آخر 10 مشاركات
رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          طيف الأحلام (18) للكاتبة: Sara Craven *كاملة+روابط* (الكاتـب : nano 2009 - )           »          119 - بدر الأندلس - آن ويل - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          [تحميل] ماذا بعد الألم ! ، لـ الحلــوه دومــا ، اماراتية (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          99 - خطوات على الضباب - ميريام ميكريغر ( النسخة الأصلية ) (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-11, 01:25 AM   #1

رسيم

مشرف منتدى الديكور وعضو مميز في القسم النفسي وبطل اتقابلنا فين ؟وقلم مميز بالقسم الأدبي

alkap ~
? العضوٌ??? » 121460
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,703
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » رسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
New1 فتاة بلا عنوان .... للاديب و الشاعر احمد البارودي متميزة




قصة تكتض بالعبر والعمق

حياتنا التي يملؤها القمع والخوف والتهديد والتحريم

فحتى الأحاسييس االصادقة النقية حرموها وخنقوها

فبتنا نعيش تحت سيطرة الخوف والجهل

و هذه الفتاة التي ترويها قصة الكاتب هي ككل بناتنا تقريبا

سرد جميل عميق و فياض و قصة تجعلنا نطرح الف سؤال

و ننتضر الآتي

القصة بقلم الاديب و الشاعر الفلسطيني الجنسية

و عضو ماسس صالون القلم الفلسطيني

احمد بارود



الجزئ الاول

فتاة بلا عنوان

( 1 )

هي لا تدري لماذا , كلما نَظَرت الى المرآة, يغشاها إحساس مبهم بأن خللا ما يسطو على حياتها منذ لحظة الولادة , فتتألم كثيرا لأنها لا تستطيع ان تترجم هذا الاحساس المبهم الى كلمات واضحة مفهومة .. وتحاول
,في أي وقت تجد نفسها وحيدة, ان تخترع , من خيالها, شخصا ما تحاوره وتلقي أمامه كلمات ,
تجهد نفسها في صياغتها وترتيبها, خطابا تشرح فيه ما تعانيه وما تحس به ...
وكثيرا ما أحست بالارتباك كلما فاجأها ابوها أو امها وهي تحدث نفسها وتلقي خطابها فتداري وجهها بكفيها كأنما تدرأ ,بهاتين الكفين الصغيرتين, نظراتهما التي ترميانها بشبهة الجنون .


هل تعلل عجزها عن التعبير وعن شرح ما تعانيه لمن حولها بأنها ما زالت صغيرة لم تتجاوز السادسة عشر من عمرها ,
تحصّنها طفولتها ببراءة فكرية وبساطة لغوية تمنعانها عن الشرح والتفسير ؟!
كلا .. فإن احساسها بالخلل هو اكبر حجما من براءة الطفولة ولعل هذا ما كان يلاحظه ابوها الذي تبدي عيناه إشفاقا كبيرا ..
بل ربما كان هذا الاشفاق هو السبب في تكليفه لها ,من دون اختيها الاكبر سناً, بقضاء حاجات الاسرة ظناً منه بأن انشغالها بقضاء تلك الحاجات من شأنه ان يستغرق جل وقتها فلا يترك لها فراغا كافيا تمارس فيه تأملاتها وسرحاتها البعيدة ...
ولقد سَمِعَته ,مرة, يُحّدّثُ امها قائلا " لم أر بنتا كهذه لا تلعب ولا تحب اللعب كالاخريات..
أخشى انها ليست سويََّة " ..
فاجتاحتها ,على الفور, صورة ذلك الفتى المسكين " ابن المنحوسة " كما يطلقون عليه في البلدة ..

وهو يركض هاربا من الأولاد الذين يطاردونه في الأزقة والشوارع مستخفين بعقله وساخرين منه !!
فانطلَقَت الى الشارع تسبقها دموعها ...
فلا يريد أحد ان يفهم ما بها من احساس غريبٍ ربما هو نفس الاحساس الذي يسطو على ذلك المسكين .. لهذا لا بد ان تكون الى جانبه لتدفع عنه أذى الأولاد الأغبياء ..
وكثيرا ما اضطرت, لهذا السبب, ان تتعارك وتشتبك, بالايدي, مع الكثيرين منهم ..
حتى صار البعض ينعتونها بالشريرة
وأخذ آخرون يفسرون دفاعها عنه بإسقاطات من عند انفسهم
وبأن شيئا ما غير طاهر ولا شريفٍ يربط بينهما !!
ولم يشفع لها عند هؤلاء انها ما زالت طفلة لا تدري هي ولا المسكين من الأمر شيئا ...
يتبع انشاء الله





( 2 )


هي تعرف أن جسدها يبدو أكبر وأكثر نضجاً من سنواته الصغيرة ,
وأن قريناتها من البنات يتهيبن من قامتها ويحسدنها عليها
ويغرن من جمالها ..
وأن كثيرا من الشباب حاولوا مغازلتها
ولم تسلم حتى من بعض كبار السن مثل زيدان بائع الحلوى

المتجول الذي ما أن يراها مقبلة حتى يعدل كوفيته ليخفي تحتها درنة سواداء بارزة في أعلى جبينه ,
ثم يسوي قميصه تحت حزامه الجلدي العريض الذي يشد به سرؤواله الأسود الكالح ,
ويأخذ بالدوران ,عدة مرات, حول عربته,
تماما كما يدور الديك حول الدجاجة متجاهلا تصايح الاولاد الذين يتزاحمون من حوله لشراء الحلوى ,
ثم ينادي بصوت حاد شاذ يخرج من اعماق حنجرته "
للحلون ببلاش للحلوين ببلاش"
وما ان اتصل حتى يكون قد أعد لها ثلاث قطعٍ يقدمها لها

دون أن يأخذ ثمنها لئلا يضطر لصيام ثلاثة ايامٍ تكفيرا عن اليمين

الذي اقسم لها بانه قد قطعه على نفسه بألا يأخذ منها الثمن ..

