آخر 10 مشاركات
رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          رواية : بريق الماس من تأليفى "مكتملة" (الكاتـب : medowill1982 - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-10, 12:04 PM   #1

الحالمة دائما

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية الحالمة دائما

? العضوٌ??? » 104999
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,065
?  نُقآطِيْ » الحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond repute
Rewity Smile 1 320 - الانتظار المر - شارون كيندريك - أحلام الجديدة ( كتابة/كاملة* )


هذة رواية هل اكتبها وام لا
الأنتظار المر شارون كيندريك320

الملخص

- هل تأتين يا صوفي وتعيشين معي في إسبانيا
خفق قلبها " سآتي"
قالت هذا بصوت منخفض, مفكرة بشوق وألم أن هذا يشبه تعهدات الزواج . لكنه لم يكن يعرض عليها الزواج .
نعم, إنه يريدها .... ولكن لاحب هناك ولا زواج .... يريدها فقط مربية لابنه
سألها: " هل ستتخلين عن وطنك وعملك وحياتك".
- نعم - لماذا !
كيف ستجيبه ! هل تقول له إنها تقوم بذلك لأجله.....
لأنها تحبه! إذا فعلت ذلك, قد تخسره.... إلي الأبد!

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 29-11-17 الساعة 06:10 PM
الحالمة دائما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-10, 03:18 PM   #2

samome

? العضوٌ??? » 84388
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,383
?  نُقآطِيْ » samome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond reputesamome has a reputation beyond repute
El7qoni

hiiiiiiii

samome غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-10, 07:31 PM   #3

الحالمة دائما

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية الحالمة دائما

? العضوٌ??? » 104999
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,065
?  نُقآطِيْ » الحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond repute
افتراضي

