آخر 10 مشاركات
1020 - فتاة الأحلام - جيسكا ستيل- ع د ن (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Breathless - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          رواية فقاعة ج 2 _ نبيل فاروق (الكاتـب : MooNy87 - )           »          سأبكي غداً -ليليان روث -عبير الجديدة -(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )           »          2006- فارس الجزيرة الأستوائية - لينسى ستيفنز - روايات غدير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-10, 06:47 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


كانت الأم قد أستغرقت في حديث لا ينتهي مع شخص ما , وتركها السيد والسيدة فورد بعد أن أكدت السيدة فورد قائلة:
" يمكنك أن تأتي ألى حوض السباحة في أي وقت تشائين , أرجوا أن تتصرفي على راحتك , فالبيت والحدائق ملك لك".
شكرتها جانيت بلطف وهي ترتشف شرابها المنعش , شعرت بالأرتياح لأن أحدا لم يشر خلال الوقت الذي مر ألى موضوع الممر .
أحتارت جانيت بما تفعل بعد أن أنهت كأسها بالقرب من أحد الطاولات .
كانت ترى فرانسيسكو مع أشخاص آخرين عند الطرف الآخر من الحوض , وتمنت أن تشاركه الحديث لما لمسته فيه قبل يومين من طباع حسنة ...... لكنها كانت تشعر بالحرج في أن تسير وحيدة , وأخيرا تسللت بهدوء ألى الجانب الخلفي , فوصلت ألى الحديقة الصغيرة التي تمر بمحاذاة بيت أمها عند الممر , وهناك لمحت غرفة ملحقة بالفيللا ذات نوافذ مشرعة ولما لم تشاهد أحدا , قطعت الممر الضيق ودخلت أليها لألقاء نظرة سريعة , ورويدا , رويدا وجدت نفسها تتنقل من غرفة ألى أخرة ألى أن وصلت أحدى القاعات الكبيرة المزينة بالرسوم واللوحات والتماثيل من مختلف الأحجام.
في أحدى الزوايا , أنتصب تمثال بالحجم الطبيعي لرجل ذي شلرب كثيف وأبتسامة عريضة , ويد ممتدة تحمل منشفة مستطيلة الشكل ,وقفت جانيت تتأمل هذا التمثال وهي تاءل عن معنى اليد والمنشفة ....... وفجأة جاءها صوت عميق بارد من مكان ما خلفها:
" التمثال يعود ألى بداية القرن الثامن عشر ونحت في فرنسا".

أستدارت جانيت بسرعة لتجد بروس والبروك واقفا خلفها وهو يحمل مجموعة من الأوراق كان في طريقه ألى أيداعها في المكتبة المجاورة , فأضطربت بشدة لأنها شعرت أنه أعتقلها بالجرم المشهود , بالرغم من محاولتها أقناع نفسها بأن السيدة فورد سمحت لها بالتجول في أروقة الفيللا والحدائق الملحقة بها .
أستجمعت جانيت قوتها وواجهت عيني بروس الفولاذيتين وهي تقول:
"كنت أنتهز فرصة وجودي هنا لمشاهدة الفيللا ....... أنها رائعة جدا كما تخيلتها دائما ".
وأدهشها جوابه الهادىء عندما قال :
" ستشاهدين معالمها أفضل أذا ما رافقك أحد , فما رأيك أن أرافقك شخصيا بعد أن أتخلص من هذه الرسائل؟".
لم يكن بوسع جانيت الرفض , بل وقفت تنتظر بهدوء , ألى أن وضع بروس الرسائل في المكتبة المجاورة , وعندما أقترح عليها البدء في الغرف الداخلية , أضطرت للكذب قائلة بأنها شاهدت معظم الغرف , وكانت في طريقها ألى الحدائق عندما ألتقاها في القاعة الكبيرة , وأستغربت كيف أن أنفاسها عادت أليها عندما خرجا ألى الهواء الطلق.
رافقها بروس عبر القاعة ألى الممر العشبي المؤدي ألى الحدائق , وعلى طول الطريق كانت أشجار النخيل والبرتقال والتفاح تحف بهما من الجانبين , وسعان ما أنطلق نظر جانيت يتأمل تمازج الألوان التي تعطيها أشجار الفاكهة المتنوعة من خلال ثمار الزيتون والبلح والبرتقال والتفاح وغيرها , وغرقت جانيت في هذه الجنة الساحرة , بحيث فوجئت عندما خاطبها بروس قائلا:
" لا تلمسيها , فهذه الزهرة تحتوي على أشواك خفية تسبب ألاما لمن يلمسها".
وبدون تردد أنحنى للحظات ثم أنتصب حاملا مجموعة من الأزهار , قدمها لها قائلا:
" هاك الزهور , يمكنك تأملها كما تشتهين الآن ".
كانت جانيت على وشك أن تأخذ الزهور شاكرة ثم تستدير عائدة ألى الحفلة , لكن عينيه الفولاذيتين ألتقتا عينيها , فتسمرا في مكانهما للحظات .
وأستغربت جانيت كيف أن عينيه الحادتين يمكن أن تصبحا خارج نطاق العمل عينين يعشعش الصيف فيهما بدفء وحنان.
أستأنفا السير مجددا وقد سقطت من بينهما مجموعة من الحواجز والرسميات .
قال لها بهدوء:
" أعتقد أنك ألتقيت السيد والسيدة فورد".
" أجل , يبدو أنهما معروفان على صعيد واسع في الجزيرة".
وكعادة كل المحامين , تمهل بروس قبل أن يقول بأسلوب عملي واضح:
" أذن أنت توافقين على ضرورة حصولهم على الممر؟".
فوجئت جانيت بسؤاله , لكنها تمالكت نفسها وردت على الفور:
" أذا كنت تقصد حصولهم على الممر أضافة ألى كل هذه الحدائق بيما أمي لا تملك ألا تلك المساحة الصغيرة , فطبعا أنا لا أوافق , ولا أعتقد أن هناك أكثر ظلما من هذا المنطق ".
أجابها بهدوء بارد :
" أنت تبالغين في كلامك , فأمك تستطيع شق ممر خاص بها يصل الطريق الزراعي بواجهة البيت".
قالت جانيت بغضب:
" لست أرى سببا يدفعها ألى هذه الخطوة ما دامت قد أشترت البيت مع الممر!".
صحح بروس معلوماتها بلهجة قانونية قائلا:
" لقد أشترت البيت , أما الممر فما زال معروضا للبيع".
وأجهته جانيت بقسوة:
" لم يكن معروضا للبع قبل مجيء السيد والسيدة فورد ,فكل الناسهنا كانوا يعتبرون الممر جزءا من بيت أمي".
قال لها بهدوء وهو يأخذ ذراعها بيده:
" هذه ليست الطريقة القانونية الصحيحة يا آنسة كيندال , ففي ما يتعلق بنا و نحن نرى أن هذه القطعة مطروحة للبيع حاليا".
قالت جانيت وهي تدرك أن القانون سيقف ألى جانب أمها التي أمضت السنتين الماضيتين تستعمل الممر في حين لم يصل السيد والسيدة فورد ألا مؤخرا .
" أما ما يتعلق بي شخصيا , فمهمتي تقتصر فقط على وضع أسم أمي على أوراق التمليك الرسمية".
أبتسم بروس والبروك بهدوء وهو يقودها عائدا ألى البيت.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:48 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

