آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-06-10, 12:01 AM
| #21 | ||||
 
|  وقف لانس يجذبها معه ، وسارا معا بخطوات سريعة نزولا عن التل . كانت مايسى ممتنة لذراعه التى تدعمها . لقد امضت الليل كله تتقلب توبخ نفسها اولا ، ثم لانس على الاشياء التى قالاها لبعضهما .. اما الان فكل شئ عاد على ما يرام مجددا 0 يقع محل موفات فى شارع هاى ستريت ويقدم الخبز المصنوع يدويا ، الكايك والحلويات . فيه غرفة خلفية لوجبات الصباح .. كان دافئا فى الداخل وحميما . واختارا طاولة قرب الواجهة .. وساد صمت وهما ياكلان 0 على الاقل ، اكلت مايسى . بينما اخذ لانس يراقبها وهو يشرب الشاى .. وصبت مايسى لنفسها كوبا اخر وقالت : طيبة قلب منك انك تركت الين تحتفظ بكوميت .. واعتقد انك طلبت الاذن من بريسكوت ؟ ابتسم ولم ينكر .. دفع شيطان مايسى كى تكمل : يقول بريسكوت انك بحاجة الى زوجة 0 ارتشفت من فنجانها ، تتساءل الى اى حد تستطيع ان تتمادى : وانا اميل الى الموافقة معه 0 -هذا تفكير جيد منكما بمصلحتى .. يجب ان تضما جهودكما الى جهود امرأة عمى انجيلا .. ستكون مغتبطة لانكما فى صفها 0 -سيحل هذا بضع مشاكل لك ... اليس كذلك ؟ -لكن هذا ليس السبب الافضل .. فاذا قررت ان اتخذ زوجة لى ، فسابلغكم بهذا جميعا . حتى ذلك الوقت ، ساكون ممتنا لو ابعدتم انوفكم الحشرية ! ضحكت مايسى ومدت يدها تاخذ قطعة توست اخرى ، ووقعت عين لانس على رسغها فصاح مقطبا للعلامات المطبوعة عليه : هل فعلت انا هذا ؟ اننى متوحش ! -تظهر على الكدمات بسهولة .. ولطالما كنت هكذا 0 اجفلت قليلا لسماع صوت يقول من فوقهما : لانس ! مايسى ! لم اتوقع وجودكما هنا! دون استعجال ، ترك لانس يد مايسى ووقف : عمتى انجيلا .. هذه مفاجاة .. اتودين الانضمام الينا ؟ كانت العمة انجيلا بلايوود امرأة محافظة جدا ونظراتها دائما تشوبها دلائل عدم الرضى . اصبح شعرها ، الذى كان يوما اشقر كشعر روى الان ابيض .. وكانت تنظر الى ابن اخ زوجها باستهجان ، والى مايسى بارتياب وكراهية لاتكاد تخفيها 0 كانت مايسى تعرف كراهيتها لها حتى وهى طفلة . وتعلمت ان تبتعد عن طريقها قدر المستطاع ، مع نظرة من البراءة المتسعة العينين ، تحاول بها صد اى اتهامات او تحذير او كائنا ما يكون يدور فى خلد العمة 0 | ||||
|  |
|
17-06-10, 12:02 AM
| #22 | ||||
| رفضت انجيلا الدعوة للشاى ، وطافت عيناها بالطاولة ثم عادتا الى لانس بتعبير من يطلب تفسيرا .. لكنه لم يكن ممن يهول عليه بسهولة ، وخيب املها بان لم يقدم لها اى تفسير ... رافقها الى طاولتها حيث قدمته الى صديقة منتظرة ، وهدا من مشاعر العمة ببضع كلمات مختارة 0 حين عاد ، كانت مايسى قد انهت كل التوست وشربت الشاى .. فوقف الى جانبها ، يميل الى الامام ، ويد على الطاولة والاخرى على ظهر الكرسى ، وتمتم : هل نذهب ؟ سادفع الفاتورة بينما تودعين العمة انجيلا 0 وابتسم لها بخبث .. كانت مايسى تحس بعينى العمة انجيلا الثاقبتين كعينى النسر تنظران اليهما .. لكنها تمنعت عن الرد على تلك النظرة ، وتقدمت اليها على مضض . قدمتها العمة الى صديقتها على انها ابنة اخت هيلارى ، لكن انجيلا ، بالرغم من الاسئلة العديدة التى طرحتها ، لم تسال مايسى عن سبب وجودها مع لانس ، وهذا ما كانت مايسى ممتنة له فهى لم تكن قادرة على التفكير بتفسير واحد قد يبدو مقبولا 0 حين انضمت اخيرا الى لانس ، سالها وعيناه ترقصان خبثا وهو يرفع ذراعه وداعا لزوجة عمه 0 -هل خرجت دون اصابات ؟ وخرج معها من المحل الى الشارع . فاجابت معترفة : بالكاد 0 قال مسرعا فى خطواته : بامكانك اخذ الطرد من البريد بينما استعيد سيارتى ، فهى متوقفة قرب حدود التوقف المسموح 0 سالت بدهشة : طردى ؟ فى مكتب البريد اعطيت طردا بلفافة بنية ، محولة على عنوانها الاصلى بخط يد ستيلا .. اخيرا اصبح كتاب كودنايم فوكس فى حوزتها ! فى غرفتها ، فتحت اللفافة البنية لترى امامها النسخات الخاصة بها .. كان الغلاف الاحمر ، براقا وملفتا للنظر ، مع احرف يابانية سوداء على الغلاف الامامى بشكل خنجر .. مررت يدها فوقه تبتسم ببلاهة ، وفتحت الغلاف تقلب الصفحات 0 كان احساسها لا يصدق .. وكانما شخص اخر كتبها ! اعادت النسخات الى المغلف الاسمر لتخبئها فى اسفل الخزانة 0 وصل شهر كانون الاول بطقس سئ وثلج متساقط .. بعد اسبوع من الصقيع القاسى تجمدت البحيرة واخرجت مايسى الزلاجات من مخازنها ، وجرت تجربة الثلج لاختبار سلامته .. كان جوهان والين يعيان اخطار البحيرات المتجمدة بعد سماعهما كيف كان روى ولانس على وشك فقدان حياتهما ، حين انكسر الجليد وتشقق فى احدى السنوات .. وسالت الين حين ذكرت القصة مرة اخرى وهم يتجهون الى البحيرة : هل كنت معهما مايسى ؟ هزت راسها نفيا : لقد حدث هذا الشتاء الذى سبق قدومى ، ولم اكن مسؤولة عن كل حادثة وقعت لهما فى الماضى جوهان ! ابتسم ابن خالتها وسال ببراءة : اوه ... الم تكونى مسؤولة ؟ صاح روى ضاحكا وكان يجلس فى المقدمة مع لانس الذى كان يقود الفورد ، والتفت لينتزع قبعة مايسى الصوفية 0 -ارايت تلك السمعة التى لك مايسى ؟ كان بعد ظهر كله حنين . واحست مايسى انها عادت الى السادسة عشرة من عمرها0 | ||||
|
| |
|
17-06-10, 12:04 AM
| #23 | ||||
| بدا كتاب فوكس فوق الصخور ينطلق وحين سافر لانس فى عمل له الى امستردام ، كان لديها ثلاثة ايام راحة لتعمل عليه 0 كان جوهان يشارك فى دور مسرحى فى الكلية ، وذهبت مايسى مع الين لمشاهدته ، كان دوره احد الادوار الرئيسية .. فيما بعد وجدت مايسى نفسها تتحدث الى مدرب المسرحية واخبرته انها رائعة ، وان جوهان فاجاها باتقان دوره .. رد المدرب : شكرا لك .. انا سعيد لانك تمتعت بالمسرحية . لقد عمل الجميع بمشقة وقاموا بافضل ما يمكنهم خاصة جوهان .. لديه موهبة ، وابن خالتك هذا ..ويريد ان يتخذ التمثيل مهنة له 0 -ياخذه مهنة ؟ التمثيل ؟ -اجل هذا ما كان يقوله فى الاسبوع الماضى 0 ابتسمت مايسى 0 -... انها اول مرة اسمع فيها ان جوهان يريد امتهان التمثيل 0 -العائلة فى ميدان النشر .. اليس كذلك ؟ -احد فروعها فقط .. ومن المتوقع ان ينضم جوهان الى المؤسسة العائلية .. شقيق جوهان الكبير محامى 0 -قد تكون هذه مجرد مرحلة .. مع اننى لمعرفتى بجوهان ، اشك فى هذا . ها هو قد جاء الان ... حيا جوهان وهناه على ادائه مكملا : اخشى ان اكون ذكرت اهتمامك المهنى بالمسرح جوهان .. وانا اسف 0 نظر جوهان الى مايسى بسرعة وقال : لاباس بهذا سيدى ، لاامانع فى ان تعرف ابنة خالتى 0 ابتسم المدرب ارتياحا : عظيم .. الان اعذرانى ، اعتقد اننى مطلوب 0 هز راسه بطريقة ودية وابتعد 0 نظر جوهان بشئ من التحدى الى مايسى : تعرفين الان 0 -الهذا كنت كالدب الهائج فى الاسابيع الماضية ؟ ابتسم بخجل : لا اريد ان اخيب امل لانس 0 -حسنا .. لا اظنه يريدك ان تعمل فى مهنة لايرغبها قلبك .. وهو يعرف هذا تماما .. اليس كذلك ؟ هو ايضا اختار الابتعاد .. ومن المؤسف انه لم يرك اليوم . لقد كنت ممتازا حقا جوهان ! احمر وجهه سعادة : شكرا ، اما بالنسبة للانس ، سانضم الى مدرسة التمثيل فى كانون الثانى واذا قبلت فساقول له ، لكن لا داعى لهذا لو رفضونى . لن تقولى له شيئا ... اليس كذلك ؟ -فقط لو وعدتنى بعرض افكارك امام لانس .. ليست غلطته انك تشعر بالارتباك والذنب ، ولن يستطيع مساعدتك اذا لم تقل له .. اليس كذلك ؟ ابتسم جوهان : انا سعيد لانك عرفت مايسى 0 فى الامسية التالية رفعت الين راسها عن كتبها وقالت : سيكون لانس فى البيت غدا .. اليس كذلك ؟ اجابت مايسى تلعق اصبعا وخزته بالابرة : هل اشتقت اليه الين ؟ هزت الين راسها ايجابا 0 | ||||
|
| |
|
17-06-10, 12:05 AM
| #24 | ||||
| -اكره ابتعاده عنا ... لكننى لا اقول له هذا بالطبع . فما الفائدة ؟ ابتسمت بحياء لابنة خالتها : رائع ان تكونى معنا مايسى .. لكن هذا لن يدوم .. اليس كذلك ؟ وعاد راسها مجددا الى كتبها 0 فكرت مايسى ان المرء يكون ضعيفا فى سن الرابعة عشرة .. انه عمر ما بين مرحلتين ، ليس بالطفل ولا بالناضج .. وقت متاجج ما بين القلق والتردد ، والكفاح للاستقلالية . فهل تسببت بالضرر بمجيئها الى هنا ؟ حين تغادر .. هل سيكون التغاير اكثر بروزا ؟ قالت بطريقة عفوية : اول يوم فراغ نحصل عليه ، سنذهب الى المدينة لنشترى لك فستانا لحفلة العمة والعم الياقوتية هه ؟ هزت الين راسها بسعادة 0 كانت ستيلا قد مضت قدما بمساعيها الزوجية بان دعت مايسى لتنظم الى دون واليها وزميل لدون ، الى حفلة عيد ميلادها ، فى دعوة للعشاء ثم الرقص .. وتمتعت مايسى ومع قليل من التشجيع ، اخذ الصديق يضغط عليها لموعد لقاء اخر .. لكنها لم تستطع ان تزعج نفسها بالقبول ، مع انه لطيف .. لكن ... كانت مايسى قد تركت السيارة فى محطة قطارات اشويل .. وهى تعود فيها الى المنزل ، تذكرت ان لانس سيعود اليوم ووجدت نفسها توافق مع الين .. قد يكون مثيرا للسخط بعض الاحيان ، لكن وجوده مطمئن للنفس وجدته جالسا متمددا فى مقعد امام النار يقرا ، وكوميت مستلق عند احدى قدميه .. اعدت ابريق شاى وجلسا يتفرجان على برنامج وثائقى عن اليابان ، ثم اخبرته باخبار العائلة بقدر ما تمكنت 0 وهى تمد يدها الى فنجانه لتملاه مجددا ، اوقعت الكتاب الذى كان يقراه صدفة من على ذراع المقعد ، فالتقطته وانقطع اعتذارها فى منتصف الطريق عند مشاهدتها الغلاف .. واحست بنفسها تحمر 0 قال : هذا احد كتبنا الاخيرة .. مرره لى روى لاقراه ، انها محاولة اولى للكاتب .. هذا ما عرفته 0 اعطته الكتاب وشغلت نفسها بصب الشاى وهى تسال : هل تتمتع به ؟ انتظرت متلهفة بالم وترقب ، وكانما تخشى الرد .. قال لانس : لازلت فى منتصفه .. انه ليس من النوع الجاسوسى العادى ، بل ان للشخصيات بعض العمق ، اجل .. انا اتمتع به 0 اخذ منها الفنجان الذى قدمته له 0 اجتاحها احساس بسعادة غريبة وقالت : لم اكن اعتقد انك تحب هذا النوع من الكتب لانس 0 نظر الى وجهها الممازح باتزان ، واجاب : احيانا يكون هذا النوع الوحيد الملائم للقراءة بعد يوم مرهق .. ذوقى فى القراءة متنوع .. كل ما اطلبه ان يكون الكتاب جيدا ، وهذا الكتاب جيد . يمكنك استعارته بعدما انتهى منه .. اذا رغبت 0 شكرا لك ، ساكون راغبة | ||||
|
| |
|
17-06-10, 12:06 AM
| #25 | ||||
| نظر الى الغلاف اللماع : روى يدعوه بالرجل الغامض .. م 0ن 0 ويرنر وهو يرفض المجئ الى المكتب ويبقى اتصالاته محصورة بالرسائل .. ويظن روى انه موظف حكومى معروف يريد البقاء مجهولا خوفا من ان يهز المؤسسة التى يعمل فيها ! حذرت نفسها : لا مزيد من الاسئلة .. هذا يكفى .. وشربت شايها ، تحس بدوار لذيذ .. لقد اعجب لانس بكتابتها ! واستقرت عيناها على يدى لانس الحاملتين للكتاب .. له يدان جميلتان 0 -حمراء ؟ انتبهت مجفلة ، تقول ضاحكة : اسفة ... كنت احلم 0 -اسال ما اذا كنت قد رايت عمى وزوجته او روى هذا الاسبوع ؟ -تناولت الغداء مع روى يوم الاربعاء .. لكن بسرعة . كان مضطرا للعودة للمكتب لموعد له 0 ووضعت فنجانها الفارغ على طاولة صغيرة 0 -هل هناك سبب للسؤال ؟ اظنهم جميعا بخير 0 -همم .. ؟ لا .. لا.. لقد اقلنى روى من المطار وتناولنا القهوة معا .. كان على وشك لقاء والديه لوجبة طعام .. كانوا جميعا سينضمون الى اسرة كولنز كما قال لى 0 قالت ممازحة ، وهى تقف وتسمح لتثاؤبة ان تفلت منها : انهم يقابلون اسرة كولنز كثيرا هذه الايام 0 قفز كوميت على قوائمه يهز ذنبه 0 قال لانس : ساخرج الكلب فى مشوار 0 -حقا ؟ شكرا لك . لكن يجب ان تضع له الطوق فهو لا يعرف معنى الطاعة بعد 0 نظر لانس الى الكلب الذى انقلب الان على ظهره ، وقوائمه تلوح فى الهواء ، وقال : لقد اكتشفت هذا . فاللعين على ما يبدو يحب خفى .. ونحن على خصام حول ملكيته 0 ضحكت مايسى : انه ذكى .. وما يحاول ان يفعله هو ان يجئ به اليك 0 -حقا ؟ انت تفاجئينى بهذا مايسى .. ومن يعلمه ان يجئ بالصحيفة ؟ هل لك ان تطلبى ممن يعلمه التوقف عن هذا ، فانا لا استسيغ الطباعة المبللة الممضوغة 0 ضحكت مايسى بشدة 0 -انت مفسد للمتعة لانس 0 | ||||
|
| |
|
17-06-10, 12:09 AM
| #26 | ||||
| -انتظرى الى ان يعبث بشئ لك 0 لحقت عينيه بها الى الباب : حمراء ... توقفت تدير له وجهها متسائلا .. فنظر اليها بعينين موجهتين ، ثم هز راسه قليلا : لا يهم ... عمت مساء 0 لكن عيناه بقيتا مثبتتين عليها لحظات قبل ان تعودا الى الكتاب 0 -عمت مساء لانس 0 القت نظرة اخيرة على الراس الاسود الشعر المنحنى فوق الكتاب .. على النار المتاججة ، على عينى كوميت البراقتين المتطلعتين من خلف الكرسى .. وطبعت المنظر فى عينى فكرها كى تتمكن من تذكره فيما بعد0 | ||||