– نظرات قاتلة
رن جرس الهاتف في اللحظة غير المناسبة على الإطلاق. صدرت عن صوفي آهة ضيق , فقد كانت مستغرقة تماما في العمل . مازال عليها أن تنجز الكثير , مع أنها جاءت إلي المكتب منذ بزوغ الفجر .
في العادة ، تبدأ عملها حوالي الثامنة وتبقي في المكتب إلي أن تنهي عملها مهما تأخر بها الوقت . لا أحد يمكن أن يتهم صوفي بعدم تكريس نفسها للعمل . لكنها المرة الأولي التي ترغب فيها إلي الخروج مبكر ، إذ عليها الاستعداد للخروج في الموعد، وهو موعد غير عادي مع أوليفر دنكان صاحب وكالة إعلانات " دنكانز" المنافسة.
خفق قلبها توترا لأنها على وشك أن تمضي السهرة مع أكثر الرجال جدارة في لندن، ما جعلها مثار حسد صديقاتها . ضغطت على زر الهاتف الداخلي: " والآن، قلت لك لا أريد أن يزعجني أحد ناريل".
قالت هذا مازحة لأنها تعلم جيدا أن ناريل هي أفضل مساعدة في العالم . ولهذا ربما كان الأمر هاما، بل لا بد أن يكون هكذلك !
لكن صوت ناريل كان منهكا:" مع الأسف، هذا الرجل لا يقبل كلمة (لا) جوابا. لقد أصر على التحدث معك".
فعبست صوفي: " هل أصر على ذلك ؟ لا أظنني أحب الإصرار من الرجال. من هو؟".
- إنه .... أنه..
وتنحنحت ناريل وكأنها لا تستطيع أن تصدق الاسم الذي ستتلفظ به: " إنه دون لويس دي لاكامارا"
لويس!!
تشبثت صوفي بمكتبها وكأنها تريد أن تنقذ حياتها الغالية. يا للجنون. . . ياللحماقة!
مجرد ذكر اسمه جعل العرق البارد ينضح منها. شعرت بالإثارة، لكن سرعان ما تلا ذلك شعور بالذنب.
ولكن، ماذا بشأن لويس دي لاكامارا؟ إنها تعرف أي نوع من الرجال هو . إنه سطحي ، مثير وغير ملتزم على الإطلاق. ومع ذلك ، ها هي ذي الآن!صوفي الهادئة العقلانية، التي يجدر بها أن تفكر فقط في أولفير وموعدها معه.
راح قلبها يخفق وكأنه قطار سريع وهي تحدق بالهاتف الداخلي . أصبح أوليفر منسيا، وحل مكانه رجل أسمر هو أكثر الرجال الذين عرفتهم تأثيرا.
تمالكت نفسها ، وراحت تتساءل لماذا يتصلذلك االإسباني المتغطرس بمكتبها ، ويصر على التحدث إليها ؟ أومأت كارهة:" لا بأس ناريل. صليه بي".
- حسنا.
بعد لحظة سمعة صوفي ذلك الصوت الرجولي العميق، الذي لا يمكن أن تخطئه، يتدفق عبر الهاتف. شعرة بالدم يتصاعد إلي وجنتيها الشاحبتين وذكرت نفسها بأنه متزوج من ابنة خالتها. . . وأنه الرجل الذي تحتقره. هل نسيت؟
كان عليها أن تعلم نفسها كيف تكرهه. فمن الأفضل أن تكره هذا الجل ، من أن تعترف بأنه يثير أحاسيسها بطريقة تبدو لها محيفة بقدر ما هي غير مناسبة . وكيف يمكنها ألا تشعر بالكراهية نحو رجل راح ينظر إليها ورغبة واضحة في عينيه، وذلك قبل زواجه من ابنتة خالتها بأيام؟
- صو...في ؟
إنه يلفظ اسمها كما لا يلفظه أحد آخر . بذلك الأسلوب واللكنة الخفيفة في الصوت ، اللكنة الإسبانية التي ترسل رعشة خفيفة في الجسم. قطعت صوفي الاتصال بينها وبين مكتب السكرتيرة، ثم رفعت السماعة الهاتف. آخر ما كانت تريده هو أن يملأ أرجاء مكتبها بنبرات صوته المميزة هذه.
منتدى روايتى
وأجابت باختصار وهي تضع قلمها: " إنها هي. حسنا، إنها مفاجأة تامة لويس".
وكان في قولها هذا تبخيس للواقع.
- نعم.
بدا صوته غير مألوف. كان تقيلا، صلبا، ومرهقا. وشعرة صوفي فجأة برجفة غامضة مهددة، عندما حل المنطق مكان ردة فعلها الغريزية الأولة. وارتفع صوتها بفزع :" ماذا حدث؟ لماذا تتصل بي إلي العمل؟".
مرت لحظة صمت زادت من مخاوفها، لأن صوفي لم تسمع لويس يتردد قط من قبل . فالتردد ليس واردا في قاموسه. بعض الرجال لا تعوزهم الكلمات، و دي لاكامارا هو مثال نموذجي لهؤلاء. وهمست: " ماذا حدث ؟ ما الأمر؟".
- هل أنت جالسة؟
- نعم! لويس، أخبرني بحق الله !
هناك في بلاد أخرى بعيدة ، تراجع لويس . لم تكن ثمة طريقة سهلة ليخبرها بالأمر. لا يمكنه أن يفعل شيءا يخفف من ألم الكلمات. راح يقول ببطء: " إنها ميراندا. عليِ مع الأسف أن أخبرك صوفي. . لقد حدث تصادم فظيع. ابنة خالتك . . . قُتلت!!".
كرر كلامه بلغته، وكأن ذلك يساعده على الاقتناع وتصديق حقيقة ما حدث هو نفسه.
صدرة عن صوفي صرخة ممزق جعلتها أشبه بحيوان جريح :" لا!".
- بل هو صحيح.
- هل ماتت؟ ميراندا ماتت؟
سألته وكأنها ما زالت ترجو أن ينكر ذلك. . . أن ينفيه.
- نعم، وأنا آسف صوفي. آسف جدا.
أصبتها هذه الكلمات في الصميم، فترنحت لهول الصدمة.
ميتة! ميرندا ميتة؟ ولكن هذا غير ممكن ! وأخذت تنشج باكية. كيف لامرأة في الخامسة والعشرين ورائعة الجمال أن تختفي من الوجود؟
- قل أن هذا غير صحيح لويس.
- ألا تظنين أنني كنت لأقوله لو أستطعت؟ لقد ماتت اليوم في حادث اصطدام سيارة.
قال هذا متابعا سرد قصتها التعيسة بصوت يكاد يكون رقيقا.
- لا!
ارتجفت صوفي وأغمضت عينيها . وما لبث أن ارتسم أمامها مشهد مفزع آخر ، ففتحتهما مرة أخرى بفزع: " وماذا بشأن تيودور؟ إنه لم يكن معها، أليس كذلك؟".
صرخت بذلك وقد انقبض قلبها ذعرا وهي تفكر في الطفل الغالي.
فقال لويس بصوت مثقل:" في الساعة مبكرة من الصباح ؟ كلا صوفي، لم يكن معها. كان ابني في فراشه آمنا تماما".
- آه ، الحمد لله.
قالت هذا بصوت خافت. اخترقتها موجة كبيرة من الحزن كالخنجر، وقد انطبعت كلماته في عقلها الواعي.
إذا، كان تيودور نائما في فراشه بأمان. فماذا كانت تفعل ميراندا في الخارج في سعاتالصباح الباكرة؟ ولماذا لم يصب لويس معها في الحادث؟ وسألته بعدم ثبات:" هل أصبت أنت أيضا، لويس".
في الجو المنزل الريفي الكبير المبرد بالمراوح ارتسمت علامات الكآبة والحقد على ملامح لويس الصلبة الداكنة، وهو يقول بخشونة:" أنا لم أكن معها في السيارة".
رغم أن أفكارها كانت ممزقة لضخامة ما أخبرها به، قطبت جبينها باضطراب. لم لا؟ وماذا كانت ميريندا تفعل في الشوارع في ساعات الصباح الأول من دون أسرتها؟
انقبضت يداها ، لا وقت الآن لكلمات مثل لماذا ، وأين ، وكيف. . . ليس الآن . بل المطلوب هو مواجهة هذا الموقف بأكثر ما يمكن من التعاطف. لا بد أن لويس حزين . . . لا بد أن يكون كذلك بالرغم مما قد يكون مر في حياته الزوجية مع ميراندا من أيام سيئة .ذلك أن الحياة الزوجية، كما تدرك صوفي ، لا تخلو مكن بعض المتاعب . أما الآن، فحيات زوجته وأم ابنه قد انتهت بشكل مأساوي. ومن دون اعتبار لما حدث من قبل ، لقد تفجر عالم لويس. لم يكن لشعورها الخاص نحوه أي حساب. . . ليس في وقت كهذا. إنه الآن بحاجة إلي تعزيتها وليس عدائها. وقالت بجفاء: "أنا . . . أنا آسفة للغاية ".
فقال بفتور:" شكرا. اتصلت بك لأبلغك الخبر بنفسي قبل أن تتصل بك الشرطة. ولأسألك إن كنت تريدينني أن أتصل بجدتك. . . ".
ذكرتها كلماته بالمهمة الفظيعة التي تنتظرها، وهي إخبار جدتها المسنة الواهنة الصحة بما حدث. وتنفست صوفي بألم. فكرة أن والدي ابنة خالتها لن يعانيا محنة موت ابنتهما الرائعة الجمال، ذلك أن موت الابنة قبل الأوان لم يكن هو الفجيعة الوحيدة على الإطلاق.
كان والدا ميرندا يعشقان التجوال في العالم. وقد جالا في أنحاء الدنيا الأربع ، يبحثان بنهم عن تجارب جديدة، من دون أن يتعبا من المغامرات والاكتشافات. إلي أن سقطت طائرتهما الخفيفة في أحد الأيام فوق الجبال. كانت ميراندا حينذاك في السابعة عشرة من العمر فقط، وسرعان ما أخذت تعيش وكأن ليس هناك غد. والآن لم يعد لها غد فعلا! قالت صوفي ببطء وهي تكبح دموعها :" لا، سأخبر جدتي بنفسي. ذلك سيكون أسهل. . .".
وابتلعت ريقها. إنها لن تنهار أمامه. لن تفعل ذلك:" إذا أخبرتها أنا، سيكون الأمر أقل إيلاما".
ستحاول أيضا أن تتصل بولديها اللذين يمضيان إجازة عمرهما مستمتعين بترف في إحدى جزر المحيط.
-هل أنت واثقة؟
- نعم.
- سيكون ذلك . . . صعبا. إنها امرأة عجوز .
بدا صوته ناعما كالزبدة. قوت نفسها كيلا تتأثر بذلك الصوت، فمن الضروري أن تبقي غير متأثرة بلويس دي لاكامارا، وذلك من أجل مصلحة الجميع.
- اهتمامك هذا هو مراعاة منك لمشاعرها.
أتراها تسخر منه بلهجتها الباردة الغامضة هذه؟
- طبعا، لأنها من الأقارب، صوفي . . .ماذا تتوقعين؟
ماذا تتوقع؟ إنها لا تعلم. وتسائلت كيف بإمكانه أن يلقي عليها سؤالا كهذا في وقت كهذا. لم تتوقع أن تموت ميراندا الحبيبة بهذا الشكل، أو أن ينشأ ابنها من دون أم وبعيدا عن بلدها. مجرد التفكير فيه حول صوفي من الحزن إلي الطاقة والعزيمة. فسألته: " متي الجنازة؟".
- يوم الإثنين.
وهذا يمنحها ثلاثة أيام.
- سأصل إلي هناك يوم الأحد بالطائرة.
تملك لويس الذعر، ذلك أنه شعر بانتصار مثير وشوق مستحيل لعلمه بقرب رؤيتها مرة أخرى. ولعن جسده الذي خانه إلي هذا الحد. وقال بتوتر:" اتصلي بي إلي بيتي أو مكتبي، لتعليميني بموعد وصولك. عليك أن تطيري إلي مدريد، ثم تنتقلي إلي بامبلمنا. سأرتب أمر سيارة تأخذك من المطار. هل فهمت ذلك؟".
- نعم ، وشكرا.
شكرته وهي تفكر في قدرته على ضبط نفسه. إلا أنها تذكرت أنه دوما منضبط، وأنه مهما حدث ، يبقي لويس دي لاكامارا. قال لويس برقة وبطء:" إلي اللقاء ، صوفي".
وضعت صوفي السماعة بيد مرتجفة ، وأخذت تحدق بجمود إلي الجدار أمامها وهي تفكر في ميراندا غير مصدقة، وقد دار رأسها.
يالابنة خالتها المسكينة، التي ماتت وحيدة في بلاد غريبة. وحيدة لأنها تزوجت رجلا مرغوبا. . . رجلا حملت بولده واستمتعت بأمواله لكن قلبه كان دوما مقفلا في وجهها. إضافة إلي ذلك ، فإن لويس دي لاكامارا ذو عينين سوداوين تنضحان بالقوة وبالمشاعر، ما جعل صوفي تشك بأنه سيبقي أمينا مخلصا لزوجته، حتي خلال السنة الأول من زواجهما. وعلى كل حال، تجاهلت هي الدعوة التي قرأتها فيهما ذات يوم، لأنها كانت تحب ميراندا. لكنها تشك في أن تكون لدي النساء الأخريات مثل هذه الحصانة أمام سحر لويس دي لاكامارا. والآن على طفل صغير أن ينشأ من دون أم. تحولت نظرات صوفي إلي صورة موضوعة داخل إطار فضي علي مكتبها بكبرياء، فتناولتها وأخذت تتأملها. إنها صورة تيودور، وقد أخذت قبل عيد ميلاده الأول مباشرة،أي منذ أسابيع قليلة. ياله من طفل حبيب ! إنه لا يشبه أمه بجمالها الأشقر بل يشبه أباه بلونه الرائع. وعندما أخذت تحدق إلي الصورة ، عادت الصورة وجه لويس الوسيم الصلب تتدفق إلي ذاكرتها بوضوح مر.