وعندما تلح عليه يقبض بكفه على ذراعها ,من تحت ابطها, ضاغطا عليه بلطفٍ مقصودٍ , حالفا بالطلاق من شاربيه بأن يلقي بالحلوى ويبعثرها في التراب ان واصلت الحاحها ..
وبعد ان تنفلت من قبضته يتبعها عدة خطوات داعيا لها بكل خطوة سلامة
ناسيا عربته للأولاد الذين يتخاطفون قطع الحلوى ليستدير فيراهم يهربون بما خطفوا , فيقف حائرا خلف أيٍّ منهم يركض ومن ثم يكتفي بالصراخ " عليَّ الطلاق من شواربي انكم أولاد حرام" ...


ومثل ابو مثقال ,البقال العجوز قصير القامة , الذي يحاول معالجة هذه العاهة في قوامه بانتعال قبقابٍ خشبيٍّ مرتفعٍ يخفيه ,دائما, خلف أذيال جلبابه الذي يفصّله طويلا خصيصا لهذه الغاية . ولقد فرض عليه هذا القبقاب العالي ان يتقيد بنظامٍ خاصٍ في المشي فلا تراه مسرعا أبدا , يتحسس موطئ قدميه بحذرٍ ,
يترنح احيانا كمن يمشي على حبلٍ مشدود ...
يسيئ الظن بالناس
ويمنع الزبائن من الدخول ليضطر ,مكرها بعد ذلك, ان يمشي كثيرا داخل الدكان يقابل زبائنه عند الباب مما يتسبب له بإعياء ٍ تحت ثقل جذعه الضخم المنبسط عند الحوض كأنه هرم على قائمتين ,
ولكنه ما أن يراها قادمة الى دكانه حتى يهب خفيفا رشيقا ليزيل الحاجز ويدعوها للدخول على الرحب والسعة مكررها على مسمعيها نفس الحديث الذي اتخمها به مرارا " قالت زوجتي المرحومة خديجة كذا وكذا ونصحتني قبل موتها بأن اتزوج من فتاة جميلة بنت اصول مثلك"
ووو حتى سئمت تخريفاته ووساوسه ..
فلقد حفظت عن ظهر قلب كل ما قالت خديجة !!
إلا انه هذه المرة لم يكتف بالكلام أو بقول عبارته المعهودة حين يودعها الى الباب "
خلينا نشوفك ياست البنات"
بل تمادى ودفعها بيده في ردفيها ,
وعندما التفتت اليه مستنكرة عليه فعلته أجابها بألن شيئا ما علق بثوبها فأراد ان ينفضه !!! .
كانت تخشى لو اشتكت لوالدها من مثل هذه التصرفات والتحرشات ان تتسبب له بعذاب يشقيه خصوصا في بلدة لا قيمة ولا هيبة لفرد وحيد بلا عزوة.
ولا يمكن ان تنسى اليوم الذي انتظرت فيه المختار على طريق المسجد ,
والذي كان دارا لأسرة مات جميع افرادها اثر زلزالٍ قبل سنين طويلة
لتشكو له تلك التحرشات التي لا يليق أبدا ان تصدر عن رجال كبار بحق البنات ..
على امل ان يتفهم شكواها ليبادر في ديوانه الى التنبيه على ضرورة التحلي بالاخلاق والابتعاد عن الاساءة للاطفال .........

ولقد شجعها على اللجوء الى المختار ما كانت تلمسه من توقير واحترامٍ يحيط بهما الناس كل ما يصدر عنه من ارشادات وتوجيهات ..
وكثيرا ما عرفت ان كلمة منه أو أيا يصدر عن ديوانه يكفيان لحل مشكلاتٍ معقدةٍ ما بين المتخاصمين ..
حيث لا يجرؤ أحد على معارضة ما يقرره أو رفض ما يقبل به !! يتبع انشاء الله




( 3 )


خرج المختار من المسجد يحيط به مجوعة من الرجال يرجوه كل منهم ان يتكرم ويقبل دعوته على الغداء ,
ويتنافسون في ذلك أشد المنافسة ,
الى حد اوشك ان ينقلب التنافس الى عراك بين اثنين منهم " حلفت ان يتغدى المختار اليوم عندي"
قال الحاج سليم بحدة:
" كلا فلقد سبقتك باليمين "
رد عليه أبو حسان ...
فتبسم المختار لتنكشف شفتيه عن اسنان طويلة صفراء بتأثير السجائر التي ياتيه بعضهم بكميات منها عندما يعودون الى البلدة ويقدمونها هدية يتقربون بها منه ومن مجلسه ..
ثم عدل عباءته على كتفيه وأشار اليهما بكفه ..
فكفا عن الجدال فورا ..