|
| |
|
17-06-10, 12:10 AM
| #27 | ||||
| - صدمة العمر 0 توقف مرجل التدفئة فى مدرسة الين عن العمل ، واقفلت المدرسة ثلاثة ايام لاصلاحه . وقالت مايسى لابنة خالتها عند سماعها هذا : عظيم .. سنذهب الى المدينة لنشترى لك الفستان 0 وعرض لانس ايصالهما 0 خلال الرحلة التى جرت فى سيارة الفورد ، قالت الين : هل انت ذاهب الى المحكمة اليوم لانس ؟ ايمكن ان ناتى ؟ لم اذهب الى هناك منذ زمن طويل ولن يستغرق شراء الفستان اليوم كله .. اليس كذلك مايسى ؟ الا تودين رؤية لانس فى المحكمة ؟ نظرت مايسى اليه : اجل .. اود هذا .. لطالما تساءلت كيف يبدو فى روب المحاماة 0 -يبدو مميزا جدا 0 ردت الين متفاخرة ... فقال لانس : انتما تمدحانى لكننى لا اضمن لكما جلسة درامية ، فلدى دعوى تافهة وقد تجدانها مملة 0 سالت الين بخيبة امل : الن ترافع فيها ظ رد : ساقوم بحصة جيدة من الدفاع 0 قالت الين بحبور : هذا ما نريد ان نراه 0 مملة ام لا ، كانت قاعة المحكمة ممتلئة . والقضية اكثر اهمية مما جعلهما لانس تظنان . وهو يدخل ، نظر اليهما وابتسم قليلا ... استدارت الين الى مايسى قائلة هامسة : كل صديقاتى يحببن لانس بجنون ... يعتقدن انه فاتن الجمال 0 حبست الفتاتان انفاسهما بينما وقف لانس على قدميه ليستجوب الرجلين الاخرين فى القضية ، شركاء مولكه .. وراقبتا الرجلين تاسرهما طريقة لانس الهادئة الواثقة فى الاستجواب ، ليقعا اخيرا فى الفخ الذى نصبه لهما ... وهو يستدير عنهما مكتفيا ، ارتفع راسه الى الفتاتين ، وتحركت عينه اليسرى فى غمزة سريعة قبل ان يحنى راسه ليكلم زميلا له ... حين رفعت الجلسة للغداء التقوا كما هو مخطط فى الردهة المليئة بالناس .. تقدم لانس نحوهما واوراقه تحت ذراعه ثم قال باسف : انا اسف ، كنت امل ان اتناول الغداء معكما ، لكن شيئا ما حدث ، يجب الاهتمام به قبل انعقاد الجلسة مجددا 0 تحركت عيناه الى ما ورائهما ونادى : لن اتاخر 0 والتفتت الفتاتان اليا لتريا دوللى وودز بثياب المحاماة تحمل ملفا ، وابتسمت بانتظار انضمام لانس اليها 0 قالت مايسى بخشونة : نحن نفهمك تماما 0 واتفقوا على اللقاء فى مكتب لانس 0 حين نزل الين وجوهان السلم امسية حفلة الذكرى الياقوتية نظرت مايسى اليهما وقررت بفخر انهما رائعان .. كان جوهان فى بذلة رسمية وبدا ناضجا جدا . واحست مايسى بوخزة صدمة وهو يتقدم منها .. فمن الصعب التصديق ان هذا الشاب الوسيم الطلعة ، هو ذلك الطفل الاحمر الباكى الذى كانت تحمله بعد بضع ساعات من مولده ! اين ذهبت كل هذه السنين ؟ ماذا فعلت بها ؟ | ||||
|
| |
|
17-06-10, 12:13 AM
| #28 | ||||