عندما رأته لأول مرة، لفت نظرها منه عينان سوداوان لامعتان مظللتان بأهداب سوداء كثيفة، كما أن شعره بدا كليلة دون قمر. لقد اصطدمت به في نهاية الطريق فوقف جامدا يحدق إليها بعنف، وكأنه يعرفها من قبل ، ولا يصدق عينيه. أما هي فساورها شعور نفسه. لقد قفز قلبها بعنف وفرح غير متوقع ولهفة شعرت معها بشوق حلو بطيء. يجب ألا يحدث ذلك لفتاة هادئة ورصينة مثلها. هل يمكن الوقوع في الحب في جزء من الثانية؟ تذكرة بعجز تفكيرها ذاك وهي تحدق في تلك الملامح الأرستقراطية التي يبدو أنها أمضت حياتها بانتظارها. رأت عينيه تظلمان، وقد تصاعد منهما اللهب فوق وجنتيه العاليتين. وانفرجت شفتاه الصلبتان الممتلئتان من دون وعي. لم ينظر إليها أحد قط من قبل بمثل هذه الوقاحة والغطرسة. وفكرت في أنه يريدها وهي تريده أيضا. واجتاحتها موجة ساخنة ووجدت نفسها تتساءل عما إذا كانت فقدت عقلها كليا.
وإذا بميراندا تظهر حاملة زجاجة عصير ، وقد فتحت فمها دهشة: " صوفي؟ يالله!" . هتفت بذلك ثم رفعت نظرها إلي الرجل من دون تلاحظ التوتر الذي يحيط بهما: " يا لها من مصادفة! كنا في طريقنا لرؤيتك، أليس كذلك ياحبيبي؟".
- حبيبي؟
برجفة أعمق من خيبة الأمل، نظرة صوفي ببلادة إلي ميراندا وهي تلمس بإلفه ذراع ذلك الرجل الطويل الأسمر صاحب العينين اللامعتين...
تلك الإلفة التي بدت بين قريبتها والرجل الغريب جعلت قلبها يغوص عميقا في صدرها. فقد أدركت أن هناك صلة ما بينهما.
- صوفي، عزيزتي. . أحب أن أعرفك إلي دون لويس دي لاكامارا.
قالت ميراندا هذا بزهو ثم ابتسمت لذلك الوجه الأسمر الغامض:" لويس. . . هذه ابنة خالي صوفي ميلز".
- ابنة خالتك؟
سألها مقطبا، بينما بدا صوته غليظا وكأن فيه لمحة من المرارو. تلاشت نظرته الغازية العنيفة على الفور. ورأت صوفي هزة كتفيه الآسفة التي احتلت مكانها ، فأدركت أن دون لويس دي لاكامارا لن يلقي عليها قط تلك النظرة مرة أخرى. لأنها، بصفتها قريبة لخطيبته، لا يصلح أبدا للعبث معها. لكن الرجل الذيينظر بهذا الشكل إلي امرأة قبل أيام من عرسه ، هو رجل عابث. أدركت صوفي ذلك بثقة عمياء، وكرهته لأجل ذلك. قالت ميراندا بابتسامة عريضة:" حسنا، إننا نمضي كل إجازاتنا معا، لهذا نحن أشبه بأختين في الواقع! صوفي، نحن سنتزوج! أليس هذا رائعا؟ طلب مني لويس الزواج!".
ارتجفت صوفي وهي تتذكر الغيرة التي تملكتها. أتكون غيورة من ابنة خالتها؟
أرغمت نفسها على الابتسام وعانقت ميراندا، ثم مدت يدها إلي لويس. لم يكن أي منهما غافلا عن الحرارة التي تملكتها بسبب تلامس أيديهما
انحني لويس رافعا أناملها إلي شفتيه بأسلوب مهذب، يدل بوضوح على سلوك الطبقة الأأرستقراطية التي ينتمي إليها. وقد بدة عيناه ساخرتين مكايدتين.
عادوا جميعا إلي شقتها وشربوا العصير معا. وبينما كانت ميراندا تفور بالحياة، كان الرجل الإسباني يجلس مراقبا، مختارا كلماته بعناية. وقد شعرت صوفي أن وجوده في شقتها يحمل تناقضا ما ، فمن جهة وجدته مناسبا جدا لعالمها، بينما أحست أن في ذلك خطأ كبيرا لأنه رجل ميراندا، كما أخذت تذكر نفسها. . . رجل ميراندا.
أبعدت عنها، بجهد، هذه الذكريات المزعجة، مرغمة نفسها على العودة إلي الحاضر، مركزة أهتمامها على صورة الطفل بدلا من معالم أبيه البالغة الرجولة.
على الأقل، وجه تيودور ما زال يحمل رقة البراءة، ويمكنها أن ترى فيه قليلا من الطيبة المنيعة التي تميز شخصية لويس.
تسائلفت عما سيحدث لتيودور الآن! هل ستتلاشي من ذهنه ذكرى أمه حتي النسيان تقريبا؟ وعضت صوفي شفتها. إلي إي حد سيخدمه الحظ فيعلم بما حدث لأمه، ويتعرف بموطنها الأصلي؟ وفجأة، خفف الحس الواجب من بعض الأسى الذي تشعر به. لن يأخذه لويس منا كليا، وكان هذا تعهدا منها . . . ستحارب للحصول على فرصة التعرف إليه وكأنه ابنها! وضغطت زر الهاتف الداخلي إلي ناريل بيد مرتجفة لتطلب منها أن تحجز لها تذكرة إلي إسبانيا.
ثم غسلت وجهها ومشطت شعرها ثم استدعت ليام هولينغزويرث إلي المكتب. ما إن رآها ليام حتي أجفل : " ما الذي تفعلينه بنفسك بحق الله؟ هل أنت بخير؟ ".
فقالت وصوتها مازال يرتجف قليلا :" لا، ليس تماما".
- بحق الله، صوفي . ما الذي حدث لك ؟ ما الأمر؟
- إنها ميراندا، إبنة خالتي . لقد قتلت. . . في حادث اصطدام. على . . . على أن أذهب وأخبر جدتي. . .
- آه، ياإلهي.
- ثم ، أسافر إلي إسبانيا لحضور الجنازة.
- آه، حبيبتي!
كان يقف بجانبها عند المكتب، يحدق إليها بنظرة اهتمام. وفجأة راحت تشهق بالبكاء.
- كفي، حبيبتي!
فشهقت:" أواه، يا ليام".
- تعالي.
قال هذا برقة وهو يضع ذراعه حولها. سمحت لنفسها بالبكاء على كتفه قليلا ، ولكن بعد لحظات ابتعدت ووقفت عند النافدة تحدق منها إلي العالم الذي لن يعود بعد اليوم كما كان . ثم قالت بتبلد:" مازلت لا أصدق". فسألها :" ماذا حدث؟".
- ما أعرفه قليل جدا. أعرف فقط أنها قتلت في حادث سيارة . كنت مصدومة إلي حد لم أسأل معه عن التفاصيل.
- كيف عرفت؟
- من زوجها لويس . اتصل بي وأخبرني.
فقطب حاجبيه :" ذلك الرجل المليونير؟ ذلك الذي لا تطقينه؟".
- هو نفسه.
قالت هذا متوترة ، وهي تفكر أن الحقيقة هي أكثر تعقيدا من مجرد أنها لا تطيق الرجل.
- متي موعد الجنازة ؟
- الإثنين. وسأذهب إلي هناك الأحد. ليام، لا أدري إن كنت سأستطيع أحتمال ذلك.
فأومأ بتفهم: " حسنا، سيكون الأمر صعبا. ولكن على الأقل ، بعد ذلك لن تكوني بحاجة للقائه مرة أخرة".
هزت صوفي رأسها :" لكن ذلك ليس سهلا. وياليته كان كذلك! لا يمكنني أن أنفي لويس من حياتي رغم رغبتي في ذلك . لا تنس أنه والد ابن ابنة خالتي، وأنا مدينة لميراندا وتيودور بأن أكافح لأجله".
بدت هذه الكلمات وكأنها آتية من مكان مجهول في أعماقها حدق ليام فيها :" تكافيحين لأجله؟ من المؤكد أنك لا تفكرين بطلب الوصاية على الطفل، صوفي؟ إذ لا أمل لك في ذلك . خصوصا أذا كان الرجل غنيا و ذا نفوذ كما تقولين. كما أنه والده".
دلكت صوفي صدغيها شاعرة بالتعب :" لا أدري ما أفكر به. . . ما عدا أن على الذهاب إلي هناك الآن. على أن أجعل ثيودور يعلم أن لديه أقارب وأننا نحبه".
- وعندما تنتهي الجنازة؟ هل ستعودين مباشرة؟
منتدى روايتى
فتقابلت أعينهما :" لا أدري. لا أستطيع تحديد وقت معين ، سيبقي بإمكاني القيام ببعض العمل . . إذ سوف أستخدم الإنترنت. وأظنكم ستتدبرون الأمور هنا من دوني . أليس كذلك؟".
- طبعا بإمكاننا ذلك . كل ما في الأمر أننا سنفتقدك.
- شكرا.
همست بذلك وهي تغالي دموعها ، ثم ابتدأت تجهز حقيبة أوراقها.
كانت معرفتها بليام قديمة. فقد تعارفا في الجامعة، واكتشفا تماثلهما.
في امتلاك روح النكتة والطموح إلي اكتساب المال . وهذا يفسر ظهور " شركة إعلانات هولينغزويرث ميلز" وهما الآن يندفعان نحو القمة. امتزاج الحماسة مع استخدام موظفين شبان متألقين مع التطلع إلي أهداف بعيدة متألقة، كان يعني أن ليام وصوفي يقفان الآن على حافة النجاح غير متوقع. ولكن من يهتم بمثل هذه الأمور. في وقت كهذا؟
وإذ لم تستطع أن تقود سيارتها لارتجاف يديها، استقلت القطار إلينورفولك. شعرت أن قلبها يبكي على جدتها، فيما هي تصعد مشيا ة إلي الكوخ الريفي حيث كانت تمضي وميراندا قسما من عطلاتهما المدرسيةكل صيف. كانتا تسيران أميالا على الشواطىء الخالية الفسيحة، تتسلقان الأشجار، وتطعمان البط السمين في البحيرة بقطع الخبز.وكانت صوفي تراقب جمال ميراندا الذي راح يزداد يوما بعد يوم. كما رأت بنفسها تأثير هذا الجمال الخلاب على الرجال. قرعت جرس الباب القديم الطراز، سائلة الله أن يلهمها الكلمات المناسبة لكي تخبر الجدة بما حدث. . . عالمة بأنها لن تجد كلمات لا تسبب الألم. كانت فيليستي ميلز في الثمانين من عمرها تقريبا، وقد علمتها الحياة دروسا قاسية. ألقت نظرة واحدة على وجه صوفي ثم قالت بفتور:" خبر سيء؟".
- نعم. عن ميراندا. . .
فقالت متخشية:" ميراندا ماتت، أليس كذلك؟".
.................................................. .......... ..
- كيف؟ كيف عرفت؟
همست صوفي تسألها بعد ذلك بوقت طويل ، بعد أن ذرفتا الدموع. ثم أخذتا تلتمسان التعزية في النظر إلي الصورة القديمة لميراندا عندما كانت طفلة، وعندما كانت تخطو أولى خطواتها، ثم بقية مراحل حياتها، إلي صورة تمثلها عروسا مذهلة.لم تشأ صوفي أن تطيل النظر في تلك الصورة. . . فتري وجه لويس الأسمر يسخر منها ويسبب لها وخز الضمير. وعادة تسأل الجدة:" كيف؟". فتنهدت هذه :" لا أستطيع التفسير! نظرة فقط إلي وجهك فعرفت ذلك. كانت ميراندا إلي حد ما ، معرضة لذلك. فقد كانت دوما تطير صاعدة نحو الشمس ما جعلها معرضة لأن تحتحرق يوما ما".
- ولكن كيف أمكنك أن تتقبلي الأمر بهذا الشكل؟
- وكيف لا يمكنني ذلك؟ لقد عشت سنوات الحرب ياحبيبتي . وبهذا تعلمت أن أتقبل ما لا يمكن تغييره.
ضغطت يد جدتها وقالت:" هل هناك. . . هل خناك شيء أقوم به لأجلك ياجدتي؟". ساد صمت طويل ثم نظرة الجدة إليها:" هناك شيء واحد. . . ولكن قد يكون مستحيلا . أنا أكبر وأعجز من أن أسافر إلي إسبانيا لأحضر الجنازة. لكنني أحب أن أري تيودور مرة أخرى قبل أن أموت". ابتلعت صوفي غصة في حلقها . من المؤكد أن هذا الطلب ليس كثيرا حتي على لويس. . . خصوصا في هذه الظروف. فقالت بصوت مرتجف:
- سأحضره أليك إذن. هذا وعد.
- ولكن ربما لن يقبل لويس بذلك.
لمعت عينا صوفي بدموع لم تنهمر:" بل عليه ذلك، عليه ذلك".
- هذه خدمة كبرى منه. عالجي الأمر معه برفق، يا صوفي ، فأنت تدركين الشعور العنيف بالتملك الذي لديه نحو أبنه. كما تعلمين أى نوع من الرجال من تتعاملين معه. أنت تعرفين سمعته. قليلون هم الذين يجرؤون على مواجهته.
- أرجو ألا يصل بنا الأمر إلي هذا الحد.
قالت صوفي هذا ثم حدقت بجدتها قائلة وقد بان الاضطراب في عينيها :" ألا تكرهينه ياجدتي لأنه جعل ميراندا تعيسة للغاية؟ .
فأجابت العجوز ببطء :" ليست السعادة هبة يمنحها شخص لآخر. السعادة تحتاج إلي شخصين، والكراهية هي مضيعة للمشاعر تماما. وماذا أستفيد إذا أنا كرهت والد ابن حفيدتي؟".
لكن إذا أخرجت صوفي الكراهية من المعادلة ، ماذا يبقي لها إذن؟ الجاذبية الطاعية التي كانت ترجو أن يضعفها مرور الزمن. كل ما تريده هو أن تكون منيعة إزاء شخصيته القوية ووجهه الأسمر الذي لا ينسى . إنهل لم تر لويس منذ عمادة تيودور، أي منذ سنة، عندما أحضرا الطفل إلي إنكلترا. تعمدت صوفي يومها أن تبتعد عن لويس ، رغم شعورها بأن عينيه الفولاذيتين تراقبانها وهي تتنقل في أنحاء الغرفة. تساءلت عما إذا كان قد إخلف بعهوده الزوجية حتي الآن. وعندما سنحت لها فرصة للاختلاء بابنة خالتها سألتها إن كان ثمة شيء سيء في زواجهما. لكن ميرندا هزت كتفيها فقط وأجابت بمرارة:" آه، كان على لويس أن يتزوج فتاة إسبانية مطيعة لينة لا تحب الخروج من البيت. يبدو أنه لا يستطيع أن يتعامل مع امرأة لا تعجبها حياة البيت الهادئة".
حينها وجهت صوفي نظرة نارية عبر الغرفة إلي لويس، فلم يقابلها إلا بنظرة ساخرة باردة.