سوف ارحمكما من كفارة اليمين ولهذا قررت ان اتغدى عندكما مناصفة ,نصف بطن عن الحاج سليم والنصف الآخر عند ابو حسان ..
ثم وزع نظراته بينهما وأردف قائلا .. اذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل..
بارك الله فيك يامختار ..
عقب احد الموجودين حكمت فعدلت ..
قال آخر:
هذ عهدنا بك يامختار لا تحب ان تجرح احدا فتجامله على حساب غيره , حفظك الله لاهل البلدة .
قال ثالث

خشيت الفتاة الا يراها المختار في غمرة انشغاله بالتحكيم بين المتجادلين ,
عوضا عن انهم يحيطونه من كل الجوانب , فخرجت من ظل الزتونة وصعدت الى الرصيف المرتفع مستجمعة شاعتها ونادت عليه
يامختار ..
التفت الجميع نحوها بعيون استلب حدقاتها وخطفها مشهد شديد المفاجأة ...
وقد غمرها شعور بالنشوة انهم جميعا ينظرون اليها بعيون تبرق منها دهشة لم تر مثلها من قبل .
اقبل المختار من بينهم مسرعا , بينا اشار لهم بكفه ان قفوا في اماكنكم .. فتسمروا واقفين .
ماذا بك يارتيبه .. سألها
أريد أن أحدثك في امر ....
ثم نظرت بارتباك الى الرجال الوقفين ..
فانتبه المختار والتفت نحوهم ...
اذهبوا ايها الناس ..
ولا تنسى ياحاج سليم ان تعد الغداء قإني قادم بعد قليل ...
فبداوا بالانصراف عائدين تجاه البلدة .
ها .. ما الذي تريدين قوله يارتيبة ...
شعرت رتيبة حينها انها تقف , لاول مرة , امام عنوان الحكم في البلدة,
ولد اعجزتها الهيبة ان تلفظ في حضرته مفردات تتصل في الحياة بأكثر مواضيعها اثارة للخجل والتردد , وتمس في الجسد اكثر اعضاءه حرمة .
هيا تكلمي يارتيبة فانا جائع ولا استطيع النتظار طويلا ..
ثم وضع كفه على كتفها برفق كمن يشجعها على الكلام ويبد د امامها حواجز الرهبة والتهيب ..
أو هكذا طنت هي ... وبدأ يربت عليه ,, ثم أردف .. اقول ان الجو حار هنا فلنهبط عن الرصيف الى ظل الزيتونة ..
ثم دفعها برفق .. هيا تكلمي ما الذي تريدين قوله .
إن بعض الرجال يامختار قد حاولوا المساس والتحرش بي في اكثر من موضع من جسدي.
أي المواضع تقصدين؟ ..
وادار رأسه ليمسح المكان بعينية الضيقتن في كل الاتجاهات حول الزيتونة ..
ثم اقض بكفه يقبض على صدرها متسائلا .. هنا مثلا ؟ .
اربكتها المفاجاة ..
اذ كانت تتوقع بدلا من ذلك ان يسأله من هم اولئك الرجال .. ولكنه حررها من المفاجأة عندما انتقل بكفه بسرعة ليضغط به على اسفل بطنها متسائلا .. ام هذا الموضع ؟ ز
يبدو ان المختار اكثر جراة من ابي مثقال ومن زيدان بائع الحلوى ,فهذان يمهدان بعرض الحلوى والنقود ,اما هذا فمن غير مقدمات .. تراجعت للوراء...
ان شكواي يامختار تحتاج وقتا أطول لشرحها.. بينما انت جائع الآن واخاف لو انتظرت اكثر ان يفوتك غداء الحاج سليم ... يتبع انشاء الله



( 4 )


ان شكواي يامختار تحتاج وقتا طويلا لشرحها بينما انت جائع وأخشى لو انتظرت اكثر ان يفوتك غداء الحاج سليم .

لا يهمني ذلك
وحدق بها بنظرة كلها شهوة
,
قلقد تعلم المختار وامثاله ومن على شاكلته ان يصبر على جوع المعدة بالصيام .. لان الصيام لله !! ..
أما في امور الدنيا فإن عليه ان يستثمر لحظة نادرة كهذه ليعلن عن جوعه لأشياء اخرى ,
لا يملك الافصاح عنها باللسان ولا اشباعها به .
تبدل وجهه وتقدم نحوها ينفث من منخاريه ,
اللذين اتسعا, انفاسا لها صوت اشبه بصوت انفاس البغال , التي اثقلتها حمولة العربات في الطرقات الصاعدة ..
تملك الرعب من الفتاة وغاب ذهنها عن التفكير والتقدير ولكن حظها انه قد تعثر بطرف جلبابه فوقع على الأرض ..
مما شجعها على الفرار ..........
سمعَته يصرُخ .. انت بنت بلا اخلاق
, تريدين الإساءة للناس وتلويث سمعتهم والجميع يعرفون علاقتك المشبوهة بابن المنحوسة .
× × ×
انها شيطانة .. حاولت ان تغوي المختار وان تعتدي على طهارته وعفته ... هذا ما بات الناس يتناقلونه ويتهامسون به في البلدة, ...
وإن كانت رتيبة لا تستطيع ترجمة احاسيسها الذاتية الى كلامٍ مفهومٍ فكيف تستطيع ترجمة نوايا المختار !!!
وهم يعتقدون أنه مثال للأخلاق وعنوان للاستقامة !!

