هل يجب الاستغناء عن الوقود الحيوي؟

[فرح]

هل الوقود الحيوي كارثة للبشرية؟ يمكنك قول هذا بعد تضاعف أسعار الأرز والذرة في فترة زمنية قليلة. وحتى خلال اجتماع صندوق النقد الدولي والبنك العالمي في واشنطن احتدم النقاش حول الوقود الحيوي. هناك اضطرابات عارمة في العديد من الدول سببها أزمة الغذاء. في أمريكا الجنوبية وآسيا تم طرد الناس بقوة من بيوتهم لإنشاء مزارع لزيت النخيل.




حقل قصب سكر، أحد أهم مصادر إنتاج الوقود الحيوي


في واشنطن اقترح وزير المالية الهولندي فاوتر بوس إيقاف إنتاج الوقود الحيوي "هناك بلدان تستخدم فيها حالياً النباتات الغذائية والقمح، وبشكل خاص الذرة، للحصول على وقود "البيو إيثانول" الذي لا يؤذي البيئة. علينا أن نوقف ذلكً لأنه يسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وأعتقد أن هذا الأمر لا ينبغي أن يكون مقبولاً حالياً".

غذاء في خزانات الوقود

يبدو أن الوزير بوس والبنك العالمي يمتلكان مبررات معقولة. فمن غير المقبول بالطبع أن يستخدم الغذاء في ملء خزانات وقود الغرب الغني. كما إن قطع أشجار الغابات الاستوائية يعتبر كارثة بيئية، حتى لو كان ذلك من أجل استخدام أراضيها لإنتاج الوقود الحيوي

وهكذا تتوالى الحجج الداعية إلى وقف كل أشكال إنتاج الوقود الحيوي. يقول البروفسور هان دي فينده من قسم التكنولوجيا الحيوية في الجامعة التقنية في ديلفت (غرب هولندا) إن ذلك خطأ فادح. ويحذر من رجال السياسة الذين يتأثرون بسرعة بقضايا الساعة ويقولون أنه ينبغي علينا التخلي عن فكرة إنتاج الوقود الحيوي. في الواقع إن الوقود الحيوي هو طريقة فعالة للحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون. فالنباتات التي تدخل في إنتاج الوقود الحيوي كانت قد امتصت كميات من غاز ثاني أوكسيد الكربون الضرورية لنموها. إنها في الواقع دائرة مغلقة.

الجيل الثاني

تجري الجامعة التقنية في ديلفت أبحاثاً جادة لإنتاج ما يسمى "الجيل الثاني للوقود الحيوي". وهذا يعتمد مبدأ مغايراً تماماً: فإنتاجه يتم عن طريق معالجة النفايات النباتية، المواد التي هي ببساطة ليست صالحة للطعام البشري "نفايات الجذوع والأوراق والجذور غير صالحة للطعام البشري. وعلى هذه النفايات تتغذى كائنات حية غاية في الدقة. وأحياناً تحتاج تلك الكائنات إلى مساعدة على النمو. وقد توصلنا إلى طريقة للقيام بهذه العملية، إذ يمكننا جعل تلك الكائنات الحية القيام بها. وأيضاً السكر الموجود في النفايات النباتية يمكن استخدامه كمادة خام للبيو إيثانول مثلاً".



يضيف البروفسور دي فينده أنه ينبغي علينا عدم تفويت هذه الفرصة. يتتوفر في العالم نفايات نباتية كافية جداً للتقليل من نسبة انبعاث غاز أكسيد الكربون، وفي نفس الوقت دون المساس بالمنتجات الغذائية.


ليس ضرباً من الخيال

هناك سبب آخر لعدم حظر كل أنواع الوقود الحيوي، وهو أن الإنتاج الطموح للجيل الثاني من الوقود الحيوي يمكن البدء به في الحال. يجب أولاً بناء المصانع لهذا الغرض، وأما التقنية فهي جاهزة. ولم يعد الوقود الحيوي المستخرج من النفايات النباتية ضرباً من الخيال.