حيث أثارت هذه الرواية في حينه اهتمام النقاد والجماهير العريضة من القراء ومحبي الأدب لما فيها من حس ملحمي واضح وحوارات متما*** وتصوير شاعري لدقائق حياة المجتمع الأمريكي الأسود . حيث تصور الرواية أن النساء يتسمن بالجمال والحسية والغريزة المتقدة ، ومع ذلك فإنهن يعانين من افتقاد ملحوظ لعلاقة كاملة مع طرف آخر ، ولقد بدا هذا واضحاً من خلال القزمة الزنجية بيكولا بريدلف.
رواية جاز هي التي حصلت بها موريسون علي جائزة نوبل عام 1993. وتمثل رواية جاز نموذجاً فذاً لروايات الزنوجة التي يتحول بها عالمهم إلي نوع من الأمثولة الفنية الصاخبة في غنائيتها وتمردها وفرادتها اللغوية العالية التي ملكت بها موريسون قلوب النقاد قبل القراء.
تبدأ الرواية بملخص الأحداث، فكأن الراوية تتحدي القارئ الساذج الذي يهوي التسلية فتعينه علي حاله بهذا التلخيص المقتضب، لتطرده من مجمل القراء الجادين. تقول له: إن كنت من هؤلاء فاخرج عنا، وإن كنت جاداً فتعال غص معي في الرواية بكل تفصيلاتها الصارمة المؤلمة، وتمتع بما سأهديه إليك من عالم الفن البديع.
وهكذا تدخل الرواية في عالم رجل زنجي عجوز يقابل فتاة في الثامنة عشرة مصادفة، ويبدأ غرامه بها، حتي يفيض به الكيل فيؤدي إلي قتلها في النهاية علي يديه. لكنك لا تري القاتل هنا مجرماً، حين تنفعل مع التفاصيل الدقيقة لدنيا الزنوج في الرواية قبل منتصف القرن العشرين.
تكتب موريسون في تراتب حزين، وبلغة شفافة، تفاصيل رحلة العجوز في البحث عنها ليلة القتل، وتفاصيل بحث زوجته العجوز هي أيضاً عنها لكن بعد موتها. حيث تذهب في كل مكان ذهبت إليه، وتستفسر عن كل شيء كانت تفعله وكيف كانت تلبس وماذا تري ومن تقابل، إلخ. ثم تستهويها صورتها فتضعها أمامها وأمام زوجها الذي يستحيل في النهاية إلي نوع من الضحية، حيث يستعذب الألم لفقدانها فكأنه يبدأ البحث عن هويته بعد أداء الجريمة.
نجد صورة فردوس صغير في بناية كانت في السابق مدرسة للبنات، ثم تحولت إلى مأوى للنساء الهاربات من سوء معاملة الأزواج أو العشاق، أو من تجارب إنسانية صعبة. تهاجم مجموعة مكونة من تسعة رجال المبنى الذي صار اسمه الدير، وتنزل الأذى بساكناته. الفكرة المركزية في هذه الرواية تتمحور حول الفردوس ومن ينتمي إليه.
وهي افضل روايات توني موريسون هي (محبوبة) التي فازت بجائزة بوليتزر أكبر الجوائز الأدبية في الولايات المتحدة عام 1988. وهي رواية مكثفة وغنية في أسلوبها وأفكارها. فالحدث الواحد ينظر إليه من زوايا مختلفة شخصية ووطنية وتاريخية وإنسانية.
نجحت موريسون في تصوير الرق بكل بشاعته وقسوته بان سمحت للشخصيات والتفصيلات بان تتكلم بنفسها عن نفسها دون تدخل من الكتابة.