أمها فقط من دون الناس التي حاولت , بصعوبة فائقة ,
ان تسيئ الظن بالمختار .
_ يارتيبة يابنتي انه المختار ..
انه الرجل الذي يثق به الناس وياتمنونه على اسرارهم
وعلى اعراضهم ..
هل يمكن ان يصدر عنه ما تقولين؟!ّ
أليست هذه تهيؤات ربما تكون قد طرات لخيالك ؟
تماما مثلما يعرض لك هذا الخيال اشخاصاً تحادثينهم امام المرآة ؟! ثم لطمت الأم بكفها على خدها ..
وأبوك يارتيبة .. سوف يصبح بسببك عرضة للتندر والسخرية ..

وسيقول عنه الناس انه قد فشل في تربيتك .. ولم يعد من حقه ان يجالس الرجال في ديوان الختار إلا إذا ...... واجهشت بالبكاء .. ثم واصلت بصوت خافتٍ تخنقه الحشرجة والدموع ..
ماذا سيقول الناس بعد اليوم ؟!.. إنك بنت مشؤومة .
.×××


احست رتيبة ان اباها الذي اثقلته هموم الحياة بالفقر والوحدة , بعد ان حُرم من الاولاد الذكور في بلدة لا يرتفع قد احدهم فيها بغير عدد اولاده من الذكور !! ,
وهذا بحد ذاته سبب كافٍ لهمومٍ لا حصر لها ..
وها هو اليوم يمكن ان يفقد ما بقي له من هيبة العزوة ..
أحست انه سيدبر لها و بعد ان يطلع على ما جرى , امرا لن يكون سارا أبدا ......
فلقد نصحها دائما ألا تقترب من الاولاد والا تبدي تعاطفاً مع ذلك

الفتى المسكين " ابن المنحوسة"

لكي لا يضطرها ذلك الى التشاجر معهم ..

فهذا لا يتفق مع طبيعتها كبنت !!

وكثيرا ما وجه اللوم لأمها لانها , في رأيه, لا تعتني بارشادها

حول ما يجب ان تلتفت اليه في حياتها كبنت مثل كل البنات !!!

فكيف وقد خرجت هذه المرة لتقع في إشكالٍ مع المختار نفسه كبير البلدة ؟!!! ولكن هذا كله ..
هذه التحسبات كلها لم تقمع في ذهن الفتاة الأسئلة الكبيرة التي تقتحم عليها حياتها ..
هل ينبغي عليها كبنت ان تبكي وان تحزن فقط حينما يكون بوسعها ان تفعل فعلا او تقول قولا؟!
أم تكتفي بأضعف الايمان وتستسلم للمنكر ؟ !
فلقد حاولت ان تمنع العدوان على الفتى المسكين بيدها فقالوا عنها شريرة !!
واسقطوا على علاقتها البريئة بشخص لم تحادثه ابد شهواتهم ورغباتهم الملوثة !!
كما حاولت بلسانها ان تحث المختار على التصدي للمنكر بقدرته وسطوته فأنكر عليها طفولتها وانتهك حرمتها بسوء نزواته !!

فهل يستطيع قلبها مهما خفق بالبغض والرفض ان يكون بديلا لليد واللسان ؟!
وهل عليها إذن ان تقف كالصنم او كالتمثال امام البقال وبائع الحلوى والمختار تاركة لقلبها مهمة الصد والمواجهة وهو اضعف الايمان ؟!!
أم تعتبرهم اولادا كبار الاجسام تبيح لهم طبيعتهم المختلفة ويبيح لهم التعالي الموروث ان يفعلوا بجسدها ما تشاء لهم رغباتهم وشهواتهم
وتكتفي من ثم بالفرار والتحصن داخل قلبها العصي القصي البعيد ؟!
يتبع انشاء الله


( 5 )


فهل يستطيع قلبها , مهما خفق بالبغض والرفض , ان يكون بديلا ليدها ولسانها ؟!
وهل عليها ان تقف كالتمثال والصنم امام البقال وبائع الحلوى والمختار تاركة لقلبها مهمة الصد والمواجهة وهو اضعف الإيمان؟! أم تعتبرهم أولادا كبارا تبيح لهم طبيعتهم المختلفة ويبيح لهم تعاليهم الموروث ان يفعلوا بجسدها ما تشاء لهم رغباتهم وشهواتهم ؟! لتكتفي,من ثم,
بالفرار والتحصن داخل قلبها القصي العصي البعيد ؟! .

