21-10-11, 08:27 PM
| #1 |
| |  عائلة باسكوال دوارت - كاميلو خوسيه ثيلا   .. عائلة باسكوال دوارت - كاميلو خوسيه ثيلا ..   تعالج الرواية موضوعا بسيطا ببنية مركبة. فالشخصية الاساسية، باسكوال، ريفي من استرمادورا، محكوم بالاعدام يكتب مذكراته، ليست مذكرات بالمعنى الدقيق للكلمة، في السجن. تتكشف الرواية منذ البداية وحتى النهاية عن قدرية مريعة. فالبيئة البيتية التي عاش فيها البطل بيئة فظيعة: أب فظيع، مهرب وسكير وام مريعة، لا تملك شيئا من عاطفة الامومة، اخت طيبة تهرب من البيت وتقع في شراك رجل يحملها على ممارسة بيع المتعة واخ متخلف معتوه يموت غرقا في طشت زيت. اما البطل ذاته فهو وبحسب ما يقول عن نفسه رجل مصاب باللعنة، يتزوج مرتين وينتقل من جريمة الى اخرى لينتهي بقتل أمه التي يعتبرها المسؤولة عن كل ما جرى له ولأخته من مصائب. وعلي الرغم من أنها الرواية الأولي للكاتب فإنك تشعر فور قراءتها بأنها تتويج لتجارب روائية سابقة حيث اكتملت لها كل مقومات النضوج الفني، كما تشعر ايضا ان احداثها التي تدور في قرية اسبانية وتعكس في فترة تاريخية صورة المجتمع الاسباني تدور بنفس الايقاع الدرامي في مناخ الاحياء الشعبية العربية والمصرية علي وجه الخصوص كما ان هناك عناصر واوجه شبه كبيرة في المكان وطبيعة الحركة اليومية، ولايكاد سلوك وافكار شخوص الرواية يختلف عن سلوك وافكار ابناء هذه الاحياء والحارات الضيقة في مصر القديمة أو في حلب او الدار البيضاء او سوسة او صنعاء وغيرها من المدن العربية بزخمها الاجتماعي الاصيل او غيرها من الاماكن النابضة بعبق التاريخ وخصوصياته. ويرجع ذلك في كثير من الأبعاد للدور الذي لعبته الثقافة العربية في اثراء الثقافة الاسبانية وصياغة رؤية متقاربة في روحها وارساء قيم التمازج الانساني لدرجة انك لا تستطيع ان تفصل بين المناخ العربي والاسباني في الرواية الا اذا دققت في الفوارق الدينية والمعتقدات والتوظيف الدلالي للغة الذي يحدد تميزه بمدي اقتراب الاسلوب الروائي من الواقع، كذلك الفهم الذاتي للعلاقات الاجتماعية كما هو قائم بين والد البطل وامه التي كلما ضربها تضربه وكلما سبها تسبه ورغم ذلك فإن العلاقة بينهما مستمرة، وقد تكون تلك صياغة دلالية اراد بها الكاتب التعبير عن الصورة الآنية للضيق الاجتماعي حتي بالذات علي العكس من صيغة العلاقة بين الرجل العربي وزوجته والنظام الاسري المحكوم في اطار الدين والتراث الكبير لاحترام المرأة لزوجها وانخراطها في المؤسسة الزوجية لحد التقديس النفسي ولو وصل الخلاف لأقصي مداه. يقول الكاتب (كاميلو خوسيه ثيلا) علي لسان باسكوال: "لم اجرؤ ابدا لا معه أي والده ولا مع أمي أن أسأل متي سجن لاني فكرت ان الحذر يستوجب الا اضع الكلاب في ساحة الرقص، فهي بنفسها ترقص اكثر مما ينبغي ذلك اني في الحقيقة لم أكن أحتاج أن أسأل عن شيء، لأنه لم يحدث أبدا أن انعدمت الأرواح المحسنة خاصة في القري قليلة السكان". تلك الصورة تعكس رؤية معمقة بالخبرة وتشي بالحكمة وهي تكشف عن طبيعة المناخ البيئي الذي نشأ فيه البطل، وعلي الرغم من إيقاع القسوة والخشونة والسلبية وقبضة الفقر الشديدة الا ان الحياة رسخت داخله قيما انسانية مفعمة بالزهد والتجرد الي حد الاستغناء الذي يتجلي بمشاعر صوفية موحية، يقول باسكوال..(وقد كسبني بالكلمة، ولكن لو ان الامر وصل بنا الي التراشق بالايدي اقسم لسيادتكم بأمواتي اني كنت سأقتله قبل ان يلمس شعرة مني وقد اردت ان ابرد لانه كان يعرف شخصيتي ولأنه في الشجار بين رجل ورجل ليس من الرجولة ان تتشاجر ومعك بندقية في اليد بينما الاخر ليس معه شيء) نفس أخلاقيات الفتوة عاشور الناجي وأولاده في (حرافيش) كاتبنا العالمي نجيب محفوظ وتقديس الموت الي هذا الحد انما يعني التسليم الكامل بالقدر الالهي المفروض على الانسان.  ツ】ઇ需مــــنـ◊ـقـ◊ـوول 需ઇ【ツ قراءة  ممتعة للجميع |
|  |
|
14-11-11, 08:39 AM
| #9 | ||||
| |  اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
شكراً لمروركم ....قراءة ممتعـــــــــة | ||||
|
| |
|
14-11-11, 08:40 AM
| #10 | |
| | اقتباس:
تسلمى يا جيجى ...نورتِ الموضوع | |
|
| |
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
.png)
العرض العادي