5- هدنة مؤقتة

على عتبة السلم الرخامي المؤدي من الحديقة ألى البيت , لمحت جانيت وبروس السيدة كيندال وهي خارجة من أحدى القاعات برفقة فرانسيسكو , وما أن شاهدت السيدة كيندال أبنتها حتى هتفت :
" ها أنت أخيرا , لقد أخذني فرانسيسكو في جولة داخل الفيللا ...... أنها رائعة حقا ".
أقترب فرانسيسكو مسلما وخاطب جانيت قائلا :
" أين كنت مختفية طيلة هذا الوقت؟".
تدخل بروس في الحديث بلهجة جافة :
" من الأفضل أن ننضم ألى المجموعة قرب الحوض".
كانت المجموعات قد تفرقت في كل أتجاه حول الطاولات العامرة بالطعام والشراب , وقفت جانيت في أحدى الزوايا بأنتظار فرانسيسكو الذي ذهب ليحضر لها مرطبا منعشا وبعض الطعام , كان يبدو عليه عدم الخجل بعكس اللقاء قبل يومين , أخبرها أنه قرر السباحة , لكنه عدل عن رأيه لأن مياه الحوض باردة أكثر من اللزوم , وأخبرها أيضا أنه من هواة السباحة اليومية في البحر حتى خلال فصل الشتاء , وأنها مياه دافئة أكثر من مياه الحوض .
أستمعت جانيت ألى أحاديث فرانسيسكو وأبتسامة عريضة تحتل شفتيها , لكنها لم تستطع ألا أن تركز أهتمامها حيث وقف بروس والبروك يتحدث ألى أمها , وأستغربت كيف أن مظهره يتغير تماما عندما يكون مرتاحا في تصرفاته , فالثوب الحريري الذي يرتديه يظهره نحيفا بشكل غير عادي .... وهي تعرف تمام المعرفة من خلال لمسته العابرة في الحديقة أن أعصابه مقدودة من فولاذ.
وعند حوالي الساعة الخامسة بدأ الحضور في الأنصراف تباعا , فأنتهزت جانيت الفرصة وأنتزعت أمها بصعوبة من وسط الدائرة التي كانت هي محورها , ثم غادرتا الفيللا بصحبة بروس وفرانسيسكو اللذين أوصلاهما حتى الباب الخارجي .
علا عواء الكلب دال عندما وصلتا ألى البيت وطغى على أصوات تحركات السيارات التي كانت تقل ضيوف الفيللا , وفي الداخل أندفع نحوهما وكأنهما غابتا يومين كاملين وليس ساعتين فقط , أحتضنته السيدة كيندال بحب وحنان , لكن فكرها ما زال في تلك الحفلة الرائعة , قالت وهي تمسح على رأسه:
" كانت حفلة ممتازة حقا , لقد سررت كثيرا للقاء جيراننا , أليس هذا شعورك أيضا يا جانيت؟".

هزت جانيت رأسها موافقة , وقد وجدت صعوبة في الأعتراف بأن السيد والسيدة فورد كانا مضيفين ممتازين.
تابعت السيدة كيندال تقول وهي تنتزع العقد من عنقها :
" والمحاميان لطيفان أيضا!".
ردت جانيت بدون أن ترفع عينيها عن الزهور التي قدمها لها بروس :
" أعتقد أن فرانسيسكو كافانيلاس لطيف جدا ".
أجابت الأم مبتسمة :
" وكذلك السيد بروس والبروك يا عزيزتي ......فقط , يجب أن تتعرفي أليه أكثر".
سارت جانيت نحو مزهرية قريبة لوضع الزهور فيها ..... وفجأة وجدت نفسها تطرح سؤالا غريبا:
" هل هو متزوج في أنكلترا ؟".
" ليس على حد علمي , يظهر أنه كان مشغولا عن الزواج ببناء شهرته العريضة في عالم المحاماة ".
أستبدلت السيدة كيندال فستان السهرة بقميص النوم المريح , ثم سألت أبنتها قائلة:
" لماذا تسألين يا عزيزتي ؟ لقد لاحظت أنكما ذهبتما في جولة طويلة ألى الحدائق والبساتين !".
وأدركت جانيت على الفور أن أمها تراقبها من طرف خفي , لذلك وضعت الزهور من يدها بسرعة , ثم ألتفتت أليها متظاهرة بالتعب والأستغراب وهي تقول:
" لا تكوني ساخرة هكذا يا أمي ".
وبدون أن تنتظر جوابا , تجاهلت أبتسامة أمها ذات المعاني وأسرعت عائدة ألى غرفة نومها .
ويوما بعد يوم , غرقت جانيت في حياة الجزيرة الهانئة بأنتظار عودة رئيس البلدية من رحلته ألى المدينة , خاصة أن أمها لم تدعها تقوم بالأعمال العادية التي هي من أختصاصها وحدها , وقد أكتفت جانيت بالحفاظ على ترتيب ونظافة غرفة نومها , وفي بعض المرات غسل الثياب التي تكون قد تجمعت في الحمام ...... أما باقي الوقت فقد أمضته خارج البيت حيث الشمس الدافئة تلون كل شيء بأشعتها الذهبية الساطعة , وبرفقتها الكلب دال والقطة تويجي التي تجمع بين حركات الهريرة الصغيرة ومتطلبات القطة الكبيرة , وكم تمتعت جانيت بالمعارك السلمية التي كانت تدور بين القطة والكلب بدون أن تصل ألى مرحلة الجدية والأذى وفي كثير من الأحيان كانت توف على أمها مهمة أخذ دال في نزهته اليومية المعتادة , عبر الحقول الخضراء المترامية في كل أتجاه.
وفي مثل هذا الجو الساحر والراحة التي لا تشوبها شائبة , باتت جانيت تخشى أن تصبح فريسة للمناخ المتوسطي الموحي بالدعة والسكينة , ومع كل يوم مشمس جميل , كانت تزداد قناعة أن أبييزا تملك سحرا لا يقاوم وتأثيرا كبيرا على الذين يعيشون فيها , وأخيرا تملك سحرا لا يقاوم وتأثيرا كبيرا على الذين يعيشون فيها , وأخيرا حل موعد رئيس البلدية , لكن لسوء الحظ كان اليوم السبت ,ولا عمل في الدوائر الرسمية الأسبانية حتى يوم الأثنين .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:49 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الأثنين هبت جانيت من فراشها بحيوية ونشاط وكأنها تتأهب لجولة جديدة من معركة طويلة قاسية , وعلى مائدة الأفطار , حدثت أمها عن رحلتها ألى القرية , وكأنها ذاهبة للتبضع وليس لمقابلة رئيس البلدية في أمر مهم وعاجل سيقرر مصير المر , ولم تكن جانيت لتغضب من مواقف أمها , خاصة أنها تدرك رغبتها في تمضية بقية حياتها بعيدا عن المشاكل والمنغصات .
بعد أنهاء كوب القهوة الثاني , أغتسلت جانيت وأرتدت فستانا ربيعيا مريحا ...... ولم تنس طبعا قبعة القش والنظارة الشمسية قبل أن تأخذ الدراجة الهوائية وتنطلق في رحلتها الطويلة , وعندما وصلت ألى محاذاة الفيللا و تمهلت قليلا لألقاء نظرة خاطفة ألى الباحة حيث تتوقف والسيارات , ولأرتياحها الشديد وجدت أن سيارة بروس والبروك ما زالت في مكانها , وعلى الفور أجتاحتها رغبة في الأنطلاق بأقصى سرعة كي تلتقي رئيس البلدية قبل بروس , ولكنها كانت تريد في الوقت نفسه أن تتمتع برحلتها فتصل ألى اللقاء مرتاحة ومستعدة لكل الأحتمالات .
ولم تكن جانيت مضطرة للأختيار , فقد أجبرتها الشمس الحادة على الأنطلاق بسرعة معتدلة خاصة أن الغبار بات يهدد منظرها وثيابها ,وعندما وصلت ألى سفح التلة التي تقوم عليها القرية , تركت الدراجة في المكان نفسه حيث تركتها المرة السابقة وراحت تصعد الطريق الضيق تحت الشمس التي أزدادت سطوعا وحرارة , وفي منتصف الطريق عثرت على سبيل ماء فاتتها رؤيته في الرحلة الماضية ,لذلك أنتهزت الفرصة لترطيب وجهها وعنقها وذراعيها وواصلت سيرها وهي تشعر بالأنتعاش المتجدد.
كانت القرية مهجورة كعادتها في مثل هذا الوقت , لكن روائح الطهي المنبعثة من عدة أماكن كانت تؤكد أن الحياة تجري طبيعية خلف الجدران البيضاء الصامتة , أجتازت جانيت الساحة العامة وتمهلت قبل أن تدخل مبنى البلدية الواسع.