.................................................. .......... ..............
هبطت طائرة صوفي في " بامبلونا" في وهج الحرارة التي ما زالت مستمرة حتي أواحر المساء الإسباني، فأسرعت تجتاز البوبات وعيناها تتفحصان الواصلين. توقعت أن تجد بانتظارها سائق سيارة يحمل بطاقة عليها اسمها، ولكن ما هي إلا لحظة حتي رأت شخصا طويلا بانتظارها. وبسرعة لاحظت العينين اللامعتين والفم غير الباسم والملامح الغلقة. بداأطول من أي رجل آخر هناك. لا شك أن وجهه يجذب النساء كالمغناطيس. لا ، إنه لم يتغير، واهيز قلب صوفي بشكل عنيف غير مرغوب فيه.

كان يقف بين الجموع ، لكنه يقف وحده. ويبدو أن لويس دي لاكامارا جاء لاستقبال صوفي شخصيا.


الحالمة دائما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-10, 01:05 AM   #4

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا ليكى على الرواية

والرواية لم تنزل من قبل فى المنتدي كتابة كمليها فى إنتظارك


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-10, 07:01 PM   #5

مرمر2000
 
الصورة الرمزية مرمر2000

? العضوٌ??? » 113156
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,345
?  نُقآطِيْ » مرمر2000 is on a distinguished road
افتراضي

:icon30::icon30:
حلوه كتير كمليها


مرمر2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-10, 01:27 PM   #6

الحالمة دائما

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية الحالمة دائما

? العضوٌ??? » 104999
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,065
?  نُقآطِيْ » الحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond repute
افتراضي

- هل أبعدوها ؟

أخذ لويس ينظر إلي صوفي وهي تدخل إلي قاعة الواصلين من السفر. لاحظ من دون أن يبتسم ، الرؤوس التي كانت تلتفت إليها فيما هي تسير. رغم أنها ،هي نفسها، بدت غافلة تماما عن ذلك. فهي تملك البشرة البيضاء والشعر الأشقر اللذين يجعلان قلوب معظم الرجال الأسبان تذوب . رغم أنها لم تكن تتعمد لفت انتباه أحد مطلقا. كذلك كانت ابنة خالتها ! شعر بنبضه يتسارع وهي تتقدم نحوه، وثوبها القطني الخفيف يكشف عن ساقيها الرشيقتين وكاحليها اللذين جعلاه يدهش لمقدرتهما على حمل وزنها. تذكر المرة الأول التي رآها فيها، عندما أسرت خياله بجمالها الطبيعي ورشاقتها وجاذبيتها التي لم تكن واعية لها. يوم التقاها شعر برغبة فيها على الفور، ثم احتقر الشعور الحاد الساخن الذي أوحت به إليه، وتلك المشاعر التي لايستطيع إيشباعها أبدا. وقفت أمامه بشعرها العسلي اللون ، وبشرتها البيضاء الشفافة، ورشاقتها التي تماثل في ليونتها شجرة الصفصاف. شعر أن نظراتها تنبئ بعزيمة عابسة تلمع في عينيها الزرقاوين المتألقتين.
منتديات روايتى
أحس لويس بالخطر من تلك العزيمة لكنه حاول تجاهلها . كسا وجهه قناع من التهذيب الرسمي وهو يحني رأسه محييا. لو كانت امرأة أخرة لربما قبلها على الوجنتين، ولكن ليس هذه المرأة. لقد رغب في معانقتها عندما رآها أول مرة. لكن الوقت كان قد فات حينذاك. وهو كذلك الآن!قال بانحناءة رسمية صغيرة:" صوفي، أرجو أن تكون رحلتك كانت مريحة؟". بدا طويلا إلي حد جعلها ترفع رأسها إليه، وغاص قلبها وهي تري أن رجولته الدفاقة ما زالت بتلك القوة والفعالية الليتين تعهدهما فيه. لكن الطريقة التي تكلم بها كانت أشبه بسؤال عن حالة الطقس. لم يبدو رجل مفجوع قد فقد زوجته حديثا. ولأول مرة، تساءلت صوفي عما إذا كانت تلك المأساة، في الواقع، وضعت نهاية مناسبة لزواج شقي. تمكنت من إبقاء وجهها حياديا خاليا من أي تعبير وهي تجيب:" كانت مريحة بما يكفي، شكرا". رغم أن الحقيقة غير ذلك؛ فقد أمضت السعات القليلة الماضية وهي تحاول أن تقوي عزيمتها لكي تبقي مهذبة ومتبلدة نحوه. تساءلت عما يكون عليه مشاعره، فالتأثر لا يبدو عليه. لم تري احمرارا في أجفانه أو أثرا لدموع ذرفها على أم ولده. ولكن من يمكنه أن يتصور رجلا مثل لويس يذرف الدموع؟ بدا لها اليوم
-
شارد الدهن ذا وجه صلب بارد، وكأنه قد من رخام عسلي اللون. لكن مع ذلك، فإن جاذيبته كانت واضحة إلي درجة بالغة. يبلغ طول لويس حالي الستة أقدام،كتفاه عريضتان قويتان. بنطلونه الصيفي الخفيف لم يخف تماما قوة ساقيه الجبارتين المنتصبتين أشبه بعمودين. وتحت كمي قميصه القطني القصيرين، بدة عضلاته المفتولة مظهرة القوة ذراعيه.إلا أن أكثر ما يسترعي الاهتمام فيه، وجهه الذي يحمل طابع أجيال من الأستقراطية الإسبانية. فقد ظهرت عليه الكبرياء تصل إلي حد القصوة، حيث لا يخفف من صلابة ملامحه سوي شفتيه الممتلئتين اللتين تنضحان بالإيحاءات. لا عجب فيأن تغرق ابنة خالتها في غرامه رأسا على عقب. فكرت صوفي في ذلك وقد تملكها الحزن المفاجئ تركها مقطوعة الأنفاس.
منتديات روايتى
لاحظ لويس أثر الدموع التي بللت عينيها الزرقاوين، وفضح ارتجاف شفتيها حزنها. مد يده ليمسك بيدها، فإذا بها بالغة الضآلة والبرودة في يده. قال بجد بالغ:" لك تعازي الحارة". رفعت وجهها، وهي تحبس دموعها. وسحبت يدها من يده الدافءة، وقد شعرة باليأس من هذه المشاعر الواضحة بينهما . تلك المشاعر التي تأمرها بأن تبقي يدها حيث هي بالضبط.
- شكرا.
أجابت برقة، تاركة نظراتها تسقط إلي الأرض، كيلا تقرأ عيناه الفطنتان السوداوان ما كان يدور في دهنها . نظر إلي رأسها المحني وكتفيها المتصلبتين. إنها حزينة على ابنة خالتها، كما ذكر نفسه، رغم أن لمعان التحدي حتي الغضب تقريبا كان ظاهرا في عينيها. ولم يكن فيه كثير من الحزن بكل تأكيد.
- تعالي، صوفي. السيارة بانتظارنا وأمامنا رحلة طويلة نوعا ما. دعيني أحمل حقيبة ملابسك.
منتديات روايتى
بدا كلامه أمرا أكثر منه عرضا للمساعدة. ورغم أنها أرادت أن تحمل حقيبتها بنفسها، رأت أن لا فائدة من المعاندة رجل مثل لويس. سيلح على ذلك، كما أخبرتها غريزتها، تماما كما اعتادت ابنة خالتها أن تخبرها عن أسرارهما. إنه من سلالة من الرجال ذوي السلطة، رجال يرون بوضوح الخطوط المرسومة بين أدوار الجنسين. قد تكون أسبانيا الآن دولة عصرية كغيرها من الدول أوروبا، لكن أشباه لويس من الرجال لا يتغيرون مع الزمن. إنهم يستمرون في اعتبار أنفسهم أولئك الغزاة العظماء المتفوقين. . . وأسياد كل المرئيات . رأت النساء يرمقنه
وهو يمر بنظرات جانيبية بعضها خجول وبعضها الآخر متشوق. لم تستطع أن تري ما يجول في عينيه، وتساءلت إن كان يبادلهن تلك النظرات الجائعة. ربما! ألم يفعل ذلك معها؟ قبل أن يكتشف هويتها؟ وهو طبعا الآن، من دون زوجة، يمكنه أن يتصرف كما يريد. فيمارس سحره ليحصل على أية امرأة يريدها. كان مبني المطار مكيفا، ولكن عندما أصبحا خارجه، لفحت وجهها حرارة قوية أشبه بقفاز مخملي، رغم أن الوقت قد تجاوز الظهيرة. رآها لويس تجفل تحت وطأة الحرارة، فأدرك أن عليه أن يحذرها من حرارة الشمس.
- لماذا لا تخلعين سترتك؟
فقالت متوترة :" أنا بخير". فتصلب فمه:" كما تشائين".
ولحسن الحظ ، أن السيارة كانت مكيفة. وانتظرة صوفي إلي أن خرج من موقف السيارات متجها نحو الطريق فالتفتت إليه قائلة:" أين تيودور؟".
- في البيت.
- أوه.
سمع خيبة الأمل في صوتها :" هل تصورت أنني سأحضره في هذا الطقس الحار، لكي ينتظر طائرة قد تتأخر؟ ".
- ومن يعتني به إذن؟
هل يحمل سؤالها تأنيبا؟ تساءل عن ذلك غير مصدق. أتراها تظن أنه يترك الطفل وحده؟
- إنه تحت رعاية مربيته. . .
منتديات روايتى
رآها تقطب بحيرة فعلم أنها مثل ابنة خالتها لا تعرف الإسبانية على الإطلاق. ساد صمت قصير. ما الفائدة من إخفاء الأمر عنها؟ سرعان ما يشيع الخبر بين الناس. كان يفكر بالأسبانية فانزلقت الاكلمات من بين شفتيه من دون وعي. ومع أنها لا تفهم الإسبانية لكنها استطاعت أن تفهم ما يقول من لهجته الثقيلة الفاترة. فأغمضت عينيها بيأس، :" آه، ياإلهي، إسراف في الشرب؟".
- لم تصدر بعد نتيجة الاختبار.
تملكها الغضب العنيف. . . ولأول مرة لم يكن غضبها من الرجل الذي يجلس إلي جانبها بل من ميراندا. لقد كانت أما بكل ما في هذه الكلمة من مسؤلية. ولديها طفل عليها أن ترعاه، فكيف كانت بهذا الغباء بحيث تخرج في سيارة سائقها ثمل؟ إلا إذا كانت لا تعلم ذلك.لكن ميراندا لم تكن غبية. كانت عنيدة صلبة . لكنها لم تكن غبية. إلا إذا هذا الرجل الذي
قود السيارته في أنحاء الريف الإسباني المظلم بخبرة بالغة قد جعل حياتها من التعاسة بحيث لم تعد تهتم بالمنطق ولا بسلامتها الشخصية. وهزة رأسها. لم يكن ثمة مبرر يجعل ميرندا تخرج من بيتها مع سائق ثمل كانت حالتها الزوجية. فهي دوما كانت حرة في أن تنهي هذا الزواج. وألقت صوفي نظرة جانيبية على الرجل الذي بجانبها. أم أنها مخطئة؟ ماذا لم أن ميراندا حاولت أن تهرب آخذة معها تيودور؟ أما كان لويس استعمل نفوذه وسلطته لإيقافها؟. أدارت رأسها وضغطت خدها على الزجاج النافذة البارد، ثم نظرة إلي الخارج، شبه مأخوذة بجمال البرية.
كان المنظر حولهما بنفسجيا داكنا والنجوم الساطعة ترصع السماء وقد بدت أكبر حجما وأكثر تألقا منها في إنكلترا. وبدا موطنها فجأة بعيدا جدا. ثم تذكرت أن لديها مسؤوليات هي أيضا. مدت يدها إلي حقيبة يدها وأخرجت هاتفها الخلوي، وسألته:" هل يعمل هذا الهاتف هنا؟". ضاقت عيناه وهو ينظر إلي الهاتف:" هذا يعتمد على نوعيته. ولكن لدي هاتف يمكنك أن تستعمليه".
منتديات روايتى
- هل لديك هاتف خلوي معنا في سيارة؟
فالتوي فمه بابتسامة عابسة:" هل تتصورينني أجري اتصالاتي بواسطة أعمدة التلغراف في الأدغال؟ ستجدين هنا كل أجهزة الراحة العصرية، حتي هنا في " لاريوجا" ياصوفي ". ومع ذلك بدا كلماته تسخر من حقيقة وجوده. لقد قال ( أجهزة الراحة العصرية) فيما هو، بشروده ولونه السمر، يبدو كأنه يمثل كل نقيض كل ما هو عصري .
أخذا ينظر إليها وهي تضغط على الأرقام ثم سألها برقة:" هل اتصالك هذا من الأهمية بحيث لا يمكن أن ينتظر وصولنا إلي البيت؟".
- على أن أخبر شخصا ما بأنني وصلت سالمة.
- أظنه رجلا؟
في الواقع نعم ،أنه، رجل هذا الأمر ليس من شأنه، ولكن فلتدعه يفسر كما يريد. لابد أنه يفعل. وفكر لويس: من الواضح أن في حياتها رجلا. هل تربطهما علاقة قوية؟ وتم الاتصال:
- ليام؟ هاي، هذا أنا. إلي جانبها كان لويس يحدق في الطريق أمامه، متسائلا عما إذا كانت تشبه ابنة خالتها في ميلها إلي الحرية في العلاقات. وقعت نظرته على غير عمد على ساقيها، ولم يكن مستعدا لوخزة الغيرة المفاجئة، لتصوره أنها تقيم علاقة مع رجل آخر. ذكر نفسه بأنه عرف نساء كثيرات مثلها. . . ذوات الشعر أشقر وأعين