وماذا سيفعل بها ابوها ؟!
هل سيفتدي كرامته بين الناس بذبحها ؟! وأية كرامة هذى التي تفتدى بإراقة دم المرأة بينما يحصن بها الرجال ادبارهم وفروجهم علانية ليلقون بها , سرا وطواعية, بين فخذي امرأة بائسة؟!
هل سيختلف ابوها عن هؤلاء الرجال ؟!
هو يحبها حقا ويشفق عليها من التفكير والتأمل ...
ولكنه يشارك بذلك, دون ان يعلم,
في مصادرة آخر ما بقي لها بعد يدها ولسانها , فكرها وخيالها, لتظل كما يريد البقال وبائع الحلوى والمختار
مجرد انثى يشتهونها كما يريدون ويفعلون بجسدها ما يرغبون .. ومن يدري فلعل تجريمهم لفعلها وتعييرهم لصوتها وعدوانهم
, بكل اشكاله ,
على جسدها هو ترجمة اجتماعية لمحاربة الشيطان في الأرض

وتدمير جبهة حليفاته من النساء !!!!!!!!!!!!!


.................................................. .


كانت الشمس تنحدر غربا نحو الأفقِ وقد تغير شكلها لتبدو اشبه بعينٍ تهَرَّأ جفنها ودميت مقلتها تنزف اشعتها الحمراء فوق التلال البعيدة ,
فيما تنشط هبات باردة قادمة من نفس الاتجاه الغربي لتؤكد ان الشمس قد خلت من الدفْ تماما ..
بينما ترتفع وتنعقد , في السماء , حزم الدخان الأبيض المنبعث

من المواقد المنتشرة في انحاء البلدة تدفعها الرياح الخفيفة باتجاه

الشرق لتبدو كقطيع من الخراف البيض ترعى في الفضاء ..

فيما خلت شوارع البلدة وازقتها إلا من بعض الكلاب يمزق نباحها

بين وقت وآخر سكون البلدة .

لم تكن الفتاة أقل من امها خوفا على ابيها الذي تأخر على غير عادته ..
وإن كانت اكثر من في الدار خوفا منه ايضا ..

تحاول ما بين الخوفين ان تلتمس الامان

في مشاركة اختيها تهيئة الفراش والوسائد

وإعداد الحطب والعشاء لوالدها ...

لكن ايا من اختيها لم تشغل نفسها بما هي فيه من توتر وقلق و

وكأنهما قد اتفقتا على تجاهلها إلا من نظراتٍ عابرة يطرفنها

نحوها باردة خالية من اي تعبير ..

تستشعر حدتها كسياطٍ تلسعها لسعا ..

يتهامسن بكلماتٍ خفيضةٍ تصلها كفحيح الافاعي فلا تجد غير امها

حضنا دافئا يمنحها الأمان والعطف .

أُمي ..
امي لماذا يعاملنني كالغريبة ؟

لكن امها التي تسمرت عند الباب لم تسمعها او هي قد سمعتها ولكن

يشغلها عن سؤالها اسئلة اخرى اكثر اهمية والحاحا ..

هل عرف ابو البنات حكاية رتيبة مع المختار ؟

وهل سيصدق الحكاية؟

تقدمت من امها ووقفت امامها ونظرت الى عينيها في ذلك الفضاء

الأزرق العميق ..
لم تر يوما فضاءا كهذا يقطر ,من غير غيوم ,

حباتٍ تلمع كالنجوم يلحق بعضها بعضا تلتئم لتشكل معا مرآة

سحرية رأت فيها طفولتها وما قبل طفولتها ..

براءة تهوّم في اعماقٍ بعيدة لا نهاية لها تحفها ,

من كل الجهات , احتمالات خلق مجهول الهوية ,

ثم ينفجر ويسيل كدموع الام قطرة قطرة في بئر الحياة ليخرج ,

بعد حينٍ , جسدا له طعم الملح ووهج النار

وصوت الريح وقدم الطين يجري على الأرض ..

ليتذكر , بعد ان يشقى فيها ,

ان سعيدا في هذه الأرض لم يولد بعد ..............


يتبع انشاء الله



انتضرونا











التعديل الأخير تم بواسطة taman ; 08-02-11 الساعة 02:40 AM
رسيم غير متواجد حالياً  
التوقيع




قديم 08-02-11, 02:13 AM   #2

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

تعجز الكلمات عن التعبير

معاناة لفتاة بريئة فى داخلها مشاعر طفلة تحيا فى عالم الذئاب

اصعب شىء ان يكون الرجل الذى يمثل الدين هو من ينتهك الدين

النفاق بابشع الوجوه واقبحها ...صرنا فى عصر ((حاميها حرميها ))

الرواية رائعة بحق أخى رسيم

اسمح لى ارحب بك فى منتدى الروايات المنقولة ..

نورت القسم... فى انتظار البقية على احر من الجمر

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











قديم 08-02-11, 11:39 PM   #3

رسيم

مشرف منتدى الديكور وعضو مميز في القسم النفسي وبطل اتقابلنا فين ؟وقلم مميز بالقسم الأدبي

alkap ~
? العضوٌ??? » 121460
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,703
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » رسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taman مشاهدة المشاركة
تعجز الكلمات عن التعبير

معاناة لفتاة بريئة فى داخلها مشاعر طفلة تحيا فى عالم الذئاب

اصعب شىء ان يكون الرجل الذى يمثل الدين هو من ينتهك الدين

النفاق بابشع الوجوه واقبحها ...صرنا فى عصر ((حاميها حرميها ))

الرواية رائعة بحق أخى رسيم

اسمح لى ارحب بك فى منتدى الروايات المنقولة ..