ألتقت في قاعة الأستقبال الموظف نفسه الذي ألتقته في المرة الأولى , حيّاها الموظف بلطف وكأنه عرفها على الفور , لكنها أضطرت ألى تذكيره بالممر ورئيس البلدية قبل أن يهتف قائلا بالأسبانية :
" آه رئيس البلدية ........ في المدرسة".
وعندما أستغربت جانيت علاقة المدرسة برئاسة البلدية , تابع الموظف شرحه قائلا:
" البروفسورة هناك".
" أذن رئيس البلدية هو الأستاذ أيضا , وما أن أستدارت ذاهبة ألى المدرسة حتى تذكرت أن كلمة البروفسورة تعني الأستاذة وليس الأستاذ , فعادت على الفور تستفسر من الموظف عن أسم رئيس البلدية....... فقال لها :
" السينيورة كاسيلا غارسيا!".
شكرت جانيت الموظف وغادرت المبنى متجهة ألى لمدرسة , لم يخطر في بالها أن يكون رئس البلدية أمرأة , لكن ما الفرق في أن يكون رجلا أو أمرأة , بالنسبة ألى أنهاء مشكلة الممر .....
أجتازت عدة شوارع خالية قبل أن تصل ألى ما بدا لها أنه المدرسة حسب وصف الموظف , وكي تتأكد من ذلك أوقفت فتاة صغيرة وسألتها فأجابت الطفلة بالأيجاب وهي تهرب خجلا , عند السلم الحجري الناصع البياض , ألتقت مجموعة من الأولاد بأزيائهم الرسمية , أخذ هؤلاء يتصايحون ويقفزون حولها وقد أستغربوا وجودها , ويبدو أن المعلمة سمعت جلبتهم فخرجت تستطلع الأمر , فأذا بها وجها لوجه مع جانيت.
سألتها جانيت:
" السيدة غارسيا؟".
أجابت المعلمة بأبتسامة عريضة :
" نعم".
رحبت بها بحرارة وقادتها عبر أحدى قاعات الدرس الخاصة بالمقاعد والطاولات والكتب لتي تركها الأولاد على جوانب المقاعد , ألى قاعة أخرى مرتبة ونظيفة للغاية.
وما أن سحبت السيدة غارسيا كرسيين لها ولجانيت ,حتى دخلت مجموعة من الأولاد وأتجهوا ألى المغسلة المجاورة بحجة تنظيف أيديهم.
أستعدت جانيت لعرض قصتها على رئيسة البلدية , ولكن ليس شفهيها , فقد عمدت طيلة العشرة أيام الماضية ألى أستنفار كل ما أتقنته من الأسبانية وكتبت رسالة مطولة تعرض فيها مشكلة الممر من أولها ألى آخرها , مستعينة بكتاب لتعليم الأسبانية وأيضا بما تعرفه أمها من هذه اللغة الصعبة .
تناولت السيدة غارسيا الأوراق وأخذت تقرأها بتمعن , في حين راحت جانيت تتفحص رئيسة البلدية بأنتظار حصولها على جواب شاف , كانت السيدة غارسيا جذابة للغاية بشعرها الأسود الاحم المنسدل على كتفيها , وترتدي فستانا أزرق يكشف عن ذراعين سمراوين ممتلئتين , وقد تزينت بعقد من الذهب وخاتمين ماسيين .بلأضافة ألى ساعة يد ذهبية .
وبين الحين والآخر , كانت السيدة غارسيا تبتسم لنفسها , وفكرت جانيت أنها تضحك على أسلوبها في كتابة الرسالة باللغة الأسبانية.... لا بأس في ذلك ما دام مضمون الرسالة واضحا ومفهوما , وفي النهاية رفعت رئيسة البلدية رأيها قائلة:
" فهمت المشكلة".
وأنتظرت جانيت بفارغ الصبر جواب رئيسة البلدية , ولكنها لم تفهم شيئا على الأطلاق عندما راحت السيدة غارسيا تتكلم وتشرح بلغة أسبانية سريعة , بحيث أحست جانيت بأنها تغرق في خضم لا قرار له , وأحاطت الجمل والعبارات المتسارعة بجانيت بدون أن تكون قادرة على الوقوف في سبيلها ..... ولم تستطع بعد جهد جهيد ألا الأعتذار قائلة:
" أنا آسفة.... لم أفهم شيئا".
فوجئت السيدة غارسيا بجواب جانيت , لكنها أستدركت وهي تنهض قائلة:
" لم تفهمي؟ لحظة فقط".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:51 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نادت السيدة غارسيا بأحد الأسماء وسرعان ما أطلت فتاة صغيرة من الغرفة المجاورة , تبادلت المعلمة وتلميذتها حديثا سريعا باللغة الأسبانية , ثم ألتفتت ألى جانيت شارحة لها أن شقيق الفتاة الصغيرة يعمل موظف أستقبال في أحد الفنادق وهو يتقن الأنكليزية , ولذلك من الأفضل أن تذهب جانيت وتحضره من بيته الرقم 46 في الشارع المجاور كي يساعد في الترجمة بين الطرفين.
شكرت جانيت المعلمة وأبتسمت بلطف للفتاة الصغيرة ثم غادرت المدرسة متوجهة ألى البيت رقم 46 , قطعت ساحة اللعب وهي تفكر بأن وجود مترجم سيساعد كثيرا على بت المشكلة بسرعة , دخلت ألى الشارع المقصود , فأكتشفت من أرقام البيوت أنه كان من الأفضل لها أن تبدأ من الجهة الأخرى , لكن الأمر ليس مهما الآن , فالمطلوب الوصول ألى البيت والتعرف ألى بارتولومي وهو أسم الموظف , وأحضاره ألى المدرسة للتفاهم مع رئيسة البلدية.
وتبين لجانيت عندما وصلت ألى نهاية الشارع , أن بيت بارتولومي عبارة عن مزرعة واسعة تحتل أحد التلال المتناثرة حول القرية , قطعت البساتين المحيطة بالبيت , وأقتربت من الباب الرئيسي فأذا بها تلمح أمرأة بثياب سوداء خرجت لتوها من غرفة مجاورة , سألتها جانيت عن بارتولومي , فكان الجواب صرخة أطلقتها السيدة ناحية المنزل , ثم عادت من حيث أت.
أنتظرت جانيت أمام الباب للحظات قبل أن يطل عليها شاب قد لف حول خصره منشفة تستعمل لحماية الثياب عند الجلي أو الغسيل , أبتسم الشاب الذي لم يتجاوز التاسعة عشرة من العمر بلطف فأنكشفت أسنانه غن فراغ نتيجة كسر أصاب أحداها.
سألته جانيت مبتسمة:
" هل أنت بارتولومي؟".
رد قائلا:
" أجل , وهم يطلقون عليّ لقب تولو!".
شرحت له جانيت سبب زيارتها , وسألته أذا كان يوافق على أن يقوم بدور المترجم بينها وبين رئيسة البلدية .