الكبيرة الزرقاء وأجساد رشيقة. لهن أجساد نساء لكن بعقول الرجال فهن يتصرفن كما يتصرف الرجال منذ سنوات. ما أن يردن شيئا يرغبن فيه حتي ينطلقن للحصول عليه. ألم ترغب فيه صوفي ذات يوم؟ لكن ذلك حصل قبل أن تكتشف أنه سيتزوج ابنة خالتها، تماما كما رغب هو فيها. . . كانت رغبة لا مثيل لها،أشبه بصاعقة رعدية صعقته وتركته متشوقا ذاهلا. لقد حدث ذلك لها أيضا . رأي هذا بنفسه واضحا كالشمي. أخذ يستمع دون خجل إلي حديثها بينما السيارة تقطع الأميال.
- لا، أنا في السيارة الآن مع لويس . . . فترة صمت ثم:" لا. لا، حقا". فترة صمت أخي ثم نظرة إلي ساعتها :" إنها التاسعة تماما. لا، لا بأس في ذلك. نعم. أعرف هذا ، لكنني لا أستطيع أن أتكلم الآن في الحقيقة. نعم. لا بأس . شكرا يا ليام. أنا أرجو ذلك أيضا. لا بأس سأفعل هذا . سأتصل بك نهار السبت". قطعت الاتصال وأعادت الهاتف إلي علبته. وقالت بجحود" شكرا". ساد صمت عميق خطر عندما رآها تضع ساقا رشيقة بيبضاء فوق الأخري، وسألها بنعومة بينما الدم ينبض في رأسه:" هل اشتاق إليك صديقك بهذه السرعة؟". لم تصدق أذنيها. هذا القول كان من الفظاعة بحيث بقيت صوفي خرساء للحظة:" عفوا، لم أسمع جيدا" ظهرت على وجهه شبه ابتسامة ، بدت في العتمة في غاية الجمال والجاذبية. ومع ذلك ظل بإمكانها أن تحول صوتها إلي جليد، فقالت:" ليام، في الواقع، هو شريكي في العمل".
- آه
ثمة شيء قاتم، غامض، يحمل الخطر في هذه الكلمة. شعرة صوفي بخفقات قلبها تزداد لا لشء أكثر من مجرد الخوف:" هل هناك. . . شخص أخر مقيم في البيت؟".
سمع في صوتها رجفة، فشعر بتسلية رغم أنها جذبته وأشعرته بالأأحباط. أتراها خائفة منه أم من نفسها؟ هل مازالت تريده؟ سألها بعفوية:" أتعنين عدا تيودور؟".
- أنت تعلم أنني أعني ذلك.
- إحدي نساء المزرعة تأتي لتساعد في إطعامه. وبيرو، وهو بستاني والطاهي عندي، يعيش في البيت مع زوجته سلفادورا. إنها مربية تيودور، كما كانت مربيتي أنا من قبل، عندما كنت طفلا
- عندما. . . متى؟ من قبل أن تموت ميراندا
سألته صوفي وهي تفكر في أن سلفادورا لا بد معتادة قليلا على الطفل الآن. فتمتم مراوغا:" آه، قبل وقت طويل من ذلك. ابني متعلق بها، سترين ذلك بنفسك ".
اكتسحتها موجة سخط تبعها شعور آخر أكثر بدائية. أتراهم أبعدوا ميراندا عن ابنها إلي هذا الحد ؟ أتري المرأة الإنكليزية أبعدت جانبا لتحل مكانها أم بديلة. . . إسبانية تعلم تيودور لغة وتقاليد أبيه؟ حسنا، لن يدوم هذا مدة أطول بكثير، كما تعهدت صوفي. إنها بشكل ما، ستعلمه شيئا من تراث أمه. وعادت تفتش في حقيبة يدها عن فرشاة الشعر هذه المرة. قال وهو يلوي فمه:" لن يتأثر أحد هنا بجمالك، عزيزتي". ما عداه هو! وعندما رفعت رأسها، راح يراقب خطوط عنقها الطويل وصدرها الرائع.
- لم أفكر بذلك على الإطلاق!
وأخذة تمشط شعرها العسلي الجميل بعناية، فقد أصبح لزجا بعد رحلتها الطويلة هذه:"كل ما في الأمر أنني أريد أن أكون لائقة عند وصولي ". ورأت الأضواء تلوح من بعيد فسألته:" هل قاربنا الوصول؟".
منتديات روايتى
- نعم. نحن على وشك اجتياز كروم العنب. عادت تنظر من نافدة السيارة. إنها كروم " لاكامارا" الشهيرة. أكبر كروم في المنطقة. والتي يصنع منها العصير ممتاز يصدر إلي كل أنحاء العالم. استندت إلي الخلف في مقعدها وأغمضت عينيها. نظر لويس إليها مقطبا قليلا، وهو يري توتر كتفيها. تساءل عما إذا كانت على وشك البكاء. ورق صوته بشكل غريزي :" هل أكلت في الطائرة؟".
- لا. كان طعاما لا يمكن تمييزه في صوان من البلاستيك، كما أنني لم أكن جائعة.
- إذن سنتعشي معا حين وصولنا.
- لكن الوقت متأخر بالنسبة إلي العشاء.
- نحن في إسبانيا نتأخر في تناول العشاء. ألاتعرفين هذا؟ ألاتعلمين أن الإسبانيين يطيلون السهر أكثر من أي شعب في أوروبا؟ فهم يعتبرون الذهاب إلي الفراش قبل الثالثة صباحا انتقاصا من شرفهم الشخصي.
فهزة صوفي رأسها:" أنا لم أحضر إلي إسبانيا سوي مرة واحدة لمناسبة عمادة تيودور".
- إذن فقد فاتك الكثير.