| وتهادت الين لتنزل السلم تلحق باخيها ، محاولة الظهور انها محنكة ، الى ان اصبح الامر صعبا عليها فانفجرت بالضحك فى منتصف الطريق ... كان الفستان الذى اختارته مع مايسى من التافتا الحريري بلون ازرق قاتم وعنق مستدير مع حزام خصر عريض 0 سالت الين لانس : حسنا ؟ هل تنفع ؟ ردت بصوت دافئ : بكل تاكيد ... كلاكما .. وهذا ما يعطينى الامل بان تبلغا سن الرشد وارتاح منكما 0 اعلن جوهان متحديا : سابلغ هذا السن مع العام الجديد ، اعنى سن الرشد 0 ونظر نظرة اعتذار الى مايسى 0 قال لانس مهدئا : هذا صحيح 0 تدخلت الين نافذة الصبر : اظن ان سن الواحدة والعشرين سن متعقل اكثر .. ثم انت لم تقل شيئا عن مايسى ، لانس ! الاتظنها تبدو فاتنة ؟ الفستان من نيويورك من فيفث افينيو 0 جمدت مايسى تحس فجاة وكانها معروضة للفرجة .. اطلقت نحو لانس نظرة سريعة لتجد نفسها ماسورة فى نظرة تقييم طويلة متكاسلة .. اخيرا تمتم : العمة انجيلا ستحبه0 ومرر اصبعه على ظهرها : انيق جدا ، مثير جدا 0 -شكرا لك .. ولم اكن افكر بالعمة انجيلا حين اشتريته ! ضحك : لا .. هذا ما ظننته ... لقد اختارته لهذه الليلة على امل ازعاج العمة انجيلا ، ولانس يعرف هذا 0 قال يمسك بمعطف الفرو الابيض ، لتتمكن من دس يديها فى الكمين : حسنا .. اعتقد ان من الافضل حجز الرقصة الكبيرة منذ الان 0 لامس حرير البطانة بشرتها فاحست بالقشعريرة تسرى فى داخلها . بدا انها تحس بوجود لانس يقف خلفها ، ويداه على كتفيها وهو يسوى المعطف حولها ، بشكل لا يصدق . لم يستغرق الامر كله سوى بضع ثوان ... لكن الحركة كلها بدت بطيئة ، بينما تجمد جوهان والين ضمن اطار لوحة ، وحدها ولانس كانا حيين 0منتديات ***** كسرت الين الصورة الوهمية : انه فستان حلم ، مايسى 0 استدارت الى اخيها الاكبر : اوه .. لانس .. رائع ان تكون مايسى هنا معنا .. وسنكرة ساعة تتركنا ! رد لانس وهو يساعد اخته بمعطفها : موافق معك تماما الين ، حبى .. لكن لا نستطيع توقع بقائها معنا طويلا ، تعرفين انها متململة لا تهدا 0 ثم مرت عيناه على كل منهم واحدا واحدا وقال بلهجة غريبة : لا اظن اننا يجب ان نخذل العمة انجيلا 0 ضحك جوهان : عمتى مسكينة ليس لها ثقة بنا .. اليس كذلك ؟ قال لانس بجفاء : هذه ليلة مهمة لذا سنكون جميعا بافضل تصرف .. همم ؟ قالت الين برهبة : اربعون سنة زواج ! مسكين العم دايفد ! ثم رات نظرة اخيها الموبخة ، فصفقت يدها على فمها : اسفة 0 | ||||
|
| |
|
17-06-10, 12:14 AM
| #29 | ||||
| قال لانس امرا : الى الخارج ايتها الشابة 0 وهى تمر مع شقيقها امامه ، نظر الى مايسى نظرة ضاحكة وهى تتجاوزه 0 كانت الفورد متوقفة على استعداد ، والثلج مجروف من طريقها .. سال لانس : اتحب ان تقود جوهان ؟ رمى المفاتيح الى اخيه الذى التقطها بكل سرور .. جلست مايسى فى المقعد الخلفى مع الين ، تصغى بنصف انتباه الى الحديث الدائر حولها .. احست انها مقيدة ، متوترة ، وكان الليلة هى الاكثر اهمية .. كان لديها احاسيس متناقضة .. فدايفد وروى لم يعتبراها يوما سوى فرد من اسرة بلايوود ، لكن انجيلا كانت دائما تجعلها تعى صلتها الضعيفة بهم . التفت لانس من فوق كتفه يسال : اكل شئ على ما يرام حمراء ؟ انت هادئة جدا 0 ردت بما هو مناسب ، ثم ظهرت انوار الفندق عبر الاشجار ودخل جوهان الى موقف السيارات 0 كانت انجيلا ودايفد بلايوود يستقبلان المدعوين عند مدخل قاعة الرقص الكبرى التى استاجراها لعيد زواجهما الاربعينى الياقوتى وتقدم دايفد اليهم بوجه متهلل والسعادة فى عينيه .. انحنى يقبل الفتاتين : مايسى ، الين ، عزيزتاى .. تبدوان رائعتين 0 دايفد رجل طويل القامة ، بشعر اشيب متراجع الى الوراء ، وعيناه بنيتان لطيفتان فى وجه نحيل غائر .. والتفت يصافح ابنى اخيه : جوهان ، لانس ، مسرور بمجيئكم0 ادار راسه ينادى : انجيلا ! وصلت العائلة 0 كانت انجيلا تتحدث الى احد المدعوين وانضمت الى زوجها ، سمحت للاخوين بملامسة خدها وشكرت لانس للهدية المشتركة المؤلفة من طاقم كؤوس كريستالية .. ثم تجاوزتهما بنظرها لتستقر عيناها على مايسى 0 كانت تعتبير ان لهذه الفريبة البعيدة تاثير سئ على روى فى صغرهما ، ولفترة ما كانت تخشى ان تصبح مايسى كنتها ولحسن الحظ عاد روى الى تعلقه ولم ينتج شئ عن علاقتهما .. مع ان الخطر لازال موجودا كما كان دائما .. فقد يخضع روى الى جاذبية الفتاة التى لاسبيل لانكارها كما قيل لها ، مع انها لاترى فيها اية جاذبية 0 همست الين لمايسى : زوجة عمى مبالغة فى التانق قليلا .. الا تظنين هذا ؟ تبدو كانها زينة مناسبة لشجرة الميلاد ! قالت مايسى امرة تقاوم كى لا تبتسم : هس ! تادبى ! ودخلتا قاعة الرقص 0 تقدم روى يقول فى دهشة واعجاب : لايمكن .. هذا مستحيل .. لكن بلى .. ! الانسة الين بلايوود شخصيا ! امسك بها يديرها صائحا : رائع جدا .. رائع جدا ! ستكون الرقصة الاولى معك الين حلوتى ... استدارت عيناه نحو مايسى ، وصفر بصوت ناعم : تبدين مذهلة انسة هيللر0 احنت راسها برشاقة ترد : شكرا لك سيد بلايوود .. وانت تبدو رائعا كذلك 0 ووقفا ينظران بابتسام الى بعضهما 0 اعتذرت الين وذهبت تنضم الى صديقة ، وقال روى بجدية : اريد الحديث معك مايسى .. وفرى لى رقصة بعد الطعام ، ايمكن ؟ قبل ان ترد تقدمت روزلين كولنز فى فستان واسع من الشوفين تبدو فيه جميلة جدا ، لتدس يدها فى ذراع روى وتبتسم : مرحبا مايسى .. جميل ان اراك .. روى تعال ! اريد ان تلتقى .... وقادته بعيدا وهو يضحك من فوق كتفه معتذرا ، واطبقت يد على ذراع مايسى تقودها الى مكان بعيد فى القاعة ، لتقف بها عند طاولة قرب حافة حلبة الرقص0 اعطاها لانس كوب عصير وعيناه تطوفان فى القاعة : اظن اننا سنحتاج الى دعم ، لقد لمحت لتوى عمتنا الكبرى لوسيندا .. ويالهى ، اليس هذا العم ميردوك ! تجاهل ضحك مايسى وتابع النظر الى المتقدمين ببرود متحفظ والتسلية فى عينيه وتابع : ياله من جمع .. الثروة والوجاهة يجتمعان مع الاقارب الذين لا نراهم سوى فى الجنازات والاعراس 0 | ||||
|
| |
|
17-06-10, 12:16 AM
| #30 | ||||
| فى اقصى زاوية قاعة الرقص ، بدات فرقة موسيقية صغيرة تعزف لحنا شعبيا وجاء جوهان يطلب من مايسى ان ترقص معه قائلا وهو يضحك : سامرن اطرافى معك اولا مايسى 0 ردت : هذا شرف لى 0 وخطت الى الحلبة ، لاتعى موجة الاهتمام التى كانت تزرعها بين الضيوف 0 كان الرقص مزيجا ما بين القديم والحديث .. وسرعان ما تلاقى جوهان والين مع شبان وشابات من الضيوف والاقارب .. كانت مايسى تعرف الكثير من المدعوين هناك وتجولت بينهم تتحدث ، تتلقى اخر الاخبار ، وتؤخذ باستمرار الى الرقص .. كانت تعى وجود روى فى كل مكان بصفته ابن صاحبى الحفل ، يرقص بحيوية لافتة للنظر ، يتكلم بجدية مع زملاء عمل له .. وهو يمر بمايسى خلال احدى الرقصات همس : رقصتنا بعد العشاء ! لمحت لانس يجول متكاسلا فى القاعة ، يتوقف ليتحدث وعيناه تستوعبان كل شئ فى المكان . ودخا حلبة الرقص اكثر من مرة مع الين ، وبدا ان روزالين لا تخلو ابدا من شريك .. كانت فى مزاج ناشط ، وكل شئ حولها متالق .. ولدهشة مايسى انزوى بها لورنس كولينز ليعرضها الى استجواب دقيق عن حياتها وتوقعاتها بجراة وجدت من الصعب التعامل معها ... وكانت مسرورة لانضمام لانس اليهما ، وتحول الكلام الى العموميات .. وسرها مراقبة اللباقة والمهارة اللتان عامل بهما لانس الرجل المسن ...!منتديات ***** اعلن العشاء ، وعادت مايسى والين الى طاولة العائلة ، وجرى تناول الطعام وسط المرح والمزاح العائلى .. وقف لورانس كولينزيهنئ دايفد وانجيلا ثم رد دايفد شاكرا باختصار 0 بانتهاء العشاء ، عادت الفرقة الموسيقية الى عزف الفالس .. تذكرت اوامر روى ، وفتشت عنه ، ولمحت شعره الاشقر بالقرب من شعر روزالين الاسود ، فهزت كتفيها دونما اكتراث .. وقبل ان تتحرك تقدم لانس يقول بحزم : لا اظن اننا سنترك الامسية تمضى دون رقصة معا .. اليس كذلك حمراء ؟ هذا النغم يتناسب اكثر مع سنواتى المتقدمة 0 نظر الى عينيها ساخرا : اتذكر اننى تعرضت الى اصابات فى اصابع قدمى يوم كنت تتعلمين الخطوات 0 ردت متحدية : اذن شجاعة منك ان تطلب منى الرقص الان 0 -حسنا .. كنت اراقبك عن كثب خلال الامسية ، ووجدتك قد تحسنت كثيرا 0 انفجرت ضاحكة : متوحش ! لاجل هذا يجب ان ارفض ! -لكنك لن ترفضى 0 علق الضحك فى حلقها ، وكتمت انفاسها تحس بالخوف .. سمعت رنه صوته المثيرة اللطيفة ، ورات لمعان الضحكة الماكر فى عينيه ، وانقلب العالم راسا على عقب .. لا ... بالطبع لن ترفض ! الم تكن تنتظر وتنتظر املة ان يطلب منها الرقص طوال الامسية ؟ وقفت مايسى غافلة عن الموسيقى وضجيج الراقصين ، تنظر الى هذا الرجل الذى عرفته طوال حياتها تقريبا . حدقت به وصدمها ارتباك داخلى لا يصدق .. مذهل ، حتى انها فقدت النطق تحاول بجهد التعامل مع الحقيقة وتقبلها 0 اعاد السؤال : لن ترفضى .. اليس كذلك ؟ دون مقاومة اخذها الى الرقص 0 -فكرى فقط اية ضربة ستسددينها الى غرورى لو رفضت ! ارسل الارتباك المكهرب الذى سرى فى جسدها وهو يمسك بيدها فى نفسها ذعرا اعمى ، وتركته يشدها اليه اكثر .. فهى اكثر عجزا من ان تمنعه .. واجفلت لالتفاف يده حول خصرها 0 لانس .. ! بالتاكيد لايمكن ان تكون حمقاء الى هذا الحد ؟ بعد كل هذه السنوات .. بالتاكيد لايمكن ان يكون لانس ! اغمضت عينيها ، تقاوم لتفكر ... تنفست رائحة الرجولة فيه .. تحس بقماش بذلته تحت راحة يدها .. بانفاسه الدافئة .. بجسده يتناسق بتناسب غير عادى معها 0 قصرت خطواتهما مع تزايد عدد الراقصين . هل تتخيل هذا الاحساس المذهل بالانتماء ؟ حركت راسها بحذر تنظر الى وجهه فلاحظ الحركة وابتسم لها ، لكنه لم يكسر الصمت بينهما . ردت الابتسامة ، لكن وجهها كان متصلبا 0 | ||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
العرض العادي