قال لها:
" طبعا , لحظات فقط وأنتهي من أرتداء ملابسي , تفضلي وأستريحي في الداخل".
أنتظر بارتولومي حتى دخلت جانيت أحدى الغرف العادية , ثم ذهب ألى غرفته لأرتداء ملابسه وهو يردد أغنية أسبانية معروفة, وكم تمنت جانيت لو أنه يسرع في الذهاب معها , فقد مضى وقت غير قليل على مغادرتها المدرسة , ولكن لا فائدة مع هذا الشاب , لذلك بحثت عن مقعد في الغرفة العارية التي تضم طاولة مستديرة الشكل مغطاة بستار أحمر وحولها ثلاثة كراسي, بعد قليل بدأت تشعر بالضيق لهذا الأنتظار غير المتوقع , وفوجئت ببارتولومي يعود ولم يكن قد غيّر سوى قميصه الصيفي , قال لها أنه جاهز لمرافقتها ألى المدرسة , ثم وجه عبارات مختصرة بالأسبانية ألى أشخاص مجهولين يعملون في المطبخ.
وعند السلم الحجري أستمهل بارتولومي جانيت للحظات , وأختفى خلف البيت, وما هي ألا لحظات قليلة حتى سمعت صوت محرك سيارة مهلهلة يقودها بارتولومي , الذي ترجل أمامها ليفتح الباب بكل فخر وكبرياء
وأضطرت جانيت ألى حبس أنفاسها طيلة الطريق بفعل الأسلوب المجنون السريع الذي أستعمله بارتولومي في قيادة السيارة , فقط عندما توقفت العربة أمام المدرسة , أستطاعت جانيت أستجماع أنفاسها لتقول :
" لغتك الأنكليزية ممتازة يا تولو! ".
هز كتفيه بلا مبالاة وهو يقول :
" ليست جيدة كما ينبغي , في الصيف أتعلم الكثير من المفردات .......... لكنها تختفي بمعظمها عندما يحل فصل الشتاء!".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:52 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وكانت جانيت على وشك أن تطرح سؤالا آخر على بارتولومي , عندما لاحظت وجود مدخل آخر للمدرسة ربما الذي يستعمله الأساتذة فقط ..... والسبب الذي لفت نظرها هو وجود السيارة الزرقاء التي تعرف صاحبها تماما , خفق قلبها بشدة لهذه المفاجأة , مع أنها كانت تتوقع مجيئه في أيى لحظة , وتساءلت عن الوقت الذي أمضاه هناك.... وحثت خطاها مسرعة بدون أن تغيب البسمة عن شفتيها وهي تستمع ألى أحاديث بارتولومي.
في الداخل , كان أحد التلامذة يشرف على قاعة الصف التي غابت عنها المدرسة , سارت جانيت بخطى واثقة نحو غرفة الطعام وهي مدركة أن بروس والبروك موجود هناك , وفي تلك اللحظات لم تكن لتهتم بما أذا كان المفروض فيها أن تدخل الخلوة أم لا.
لمحته جالسا قبالة رئيسة البلدية وقد غرق معها في حديث طويل , وعندما شاهدها لم تتراجع , أنه مخطىء أذا كان يعتقد أنها ستضطرب وترتد على عقبيها لمجرد وجوده في هذا المكان , ومهما كان الأمر , فقد جاءت قبله وستستمر حتى ولو كان حاضرا.


وقفت جانيت وبارتولومي في الممر المؤدي ألى غرفة الطعام وفي حين أنشغل تولو بملاعبة أخته في الصف بالأشارة من بعيد , ركزت جانيت أهتمامها على رئيسة البلدية وبروس الذي كان يتحدث الأسبنية بأرتياح وطلاقة , وأحست بكراهية شديدة أتجاهه عندما أحست أنه سحر السيدة غارسيا بشخصيته وتصرفاته المدروسة.
ولم تكن السيدة مهتمة بوجود جانيت وتولو قرب الباب , فكل تركيزها كان منصبا على ذلك الرجل الأنكليزي الجالس قبالتها بكل أعتداد وكبرياء.
وأخيرا أنتهت المحادثات , عندما نهض بروس مصافحا رئيسة البلدية بأحترام ولطف , فردت عليه بأبتسامة عريضة , وهنا أشارت السيدة غارسيا ألى جانيت وتولو داعية أليهما ألى الدخول بدون أن تبدي حرجا لأنها كانت تستقبل العدو اللدود قبل لحظات.
وجه بروس تحية مؤدبة ألى جانيت عندما مر بها عند الباب , لكن جانيت تجاهلته وأسرعت هي وتولو ألى أتخاذ مقعدين قرب الطاولة التي كان بروس يحتلها قبل قليل , وما أن أستقر المقام بالثلاثة حتى طلبت جانيت من تولو أن يشرح للسيدة غارسيا بالتفصيل مشكلة الممر , آخذة بعين الأعتبار أن بروس بلا شك عرض موقف أصحاب الفيللا من هذه المسألة.
طيلة الوقت كانت رئيسة البلدية تهز رأسها موافقة في حين أستمر تولو في عرض المسألة بلغته الأسبانية السريعة , وأنتظرت جانيت على أحر من الجمر جواب السيدة غارسيا التي أخذت تتحدث الآن , بينما يقوم تولو بالترجمة الفورية , كل نقطة وحدها , قال:
"السيدة غارسيا تتفهم المشكلة , فهناك عديدون يريدون شراء أجزاء من الممر بالقرب من بيوتهم , وقد ناقش مجلس البلدية هذا الوضع وقرر أن لا صلاحية لديع للتعاطي فيه.
قاطعته جانيت بسرعة:
" لكنني أعتقدت أن السلطات المحلية هي صاحبة القرار".
وضع تولو السؤال بالأسبانية , ثم ترجم جواب السيدة غارسيا قائلا:
" أنها تقول أن يديها ...... ".
وأستعمل يديه للأشارة ألى ما يعنيه .
قالت جانيت:
" تقصد أن يديها مقيدتان! لكن كيف سنحصل على الممر ؟".
نقل تولو الجواب على سؤالها قائلا:
" تقول أن عليها الكتابة لمدريد للحصول على أذن حكومي ببيع الممر!".
أجابها تولو مترجما:
" ستكتب الرسالة هذا اليوم".