بدا صوته الآن عميقا رقيقا تقريبا، ما جعله يبدو عطوفا:" وأتمني أن تكون زيارتك هذه المرة في ظروف أسعد، يا عزيزتي. من المؤسف أن ما سترينه من بلادي قبل عودتك إلي وطنك سيكون قليلا جدا".
ساد صمت مشحون، تجاهلته صوفي. لكن لويس عاد يقول :" بالمناسبة، لم تخبريني كم ستمضين هنا؟".
- لا. لم أخبرك.
- إذن؟
سرها وجود الظلام لأن طريقة لفظ كلمة تلك كانت أقرب إلي التهديد.
- أنا غير واثقة.
لن ترحل قبل أن تتأكد أن بإمكانها اصطحاب تيودور معها في عطلة إلي انكلترا ليري جدة أمه. أما الآن ، فالوقت غير مناسب للحديث عن ذلك. ثم ذكرت نفسها بأنها ، بصفتها ضيفته، عليها أن تكون مهذبة:" أحب أن أقيم عدة أيام على الأقل وربما أكثر، إذا وافقك ذلك. أحب أن أتملي من رؤية تيودور".
منتديات روايتى
ضاقت عيناه. لا! ذلك لا يوافقه. إنه لا يريد تلك المرأة في بيته مدة أطول مما هو ضروري. . . وذلك لسببين سهلين ومع ذلك معقدين للغاية: إنه يرغب بها، لكنه لا يستطيع أبدا أن يجعلها له. لا الآن ، ولا فيما بعد. . .
إل أنه قال برقة:" الأسبان مشهورون بحسن الضيافة، يا صوفي، ولهذا منزلي هو منزلك للمدة التي تريدينها ".
أومأت صوفي. هذا إلا إذا جعل إقامتها هنا مستحيلة:" شكرا".
- أهلا و سهلا.
صعدت السيارة الطريق المنزل المرصوف بالحصي والمظلل بأشجار غريبة رأت صوفي من خلالها أضواء البيت المرحبة بها.
فتح باب السيارة فخيل إليها أنها تشم روائح أشجار البرتقال والليمون، وكان نسيم الليل مغمسا بروائح براعم الأزهار الغريبة. نظرت إلي المبني الفخم المهيب ةالذي يبدو وكأنه موجود منذ الأزل. إنه يوحي بحس بالجمال والتاريخ، من المستحيل إنكاره بالرغم منالظروف المحطمة للقلب التي أحضرها إلي هنا. ثم ، إذا بسواد هاتين العينين الساخرتين يغمرها، وهو يقول برقة :" مرحبا بك في بيتي ، صوفي".

انتهاء الفصل الثاني



الحالمة دائما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 01:34 PM   #7

الحالمة دائما

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية الحالمة دائما

? العضوٌ??? » 104999
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,065
?  نُقآطِيْ » الحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond reputeالحالمة دائما has a reputation beyond repute
افتراضي