نورت القسم... فى انتظار البقية على احر من الجمر

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



شكرا taman لوجودك الرائع و تشجيعك و اهتمامك بالموضوع

و اتشرف انني اكون من بين رواد قسم القصص و الروايات


و النور نورك اختي

و راح تاتي البقية بحول الله تعالى

تقبلي فائق الود و الاحترام



التعديل الأخير تم بواسطة taman ; 13-02-11 الساعة 01:46 PM
رسيم غير متواجد حالياً  
التوقيع




قديم 09-02-11, 05:44 AM   #4

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الله يعطيك العافيه اخي على النقل وعلى الاختيار

البنت بعد سن 12 عشر لا تعتبر من الصغار وخاصه في مجتمعاتنا

الخطأ الاساسي على الام لانها لم تبذل اي جهد في ارشاد ابنتها

للطريق الصحيح في عصر تكثر الذئاب البشريه التي لاتفكر الا بأتباع شهوات الشيطان

ولا يهمها سواء كان صغير او كبير

منور اخي القسم وبأنتظار الباقي والبارت 2و3 مكرره ولذالك راح اضطر لحذفها

لانك لو ركزت شوي راح تشوف انك اول مره حطيت للجزء الخامس


جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 10-02-11, 03:35 PM   #5

نبض القلب

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وأميرة حزب روايتى ومحلل ادبى بنادى كتاب قلوب احلام ومرشد سياحى لدولة فلسطين وباحث بفريق عمل شخصيات صنعت التاريخ ومدققة بقسم قصر الكتابة الخي

 
الصورة الرمزية نبض القلب

? العضوٌ??? » 2245
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,633
?  نُقآطِيْ » نبض القلب has a reputation beyond reputeنبض القلب has a reputation beyond reputeنبض القلب has a reputation beyond reputeنبض القلب has a reputation beyond reputeنبض القلب has a reputation beyond reputeنبض القلب has a reputation beyond reputeنبض القلب has a reputation beyond reputeنبض القلب has a reputation beyond reputeنبض القلب has a reputation beyond reputeنبض القلب has a reputation beyond reputeنبض القلب has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم عزيزي على الرواية الحلوووة
مع كل اسف تكثر الذئاب البشرية في حياتنا وكل واحد بحاول يستغل الي اضعف منه
مشكوووور الرواية رووووعة
بانتظار البقية على احر من الجمر
لا عدمناك


نبض القلب غير متواجد حالياً  
التوقيع
غياب مؤقت عن المنتدى ودخول نادر جدا
سامحوني وما تنسوني
وادعولي لاني بحاجة لدعائكم بظروفي الصعبة
ادعولي ربي يفك اسر زوجي وكل الفلسطينين
بحبكم جدا وحتوحشوني مووووووووووووووووووت
قديم 11-02-11, 04:41 AM   #6

سالفة عشق

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي

 
الصورة الرمزية سالفة عشق

? العضوٌ??? » 140548
?  التسِجيلٌ » Sep 2010
? مشَارَ?اتْي » 418
?  نُقآطِيْ » سالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond reputeسالفة عشق has a reputation beyond repute
افتراضي

الله يعطيك العافيه اخي على الاختيار

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بنتظارك


سالفة عشق غير متواجد حالياً  
قديم 14-02-11, 10:20 PM   #7

رسيم

مشرف منتدى الديكور وعضو مميز في القسم النفسي وبطل اتقابلنا فين ؟وقلم مميز بالقسم الأدبي

alkap ~
? العضوٌ??? » 121460
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,703
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » رسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سوري عالخطا و التاخير حبايبي

و اتمنى تكون القصة عجبتكم

و راح نكمل بحول الله

الجزء ( 6 )