شعرت جانيت أنها حققت شيئا ما , فسألت:
" كم من الوقت سيمضي حتى نحصل على جواب؟".
ردت السيدة غارسيا بالأسبانية , ففهمت جانيت جوابها على الفور...... شهر كامل ؟ أنه وقت طويل جدا! لكن جانيت عادت وقبلت بالواقع , على أعتبار أن الشهر فترة معقولة أذا ما عولجت القضايا بواسطة البريد.
نهضت السيدة غارسيا وقد أدركت أنها أبقت تلامذتها وحيدين لفترة طويلة , ولم تشأ جانيت أن تؤخرها أكثر , لذلك صافحتها شاكرة وغادرت المدرسة برفقة تولو الذي تبادل ورئيسة البلدية عدة عبارات بالأسبانية.
أمتلأت نفس جانيت بالأرتياح لهذه المقابلة , فعلى الأقل , أبدت السيدة غارسيا تفهما لمطالبها وتعهدت بالكتابة ألى مدريد نيابة عنها . وهذا يعني أن رئيسة البلدية لم تحسم المسألة بالرغم من لقائها المطول مع بروس والبروك.
في ساحة المدرسة ودع تولو جانيت قائلا:
" يجب أن أذهب الآن , فقد أقترب موعد دوام العمل!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:54 PM   #26

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرته بحرارة للخدمات التي قدمها , ثم راقبته وهو يدخل سيارته المهلهلة ........ ولوحت له بيدها مودعة وسارت عائدة ألى حيث وضعت دراجتها , وعندما وصلت ألى المنعطف , أحست بقدميها عاجزتين عن السير ........ لقد أختف الدراجة , نقلت نظرها بقلق في كل أتجاه , لكن لا شيء أبدا , أقتربت من المنعطف أكثر .......... وفجأة عثرت على ضالتها , كانت الدراجة تحتل صندوق سيارة بروس والبروك الذي غرق في مقعده الوثير ينتظر عودتها من لقاء رئيسة البلدية , ألتفت أليها عندما أقتربت منه وقال:
" لقد سمحت لنفسي بوضع دراجتك في الصندوق ".
ردت جانيت ببرود :
" لم يكن ذلك ضروريا , فأنا أراها مفيدة جدا ".
مال ألى الباب يفتحه متجاهلا عباراتها , وهو يقول :
" هيا أدخلي , أنك تبحثين عن التعب بأستعمالك الدراجة في مثل هذا الطقس اللاهب!".
وقفت جانيت في مكانها وهي لا تدري ماذا تفعل , لم تكن بحاجة لمن يخبرها عن صعوبة العودة ألى البيت على الدراجة , فقد جربتها عندما جاءت هذا الصباح , ومع ذلك كانت تجد حرجا في الأذعان لطلبه , وماذا تستطيع أن تفعل بعد أن حزم دراجتها في صندوقسيارته؟
دخلت ألى السيارة الفاخرة وهي تلوم نفسها لعجزها عن مواجهة طباعه المتعجرفة ولكن ما أن أنطلقت السيارة , وهبت النسيمات المنعشة من كل أتجاه , حتى أرخت جانيت نفسها وسرحت بنظرها في الطبيعة الهادئة الممتدة في كل أتجاه , وكادت أن تستمتع بالرحلة لولا وجود بروس والبروك ألى جانبها , فهي دخلت معه في معركة حامية ولا مجال للتراجع الآن.
وبدا أن بروس غير مستعجل للوصول ألى الفيللا , فالسيارة تسير بسرعة معتدلة بالرغم من أن الطريق مفتوح أمامها ولا وجود للسيارات ألا ما ندر , ولم تبد جانيت أنزعاجا من هذا التباطؤ , بل أنتهزت الفرصة لتتأمل عن كثب تفاصيل الطبيعة الخلابة في هذه الجزيرة الرائعة.
وصل بروس ألى الطريق الزراعي , وعبره متجها ألى الممر الذي يقع بين الفيللا والبيت , أبتسمت جانيت في سرها وهي تلاحظ أنه يستعمل الممر وكأنه أصبح جزءا من أراضي الفيللا , وما أن توقفت السيارة حتى غادرتها جانيت بسرعة في حين تولى بروس مهمة نقل الدراجة ألى أحد الجدران , وفي هذه اللحظة ظهرت السيدة كيندال ,فعلت الأبتسامة وجهها عندما شاهدت بروس وقالت:
" السيد والبروك هنا!".
قال بجفاء واضح وهو يضع الدراجة:
" لقد توليت نقل الدراجة , وأستطعت أقناع أبنتك بمرافقتها!".
" هذا لطف منك , فما رأيك بشراب منعش بعد هذه الرحلة المتعبة؟".
ضاعت نظرة جانيت العاتبة في خضم ترحيب أمها بالزائر العزيز , كما أن بروس لم يعرها أي أهتمام ب أبتسم للأم قائلا:
" أن الفكرة رائعة جدا".
لحقت جانيت بالأثنين ألى الحديقة الخلفية ووجهها يقطر غضبا , ولشدة دهشتها لاحظت أن تويجي الخائنة أسرعت ألى حضنه بينما ربض دال عند قدميه بسكون وأرتياح.
عادت السيدة كيندال بعد لحظات وهي تحمل أبريقا من عصير الفواكه البارد مع ثلاثة أكواب , راقبت جانيت بروس وهو يتقبل الكوب من أمها , وعندما جاء دورها قالت:
" لا, شكرا , لست عطشانة على الأطلاق".


تناولت السيدة كيندال كوبها وراحت تحادث السيد والبروك بدون أن تغرق في ثرثرة لا معنى لها , فهي تعرف متى يكون الأنسان محتاجا ألى بعض الهدوء والسكينة بعد عناء نهار صيفي طويل , أما بروس فقد كان يتصرف وكأنه في بيته , وللحظات أحست جانيت بأنه يتمتع بكل شيء على حسابها الخاص , كل حركة أو أبتسامة أو كلمة يطلقها.
وأستغربت كيف شعرت بنوع من الندم عندما نهض واقفا للعودة ألى الفيللا , ولم تعرف كيف رافقته ألى الباب الخارجي بعد أن ودع أمها في الداخل.
أخرج بروس سيكارة من جيب سترته , وقال:
" وداعا يا آنسة كيندال , وبما أن مشكلة الممر أصبحت بين يدي المسؤولين في مدريد , فعلينا أن نقيم هدنة بيننا .... على الأقل هدنة مؤقتة .
ولم تعرف جانيت ما أذا كان جادا أو مازحا في كلماته , لكنها كانت متأكدة من شيء واحد عندما قابلت نظرته العميقة بنظرة مماثلة , أن معركة الممر قائمة بينهما حتى أشعار آخر.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:55 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