من يدفع الثمن ؟
كان بيت المزرعة من الداخل بارداً منعشاً, ولا بد أن هناك من علم بوصولهما. فما إن تناول لويس معطف صوفي ووضع حقيبة ملابسها على الأرض, حتى ظهرت امرأة متوسطة في السن في آخر الردهة. نظرت إلى لويس بابتسامة دافئة قائلة بالإسبانية: "مساء الخير, سيد لويس".
رأت صوفي وجهه يشع عطفاً وهو ينحني ويقبلها على خديها:"مساء الخير, سلفادورا".
قال بالإسبانية شيئاً بسرعة, ثم قال لصوفي بالإنكليزية ببطء وعناية:"هذه سلفادورا,مربية تيودور. هذه صوفي ميلز, إبنة خالة ميراندا"
- مساء الخير .
قالت صوفي هذا بالإسبانية بأدب. راودتها أفكار متشككة وهما في السيارة, في أن هذه المرأة أكبر سناً من أن تتحمل مسؤولية طفل لم يكد يتجاوز سنته الأولى, وها قد تعززت أفكارها تلك لدى رؤيتها لمظهر هذه المرأة المنهك الهش. خيل إلى صوفي أن الحذر بدا على وجه المرأة, فقد ضاقت عيناها وهي تشملها بنظراتها من أعلى إلى أسفل, لكن الخذر عاد فتحول إلى انحناءة احترام خفيفة؟"مساء الخير, سينورا ميلز. آسفة جداً لموت ابنة خالتك المفاجئ".
عضت صوفي شفتها، وحدثت نفسها لا تريد دموعاً. بإمكان الدموع أن تنتظر:" شكراً"
ثم تابعت،بجهد بالغ وبابتسامة مرتجفة: "أنت تتكلمين الإنكليزية بشكل جيد سلفادور !".
احلى منتدى
أومأت سلفادورا برزانة:"شكراً, دوماً كنت كذلك. كان لدي السيد لويس معلم للغة الإنكليزية عندما كان صغيرا، فتعلمت معه أنا أيضا!".
حاولت صوفي أن تتصور لويس صبيا صغيرا، يتعلم الإنكليزية، ولكن لم يكن سهلا أن تتصوره ذا وجه ناعم بريء كوجه ابيه.
- وطبعاً، من الضروري أن تعرف مربية تيودور لغة أمه.
قال لويس هذا فالتفتت صوفي إليه :"لماذا؟".
- لكي تتمكن المرأتان من التفاهم،أليس كذلك؟
قال هذا بجفاء ، وعندما رأى الدهشة على وجهها تصلب وجهه. هل تتصور أنه ينكر على ابنه تراث أمه ؟ هل تظنه شيطاناً شريراً؟
وتساءلت صوفي، ولم تكن تلك المرة الأولى ،عما جعل ميراندا تحتاج الى من يعاونها في تربية تيودور. فلم يكن لها وظيفة خارج البيت،كما أنها لم
تكن تعمل داخل البيت،كما علمت من اتصالاتها الهاتفية . تذكرت كم بدت ميراندا مسرورة عندما اكتشفت مبلغ ثراء لويس ونفوذه.
- إنه ليس رائعاً فقط ، أنما ثري أيضاً ، يا صوفي . ثري تماماً!
قطبت صوفي حاجبيها عند ذلك وهي تتساءل عما إذا كانت طفولة ميراندا المتقشفة قد أعمت عينيها عن الحقيقة. وأجابتها:" نعم، لكن المال ليس كل شيء ، صدقيني! ما دمت سعيدة ياميراندا ، هذا هو المهم ".
- آه ، لكنني سعيدة تماماً ! كيف يمكن الا أكون سعيدة في وضعي هذا، مع رجل مثل لويس؟ ثم ما أروع أن يكون لديك خدم. لا استطيع أن اصف لك.
موقف ميراندا هذا لم يعجب صوفي، مع أنها شعرت بوخزه من الغيرة، لكنها لم تقل شيئاً حينذاك. وحتى لو إنها قالت ، ما كان ذلك سيشكل فرقاً. فلطالما كانت ميراندا مستعدة للقتال بأسنانها وأظافرها للحصول على ما تريد. وقد أرادت لويس ! وأي عاقل يلومها لهذا؟
قطع أفكارها صوته العميق:" ستأخذك سلفادورا إلى غرفتك الآن ، يا صوفي".
قال لوسي هذا وهو يراقبها عن قرب، متسائلاً عما جعلها تقطب جبينها بهذا الشكل ، وسبب لها قشعريرة بدر انكمش معها جلد ذراعيها النحيفتين ، فبدتا باردتين ضعيفتين.
تلك النظرة الثاقبة أذهلتها، لكنها أرغمت نفسها على أن تتذكر السبب الرئيسي لقدومها إلى هنا : " هل . . . هل يمكنني أن أرى تيودور أولاً . . . من فضلك ؟".
احلى منتدى
رأى مبلغ شحوبها وتوترها ، و الظلال الخفيفة تحت عينيهاما جعل وجهها الجميل يبدو شارداً. فهز رأسه بعزم: " أولاً، يجب أن تأكلي شيئاً".
- ولكن . . .
- لا اعتراضات ، صوفي . اغتسلي وغيرّي ثيابك أولاً، ثم نتناول العشاء. لم تتعود مثل هذه السيطرة من أي رجل ، وأوشكت أن تحتج لولا أن وميضاً متسلطاً في عينيه الفاحمتين أنذرها بأن احتجاجها سيقابل بأذن صماء، وأنها سترى الطفل حين يسمح لها بذلك. وعليها أن تنهي الوجبة كلها أولاً. قالت، غير راغبة في الجلوس معه وحدها ، خوفاً من اضطرارها إلى مسايرته طوال الوقت ، أو صدّ الأفكار الممنوعة: " لا ضرورة إلى إزعاج أنفسكم بتقديم عشاء لي. يكفيني أن
أتناول شطيرة في غرفتي".
ضاقت عيناه غيظاً لرفضها ضيافته : " من غير الجائز عدم تقديم الطعام إلى ضيف قادم من رحلة طويلة ، هذا إلى أن أمامك غداً يوماً طويلاً مرهقاً. ستنضمين إليّ في غرفة الطعام لتناول العشاء ".
هكذا هو مرة أخرى . . . يأمرها بدلاً من أن يسألها ! ماذا سيفعل إن هي أصرت على البقاء في غرفتها؟ ولكن ألا يبدو هذا غباء منها؟ لا يمكنها أن تختبئ منه طوال مدة وجودها هنا. من الأفضل إذن أن تعتاد على تناول الطعام معه، مهما كانت هذه الفكرة مفزعة لها ومثيرة في الوقت نفسه . ومن المؤكد أن الوقت غير مناسب الآن للتفكير بهذا الشكل!
فأومأت:" لا بأس. سأغيّر ملابسي ثم أنزل مرة أخرى"
- سأكون في الانتظار .
شعرت صوفي بشيء من عدم التحكم في نفسها وهي تتبع المرأة العجوز إلى الطابق الأعلى . راحت تتساءل كيف يمكن ان يعتاد المرء على أن ينال كل أمنياته.
رغم أن راتبها هو أكبر من مريح ، فقد كانت دوماً تفتخر باستقلالها . فهي خلافاً لأكثر صديقاتها ، لا تستأجر من ينظف لها شقتها، كما أنها لترسل قمصانها إلى المصبغة لتنظيفها. دوماً كانت أمها تكرر عليها القول إن تكليفك من يقضي لك شؤون حياتك هي مهمة تجعلك تبتعدين عن حياتك نفسها.
احلى منتدى
كم هي الحياة مختلفة هنا، مع البستانيين و الطهاة و النساء اللاتي يعتنين بالطفل.
كانت غرفتها المنعزلة باردة يحتلها سرير عريض بسيط مغطى بملاءات ناصعة البياض. وقد وضع أناء فيه أزهار بيضاء لم تعرف نوعها على المنضدة، كما كانت هناك مروحة في السقف .
تمنت لو أن بإمكانها لأن تستلقي فقط وتغمض عينيها ، لكنها تعلم أن مضيفها غير المتسامح في انتظارها.
أشارت سلفادورا بإصبعها: " الحمام هنالك. أتحتاجين إلى شيء يا سينورا؟" .
السلام هو في قمة قائمتها، لكن لا سلام يلوح في المستقبل المنظور، مع وجود لويس الذي يبدو أشبه بملاك أسمر مغرٍ . أزاحته من ذهنها أن هناك أشياء أهم بكثير تريد أن تعرفها.
سألت: " كيف حال تيودور؟".
مجرد ذكراها اسم تيودور أدفأ قلبها :" هل يفتقد أمه كثيراً؟."
مضت لحظة لم تجب فيها سلفادورا ،وكأنها لم تفهم بعد أنه سؤال بسيط. ثم قالت بحذر :" طبعاً. إنه يعلم أن ثمة شيئاً حصل ، إنه يبكي ، لكننا سرعان ما نجعله يضحك مرة أخرى".
شعرت صوفي بالغثيان( إنه يعلم أن ثمة شيئا حصل)؟ لكن الطفل فقد أمه، وها هي ذي سلفادورا تجعل الأمر وكأنه ألقي لعبته من عربته! ولكن لدى سلفادورا سلطة أيضا، سلطة على تيودور، اكتسبتها من قربها منه ورعايتها له. وهي، أي صوفي، بحاجة إلي أن تخبرها بأنها تحب الطفل وهذا سبب حضورها إلي هنا. فقالت برقة:" أرجو أن أساعد أنا أيضا في جعله يضحك. شكرا سلفادورا. أرجوك أن تخبري لويس بأنني سأنزل للعشاء بسرعة".
- نعم سنيورا.
علقت صوفي ملابسها، وارتاحت وهي تغتسل لتتخلص من آثار السفر. ربطت شعرها المبلل في ضفيرة ولبست ثوبا قطنيا. كان البنطلون سيشعرها براحة أكبر، لكنها خافت من أن يكون للعشاء في هذا المنزل الفخم صفة رسمية معينة.
وكانت علي الصواب!
احلى منتدى
عندما دخلت غرفة الطعام، رأت أن لويس قد جلس إلي مائدة مستطيلة مجهزة لشخصين، وكان قد غير ملابسه. ما أن وقعت عيناها عليه حتي تسارعت ضربات قلبها بشكل مفاجئ . لقد استبدل القميص القصير الكمين بقميص ناصع البياض يبرز العضلات جسمه الصلب. وقد ترك الزرين العلويين مفتوحين، فبدة بشرته السمراء والشعر الأسود الذي يكسو صدره. وعندما نهض واقفا لدخولها بدا بنطلونه الأسود في غاية الأناقة، وكأنه قادم لتوه من إحدى اللوحات المعلقة على الجدران، والتي تمثل صور أجداده. جف فم صوفي حتي أصبح كالرماد.
قال لويس بلهجة رسمية وهو يقف:" مساء الخير. أرجو أن يكون كل شيء حسب رغبتك". مضت لحظة نسيت صوفي فيها كيف تسير بشكل صحيح، فوقفت مترنحة عند العتبة وهي تتشبت بمقبض الباب بأصابعها المرتجفة لتسند نفسها. أدركت أنها أصبحت وحدها مع هذا الرجل الرائع الذي ترغب فيه وتخاف منه في الوقت نفسه. قطب جبينه وهو يري شحوب وجهها الذي جعل بشرتها تبدو شفافة. وخاف من أن يغمي عليها فجأة، فأسرع نحوها:" هل من خطب؟".
هل من خطب! بالطبع! إنها تشعر بكل ما عليها أن لا تشعر به، مالا تريد أن تشعر به. أفكار قاتمة اكتنفتها وسجنتها بين تصورات ممنوعة
ووجدت نفسها تدعو الله أن يرحمها ويريحها من هذه المشاعر. عليها أن تركز مشاعرها على تيودور وعلى ذكرى ميراندا. . . وليس على تأثير مضيفيها الذي يذيب العظام. وهزت رأسها:" لا، أنا بخير".
- إجلسي إذن من فضلك.
وجذب لها كرسيا، ثم عاد إلي مقعده:" لأنك لا تبدين لي بخير".
جلست على مقعدها شاكرة، ورغبتا منها في إلهاء نفسها، لم تنظر إلي عينيه الفاحمتين، بل أجالت نظرها في المكان، متأملة بجلستهما الرسمية إلي العشاء. كانت المائدة مجهزة بأفخر أنواع الفضيات وأبهي الأزهار، ومضاءة بالشموع. فكرت صوفي أنها من نوع الموائد التي تحتاج إلي عصا البلياردو كي تدفع المملحة من ناحية إلي أخري، فقد كانت طويلة جدا. لم يحدث قط من قبل أن بدا لها تناول شطيرة في غرفة النوم بمثل هذه الجاذبية والأمان. قالت وهي تبتلع ريقها:" ما كان لك أن تتكبد كل هذا العناء لأجلي!". رفع حاجبيه متسائلا بغطرسة:" عناء؟ أؤكد لك أن هذا العشاء هو كالمعتاد بالضبط". فكرت صوفي أن ذلك أمر طبيعي. فهي لا تتصور لويس من أؤلئك الرجال الذين يتناولون عشاءهم على صينية أمام التلفزيون! قالت بشيء من الضعف:" آه، فهمت!".
أخذ يتأملها. لم يكن يتوقع نزولها بع، وكان يتصورها تغير مظهرها في غرفتها. لكنه لاحظ أن وجهها لم يمس ولا يزال كما رآه في المطار. لم تعبأ بوضع أية زينة عليه، كما أن شعرها ما زال مبللا من الدوش. وقد جعلها ثوبها تبدو نظيفة منعشة وأصغر من عمرها بكثير كما منحها مظهرا بريئا.
احلى منتدى
والتوي فم لويس بسخرية؛ لقد أعتاد على نساء يفعلن أي شيء للتأثير عليه. يضعن زينة الوجه بحذر ودقة ويرتدين أزياء مصممة بعناية بحيث تظهر جمالهن ورشاقة أجسامهن. في وقت كهذا لم يكن يتوقع ملابس فاخرة عليها، لكنه توقع أن تبذل ولو بعض الجهد فوق العادة. بدا واضحا أن صوفي ميليز لا تحاول التأثير عليه، القطني متواضع قدر الإمكان، ومع ذلك جعلت بساطته جسمها يبدو أكثر إغراء. بدت مزيجا مثيرا من البراءة والحنكة. شعر لويس بالإثارة على كره منه، وفكر في أن هذا التأثير قد يكون متعمدا. ربما هي تعلم بالضبط ردة فعل الرجل إزاء المرأة ذات المظهر البريء. قال بهدوء:" أرجوك أن تتناولي حساءك". أخذت ترتشف الحساء إلا أنها لم تستطع أن تقاوم انجذاب نظراتها إلي مضيفها. آه، كم يبدو مثبطا للهمة! ليس فقط لجلوسه في الطرف الآخر للمائدة. لا، بل تلك الروعة
بريق المحزن الذي يلمع في عينيه ألبعيدتي الغور، كانا يمنعانها من التحدث إليه.
- سنيور؟
نظرت صوفي حولها فرأت فتاة اسبانية رائعة الجمال ، صغيرة السن ، تقف عند الباب.
فقال إلى صوفي مشيراً إلى زجاجة:" أتريدين عصيراً؟" وكانت هي بحاجة إلى شيء ينعشها :" نعم . . رجاءً".
تمتم بالاسبانية فأسرعت الفتاة على الفور تسكب العصير في كأس صوفي البلورية ثم أكملت لتملأ كأس لويس.
شربت صوفي قليلاً من العصير :" إنه . . . لذيذ".
فرفع كأسه بنضرة مفكرة :" أظن علينا أن نشرب نخب الشكر لله لأجل حياة ميراندا".
وكان هذا أكثر مما تحتمل! وضعت صوفي كأسها على المائدة بيد مرتجفة ، وقد عجبت للمقدار الذي يمكن أن يصل إليه نفاق الرجل. أليس لديه فكرة أن ميراندا قد أفضت إليها بأن الدون لويس المدمّر الجاذبية لديه قلب من الثلج ؟احلى منتدى
فسألته :" أتعني حياتها بشكل عام، أم حياتها هنا؟ إذا كان الأمر كذلك ، فهذا لن يكون نخباً بهيجاً، كذلك يا لويس؟"
يا لمشاعرها المحمومة ! كما أخذ يفكر وهو يرى الغضب يلتهب في عينيها كالكهرباء . فواجه التحدي فيهما شاعراً بالنبض يخفق وامضاً بالحياة في صدغيه. سألها بجدية:"وهل كانت تلك حياة فظيعة؟"
لم تهتز نظراتها، وخرجت الكلمات من فمها بسرعة ملؤها المرارة:" يا ليت الله لم يجمعها بك! ".
أومأ لويس ببطء. لو لم يقابل ميراندا لما كان لديه تيودور، وهو لا يتصور حياته من دون ابنه هذا. كم أخبرت ميراندا صوفي عن حياتها معه؟أخذ يتساءل وهو يضع كأسه وينظر إليها متأملاً. ثم سألها ببطء:" صوفي هل تعرفين كيف كانت علاقتي بميراندا ؟".
- أعلم أنك التقطها من الطائرة حيث كانت تعمل كمضيفة .
جمد مكانه :" التقطها؟".
انطلقت هذه الكلمة من فمه بكبرياء غاضبة وكأنها رصاصة:" أتظنينني من نوع الرجال الذين يدورون حول العالم، يعرضون حبهم على المضيفات الطائرات؟".
- وما أدراني؟ لم تنقصك النساء قط ، أليس كذلك؟ لم أسمع بذلك. بريق المحزن الذي يلمع في عينيه ألبعيدتي الغور، كانا يمنعانها من التحدث إليه.
- سنيور؟
نظرت صوفي حولها فرأت فتاة اسبانية رائعة الجمال ، صغيرة السن ، تقف عند الباب.
فقال إلى صوفي مشيراً إلى زجاجة:" أتريدين عصيراً؟" وكانت هي بحاجة إلى شيء ينعشها :" نعم . . رجاءً".
تمتم بالاسبانية فأسرعت الفتاة على الفور تسكب العصير في كأس صوفي البلورية ثم أكملت لتملأ كأس لويس.
شربت صوفي قليلاً من العصير :" إنه . . . لذيذ".
فرفع كأسه بنضرة مفكرة :" أظن علينا أن نشرب نخب الشكر لله لأجل حياة ميراندا".
وكان هذا أكثر مما تحتمل! وضعت صوفي كأسها على المائدة بيد مرتجفة ، وقد عجبت للمقدار الذي يمكن أن يصل إليه نفاق الرجل. أليس لديه فكرة أن ميراندا قد أفضت إليها بأن الدون لويس المدمّر الجاذبية لديه قلب من الثلج ؟احلى منتدى
فسألته :" أتعني حياتها بشكل عام، أم حياتها هنا؟ إذا كان الأمر كذلك ، فهذا لن يكون نخباً بهيجاً، كذلك يا لويس؟"
يا لمشاعرها المحمومة ! كما أخذ يفكر وهو يرى الغضب يلتهب في عينيها كالكهرباء . فواجه التحدي فيهما شاعراً بالنبض يخفق وامضاً بالحياة في صدغيه. سألها بجدية:"وهل كانت تلك حياة فظيعة؟"
لم تهتز نظراتها، وخرجت الكلمات من فمها بسرعة ملؤها المرارة:" يا ليت الله لم يجمعها بك! ".
أومأ لويس ببطء. لو لم يقابل ميراندا لما كان لديه تيودور، وهو لا يتصور حياته من دون ابنه هذا. كم أخبرت ميراندا صوفي عن حياتها معه؟أخذ يتساءل وهو يضع كأسه وينظر إليها متأملاً. ثم سألها ببطء:" صوفي هل تعرفين كيف كانت علاقتي بميراندا ؟".
- أعلم أنك التقطها من الطائرة حيث كانت تعمل كمضيفة .
جمد مكانه :" التقطها؟".
انطلقت هذه الكلمة من فمه بكبرياء غاضبة وكأنها رصاصة:" أتظنينني من نوع الرجال الذين يدورون حول العالم، يعرضون حبهم على المضيفات الطائرات؟".
وما أدراني؟ لم تنقصك النساء قط ، أليس كذلك؟ لم أسمع بذلك..