تريد ان تقتحم المرآة , تريد ان تغوص في دمعات امها لتعود بخارا أو احتمالات خلق مجهول .
ياليتني كنت خيالا ..
رتيبه .. ماذا اردتِ يابنتي ؟
لو تعلم امها انها ليست رتيبة بل حزينة
رتيبة ألا تسمعين ياحبيبتي ؟
بلى يا أمي .. أردت ان اسأل عن سبب تاخر أبي ..
امها لاتدري ان ما بها هو اكبر بكثيرٍ من القلق على تأخره. فهو سيتأخر يوما ويغيب الى الأبد , كما غاب جدها وجدتها ... وكما سيتأخر الجميع كل في موعده .. بل ان ما يشغلها ولا تدركه امها ولا اختاها , هو كيف تحيا بإرادتها من غير ان تسمح لأحدٍ , أيا كان هذا الأحد, ان يصادر تلك الإرادة ويجعل منها مجرد انثى .. فليس الرجال سلالة عزٍ ولا البنت نسل الردى والعدم ....
بدا لها البيت عالما آخر مسكونا بالجن والعفاريت , بالاشباح والأرواح الضالة .. الاصوات فيه فحيح الأفاعي اوان الحصيد .. وامها كنصبٍ حجريٍ مغروس على بوابة الآخرة تنتظر وهم الزوج او الشريك الغائب .. والموقد المشتعل يتحول الى منصة عالية يشرف من فوقها المختار , الذي اخد يتقيأ في كفيه خطابا من نار , كل حرفٍ جمرة ملتهبة .. ثم يلقي بها تباعا على حشد من الناس , اجساد لا رؤوس لهم , يتدافعون بالايدي والاكتاف والارداف معا لالتقاط الجمر ..... والذين يفلحون منهم ينتحون جانبا في صفٍ طويلٍ امام طاحونة ٍ تدور يسقطون في حوضها جمراتهم بانتظام .. ثم يتناولونها , من الجهة الاخرى, حبالا مجدولة يعقدونها كالمشانق .. ثم تتكور الأرض تحت قدميها وترفعها الى اعلى نحو الحبال فيما يدق أحدهم على الطبل دقات قوية .......
رتيبه .. يارتيبة انظري يابنتي احدهم يدق على الباب .. لعله ابوك قد جاء
اظنه ليس أبي
من سيكون اذن؟
لو كان ابي لدفع الباب من غير استئذانٍ كعادته
هذا صحيح .. كيف نسيت ذلك ؟ ... آتني بغطاء رأسي لأفتح اذن
تحسست امها رأسها بيديها ,, إيييه يارتيبة لا ادري ما الذي جرى لي صرت انسى كل شيئ .. ثم سحبت المزلاج واطلت برأسها الى الخارج .. وعادت فأغلقته وصفقته بعنف باديا عليها الهلع .....
اقبلت البنات مسرعات إثر سماعهن صفقة الباب الشديدة يستطلعن الامر .. بادرت الام بأمرهن غاضبة .. عدن حالا الى الداخل
ما الذي راته فأغضبها ؟
من الذي طرق على بابنا يا أمي ؟. سألتها سميحة الاخت الكبرى
هذا غراب البين .. ردت الأم
غراب البين؟! ... سألت الاخت الثانية بتعجب
قلت لا اريد سماع اي سؤال
عاد الطرق على الباب يقطع كلام الام التي توجهت بعصبية ووقفت عند العتبة دون ان تفتح الباب
قلت لك غادر من هنا قبل اصفعك بالنعال عى رأسك ورأس امك .. عال والله .. لم يبق علينا سوى ان نستضيف امثالك من المنحوسين .
ما ان عرفت رتيبة انه المسكين حتى وجدت نفسها مضطرة , لاول مرة, ان تتحدى امها .. اذ لن تكتفي هذة المرة بالشفقة مادام بوسعها ان تفتح له الباب,, فلا يمكن ان يصير المرء شجاعا في مواجهة اخطاء الناس ان لم يكن شجاعا على مواجهة اخطاء من يحبهم
اسرعت نحو الباب لتفتحه فتصدت لها امها ودفعتها بقوة ليختل توازنها وتقع ليرتطم أسها بالحوض الفخاري المعد لحفظ الماء .. تهشم الحوض ونزف دمها .. اسرعت شقيقتها سميحة لتاخذ بيدها وتساعدها على النهوض وهي تقول ...
تستحقين يارتيبة اكثر من هذا .. فمن تكسر كلام امها تستحق ان يكسر رأسها
شعرت رتيبة حينها ان من السهل عليها ان تثور في وجه شقيقتها متخطية بذلك محاذير وعواقب الثورة في وجه امها فصاحت ترد عليها ..
وماذا يستحق إذن ياسميحة من يقهر اليتيم والمسكين وينهر السائل؟! ام ان كلام الام اعظم من كلام رب الناس ؟! ام لا رب لكم في هذا البيت وهذه البلدة ؟! .
تراجعت سميحة والتفتت الى امها تعيد عليها السؤال بدهشة واستغراب .. اجيبي يا أمي.. ماذا يستحق من ..............

انا لم اقهر احدا .. ردت الام مقاطعة بعصبية .. ثم هذا ليس مسكينا .. افهمتِ
ثم تقدمت من رتيبة .. بل انت المسكينة يابنتي.. وهل يستحق هذا ان تنزفي من اجله الدم ؟! ونزعت منديلها عن رأسها واخذت تمسح بطرفه الدم و الذي بات يغطي صفحة وجهها الى عنقها .. ثم واصلت تقول ................ يتبع ان شاء الله





رسيم غير متواجد حالياً  
التوقيع




قديم 14-02-11, 10:23 PM   #8

رسيم

مشرف منتدى الديكور وعضو مميز في القسم النفسي وبطل اتقابلنا فين ؟وقلم مميز بالقسم الأدبي

alkap ~
? العضوٌ??? » 121460
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,703
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » رسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء ( 7 )