6- غضب غير مبرر

جاء أيار ( مايو ) أخيرا حاملا معه أشعة الشمس اللاهبة , بحيث تحوّلت السهول الخضراء ألى اللون الذهبي الأصفر , وبدأت نباتات الذرة تعطي ثمارها التي جذبت العصافير المختلفة من كل مكان .
شعرت جانيت أنها بحاجة ألى هواء البحر المنعش ومياهه الباردة في مثل هذا الحر , وكانت تدرك أن ممر سكة الحديد كان يستعمل في السابق لنقل الملح , وهذا يعني أنه يمتد مباشرة ألى الشاطىء الذي يبعد بضع كيلومترات فقط , وذات يوم سألت أمها عن هذه المسألة , فردت السيدة كيندال قائلة:
" هذا صحيح يا عزيزتي , فسكة الحديد تأخذك مباشرة ألى شاطىء رملي صغير , وقد أستعملتها مرة أو مرتين بصحبة الكلب دال ".
سألتها جانيت :
" هل يمكنني أستعمال الدراجة على هذه السكة؟".
" أعتقد ذلك , فهناك ممر للمشاة على جانبها , ولن تستغرق الرحلة أكثر من نصف ساعة وهي أفضل من الذهاب مشيا على القدمين".
تشجعت جانيت بالمعلومات التي حصلت عليها , وأسرعت ترتدي ثياب السباحة وفستانا صيفيا خفيفا , ووضعت في حقيبة يدها منشفة متوسطة الحجم ...... ثم أتجهت ناحية الكوخ لأخذ الدراجة . ومع أن أشعة الشمس كانت حارقة , ألا أن جانيت تمتعت بالرحلة خاصة وأن الممر كان ممهدا أمامها , وعلى طول الطريق الممتد بين البيوت والمزارع , أعطت الأشجار الباسقة ظلالا وارفة حجبت في أماكن كثيرة حرارة الشمس .


ولم تجد جانيت نفسها ألا وهي على الشاطىء , كان المكان يحتل نصف دائرة صغيرة من الرمال الذهبية , قام على أحد طرفيه مقهى صغير وعلى الطرف الآخر عدة غرف لتغيير الملابس والأستحمام . بينما ظهرت في جانب منه مجموعة من القوارب الصغيرة.
وأسرعت جانيت تتخلص من الحذاء والدراجة لتلقي نفسها في أحضان الموج الهادىء متمتعة بأنتعاش الماء وصفائه , ولم يكن عدد السابحين ليتجاوز أصابع اليد الواحدة..... لذلك أستسلمت جانيت للبحر الذي أنساها كل حرارة الرحلة من البيت ألى الشاطىء .
بعد وقت قصير خرجت من البحر تتمدد بكسل فوق المنشفة التي أحضرتها معها , ثم طلبت شرابا منعشا من المقهى المجاور وراحت تتأمل حركة الموج الأبدية , بينما الشمس تلوح جلدها الأبيض , وما أن أنهت شرابها حتى حزمت أغراضها تمهيدا للعودة ألى البيت , لأنها لم ترد أن تعرض نفسها للشمس بكثرة في المرة الأولى , طالما أن بأمكانها المجيء ساعة تشاء , وفي المرة المقبلة ستحضر معها كتابا لقراءته في أحدى الزوايا المنعزلة.
كانت حرارة النهار قد خفّت عندما بدأت جانيت رحلة العودة , وهكذا قادت دراجتها ببطء وهي تتمتع بكل مشهد من مشاهد هذه الطبيعة الساحرة , وفجأة أحست بنوع من تأنيب الضمير لأنها تمضي أيامها براحة وأستجمام بينما المفروض أن تكون في لندن لكسب لقمة عيشها , وتذكرت صديقتها نونا التي لم تنقطع المراسلة بينهما طيلة الوقت , فقد كانت رسائل نونا تتحدث عن نمو علاقتها بأحد مدراء المحل الذي تعمل فيه , وأيضا عن مشاكل وطرائف أنجيلا التي حلّت محل جانيت في الشقة حتى عودتها من أسبانيا.
لم تكن الساعة قد تجاوزت الرابعة بعد الظهر عندما وصلت جانيت ألى البيت , وكانت تتصور أن أمها تعد الآن , ولا شك , الشاي والبسكويت بأنتظار عودتها , ولكنها أكتشفت أن الباب الأمامي مغلق وهو أمر لا يحدث ألا نادرا عندما تذهب الأم للتسوق في نهاية الأسبوع , فتحت الباب ودخلت ألى القاعة الرئيسية منادية على أمها , ألا أن الصوت الوحيد الذي سمعته هو عواء دال الذي أسرع من المطبخ لأستقبالها , فكرت جانيت أن أمها قد تكون ذهبت في نزهة قصيرة ألى الحقول المجاورة , لذلك قررت أن تستحم بعد رحلة العودة ريثما تحضر السيدة كيندال ألى موعد الشاي.
أنهت جانيت جمامها ثم وضعت بعض الماكياج على وجهها الذي ظهرت عليه آثار الشمس , وعادت ألى المطبخ وهي تتوقع أن يكون الشاي قد جهز.
ولكنها فوجئت بأن الصمت ما زال مخيما على البيت , ولاحظت أن المطبخ على الحالة نفسها التي تركته فيها بعد الغداء عندما ذهبت ألى البحر.
بدأ القلق ينهشها وهي تفتش الغرف واحدة واحدة , ثم ألقت نظرة متفحصة على الحقول والبساتين المجاورة , ولم تهتم جانيت بالسيارات الفارهة المتوقفة أمام الفيللا , كما لم تلحظ القطة تويجي التي جلست على أحد الجدران المطلة على الفيللا تتأمل شيئا ما يجري في داخلها.
وعندما عجزت عن رؤية أمها في أي مكان , بدأت الشكوك تأخذ شكلا محددا ...... لكن هل هذا معقول؟ أسرعت تحث خطاها بأتجاه الفيللا وما أن عبرت السلم الرخامي وأطلت على الحديقة المحيطة بحوض السباحة حتى وجدت مجموعة من الناس في كل أتجاه , وهناك كانت أمها تتحدث بسرور وأرتياح ألى عدد من الأشخاص .
تصرفت جانيت وكأنها جزء من المدعوين , وأقتربت من أحدى الطاولات متظاهرة بأنها تبحث عن شراب منعش بينما أرادت في الواقع أن تلفت نظر أمها ألى وجودها , ولكن أهتمام الأم كان مركزا في أتجاهات أخرى .
وأخيرا أستطاعت أن تقترب منها , ثم همست في أذنها متعمدة أخفاء فمها خلف كوب الشراب :
" أمي ماذا تفعلين في هذا المكان؟".