جعلته يبدو وكأنه أحد قطط الأزقة. صرف لويس بأسنانه:" أنا لا أنشيء علاقات من دون تمييز. ولم أكن كذلك قط". ألقت عليه نظرة باردة غير مصدقة :" أحقا؟".
فقال بلهجة خطرة:" صوفي. . . ". ثم سكت. إنها هنا ربما لأيام معدودات فلماذا يسود ذكرياتها ويغامر بجعل حزنها لفقد قريبتها أسوأ مما هو عليه؟ وعندما لاحظت سكوته سألته:" ماذا؟". فهز رأسه:" لا شيء". ما الذي يخفيه عنها؟ ما الذي لا يجرؤ على إخبارها به؟ فقالت بعناد:" أريد أن أسمع قولك أنت عن كيفية تعارفكما". سادت لحظة صمت، ثم أخذ يسرد ذكرياته برقة وابتسامة جافة:"كنت أقوم برحلة عمل بالطائرة إلي نيويورك. أحضرت لي ميراندا شرابا ثم كتبت اسم فندقها على الفوطة المرافقة للكأس مقترحة أن نتقابل هناك لتناول شرابا".
- وأظن أنك لم تستطع أن تقاوم هذا العرض.
- ولماذا أقاومه؟ كانت فتاة جميلة مليئة بالحياة.
أخذت صوفي رشفة أخري مرتجفة من شرابها:" لا فرق بالنسبة إليك ، أيا تكن المرأة. أليس هذا ما تعنيه؟". شعر بالغضب وبالكبرياء:" لو أن المسألة كذلك، لكنت أمضيت حياتي كلها مع النساء". تسارعت خفقات قلبها واهتزت لقوله هذا:" هذه مباهاة متغطرسة يا لويس".
احلى منتدى
- إنها ليست مباهاة بل هي حقيقة بكل بساطة، يا عزيزتي.
لكنه رأي شحوب وجهها فلانت قسماته. كانت متعبة منهكة وحزينة للغاية، فقال بهدوء:" هيا، فلنشرب حساءنا بسلام، وندع الحدبث في هذا الموضوع". هزت صوفي رأسها. أرادت أن تعرف شيئا عن حياة ابنة خالتها هنا، فقد بدت الصورة غير واضحة بالنسبة إليها. كانت اتصالات ميراندا بها غريبة نوع ما. فهي لم تكن تكلمها إلا عندما تكون وسط الأزمات الكثيرة، التي يبدو وكأنها تتعقبها طوال حياتها.
- أريد أن أعلم. أريد أن أسمع تفسيرك لما حدث.
كانت تتكلم وكأنه يخضع للمحاكمة، كما أخذ يفكر بمرارة. لأجل ابنه واسم دي لاكامارا، يجب أن لا يحاكم ويثبت جرمه:" حسنا جدا. أنا لا أنكر أن الغرور تملكني لاهتمامها بي. عندما تفصح امرأة رائعة الجمال عن رغبتها في رجل ما، ما الذي لا يفعله الرجل؟".
- لكنني أظنك نويت على علاقة عابرة؟
فنظر إليها دون أن يفهم :" علاقة عابرة؟ وأي بهجة يمكن أن تنتج عن علاقة خاطفة كهذه؟". سمعت الحيوية والنشاط في صوته ورأت
العاطفة المشبوبة على ملامحه الوسيمة المتكبرة، فأدركت أن ميراندا في ملاحقتها للويس قد طارت حتي قاربت الشمس، ثم دفعت الثمن. أن تعرف رجل كهذا بشكل حميم، ثم تلد له ابنا لا بد رفعها إلي قمة تسبب الدوار حيث لا يبقي أمامها سوي الانحدار، أدركت صوفي بثقة عمياء، لم تستطع تفسيرها، أن لويس يملك شخصية مراوغة. فهو لا يمنح المرأة سوي جزء من نفسه. جسده. نعم، لكن قلبه؟ وتساءلت إن كان لرجل كهذا قلب في الحقيقة. وإذا ما كان يملك قلبا ، فهو كما قالت ميراندا مرة، مصنوع من الثلج وليس من لحم ودم.
- إذن فقد كنت تقدم إليها مستقبلا، إليس كذلك؟
فهز كتفيه:" ليس للعلاقات شكل معيّن أنا أسميها علاقة معترف بها".
- يا لها من كلمة باردة تطلقها على ذلك!
- لا أعني ذلك. كانت علاقتنا بهيجة للغاية، حينذاك على الأقل.
احلى منتدى
- لكن الطفل غير ذلك ، كما أظن؟
مرّ صمت قصير متوتر قال بعده بجمود:" نعم، صوفي. الطفل عيّر كل شيء".
- ولكن . . . ولكن. . . إذا لم يحصل ذلك، هل كنت ستتزوجها؟ .
قابل نظراتها بثبات، متسائلا عما جعله يتحدث إلي هذه المرأة بتلك الصراحة. كان يدرك أن سرد المزيد من الحقائق سيؤلمها، فما الغاية من ذلك؟ فقال برقة:" أظن أن هذا الحديث طال بما يكفي، أليس كذلك؟". فقالت متوسلة:" أخبرني".
- أظنك في أعماقك، تعرفين جواب هذا ، أليس كذلك يا صوفي؟
فقالت بصوت خافت:" إذن فأنت لم تحبها؟ أنت تزوجتها لكنك لم تحبها!".
- أنت تلقين سؤالا مستحيلا.
- ليس مستحيلا . . . ربما صعبا لكنه ليس مستحيلا.
ساد صمت عميق مشحون قبل أن يقول بهدوء:" لا أظنني أعرف ما هو الحب! أتعرفينه أنت؟ كل ما أعرفه هو أن ميراندا كانت حاملا وكان من واجبي أن أتزوجها. ومن مسؤوليتي أيضا".
- واجب؟ . . . مسؤولية؟
ليس هذه كلمات رجل أحب وخسر من يحب. وبقلب متألم تقبلت صوفي حقيقة أن الأستقراطي الإسباني المتكبر لم يحب ابنة خالتها حقا








الحالمة دائما غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-10, 03:02 PM   #8

القارئة111

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية القارئة111

? العضوٌ??? » 1292
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,392
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » القارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


:: شكراااااااااااا على الرواية الراااائعه :44:

بالإنتظار التكملة
:cool:


القارئة111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-10, 01:43 PM   #9

توت بري

? العضوٌ??? » 96518
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 179
?  نُقآطِيْ » توت بري is on a distinguished road
افتراضي

ياريييييييييييييت تكمليييييها بليييييييز
حلوة كتير هالرواااااااااية
يعطيكي العافية


توت بري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-10, 02:38 PM   #10

noga33
alkap ~
 
الصورة الرمزية noga33

? العضوٌ??? » 114980
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,259
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » noga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond reputenoga33 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

روايه ررررررررررررررررررررررررا ئعه تسلم الايادى

noga33 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.