها لكن اذا نغمسن فى قصه جميله , ستهدأ اعصابها . فبدأت فى القراءه , لكن الكلمات راحت ترقص امام عينيها من غير معنى .
لقد قضت نهار مرهقا و هى تلعب دور لوسى . و روبرت مقتنع انها هى صاحبة الرسائل , الانكليزيه الواقع فى غرامها . اما ترانت ؟ هل نجحت فى خداعه ؟
لو بامكانها فقط ان تعرف هذه الحقيقه !





الفصل الثالث
البحث عن الماضي



فى البدايه و فى بعض الاحيان كانت فيفيان تنوى الهرب لشدة ذعرها من الكذب . لكن مع مرور الايام بدأت تتعود شيئا فشيئا حياتها الجديده فى كوديا . تمضى النهار كله برفقة روبرت . و فى المساء , كان عبدول يقود يقود ترانت الى المدينه فى الليموزين السوداء و تبقى الفتاه الانكليزيه وحدحها . مره واحده فى الاسبوع كان يذهب الشاب المعاق الى المستشفى حيث كانت تجرى له الفحوصات الطبيه الروتينيه . و تبقى فيفيان وحدها فى الفيلا , تسرح فى الحديقه حسب راحتها . هذه النزهات التى تقوم بها خلال غياب المريض كانت بمثابة بلسم لاعصابها المضطربه . و مره اكتشفت المرائب وراء المنزل و رأت فى داخلها سيارات عديده و من بينها سيارة سريعه صغيره , حمراء اللون يعلوها غبار . و فكرت انها لا شك تخص روبرت . و احيانا كانت تستفيد من هذا النهار و تكتب للوسى الرسائل الطويله و تقص عليها كل الحوادث المختلفه , ثم توكل معين فى ارسالها بالبريد .
معظم فترات بعد الظهر كانت تقضيها مع روبرت فى حوض السباحه . و كانت هذه اجمل و امتع فترات النهار بالنسبه اليها . عندما كانت تسبح برفقة روبرت و تضحك على تهريجاته و هزله , لم تكن مضطره ان تلعب دورها . لكنها لم تكن قادره على نسيان وجود الاخ البكر , الذى كان يجلس كالعاده تحت مظله و يعمل , من حين الى اخر كان يرفع رأسه لينظر اليهما و هما يلهوان فى الماء .
بدأت تشعر تجاه روبرت بالعطف و المحبه . كيف لا و هو رقيق القلب و رهيف الاحساس . مرضه جعله ناضجا و حساسا الى درجه غير اعتياديه بالنسبه الى رجل من جيله . لم يذكر امامها ابدا القدر الرهيب الذى ينتظره غير انه ذات صباح و من دون انتباه تناولا هذا الحديث عندما كانا يجلسان فى المكان الذى يطل على المروج و امام عيونهما تتجلى ابنية طنجه البيضاء و تلمع تحت اشعة الشمس , و حيث يسمع من بعيد ضوضاء المدينه .
قالت له عفويا :
- اسفه انه لا مجال لأن اصطحبك الى المدينه ! بامكانى ان اجر كرسيك اذا سمح لى باخذك !
- ترانت لن يسمح لك بذلك . و حسب الاطباء تطول حياتى اذا بقيت فى كوديا حيث الهواء منعش و نقى و الجو هادئ .
لامت فيفيان نفسها على هذا الحديث و غيرت االموضوع فى الحال




أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.