ردت السيدة كيندال هامسة:
" ولم لا يا عزيزتي , لقد طلب منا السيد والسيدة فورد أن نشارك في كل حفلة تقام في الفيللا ........ وأنا لا أمانع في اللقاء مع الآخرين والتحدث أليهم!".
قالت جانيت وهي تحاول المحافظة على هدوئها:
" ولكن لا يمكن أن نتوقع الضيافة من الذين نخوض ضدهم معركة قانونية!".
" كلام سخيف يا عزيزتي , فالسيد والسيدة فورد شخصان رائعان".
وأضطرت جانيت ألى التخلي عن الحديث , بعد أن أستدارت أمها لتتابع طرفة يرويها أحد الحضور , فهي تدرك أن السيدة كيندال تفضل أن تتصرف وكأن مشكلة الممر غير موجودة على الأطلاق ,وهكذا وقفت في مكانها تتابع المشاركين في الحفلة وهي تحتسي شرابها الملج , وفي كل شربة ألف غصة.
لم تكن السيدة كيندال وحدها سبب أنزعاج جانيت , بل كان هناك شخص آخر شاهدته فور دخولها الحديقة , وقد لاحظت أنه لم يرفع عينيه عنها منذ أقتربت من الحوض ..... وعندما ألتقت نظرته بنظراتها أحست أنه أدرك ما حدث بينها وبين أمها قبل لحظات.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:56 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وتمنت جانيت أن يكون أنزعاجها بسبب النظرات التي وجّهها أليها بروس , وليس لأنه كان بصحبة أمرأتين رائعتي الجمال وقفتا تصغيان أليه بكل أهتمام , وأرادت أن تهرب من نظراته التي ظلت تلاحقها بدون رحمة , لكنها أصرت على البقاء كي تريه أنها غير مهتمة حتى ولو كان بصحبة عشرات النساء الجميلات.
أعترفت داخليا أنها كانت تتألم وهي ترى أبتسامته المترفة كلما تحدثت أليه أحدى المرأتين ووجدت نفسها تجاهط كي لا تغادر الحفلة راكضة وباكية وكانت على وشك أن تقدم على عمل طائش , عندما لامست كتفها يد من الخلف فألتفتت لتجد أمام فرانسيسكو.
قال لها:
" لم أكن أعرف أنك هنا يا جانيت !".
أرتاحت جانيت لأبتسامته الدافئة , ووجدت الفرصة سانحة للرد على بروس بالمثل , فقالت متضاحكة:
" أهلا فرانسيسكو , الواقع أنني وصلت قبل قليل ".
أجابها ضاحكا:
" باكو....... هكذا يناديني الأصدقاء المقربون , فكلمة باكو تصغير لأسم فرانسيسكو".
قالت بفرح :
" لا بأس أذن باكو".
نظر أليها مليا ثم قال :
"هيا نذهب ألى السباحة".
ردت عليه بنعومة وهي تلاحظ أن نظرات بروس الساخرة قد أختفت .
" لا أستطيع يا باكو , لقد عدت قبل قليل من الشاطىء !".
حدق فيها متسائلا:
" ذهبت ألى الشاطىء وحدك؟ لكن كيف؟".

أجابته ببساطة:
" أستعملت الدراجة ".
صاح متسائلا:
" ذهبت كل المسافة على الدراجة؟".
سرّت جانيت لتعابير فرانسيسكو المندهشة , فقد باتت تدرك أن الأسباني الحديث هو أكثر الأوروبيين أعتمادا على السيارة , وهو يفضل أن يستقلها حتى ولو كانت المسافة مجرد أمتار قليلة.
تابع قائلا :
"أنه أمر لا يصدق , أريد وعدا منك بأن تتركيني أنقلك ألى الشاطىء كلما خطر ببالك ذلك!".
أعتذرت مبتسمة :
" لا أريد أن أزعجك دائما يا باكو , فربما أرغب بالذهاب كل يوم! ".
أجابها بحماس قائلا:
" أذن سأذهب كل يوم أيضا فأنا متفرغ أبتداء من الساعة الثانية حتى الخامسة , أرجوك قولي أنك تقبلين مرافقتي ؟".
لم تكن جانيت متأكدة مما تريد , فهي من ناحية , لا ترغب بالأختلاط بأحد وتفضل أن تبقى وحيدة على الشاطىء ...... ولكنها من ناحية أخرى تدرك أن بروس منزعج من وجود فرانسيسكو معها , لذلك قالت بعد تردد:
" حسنا يا باكو , سأكون مسرورة أذا ما رافقتني".
تابعت جانيت وفرانسيسكو حديثهما فتناولا مختلف المواضيع كالطقس والطعام والجزيرة وعادات السكان , بحيث أندمجت جانيت كليا بالدور الجديد الذي أتخذته لنفسها , وكما توقعت فعلا , تجاهل فرانسيسكو كل الحضور وظل يلازمها حتى بدأ الآخرون ألأستعداد للرحيل.
كان بروس والبروك قد غاب عن ناظريها , فآخر مرة لمحته فيها كانت الأبتسامة الساخرة ما تزال تحتل زوايا شفتيه , ولكنها بعد لحظات , عندما وجهت نظرة خفية أليه , فوجئت بأن مرافقتيه الجميلتين وحدهما بينما أختفى هو عن الأنظار.
ولم تره مجددا ألا عندما رافقها باكو نحو الباب الخارجي مودعا , كان بروس والبروك يرافق الأم ألى الخارج أيضا , وعند السلم الرخامي وقفت جانيت وفرانسيسكو يخططان لرحلة الغد ألى الشاطىء , وأستغرق وجودهما هناك أكثر من عشر دقائق كان بروس خلالها قد أوصل الأم ألى البيت وعاد مارا بهما بدون أن يلتفت أليهما .
في البيت , كانت الأم على وشك أن تبدل ملابسها الرسمية عندما وصلت جانيت ألى الغرفة , وعلى الفور قالت السيدة كيندال :
" لقد طلبت من السيد والبروك أن يبقى قليلا لتناول فنجان من الشاي, لكنه كان منزعجا جدا ...... وأعتذر بحجة أن لديه أعمالا هامة يجب أنجازها سريعا".
تجاهلت جانيت كلمات أمها وأنشغلت بملاعبة القطة التي أستجابت سريعا.
فقد أمضت طيلة بعد الظهر في معركة خفية مع عدوها اللدود , ولا تريد الآن أن تدخل في نقاش غير مفيد مع أمها.
جاء فرانسيسكو لأصطحابها ألى البحر عند الساعة الثانية بعد الظهر في اليوم التالي , كانت قد أعدّت حقيبة يدها في حين أسترخت الأم مع القطة والكلب في قيلولة بعد الظهر , بدا فرانسيسكو جذابا في قميص أبيض مفتوح الصدر على سروال حريري ناعم , أما جانيت فقد أرتدت سترة خفيفة فوق تنورة زرقاء اللون.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:58 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أستغربت جانيت , عندما وصلت ألى حيث سيارة فرانسيسكو الصغيرة , أن يكون بروس قد أوقف سيارته في عرض الممر وذلك لأول مرة منذ مجيئه ألى هنا , وبينما فرانسيسكو منهمك في ترتيب أغراضه وأغراض جانيت في المقعد الخلفي , سمعت جانيت صوت باب سيارة يغلق بقوة ....... وما هي ألا لحظات معدودة حتى كان بروس ينطلق بسرعة جنونية نخلفا وراءه عاصفة من الغبار والحصى الصغيرة , وعلى طول الطريق الزراعي المؤدي ألى الشارع الرئيسي , كانت جانيت تحاول أن تبين ألى أين ذهبت سيارة بروس , وأخيرا قررت أن تبعد ذلك الشخص عن ذهنها وتتمتع بهذا النهار الصيفي حيث الشمس تلون كل الطبيعة بأشعتها الذهبية الساطعة.
وبعد أن أجتازت السيارة قرية سان غبرييل وأتخذت الطريق الساحلي المؤدي ألى الشاطىء , ألتفت فرانسيسكو ألى جانيت متسائلا:
" كيف أصبحت لغتك الأسبانية هذه الأيام ؟".
ردت جانيت مبتسمة :
" تتحسن ببطء شديد , في بعض المرات أفكر أنني صرت ممتازة ....... ولكن في مرات أخرى أشعر أنني مغفلة كبيرة !".
ضحك قائلا:
" لا تهتمي بذلك , عليك الأختلاط بالناس المحليين , فهذه أسرع طريقة لتعلم اللغة".
قاطعته قائلة:
" هذه هي المشكلة , أنني أتعمّد الذهاب ألى القرية كلّما أرادت أمي شراء بعض الأغراض , لكن لغتكم تتضمن الكثير من المفردات المتشابهة ذات المعاني المختلفة , فلفظة الخميس بالأسبانية مماثلة لكلمة البيض , وهكذا أراني أطلب عدة ( خميسات) أذا أردت شراء البيض , أو أتفق مع أحد الناس على موعد يوم ........ البيض!".