الا ترين ان قدومه قد
تسبب لك بالأذى ياحبيبتي ؟ هل تريدين اكثر من هذا برهانا, على انه يجلب معه النحس اينما حل .... واجهشت بالبكاء.
امها ككل الأمهات في هذه البلدة كريمة العين شحيحة الفهم .. ما اسهل أن يفجر جرح طفيف ينابيع حزنها ودمعها .. لكن ما ان يلتئم الجرح حتى تجف فيها كل الينابيع , فيما لا تفهم ان ما يظل بعد التئام الجرح, في الذاكرة, صورة لمجتمع كامل سطحيٍ كجرحها وأجوف كرأس امها .
امسكت رتيبة بذراع امها وابعدتها برفق ...
أمي حافظي على دموعك لمناسبة اكثر دموية .
عاد الطرق على الباب مرة اخرى .. فتقدمت رتيبة لفتحه دون ان يعترضها احد هذه المرة ..
بدا المسكين , عندما رآها , كمن يريد ان يتكلم فتتعثر الكلمات ولا تخرج ابعد من شفتيه وقد انفرجتا قليلا, فيما تجللت عيناه بغلالة شفافة من الدمع, الذي تكور وسال من كل عين قطرة , تتكسر عليها الأنوار المنبعثة من السراج عبر فتحة الباب بالوان مختلفة كانها قد اصطدمت بكرات من بلور زجاجي مزخرفز
أردت ان .... تلعثم المسكين.
اطلت سميحة , الاخت الكبرى لرتيبة , برأسها من فوق كتقي رتيبة لتقول بصوت عال .
ماذا اردت يابن المن...
كلا كلا .. اعترضتها رتيبة بصرخة اوشكت ان تجرح حنجرتها لشدتها وحدتها . فاندفعت امها وشقيقتها الاخرى مسرعتين نحو الباب..
خشيت رتيبة ان يردن بالمسكين سوءا فسبقتهن بالخروج وجعلت جسدها سدا امامه لتحميه.. كعادتها عندما كانت تتصدى من اجله للاولاد .
لا يارتيبة .. قالت امها تطمئنها.. فقط اردنا ان نسمع ما الذي يريده .
برز المسكين من خلف ظهر رتيبة ليقف الى جانبها ويقول
انا لا اخشى امك يارتيبة .. فهي مثلك طيبة وكريمة ولا تؤذي الناس.
مللنا سماع الكلام الفارغ , فقل باختصار ما الذي جئت الينا من اجله.. ام لا ترى من العيب ان تحادث النساء في غياب الرجال !! قالت امها .
أسقط المسكين رأسه على صدره ينظر الى الأرض بانكسار .
هيا قل ما تريد فلا وقت لدينا لانتظار تخريفاتك .. استعجلته الام .
رفع رأسه والتفت بجذعه ليقف مباشرة في مواجهة رتيبة ونظر في عينيها متجاهلا امها واختيها..
انا لا اريد شيئا لي يارتيبة ولكن ابوك هو الذي يريد و...
ماذا تقول؟ قاطعته الام وتقدمت لتقف بجوار ابنتها في مواجهته..
لم يعرها التفاتا فواصل حديثه لرتيبة
انا يارتيبة لم اكن ابدا لألبي لأحدٍ من هذه البلدة ,الظالمة القاسية, طلبا..ولولا يقيني بان العم حمدان هو ابوك..وانه, لهذا, شخص مختلف لما جئت اليكم .. ولوكان في قدومي أي حرج لحرمتكم لامتنعت من تلقاء نفسي,, حتى لو كانت شربة ماء تحييني عندكم ما شربتها.. ولما كان العم حمدان قد ارسلني ايضا ..إلا اذا كان منحوسا مثلي .. ثم سلّط عينيه الدامعتين , كالسهام, الى عيني الأم التي رأت فيهما أسئلة بريئة عن سر قسوتها عليه من غير ذنب ارتكبه .. ثمواصل كلامه الى رتيبة ....
لكن يبدو لا وقت عندكم لسماعي ,, فلا داعي اذن لبقائي . ثم هَمَّ بالنصراف.
انتظر انتظر .. نادته الأم ...............

يتبع انشاء الله



انتضرونا في الجزء القادم

تحياتي



رسيم غير متواجد حالياً  
التوقيع




قديم 16-02-11, 06:21 PM   #9

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

رووووووووعة جزءرائع جدا ومشوق
بالله عليك اخى رسيم نزل الأجزاء بسرعة

يا ترى ماهى رسالة الاب
وما مصير رتيبة فى هذه البلدة الفاسدة

وهل فعلا هذا الشخص متخلف ؟؟ او مختلف ؟؟
فمن خلال الكلام اجده من العقلاء

شكرا جزيلا أخى رسيم فى انتظار الجزء الجديد

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











قديم 16-02-11, 11:10 PM   #10

رسيم

مشرف منتدى الديكور وعضو مميز في القسم النفسي وبطل اتقابلنا فين ؟وقلم مميز بالقسم الأدبي

alkap ~
? العضوٌ??? » 121460
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,703
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » رسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond reputeرسيم has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Talking

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taman مشاهدة المشاركة
رووووووووعة جزءرائع جدا ومشوق
بالله عليك اخى رسيم نزل الأجزاء بسرعة

يا ترى ماهى رسالة الاب
وما مصير رتيبة فى هذه البلدة الفاسدة

وهل فعلا هذا الشخص متخلف ؟؟ او مختلف ؟؟
فمن خلال الكلام اجده من العقلاء

شكرا جزيلا أخى رسيم فى انتظار الجزء الجديد

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

لا شكر على الواجب اختي الفاضلة taman

و يسعدني و يشرفني ان القصة اعجبتك

و باذن الله راح احط الاجزاء الباقية و قراءة ممتعة

تقبلي تحياتي و تقديري


رسيم غير متواجد حالياً  
التوقيع




موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.