أنفجر فرانسيسكو ضاحكا بصوت عال , لكن جانيت تابعت تقول :
" والشيء نفسه ينطبق على كلمتي ( تسعة ) و ( جديد) بالأمس تحدثت ألى أحدى النساء القرويات وقلت لها أنك ترتدين تسعة أحذية !".
ورد فرانسيسكو مازحا:
" ولكن اللغة الأنكليزية ليست أفضل , ففيها من التعقيد الشيء الكثير!".
قالت وهي تبتسم :
" أنت تتكلم الأنكليزية بطلاقة ......".
أجاب قائلا:
" لقد أضطررت للعيش سنة كاملة في بريطانيا حتى تمكنت من ذلك ".
ضحكت جانيت وقالت:
" أذن عندي أمل كبير , أذ لم يمض على وجودي هنا سوى شهر واحد ".
وصلا ألى الشاطىء في وقت أقل بكثير مما أستغرقته رحلتها على الدراجة , ولحسن حظهما , كان عدد السابحين قليلا , وسرعان ما خلع فرانسيسكو قميصه وأندفع ألى الماء برشاقة , في حين ذهبت جانيت ألى غرفة محاذية لأرتداء ملابس البحر..... ثم توجهت ألى المياه.
أنطلق فرانسيسكو ألى عرض البحر بكل قوته , لكن جانيت لم تستطع مجاراته لذلك فضلت البقاء قريبة من الشاطىء , وبعد وقت قصير أنضم أليها في سباحة قصيرة , ثم خرجا معا للتمتع بأشعة الشمس بعد غياب اللعب والسباحة.
أنهمكت جانيت بمد المناشف العريضة في حين تولّى فرانسيسكو مهمة أحضار المرطبات المنعشة من المقهى المجاور , بعد ذلك أستلقيا بكسل وصمت يراقبان السابحين والسابحات , ألى أن حان موعد الرحيل.
خيّم الصمت عليهما طوال الطريق ألى البيت , فقد كانا يتمتعان بالهواء العليل يلامس وجهيهما اللذين لوحتهما الشمس , ولم يحاولا بذل مجهود لأفساد هذه المتعة , وعندما وصلا ألى افيللا , ودعها فرانسيسكو على أمل اللقاء في يوم آخر.
ويوما بعد يوم توثقت عرى الصداقة بين فرانسيسكو وجانيت التي عرفت أن بروس والبروك يتعامل مع زبائن آخرين في الجزيرة غير السيد والسيدة فورد وأن المحاميين الشابين ينتقلان بين نكتبهما في المدينة وآخر مؤقت في الفيللا .
وبات من المعتاد رؤية سيارة المحامي الأسباني الشاب تتوقّف يوميا أمام بيت جانيت ,التي لم تعد تجد حرجا في مرافقته طالما أنه يتمتع بالسباحة برفقتها في آن واحد , وكانت الرحلة تستمر من الساعة الثانية بعد الظهر وحتى آخر دقيقة يستطيع فرانسيسكو أن يظل فيها خارج المكتب ودوام العمل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-10, 06:59 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أمضيا ساعات طويلة رائعة على ذلك الشاطىء المنعزل , كانا يغطسان بحثا عن الأصداف في المياه غير العميقة , وفي بعض الأحيان كانا يشاركان في ألعاب رياضية مسلية على الرمال الدافئة , دائما كان فرانسيسكو ألى جانبها , وقد باتت جانيت تشعر أن معظم اللواتي يرتدن ذلك الشاطىء المنعزل يحسدنها لوجودها مع هذا الشاب الوسيم..... لكنها لم تشعر بأي شيء خاص أتجاهه , مرّات كانت تبتسم بسرها وهي مستلقية على المنشفة , ترى ماذا تقول صديقاتها الأنكليزيات في هذه المسألة؟ لا شك أنهن سيسخرن منها.... فهن على أستعداد لدفع تكاليف باهظة مقابل يوم واحد على الشاطىء مع شاب أسباني مثل فرانسيسكو !
أما هي فيكفيها أن تشعر بالرفقة فقط , ولا شيء آخر غير ذلك , ومن هنا سبب نجاح صداقتهما , فكل منهما كان يكتفي بالرفقة والراحة التي يؤمنها الشاطىء , بدون أن يعي ذلك عدم الدخول في نقاشات وجوارات ظلت في أطار الأحترام المتبادل.
وعلى حين غرة حدث شيء غير متوقع وضع حدا لرفقتهما اليومية ألى الشاطىء .
منذ البدء , شعرت جانيت أن بروس والبروك منزعج من صداقتها مع فرانسيسكو.
ولعل هذا السبب وحده يدفعها ألى الأستمرار في ترسيخ العلاقة وتنميتها , وفي أحدى المرات , لاحظت أن المحامي الأنكليزي كان يزرع شرفة علوي ذهابا وأيابا بأنتظار عودتهما من الشاطىء , وكي تزيد من حدة الموقف , تعمدت أن تقف مطولا مع فرانسيسكو بل وأن تضحك بصوت عال حتى يسمعها بروس الموجود في مكان ما داخل الفيللا.
وصارت جانيت تقصد أثارة بروس في مثل هذه التصرفات الطفولية , ألى أن حدث ذات يوم ووجدت نفسها وجعا لوجه معه أمام باب الفيللا , لم تكن الساعة قد بلغت الخامسة بعد , لكن بروس خاطب فرانسيسكو بلهجة جافة وحازمة قائلا:
" أتمنى أن تعطي العمل أكثر مما تعطيه حاليا يا فرانسيسكو , وأذا كنت راغبا في تحقيق النجاح في عالم القانون , فأقترح عليك أن تهتم بالقضايا والدعاوى أكثر من أهتمامك بالنزهات والسباحة".


خيّم صمت ثقيل للحظات , قطعه بروس متابعا:
" أوراق دعوى هاملين غير موجودة على مكتبي, لو كنت موجودا في الفيللا لعرفنا ما حدث لها !".
ومع أن فرانسيسكو فوجىء بلهجته الجافة , وأستغرب طباعه الحادة في مثل هذه المناسبة .. ألا أنه هز رأسه قائلا:
" حاضر".
وأسرع ألى الداخل.
وجدت جانيت نفسها منبوذة بعد أن رحل فرانسيسكو , بينما أستدار بروس لمراقبة زميله الأسباني وهو يغيب في أحدى القاعات , وأحست بتوتر الشديد يخيم على المكان , خاصة وأن قسمات وجه بروس عبّرت بصراحة عن الغضب والضيق والأنزعاج , ولم تنتظر جانيت حتى يأخذ بروس المبادرة , بل أسرعت تغادر المكان بدون أن تنطق بأية كلمة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.